أم سليم بنت ملحان: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 64: سطر 64:


=== أولادها ===
=== أولادها ===
1. [[أنس بن مالك]] خادم رسول الله وأخر الصحابة موتاً، ولد قبل الهجرة بعشر سنين. تربى أنس بن مالك على يد الرسول {{صلى}} تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول، ليخدمه ويتربى على يديه، فقالت له: "هذا أنس غلامٌ يخدمك"، فقَبِله. وروى [[الترمذي]] بسنده عن أنس قال: "خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَ تركته، وكان رسول الله من أحسن الناس خُلُقًا، ولا مسست خزًّا قطُّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله، ولا شممت مسكًا قطُّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله ". روى أنس عن النبي علماً جماً، ورى أيضاً عن [[أبي بكر الصديق|أبي بكر]]، و[[عمر بن الخطاب|عمر]]، و[[عثمان بن عفان|عثمان]]، و[[معاذ بن جبل|معاذ]]، و[[أبو طلحة الأنصاري|أبي طلحة]]، و[[أم سليم بنت ملحان|أم سليم]]، وخالته [[أم حرام]]، وزوجها [[عبادة بن الصامت]]، و[[أبي هريرة |أبي هريرة]]. وروى عنه خلق عظيم منهم [[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن]] و[[ابن سيرين |ابن سيرين]]، و[[الشعبي]]، و[[عمر بن عبد العزيز|عمر بن عبد العزيز]]، و[[قتادة]] وغيرهم. ومات النبي رضي الله عنه وأنس ابن عشرين سنة، وخرج أنس يخدم النبي في [[غزوة بدر]] وهو غلام وكان ممن بايعوا تحت الشجرة. وقد دعا النبي لأنس فقال " اللهم أكثر ماله وولده وأطل حياته". وكان أنس يصلى حتى تقطر قدماه دماً مما يطيل القيام. ومسند أنس ألفان ومئتان وستة وثمانون حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثاً، وانفرد [[البخاري]] بثمانين، و[[مسلم]] بتسعين. واختلفوا في موته فقيل سنة احدى وتسعين، وقيل سنة اثنتين وتسعين، وقيل سنة ثلاث وتسعين فيكون عمره حين وفاته 103 عام.<ref>أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 41-42-43-44</ref>
1. [[أنس بن مالك]] خادم رسول الله وأخر الصحابة موتاً، ولد قبل الهجرة بعشر سنين.

2. أبو عمير بن طلحة


== إسلامها وزواجها ==
== إسلامها وزواجها ==

نسخة 09:11، 10 أكتوبر 2014

أم سليم
أم سليم
معلومات شخصية
الميلاد //
مكة
تاريخ الوفاة سنة 800   تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
اللقب الرميصاء مهرها الإسلام
الزوج مالك ثم أبو طلحة
الأولاد
الحياة العملية
النسب الرُمَيصاء بنت مِلْحان
بن خالد بن زيد بن حرام
بن جندب الأنصارية الخزرجية
أهم الإنجازات من المبشرين بالجنة
المهنة ممرضة،  وعسكرية  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات


أم سليم بنت ملحان هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام، اختلف في اسمها فقيل: سهلة، وقيل: رميلة، وقيل: رميثة، وقيل: مليكة. وتُلقَّب بالغميصاء أو الرميصاء. وقد أسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار. وهي صحابية جليلة،صاحبة الأنوثة والجمال ،والسداد في الرأي والذكاء النادر والخلق الكريم.[1] [2]

اسمها وكنيتها ولقبها

اشتهرت أم سُليم بكنيتها ((أم سُلَيم)) ونصوا على ضبط السين بالضم، واللام بالفتح، والياء بالسكون. ولم يختلفوا في كنيتها، ولكن اختلفوا كثيراً في اسمها، فهي سهلة أو رملة، أو أُنيفة، أو أُنيسة، أو مُليكة، أو أُثينة.

أما لقبها فهو الغميصاء أو الرُّميصاء بالتصغير. وأفاد ابن حجر أن لقب أم سليم الغميصاء. ولقب أختها أم حرام الرُّميصاء، وقيل بالعكس. وقال ابن عبدالبر اللقبين هما لأم سليم.[3] وأم سليم هي الرُمَيصاء بنت مِلْحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار الأنصارية الخزرجية، وهي أم أنس بن مالك خادم رسول الله وأخت أم حرام بنت ملحان.[4]


أسرتها

أبوها

هو مِلْحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي، ولم يرد أي شئ عن أبوها غير ما ذكر صاحب الإصابة أن رسول الله قال ((قتل أخوها وأبوها معي)) ولا توجد رواية تذكر قصة مقتله. ويوجد مثل هذا الحديث في صحيح مسلم ولكن بدون كلمة ((أبوها)).[5]

أمها

هي مُليكة أو أُنيقة بنت مالك بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصارية. ولم تدون كتب السيرة والتراجم أي شئ عنها غير ما ورد عند البخاري وأحمد عن أنس بن مالك أن جدته دعت رسول الله لطعام صنعته فأكل منه، ثم قال رسول الله قوموا فلأصل بكم. وهذا الحديث يفيد بأنها كانت مسلمة.[6]

أختها

جامع أم حرام في قبرص، والتي يقال أن بها مشهد أم حرام.

هي أم حرام وهي أختٌ شقيقة لأم سليم، وتزوجت من عبادة بن الصامت، قال ابن حجر " والذي يظهر لي أن عمرو بن قيس تزوجها أولاً، فولدت له ثم استشهد هو وولده قيس منها ثم تزوجها عبادة". وكان النبي يكرمها ويزورها في بيتها، ويقيل عندها. قال في الإصابة (( والجواب عن دخوله بيت أم حرام وأختها أنهما كانا في بيت واحد)). ووصف الذهبي أم حرام بأنها من علية النساء. وقد حظيت أم حرام بأجر المشاركة في الجهاد، وماتت شهيدة. وقد تنبأ النبي بذلك، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت وما يضحكك يا رسول الله؟ قال (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة). شك إسحاق قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت وما يضحكك يا رسول الله؟ قال (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله). كما قال في الأول قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال (أنت من الأولين). فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.[7] توفيت أم حرام في خلافة عثمان بن عفان سنة 28 [8] أو 27 هجرية.[9]

بعض الروايات تشير إلى انها وقعت من بغلة ودفنت في البقعة التي بنيت عليها مسجد لارنكا الكبير ويعرف باسم قبر المرأة الصالحة.[10][11] واكتشف قبر الصحابية أم حرام عام 1760م من قبل رجل يُدعى الشيخ حسن.[12] [13]

عن هشام قال: قبر أم حرام بنت ملحان بقبرص، وهم يقولون هذا قبر المرأة الصالحة. وقال الذهبي بلغني أن قبرها تزوره الإفرنج. وذكر ابن سعد في الطبقات : أن لأم سليم أختاً أخرى يقال لها : أم عبدالله بنت ملحان، وقال أنها أسلمت وبايعت رسول الله ولم يزد على ذلك.[14]

أخوها

1. حرام بن ملحان النجاري الأنصاري خال أنس بن مالك وأخٌ شقيق لأم سليم، واسم ملحان مالك بن خالد، وقد شهد حرام بدراً وأحداً وبئر معونة واستشهد فيها.

قصة استشهاده

قدم عامر بن مالك بن جعفر أبو براء ملاعب الأسنة الكلاني على رسول الله فأهدى له فلم يقبل منه وعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد, وقال: لو بعثت معي نفرًا من أصحابك إلى قومي لرجوت أن يجيبوا دعوتك ويتبعوا أمرك, فقال: "إني أخاف عليهم أهل نجد", فقال: أنا لهم جار إن يعرض لهم أحد, فبعث معه رسول الله سبعين رجلاً من الأنصار شببة يسمون القراء, وأمر عليهم المنذر بن عمرو الساعدي, فلما نزلوا ببئر معونة وهو ماء من مياه بني سليم, وهو بين أرض بني عامر وأرض بني سليم كلا البلدين يعد منه وهو بناحية المعدن، نزلوا عليها وعسكروا بها وسرحوا ظهورهم، وقدموا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله إلى عامر بن الطفيل، فوثب على حرام فقتله، وذلك في صفر سنة 4 من الهجرة.

وقد روى البخاري بسنده عن ثمامة بن عبد الله بن أنس أنه سمع أنس بن مالك يقول: لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه ثم قال: "فزت ورب الكعبة".[15] [16]

2.سُليم بن مِلْحان، واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جُنْدَب بن عامر بن غَنْم بن عديّ بن النجّار. وهو أخٌ شقيق لأمّ سُليم بنت ملحان أمّ أنس بن مالك امرأة أبي طلحة وأخَوَا أمّ حرام امرأة عُبادة بن الصامت. وقد شهد بَدْرًا مع أخيه حرام بن ملحان، وشهد معه أحدًا، وقُتلا جمعيًا يوم بئر معونة شهيدَين رضي الله عنهما، وهما أخوا أم سليم بنت ملحان‏. قال ابن عقبة‏: ولا عَقبَ لهما.[17]

أولادها

1. أنس بن مالك خادم رسول الله وأخر الصحابة موتاً، ولد قبل الهجرة بعشر سنين. تربى أنس بن مالك على يد الرسول تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول، ليخدمه ويتربى على يديه، فقالت له: "هذا أنس غلامٌ يخدمك"، فقَبِله. وروى الترمذي بسنده عن أنس قال: "خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَ تركته، وكان رسول الله من أحسن الناس خُلُقًا، ولا مسست خزًّا قطُّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله، ولا شممت مسكًا قطُّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله ". روى أنس عن النبي علماً جماً، ورى أيضاً عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاذ، وأبي طلحة، وأم سليم، وخالته أم حرام، وزوجها عبادة بن الصامت، وأبي هريرة. وروى عنه خلق عظيم منهم الحسن وابن سيرين، والشعبي، وعمر بن عبد العزيز، وقتادة وغيرهم. ومات النبي رضي الله عنه وأنس ابن عشرين سنة، وخرج أنس يخدم النبي في غزوة بدر وهو غلام وكان ممن بايعوا تحت الشجرة. وقد دعا النبي لأنس فقال " اللهم أكثر ماله وولده وأطل حياته". وكان أنس يصلى حتى تقطر قدماه دماً مما يطيل القيام. ومسند أنس ألفان ومئتان وستة وثمانون حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثاً، وانفرد البخاري بثمانين، ومسلم بتسعين. واختلفوا في موته فقيل سنة احدى وتسعين، وقيل سنة اثنتين وتسعين، وقيل سنة ثلاث وتسعين فيكون عمره حين وفاته 103 عام.[18]

2. أبو عمير بن طلحة

إسلامها وزواجها

تزوجت مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار في الجاهلية، فولدت له أنس بن مالك وأسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار، فغضب مالك، وخرج إلى الشام، وثار عليها يتوعدها ويهددهافقال لها [19]: أصبوتِ ؟..

فقالت له: ما صبوت ولكني آمنت ...

وجعلت تلقن طفلها الصغير أنس الشهادتين، قل :لا إله إلا الله .. قل :أشهد أن محمداً رسول الله ..

فيعترضها زوجها مالك بقوة :"لا تفسد علي ابني .." فتقول له :" لا أفسده ... بل أعلمه وأهذبه "

وعن أنس قال جائت أم سليم إلى أبي أنس، فقالت جئت اليوم بما تكره، فقال لا تزالين تجيئن بما أكره من عند هذا الأعرابي، فقالت كان أعرابياً اصطفاه الله واختاره وجعله نبياً، قال ما الذي جئت به قال حرمت الخمر. قال هذا فراق بيني وبينك.

وعندما لم يجد زوجها مالك بن النضر سبيلاً لردها عن دينها الجديد: أعلمها بقراره أنه سوف يخرج مهاجراً دون عودة إلى بلاد الشام، ويهجرها وولدها ..

وقد كان ذلك، فقد خرج من منزله هائماً على وجهه، لايدري أي طريق يسلك حتى لقيه أحد أعدائه فقتله. وعندما علمت أم سليم بمقتل زوجها حزنت عليه كثيرأًوقالت : "لاجرم، لا أفطم أنساً حتى يدع الثدي، ولا أتزوج حتى يأمرني أنس" [20]

وهكذا عملت أم سليم على تربية ولدها الوحيد على تعاليم الإيمان والإسلام إلى أن أصبح فتى يعتمد عليه وأخذته إلى رسول الله ليكون خادماً عنده ويتعلم منه تعاليم سنته النبوية الشريفة.[21]


زواجها من أبي طلحة

بعد مقتل زوجها الأول خطبها أبو طلحة، وكان وقتها مشركاً لم يدخل نور الإسلام قلبه. فقالت لم أكن أتزوجك وأنت مشرك، أما تعلم يا أبا طلحة أن آلتهتكم ينحتها عبد آل فلان النجار، وأنكم لو أشعلتم فيها ناراً لاحترقت ؟ أما تستحي أن تسجد لخشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بن فلان؟" وقالت هل لك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأزوجك نفسي، لا أريد منك صداقاً غيره، قال لا والله ما هذا دهرك. قالت فما دهري؟ قال دهرك في الصفراء والبيضاء، قالت فإني أشهدك وأشهد نبي الله أنك إذا أسلمت فقد رضبت بالإسلام منك. قال أنس فانصرف وقد وقع في قلبه من ذلك، فأتاها يوماً وقال الذي عرضت على قد قبلت، فمن لي بهذا قالت : يا أنس قم فانطلق مع عمك، فقام، فوضع يده على عاتقي، فانطلقنا حتى إذا كنت قريباً من نبي الله فسمع كلامنا قال : " جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينية". فسلم على النبي فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فزوجه رسول الله على الإسلام. قيل ما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم : الإسلام.[22] [23]

عن أنس بن مالك: أن أبا طلحة خطب أم سليم يعني: قبل أن يسلم، فقالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد نبت من الأرض؟ قال: بلى قلت" أفلا تستحي تعبد شجرة؟ إن أسلمت فإني لا أريد منك صداقًا غيره. [24] فقال لها دعيني حتى أنظر ...قالت فذهب فنظر ثم جاء، فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله . قالت :"يا أنس قم فزوج أبا طلحة" فقال بها أبو طلحة :"فمن لي بذلك ". قالت له "لك بذلك رسول الله ".

وانطلق أبو طلحة إلى رسول الله وكان جالساً بين أصحابه، فلما رآه رسول الله قال :" جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينية".

فجاء وأخبر النبي بما طلبته أم سليم وأعلن إسلامه على الملأ وتزوجها على سنة الله ورسوله بصداق لا يعادله مال وهو الإسلام [25] وبذلك روي عن أنس بن مالك قال :"ما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهراً من أم سليم، كان مهرها الإسلام". [26]

رزقهما الله تعالى ب "عمير " و "عبد الله".

ابنها أنس خادمًا للرسول

في الصحيح عن أنس أن أم سليم لما قدم النبي قالت: يا رسول الله, هذا أنس يخدمك, وكان حينئذ ابن عشر سنين فخدم النبي حتى مات, فاشتهر بخادم النبي.

روايتها للحديث

روت أم سليم عن النبي عدة أحاديث, وروى عنها ابنها أنس, وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت, وأبو سلمة بن عبد الرحمن, وآخرون

موت ابنها ابن أبي طلحة

القصة مخرجة في الصحيح. لما مات ولدها ابن أبي طلحة, قالت لما دخل: لا يذكر أحد ذلك لأبي طلحة, فلما جاء, وسأل عن ولده, قالت هو أسْكَنُ ما كان, فظن أنه عُوفي, وقام فأكل, ثم تزينت له, وتطيبت, فنام معها, وأصاب منها, فلما أصبح قالت له: احتسب ولدك, فذكر ذلك للنبي، فقال: "بارك الله لكما في ليلتكما", فجاء بولد, وهو عبد الله بن طلحة, فأنجب ورُزِق أولادا, قرأ القرآن منهم عشرة كمّلا.

جهادها

ولم تكف ام سليم أن تؤدي دورها في نشر دعوة الإسلام بالبيان بل حرصت على أن تشارك ابطال الإسلام في جهادهم فقد كان لها يوم حنين موقف بطولي في تذكيه نار الحماسة في صدور المجاهدين ومداواة الجرحي بل كانت مستعدة للدفاع مواجهة من يتعرض لها.


وأخوها هو "حرام بن ملحان" قتل في بئر معونة شهيدًا في سبيل الله. تلك هي أم سليم، عاشت حياتها تناصر الإسلام، وتشارك المسلمين في أعمالهم، وظلت تكافح حتى أتاها اليقين، فماتت، ودُفنتْ بالمدينة المنورة.رحمها الله ورضي الله عنها.

أهم ملامح شخصيتها

العقل والحكمة

فقد كانت -رضي الله عنها- من عقلاء النساء، وموقفها مع زوجها أبي طلحة يوم وفاة ولدها يدل على عقل راجح، وحكمة بالغة، وصبر جميل؛ فعن أنس رضي الله عنه أن أبا طلحة رضي الله عنه مات له ابن، فقالت أم سليم رضي الله عنها: لا تخبروا أبا طلحة حتى أكون أنا أخبره. فسجَّت عليه ثوبًا، فلما جاء أبو طلحة رضي الله عنه وضعت بين يديه طعامًا فأكل، ثم تطيّبت له فأصاب منها فتلقت بغلام، فقالت له: يا أبا طلحة، إن آل فلان استعاروا من آل فلان عارية، فبعثوا إليهم أن ابعثوا إلينا بعاريتنا، فأبوا أن يردوها. فقال أبو طلحة: ليس لهم ذلك؛ إن العارية مؤداة إلى أهلها. قالت: فإن ابنك كان عارية من الله، وإن الله قد قبضه فاسْتَرْجِعْ. قال أنس: فأُخبر النبي ، فقال: «بارك الله لهما في ليلتهما».

الشجاعة والإقدام

فكانت تغزو مع رسول الله ، ولها قصص مشهورة، منها ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح أن أم سليم -رضي الله عنها- اتخذت خنجرًا يوم حنين، فقال أبو طلحة: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَا هَذَا الْخَنْجَرُ؟». قالت: "اتخذتُهُ إن دنا مني أحد من المشركين بقرتُ به بطنه".

حب النبي واقتفاء أثره في كل شيء

فعن أنس بن مالك أن النبي دخل على أم سليم -رضي الله عنها- بيتها، وفي البيت قربة معلقة فيها ماء، فتناولها فشرب من فِيها وهو قائم، فأخذتها أم سليم -رضي الله عنها- فقطعت فمها فأمسكته.

العلم والفقه

ففي صحيح البخاري عن عكرمة أن أهل المدينة سألوا ابن عباس عن امرأة طافت ثم حاضت، قال لهم: تنفر. قالوا: لا نأخذ بقولك، وندع قول زيد. قال: إذا قدمتم المدينة فسلوا. فقدموا المدينة فكان فيمن سألوا أم سليم -رضي الله عنها- فذكرت حديث صفية رضي الله عنها، أيْ قول النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة: «عَقْرَى حَلْقَى إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا، أَمَا كُنْتِ طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قالت: بلى. قال: «فَلاَ بَأْسَ انْفِرِي».

من مناقبها وفضائلها

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً[1] فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ».

ومما يدل على وفاء أم سليم بالعهد، ما روته أم عطية -رضي الله عنها- قالت: «أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح، فما وفت منا غير خمس نسوة: أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ، وامرأة أخرى».

من مواقفها مع الرسول

جاءت أم سليم -رضي الله عنها- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له -وعائشة عنده-: يا رسول الله، المرأة التي ترى ما يرى الرجل في المنام، فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه. فقالت عائشة: يا أم سليم، فَضَحْتِ النساءَ، تربت يمينك! فقال لعائشة: «بَلْ أَنْتِ فَتَرِبَتْ يَمِينُكِ، نَعَمْ فَلْتَغْتَسِلْ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِذَا رَأَتْ ذَاكِ»

وقالت أم سليم -رضي الله عنها- أنها سمعت رسول صلى الله عليه وسلم الله يقول: «مَا مِنِ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلاَّ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ».[27]

تبركها بآثار النبي

ومما يضاف إلى المكارم السابقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما بات عندها - وليست هي في البيت - وكانت تتبرك به صلى الله عليه وسلم ، فقد روى مسلم وأحمد والبيهقي أن النبي قال - أي نام وقت الظهيرة - في بيت أم سليم على نِطع - أي بساط من جلد - فعرق، فاستيقظ وأم سليم تمسح العرق فقال: ما تصنعين؟ فالت ءاخذ هذا للبركة التي تخرج منك، وكانت تخلط بها طيبها، فهو أطيب الطيب.

ورواية مسلم عَنْ أنس بن مالك، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَىَ فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ. قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ علَىَ فِرَاشِهَا، فَأُتِيتْ فَقِيلَ لَهَا: هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ، عَلَىَ فِرَاشِكِ. قَالَ: فَجَاءتْ وَقَدْ عَرِقَ، وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ علَىَ قِطْعَةِ أَدِيمٍ، عَلَىَ الْفِرَاشِ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا، فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نومه فَقَالَ: "مَا تصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟". فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا.َ قالَ: "أَصَبْتِ".

وقد أُثر عنها أنها احتفظت بفم قِرْبة شرب منها رسول الله وصانته عندها، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها شيئًا من شعره، وكان يخصها بالزيارة والسلام والدعاء والصلاة في بيتها. [28]


أم سليم وبشارتها بالجنة

فقد روى البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي : «رَأَيْتُنِى دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ وَسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلاَلٌ. وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ». فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله، أعليك أغار؟![29]


أم سليم

قالت أم سليم -رضي الله عنها- لما سمعت بقتل عثمان رضي الله عنه: :"أما إنه لم يحلبوا بعده إلا دمًا".

رَأَيْتُنِى دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ. النبي صلى الله عليه وسلم

إن الله لا يستحي من الحق، ولنا أن نسئل رسول الله عما أشكل علينا خيرٌ من أن نكون منه علي عمياء. أم سليم

فما سمعنا بمهر كان أكرم من مهر أم سليم : الإسلام . ابن الجوزي

لقد دعا رسول الله لي حتى ما أريد زيادة. أم سليم

فما ترك رسول الله خير أخرة ولا دنيا إلا دعا لي. أم سليم

جزى الله أمي أم سليم خيراً، لقد أحسنت ولايتي. أنس بن مالك[30]

من علية النساء. الذهبي

وفاة أم سليم

توفيت في حدود الأربعين في خلافة معاوية رضي الله عنه، فرضي الله عن أم سليم وأرضاها.[31]

المصادر

  1. ^ أم سليم بنت ملحان
  2. ^ أم سليم بنت ملحان
  3. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 13-14
  4. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 16
  5. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 17
  6. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 18
  7. ^ ‏ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج‏
  8. ^ راكبة البحر موسوعة الاسرة المسلمة
  9. ^ أم حرام بنت ملحان قصة الإسلام
  10. ^ أم حَرَام بنت مُلحان بن خالد بن زيد بن حرام أعلام النساء، عمر رضا كحالة، 1959
  11. ^ أَمُّ حَرَام مكتبة العرب
  12. ^ تكية هالة سلطان موقع "إرحل"
  13. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 19-20-21
  14. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 22
  15. ^ حرام بن ملحان 01/05/2006 قصة الإسلام
  16. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 23-24
  17. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 25
  18. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 41-42-43-44
  19. ^ عن رواية إسحاق بن عبد الله وإسناد ابن سعد في طبقاته
  20. ^ راجع طبقات ابن سعد (426/8)
  21. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 27-28-29
  22. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 30-31
  23. ^ في طبقات ابن سعد (426/8) ونحوه في الإصابة لابن حجر (243/8) وكذا في الحلية لأبي نعيم (59/2)
  24. ^ في طبقات ابن سعد (427/8) وكذلك في رزايات مشابهة لأنس بن مالك ...نفس المصدر السابق
  25. ^ انظر النسائي (114/6) ومسنده صحيح ونحوه بطرق متعددة في الإصابة (243/8) والحلية (2/ 60-59)
  26. ^ في سنن النسائي (114/6) من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس
  27. ^ أم سليم بنت ملحان
  28. ^ أم سليم بنت ملحان
  29. ^ أم سليم بنت ملحان
  30. ^ أم سليم بنت ملحان داعية وهبت حياتها للدعوة، أمينة عمر الخراط، الطبعة الأولى، 1416هـ-1996مـ، صفحة 5
  31. ^ أم سليم بنت ملحان

مصادر إضافية

  • الإصابة في تمييز الصحابة, ابن حجر العسقلاني, دار المعرفة - بيروت, الطبعة الأولى 1425 هـ - 2004 م.