انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Idawy66

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

فائدة

إِنَّ الطَّاعَةَ حِصْنُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ، مَنْ دَخَلَهُ كَانَ مِنَ الْآمِنِينَ مِنْ عُقُوبَاتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ خَرَجَ عَنْهُ أَحَاطَتْ بِهِ الْمَخَاوِفُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ انْقَلَبَتِ الْمَخَاوِفُ فِي حَقِّهِ أَمَانًا، وَمَنْ عَصَاهُ انْقَلَبَتْ مَآمِنُهُ مَخَاوِفَ فَمَنْ خَافَ اللَّهَ آمَنَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَنْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ أَخَافَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ (1)

فالجزاء من جنس العمل ؛ فمن بحث عن الأمن والأنس في معصية الله انقلب الأمر عليه رأساً على عقب ، فأصبح أمنه خوفاً وأنسه هماً وغماً .

(1)الجواب الكافي لابن القيم بتصرف


من أعجب الأشياء

من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه , وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة .

وأن تعرف قدر الربح في معاملته , ثم تعامل غيره , وأن تعرف قدر غضبه , ثم تتعرّض له .

وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه , ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته .

وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره , ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه , والإنابة إليه .

وأعجب من هذا علمك أن لا بد لك منه , وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض , وفيما يبعدك عنه راغب .


( من كتاب الفوائد لابن القيم )