صحيح البخاري: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: تحديث وصلات النطاق
لا ملخص تعديل
سطر 27: سطر 27:
}}
}}


'''«الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه»'''، الشهير بِاْسم '''«صحيح البخاري»''' هو أبرز كتب [[الحديث النبوي]] عند المسلمين من [[أهل السنة والجماعة]]. صنّفه الإمام [[محمد بن إسماعيل البخاري]] واستغرق قي تحريره ستة عشر عاماً،<ref>الحديث والمحدثون - محمد محمد أبو زهو (طبعة دار الفكر العربي:ج1 ص378)</ref> وانتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها،<ref name="المختصر1"/> ويحتلّ الكتاب مكانة متقدمة عند أهل السنّة حيث أنه أحد [[كتب الصحاح|الكتب الستّة]] التي تعتبر من أمّهات مصادر الحديث عندهم، وهو أوّل كتاب مصنّف في الحديث الصحيح المجرّد<ref>المقنع في علوم الحديث - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار فواز للنشر :ج1 ص56)</ref> كما يعتبر لديهم أصحّ كتاب بعد [[القرآن الكريم]].{{للهامش|1}}<ref>معرفة أنواع علوم الحديث - عثمان بن عبد الرحمن، أبوعمرو، تقي الدين المعروف بابن الصلاح (طبعة دار الكتب العلمية: ج1 ص84)</ref><ref>تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي - جلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (طبعة دار طيبة: ج1 ص142)</ref> ويعتبر كتاب صحيح البخاري أحد [[كتب الجوامع]] وهي التي احتوت على جميع أبواب الحديث من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب وغيرها.<ref>منهج النقد في علوم الحديث - نور الدين محمد عتر (طبعة دار الفكر:ج1 ص198)</ref>
'''«الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه»'''، الشهير بِاْسم '''«صحيح البخاري»''' هو أبرز كتب [[الحديث النبوي]] عند المسلمين من [[أهل السنة والجماعة]]. صنّفه الإمام [[محمد بن إسماعيل البخاري]] واستغرق قي تحريره ستة عشر عاماً،<ref>الحديث والمحدثون - محمد محمد أبو زهو (طبعة دار الفكر العربي:ج1 ص378)</ref> وانتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها،<ref>مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور، أبو الفضل محمد بن مكرم بن على بن منظور الانصاري (طبعة دار الفكر: ج22 ص27)</ref> ويحتلّ الكتاب مكانة متقدمة عند أهل السنّة حيث أنه أحد [[كتب الصحاح|الكتب الستّة]] التي تعتبر من أمّهات مصادر الحديث عندهم، وهو أوّل كتاب مصنّف في الحديث الصحيح المجرّد<ref>المقنع في علوم الحديث - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار فواز للنشر :ج1 ص56)</ref> كما يعتبر لديهم أصحّ كتاب بعد [[القرآن الكريم]].{{للهامش|1}}<ref>معرفة أنواع علوم الحديث - عثمان بن عبد الرحمن، أبوعمرو، تقي الدين المعروف بابن الصلاح (طبعة دار الكتب العلمية: ج1 ص84)</ref><ref>تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي - جلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (طبعة دار طيبة: ج1 ص142)</ref> ويعتبر كتاب صحيح البخاري أحد [[كتب الجوامع]] وهي التي احتوت على جميع أبواب الحديث من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب وغيرها.<ref>منهج النقد في علوم الحديث - نور الدين محمد عتر (طبعة دار الفكر:ج1 ص198)</ref>


اشتهر الكتاب شهرة واسعة في حياة الإمام البخاري فروي أنه سمعه منه أكثر من سبعين ألفاً،<ref name="ReferenceA">البداية والنهاية - ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار الفكر:ج11 ص25)</ref> وامتدت شهرته إلى الزمن المعاصر ولاقا قبولاً واهتماماً فائقين من العلماء فألفت حوله الكتب الكثيرة من شروح مختصرات وتعليقات ومستدركات ومستخرجات وغيرها مما يتعلّق بعلوم الحديث، حتى نقل بعض المؤرخين أن عدد شروحه لوحدها بلغ أكثر من اثنين وثمانين شرحاً.<ref>علوم الحديث ومصطلحه - د. صبحي إبراهيم الصالح (طبعة دار العلم للملايين:ج1 ص118/الحاشية)</ref>
اشتهر الكتاب شهرة واسعة في حياة الإمام البخاري فروي أنه سمعه منه أكثر من سبعين ألفاً،<ref>البداية والنهاية - ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار الفكر:ج11 ص25)</ref> وامتدت شهرته إلى الزمن المعاصر ولاقا قبولاً واهتماماً فائقين من العلماء فألفت حوله الكتب الكثيرة من شروح مختصرات وتعليقات ومستدركات ومستخرجات وغيرها مما يتعلّق بعلوم الحديث، حتى نقل بعض المؤرخين أن عدد شروحه لوحدها بلغ أكثر من اثنين وثمانين شرحاً.<ref>علوم الحديث ومصطلحه - د. صبحي إبراهيم الصالح (طبعة دار العلم للملايين:ج1 ص118/الحاشية)</ref>


== نبذة عن المؤلف ==
== نبذة عن المؤلف ==
سطر 38: سطر 38:
== اسم الكتاب ونسبته للمصنّف ==
== اسم الكتاب ونسبته للمصنّف ==
=== اسم الكتاب ===
=== اسم الكتاب ===
لم يقع خلاف بين العلماء أن الاسم الكامل للكتاب هو {{مض|الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه}} وأن هذا الاسم هو ما سمّاه به البخاريّ نفسه. ذكر ذلك عدد من العلماء ومنهم [[ابن خير الإشبيلي]]<ref>فهرسة ابن خير الإشبيلي - أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني الأموي الإشبيلي (طبعة دار الكتب العلمية:ج1 ص82)</ref> و[[ابن الصلاح]]<ref>معرفة أنواع علوم الحديث - أبوعمرو بن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن (طبعة دار الفكر:ج1 ص26)</ref> و[[القاضي عياض]]<ref>مطالع الأنوار على صحاح الآثار - إبراهيم بن يوسف بن أدهم الوهراني الحمزي، أبو إسحاق ابن قرقول (طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،دولة قطر: ج1 ص26)</ref> و[[يحيى بن شرف النووي|النووي]]<ref>تهذيب الأسماء واللغات - أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار الكتب العلمية:ج1 ص1)</ref> و[[ابن الملقن]]<ref>المقنع في علوم الحديث - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار فواز للنشر:ج1 ص74)</ref> وغيرهم. وكان البخاري يذكر الكتاب أحياناً باختصار فيسمّيه: {{مض|الصحيح}}<ref name="ReferenceB">تاريخ بغداد وذيوله - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (طبعة دار الكتب العلمية:ج2 ص14)</ref> أو {{مض|الجامع الصحيح}}<ref>تاريخ دمشق - أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص72)</ref> وسمّاه بذلك عدد من العلماء منهم [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]<ref>أسد الغابة في معرفة الصحابة - أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد، المعروف بابن الاثير. (طبعة دار الفكر:ج1 ص15)</ref> و[[ابن نقطة]]<ref>إكمال الإكمال - ابن نقطة، أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع الحنبلي البغدادي (طبعة جامعة أم القرى، مكة المكرمة:ج4 ص622)</ref> و[[الحاكم النيسابوري ]]<ref>إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال - مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري المصري الحكري الحنفي (طبعة دار الفاروق الحديثة:ج5 ص348)</ref> و[[صلاح الدين الصفدي|الصفدي]]<ref>الوافي بالوفيات - صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (طبعة دار إحياء التراث:ج2 ص149)</ref> و[[الذهبي]]<ref name="ReferenceC">تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج6 ص140)</ref> و[[ابن ماكولا]]<ref>الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب - ابن ماكولا، أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا (طبعة دار الكتب العلمية :ج3 ص385)</ref> و[[أبو الوليد الباجي]]<ref>التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح - أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الباجي الأندلسي (طبعة دار اللواء :ج1 ص273)</ref> وغيرهم. وقد عُرف الكتاب قديماً وحديثاً على ألسنة الناس والعلماء بِاْسم {{مض|صحيح البخاري}} وأصبح هذا الاختصار معهوداً معزواً إلى الإمام البخاري للشهرة الواسعة للكتاب ومصنّفه.
لم يقع خلاف بين العلماء أن الاسم الكامل للكتاب هو {{مض|الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه}} وأن هذا الاسم هو ما سمّاه به البخاريّ نفسه. ذكر ذلك عدد من العلماء ومنهم [[ابن خير الإشبيلي]]<ref>فهرسة ابن خير الإشبيلي - أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني الأموي الإشبيلي (طبعة دار الكتب العلمية:ج1 ص82)</ref> و[[ابن الصلاح]]<ref>معرفة أنواع علوم الحديث - أبوعمرو بن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن (طبعة دار الفكر:ج1 ص26)</ref> و[[القاضي عياض]]<ref>مطالع الأنوار على صحاح الآثار - إبراهيم بن يوسف بن أدهم الوهراني الحمزي، أبو إسحاق ابن قرقول (طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،دولة قطر: ج1 ص26)</ref> و[[يحيى بن شرف النووي|النووي]]<ref>تهذيب الأسماء واللغات - أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار الكتب العلمية:ج1 ص1)</ref> و[[ابن الملقن]]<ref>المقنع في علوم الحديث - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار فواز للنشر:ج1 ص74)</ref> وغيرهم. وكان البخاري يذكر الكتاب أحياناً باختصار فيسمّيه: {{مض|الصحيح}}<ref>تاريخ بغداد وذيوله - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (طبعة دار الكتب العلمية:ج2 ص14)</ref> أو {{مض|الجامع الصحيح}}<ref>تاريخ دمشق - أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص72)</ref> وسمّاه بذلك عدد من العلماء منهم [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]]<ref>أسد الغابة في معرفة الصحابة - أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد، المعروف بابن الاثير. (طبعة دار الفكر:ج1 ص15)</ref> و[[ابن نقطة]]<ref>إكمال الإكمال - ابن نقطة، أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع الحنبلي البغدادي (طبعة جامعة أم القرى، مكة المكرمة:ج4 ص622)</ref> و[[الحاكم النيسابوري ]]<ref>إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال - مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري المصري الحكري الحنفي (طبعة دار الفاروق الحديثة:ج5 ص348)</ref> و[[صلاح الدين الصفدي|الصفدي]]<ref>الوافي بالوفيات - صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (طبعة دار إحياء التراث:ج2 ص149)</ref> و[[الذهبي]]<ref>تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج6 ص140)</ref> و[[ابن ماكولا]]<ref>الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب - ابن ماكولا، أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا (طبعة دار الكتب العلمية :ج3 ص385)</ref> و[[أبو الوليد الباجي]]<ref>التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح - أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الباجي الأندلسي (طبعة دار اللواء :ج1 ص273)</ref> وغيرهم. وقد عُرف الكتاب قديماً وحديثاً على ألسنة الناس والعلماء بِاْسم {{مض|صحيح البخاري}} وأصبح هذا الاختصار معهوداً معزواً إلى الإمام البخاري للشهرة الواسعة للكتاب ومصنّفه.


=== نسبته للمصنّف ===
=== نسبته للمصنّف ===
لم يرد شكّ عند العلماء والمؤرخين في نسبة كتاب الجامع الصحيح لمصنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، حيث ثبت ذلك من عدّة وجوه منها أن جمعاً غفيراً من الناس وصل عددهم لعشرات الآلآف سمع الكتاب من البخاري نفسه، فروى [[الخطيب البغدادي]] عن [[محمد بن يوسف الفربري]] أحد أكبر تلاميذ البخاري أنه قال: {{مض|سمع الصحيح من البخاري معي نحوٌ من سبعين ألفًا.}}<ref name="ReferenceA"/> وروي أن عدد من سمع منه كتابه الصحيح بلغ تسعين ألفاً.<ref>طبقات المفسرين - محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين الداوودي المالكي (طبعة دار الكتب العلمية:ج2 ص106)</ref> وحدّث تلاميذ البخاري بالكتاب ونقلوه عنه واتصلت رواية الكتاب سماعاً وقراءةً ونَسخاً بالأسانيد المتّصلة منذ زمن البخاري إلى الزمن المعاصر فتواترت نسبة الكتاب لمصنّفه. بالإضافة إلى عدد من الأمور التي تُثبت صحّة نسبة الكتاب لمصنّفه، منها:
لم يرد شكّ عند العلماء والمؤرخين في نسبة كتاب الجامع الصحيح لمصنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، حيث ثبت ذلك من عدّة وجوه منها أن جمعاً غفيراً من الناس وصل عددهم لعشرات الآلآف سمع الكتاب من البخاري نفسه، فروى [[الخطيب البغدادي]] عن [[محمد بن يوسف الفربري]] أحد أكبر تلاميذ البخاري أنه قال: {{مض|سمع الصحيح من البخاري معي نحوٌ من سبعين ألفًا.}}<ref>البداية والنهاية - ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار الفكر:ج11 ص25)</ref> وروي أن عدد من سمع منه كتابه الصحيح بلغ تسعين ألفاً.<ref>طبقات المفسرين - محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين الداوودي المالكي (طبعة دار الكتب العلمية:ج2 ص106)</ref> وحدّث تلاميذ البخاري بالكتاب ونقلوه عنه واتصلت رواية الكتاب سماعاً وقراءةً ونَسخاً بالأسانيد المتّصلة منذ زمن البخاري إلى الزمن المعاصر فتواترت نسبة الكتاب لمصنّفه. بالإضافة إلى عدد من الأمور التي تُثبت صحّة نسبة الكتاب لمصنّفه، منها:
* استفاضة ذكره بين العلماء المختصين بهذا الشأن قديماً وحديثاً.
* استفاضة ذكره بين العلماء المختصين بهذا الشأن قديماً وحديثاً.
* عزو الكتاب إلى مصنّفه في جميع المخطوطات الموجودة للكتاب.
* عزو الكتاب إلى مصنّفه في جميع المخطوطات الموجودة للكتاب.
سطر 49: سطر 49:
== سبب ومدّة تصنيفه ==
== سبب ومدّة تصنيفه ==
=== سبب تصنيفه ===
=== سبب تصنيفه ===
ذكر المؤرخون أن الباعث للبخاري لتصنيف الكتاب أنه كان يوماً في مجلس عند [[إسحاق بن راهويه]] فقال إسحاق: {{مض|لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.}} فوقع هذا القول في قلب البخاري فأخذ في جمع الكتاب،<ref>تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي - جلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (طبعة دار طيبة:ج1 ص92)</ref><ref>[http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=a&id=16729 صحيح البخاري - موقع إسلام ويب]</ref> ورُوي عن البخاري أنه قال: {{مض|رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم، كأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذبّ عنه، فسألت بعض المعبرين فقال: إنك تذبّ عنه الكذب، فهو الذي حملني على إخراج الصحيح}}.<ref>شذرات الذهب في أخبار من ذهب - أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي (طبعة دار ابن كثير: ج3 ص253)</ref> فرجّح بعض العلماء أن طلب إسحاق بن راهويه كان أولاً ثم جاءه المنام فأكّد ذلك عزم البخاري على تصنيف الكتاب.<ref>الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح. عبد الستار الشيخ. (طبعة دار القلم:ج1 ص334)</ref>
ذكر المؤرخون أن الباعث للبخاري لتصنيف الكتاب أنه كان يوماً في مجلس عند [[إسحاق بن راهويه]] فقال إسحاق: {{مض|لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.}} فوقع هذا القول في قلب البخاري فأخذ في جمع الكتاب،<ref>تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي - جلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (طبعة دار طيبة:ج1 ص92)</ref><ref>[http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=a&id=16729 صحيح البخاري - موقع إسلام ويب]</ref> ورُوي عن البخاري أنه قال: {{مض|رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم، كأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذبّ عنه، فسألت بعض المعبرين فقال: إنك تذبّ عنه الكذب، فهو الذي حملني على إخراج الصحيح}}.<ref>شذرات الذهب في أخبار من ذهب - أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي (طبعة دار ابن كثير: ج3 ص253)</ref> فرجّح بعض العلماء أن طلب إسحاق بن راهويه كان أولاً ثم جاءه المنام فأكّد ذلك عزم البخاري على تصنيف الكتاب.<ref>الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح. عبد الستار الشيخ. (طبعة دار القلم:ج1 ص334)<small></small></ref>


=== مدّة تصنيفه ===
=== مدّة تصنيفه ===
اشتغل البخاري في تصنيف الكتاب وجمعه وترتيبه وتنقيحه مدةً طويلة ذكر البخاري أنها بلغت ستة عشر عامًا،<ref name="ReferenceB"/> وذلك خلال رحلاته العلمية الواسعة إلى الأقاليم لإسلامية، فكان يرحل لطلب الحديث ثم يعود لإكمال ما بدأ من التصنيف ممّا سمعه وصح لديه وتجمع عنده من الحديث الصحيح.<ref name="التوضيح1">التوضيح لشرح الجامع الصحيح - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار النوادر:ج1 ص77/مقدّمة التحقيق)</ref> وقد ابتدأ تصنيفه في [[المسجد الحرام]]، قال البخاري: {{مض|صنفت كتابي هذا في المسجد الحرام وما أدخلت فيه حديثا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته}}<ref>الحطة في ذكر الصحاح الستة - أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل:ج1 ص178)</ref> وجمع تراجمه في [[المسجد النبوي]]، قال [[أبو أحمد بن عدي الجرجاني]]: {{مض|سمعت عبد القدوس بن همام يقول: سمعت عدّة من المشايخ يقولون: حوّل محمد ابن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين.}}<ref>تاريخ دمشق - أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص71)</ref> وأكمله وبيّضه في بخارى.<ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (طبعة دار المعرفة:ج1 ص489)</ref> وقد حَرِص البخاري على الدقّة والتثبّت في إخراج الكتاب فأعاد النظر فيه عدّة مرات وتعاهده بالتهذيب والتنقيح،<ref name="التوضيح1"/> ولم يكد يتم تصنيفه حتى عرضه على شيوخه وأساتذته ليعرف رأيهم فيه، ومنهم [[علي بن المديني]]، و[[يحيى بن معين]]، و[[أحمد بن حنبل]]، فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة. قال [[العقيلي]]: {{مض|لما ألّف البخاري كتابه الصحيح عرضه على بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه، وكلهم قال كتابك صحيح الا أربعة أحاديث.}} قال العقيلي: {{مض|والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة.}}<ref>تهذيب التهذيب - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج9 ص54)</ref>
اشتغل البخاري في تصنيف الكتاب وجمعه وترتيبه وتنقيحه مدةً طويلة ذكر البخاري أنها بلغت ستة عشر عامًا،<ref>تاريخ بغداد وذيوله - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (طبعة دار الكتب العلمية:ج2 ص14)</ref> وذلك خلال رحلاته العلمية الواسعة إلى الأقاليم لإسلامية، فكان يرحل لطلب الحديث ثم يعود لإكمال ما بدأ من التصنيف ممّا سمعه وصح لديه وتجمع عنده من الحديث الصحيح.<ref name="التوضيح1">التوضيح لشرح الجامع الصحيح - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار النوادر:ج1 ص77/مقدّمة التحقيق)</ref> وقد ابتدأ تصنيفه في [[المسجد الحرام]]، قال البخاري: {{مض|صنفت كتابي هذا في المسجد الحرام وما أدخلت فيه حديثا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته}}<ref>الحطة في ذكر الصحاح الستة - أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل:ج1 ص178)</ref> وجمع تراجمه في [[المسجد النبوي]]، قال [[أبو أحمد بن عدي الجرجاني]]: {{مض|سمعت عبد القدوس بن همام يقول: سمعت عدّة من المشايخ يقولون: حوّل محمد ابن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين.}}<ref>تاريخ دمشق - أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص71)</ref> وأكمله وبيّضه في بخارى.<ref>فتح الباري شرح صحيح البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (طبعة دار المعرفة:ج1 ص489)</ref> وقد حَرِص البخاري على الدقّة والتثبّت في إخراج الكتاب فأعاد النظر فيه عدّة مرات وتعاهده بالتهذيب والتنقيح،<ref name="التوضيح1"/> ولم يكد يتم تصنيفه حتى عرضه على شيوخه وأساتذته ليعرف رأيهم فيه، ومنهم [[علي بن المديني]]، و[[يحيى بن معين]]، و[[أحمد بن حنبل]]، فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة. قال [[العقيلي]]: {{مض|لما ألّف البخاري كتابه الصحيح عرضه على بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه، وكلهم قال كتابك صحيح الا أربعة أحاديث.}} قال العقيلي: {{مض|والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة.}}<ref>تهذيب التهذيب - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج9 ص54)</ref>


== من فقه البخاري في صحيحه ==
== من فقه البخاري في صحيحه ==
سطر 90: سطر 90:
•ب‌- خفية: وهي التي لا تدرك مطابقتها لمضمون الباب إلا بالنظر الفاحص والتفكير الدقيق.. وهذا الموضع هو معظم ما يشكل من تراجم هذا الكتاب، ولهذا اشتهر من قول جمع من الفضلاء فقه البخاري في تراجمه وأكثر ما يفعل البخاري ذلك إذا لم يجد حديثا على شرطه في الباب ظاهر المعنى في المقصد الذي ترجم به ويستنبط الفقه منه، وقد يفعل ذلك لغرض شحذ الأذهان في إظهار مضمره واستخراج خبيئه، وكثيرا ما يفعل ذلك أي هذا الأخير حيث يذكر الحديث المفسر لذلك في موضع آخر متقدما أو متاخرا، فكأنه يحيل عليه ويومئ بالرمز والإشارة إليه...
•ب‌- خفية: وهي التي لا تدرك مطابقتها لمضمون الباب إلا بالنظر الفاحص والتفكير الدقيق.. وهذا الموضع هو معظم ما يشكل من تراجم هذا الكتاب، ولهذا اشتهر من قول جمع من الفضلاء فقه البخاري في تراجمه وأكثر ما يفعل البخاري ذلك إذا لم يجد حديثا على شرطه في الباب ظاهر المعنى في المقصد الذي ترجم به ويستنبط الفقه منه، وقد يفعل ذلك لغرض شحذ الأذهان في إظهار مضمره واستخراج خبيئه، وكثيرا ما يفعل ذلك أي هذا الأخير حيث يذكر الحديث المفسر لذلك في موضع آخر متقدما أو متاخرا، فكأنه يحيل عليه ويومئ بالرمز والإشارة إليه...


•4- تنوع تراجم البخاري: قال [[صديق حسن خان]] في الحطة(ص302): وجملة تراجم أبوابه تنقسم أقساماً؛ منها أنه يترجم بحديث مرفوع ليس على شرطه ويذكر في الباب حديثاً شاهداً على شرطه، ومنها أنه يترجم بحديث مرفوع ليس على شرطه لمسألة استنبطها من الحديث بنحو من الاستنباط من نصه أو إشارته أو عمومه أو إيمائه أو فحواه، ومنها أنه يترجم بمذهب ذهب إليه ذاهبٌ قبله، ويذكر في الباب ما يدل عليه بنحو من الدلالة لو يكون له شاهداً في الجملة من غير قطعٍ بترجيح ذلك المذهب فيقول: باب من قال كذا. ومنها أنه يترجم بمسألة اختلفت فيها الأحاديث، فيأتي بتلك الأحاديث على اختلافها، ليقرب إلى الفقيه من بعده أمرها، مثاله: باب خروج النساء إلى البراز. جمع فيه حديثين مختلفين، ومنها أنه قد تتعارض الأدلة، ويكون عند البخاري وجه تطبيق بينها، يحمل كل واحد على محمل فيترجم بذلك المحمل، إشارة إلى التطبيق، مثاله: باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان. ذكر فيه حديث: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر". ومنها أنه قد يجع في الباب أحاديث كثيرة كل واحد منها يدل على الترجمة، ثم يظهر له في حديث واحد فائدة أخرى سوى الفائدة المترجم عليها، فيعلم ذلك الحديث بعلامة الباب، وليس غرضه أن الباب الأول قد انقضى بما فيه وجاء الباب الآخر برأسه، ولكن قوله: "باب" هنالك بمنزلة ما يكتب أهل العلم على الفائدة المهمة لفظ: تنبيه أو لفظ فائدة أو لفظ قف... ومنها أنه قد يكتب لفظ: باب مكان قول المحدثين: وبهذا الإسناد، وذلك حيث جاء حديثان بإسناد واحد، كما يكتب حيث جاء حديث واحد بإسنادين، مثاله: باب ذكر الملائكة؛ أطال فيها الكلام حتى أخرج حديث:" الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" برواية شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ثم كتب: باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء آمين...الحديث" ثم أخرج حديث:" إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة" ... ومنه أنه يذهب في كثير من [[علم التراجم|التراجم]] إلى طريقة أهل السير في استنباطهم خصوصيات الوقائع والأحوال من إشارات طرق الحديث، وربما يتعجب الفقيه لعدم ممارسة هذا الفن، لكن أهل السير لهم اعتناء شديد بمعرفة تلك الخصوصيات...
•4- تنوع تراجم البخاري: قال [[صديق حسن خان]] في الحطة(ص302): وجملة تراجم أبوابه تنقسم أقساماً؛ منها أنه يترجم بحديث مرفوع ليس على شرطه ويذكر في الباب حديثاً شاهداً على شرطه، ومنها أنه يترجم بحديث مرفوع ليس على شرطه لمسألة استنبطها من الحديث بنحو من الاستنباط من نصه أو إشارته أو عمومه أو إيمائه أو فحواه، ومنها أنه يترجم بمذهب ذهب إليه ذاهبٌ قبله، ويذكر في الباب ما يدل عليه بنحو من الدلالة لو يكون له شاهداً في الجملة من غير قطعٍ بترجيح ذلك المذهب فيقول: باب من قال كذا. ومنها أنه يترجم بمسألة اختلفت فيها الأحاديث، فيأتي بتلك الأحاديث على اختلافها، ليقرب إلى الفقيه من بعده أمرها، مثاله: باب خروج النساء إلى البراز. جمع فيه حديثين مختلفين، ومنها أنه قد تتعارض الأدلة، ويكون عند البخاري وجه تطبيق بينها، يحمل كل واحد على محمل فيترجم بذلك المحمل، إشارة إلى التطبيق، مثاله: باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان. ذكر فيه حديث: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر". ومنها أنه قد يجع في الباب أحاديث كثيرة كل واحد منها يدل على الترجمة، ثم يظهر له في حديث واحد فائدة أخرى سوى الفائدة المترجم عليها، فيعلم ذلك الحديث بعلامة الباب، وليس غرضه أن الباب الأول قد انقضى بما فيه وجاء الباب الآخر برأسه، ولكن قوله: "باب" هنالك بمنزلة ما يكتب أهل العلم على الفائدة المهمة لفظ: تنبيه أو لفظ فائدة أو لفظ قف... ومنها أنه قد يكتب لفظ: باب مكان قول المحدثين: وبهذا الإسناد، وذلك حيث جاء حديثان بإسناد واحد، كما يكتب حيث جاء حديث واحد بإسنادين، مثاله: باب ذكر الملائكة؛ أطال فيها الكلام حتى أخرج حديث:" الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" برواية شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ثم كتب: باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء آمين...الحديث" ثم أخرج حديث:" إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة" ... ومنه أنه يذهب في كثير من [[علم التراجم|التراجم]] إلى طريقة أهل السير في استنباطهم خصوصيات الوقائع والأحوال من إشارات طرق الحديث، وربما يتعجب الفقيه لعدم ممارسة هذا الفن، لكن أهل السير لهم اعتناء شديد بمعرفة تلك الخصوصيات...


•5- كثيراً ما يترجم للمسائل الخلافية بصيغة السؤال ويختار القول الراجح، من خلال ما يورده من أحاديث في الترجمة مثل ترجمته في كتاب العلم بقوله: "باب متى يصح سماع الصغير ؟" وأورد فيه حديثين :
•5- كثيراً ما يترجم للمسائل الخلافية بصيغة السؤال ويختار القول الراجح، من خلال ما يورده من أحاديث في الترجمة مثل ترجمته في كتاب العلم بقوله: "باب متى يصح سماع الصغير ؟" وأورد فيه حديثين :
سطر 107: سطر 107:
{{صندوق اقتباس|align = centre| width = 250|اقتباس =شرح صحيح البخاري دَيْنٌ على هذه الأُمّة|المصدر=[[مقدمة ابن خلدون|ابن خلدون في مقدمته]]<ref>[http://www.ibnamin.com/fath_bari.htm فتح الباري في شرح صحيح البخاري]</ref>}}
{{صندوق اقتباس|align = centre| width = 250|اقتباس =شرح صحيح البخاري دَيْنٌ على هذه الأُمّة|المصدر=[[مقدمة ابن خلدون|ابن خلدون في مقدمته]]<ref>[http://www.ibnamin.com/fath_bari.htm فتح الباري في شرح صحيح البخاري]</ref>}}


لأهمية الكتاب عند المسلمين أعتنى العلماء بشرحة فكثرت الكتب المتعلفة به مثل الشروح والحواشي وشرح الغريب أو أسماء الرواه وتصل هذه المؤلفات إلى 143 كتابٍ<ref>سيرة الإمام البخاري (سيد الفقهاء وامام المحدثين) ل[[عبدالسلام المباركفوري]]</ref>. قال [[عبد الكريم بن عبد الله الخضير]]: "أحصيتُ من شروحه أكثر من ثمانين شرحاً، والذي فاتني من ذلك أضعاف، والعلم عند الله سبحانه وتعالى"<ref>http://www.khudheir.com/audio/734</ref>. وقد جمع [[حمد عصام عرار الحسني]] في كتابه (إتحاف القاري بمعرفة جهود وأعمال العلماء على صحيح البخاري) عدد العلماء الذين أعتنو بصحيح البخاري فبلغ عددهم 370.
لأهمية الكتاب عند المسلمين أعتنى العلماء بشرحة فكثرت الكتب المتعلفة به مثل الشروح والحواشي وشرح الغريب أو أسماء الرواه وتصل هذه المؤلفات إلى 143 كتابٍ<ref>سيرة الإمام البخاري (سيد الفقهاء وامام المحدثين) ل[[عبدالسلام المباركفوري]]</ref>. قال [[عبد الكريم بن عبد الله الخضير]]: "أحصيتُ من شروحه أكثر من ثمانين شرحاً، والذي فاتني من ذلك أضعاف، والعلم عند الله سبحانه وتعالى"<ref>http://www.khudheir.com/audio/734</ref>. وقد جمع [[حمد عصام عرار الحسني]] في كتابه (إتحاف القاري بمعرفة جهود وأعمال العلماء على صحيح البخاري) عدد العلماء الذين أعتنو بصحيح البخاري فبلغ عددهم 370.


قال [[السخاوي]] <ref>عمدة السامع والقارِي في فوائد صحيح البخارِي، تأليف: [[السخاوي]]، ص14.</ref>: اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بشرح هذا الكتاب القيم، فمن ذلك:
قال [[السخاوي]] <ref>عمدة السامع والقارِي في فوائد صحيح البخارِي، تأليف: [[السخاوي]]، ص14.</ref>: اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بشرح هذا الكتاب القيم، فمن ذلك:
سطر 152: سطر 152:


== هوامش ==
== هوامش ==
* {{هامش|1}} قال النووي: {{مض|اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الامة بالقبول.}}<ref>المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار إحياء التراث العربي: ج1 ص14)</ref> وقال الذهبي: {{مض|وأما جامعه الصحيح فأجل كتب الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله تعالى.}}<ref name="ReferenceC"/> وقال صديق حسن خان: {{مض|إن السلف والخلف جميعا قد أطبقوا على أن أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيح البخاري ثم صحيح مسلم.}}<ref>الحطة في ذكر الصحاح الستة - أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل:ج1 ص225)</ref>
* {{هامش|1}} قال النووي: {{مض|اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الامة بالقبول.}}<ref>المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار إحياء التراث العربي: ج1 ص14)</ref> وقال الذهبي: {{مض|وأما جامعه الصحيح فأجل كتب الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله تعالى.}}<ref>تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج6 ص140)</ref> وقال صديق حسن خان: {{مض|إن السلف والخلف جميعا قد أطبقوا على أن أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيح البخاري ثم صحيح مسلم.}}<ref>الحطة في ذكر الصحاح الستة - أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل:ج1 ص225)</ref>
* {{هامش|2}} بردزبه: لفظة بخارية فارسية ومعناها بالعربية: الزارع أو الفلّاح.<ref>تبصير المنتبه بتحرير المشتبه - ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المكتبة العلمية:ج1 ص77)</ref><ref>القاموس المحيط - الفيروزآبادي، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب (طبعة مؤسسة الرسالة:ج1 ص60)</ref>
* {{هامش|2}} بردزبه: لفظة بخارية فارسية ومعناها بالعربية: الزارع أو الفلّاح.<ref>تبصير المنتبه بتحرير المشتبه - ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المكتبة العلمية:ج1 ص77)</ref><ref>القاموس المحيط - الفيروزآبادي، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب (طبعة مؤسسة الرسالة:ج1 ص60)</ref>
* {{هامش|3}} الحافظ: هو لقب يُطلق على من حفظ عدداً كبيراً جداً من الأحاديث وكانت له معرفة متقنة بأحوال الرواة والأسانيد. قال [[ابن سيد الناس]]: {{مض|هو من اشتغل بالحديث رواية ودراية واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره وتميز بذلك حتى عُرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه، ثمّ توسع في ذلك حتى عَرَف شيوخه وشيوخ شيوخه، طبقة بعد طبقة.}}<ref>علم الجرح والتعديل - عبد المنعم السيد نجم (طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة:ج1 ص54)</ref> وقال ابن حجر العسقلاني: {{مض|الشروط التي إذا اجتمعت اليوم في الراوي سموه حافظا هي: الشهرة بالطلب أو الأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف، ومعرفة التعديل والتجريح لطبقات الرواة ومراتبهم، وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره، مع حفظ الكثير من المتون.}}<ref>فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات - محمد عبد الحي بن عبد الكبير ابن محمد الحسني الإدريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج1 ص77)</ref>
* {{هامش|3}} الحافظ: هو لقب يُطلق على من حفظ عدداً كبيراً جداً من الأحاديث وكانت له معرفة متقنة بأحوال الرواة والأسانيد. قال [[ابن سيد الناس]]: {{مض|هو من اشتغل بالحديث رواية ودراية واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره وتميز بذلك حتى عُرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه، ثمّ توسع في ذلك حتى عَرَف شيوخه وشيوخ شيوخه، طبقة بعد طبقة.}}<ref>علم الجرح والتعديل - عبد المنعم السيد نجم (طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة:ج1 ص54)</ref> وقال ابن حجر العسقلاني: {{مض|الشروط التي إذا اجتمعت اليوم في الراوي سموه حافظا هي: الشهرة بالطلب أو الأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف، ومعرفة التعديل والتجريح لطبقات الرواة ومراتبهم، وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره، مع حفظ الكثير من المتون.}}<ref>فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات - محمد عبد الحي بن عبد الكبير ابن محمد الحسني الإدريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج1 ص77)</ref>
* {{هامش|4}} أمير المؤمنين في الحديث: هو من تبحر في علمي الحديث رواية ودراية، وأحاط علمه بجميع الأحاديث ورواتها جرحًا وتعديلًا، وبلغ في حفظ كل ذلك الغاية، ووصل في فهمه النهاية، وجرب في كل ذلك فلم يأخذ عليه آخذ، وإنما حاز قصب السبق في كل ذلك، وفاق حفظًا وإتقانًا وتعمقًا في علم الحديث وعلله كل من سبقه حتى صار مرجعًا لمن يأتي بعده، فهو من أرفع ألقاب المحدثين وأعلاه.<ref>التوضيح لشرح الجامع الصحيح - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار النوادر:ج1 ص59/حاشية التحقيق)</ref> قال الشيخ [[أحمد محمد شاكر]]: {{مض|أطلق المحدثون ألقاباً على العلماء بالحديث: فأعلاها: أمير المؤمنين في الحديث، وهذا لقب لم يظفر به إلا الأفذاذ النوادر، الذي هم أئمة هذا الشأن والمرجع إليهم فيه، كشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني، وفي المتأخرين ابن حجر العسقلاني رضي الله عنهم جميعاً.}}<ref>ألفيّة السيوطي في علم الحديث بتعليق الشيخ أحمد شاكر (طبعة المكتبة العلمية:ج1 ص92)</ref>
* {{هامش|4}} أمير المؤمنين في الحديث: هو من تبحر في علمي الحديث رواية ودراية، وأحاط علمه بجميع الأحاديث ورواتها جرحًا وتعديلًا، وبلغ في حفظ كل ذلك الغاية، ووصل في فهمه النهاية، وجرب في كل ذلك فلم يأخذ عليه آخذ، وإنما حاز قصب السبق في كل ذلك، وفاق حفظًا وإتقانًا وتعمقًا في علم الحديث وعلله كل من سبقه حتى صار مرجعًا لمن يأتي بعده، فهو من أرفع ألقاب المحدثين وأعلاه.<ref>التوضيح لشرح الجامع الصحيح - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار النوادر:ج1 ص59/حاشية التحقيق)</ref> قال الشيخ [[أحمد محمد شاكر]]: {{مض|أطلق المحدثون ألقاباً على العلماء بالحديث: فأعلاها: أمير المؤمنين في الحديث، وهذا لقب لم يظفر به إلا الأفذاذ النوادر، الذي هم أئمة هذا الشأن والمرجع إليهم فيه، كشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني، وفي المتأخرين ابن حجر العسقلاني رضي الله عنهم جميعاً.}}<ref>ألفيّة السيوطي في علم الحديث بتعليق الشيخ أحمد شاكر (طبعة المكتبة العلمية:ج1 ص92)</ref>




== مقالات ذات صلة ==
== مقالات ذات صلة ==
* [[كتب أهل السنة والجماعة|قائمة بأهم كتب أهل السنة والجماعة]]
* [[ملحق:كتب أهل السنة والجماعة|قائمة بأهم كتب أهل السنة والجماعة]]
* [[صحيح مسلم]]
* [[صحيح مسلم]]
* [[اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان]]
* [[اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان]]
سطر 169: سطر 171:
{{أدب الحديث السني}}
{{أدب الحديث السني}}



{{bots|deny=MaraBot}}

{{bots|deny=all}}
{{شريط بوابات|الإسلام|كتب|أوزبكستان}}
{{شريط بوابات|الإسلام|كتب|أوزبكستان}}



نسخة 09:30، 14 أغسطس 2015

صحيح البخاري
الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه
معلومات عامة
المؤلف
اللغة
الموضوع
أعمال مقتبسة
المواقع
ويكي مصدر
صحيح البخاري
كتب أخرى للمؤلف
السلسلة

«الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه»، الشهير بِاْسم «صحيح البخاري» هو أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة. صنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري واستغرق قي تحريره ستة عشر عاماً،[1] وانتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها،[2] ويحتلّ الكتاب مكانة متقدمة عند أهل السنّة حيث أنه أحد الكتب الستّة التي تعتبر من أمّهات مصادر الحديث عندهم، وهو أوّل كتاب مصنّف في الحديث الصحيح المجرّد[3] كما يعتبر لديهم أصحّ كتاب بعد القرآن الكريم.(1)[4][5] ويعتبر كتاب صحيح البخاري أحد كتب الجوامع وهي التي احتوت على جميع أبواب الحديث من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب وغيرها.[6]

اشتهر الكتاب شهرة واسعة في حياة الإمام البخاري فروي أنه سمعه منه أكثر من سبعين ألفاً،[7] وامتدت شهرته إلى الزمن المعاصر ولاقا قبولاً واهتماماً فائقين من العلماء فألفت حوله الكتب الكثيرة من شروح مختصرات وتعليقات ومستدركات ومستخرجات وغيرها مما يتعلّق بعلوم الحديث، حتى نقل بعض المؤرخين أن عدد شروحه لوحدها بلغ أكثر من اثنين وثمانين شرحاً.[8]

نبذة عن المؤلف

ملف:ImamBukhari.png
تخطيط لاسم الإمام محمد بن إسماعيل البخاري مصنّف الجامع الصحيح

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه(2) الجعفي البخاري. من أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل[9] عند أهل السنة والجماعة، وأحد كبار الحفّاظ(3) الفقهاء[10] ولد في بخارى ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة 194 هـ،[11][12] الموافق 20 يوليو 810 م. وتربّى في بيت علم حيث كان أبوه من العلماء المحدّثين الراحلين في طلب الحديث،[13] وتوفّي والإمام البخاري صغير فنشأ البخاري يتيماً في حجر أمه،[14][15] وطلب العلم منذ صغره فدخل الكتّاب صبيًا وأخذ في حفظ القرآن الكريم[16] وأمهات الكتب المعروفة في زمانه، حتى إذا بلغ العاشرة من عمره، بدأ في حفظ الحديث، والاختلاف إلى الشيوخ والعلماء، وملازمة حلقات الدروس،[17] ثم حفظ كتب عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح وهو ابن ست عشرة [18]. رحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء الشيوخ وطلب الحديث فزار أكثر البلدان والأمصار الاسلامية في ذلك الزمان للسماع من علماءها فسمع من قرابة ألف شيخ،[19] وجمع حوالي ستمائة ألف حديث.[20] اشتهر شهرة واسعة وأقرّ له أقرانه وشيوخه ومن جاء بعده من العلماء بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه،[21] حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث.(4) [22][23] تتلمذ على البخاري كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم وسمع واستفاد منه عدد كبير جداً من طلّاب العلم والرواة والمحدّثين. له مصنّفات عديدة بالاضافة إلى الجامع الصحيح وأشهرها التاريخ الكبير، والأدب المفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام وغيرها. امتُحن أواخر حياته وتُعصّب عليه حتى أُخرج من نيسابور وبخارى فنزل إحدى قرى سمرقند فمرض وتوفيّ بها ليلة عيد الفطر السبت 1 شوال 256هـ[24] الموافق 1 سبتمبر 870م.

اسم الكتاب ونسبته للمصنّف

اسم الكتاب

لم يقع خلاف بين العلماء أن الاسم الكامل للكتاب هو «الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه» وأن هذا الاسم هو ما سمّاه به البخاريّ نفسه. ذكر ذلك عدد من العلماء ومنهم ابن خير الإشبيلي[25] وابن الصلاح[26] والقاضي عياض[27] والنووي[28] وابن الملقن[29] وغيرهم. وكان البخاري يذكر الكتاب أحياناً باختصار فيسمّيه: «الصحيح»[30] أو «الجامع الصحيح»[31] وسمّاه بذلك عدد من العلماء منهم ابن الأثير[32] وابن نقطة[33] والحاكم النيسابوري [34] والصفدي[35] والذهبي[36] وابن ماكولا[37] وأبو الوليد الباجي[38] وغيرهم. وقد عُرف الكتاب قديماً وحديثاً على ألسنة الناس والعلماء بِاْسم «صحيح البخاري» وأصبح هذا الاختصار معهوداً معزواً إلى الإمام البخاري للشهرة الواسعة للكتاب ومصنّفه.

نسبته للمصنّف

لم يرد شكّ عند العلماء والمؤرخين في نسبة كتاب الجامع الصحيح لمصنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، حيث ثبت ذلك من عدّة وجوه منها أن جمعاً غفيراً من الناس وصل عددهم لعشرات الآلآف سمع الكتاب من البخاري نفسه، فروى الخطيب البغدادي عن محمد بن يوسف الفربري أحد أكبر تلاميذ البخاري أنه قال: «سمع الصحيح من البخاري معي نحوٌ من سبعين ألفًا.»[39] وروي أن عدد من سمع منه كتابه الصحيح بلغ تسعين ألفاً.[40] وحدّث تلاميذ البخاري بالكتاب ونقلوه عنه واتصلت رواية الكتاب سماعاً وقراءةً ونَسخاً بالأسانيد المتّصلة منذ زمن البخاري إلى الزمن المعاصر فتواترت نسبة الكتاب لمصنّفه. بالإضافة إلى عدد من الأمور التي تُثبت صحّة نسبة الكتاب لمصنّفه، منها:

  • استفاضة ذكره بين العلماء المختصين بهذا الشأن قديماً وحديثاً.
  • عزو الكتاب إلى مصنّفه في جميع المخطوطات الموجودة للكتاب.
  • وجود أسانيد رواة الكتاب إلى المؤلف وإثباتها على النسخ الخطية.
  • النقل والاستفادة من الكتاب ونسبة الكتاب لمؤلفه عند علماء الإسلام الذين عاصروه وجاؤوا بعده وصنفوا الكتب في هذا العلم.

سبب ومدّة تصنيفه

سبب تصنيفه

ذكر المؤرخون أن الباعث للبخاري لتصنيف الكتاب أنه كان يوماً في مجلس عند إسحاق بن راهويه فقال إسحاق: «لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.» فوقع هذا القول في قلب البخاري فأخذ في جمع الكتاب،[41][42] ورُوي عن البخاري أنه قال: «رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم، كأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذبّ عنه، فسألت بعض المعبرين فقال: إنك تذبّ عنه الكذب، فهو الذي حملني على إخراج الصحيح».[43] فرجّح بعض العلماء أن طلب إسحاق بن راهويه كان أولاً ثم جاءه المنام فأكّد ذلك عزم البخاري على تصنيف الكتاب.[44]

مدّة تصنيفه

اشتغل البخاري في تصنيف الكتاب وجمعه وترتيبه وتنقيحه مدةً طويلة ذكر البخاري أنها بلغت ستة عشر عامًا،[45] وذلك خلال رحلاته العلمية الواسعة إلى الأقاليم لإسلامية، فكان يرحل لطلب الحديث ثم يعود لإكمال ما بدأ من التصنيف ممّا سمعه وصح لديه وتجمع عنده من الحديث الصحيح.[46] وقد ابتدأ تصنيفه في المسجد الحرام، قال البخاري: «صنفت كتابي هذا في المسجد الحرام وما أدخلت فيه حديثا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته»[47] وجمع تراجمه في المسجد النبوي، قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني: «سمعت عبد القدوس بن همام يقول: سمعت عدّة من المشايخ يقولون: حوّل محمد ابن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين.»[48] وأكمله وبيّضه في بخارى.[49] وقد حَرِص البخاري على الدقّة والتثبّت في إخراج الكتاب فأعاد النظر فيه عدّة مرات وتعاهده بالتهذيب والتنقيح،[46] ولم يكد يتم تصنيفه حتى عرضه على شيوخه وأساتذته ليعرف رأيهم فيه، ومنهم علي بن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة. قال العقيلي: «لما ألّف البخاري كتابه الصحيح عرضه على بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه، وكلهم قال كتابك صحيح الا أربعة أحاديث.» قال العقيلي: «والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة.»[50]

من فقه البخاري في صحيحه

قصد البخاري في صحيحه إلى إبراز فقه الحديث الصحيح واستنباط الفوائد منه ، وجعل الفوائد المستنبطة تراجم للكتاب ( أي عناوين له ) ولذلك فإنه يذكر متن الحديث بغير سند (حديث) وقد يحذف من أول الإسناد واحد فأكثر، وهذان النوعان يعرفان بالتعليق ، وقد يكرر الحديث في مواضع كثيرة من كتابه يشير في كل منها إلى فائدة تستنبط من الحديث ، والسبب في ذلك أن الحديث الواحد قد يكون فيه من العلم والفقه ما يوجب وضعه في أكثر من باب ، ولكنه غالبـًا ما يذكر في كل باب الحديث بإسناد غير إسناده في الأبواب السابقة أو اللاحقة ، وقد يختلف سياق الحديث من رواية لأخرى ، وذكر في تراجم الأبواب علماً كثيراً من الآيات والأحاديث وفتاوى الصحابة والتابعين ، ليبين بها فقه الباب والاستدلال له ، حتى اشتهر بين العلماء أن فقه البخاري في تراجمه، وقد تناول البخاري في كتابه سائر احكام الشرع: العملية والاعتقادية.

ظهر نبوغ البخاري مبكرا فتفوق على أقرانه، وصاروا يتتلمذون على يديه، ويحتفون به في البلدان. وروي عن أبي الأزهر قال كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة البخاري فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن.

عدد أحاديث صحيح البخاري

وقد بلغت أحاديث البخاري بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات (7593) حديثـًا حسب ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي لأحاديث البخاري ، ويرى الحافظ ابن حجر العسقلاني أن عدد أحاديث البخاري (7397) حديثـًا . وفي البخاري أحاديث معلقة وجملتها (1341)، وعدد أحاديث البخاري المتصلة من غيرالمكررات قرابة أربعة آلاف .

رواة الجامع الصحيح عن البخاري

•1- الفربري محمد بن يوسف بن مطر، وهي أهم الروايات.

•2- أبو طلحة منصور البزدوي.

•3- إبراهيم بن معقل النسفي.

•4- حماد بن شاكر.

•5- أبو ذر عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الهروي الحافظ.

•6- ابن السكن: أبو علي سعيد بن عثمان الحافظ

•7- الأصيلي : أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي.

منهج البخاري في صحيحه

•1- يكرر الأحاديث ويقطعها: أ- لفائدة إسنادية أو متنية، ب- أو يكون الحديث عن صحابي فيعيده عن صحابي آخر، جـ- أو أن يسوقه بالعنعنة ثم يعيده بالتصريح بالسماع. قال ابن حجر في هدي الساري: الفصل الثالث: في بيان تقطيعه للحديث واختصاره وفائدة إعادته له في الأبواب وتكراره قال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما رويناه عنه في جزء سماه جواب المتعنت: اعلم أن البخاري رحمه الله كان يذكر الحديث في كتابه في مواضع ويستدل به في كل باب بإسناد آخر ويستخرج طريق واحدة فيتصرف حينئذ فيه، فيورده في موضع موصولا وفي موضع معلقا ويورده تارة تاما وتارة مقتصرا على طرفه الذي يحتاج إليه في ذلك الباب، فإن كان المتن مشتملا على جمل متعددة لا تعلق لإحداها بالأخرى فإنه منه بحسن استنباطه وغزارة فقهه معنى يقتضيه الباب الذي أخرجه فيه وقلما يورد حديثا في موضعين بإسناد واحد ولفظ واحد وإنما يورده من طريق أخرى لمعان نذكرها والله أعلم بمراده منها فمنها أنه يخرج الحديث عن صحابي ثم يورده عن صحابي آخر والمقصود منه أن يخرج الحديث عن حد الغرابة وكذلك يفعل في أهل الطبقة الثانية والثالثة وهلم جرا إلى مشايخه فيعتقد من يرى ذلك من غير أهل الصنعة أنه تكرار وليس كذلك لاشتماله على فائدة زائدة...

•2- التزم استنباط الفوائد الفقهية والنـكت الحكمية، فاستخرج بفهمه الثاقب من المتون معاني كثيرة فرَّقها في أبوابه بحسب المناسبة، واعتنى فيها بآيات الأحكام، ومن ثم أخلى كثيراً من الأبواب من ذكر إسناد الحديث واقتصر على قوله: فلان عن النبي ، وقد يذكر المتن بغير إسناد، وقد يورده معلقاً لقصد الاحتجاج لما ترجم له وأشار للحديث لكونه معلوماً أو سبق قريباً..

•3- تراجم البخاري في صحيحه: بين ابن حجر في هدي الساري أن تراجم البخاري في صحيحه على نوعين:

•أ‌- ظاهرة: وهي أن تكون دالة بالمطابقة لما يورد في مضمونها.. وقد تكون بلفظ المترجم له أو بعضه أو بمعناه.

•ب‌- خفية: وهي التي لا تدرك مطابقتها لمضمون الباب إلا بالنظر الفاحص والتفكير الدقيق.. وهذا الموضع هو معظم ما يشكل من تراجم هذا الكتاب، ولهذا اشتهر من قول جمع من الفضلاء فقه البخاري في تراجمه وأكثر ما يفعل البخاري ذلك إذا لم يجد حديثا على شرطه في الباب ظاهر المعنى في المقصد الذي ترجم به ويستنبط الفقه منه، وقد يفعل ذلك لغرض شحذ الأذهان في إظهار مضمره واستخراج خبيئه، وكثيرا ما يفعل ذلك أي هذا الأخير حيث يذكر الحديث المفسر لذلك في موضع آخر متقدما أو متاخرا، فكأنه يحيل عليه ويومئ بالرمز والإشارة إليه...

•4- تنوع تراجم البخاري: قال صديق حسن خان في الحطة(ص302): وجملة تراجم أبوابه تنقسم أقساماً؛ منها أنه يترجم بحديث مرفوع ليس على شرطه ويذكر في الباب حديثاً شاهداً على شرطه، ومنها أنه يترجم بحديث مرفوع ليس على شرطه لمسألة استنبطها من الحديث بنحو من الاستنباط من نصه أو إشارته أو عمومه أو إيمائه أو فحواه، ومنها أنه يترجم بمذهب ذهب إليه ذاهبٌ قبله، ويذكر في الباب ما يدل عليه بنحو من الدلالة لو يكون له شاهداً في الجملة من غير قطعٍ بترجيح ذلك المذهب فيقول: باب من قال كذا. ومنها أنه يترجم بمسألة اختلفت فيها الأحاديث، فيأتي بتلك الأحاديث على اختلافها، ليقرب إلى الفقيه من بعده أمرها، مثاله: باب خروج النساء إلى البراز. جمع فيه حديثين مختلفين، ومنها أنه قد تتعارض الأدلة، ويكون عند البخاري وجه تطبيق بينها، يحمل كل واحد على محمل فيترجم بذلك المحمل، إشارة إلى التطبيق، مثاله: باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان. ذكر فيه حديث: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر". ومنها أنه قد يجع في الباب أحاديث كثيرة كل واحد منها يدل على الترجمة، ثم يظهر له في حديث واحد فائدة أخرى سوى الفائدة المترجم عليها، فيعلم ذلك الحديث بعلامة الباب، وليس غرضه أن الباب الأول قد انقضى بما فيه وجاء الباب الآخر برأسه، ولكن قوله: "باب" هنالك بمنزلة ما يكتب أهل العلم على الفائدة المهمة لفظ: تنبيه أو لفظ فائدة أو لفظ قف... ومنها أنه قد يكتب لفظ: باب مكان قول المحدثين: وبهذا الإسناد، وذلك حيث جاء حديثان بإسناد واحد، كما يكتب حيث جاء حديث واحد بإسنادين، مثاله: باب ذكر الملائكة؛ أطال فيها الكلام حتى أخرج حديث:" الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" برواية شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ثم كتب: باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء آمين...الحديث" ثم أخرج حديث:" إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة" ... ومنه أنه يذهب في كثير من التراجم إلى طريقة أهل السير في استنباطهم خصوصيات الوقائع والأحوال من إشارات طرق الحديث، وربما يتعجب الفقيه لعدم ممارسة هذا الفن، لكن أهل السير لهم اعتناء شديد بمعرفة تلك الخصوصيات...

•5- كثيراً ما يترجم للمسائل الخلافية بصيغة السؤال ويختار القول الراجح، من خلال ما يورده من أحاديث في الترجمة مثل ترجمته في كتاب العلم بقوله: "باب متى يصح سماع الصغير ؟" وأورد فيه حديثين :

أولهما: حديث ابن عباس قال: " أقبلت راكباً على أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله r يصلي بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف، وأرسلت الأتان ترتع، فدخلت في الصف، فلم ينكر لك علي ". وثانيهما: حديث محمود بن الربيع. قال : " عقلت من النبي r مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو ". قال ابن حجر في الفتح: ومقصود الباب الاستدلال على أن البلوغ ليس شرطاً في التحمل.

الإسناد في صحيح البخاري

شروحاته

شرح صحيح البخاري دَيْنٌ على هذه الأُمّة
ابن خلدون في مقدمته[51]

لأهمية الكتاب عند المسلمين أعتنى العلماء بشرحة فكثرت الكتب المتعلفة به مثل الشروح والحواشي وشرح الغريب أو أسماء الرواه وتصل هذه المؤلفات إلى 143 كتابٍ[52]. قال عبد الكريم بن عبد الله الخضير: "أحصيتُ من شروحه أكثر من ثمانين شرحاً، والذي فاتني من ذلك أضعاف، والعلم عند الله سبحانه وتعالى"[53]. وقد جمع حمد عصام عرار الحسني في كتابه (إتحاف القاري بمعرفة جهود وأعمال العلماء على صحيح البخاري) عدد العلماء الذين أعتنو بصحيح البخاري فبلغ عددهم 370.

قال السخاوي [54]: اعتنى العلماء قديماً وحديثاً بشرح هذا الكتاب القيم، فمن ذلك:

  • أعلام السنن، تأليف: أبو سليمان الخطابي، المتوفى سنة 388 هـ.
  • شرح صحيح البخاري، تأليف: ابن بطال القرطبي المالكي، المتوفى سنة 449 هـ.
  • شرح مشكل البخاري، تأليف: محمد بن سعيد بن يحيى بن الدبيثي الواسطي، المتوفى سنة 637 هـ.
  • شرح البخاري، تأليف: يحيى بن شرف النووي، المتوفى سنة 676 هـ، شرح فيه كتابي "بدء الوحي، والإيمان"، ولم يكمله.
  • البدر المنير السَّاري في الكَلام على البخاري، تأليف: عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي، المتوفى سنة 735 هـ.
  • شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح، لمحمد بن عبد الله بن مالك، المتوفى سنة 672 هـ.
  • العقد الجلي في حل إشكال الجامع الصحيح للبخاري، تأليف: أحمد بن أحمد الكردي، المتوفى سنة 763 هـ.
  • التنقيح في شرح الجامع الصجيح، تأليف: محمد بن بهادر الزركشي، المتوفى سنة 794 هـ.
  • الراموز على صحيح البخاري، تأليف: علي بن محمد اليونيني، المتوفى سنة 701 هـ.
  • التوضيح شرح الجامع الصحيح، تأليف: عمر بن علي بن الملقن، المتوفى سنة 805 هـ.
  • الإفهام شرح صحيح البخاري، تأليف: جلال الدين البلقيني، المتوفى سنة 824 هـ.
  • الكوكب الساري في شرح صحيح البخاري، تأليف: محمد بن أحمد بن موسى الكفيري، المتوفى سنة 846 هـ.
  • مصابيح الجامع الصحيح، تأليف: محمد بن أبي بكر الدماميني، المتوفى سنة 827 هـ.
  • تيسير منهل القاري في تفسير مشكل البخاري، تأليف: محمد بن محمد بن محمد بن موسى الشافعي الحنبلي، المتوفى سنة 846 هـ.
  • اللامع الصبيح على الجامع الصحيح، تأليف: محمد بن عبد الدائم بن موسى البرماوي، المتوفى سنة 831 هـ.
  • الكوكب الساري، تأليف: علي بن الحسين بن عروة المشرفي الموصلي الحنبلي، المتوفى سنة 837 هـ.
  • التلقيح لفهم قاريء الصحيح، تأليف: برهان الدين بن محمد بن خليل الحلبي سبط ابن العجمي، المتوفى سنة 841 هـ.
  • المتجر الربيح على الجامع الصحيح، تأليف: محمد بن أحمد بن محمد مرزوق الحفيد، المتوفى سنة 842 هـ.
  • فتح الباري بشرح صحيح البخاري، تأليف: ابن حجر العسقلاني، المتوفى سنة 852 هـ، وهو أشهر تلك الشروح.
  • عمدة القاري، تأليف: محمود بن أحمد بن موسى العيني، المتوفى سنة 855 هـ.
  • تعليق على البخاري، تأليف: محمد بن محمد بن علي النويري، المتوفى سنة 857 هـ.
  • شرح القاضي أبو بكر بن العربي، المتوفى سنة 543 هـ.
  • الكوثر الجاري إلى رياض البخاري، تأليف: أحمد بن إسماعيل بن عثمان الكوراني، المتوفى سنة 857 هـ.
  • النجاح في شرح كتاب أخبار الصحاح، تأليف: نجم الدين أبي حفص عمر بن محمد النسفي الحنفي، المتوفى سنة 537 هـ.
  • شرح الحافظ مغلطاي بن فليج التركي المصري الحنفي، المتوفى سنة 792 هـ.
  • شرح الإمام ناصر الدين علي بن محمد بن المنير الإسكندراني، وهو شرح كبير في نحو عشر مجلدات .
  • شرح القاضي مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم البلبيسي، المتوفى سنة 810 هـ.
  • شرح الشيخ شهاب الدين أحمد بن رسلان المقدسي الرملي الشافعي، المتوفى سنة 844 هـ.
  • شرح الشيخ أبي البقاء محمد بن علي بن خلف الأحمدي المصري الشافعي، وهو شرح كبير كان ابتداء تأليفه 909 هـ.
  • التوشيح شرح الجامع الصحيح، تأليف: جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة 911 هـ.
  • شرح الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد العباسي، المتوفى سنة 963 هـ.
  • ترجمان التراجم، تأليف: أبي عبد الله عمر بن رشيد الفهري، المتوفى سنة 721 هـ.
  • إرشاد الساري شرح صحيح البخاري، تأليف: شهاب الدين أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني، المتوفى سنة 923 هـ.
  • شرح غريبَهُ، تأليف: أبي الحسن محمد بن أحمد الجياني النحوي، المتوفى سنة 540 هـ.
  • شرح قوام السنة، تأليف: أبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني، المتوفى سنة 535 هـ.
  • الفيض الجاري لشرح صحيح البخاري، تأليف: إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي، المتوفى سنة 1162 هـ.
  • النور الساري من فيض البخاري، تأليف: حسن العدوي الحمزاوي المالكي، المتوفى سنة 1303 هـ.
  • فيض الباري على صحيح البخاري، تأليف: محمد أنور شاه الكشميري .
  • الكواكب الدراري، تأليف: شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن سعيد الكِرماني.
  • منح الباري بالسيح الفسيح المجاري في شرح البخاري، تأليف: المجد الشيرازي اللغوي، مؤلف "القاموس".

هوامش

  • 1 قال النووي: «اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الامة بالقبول.»[55] وقال الذهبي: «وأما جامعه الصحيح فأجل كتب الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله تعالى.»[56] وقال صديق حسن خان: «إن السلف والخلف جميعا قد أطبقوا على أن أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيح البخاري ثم صحيح مسلم.»[57]
  • 2 بردزبه: لفظة بخارية فارسية ومعناها بالعربية: الزارع أو الفلّاح.[58][59]
  • 3 الحافظ: هو لقب يُطلق على من حفظ عدداً كبيراً جداً من الأحاديث وكانت له معرفة متقنة بأحوال الرواة والأسانيد. قال ابن سيد الناس: «هو من اشتغل بالحديث رواية ودراية واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره وتميز بذلك حتى عُرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه، ثمّ توسع في ذلك حتى عَرَف شيوخه وشيوخ شيوخه، طبقة بعد طبقة.»[60] وقال ابن حجر العسقلاني: «الشروط التي إذا اجتمعت اليوم في الراوي سموه حافظا هي: الشهرة بالطلب أو الأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف، ومعرفة التعديل والتجريح لطبقات الرواة ومراتبهم، وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره، مع حفظ الكثير من المتون.»[61]
  • 4 أمير المؤمنين في الحديث: هو من تبحر في علمي الحديث رواية ودراية، وأحاط علمه بجميع الأحاديث ورواتها جرحًا وتعديلًا، وبلغ في حفظ كل ذلك الغاية، ووصل في فهمه النهاية، وجرب في كل ذلك فلم يأخذ عليه آخذ، وإنما حاز قصب السبق في كل ذلك، وفاق حفظًا وإتقانًا وتعمقًا في علم الحديث وعلله كل من سبقه حتى صار مرجعًا لمن يأتي بعده، فهو من أرفع ألقاب المحدثين وأعلاه.[62] قال الشيخ أحمد محمد شاكر: «أطلق المحدثون ألقاباً على العلماء بالحديث: فأعلاها: أمير المؤمنين في الحديث، وهذا لقب لم يظفر به إلا الأفذاذ النوادر، الذي هم أئمة هذا الشأن والمرجع إليهم فيه، كشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني، وفي المتأخرين ابن حجر العسقلاني رضي الله عنهم جميعاً.»[63]


مقالات ذات صلة

مراجع

  1. ^ الحديث والمحدثون - محمد محمد أبو زهو (طبعة دار الفكر العربي:ج1 ص378)
  2. ^ مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور، أبو الفضل محمد بن مكرم بن على بن منظور الانصاري (طبعة دار الفكر: ج22 ص27)
  3. ^ المقنع في علوم الحديث - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار فواز للنشر :ج1 ص56)
  4. ^ معرفة أنواع علوم الحديث - عثمان بن عبد الرحمن، أبوعمرو، تقي الدين المعروف بابن الصلاح (طبعة دار الكتب العلمية: ج1 ص84)
  5. ^ تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي - جلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (طبعة دار طيبة: ج1 ص142)
  6. ^ منهج النقد في علوم الحديث - نور الدين محمد عتر (طبعة دار الفكر:ج1 ص198)
  7. ^ البداية والنهاية - ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار الفكر:ج11 ص25)
  8. ^ علوم الحديث ومصطلحه - د. صبحي إبراهيم الصالح (طبعة دار العلم للملايين:ج1 ص118/الحاشية)
  9. ^ قال شمس الدين القرطبي: «هو العلم المشهور، والحامل لواء علم الحديث المنشور، المرجوع إليه في علم التعديل والتجريح.»صحيح البخاري (طبعة دار التأصيل:ج1 ص32/مقدّمة التحقيق)
  10. ^ قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: «محمد بن إسماعيل البخاري أفقهنا وأعلمنا وأغوصنا وأكثرنا طلبا.» - البداية والنهاية - ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار هجر:ج14 ص530)
  11. ^ الإرشاد في معرفة علماء الحديث - أبو يعلى الخليلي، خليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني (طبعة مكتبة الرشد:ج3 ص959)
  12. ^ البداية والنهاية - ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار هجر:ج14 ص527)
  13. ^ التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة - شمس الدين الشخاوي، أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان (طبعة دار الكتب العلميه:ج2 ص448)
  14. ^ البداية والنهاية - ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار هجر:ج14 ص256)
  15. ^ تذكرة الحفاظ - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة دار الكتب العلمية:ج2 ص104)
  16. ^ منهج النقد في علوم الحديث - نور الدين محمد عتر الحلبي (طبعة دار الفكر:ج1 ص252)
  17. ^ التوضيح لشرح الجامع الصحيح - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار النوادر:ج1 ص57/مقدّمة التحقيق)
  18. ^ سنة،طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (طبعة دار هجر:ج2 ص216)
  19. ^ الأعلام - خير الدين الزركلي (طبعة دار العلم للملايين:ج6 ص34)
  20. ^ مختصر تاريخ دمشق - ابن منظور، أبو الفضل محمد بن مكرم بن على بن منظور الانصاري (طبعة دار الفكر: ج22 ص27)
  21. ^ شرح علل الترمذي - ابن رجب الحنبلي، زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن السَلامي الحنبلي (طبعة مكتبة المنار:ج1 ص494)
  22. ^ تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري - ياسر محمد بن مطر بن عثمان آل مطر الزهراني (طبعة دار الهجرة للنشر والتوزيع:ج1 ص115)
  23. ^ إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري - القسطلاني، أبو العباس أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري (طبعة المطبعة الكبرى الأميرية، مصر:ج1 ص33)
  24. ^ سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة مؤسسة الرسالة:ج12 ص467)
  25. ^ فهرسة ابن خير الإشبيلي - أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني الأموي الإشبيلي (طبعة دار الكتب العلمية:ج1 ص82)
  26. ^ معرفة أنواع علوم الحديث - أبوعمرو بن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن (طبعة دار الفكر:ج1 ص26)
  27. ^ مطالع الأنوار على صحاح الآثار - إبراهيم بن يوسف بن أدهم الوهراني الحمزي، أبو إسحاق ابن قرقول (طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،دولة قطر: ج1 ص26)
  28. ^ تهذيب الأسماء واللغات - أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار الكتب العلمية:ج1 ص1)
  29. ^ المقنع في علوم الحديث - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار فواز للنشر:ج1 ص74)
  30. ^ تاريخ بغداد وذيوله - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (طبعة دار الكتب العلمية:ج2 ص14)
  31. ^ تاريخ دمشق - أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص72)
  32. ^ أسد الغابة في معرفة الصحابة - أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد، المعروف بابن الاثير. (طبعة دار الفكر:ج1 ص15)
  33. ^ إكمال الإكمال - ابن نقطة، أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع الحنبلي البغدادي (طبعة جامعة أم القرى، مكة المكرمة:ج4 ص622)
  34. ^ إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال - مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري المصري الحكري الحنفي (طبعة دار الفاروق الحديثة:ج5 ص348)
  35. ^ الوافي بالوفيات - صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (طبعة دار إحياء التراث:ج2 ص149)
  36. ^ تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج6 ص140)
  37. ^ الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب - ابن ماكولا، أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا (طبعة دار الكتب العلمية :ج3 ص385)
  38. ^ التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح - أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الباجي الأندلسي (طبعة دار اللواء :ج1 ص273)
  39. ^ البداية والنهاية - ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي (طبعة دار الفكر:ج11 ص25)
  40. ^ طبقات المفسرين - محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين الداوودي المالكي (طبعة دار الكتب العلمية:ج2 ص106)
  41. ^ تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي - جلال الدين السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (طبعة دار طيبة:ج1 ص92)
  42. ^ صحيح البخاري - موقع إسلام ويب
  43. ^ شذرات الذهب في أخبار من ذهب - أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العَكري الحنبلي (طبعة دار ابن كثير: ج3 ص253)
  44. ^ الإمام البخاري أستاذ الأستاذين وإمام المحدثين وحجة المجتهدين وصاحب الجامع المسند الصحيح. عبد الستار الشيخ. (طبعة دار القلم:ج1 ص334)
  45. ^ تاريخ بغداد وذيوله - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (طبعة دار الكتب العلمية:ج2 ص14)
  46. ^ أ ب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار النوادر:ج1 ص77/مقدّمة التحقيق)
  47. ^ الحطة في ذكر الصحاح الستة - أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل:ج1 ص178)
  48. ^ تاريخ دمشق - أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (طبعة دار الفكر:ج52 ص71)
  49. ^ فتح الباري شرح صحيح البخاري - ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي (طبعة دار المعرفة:ج1 ص489)
  50. ^ تهذيب التهذيب - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة دار إحياء التراث العربي:ج9 ص54)
  51. ^ فتح الباري في شرح صحيح البخاري
  52. ^ سيرة الإمام البخاري (سيد الفقهاء وامام المحدثين) لعبدالسلام المباركفوري
  53. ^ http://www.khudheir.com/audio/734
  54. ^ عمدة السامع والقارِي في فوائد صحيح البخارِي، تأليف: السخاوي، ص14.
  55. ^ المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (طبعة دار إحياء التراث العربي: ج1 ص14)
  56. ^ تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج6 ص140)
  57. ^ الحطة في ذكر الصحاح الستة - أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (طبعة دار الجيل:ج1 ص225)
  58. ^ تبصير المنتبه بتحرير المشتبه - ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (طبعة المكتبة العلمية:ج1 ص77)
  59. ^ القاموس المحيط - الفيروزآبادي، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب (طبعة مؤسسة الرسالة:ج1 ص60)
  60. ^ علم الجرح والتعديل - عبد المنعم السيد نجم (طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة:ج1 ص54)
  61. ^ فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات - محمد عبد الحي بن عبد الكبير ابن محمد الحسني الإدريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني (طبعة دار الغرب الإسلامي:ج1 ص77)
  62. ^ التوضيح لشرح الجامع الصحيح - ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (طبعة دار النوادر:ج1 ص59/حاشية التحقيق)
  63. ^ ألفيّة السيوطي في علم الحديث بتعليق الشيخ أحمد شاكر (طبعة المكتبة العلمية:ج1 ص92)