مستخدم:Muatasim4

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تلوث البيئة المائية والمشاكل التى يسببها في الانتاج السمكي[عدل]

إعداد- خلفان بن محمد الراشدي[عدل]

يمثل تلوث البيئة المائية أحد أهم وأخطر المشاكل التي يعاني منها الإنتاج السمكي في كافة أنحاء العالم، ولعل السبب الرئيسي يعود إلى التقدم التكنولوجي والزيادة المضطردة في إنتاج الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية والمواد البترولية وتسرب هذه المواد إلى المياه في المصادر الطبيعية (الأنهار ، البحيرات ، البحار، المحيطات) أو إلى مياه المزارع السمكية عن طريق مياه الصرف الزراعي أو الصناعي أو الصرف الصحي، حيث أدى النشاط الآدمي لتلوث المياه بالكائنات المرضية والكيماويات ، مما أدى لانتشار الأوبئة المختلفة، ويتزايد تعرض الإنسان في الآونة الأخيرة للعديد من الملوثات البيئية، بعضها يشكل خطراً مباشراً علــى حياته، بينما يجد البعض الآخر طريقه من الهواء والماء والتربة الملوثة إلى السلاسل الغذائية (نباتية كانت أم حيوانية) ومنه إلى أنسجة الإنسان مما يضر بصحته ورفاهيته، وتتعدد المصادر المسببة لتلوث المياه تبعاً إلى صفاتها الكيميائية، حالتها الفيزيائية و حسب تأثيراتها البيئية ومن هذه المصادر:

المخلفات الزراعية : [عدل]

من أهم المخلفات الزراعية الأسمدة والمبيدات، وتظهر خطورة الأسمدة في أنها تؤكسد بواسطة البكتيريا في التربة وتتحول إلى أملاح النترات سهلة الذوبان في الماء، وتنتقل إلى المصادر المائية مع مياه الري أو الأمطار، وتتسلل إلى المياه الجوفية مما يؤدي لحدوث زيادة مستمرة في تركيزات النترات بالبيئة المائية، ولا يكمن الخطر لهذه النترات بأنها سامة وحسب، بل يكمن الخطر كذلك في أنها تسمد البحار والأنهار والبحيرات فتزداد خصوبتها بدرجة خطيرة وتصبح معرضة لظاهرة التشبع الغذائي Eutrophication)) ، مما يساهم في تحويل تلك المسطحات المائية إلى مستنقعات خالية من الأوكسجين الذائب، خالية من الأسماك وباقي الأحياء المائية الأخرى، وتتلوث الأسماك بالمبيدات التي تصرف في ماء الصرف، وتتركز تلك المبيدات في الأعشاب البحرية والأحياء الدقيقة وتنتقل منها إلى الأسماك هذا بالإضافة إلى ما تأخذه الأسماك من الماء مباشرة وبالتالي يتغذى الإنسان على تلك الأسماك الملوثة، ويمكن القول بأن ارتفاع نسبة الدهن في الأسماك يزيد من فرصة احتوائها على نسب أعلى من المبيدات الحشرية مثل ثعابين الأسماك Eels ، إذ يمكن للأسماك أن تركز المبيدات الحشرية في لحومها إلى أن يصل تركيزها إلى آلاف الأمثال بالمقارنة بتركيزاتها في الماء المحيط بها. 

مخلفات الصرف الصحي: [عدل]

وتعرف أيضا باسم (مياه الصرف الحضري) وهي من أخطر الملوثات الموجودة في المياه هي تلك المخلفات الآدمية التي تصرف في كثير من الشواطئ البحرية في معظم دول العالم، إن غالبية دول العالم خاصة الدول النامية لا تجري أية معالجة على فضلاتها، وهنا يكون الخطر المحقق، حيث إنه مما لا شك فيه أن تلك المخلفات الآدمية تتراكم في الوسط المائي وتدمر كل أشكال الحياة بما تحمله من سموم وكائنات دقيقة ضارة.

التلوث الحراري:[عدل]

المعروف أن الأسماك لها من القدرة ما يجعلها تتكيف مع مختلف التغيرات الموسمية في درجة حرارة المياه (حيث إن الأسماك من ذوات الدم البارد)، إلا أن الأسماك تعجز عن تكييف نفسها لأي تغير حراري مفاجئ وهي عندئذ تتلوث حرارياً وتصاب بصدمة مهلكة، فهناك من أنواع الأسماك ما تفقد قدرتها على التكاثر في المياه الدافئة فوق 20 درجة مئوية، وهناك أنواع أخرى من الأسماك تكف عن إنتاج البيض تماماً إذا ارتفعت درجة حرارة المياه عن حد معين، أي أن لكل نوع من الأسماك درجة حرارة حرجة عندها لا تستطيع الأسماك القيام بوظائفها الحيوية بصورة طبيعية. وخلاصة القول إن التلوث الحراري خطر حقيقي يهدد الثروة السمكية، ويظهر ذلك واضحاً في الدول المتقدمة.

التلوث الإشعاعي والنفايات الذرية والنووية:[عدل]

وجد أن مياه تبريد المفاعلات النووية التي تقذف في الأنهار، والتي تكون ملوثة بالإشعاع، كانت وراء هلاك الكثير من الأحياء في الأنهار وتناقص مخزونها السمكي، خاصة في أوروبا والدول المتقدمة، وأصبح اليوم تلوث المياه بالإشعاع إحدى مشكلات البيئة الكبرى، وخاصة تلك النفايات الذرية التي تخزن في أعماق المحيطات، فمنذ عام 1946م وحتى الآن ألقت الدول الصناعية الكبرى (12 دولة تحديداً) في مياه البحار والمحيطات مئات الآلاف من الأطنان من المواد المشعة. وتشير الدراسات المتخصصة إلى أن تقنيات دفن النفايات الذرية في أعماق المحيطات ليست مأمونة تماماً حيث تتسرب بعض المواد المشعة ، كما تم رصد نفوق جماعي لأسماك المنطقة التي تخزن فيها تلك النفايات، كذلك وجد أن القشريات البحرية والصدفيات تختزن هذه النفايات الذرية بنسب مرتفعة، خاصة مادتي السيزيوم والبلوتونيوم.

المعادن الثقيلة:[عدل]

تعد أخطر ملوثات البيئة المائية، حيث تنتشر استخداماتها في الصناعات المختلفة، والتي تصرف مياهها الملوثة دون أية معالجة فتتراكم تلك المواد في المصادر المائية بدءا بالطحالب فالأسماك والإنسان مسببة أخطر أنواع التلوث بتلك المعادن الثقيلة، ومنها الزئبق الذي له تأثير سلبي على المخ فأكل السمك الملوّث بهذا المعدن قد يصيب بالاضطراب العصبي وفقدان الذاكرة واختلال عقلي عند الأطفال حديثي الولادة كما له القدرة في اختراق الأنسجة الوافية للجنين في بطن الأم، أما تأثير معدن الكادميوم على الأسماك فيرتكز على اختلال في تكوين البويضات وأعراض تنفسية حادة وزيادة معدلات النفوق، وبالنسبة للإنسان فإنه يسبب الأنيميا بالإضافة إلى اضطرابات شديدة فى الجهاز الهضمي والبولي وأيضاً في ظهور التشوهات الخلقية للأجنة.

المخلفات الصناعية:[عدل]

تعد تلك الملوثات من أخطر الملوثات على كل عناصر البيئة، نظراً للتقدم المذهل للصناعة في كافة الدول، خاصة الدول المتقدمة، ومن أخطر تلك الملوثات (وهو يمثل عصب الصناعة في كافة الدول) البترول ومخلفاته ومشتقاته، وعند تسرب النفط إلى المياه يصبح على هيئة طبقة متماسكة تغطي مساحة كبيرة، وتبدو تلك الطبقة كما لو كانت عازلاً يحول بين الماء وهواء الجو، مما يعوق تشبع الماء بالأوكسجين الجوي فتقل نسبة الأوكسجين المذاب في المياه، وكذلك تعوق تلك الطبقة الضوء وتقلل أو تمنع نفاذيته إلى المياه، وتختفي الهائمات النباتية وتعجز عن القيام بوظيفة التمثيل الضوئي وبذلك تؤثر على نسبة الأوكسجين في المياه وكذلك تختفي الهائمات الحيوانية ويؤثر ذلك تبعاً على الأسماك. 

أمام هذه الأخطار السابقة الذكر، والقليلة من كثير، لا نملك إلا أن نقدم بعض التوصيات والمقترحات للحد من هذه الأخطار الفتاكة لكل من البيئة المائية والأسماك والإنسان وهي: نشر مزيد من الوعي بخطورة الملوثات المائية والتلوث بصفة عامة إجراء المزيد من الدراسات العلمية عن الملوثات وأضرارها وإلزام المصانع بتنقية ومعالجة مخلفاتها بدلا من رميها فى الوسط المائي دون أدنى معالجة وعمل التحليلات الدورية لعينات من الأسماك والمياه والأحياء المائية المختلفة للتأكد من خلوها من الأمراض الناتجة عن تلوث المياه وإدخال البعد البيئي في تخطيط المشروعات الصناعية والسياحية والسكنية لحماية المصايد من التلوث وحماية الموانئ من التلوث بالبترول ومشتقاته الأخرى وتقليل استخدام أو منع استخدام الطرق الكيميائية في المعالجة أو التنقية واستخدام الطرق الميكانيكية والمعالجات البيولوجية الأكثر أماناً وحفاظاً على البيئة.[1]