الزنابير (مسرحية): الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط إدراج وصلة
سطر 29: سطر 29:
[[تصنيف:كوميديا]]
[[تصنيف:كوميديا]]
[[تصنيف:مسرحيات أريستوفان]]
[[تصنيف:مسرحيات أريستوفان]]
[[تصنيف:مسرحيات]]

نسخة 04:40، 31 يوليو 2013

الزنابير هي مسرحية للكاتب الإغريقي "أريستوفانيس " ، عرضا عام 422 ق.م في أعياد اللينايا و الت الجائزة الثانية بمسابقة العيد نفسه .

نبذة

بهذه المسرحية يهاجم أريستوفانيس السياسي كليون من جديد بعد مسرحية " الفرسان (مسرحية) " ، و لكن بشكل مختلف ، لأنها تدور حول نقد النظام القضائي الأثيني . و رغم أن المؤلف لم يشك قط في قيمة المؤسسات القضائية بالنسبة للنظام الديمقراطي ، إلا أن شعورا بالقلق كان ينتابه لأن الدهماويين من طراز كليون قد جعلوها عديمة الجدوى . و ذلك أن المحكمة العليا المعروفة باسم " Heliaia "التي ترجع إلي عصر "سولون | Solon" و غدت في عهد " إفيالتيس [1]" من كبري المؤسسات الديمقراطية في أثينا ، و غدا عدد أعضائها 6000 عضو -قد انتهي بها الأمر إلي الوقوع في أيدي حفنة من شيوخ الأثينيين ، الذين أصبحوا بلا نفع في الحرب أو حتي في السلم ، لأنهم جاهلون أو غير مهتمين بما يدور حولهم من أحداث سياسية . و حينما قرر كليون زيادة أجرهم إلي ثلاثة أوبولات عن كل جلسة يحضرونها في المحكمة العليا تلقوا القرار بابتهاج ، لذلك و كما توقع كليون تحول شيوخ أثينا بعد هذه الزيادة إلي مجرد محافظين علي نظام الحكم السائد الذي يفيدون من ورائه ، و بالتالي يتمكن كليون من التلاعب كما يريد بأصواتهم .

الحبكة

كان الشيخ فيلوكليون " و تعني المغرم بكليون" مولعا إلي حد الجنون بالقضاء و بالتردد علي المحاكم ، و عبثا حاول ابنه " بديكليكون" و " تعني الكاره لكليون " أن يبعده عن هذا الداء الوبيل و لكنه فاشل ، و لذا اضطر الابن إلي حبس أبيه في المنزل بعد أن أحكم غلق الأبواب . ثم تحضر الجوقة التي تمثل فئة من الشيوخ المسنين أصدقاء فيلوكليون ، و المغرمين مثله بارتياد المحاكم ، و هم يرتدون زيا يظهرهم علي هيئة زنابير ، لها زباني رهيب يلسعون به كل من يصادفهم [2].

و كانت الجوقة تبدأ تحركها فجرا إلي المحكمة ، و حينما تمر علي فيلوكليون تجده حبيس المنزل ، فيساعد الشيوخ زميلهم علي الفرار عن طريق فتحة المدخنة ، و لكن العبيد الموالين للابن بديلكليون يتدخلون لمنعهم ، و يدور بينهم و بين الجوقة نزاع شديد و مشادة حامية يحضرها الابن نفسه .

و يحاول الابن في هذه المشادة تبصير والده الشيخ و رفاقه و توعيتهم بأمور السياسة و حقيقة رجالها خاصة كليون الذي أحبه الشيوخ عن جهل ، و انخدعوا به و ساروا خلفه بعيون مغمضة ، و يدافع الأب عن النظام القضائي مبينا أن من مزاياه أنه يجني من ورائه فائدة مادية " ثلاث ابولات " و أنه يرضي هوايته و يشغل وقت فراغه عن طريق الاهتمام بمشاكل الآخرين. لكن الابن يوضح له بجلاء أن أعضاء الحكام يلقون لهم بالفتات في حين يلبسون هم معظم الدخل المخصص لإطعام فقراء المدينة و جياعها .

بعد تلك المشادة يتبدل رأي الجوقة فتقتنع بوجهة نظر الابن ، و يحاول هذا إبعاد والده عن شرور المحاكم ، بأن يرضي هوايته عن طريق عقد محكمة في منزله تغنيه عن حضور جلسات المحاكم الأخري . و فعلا تنعقد جلسة للمحكمة في منزل الشيخ فيلوكليون ، و يقدم فيها للمحاكمة كلب للشيخ يدعي " لايبس " و تعني المغتصب متهما بسرقة قطعة جبن من كلب آخر ، و يسخر الكاتب هنا من أحدي القضايا العامة التي كان بطلها كليون . و بخدعة ماهرة من الابن ينتهي الأب إلي إطلاق سراح الكلب المتهم ، و بهذا الدرس القضائي يبدأ الابن في استمالة أبيه إلي صفه آخذا علي عاتقه أن يبصر والده اجتماعيا فيغير من مسلكه و مظهره ، و يصحبه للغداء خارج المنزل .

و لكن بدلا من أن تتحسن أحوال الشيخ يحدث العكس ، إذ ينغمس العجوز في الشراب حتي الثمالة ، و يشرع في إهانة الآخرين ، و التصرف بخلق سيئ و يقود الجوقة في رقصة ماجنة . و يبدو أن المؤلف يحاول في هذه المسرحية معالجة الهوة التي تفصل بين فكر الشباب و فكر الشيوخ ، بحيث يحاول كل طرف فهم ظروف الطرف الآخر و معرفة عالمه [3] .

مصادر

  • نظرية الدراما الإغريقية ، د/ محمد حمدي إبراهيم ، سلسلة أدبيات ، الشركة المصرية العالمية للنشر - لونجمان ، ط 1 ، 1994 ، القاهرة .


  1. ^ سياسي أثيني كان صديقا لبريكليس ، و مناهضا لكيمون ، و ترجع شهرته إلي الإصلاحات الديمقراطية التي أدخلها علي الدسوتر الأثيني ، و بخاصة ما قام به من تحديد لساطات محكمة الأريوباجوس التي كانت المحكمة القضائية العليا ، فجعل اختصاصها مقصورا علي الجرائم ذات الصبغة الدينيية ، و إدارة أوقاف الآلهة . و كان بريكليس قد خصص أجرا قدره أوبول واحد لكل من يحضر جلسة من جلسات محكمة الهيلايا
  2. ^ نظرية الدراما الإغريقية ، د/ محمد حمدي إبراهيم ، ص241
  3. ^ نظرية الدراما الإغريقية ، د/ محمد حمدي إبراهيم ، ص242