غجر (توضيح): الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
طلا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 3: سطر 3:
[[غجر (سكان)]]: السكان الغجر
[[غجر (سكان)]]: السكان الغجر
[[غجر (قرية)]]: قرية تقع في منطقة الجولان السورية.
[[غجر (قرية)]]: قرية تقع في منطقة الجولان السورية.


كلمة الغجر كلمة هندية أصلا حيث هناك لغة هندية قديمة تدعى بالغجراطية ( ) ذكرها أستاذ اللغات ( جوبسون) في بحث عن تعلم اللغات وصعوبة اللغات الهندية. ( )

ويتفق معظم الباحثين في مجال الغجر أو ما يسمى بعلم الغجريات (Gypsology) على انهم منحدرون من اصل هندي، وقد هاجروا على شكل موجات نحو الغرب والشمال مرورا بالشرق الأوسط. وهم الشعب الوحيد الذي قدمته الهند إلى أوربا في السنين الثلاثة آلاف الأخيرة. مقابل الشعوب التي اتت من أوربا إلى الهند . ويعيش الكثير من الغجر في الهند إلى الآن كما يعيشون في كل بلد تقريبا. ( )
ويرى الباحث هوارد غرينفيلد (Howard Greenfield) أن الغجر بدو حقيقيون متنقلون من مكان إلى اخر غير محتاجين للاستقرار ولا يريدون أن يلتحقوا بمجتمع مستقر ثابت. وهؤلاء لا يمتلكون عادات وتقاليد وهناك الكثير من الأفكار المستمدة من القوى فوق الطبيعية. ( ) وهنا لا نتفق مع رأي الباحث غرينفيلد على انهم بدو حقيقيون. حيث نرى إمكانية القول بأنهم شبه بدو، وفيما يتعلق بغجر العراق مثلا فقد توقف ترحالهم بعد استقرارهم في تجمعات سكنية متوزعة في أنحاء العراق وكما سنأتي على ذلك لاحقا. كما إن سماتهم المعيشية والثقافية تختلف كثيرا عن البدو. والغجر من الشعوب القوقازية السمراء جاؤا أصلا من الهند ودخلوا أوربا في القرن الرابع عشر والخامس عشر والان يوجدون بصورة رئيسية في تركيا، روسيا، إنكلترا والولايات المتحدة الأميركية . ( ) والغجري (نسبة إلى مصر) هو الشخص الذي يدل على حياة التجوال، هائم متشرد، ونساؤهم مخادعة وهم واحد من الأقوام البدوية ذوي البشرة النحاسية والشعر الأسود، وهم من الجنس الهندي الأصل والان معروفون عالميا ولغتهم الرومني. ( ) ومن الآراء التي طرحت في اصل وتسمية الغجر ما طرحه عالم الغجريات العراقي الأستاذ لطفي الخوري : إن كلمة الغجر لفظة تركية أفاصل من (كوجر) بجيم مثلثة فارسية (Gocher) ومعناها الرحل لأننا سمعنا بعضهم يسمونهم إلى اليوم غوجروذلك في شمال الموصل (العراق) ومنهم من يسمونهم القرج. ( ) وفي رأي اخر من المحتمل أن تكون كلمة الغجري هي تصحيف ( القاجاري) نسبة إلى قبيلة تركية الأصل كانت منها الأسرة المالكة في إيران والتي انقرضت، فالقاجاري غير الكاولي ولا يصح إذن أن نسمي الكاولي بالقاجاري. ( ) وقد وصل الغجر إلى أوربا خلال العصور الوسطى. ويرجح أن يكونوا من اصل هندي وهؤلاء لهم حق اكثر من أي جنس أوربي اخر في أن يعتبروا آريين، الأمر الذي يجعل هؤلاء محاربين من قبل النازيين. وقد وضعوا في غرف غاز كسخرية بهم وكانت هذه حالة مخزية. ( ) والغجر هم الشعب البدوي الذي بدأ الهجرة إلى أوربا من الشرق في القرن الرابع عشر آتيا من الهند بصورة تقليدية، وهم يدعون الانتماء لعدة شعوب ( ) إن معظم هذه الآراء تجمع على أن اصل الغجر من الهند ولكنها تختلف في التسمية، وبالنسبة لنا فإن كلمة الغجر هي التسمية المحلية المستخدمة في السجلات الرسمية ووسائل الاعلام في معظم البلدان العربية. لكن هناك تسميات محلية لهم في مختلف بلدان العالممنها تسمية "كاولية" في العراق، وهم جماعات تمتهن الرقص والغناء وتنظيم البغاء. حيث يأوون لهذا الغرض وهم مستقرون في تجمعات سكانية على مقربة من المدن الكبيرة. وقد كانوا مترحلين حتى أوائل السبعينات، وقد منحوا الجنسية العراقية في أوائل الثمانينات. وقد طرحت عدة فرضيات في اصل هذه التسمية ومصدرها وتفسيرها.

فالدكتور مصطفى جواد (باحث عراقي) يرى أن تسمية الكاولية متأتية من اسم مدينة كابل (عاصمة أفغانستان) أي أن اصلها (كابلي). ويرجع اصل الكاولية (الغجر) إلى الهند، لكن هذه التسمية جاءت جراء مرورهم من السند إلى إيران حيث إن مدينة كابل تسيطر على المدخل الغربي لممر خيبر الواصل بين السند وأفغانستان. ( )
إن هذا الرأي هو الأكثر شيوعا لتفسير هذه التسمية عندنا وفيه شئ من المعقول، لكن نقول: لقد مرت من هذا الطريق موجات عديدة من الهجرات ولاشك أن جميعها مرت بكابل على السواء باعتبار أن ممر خيبر هو الممر الرئيسي لتلك الموجات القادمة من تلك الجهات، وقد يكون بعضه عسكر ليستريح أياما ثم واصل الهجرات، فلماذا لم تكتسب كلها تسمية كابلية أو كاولية؟ وهذا هو مصدر الشك والتساؤل حول هذه الفرضية ذلك لما نعلمه من أن الكاولية هي مجرد أحد قبائل أو جماعات الغجر وهناك جماعات غجرية مناظرة لها ومقربة ولكن بتسميات مختلفة. أما الأب انستاس ماري الكرملي ( ) فيرى أن كلمة كول (كاولية) نسبة ألي طائفة من الأشرار الكفار كانت تقيم في ناحية مولتان بالهند ويرى أن الكول أو الكولية من اصل هندي. وقد تكون مشتقة من التكول بمعنى التجمع أو نسبة إلى كول وهي قرية بفارس. ( ) ويرى الأستاذ شاكر الضابط في معرض إشارته للأستاذ لطفي الخوري بهذا الشأن أنها تعني (كاوول) وهي باللغة التركية بمعنى (مهجوم، خرب) وان الكاولي في التركية تعني ( من خرب بيته فبقي متجولا). ( ) وورد في القاموس الفارسي (فرهنك انندراج) أن مصطلح كاولي مرادف لوري (أحد تسميات الغجر) الذي أطلق على جمع من الهند وقد حذف الألف في الإيرانية وصار كولي. ( ) أما الأستاذ خليل الشيخ علي فيرى (في مقال نشرته جريدة البلد البغدادية في عددها 353 عام 1965) أن كلمة (كالية) المستعملة في إسبانيا لنعتهم، وهي ليست إسبانية، ويؤكد علماء اللغة الأسبان أن كلمة كالية مفردة جاءت من اللغات الهندية بل من لهجات الكاولية (الغجر) الأصلية وقد دخلت إلى اللغة الإسبانية عن طريق الهند. ( )

ونحن (الرأي للباحث الانثروبولوجي العراقي حميد الهاشمي) نستبعد هنا الرأي الأخير مثلما نضعف الآراء التي قبله، لان مصدر الكاولية الشرق، وإذا كان هناك تقارب في التسمية بين كاولية العراق وكاولية إسبانيا فالأرجح أن تكون كلمة كالية تحريف لكلمة كاولية. والأخيرة هي الأسبق زمانا ومكانا، وهنا اتفاق في المصدر (من الشرق – الهند) والتسمية (كاولية).
إذا ماذا تعني تسمية كاولية؟ إن الباحث (حميد الهاشمي) توصل وبعد بحثه في اصل هذه التسمية ومطالعة بعض ما كتب عن تاريخ الهند والقبائل الهندية، إلى أن هذه التسمية تنطبق على قبائل هندية كانت بعض نسائهم تمارس الزنى والرقص كخدمة دينية لرجال الدين وبالأجر إلى طالبي المتعة ومنهم ما كان في معبد الملك الكولي (كاول). وقد انتسبوا إلى الملك (كاول) وخاصة بعد هجراتهم تشرفا وتعظيما لانفسهم. وقد ورد نص واضح يمكن الاستدلال به إلى تسمية الكولية ونسبهم . وهذا النص هو ما كتبه الباحث وول ديورانت في سفره قصة الحضارة. واما هجراتهم إلى الشرق الأوسط والعراق بالذات فهي هجرات لاحقة لهجرات أقرانهم من القبائل السابقة والتي جاءت كما قال الشاعر الفردوسي بناء على طلب الشاه الفارسي. وهذا النص الذي كتبه الباحث وول ديورانت في قصة الحضارة، في الجزء الخاص بالهند وجيرانها وفي فصل (تنظيم المجتمع والزواج والزنا وغيرهما).

يقول ديورانت:" كان الزنا في الأعم الأغلب مقصورا على المعابد، ففي الأصقاع الجنوبية كانت رغبات الرجل الشهواني تشبعها من يطلق عليهن (خادمات الله) طائعات في ذلك أوامر السماء. وما خادمات الله أو (دافاس) كما يسموهن إلا – العاهرات- وفي كل معبد في – تاهل- مجموعة من النساء المقدسات اللائى يستخدمهن المعبد أول الأمر في الرقص والغناء أمام الأوثان، ثم من الجائز أن يستخدمهن بعد ذلك في إمتاع الكهنة والبراهمة، وبعض هؤلاء النسوة فيما يظهر قد قصرن حياتهن على عزلة المعابد وكهانها، وبعضهن الآخر قد وسع من نطاق خدماته بحيث يشمل كل من يدفع أجرا لمتعته، على شريطة أن يدفعن لرجال الدين جزءا من كسبهن عن هذا الطريق. وكن كثير من زانيات المعابد أو فتيات الرقص يقمن بالرقص والغناء في الحفلات العامة والاجتماعات الخاصة على نحو ما تفعل فتيات (الجيشا) في اليابان. وكان بعضهن يتعلم القراءة والكتابة وأحاديث الثقافة في المنارة حيث لا تجد الزوجة ما يشجعها على تعلم القراءة ولا يسمح لها بمخالطة الاضياف. وهؤلاء الفتيات القارئات شبيهات بمن كن يسمي (Hetairai) عند اليونان. ويحدثنا نص مقدس: انه في سنة 1400 كان في معبد الملك كاول، راجاما في تانجور أربعمائة امرأة من (خادمات الله)، واكسب الزمان هذه العادة صبغة الجلال فلم ير فيها أحد ما يتنافى مع الأخلاق, حتى أن السيدات المحترمات كن أحيانا يهبن بناتهن إلى العهر في المعابد بنفس الروح التي يوهب فيها الابن إلى الكهنوت. ( )

إن هذا النص يدلل دلالة قاطعة على التسمية بالنسبة للكاولية، وكذلك لفرضية اصل الغجر.
المصدر: حميد الهاشمي، الغجر في العراق: دراسة انثروبولوجية في التكيف الاجتماعي، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة لجامعة بغداد عام 1994. كما هي مشروع كتاب قيد النشر للباحث. --Hamied hashimi 15:53, 12 فبراير 2006 (UTC)

تمّ الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%AC%D8%B1"

نسخة 16:06، 12 فبراير 2006

غجر (سكان): السكان الغجر غجر (قرية): قرية تقع في منطقة الجولان السورية.


كلمة الغجر كلمة هندية أصلا حيث هناك لغة هندية قديمة تدعى بالغجراطية ( ) ذكرها أستاذ اللغات ( جوبسون) في بحث عن تعلم اللغات وصعوبة اللغات الهندية. ( )

ويتفق معظم الباحثين في مجال الغجر أو ما يسمى بعلم الغجريات (Gypsology) على انهم منحدرون من اصل هندي، وقد هاجروا على شكل موجات نحو الغرب والشمال مرورا بالشرق الأوسط. وهم الشعب الوحيد الذي قدمته الهند إلى أوربا في السنين الثلاثة آلاف الأخيرة. مقابل الشعوب التي اتت من أوربا إلى الهند . ويعيش الكثير من الغجر في الهند إلى الآن كما يعيشون في كل بلد تقريبا. ( ) ويرى الباحث هوارد غرينفيلد (Howard Greenfield) أن الغجر بدو حقيقيون متنقلون من مكان إلى اخر غير محتاجين للاستقرار ولا يريدون أن يلتحقوا بمجتمع مستقر ثابت. وهؤلاء لا يمتلكون عادات وتقاليد وهناك الكثير من الأفكار المستمدة من القوى فوق الطبيعية. ( ) وهنا لا نتفق مع رأي الباحث غرينفيلد على انهم بدو حقيقيون. حيث نرى إمكانية القول بأنهم شبه بدو، وفيما يتعلق بغجر العراق مثلا فقد توقف ترحالهم بعد استقرارهم في تجمعات سكنية متوزعة في أنحاء العراق وكما سنأتي على ذلك لاحقا. كما إن سماتهم المعيشية والثقافية تختلف كثيرا عن البدو. والغجر من الشعوب القوقازية السمراء جاؤا أصلا من الهند ودخلوا أوربا في القرن الرابع عشر والخامس عشر والان يوجدون بصورة رئيسية في تركيا، روسيا، إنكلترا والولايات المتحدة الأميركية . ( ) والغجري (نسبة إلى مصر) هو الشخص الذي يدل على حياة التجوال، هائم متشرد، ونساؤهم مخادعة وهم واحد من الأقوام البدوية ذوي البشرة النحاسية والشعر الأسود، وهم من الجنس الهندي الأصل والان معروفون عالميا ولغتهم الرومني. ( ) ومن الآراء التي طرحت في اصل وتسمية الغجر ما طرحه عالم الغجريات العراقي الأستاذ لطفي الخوري : إن كلمة الغجر لفظة تركية أفاصل من (كوجر) بجيم مثلثة فارسية (Gocher) ومعناها الرحل لأننا سمعنا بعضهم يسمونهم إلى اليوم غوجروذلك في شمال الموصل (العراق) ومنهم من يسمونهم القرج. ( ) وفي رأي اخر من المحتمل أن تكون كلمة الغجري هي تصحيف ( القاجاري) نسبة إلى قبيلة تركية الأصل كانت منها الأسرة المالكة في إيران والتي انقرضت، فالقاجاري غير الكاولي ولا يصح إذن أن نسمي الكاولي بالقاجاري. ( ) وقد وصل الغجر إلى أوربا خلال العصور الوسطى. ويرجح أن يكونوا من اصل هندي وهؤلاء لهم حق اكثر من أي جنس أوربي اخر في أن يعتبروا آريين، الأمر الذي يجعل هؤلاء محاربين من قبل النازيين. وقد وضعوا في غرف غاز كسخرية بهم وكانت هذه حالة مخزية. ( ) والغجر هم الشعب البدوي الذي بدأ الهجرة إلى أوربا من الشرق في القرن الرابع عشر آتيا من الهند بصورة تقليدية، وهم يدعون الانتماء لعدة شعوب ( ) إن معظم هذه الآراء تجمع على أن اصل الغجر من الهند ولكنها تختلف في التسمية، وبالنسبة لنا فإن كلمة الغجر هي التسمية المحلية المستخدمة في السجلات الرسمية ووسائل الاعلام في معظم البلدان العربية. لكن هناك تسميات محلية لهم في مختلف بلدان العالممنها تسمية "كاولية" في العراق، وهم جماعات تمتهن الرقص والغناء وتنظيم البغاء. حيث يأوون لهذا الغرض وهم مستقرون في تجمعات سكانية على مقربة من المدن الكبيرة. وقد كانوا مترحلين حتى أوائل السبعينات، وقد منحوا الجنسية العراقية في أوائل الثمانينات. وقد طرحت عدة فرضيات في اصل هذه التسمية ومصدرها وتفسيرها.

فالدكتور مصطفى جواد (باحث عراقي) يرى أن تسمية الكاولية متأتية من اسم مدينة كابل (عاصمة أفغانستان) أي أن اصلها (كابلي). ويرجع اصل الكاولية (الغجر) إلى الهند، لكن هذه التسمية جاءت جراء مرورهم من السند إلى إيران حيث إن مدينة كابل تسيطر على المدخل الغربي لممر خيبر الواصل بين السند وأفغانستان. ( ) إن هذا الرأي هو الأكثر شيوعا لتفسير هذه التسمية عندنا وفيه شئ من المعقول، لكن نقول: لقد مرت من هذا الطريق موجات عديدة من الهجرات ولاشك أن جميعها مرت بكابل على السواء باعتبار أن ممر خيبر هو الممر الرئيسي لتلك الموجات القادمة من تلك الجهات، وقد يكون بعضه عسكر ليستريح أياما ثم واصل الهجرات، فلماذا لم تكتسب كلها تسمية كابلية أو كاولية؟ وهذا هو مصدر الشك والتساؤل حول هذه الفرضية ذلك لما نعلمه من أن الكاولية هي مجرد أحد قبائل أو جماعات الغجر وهناك جماعات غجرية مناظرة لها ومقربة ولكن بتسميات مختلفة. أما الأب انستاس ماري الكرملي ( ) فيرى أن كلمة كول (كاولية) نسبة ألي طائفة من الأشرار الكفار كانت تقيم في ناحية مولتان بالهند ويرى أن الكول أو الكولية من اصل هندي. وقد تكون مشتقة من التكول بمعنى التجمع أو نسبة إلى كول وهي قرية بفارس. ( ) ويرى الأستاذ شاكر الضابط في معرض إشارته للأستاذ لطفي الخوري بهذا الشأن أنها تعني (كاوول) وهي باللغة التركية بمعنى (مهجوم، خرب) وان الكاولي في التركية تعني ( من خرب بيته فبقي متجولا). ( ) وورد في القاموس الفارسي (فرهنك انندراج) أن مصطلح كاولي مرادف لوري (أحد تسميات الغجر) الذي أطلق على جمع من الهند وقد حذف الألف في الإيرانية وصار كولي. ( ) أما الأستاذ خليل الشيخ علي فيرى (في مقال نشرته جريدة البلد البغدادية في عددها 353 عام 1965) أن كلمة (كالية) المستعملة في إسبانيا لنعتهم، وهي ليست إسبانية، ويؤكد علماء اللغة الأسبان أن كلمة كالية مفردة جاءت من اللغات الهندية بل من لهجات الكاولية (الغجر) الأصلية وقد دخلت إلى اللغة الإسبانية عن طريق الهند. ( )

ونحن (الرأي للباحث الانثروبولوجي العراقي حميد الهاشمي) نستبعد هنا الرأي الأخير مثلما نضعف الآراء التي قبله، لان مصدر الكاولية الشرق، وإذا كان هناك تقارب في التسمية بين كاولية العراق وكاولية إسبانيا فالأرجح أن تكون كلمة كالية تحريف لكلمة كاولية. والأخيرة هي الأسبق زمانا ومكانا، وهنا اتفاق في المصدر (من الشرق – الهند) والتسمية (كاولية). إذا ماذا تعني تسمية كاولية؟ إن الباحث (حميد الهاشمي) توصل وبعد بحثه في اصل هذه التسمية ومطالعة بعض ما كتب عن تاريخ الهند والقبائل الهندية، إلى أن هذه التسمية تنطبق على قبائل هندية كانت بعض نسائهم تمارس الزنى والرقص كخدمة دينية لرجال الدين وبالأجر إلى طالبي المتعة ومنهم ما كان في معبد الملك الكولي (كاول). وقد انتسبوا إلى الملك (كاول) وخاصة بعد هجراتهم تشرفا وتعظيما لانفسهم. وقد ورد نص واضح يمكن الاستدلال به إلى تسمية الكولية ونسبهم . وهذا النص هو ما كتبه الباحث وول ديورانت في سفره قصة الحضارة. واما هجراتهم إلى الشرق الأوسط والعراق بالذات فهي هجرات لاحقة لهجرات أقرانهم من القبائل السابقة والتي جاءت كما قال الشاعر الفردوسي بناء على طلب الشاه الفارسي. وهذا النص الذي كتبه الباحث وول ديورانت في قصة الحضارة، في الجزء الخاص بالهند وجيرانها وفي فصل (تنظيم المجتمع والزواج والزنا وغيرهما).

يقول ديورانت:" كان الزنا في الأعم الأغلب مقصورا على المعابد، ففي الأصقاع الجنوبية كانت رغبات الرجل الشهواني تشبعها من يطلق عليهن (خادمات الله) طائعات في ذلك أوامر السماء. وما خادمات الله أو (دافاس) كما يسموهن إلا – العاهرات- وفي كل معبد في – تاهل- مجموعة من النساء المقدسات اللائى يستخدمهن المعبد أول الأمر في الرقص والغناء أمام الأوثان، ثم من الجائز أن يستخدمهن بعد ذلك في إمتاع الكهنة والبراهمة، وبعض هؤلاء النسوة فيما يظهر قد قصرن حياتهن على عزلة المعابد وكهانها، وبعضهن الآخر قد وسع من نطاق خدماته بحيث يشمل كل من يدفع أجرا لمتعته، على شريطة أن يدفعن لرجال الدين جزءا من كسبهن عن هذا الطريق. وكن كثير من زانيات المعابد أو فتيات الرقص يقمن بالرقص والغناء في الحفلات العامة والاجتماعات الخاصة على نحو ما تفعل فتيات (الجيشا) في اليابان. وكان بعضهن يتعلم القراءة والكتابة وأحاديث الثقافة في المنارة حيث لا تجد الزوجة ما يشجعها على تعلم القراءة ولا يسمح لها بمخالطة الاضياف. وهؤلاء الفتيات القارئات شبيهات بمن كن يسمي (Hetairai) عند اليونان. ويحدثنا نص مقدس: انه في سنة 1400 كان في معبد الملك كاول، راجاما في تانجور أربعمائة امرأة من (خادمات الله)، واكسب الزمان هذه العادة صبغة الجلال فلم ير فيها أحد ما يتنافى مع الأخلاق, حتى أن السيدات المحترمات كن أحيانا يهبن بناتهن إلى العهر في المعابد بنفس الروح التي يوهب فيها الابن إلى الكهنوت. ( )

 إن هذا النص يدلل دلالة قاطعة على التسمية بالنسبة للكاولية، وكذلك لفرضية اصل الغجر.

المصدر: حميد الهاشمي، الغجر في العراق: دراسة انثروبولوجية في التكيف الاجتماعي، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة لجامعة بغداد عام 1994. كما هي مشروع كتاب قيد النشر للباحث. --Hamied hashimi 15:53, 12 فبراير 2006 (UTC)

تمّ الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%AC%D8%B1"