الزاوية الدلائية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 25: سطر 25:


وكان لكرم رؤساء الزاوية الدلائية واعتنائهم بطلاب العلم والضيوف، سبب في جلب عددا من الأساتذة من مختلف أنحاء المغرب. وعزز مكانتها وجود مكتبة علمية ضخمة، بلغ عددها أكثر من عشرة آلاف سفر.<ref>"الزاوية الدلائية"، ص : 275.</ref>
وكان لكرم رؤساء الزاوية الدلائية واعتنائهم بطلاب العلم والضيوف، سبب في جلب عددا من الأساتذة من مختلف أنحاء المغرب. وعزز مكانتها وجود مكتبة علمية ضخمة، بلغ عددها أكثر من عشرة آلاف سفر.<ref>"الزاوية الدلائية"، ص : 275.</ref>

وأصل الاشعاع الثقافي للزاوية حتى بعد خرابها ودمارها. فأدرك العلماء الدلائيون منزلة ورفيعة في العاصمة [[فاس]]، وزاحموا علماءها على منابر التدريس والخطابة في المساجد والمدارس إلى أن تصدروا هذا الميدان، فتولى كثير من الفقهاء الدلائيين خطة [[القضاء]] [[الافتاء|والإفتاء]] في فاس و[[مكناس]] و[[تارودانت]]، ودَرَّسَ علماؤها في هذه المدن وفي غيرها كمراكش، وتتلمذ لهم كثير من الناس من جميع الطبقات، حتى الأمراء [[العلويون (الفيلاليون)|العلويون]] مثل محمد العالم بن السلطان إسماعيل، وعبد السلام بن السلطان محمد بن عبد الله.<ref>[http://www.oloum-omran.ma/Article.aspx?C=10980 الزاوية الدلائية ودورها في إثراء الحركة الأدبية]، الرابطة ، تاريخ الولوج 1 مارس 2014</ref>


== مراجع ==
== مراجع ==

نسخة 16:02، 1 مارس 2014

الزاوية الدلائية ويعرف أتباعها بأهل الدلاء أو الدلائيون، هي زاوية مغربية، وكانت عبارة حركة دينية علمية ثم حركة سياسية، تنتسب إلى قبائل صنهاجة وكان موطنهم ملوية، وانتقلوا خلال القرن الرابع عشر الهجري إلى منطقة الدلاء الواقعة غرب الأطلس المتوسط، حيث أسس أحد أحفادهم، وهو أبو بكر المجاطي، الزاوية الدلالية سنة 1566م، وانقطع فيها للعبادة و الوعظ و الإرشاد ونمت الزاوية وتطورت خصوصا في عهد ابنه محمد أبي بكر الذي تولى قيادة الزاوية سنة 1612م. اقتصر اهتمام الدلائيون في بداية الأمر على الجانب العلمي والديني وحافظوا على ولائهم الدولة السعدية رغم تدهور سلطتها, فاستقطبت الزاوية العلماء من مختلف بقاع العالم الإسلامي، ووفرت لهم سبل الاستقرار لتصبح الزاوية الدلائية البكرية مركزا رائدا بالمغرب خاصة من الناحية العلمية، بل تجاوزت في بعض الأحيان مدينة فاس من الناحية العلمية. وبدأ تطلعهم إلى القيادة السياسية بعد تولي محمد الحاج زعامة الزاوية في 1637م، بحيث جهز قوة عسكرية واجه بها السعديين وانتصر عليهم و اقتطع منهم منطقة ملوية و تادلا، تم وجه أنظاره نحو المناطق الشمالية و تافيلالت والواجهة الأطلسية, لكن سرعان ما تشتت قواتهم وتراجع نفوذهم أمام تكاثر وانفتاح عدة جبهات للصراع أمامهم. وتم تدميرها على يد الرشيد بن الشريف ونفي الدلائيين إلى فاس وتلمسان.

تسمية

لفظ الدلاء عربي من جمع دلو، أي إناء يستقى به، استعمله بهذا المعنى مؤلفين عاشوا في الزاوية الدلائية كالحسن اليوسي ومحمد المرابط الدلائي.[1]

الموقع الجغرافي

بسبب التخريب الذي طالها، يوجد اضطراب في تحديد موقع الزاوية الدلائية. حيث يشير بعض المؤرخين إشارات عامة، كقولهم إنها تقع على ثلاث مراحل من فاس بين بجاناة وهسكورة وتادلة، أو أنها تقع بناحية وادي أم الربيع قريبا من تادلة. وظل الغموض سيد الموقف إلى أن جاء محمد حجي الذي أكد أن هناك زاويتين قديمة وحديثة لا تزال أطلالها قائمة الذات، مائلة للعيان حتى اليوم، ويعرف سكان ناحية خنيفرة الزاوية القديمة باسم «أيت بدلا» أي أهل الدلاء، وتقع الزاوية الدلائية القديمة على ربوة في سفح «جبل بو ثور» بينه وبين جبل تاغوليت، وتنفجر في شرقيها شعبة أقا إيزم أي شعبة الأسد. أما الزاوية الدلائية الحديثة التي بناها السلطان محمد الحاج الدلائي فهي التي تقوم على أنقاضها زاوية آيت إسحاق الحالية، في الطريق التي تربط بين خنيفرة وقصبة تادلة.[2]

تاريخ

تم تأسيسها في الثلث الأخير من القرن العاشر الهجري، حوالي عام 974 هـ/ 1566م. على يد أبو بكر الدلائي بإشارة من شيخه أبو عمرو القسطلي، لذلك تدعى أيضا بالزاوية البكرية، نسبة إلى اسم مؤسسها.

عمل مؤسسها في البداية على إطعام الطعام على نحو ما يفعله شيخه القسطلي بمراكش، حتى ذاع صيتها، وتزايد قاصدوها مما دفع مؤسسها إلى الإجتهاد، فعمل الشيخ أبو بكر الدلائي على تشييد المباني حول هذا المسجد الذي أسسه، وحفر العيون وأجرى ماءها، تووسع الأودية، واشترى الرباع في غالب البلاد وحبسها على الطلبة والضعفاء والمساكين. وعند موت أبو بكر خلفه ابنه محمد في رياستها، فسلك نهج أبيه في رعاية شؤون الدين بهذه المنطقة، وجعل منها قبلة للعلماء والطلبة. وقام بتقوية نفوذ الزّاوية حتّى جنوب الأطلس الكبير. وقد عاصر زمانه عدد من أقطاب العلم ، كالمقرّي، الذي أقام بالزاوية الدلائية ردحا من الزمن،[3] وتتلمذ على شيوخها ورجالها.[4]

بعد وفات محمد سنة 1046 هـ /1637م، خلفه ابنه محمد الحاج، الذي يعتبر أبرز رؤساء الزّاوية، ففي عهده امتدّت سلطة الدلاّئيّين إلى فاس ومكناس وانتصر على محمد العياشي، الذي كان مدعوما من قبل جده. وسيطر على "سلا". وخلال فترة حكمه كان العلويّون يحاولون بسط سيطرتهم على بلاد المغرب، فاتّفق الدلائيون مع العلويون على إقامة حدود فاصلة بينهما تمثّل مناطق نفوذهما، فالمناطق ما بين الصّحراء وجبل العياشي للعلويّين وما وراء الأطلس الكبير للدّلاّئيّين. لكن تمرّد سكان فاس على عامل الدلاّئيّين واستغاثتهم بالمولى محمد بن الشريف، عاد بالنزاع واشتبك الدلائيين بالعلويين، فهزمهم محمّد الحاج الدلائي.

أقام الدلائيين علاقات مع الدول الاوروبية كفرنسا وإنجلترا وهولندا، فأبرم الدلائيون مع هذه الأطراف عدة معاهدات تجارية، بالإضافة إلى عقد معاهدات سلم وصلح.

وما أن تولّي المولى الرشيد العرش العلوي عام 1076هـ، اشتبك مع الدلائيين في معارك متوالية حتّى انتصر عليهم في معركة بطن الرمان واحتل زاويتهم عام 1079 هـ / 1668م وعفا عن سكّانها ومنهم محمّد الحاج الذي ارتحل إلى فاس ومنها إلى تلمسان التي توفي بها عام 1082هـ ودفن بضريح سيدي السنوسي وانتهت به عصر الزاوية الدلائية.

الإشعاع الثقافي

تعد الزاوية الدلائية من أهم الزوايا في المغرب ظلت قبلة العلماء في وقتها، وكان دورها حاسم في الحفاظ على العلم المغربي متوهجا رغم الأزمات التي عمت البلاد، وقد كان عنصر الموسوعية حاضرا بقوة في منهج التدريس، بحيث تم الجمع بين علوم المقال وعلوم الحال، وتم التركيز بالأساس على الرياضيات والفلك والهندسة والطب والمنطق والتاريخ، إضافة إلى علوم الشرع والأدب، فتخرج منها عدد كبير من العلماء، أمثال أحمد بن يعقوب الولالي وعلى رأسهم الحسن اليوسي،[5] الذي قضى ما يزيد عن عشرين سنة في الزاوية الدلائية تلميذا ثم مدرسا بعد ذلك.

ومن أسباب إشعاعها العلمي، هدوء الزاوية وبعدها عن ضجيج الإضطرابات السياسية الحادة التي كانت تعاني منها باقي حواضر المغرب في تلك الفترة. كما وفرت الزاوية المأكل والمسكن للطلبة، حيث كانت تحتوي على 1400 مسكن للطلبة، والتي لم تكن تستوعب وتكفي جميع الطلبة.

وكان لكرم رؤساء الزاوية الدلائية واعتنائهم بطلاب العلم والضيوف، سبب في جلب عددا من الأساتذة من مختلف أنحاء المغرب. وعزز مكانتها وجود مكتبة علمية ضخمة، بلغ عددها أكثر من عشرة آلاف سفر.[6]

وأصل الاشعاع الثقافي للزاوية حتى بعد خرابها ودمارها. فأدرك العلماء الدلائيون منزلة ورفيعة في العاصمة فاس، وزاحموا علماءها على منابر التدريس والخطابة في المساجد والمدارس إلى أن تصدروا هذا الميدان، فتولى كثير من الفقهاء الدلائيين خطة القضاء والإفتاء في فاس ومكناس وتارودانت، ودَرَّسَ علماؤها في هذه المدن وفي غيرها كمراكش، وتتلمذ لهم كثير من الناس من جميع الطبقات، حتى الأمراء العلويون مثل محمد العالم بن السلطان إسماعيل، وعبد السلام بن السلطان محمد بن عبد الله.[7]

مراجع

  1. ^ ثورة أهالي فاس على الزاوية الدلائية المساء، تاريخ الولوج 20 يونيو 2013
  2. ^ الزاوية الدلائية ودورها في إثراء الحركة الأدبية علم وعمران، شريف الهداية - إسماعيل إيت عبد الرفيع
  3. ^ اهتمام المقري بالأدب المغربي وتاريخه - "الروضة والأزهار" نموذجان عبد الجواد السقاط العدد 297 شوال-ذو القعدة-ذو الحجة 1413/ أبريل-ماي-يونيو 1993
  4. ^ الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي للدكتور محمد حجي، المطبعة الوطنية 1384 هـ / 1964م، ص: 109.
  5. ^ محمد بن سعيد المرغيثي ميثاق الرابطة - ذ.جمال بامي، تاريخ الولوج 16 يناير 2014
  6. ^ "الزاوية الدلائية"، ص : 275.
  7. ^ الزاوية الدلائية ودورها في إثراء الحركة الأدبية، الرابطة ، تاريخ الولوج 1 مارس 2014

مصادر

  • الزاوية الدلائية ودورها الديني والعلمي والسياسي، تأليف ذ. محمد حجي، طبعة ثانية موسعة ومنقحة، النشر 1409 هـ - 1988م، عدد الصفحات 360.

وصلات خارجية