انتقل إلى المحتوى

مستخدم:آدم أبوحازم

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

دا كلاااام..!!

........

الحكم العسكري في السودان إلى أين..؟!

......

بقاء السلطة العسكرية في السودان هو إمتداد آخر لجسر الحكومات التي تعاقبت على الحكم فيه، و كذلك تعميق لجرح الفشل و الفساد في جسد البلاد المكلومة... فهي تعاني منذ إستقلالها المُتخيّل و الوهمي تعاني الجوع والمرض و الفقر وهو مثلث لا ينجو من براثنه أقوى الإقتصادات في العالم ناهيك عن بلد أصلاً لا يفكر حكامها بتعاقبهم إلا في مصالحهم الخاصة و الشخصية، جاءت الثورة و أنقذت الشعب من قبضة حزب المؤتمر الوطني و حكم (الكيزان) كما ظن الجميع للأبد.. ولكن للأسف الشديد باع المنتفعون جذوتها لأجل المصلحة الخاصة.. و حاول إخمادها بصورة واضحة بالتماطل في تنفيذ المتفق عليه في السلطة عبر الفترة الإنتقالية مناصفة بين العسكر والسلطة المدنية يتمثيلها الهش و هو من أضاعها، ولكن ولأن الجنرالات لا يقبلون الشراكة أياً كان نوعها ومع من من كان سارعوا للمزيد من التلاعب و الضغط على رئيس الوزراء و إعتقاله و زجه في الشارع بلا خجل.. وهو الرجل الذي كان بعض أو معظم الشعب يعول على إنصافه و تطبيقه للحكم المدني عبر الإنتخابات و إعادة هيكلة الدولة بصورة ترضي الجميع و تضعها في مصاف الدول المتقدمة من كل النواحي الإقتصادية و السياسية و العلمية و الإجتماعية، لكن... ولأن الرجل جاء بأجندة يحملها بالإنابة عن أربابه، لم يستطع رفع صوته ولا سل سيفه لمقارعة الباطل العسكري المستبد، جاء مؤظراً داخل سياق و سياج فيه مطلوبات محددة جعلت من يقفون معه يتخاذلون و يتركونه فريسة للبرهان ذلك الجنرال الأناني و الذي نصب نفسه وصياً على الشعب و على أمن البلاد و العباد دون تفويض ولا إنتخاب ولا حتى حق متوهم...، كانت الفاجعة في الخامس و العشرين من شهر أكتوبر لسنة واحد وعشرين و ألفين ميلادية... بعد هذا التأريخ المشؤوم لم يتعافى السودان، بل و مات كل طموح و أمل و مستقبلزفي نفوس الشباب و حدت بهم الحيرة و البلاهة يفغرون أفواههم كمن سقط للتو في قدر ماء يغلي، لا يستطيع النجاة و لا الصراخ، كان ذلك نذير الشؤم الذي بصق في طعام الشعب كله و لوث إمعاءه و قتلهم الألم..

ذلك الإنقلاب المتحايل لم تنهض بعده همم الشباب، بل وأعادهم للشوارع يهتفون والغبن يملأ صدورهم و الموت الرخيص يزين رقابهم و رؤوسهم عبر فوهات الجيش و الشرطة والدعم السريع و أجهزة الأمن و غيرها من المنتفعين من القناصة و الخونة،

كانت أحلام الشباب فتية و شابة و حية تزهو بالسودان بقعة و شعباً إنساناً و روحاً حرة مرفهة، ولكن هيهات أن يدعهم ذلك الغادر الغاشم المغتصب أحراراً فقط لأحلامهم بالتغيير و التجديد والمدنية و هامش الحريات، حز في نفسه المريضة أن يزج هو و زملاءه في السجون و يحاسبوا على ما إغترفت أيديهم بعد أنرتلطخت بالدماء و عبثت بأرواح خيرة الأبناء الشرفاء الذين لم تمتد مطالبهم إلا للبناء والنهوض بالبلاد من وعثاء سفرها المجهول نحو التخلف و التأخر والجهل... بمحسناته من إفقار متعمد و إمراض مدروس و تجويع مقصود، وهي القشة التي قسمت ظهر البعير... (يا تشرب يا نكسر قرنها) - مثل-..

لا أدري ماذا يدور في أذهان الإنقلابيون الآن.. ولكن نعرف أن الشوارع لا تخون.. و أن الأرواح الحية ليست بأغلى من التي رحلت بمدافع المستعمر الوطني اللئيم.. وأن الشباب صاحب الدماء الخارة و النفوس الجزلة لا يألون جهداً في الإعمار مهما إستبد بهم العسكر و طحنوهم بآلاياتهم و أزهقوا أرواحهم الجامحة النقية البريئة الطاهرة.. فلا بد لليل أن ينجلي..

عبثاً يحاول البرهان حماية نفسه و زمرته من غضب الزنزانة... و يعتقدون جازمين أن قهرهم لطموح الشباب سيجعلهم آمنين.. ولكن هيهات..

سيأتي يوماً نحتفل فيه برحيلهم الأبدي، فكلهم إمتداداً رخيصاً للسلطة الغاصبة من تاريخ تسعة و ثمانين من القرن الماضي...

فالتتوحد الجهود أيها الشباب و أعملوا عقولكم بوضع الخطط والإستراتيجيات و أنظروا المستقبل البعيد القريب ولا تدعوا أعينكم تقع تحت خطواتكم.. و الدرب طويل.. فما نهوض من حولنا من أمم ونجاحاتهم إلا بإيمانهم بالوطن و الحياة و الحقوق و العدالة و الأمن و السلام.. لنجعل ذلك واقعاً.. دعوا الشتات و أعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا...

الرحمة و المغفرة لشهداء الوطن

و الصحة والعافية للمرضى و المصابين

و جبر الله خواطر الآباء والأمهات اللذين فقدوا فلذاتهم في أتون معارك مصنوعة و ملفقة.. تستبيح الأرواح وتسلبها كذباً و وهماً.. !!

#تسقط_السلطة_الإنقلابية

.......

أبوحازم_السودان