علم البيان: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
(أزيل ملخص التعديل)
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 93.169.103.106 إلى نسخة 15462204 من MaraBot.
سطر 1: سطر 1:
'''البيان''' لغة الكشف والظهور. واصطلاحا أصول وقواعد يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق متعددة وتراكيب متفاوتة: من الحقيقة و[[المجاز]]، و[[التشبيه]] و[[الكناية]]، مختلفة من حيث وضوح الدلالة على ذلك المعنى الواحد وعدم وضوح دلالتها عليه، فالتعبير عن جود [[حاتم]] مثلا يمكن أن يكون بهذه الألفاظ: جواد، كثير الرماد، مهزول الفصيل، جبان الكلب، بحر لا ينضب، سحاب ممطر، وغيرها من التراكيب المختلفة في وضوح أو خفاء دلالتها على معنى الجود.

مدخل في التعريف بعلم البيان:
البيانُ فِي الُّلغَةِ: مَعْنَاهُ الظُهُورُ والوضُوحُ والإِفْصَاحُ، وَمَا تَبيَّنَ بِهِ الشَّيءُ مِنَ الدَّلاَلةِ وغيرِهَا, نَقُولُ بَانَ الشيءُ بياناً: اتّضحَ، فهو بيّنٌ، والجمعُ: أبْيناء.

والبيان: الفصاحة واللَّسَن1، وكلام بيّن: فصيحٌ، وفلانٌ أبْينُ مِنْ فلانٍ: أفصحُ وأوْضَحُ كلاماً منْهُ.

وَوَرَدَتْ كلمةُ "البَيَانِ" بدلَالَاتِها الُّلغَويَّةِ فِي آَياتِ القرآنِ الكريمِ, ومنْهَا قولُهُ - تَعَالَى-: ﴿هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ﴾

وقولُهُ - تَعَالَى -: ﴿الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾

بِهَذَا التعليمِ تَمَيَّزَ الإنسانُ عَنْ كثيرٍ مِن خلقِهِ - تَعَالَى -، وصَارَ ناطقاً مُبِينَاً، يَستطِيعُ أنْ يعبِّرَ عمَّا يخطُرُ بخَاطِرِهِ، ويَجُولُ فِي نفسِهِ مِنَ المَعَانِي، فَيوصِلهَا إِلَى غيَرِهِ مِنَ الَبشرِ، ويَتلقَّاهَا الغَيرُ عَنْهُ، فَيَتمُّ التَفَاهُمُ.

ثمَّ أَخَذَتْ كلمةُ "البيانِ" دلَالَاتِها الاصطلاحيَةَ فِي مَا بَعدُ فأصبَحَ "البيانُ"

أحدَ علومِ البَلاغَةِ الثلاثةِ المعروفةِ: "البيانُ والمعانِي والبَديعُ".

وقَد تَداخَلَ علمُ "البيانِ" بادئَ الأَمرِ مَعْ عِلمِ "المعانِي"، واستوعَبَ بَعضَ مَباحثِهِ لَاحِقاً علومَ البَلاغَةِ كلَّها بعضَ الأَحيانِ.

وقد عَرَّفَ البيانَ مجموعةٌ مِنَ الأُدَبَاءِ:
فقال الجاحظ: "والِدَّلالة الظاهرةُ على المعنى الخفيِّ هو البيانُ الذي سمِعْتَ الله عزّوجلّ يمدحُه، ويدعو إليه ويحثُّ عليه، بذلك نَطَقَ القُرآنُ، وبذلك تفاخَرَت العَرب، وتفاضَلَتْ أصنافُ العَجَم، والبيان اسمٌ جامعٌ لكلِّ شيءٍ كشَفَ لك قِناعَ المعنى، وهتكَ الحِجَاب دونَ الضمير، حتّى يُفْضِيَ السّامعُ إلى حقيقته، ويَهجُم على محصولِهِ كائناً ما كان ذلك البيانُ، ومن أيِّ جنسٍ كان الدّليل,لأنّ مَدَارَ الأمرِ والغايةَ التي إليها يجرِي القائل والسّامع، إنَّما هو الفَهْمُ والإفهام,فبأيِّ شيءٍ بلغْتَ الإفهامَ وأوضَحْتَ عن المعنى، فذلك هو البيانُ في ذلك الموضع"

وقد عرَّفه الخطيب القزويني بقوله: "علم يُعرَف به إيرادُ المعنى الواحدِ بطرقٍ مختلفةٍ في وضوحِ الدَّلالة عَليهِ"

والبيان كما ترى ينصب على الدلالة، وهي عند المناطقة أنواع:
أ- دلالة المطابقة: وهي أن يدل اللفظ على المفهوم الذي وُضع له في اللغة من غير زيادة أو نقصان. فهي دلالة وضعيه كدلالة لفظ "البيت" على البيت.
ب- دلالة التضمن: وهي أن يدل اللفظ على مفهوم يتضمنه مدلوله الأصلي كأن يدل لفظ "البيت" على السقف.
ج- دلالة الالتزام: وهي أن يدل اللفظ على مفهوم يقتضيه مدلوله الأصلي عقلاً أو عرفاً، كأن يدل لفظ "الحائط" على السقف.

ودلالة التضمن والالتزام دلالتان عقليتان إذ يعتمد فيهما الذّهن على جملة من الوسائط في المرور من مدلول إلى آخر. وهذا المرور أو التجوز كثير في الكلام ولذلك انفرد علم البيان داخل علم البلاغة بدراسة وجوهه. فهو يشتغل بـ "الملازمات بين المعاني"


== أركان علم البيان ==
== أركان علم البيان ==

نسخة 07:41، 27 أبريل 2015

البيان لغة الكشف والظهور. واصطلاحا أصول وقواعد يعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق متعددة وتراكيب متفاوتة: من الحقيقة والمجاز، والتشبيه والكناية، مختلفة من حيث وضوح الدلالة على ذلك المعنى الواحد وعدم وضوح دلالتها عليه، فالتعبير عن جود حاتم مثلا يمكن أن يكون بهذه الألفاظ: جواد، كثير الرماد، مهزول الفصيل، جبان الكلب، بحر لا ينضب، سحاب ممطر، وغيرها من التراكيب المختلفة في وضوح أو خفاء دلالتها على معنى الجود.

أركان علم البيان

ثم انه لما اشتمل التعريف على ذكر الدلالة ولم تكن الدلالات الثلاث: المطابقية والتضمنية والالتزامية كلها قابلة للوضوح والخفاء، لزم التنبيه على ما هو المقصود، فإن المقصود منها هاهنا: هي الدلالة العقلية للألفاظ، يعني: التضمنية والالتزامية، لجواز اختلاف مراتب الوضوح والخفاء فيهما، دون الدلالة الوضعية للألفاظ يعني: المطابقية، لعدم جواز اختلاف مراتب الوضوح في بعضها دون بعض مع علم السامع بوضوح تلك اللفاظ، وإلا لم يكن عالما بوضعها، فتأمل.

ثم ان اللفظ إذا لم يرد منه ما وضع له من دلالته المطابقية، وانما اريد به دلالته العقلية من تضمن أو التزام، فإن قامت قرينة على عدم إرادة ما وضع له فمجاز، وإن لم تقم قرينة على عدم إرادة ما وضع له فكناية، ومن المجاز ما يبتني على التشبيه، فيلزم التعرض للتشبيه قبل التعرض للمجاز والكناية، إذن: فعلم البيان يعتمد على أركان ثلاثة: التشبيه والمجاز والكناية.

علم البيان ينقسم إلى:

تعريف التشبيه

التشبيه لغة هو التمثيل، يقال: هذا مثل هذا وشبهه.

واصطلاحا هو عقد مماثلة بين شيئين أو أكثر وارادة اشتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات التشبيه لغرض يريده المتكلم.

وفائدته: أن الصفة المراد اثباتها للموصوف، إذا كانت في شيء آخر أظهر، جعل التشبيه بينهما وسيلة لتوضيح الصفة، كما تقول: زيد كالأسدحيث تريد اثبات الشجاعة له، إذ هي في الاسد أظهر.

أركان التشبيه

وأركان التشبيه أربعة: فإذا قلنا أن الجملة زيد كالأسد في الشجاعة فأن أركان جملة التشبيه كالتالي:

1 المشبه، زيد.

2 المشبه به، الأسد.

3 وجه الشبه، الشجاعة

4 أداة التشبيه، الكاف.

ثم ان الركنين الأولين: المشبه والمشبه به يسميان بطرفي التشبيه أو ركني التشبيه ولابد في كل تشبيه من وجود طرفين.

والتشبيه المرسل هو ما ذكرت فيه الأداة مثل زيد كالأسد الأداة الكاف والتشبيه المؤكد ما حذفت منه الأداة مثل زيد أسد والتشبيه المجمل ما حذف منه وجه الشبه والتشبيه المفصل ما ذكر فيه وجه الشبه مثل زيد في شجاعته كالأسد والتشبيه البليغ ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه

تعريف المجاز

المجاز لغة التجاوز والتعدي.

واصطلاحا نقل عن معناه الأصلي، واستعمل في معنى مناسب له، كاستعمال الأسد في الرجل الشجاع.

والمجاز من الوسائل البيانية الذي يكثر في كلام الناس، البليغ منهم وغيرهم، وليس من الكذب في شيء كما توهم.

المجاز قسمان: لغوي وعقلي

1 لغوي وهواستعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة بمعنى مناسبة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي يكون الاستعمال لقرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، وهي قد تكون لفظية، وقد تكون حالية، وكلما أطلق المجاز، انصرف إلى هذا المجاز وهو المجاز اللغوي.

2 عقلي وهو يجري في الإسناد، بمعنى أن يكون الإسناد إلى غير من هو له، نحو: شفى الطبيب المريض فإن الشفاء من الله، فإسناده إلى الطبيب مجاز، ويتم ذلك بوجود علاقة مع قرينة مانعة من جريان الإسناد إلى من هو له.

تعريف الكناية

الكناية من كنيت أو كنوت بكذا عن كذا، إذا تركت التصريح به.

وهي في اللغة التكلم بما يريد به خلاف الظاهر.

وفي الاصطلاح لفظ أريد به غير معناه الموضوع له، مع إمكان إرادة المعنى الحقيقي، لعدم نصب قرينة على خلافه.

وهذا هو الفرق بين المجاز والكناية، ففي الأول لا يمكن ارادة العنى الحقيقي لنصب القرينة المضادة له، بخلاف الثاني.

ومثال الكناية: فلان كثير الرماد تريد انه كريم، للتلازم في الغالب بين الكرم وبين كثرة الضيوف الملازمة لكثيرة الرماد من الطبخ.

أقسام الكناية

تنقسم الكناية إلى ثلاثة أقسام:

1 الكناية عن الصفة، نحو طويل النجاد كناية عن طول القامة.

2 الكناية عن الموصوف، نحو قوله:

فلما شربناها ودب دبيبها إلى موطن الأسرار قلت لها قفي

أراد بموطن الأسرار: القلب.

3 الكناية عن النسبة، كقوله:

إن السماحة والمروءة والندى في قبة ضربت على ابن الحشرج

فإن تخصيص هذه الثلاثة بمكان ابن الحشرج يتلازم نسبتها إليه.

الكناية القريبة والبعيدة

انظر أيضًا