عبد الله البطال: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 31: سطر 31:


استغل اسم عبد الله البطال في عملين الأول في اللغة العربية (سيرة ذات الهمة والبطّال) أو دلهمه والثاني في الملحمة الأدبية التركية الشعبية [[سيد بطال غازي]].<ref name="EI2"/> وعلى الرغم من أن كلاهما تم تأليفهما في القرن الثاني عشر ورسما على تقاليد عربية، فهما يعرضان فروقات هامة، فالرواية التركية تتضمن العديد من التأثيرات الفارسية والتركية، بما فيها العناصر الخارقة من التقاليد الشعبية أو زخارف من ال[[شاهنامه]] ورواية أبو مسلم.<ref name="Melikoff">Melikoff (1986), pp. 1003–1004</ref> كل من الروايات تضع البطّال في منتصف القرن التاسع الميلادي وتربطه ب[[ملطية]] و[[عمر الأقطع|أميرها عمر الأقطع]] (المتوفى:[[863]]م) ونتيجة لذلك أصبح مرتبطاً بشكل خاص مع مدينة ملاطية وما حولها.<ref name="Melikoff"/><ref>Dedes (1996), pp. 9–14</ref> أخذ الصحصاح بطل قبيلة بني كلاب دور البطّال الخاص في الحروب الأموية ضد البيزنطيين في دلهمه. وفي هذه الروايات ظهر البطال كبطل إسلامي وأصبح يشبه فيها أوديسيوس (المشهور بالمكر والدهاء) في الدهاء.<ref>Canard (1961), pp. 158–173, esp. 167–169</ref> واعتبره [[أتراك|الأتراك]] رمزاً بارزاً في فتوحاتهم للأناضول بعد فتح ملطية 1102 على يد [[دانشمنديون|الدانشمنديين]]. عُمل على قصصه (بالتركية:Battalname) في عهد [[السلاجقة]] و[[العثمانيين]]، وأصبح موضوعاً لمجموعة كبيرة للعديد من الحكايات الشعبية.<ref name="Melikoff"/><ref>Dedes (1996), pp. 9–16, 23–25</ref> ويرفع [[علاهيون|العلاهيون]] و[[بكتاشية|البكتاشية]] من قدره ويسمونه ب[[(سيد (لقب تشريفي)|السيد]]، و للبطال مزار في مدينة سيد غازي-التي سميت باسمه-، ويأتيه الزوار من مناطق بعيدة مثل آسيا الوسطى حتى أوائل القرن 20.<ref name="Melikoff"/><ref>Dedes (1996), pp. 16–22</ref>
استغل اسم عبد الله البطال في عملين الأول في اللغة العربية (سيرة ذات الهمة والبطّال) أو دلهمه والثاني في الملحمة الأدبية التركية الشعبية [[سيد بطال غازي]].<ref name="EI2"/> وعلى الرغم من أن كلاهما تم تأليفهما في القرن الثاني عشر ورسما على تقاليد عربية، فهما يعرضان فروقات هامة، فالرواية التركية تتضمن العديد من التأثيرات الفارسية والتركية، بما فيها العناصر الخارقة من التقاليد الشعبية أو زخارف من ال[[شاهنامه]] ورواية أبو مسلم.<ref name="Melikoff">Melikoff (1986), pp. 1003–1004</ref> كل من الروايات تضع البطّال في منتصف القرن التاسع الميلادي وتربطه ب[[ملطية]] و[[عمر الأقطع|أميرها عمر الأقطع]] (المتوفى:[[863]]م) ونتيجة لذلك أصبح مرتبطاً بشكل خاص مع مدينة ملاطية وما حولها.<ref name="Melikoff"/><ref>Dedes (1996), pp. 9–14</ref> أخذ الصحصاح بطل قبيلة بني كلاب دور البطّال الخاص في الحروب الأموية ضد البيزنطيين في دلهمه. وفي هذه الروايات ظهر البطال كبطل إسلامي وأصبح يشبه فيها أوديسيوس (المشهور بالمكر والدهاء) في الدهاء.<ref>Canard (1961), pp. 158–173, esp. 167–169</ref> واعتبره [[أتراك|الأتراك]] رمزاً بارزاً في فتوحاتهم للأناضول بعد فتح ملطية 1102 على يد [[دانشمنديون|الدانشمنديين]]. عُمل على قصصه (بالتركية:Battalname) في عهد [[السلاجقة]] و[[العثمانيين]]، وأصبح موضوعاً لمجموعة كبيرة للعديد من الحكايات الشعبية.<ref name="Melikoff"/><ref>Dedes (1996), pp. 9–16, 23–25</ref> ويرفع [[علاهيون|العلاهيون]] و[[بكتاشية|البكتاشية]] من قدره ويسمونه ب[[(سيد (لقب تشريفي)|السيد]]، و للبطال مزار في مدينة سيد غازي-التي سميت باسمه-، ويأتيه الزوار من مناطق بعيدة مثل آسيا الوسطى حتى أوائل القرن 20.<ref name="Melikoff"/><ref>Dedes (1996), pp. 16–22</ref>

== أخباره ==
'''هو عبد الله بن عمرو بن علقمة البطّال الملقب بالأنطاكي لأن مقرّه كان بأنطاكية، أحد القواد [[العرب]] الشجعان المشهورين في العصر الأموي، وأحد رؤساء عرب الجزيرة الذين كانوا يغزون ثغور الروم، ولا تذكر كتب التاريخ سنة مولده وإن كان أكثرها يحدد سنة وفاته، واختلف المؤرخون في كنيته فهو أبو محمد وأبو يحيى أو أبو الحسين، وإن لم يختلفوا في ذكر سيرته والأحداث التي مرّت معه'''


* وقد أوصى [[عبد الملك بن مروان]] ابنه مسلمة، فقال: صير على طلائعك البطال، ومره فليعس بالليل، فإنه أمينٌ شجاع مقداد، وكان مسلمة عقد للبطال على عشرة آلاف مقاتل ، فجعلهم على الطلائع .
* قال أبو مروان الأنطاكي : كنت أغزي مع البطال، وقد أوطأ الروم ذلاً، قال البطال: فسألني بعض ولاةٍ بني أمية عن أعجب ما كان من أمري، فقلت: خرجت في سرية ليلاً، فأتينا قريةً، وقلت لأصحابي: ارفعوا لجم خيولكم، ولا تهيجوا، ففعلوا واخترقوا في أزقتها، ودفعت في ناس من أصحابي إلى بيتٍ فيه سراج وامرأة تسكت ولدها من بكائه وتقول: اسكت أو لأدفعنك إلى البطال، ثم انتشلته من سريره وقالت: خذه يا بطال، قال: فأخذته .

وخرجت يوماً وحدي على فرسي لأصيب غفلةٍ، ومعي شواء وغيره، فأكلت، ودخلت بستاناً، وأسهلني بطني، فاختلفت مراراً، وخفت من الضعف، فركبت وأسهلت على سرجي، كرهت أن أنزل فأضعف عن الركوب، ولزمت عنق الفرس، وذهب بي لا أدري إلى أين، فسمعت وقع حوافره على بلاطٍ، فأفتح عيني فإذا دير، وإذا نسوةٌ يتطلعن من أبواب الدير، فلما رأين حالي وضعفي، و وقوف فرسي، رطنت واحدةٌ منهن، فنزعن عني ثيابي، وغسلن ما بي وألبسنني ثياباً، وسقينني ترياقاً أو دواءً، ووضعت على سريرٍ، فأقمت يوماً وليلةً مسبوتاً، وذهب عني ذلك ثاني يوم، وأنا ضعيف عن الركوب، فجاءها في اليوم الثالث بطريقٌ أقبل في مركبه، فأمرت بفرسي فغيب، وأغلقت علي بيتاً، ودخل البطريق، فسمعت بعض النسوة تخبر أنه خاطب لها، فبلغه شأني، فهم أن يجهم علي، فأقسمت إن فعل لا نال حاجته، فأمسك، ثم تزوج، وخرجت فدعوت بفرسي، فقالت: لا آمن أن يكمن لك، دعه يذهب، فأبيت وركبت وقفوت الأثر حتى لحقته، وشددت عليه، فانفرج عنه أصحابه، فقتلته، وطلبت أصحابه فهربوا، فأخذت فرسه وسمطت رأسه، ورددت إلى الدير، فألقيت الرأس، ودعوتها ومن معها من النساء والخدم، فوقفن بين يدي، وأمرتها بالرحلة ومن معه على الدواب، وسرت بها و بهن إلى العسكر، فنفلت المرأة بعينها و سلمت سائر الغنيمة، واتخذتها، فهي أم بني .
* قال عبد الله بن راشد الخزاعي، يخبر عمن سمع من البطال: أنه ولي [[المصيصة]] وما يليها، فبعث سريةً، فأبطأ عليه خبرها، فأشفق من مصيبة، قال: فخرجت مفرداً، فلم أجد لهم خبراً، ثم أعطيت خبرهم، فخفت عليهم من العدو، ولم أجد أحداً يخبرني بشيءٍ، فسرت حتى أقف بباب [[عمورية]]، فضربت باببها وقلت للبواب: افتح لفلانٍ وسياف الملك ورسوله، وكنت أشبه به، فأعلمه، فأمره ففتح لي، فصرت إلى بلاطها، وأمرت من يشتد بين يدي إلى باب بطريقها، ففعل، ووافيته وقد جلس لي، فنزلت عن فرسي وأنا متلثم، فأذن لي ورحب بي، فقلت: أخرج هؤلاء فإني قد حملت إليك أمراً، فأخرجهم، وشددت عليه حتى أغلق باب [[الكنيسة]] وأتي إلي، فاخترطت سيفي وقلت: وقد وقعت بهذا الموضع، فأعطني عهداً حتى أكلمك بما أردت حتى أرجع من حيث جئت، ففعل، فقلت: أنا البطال، فاصدقني وانصحني، وإلا قتلتك، قال: سل. فقلت: السرية. قال: نعم، وافت البلادو غارةٌ لا يدفع أهلها يد لامس، فوغلوا في البلاد وملأوا أيديهم غنائهم، وهذا آخر خبر جاءني بأنهم بوادي كذا وكذا، قد صدقتك.
فغمدت سيفي، وقلت: ادع لي بطعامٍ، فدعا به، ثم قمت وقال: سيروا بين يدي رسول الملك حتى يخرج، ففعلوا، وقصدت السرية وخرجت بهم وبما غنموا.
* عن أبي بكر بن عياش قال: قيل للبطال: ما الشجاعة - قال: صبر ساعة
* في سنة 108هـ غزا معاوية بن هشام بن عبد الملك أرض الروم، وبعث البطال على جيش كثيف، فافتتح جنجرة وغنم منها شيئًا كثيرًا.
* قال الوليد: أخبرني ابن جدابر، حدثني من سمع البطال يخبر مالك بن شبيب أمير مقدمة الجيش الذي قتل فيه، عن خبر بطريق أقرن صهر البطال، أن ليون طاغية الروم قد أقبل نحوه في مائة ألف فذكر قصة، فيها إشارة البطال عليه باللحاق ببعض مدن الروم والتحصن به، حتى يلحقهم الأمير سليمان بن هشام، وذكر عصيان مالك في رأيه، قال: ولقينا ليون، فقاتل مالك يومئذٍ ومن معه حتى قتل في جماعة، والبطال عصمة لمن بقي، و والٍ لهم قد أمرهم ألا يذكروا له إسماً، فتجمعوا عليه، فحمل البطال، فصاح بعض من معه باسمه وفداه [ تسبب في مقتل البطال ! ] فشدت عليه فرسان الروم حتى شالته برماحها عن سرجه وألقته إلى الأرض، وأقبلت تشد على بقية الناس مع اصفرار الشمس.
* قال الوليد: قال غير ابن جابر: وليون طاغيتهم قد نزل، ورفعوا أيديهم يستنصرون على المسلمين، ورأوا من قلة المسلمين وقلة من بقي، فقال: ناد يا غلام برفع السيف، وترك بقية القوم لله وانصرفوا، قال ابن جابر: فأمر البطال منادياً، فنادى: أيها الناس، عليكم بسنادة، فتحصنوا فيها، وأمر رجلاً على مقدمتهم، وآخر على ساقتهم يحمل الجريح والضعيف، وثبت البطال مكانه، ومعه قرابةٌ له في مواليه، وأمر من يسير في أوائلهم يقول: أيها الناس إلحقوا فإن البطال يسير بأخراكم، وأمر من ينادي في أخراهم: إلحقوا فإن البطال في أولاكم، فلم يصبحوا إلا وقد دخلوها، يعني سنادة، وأصبح البطال في المعركة وبه رمق،


== وصلات خارجية ==
== وصلات خارجية ==

نسخة 05:55، 2 يوليو 2015

عبد الله البطال
عبدالله البطال
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد القرن 8  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
الوفاة سنة 740   تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
أفيون قره حصار
سبب الوفاة قتل في معركة  تعديل قيمة خاصية (P509) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة محارب  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
الخدمة العسكرية
في الخدمة
727م–740م
الولاء الدولة الأموية
المعارك والحروب الحروب الإسلامية البيزنطية

عبد الله البطال (توفي عام 740م) مجاهد مسلم في الحروب الإسلامية البيزنطية في بدايات القرن الثامن الميلادي، شارك في عدة حملات قادتها الدولة الأموية ضد الإمبراطورية البيزنطية. الحقائق التاريخية حول سيرته نادرة، لكنها نمت بعد وفاته وأصبح أسطورة شعبية، وأصبح شخصية شهيرة بارزة في الملاحم الأدبية التركية والعربية كبطال غازي.

سيرته

لا يعرف شيء عن نشأة وحياة "عبد الله البطال" المبكرة. تقارير كثيرة تقول أنه أتى من أنطاكية أو دمشق، وأنه كان مولى لبني أمية. وأعطي كنى مختلفة، أبو محمد، أبو يحيى، أبو الحسين.[1][2] ونسبته "الأنطاكي" بدلاً من أن ينسب لقبيلة ما ويوحي هذا أنه ليس عربي النشأة.[2] اقترح خالد يحيى بلانكنشب بأنه ربما يكون نفس الشخص "عمرو" الذي سجل اسمه المؤرخ البيزنطي تيوفان المعرف في حملة نيقية 727م، وبالتالي "عمرو" ربما يكون اسمه الحقيقي أو اسم والده (ويكون:عمرو بن عبد الله أو عبد الله بن عمرو) وربما يكون اسم عبد الله تشريفي.[3]

خريطة لآسيا الصغرى البيزنطية وحدود الحروب الإسلامية البيزنطية في بدايات القرن الثامن الميلادي.

وفقاً للمصادر التاريخية (المؤرخان: اليعقوبي ومحمد بن جرير الطبري) ظهر البطال لأول مرة 727م، في واحدة من الغارات السنوية ضد الأناضول البيزنطي، قاد هذه الحملة معاوية بن هشام ابن الخليفة هشام بن عبد الملك (حكم من 723م – 743م). قاد البطَال طليعة الجيش وسيطر على مدينة خنجره، قبل أن يدخل الجيش في حصار نيقية (727) الغير ناجح.[1][4] يعتبر بلانكنشب أن سيطرة البطال على خنجره تعتبر واحدة من أعظم نجاحات الأمويين ضد البيزنطيين في هذه الفترة، إلى جانب سيطرة مسلمة بن عبد الملك على قيصرية في 726م.[5]

قاد البطال غارة أخرى لا يُعرف عنها الكثير في (731م – 732م). على الأرجح أنها كانت فاشلة وذُكر أنه توفي فيها الأمير العربي عبد الوهاب بن بخت.[1][6] في العام التالي 115 هـ تولى البطال قيادة جزء في حملة إلى جانب معاوية بن هشام ودخلوا أفيون قره حصار في فريجيا. حاول الجيش البيزنطي التصدي للمسلمين، ولكن البطال هزمهم، وأسر قسطنطين.[1][6][7] [8] ظهر البطال آخر مرة في حملة كبيرة فيها عشرات الآلاف من الرجال من الجيش الأموي ضد البيزنطيين. إلى جانب مع مالك بن شعيب، نائب حاكم ملطية، قاد البطال قوة من الفرسان قوامها 20000 في حين سليمان بن هشام قاد القوة الرئيسية التي تقف وراءها. وصلت قوة البطال وقوة مالك حتى أفيون قره حصار، ولكن تواجه وهُزم من قبل البيزنطيين بقيادة الإمبراطور ليو الثالث الإيساوري (الحاكم من: 717م - 741م) في معركة أفيون قره حصار. لقى فيها جميع القواد المسلمين وثلثي الجيش حتفهم.[1][7][9]

التراث

إذا كان عبد الله البطال لم يأخذ حقه من الشهرة في مهنته العسكرية، فقد نمت شهرته في الحكايات الشعبية. بحلول القرن العاشر الميلادي أصبح أحد أبطال الحكايات حول الحروب الإسلامية البيزنطية، سجل العالم المسعودي في كتابه مروج الذهب في القرن العاشر الميلادي أن عبد الله من "مشاهير المسلمين" الذين عرضت صورهم في الكنائس البيزنطية احتراماً له.[1] يقول المسعودي في كتابه: «وأخبرني بعض الروم - ممن كان قد أسلم وحسن إسلامه - أن الروم صورت عشرة أنفس في بعض كنائسها من أهل البأس والنجدة والمكايد في النصرانية والحيلة من المسلمين: منهم الرجل الذي بعث به معاوية حين احتال على البطريق فأسره من القسطنطينية، فأقاد منه بالضرب ورده إلى القسطنطينية؛ وعبد الله البطال، وعمرو بن عيد الله، وعلي بن يحيى الأرمني...»[10] زين المؤرخان الأندلسي محي الدين بن عربي و المؤرخ الفارسي أبو علي البلعمي في القرن العاشر-القرن الثاني عشر أن له دور في حصار القسطنطينية (717-718).[1] ذكر ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق الكثير من الروايات حول البطال منها: ذكر البيزنطيين اسمه لتخويف الأطفال، ودخوله عمورية وتظاهره بأنه رسول وكشفه خططهم، ودخوله دير فيه نسوة (تزوج احداهن لاحقاً) وقتله أحد البطارقة. ومقابلته الإمبراطو ليو ووفاته وطلبه منه أن يدفنه من معه من المسلمين.[1] ومن ناحية أخرى بداية بابن عساكر ومعاصره السموأل بن يحيى المغربي انتقد الكثير من المؤرخين المسلمين مختلف الافتراءات أدخلت في حسابات حياة البطال. ويقول الذهبي: «إن القُصّاص حكوا عنه ـ أي البطال ـ من الخرافات ما لا يليق». وقال ابن كثير بعد حديثه عن البطال: «وأما ما يذكر العامة عن البطّال من السيرة المنسوبة إلى دلهمة (ذات الهمّة) والأمير عبد الوهاب والقاضي عقبة فكذب وجهل وتخبط فاحش».[2][11][12] وقال ابن كثير بعد أن لخص سيرته في كتابة البداية والنهاية: «وأما ما يذكره العامة عن البطال من السيرة المنسوبة إلى دلهمة، والبطال، والأمير عبد الوهاب ، والقاضي عقبة فكذب وافتراء، ووضع بارد، وجهل كبير، وتخبيط فاحش، لا يروج ذلك إلا على غبي أو جاهل ردي، كما يروج عليهم سيرة عنترة العبسي المكذوبة، وكذلك سيرة البكري، والدنف وغير ذلك، والكذب المفتعل في سيرة البكري أشد إثما وأعظم جرما من غيرها; لأن واضعها يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.»[13][2]

استغل اسم عبد الله البطال في عملين الأول في اللغة العربية (سيرة ذات الهمة والبطّال) أو دلهمه والثاني في الملحمة الأدبية التركية الشعبية سيد بطال غازي.[1] وعلى الرغم من أن كلاهما تم تأليفهما في القرن الثاني عشر ورسما على تقاليد عربية، فهما يعرضان فروقات هامة، فالرواية التركية تتضمن العديد من التأثيرات الفارسية والتركية، بما فيها العناصر الخارقة من التقاليد الشعبية أو زخارف من الشاهنامه ورواية أبو مسلم.[14] كل من الروايات تضع البطّال في منتصف القرن التاسع الميلادي وتربطه بملطية وأميرها عمر الأقطع (المتوفى:863م) ونتيجة لذلك أصبح مرتبطاً بشكل خاص مع مدينة ملاطية وما حولها.[14][15] أخذ الصحصاح بطل قبيلة بني كلاب دور البطّال الخاص في الحروب الأموية ضد البيزنطيين في دلهمه. وفي هذه الروايات ظهر البطال كبطل إسلامي وأصبح يشبه فيها أوديسيوس (المشهور بالمكر والدهاء) في الدهاء.[16] واعتبره الأتراك رمزاً بارزاً في فتوحاتهم للأناضول بعد فتح ملطية 1102 على يد الدانشمنديين. عُمل على قصصه (بالتركية:Battalname) في عهد السلاجقة والعثمانيين، وأصبح موضوعاً لمجموعة كبيرة للعديد من الحكايات الشعبية.[14][17] ويرفع العلاهيون والبكتاشية من قدره ويسمونه بالسيد، و للبطال مزار في مدينة سيد غازي-التي سميت باسمه-، ويأتيه الزوار من مناطق بعيدة مثل آسيا الوسطى حتى أوائل القرن 20.[14][18]

وصلات خارجية

مراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Canard (1986), pp. 1002–1003
  2. ^ أ ب ت ث Athamina (2011)
  3. ^ Blankinship (1994), p. 314 (Note 20)
  4. ^ Blankinship (1994), p. 120
  5. ^ Blankinship (1994), pp. 120–121
  6. ^ أ ب Blankinship (1994), p. 162
  7. ^ أ ب Winkelmann, Lilie, et al. (1999), pp. 5–6
  8. ^ اليعقوبي. كتاب تاريخ اليعقوبي، على موقع المكتبة الشاملة. اطلع عليه بتاريخ 13 رمضان 1436 هـ. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  9. ^ Blankinship (1994), pp. 169–170
  10. ^ المسعودي. كتاب مروج الذهب، (2/129)، على موقع المكتبة الشاملة. اطلع عليه بتاريخ 13 رمضان 1436 هـ. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  11. ^ ابن كثير. كتاب البداية والنهاية. اطلع عليه بتاريخ 13 رمضان 1436 هـ. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  12. ^ الذهبي. سير أعلام النبلاء. اطلع عليه بتاريخ 13 رمضان 1436 هـ. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  13. ^ ابن كثير. كتاب البداية والنهاية، ثم دخلت سنة ثنتين وعشرين ومائة، ص115-116، على موقع إسلام ويب. اطلع عليه بتاريخ 13 رمضان 1436 هـ. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  14. ^ أ ب ت ث Melikoff (1986), pp. 1003–1004
  15. ^ Dedes (1996), pp. 9–14
  16. ^ Canard (1961), pp. 158–173, esp. 167–169
  17. ^ Dedes (1996), pp. 9–16, 23–25
  18. ^ Dedes (1996), pp. 16–22

مصادر

قالب:Persondata