انتقل إلى المحتوى

مستخدم:توفيق الحوفي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

وأمُّ الفضائل والأخلاق الحسنة في الإسلام "فضيلة التقوى"، ويقول الدكتور أحمد محمد الحوفي في بَحثه الأساس الإسلامي للأخلاق: "كما أنَّ الإسلام جعل من فضيلة "التقوى" أهمَّ الفضائل وأعظمها، و"للتقوى" دلالة دينية تشمل طاعة الله - تعالى - والرَّغبة في ثوابه، وتشمل خشيته - سبحانه وتعالى - والخوف من عقابه، والتقوى بهذه الدلالة الشَّاملة تُعَدُّ المحور الذي تدور حوله الأخلاق الإسلاميَّة، وهي الأساس الوطيد الذي لا يتبدَّل، ولا يخضع للأهواء أو المقاييس الفردية، أو المقاييس العامَّة التي تتحول وتتغير، فالتقوى هي المركز الذي تلتفُّ الفضائل من حوله، ويرنو إليه كلُّ فرد برغبة ورهبة، ويدور في مُحيطه، سواء حقَّق له نفعًا عاجلاً أم لم يحقق، بل إنَّه يدور من حوله منجذبًا إليه، وإن كان في دورانه ضررٌ مُحقق يَمسه في نفسه أو في ماله أو في رغبة من رغباته.


وما من شك أنَّ الذي يتقي ربَّه يُحبه ويطيعه، ويعمل ما يستحق عليه ثوابه، ويكف عمَّا ينزل به عقابه، فيحيا في طهارة نفس وصلاح عمل، وبراءة تدبير، وثراء من الخير والحق، وينفر من كل شرٍّ، ويتحاشى كلَّ رذيلة ونقيصة.


ولن يكون التقيُّ - وهو يعلم أن الإسلام ينبوع الأخلاق وأن التقوى محورها - إلا كريمًا، شجاعًا، عادلاً، أمينًا، عفيفًا، صادقًا، مبرأ من الجبن والبخل والفجور، والغدر والكذب والغرور، ومن كل رذيلة.


ويقول د. الحوفي: "وقد تردَّدت مادة التَّقوى في القرآن الكريم بهذا المعنى تسعًا وثلاثين ومائتي مرَّة، منها أمرٌ صريح بالتقوى ثلاثًا وثمانين، ومنها كلمة تقوى تسع عشرة، وكلمة تقي ثلاث مرات، وكلمة الأتقى مرَّتين"، ويضيف: "ونستطيع أنْ نستنبط للتقوى - مع هذه الدلالة العامَّة التي تجمع كل فضيلة، وتنفي كل رذيلة - معاني جزئية تتصل بكل فضيلة معينة، كما نجدها تسبق بعضَ الفضائل أو تتلوها معقبة عليها:

أ- فالكرم مُتَّصل بها في قوله - تعالى -: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ [الليل: 5-7]، وفي قوله - تعالى -: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى﴾ [الليل: 17-20].


ب- والشجاعة متصلة بها في قوله - تعالى -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 123]".


وهكذا يَمضي د. الحوفي مبينًا اتِّصال "التقوى" بالصدق، والعدل، والعِفَّة، والوفاء، والرحمة، والعفو، والصبر، والأمانة، وقوة العزيمة، والتسامُح، وأداء الدين، والوفاء به، وإصلاح ذات البين، والكسب الحلال، مستدلاًّ ومستشهدًا بالآيات القرآنية الكريمة، وهكذا تتأكد أهمية فضيلة التقوى وأنَّها المحور الذي تدور حوله الأخلاق الإسلامية الكريمة.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/36838/#ixzz668vPOGLW