إنزال الحسيمة: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط اضافة لشريط البوابات : إسبانيا + المغرب + حرب (42607)
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت التصانيف المعادلة (٢٥) +عنوان+ترتيب (۸.۶): + تصنيف:معارك فرنسا+تصنيف:معارك المغرب+[[تصنيف:معارك إسبا...
سطر 9: سطر 9:
| نتيجة = انتصار إسباني فرنسي
| نتيجة = انتصار إسباني فرنسي
| تغييرات_حدودية =
| تغييرات_حدودية =
| خصم1 = {{علم|إسبانيا}}<br />{{علم|فرنسا}}<br />{{علم|بريطانيا}}
| خصم1 = {{علم|إسبانيا}}<br/>{{علم|فرنسا}}<br/>{{علم|بريطانيا}}
| خصم2 = [[ملف:Flag of the Republic of the Rif.svg|22px]] [[جمهورية الريف]]
| خصم2 = [[ملف:Flag of the Republic of the Rif.svg|22px]] [[جمهورية الريف]]
| خصم3 =
| خصم3 =
| قائد1 = {{إيقونة علم|إسبانيا}} [[ميغيل بريمو دي ريبيرا]]<br />{{إيقونة علم|إسبانيا}} [[خوسي سانخورخو]]<br />{{إيقونة علم|إسبانيا}} [[ليوبولدو سارو مارين]]<br />{{إيقونة علم|إسبانيا}} [[فرانثيسكو فرانكو]]<br />{{إيقونة علم|إسبانيا}} [[مانويل غوديد]]
| قائد1 = {{إيقونة علم|إسبانيا}} [[ميغيل بريمو دي ريبيرا]]<br/>{{إيقونة علم|إسبانيا}} [[خوسي سانخورخو]]<br/>{{إيقونة علم|إسبانيا}} [[ليوبولدو سارو مارين]]<br/>{{إيقونة علم|إسبانيا}} [[فرانثيسكو فرانكو]]<br/>{{إيقونة علم|إسبانيا}} [[مانويل غوديد]]
| قائد2 = [[ملف:Flag of the Republic of the Rif.svg|22px]] [[عبد الكريم الخطابي]]
| قائد2 = [[ملف:Flag of the Republic of the Rif.svg|22px]] [[عبد الكريم الخطابي]]
| قائد3 =
| قائد3 =
| قوة1 = 13000 جندي <br /> 24 قطعة مدفعية <br /> 11 دبابة [[رينو إف تي-17]] <br /> 6 دبابات [[شنايدر سي ايه 1]] <br /> 104 قطعة بحرية <br /> 160 طائرة حربية
| قوة1 = 13000 جندي <br/> 24 قطعة مدفعية <br/> 11 دبابة [[رينو إف تي-17]] <br/> 6 دبابات [[شنايدر سي ايه 1]] <br/> 104 قطعة بحرية <br/> 160 طائرة حربية
| قوة2 = 9000 جندي <br /> 14 قطعة مدفعية
| قوة2 = 9000 جندي <br/> 14 قطعة مدفعية
| قوة3 =
| قوة3 =
| خسائر1 = 200 قتيل <br /> 109 جرحى
| خسائر1 = 200 قتيل <br/> 109 جرحى
| خسائر2 = 700
| خسائر2 = 700
| خسائر3 =
| خسائر3 =
سطر 25: سطر 25:
'''إنزال الحسيمة''' {{إسب|Desembarco de Alhucemas}}؛ هو عملية [[إبرار]] بحري و جوي، قامت بها القوات العسكرية الإسبانية، بدعم فرنسي، في 8 [[شتنبر]] [[1925]]، بساحل [[الحسيمة]]، في [[الريف (المغرب)|الريف]]، شمال المغرب، بهدف حسم [[حرب الريف]]. يعتبر الإنزال الأول من نوعه في التاريخ العسكري، و تمت دراسته، لاحقا، خلال الإعداد [[إنزال نورماندي|لإنزال نورماندي]] في [[الحرب العالمية الثانية]].<ref name="أبس">[http://www.abc.es/historia-militar/20140112/abci-desembarco-alhucemas-tropas-espanolas-201401111236.html Desembarco en Alhucemas, el dia D de las tropas españolas en el norte de Africa، عن موقع جريدة آ بي ثي الإسبانية]</ref>
'''إنزال الحسيمة''' {{إسب|Desembarco de Alhucemas}}؛ هو عملية [[إبرار]] بحري و جوي، قامت بها القوات العسكرية الإسبانية، بدعم فرنسي، في 8 [[شتنبر]] [[1925]]، بساحل [[الحسيمة]]، في [[الريف (المغرب)|الريف]]، شمال المغرب، بهدف حسم [[حرب الريف]]. يعتبر الإنزال الأول من نوعه في التاريخ العسكري، و تمت دراسته، لاحقا، خلال الإعداد [[إنزال نورماندي|لإنزال نورماندي]] في [[الحرب العالمية الثانية]].<ref name="أبس">[http://www.abc.es/historia-militar/20140112/abci-desembarco-alhucemas-tropas-espanolas-201401111236.html Desembarco en Alhucemas, el dia D de las tropas españolas en el norte de Africa، عن موقع جريدة آ بي ثي الإسبانية]</ref>


==السياق التاريخي==
== السياق التاريخي ==
أدت الهزيمة العسكرية الكبيرة للجيش الإسباني في [[معركة أنوال]]، سنة [[1921]]، أمام المقاومة الريفية بقيادة [[عبد الكريم الخطابي]]، إلى استقلال مرحلي لأغلب مناطق الريف، و إعلان [[جمهورية الريف|جمهورية]] عاصمتها [[أجدير (الحسيمة)|أجدير]]. أثرت الهزيمة في العقيدة العسكرية الإسبانية، و عرفت في أدبياتها بالكارثة {{إسب|Desastre de Annual}}. تسببت الهزيمة في خلق انقسام داخل الرأي العام الإسباني و الطبقة السياسية و قيادات الجيش حول اختياري القبول بالهزيمة و التخلي عن الريف أو معاودة محاولة السيطرة على منطقة الحماية. في [[1923]]، قام الجنرال بريمو دي ريبيرا بانقلاب عسكري، و كانت من أولوياته إعادة الاعتبار للجيش الإسباني. في [[أبريل]] [[1925]]، هاجمت القوات الريفية منطقة بني زروال و فتحت بذلك جمهورية الريف جبهة جنوبية في منطقة الحماية الفرنسية، مما أدى خلق تحالف بين [[إسبانيا]] و [[فرنسا]] من أجل القضاء على المقاومة الريفية، و الذي كان مدعوما من طرف السلطان المغربي [[يوسف بن الحسن|يوسف]]، الذي كان متوجسا من المد الثوري لجمهورية الريف<ref>[http://www.nadortoday.com/%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B7%D8%A6-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D9%8A_a5250.html تواطئ السلطان يوسف مع الاستعمار الفرنسي والإسباني ضد الخطابي وراء تغييب تخليد معركة أنوال، بقلم الحسين مجذوبي عن موقع الناضور اليوم]</ref>. دعمت بريطانيا أيضا العملية عبر الدعم اللوجستي و التمويني لسفن الإنزال بميناء جبل طارق.<ref name="مرصد">[http://observatorio.cisde.es/?p=9218 El Desembarco de Alhucemas, la revancha española tras el Desastre de Annual من موقع مرصد cisde]</ref>
أدت الهزيمة العسكرية الكبيرة للجيش الإسباني في [[معركة أنوال]]، سنة [[1921]]، أمام المقاومة الريفية بقيادة [[عبد الكريم الخطابي]]، إلى استقلال مرحلي لأغلب مناطق الريف، و إعلان [[جمهورية الريف|جمهورية]] عاصمتها [[أجدير (الحسيمة)|أجدير]]. أثرت الهزيمة في العقيدة العسكرية الإسبانية، و عرفت في أدبياتها بالكارثة {{إسب|Desastre de Annual}}. تسببت الهزيمة في خلق انقسام داخل الرأي العام الإسباني و الطبقة السياسية و قيادات الجيش حول اختياري القبول بالهزيمة و التخلي عن الريف أو معاودة محاولة السيطرة على منطقة الحماية. في [[1923]]، قام الجنرال بريمو دي ريبيرا بانقلاب عسكري، و كانت من أولوياته إعادة الاعتبار للجيش الإسباني. في [[أبريل]] [[1925]]، هاجمت القوات الريفية منطقة بني زروال و فتحت بذلك جمهورية الريف جبهة جنوبية في منطقة الحماية الفرنسية، مما أدى خلق تحالف بين [[إسبانيا]] و [[فرنسا]] من أجل القضاء على المقاومة الريفية، و الذي كان مدعوما من طرف السلطان المغربي [[يوسف بن الحسن|يوسف]]، الذي كان متوجسا من المد الثوري لجمهورية الريف<ref>[http://www.nadortoday.com/تواطئ-السلطان-يوسف-مع-الاستعمار-الفرنسي-والإسباني-ضد-الخطابي_a5250.html تواطئ السلطان يوسف مع الاستعمار الفرنسي والإسباني ضد الخطابي وراء تغييب تخليد معركة أنوال، بقلم الحسين مجذوبي عن موقع الناضور اليوم]</ref>. دعمت بريطانيا أيضا العملية عبر الدعم اللوجستي و التمويني لسفن الإنزال بميناء جبل طارق.<ref name="مرصد">[http://observatorio.cisde.es/?p=9218 El Desembarco de Alhucemas, la revancha española tras el Desastre de Annual من موقع مرصد cisde]</ref>


==عملية الإنزال==
== عملية الإنزال ==
تمثلت العملية في إنزال مفاجئ ل 13000 جندي، تم نقلهم من [[سبتة]] و [[مليلية]]، عبر 24 سفينة نقل حربي إسبانية و فرنسية، و إنزالهم في شاطئي إجداين و لاسيباديا المتواجدين في منطقة [[الحسيمة]]. قاد العملية الجنرال بريمو دي ريبيرا و الجنرال [[خوسي سانخورخو]]، الذي كان قائدا عملياتيا لقوة الإنزال. من بين القادة العسكريين الذين شاركوا في العملية الكولونيل [[فرانثيسكو فرانكو]]، و الذي رقي إلى رتبة جنرال بفضل أداءه خلال الإنزال،<ref name="مرصد" /> ومنحه الملك لقب [[ماركيس الريف]].
تمثلت العملية في إنزال مفاجئ ل 13000 جندي، تم نقلهم من [[سبتة]] و [[مليلية]]، عبر 24 سفينة نقل حربي إسبانية و فرنسية، و إنزالهم في شاطئي إجداين و لاسيباديا المتواجدين في منطقة [[الحسيمة]]. قاد العملية الجنرال بريمو دي ريبيرا و الجنرال [[خوسي سانخورخو]]، الذي كان قائدا عملياتيا لقوة الإنزال. من بين القادة العسكريين الذين شاركوا في العملية الكولونيل [[فرانثيسكو فرانكو]]، و الذي رقي إلى رتبة جنرال بفضل أداءه خلال الإنزال،<ref name="مرصد"/> ومنحه الملك لقب [[ماركيس الريف]].
<br />
<br/>
في صباح يوم 8 شتنبر، قامت المدفعية البحرية و الطيران الحربي بقصف الدفاعات الريفية، قبل أن تبدأ أولى محاولات الإنزال في الساعة 11:30 صباحا. اصطدمت العملية بألغام شاطئ إجداين، و استلزمت العملية تحييد الألغام، قبل أن يتم إنزال 9000 جندي في الساعة الواحدة. اشتد بعد ذلك قصف المدفعية الريفية على موقعي الإنزال و خلف خسائر بشرية في صفوف المنزلين، و لم تتمكن القوات الإسبانية من تأمين إنزال ال 4000 المتبقين إلا عبر القصف الجوي للدفاعات الريفية.<ref name="مرصد" />
في صباح يوم 8 شتنبر، قامت المدفعية البحرية و الطيران الحربي بقصف الدفاعات الريفية، قبل أن تبدأ أولى محاولات الإنزال في الساعة 11:30 صباحا. اصطدمت العملية بألغام شاطئ إجداين، و استلزمت العملية تحييد الألغام، قبل أن يتم إنزال 9000 جندي في الساعة الواحدة. اشتد بعد ذلك قصف المدفعية الريفية على موقعي الإنزال و خلف خسائر بشرية في صفوف المنزلين، و لم تتمكن القوات الإسبانية من تأمين إنزال ال 4000 المتبقين إلا عبر القصف الجوي للدفاعات الريفية.<ref name="مرصد"/>
<br />
<br/>
قام الإسبان بعد ذلك بإنزال دبابات [[رينو إف تي-17]] و [[شنايدر سي ايه 1]]، و التي لم تكن لها، في الواقع، أية فعالية حربية ملموسة لحظة الإنزال، اللهم الإرهاب المعنوي و النفسي الذي خلقته لدى المقاومة الريفية، التي لم يسبق لجنودها أن شاهدوا مدرعات من قبل.<ref name="مرصد" />
قام الإسبان بعد ذلك بإنزال دبابات [[رينو إف تي-17]] و [[شنايدر سي ايه 1]]، و التي لم تكن لها، في الواقع، أية فعالية حربية ملموسة لحظة الإنزال، اللهم الإرهاب المعنوي و النفسي الذي خلقته لدى المقاومة الريفية، التي لم يسبق لجنودها أن شاهدوا مدرعات من قبل.<ref name="مرصد"/>
<br />
<br/>
قام الإسبان بتثبيت موقع الإنزال و تأمينه إلى غاية 23 شتنبر، حيث قررت القيادة العسكرية الهجوم للسيطرة على المواقع المرتفعة المحيطة بموقع الإنزال. في 26 شتنبر، سيطر الإسبان على المرتفعات الإستراتيجية المطلة على موقع الحسيمة. انتهت العملية العسكرية في 13 أكتوبر.<ref name="مرصد" />
قام الإسبان بتثبيت موقع الإنزال و تأمينه إلى غاية 23 شتنبر، حيث قررت القيادة العسكرية الهجوم للسيطرة على المواقع المرتفعة المحيطة بموقع الإنزال. في 26 شتنبر، سيطر الإسبان على المرتفعات الإستراتيجية المطلة على موقع الحسيمة. انتهت العملية العسكرية في 13 أكتوبر.<ref name="مرصد"/>


==المقاومة الريفية==
== المقاومة الريفية ==
كانت القوة الدفاعية الريفية المتواجدة بموقع الإنزال مشكلة من 14 قطعة مدفعية (من 70 و 75 ملم)، تعود إلى غنائم معركة أنوال، إضافة إلى 40 لغم أرضي بشاطئ إجداين لعرقلة الإبرار.<ref name="مرصد" />
كانت القوة الدفاعية الريفية المتواجدة بموقع الإنزال مشكلة من 14 قطعة مدفعية (من 70 و 75 ملم)، تعود إلى غنائم معركة أنوال، إضافة إلى 40 لغم أرضي بشاطئ إجداين لعرقلة الإبرار.<ref name="مرصد"/>
==وصلات خارجية==
== وصلات خارجية ==
[http://www.grandesbatallas.es/batalla%20de%20alhucemas.html بالإسبانية: ملخص لمعركة إنزال الحسيمة، من موقع المعارك الكبرى الإسباني]
[http://www.grandesbatallas.es/batalla%20de%20alhucemas.html بالإسبانية: ملخص لمعركة إنزال الحسيمة، من موقع المعارك الكبرى الإسباني]
==مراجع==
== مراجع ==
{{مراجع}}
{{مراجع}}


سطر 47: سطر 47:
{{شريط بوابات|تاريخ|إسبانيا|المغرب|حرب}}
{{شريط بوابات|تاريخ|إسبانيا|المغرب|حرب}}


[[تصنيف:الاستعمار الإسباني في أفريقيا]]
[[تصنيف:حروب إسبانيا]]
[[تصنيف:حروب إسبانيا]]
[[تصنيف:نزاعات في 1925]]
[[تصنيف:حروب الريف]]
[[تصنيف:حروب الريف]]
[[تصنيف:الاستعمار الإسباني في أفريقيا]]
[[تصنيف:معارك إسبانيا]]
[[تصنيف:معارك المغرب]]
[[تصنيف:معارك فرنسا]]
[[تصنيف:نزاعات في 1925]]

نسخة 02:48، 2 مايو 2015

إنزال الحسيمة
جزء من حرب الريف
إنزال القوات الإسبانية على شاطئ الحسيمة
معلومات عامة
التاريخ 8 سبتمبر 1925
الموقع ساحل الحسيمة، حماية إسبانيا في المغرب
35°14′50″N 3°55′56″W / 35.247222222222°N 3.9322222222222°W / 35.247222222222; -3.9322222222222   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
النتيجة انتصار إسباني فرنسي
المتحاربون
 إسبانيا
 فرنسا
 بريطانيا
جمهورية الريف
القادة
إسبانيا ميغيل بريمو دي ريبيرا
إسبانيا خوسي سانخورخو
إسبانيا ليوبولدو سارو مارين
إسبانيا فرانثيسكو فرانكو
إسبانيا مانويل غوديد
عبد الكريم الخطابي
القوة
13000 جندي
24 قطعة مدفعية
11 دبابة رينو إف تي-17
6 دبابات شنايدر سي ايه 1
104 قطعة بحرية
160 طائرة حربية
9000 جندي
14 قطعة مدفعية
الخسائر
200 قتيل
109 جرحى
700
خريطة

إنزال الحسيمة (بالإسبانية: Desembarco de Alhucemas)‏؛ هو عملية إبرار بحري و جوي، قامت بها القوات العسكرية الإسبانية، بدعم فرنسي، في 8 شتنبر 1925، بساحل الحسيمة، في الريف، شمال المغرب، بهدف حسم حرب الريف. يعتبر الإنزال الأول من نوعه في التاريخ العسكري، و تمت دراسته، لاحقا، خلال الإعداد لإنزال نورماندي في الحرب العالمية الثانية.[1]

السياق التاريخي

أدت الهزيمة العسكرية الكبيرة للجيش الإسباني في معركة أنوال، سنة 1921، أمام المقاومة الريفية بقيادة عبد الكريم الخطابي، إلى استقلال مرحلي لأغلب مناطق الريف، و إعلان جمهورية عاصمتها أجدير. أثرت الهزيمة في العقيدة العسكرية الإسبانية، و عرفت في أدبياتها بالكارثة (بالإسبانية: Desastre de Annual)‏. تسببت الهزيمة في خلق انقسام داخل الرأي العام الإسباني و الطبقة السياسية و قيادات الجيش حول اختياري القبول بالهزيمة و التخلي عن الريف أو معاودة محاولة السيطرة على منطقة الحماية. في 1923، قام الجنرال بريمو دي ريبيرا بانقلاب عسكري، و كانت من أولوياته إعادة الاعتبار للجيش الإسباني. في أبريل 1925، هاجمت القوات الريفية منطقة بني زروال و فتحت بذلك جمهورية الريف جبهة جنوبية في منطقة الحماية الفرنسية، مما أدى خلق تحالف بين إسبانيا و فرنسا من أجل القضاء على المقاومة الريفية، و الذي كان مدعوما من طرف السلطان المغربي يوسف، الذي كان متوجسا من المد الثوري لجمهورية الريف[2]. دعمت بريطانيا أيضا العملية عبر الدعم اللوجستي و التمويني لسفن الإنزال بميناء جبل طارق.[3]

عملية الإنزال

تمثلت العملية في إنزال مفاجئ ل 13000 جندي، تم نقلهم من سبتة و مليلية، عبر 24 سفينة نقل حربي إسبانية و فرنسية، و إنزالهم في شاطئي إجداين و لاسيباديا المتواجدين في منطقة الحسيمة. قاد العملية الجنرال بريمو دي ريبيرا و الجنرال خوسي سانخورخو، الذي كان قائدا عملياتيا لقوة الإنزال. من بين القادة العسكريين الذين شاركوا في العملية الكولونيل فرانثيسكو فرانكو، و الذي رقي إلى رتبة جنرال بفضل أداءه خلال الإنزال،[3] ومنحه الملك لقب ماركيس الريف.
في صباح يوم 8 شتنبر، قامت المدفعية البحرية و الطيران الحربي بقصف الدفاعات الريفية، قبل أن تبدأ أولى محاولات الإنزال في الساعة 11:30 صباحا. اصطدمت العملية بألغام شاطئ إجداين، و استلزمت العملية تحييد الألغام، قبل أن يتم إنزال 9000 جندي في الساعة الواحدة. اشتد بعد ذلك قصف المدفعية الريفية على موقعي الإنزال و خلف خسائر بشرية في صفوف المنزلين، و لم تتمكن القوات الإسبانية من تأمين إنزال ال 4000 المتبقين إلا عبر القصف الجوي للدفاعات الريفية.[3]
قام الإسبان بعد ذلك بإنزال دبابات رينو إف تي-17 و شنايدر سي ايه 1، و التي لم تكن لها، في الواقع، أية فعالية حربية ملموسة لحظة الإنزال، اللهم الإرهاب المعنوي و النفسي الذي خلقته لدى المقاومة الريفية، التي لم يسبق لجنودها أن شاهدوا مدرعات من قبل.[3]
قام الإسبان بتثبيت موقع الإنزال و تأمينه إلى غاية 23 شتنبر، حيث قررت القيادة العسكرية الهجوم للسيطرة على المواقع المرتفعة المحيطة بموقع الإنزال. في 26 شتنبر، سيطر الإسبان على المرتفعات الإستراتيجية المطلة على موقع الحسيمة. انتهت العملية العسكرية في 13 أكتوبر.[3]

المقاومة الريفية

كانت القوة الدفاعية الريفية المتواجدة بموقع الإنزال مشكلة من 14 قطعة مدفعية (من 70 و 75 ملم)، تعود إلى غنائم معركة أنوال، إضافة إلى 40 لغم أرضي بشاطئ إجداين لعرقلة الإبرار.[3]

وصلات خارجية

بالإسبانية: ملخص لمعركة إنزال الحسيمة، من موقع المعارك الكبرى الإسباني

مراجع