انتقل إلى المحتوى

مستخدم:احمد جعفر الفاطمي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

النحــــــــــــــــــو القرآني

(النحو القرآني) مصطلح ظهر في الساحة العلمية أبّان العقد السادس من القرن العشرين الميلادي، والموافق للعقد الثامن من القرن الثالث عشر الهجري، ولأنه مصطلح جديد فقد اختلفت تعريفاته بين الداعين له والمؤسسين له.

فهو عند الدكتور عبد العال سالم ـ وهو من ظهر عنده المصطلح ـ : ( المقصود بالنحو القرآني:

أقصد أن القرآن قامت على اساسه قواعد وبنيت على نهجه أصول سواء أكان معه شواهد اخرى تدعم هذه القواعد أم لم تكن؟ وسواء أكانت هذه الأصول تتفق مع أصول النحاة أم لا تتفق؟؛ وذلك لأن القرآن الكريم بقراءاته المختلفة أغنى قواعد النحو وزاد من قيمتها وأمدها بأمتن القواعد وأحسن الأساليب)([1] ).

واما الدكتور الجواري فلم يعرّفه صريحا ولكن يمكن ان نفهم مراده بـ(نحو القرآن) أنه: النحو المستنِد الى القرآن الكريم في تراكيبه واساليبه؛ لأنها(هي الاصل الذي يستأهل أن تقوم عليه دراسة التراكيب والاساليب العربية)( [2])،فـ(ان دراسة النحو القرآني قمينة أن تقيم قواعد النحو على اصولها التاريخية الصحيحة، وتبنيها على اسسها الفنية السليمة)( [3]).

وأما الدكتور الانصاري فيعني عنده: (النحو القرآني: هو تصحيح قواعد النحو بالقراءات)( [4]).

ويحيد الدكتور جميل احمد ظفر بالنحو القرآني الى مجرد كونه الاستشهاد على القواعد النحوية بالشواهد القرآنية، قال: (ويعتمد هذا البحث على شواهد كتاب الله في قضايا النحو المتشعبة ومسائله المتفرعة، بدلاً من الاعتماد على النصوص الشعرية التي عوّل عليها واستند إليها كثير من النحاة، على الرغم مما يعتري نماذج غير قليلة منها من قصور وضعف...)( [5])، وهو بهذا المنحى قد يمثل جانبا واحداً من جوانب النحو القرآني، او الفهم الاولي لمفهوم او مصطلح النحو القرآني؛ والا فلا يصح اختراع علم جديد بمجرد تغيير الشواهد من مختلطة بالشعر وغيره، الى آيات قرانية فينشأ بذلك علم مستقل، ويلزم من ذلك تعدد علوم النحو بتعدد الشواهد، فعلم النحو الشعري، وعلم النحو النثري...الخ.

وهو عند الدكتورة هناء اسماعيل:

(النحو القرآني: مصطلح معاصر لما عرف عند القدامى بـ مجموعة الانظمة والقواعد والاحكام التي تستنبط من النص القرآني الكريم، والقائمة على اساس من الفهم الصحيح والسليم للغة القرآن الكريم ومعانيه واساليبه مع الاخذ بالقراءات القرآنية متواترة كانت ام شاذة، وتوجيهها بحسب اسس النحو القرآني المعنوية والفكرية، من: مراعاة المعنى وقواعد التأليف والربط وما يطرأ على النظم من تغيير كالحذف والذكر والتقديم والتأخير والفصل والوصل مع مراعاة مقتضى الحال واحوال المخاطب والمتكلم)([6] )، وفيما نرى ـ بعد ملاحظة التعريفات المتقدمة ـ أن هذا التعريف الاخير يمثل آخر مراحل نضج نظرية التأسيس للنحو القرآني؛ لأن صاحبة الدراسة هي آخر من كتب في هذا المجال ـ فيما نعلم ـ، بالإضافة الى ان التعريف قد حدد لنا معنى المصطلح واسسه ومقصده، وآلياته.

1القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية، د.عبدالعال سالم مكرم، المكتبة الازهرية للتراث، مصر، ط1، 1384هـ ـ 1965م: ص 306. 2 نحو القرآن، د. احمد عبد الستار الجواري، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت، ط ج، 1426هـ ـ 2006م: ص6. 3المصدر السابق : ص8 4النحو القرآني، د. هناء محمود: ص 251. 5النحو القرآني قواعد وشواهد، د.جميل احمد ظفر، مكة المكرمة للنشر، مكة المكرمة، ط2، 1418هـ ـ 1998م: ص1. 6النحو القراني، د.هناء محمود: ص 79.