المغرب الكبير (مصطلح): الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 1: سطر 1:
المغرب تابع لموريتاني تاريخيا, فيوسف ابن تاشفين ينتمي إلى قبيلة لمتونة؛ وهي إحدى قبائل صنهاجة الموجودة بجبل لمتونة المشهور باسم أدرار بموريتانيا، وُلد على الأرجح بصحراء موريتانيا، ونشأ في موريتانيا نشأة إيمانية جهادية، وأصله من قبائل «صنهاجة اللثام» البربرية. عُرف يوسف بن تاشفين بالتقشف والزهد رغم اتساع إمبراطوريته، وقد كان شجاعا، قال الذهبي عنه في سير أعلام النبلاء: «كان ابن تاشفين كثير العفو، مقرِّبا للعلماء، وكان أسمر نحيفا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسا، حازما، يخطب لخليفة العراق».
[[File:Gran Marruecos.PNG|thumb|المغرب الكبير]]
[[ملف:3 cartes du-maroc.jpg|left|thumb|250px||الخرائط الثلاثة الحديثة للمغرب]]


اتَّخذ ابن تاشفين مدينة (مراكش) التي أنشَأَها عاصمةً لملكه سنة 465هـ؛ لتكون نقطة الانطِلاق لتوحيد وتجميع قبائل المغرب الأقصى تحت سَيْطرته، وتُجمِع مجموعةٌ من المصادر التاريخيَّة أنَّ (مراكش) اسمٌ كان يُطلَق على المملكة المغربيَّة ككُلٍّ، ومعناه على رأي ابن خلكان: "امش مسرعًا" في لغة المصامدة؛ لأنَّ موضعها كان مأوى اللصوص، وكان المسافرون يقولون لرِفاقهم هذه الكلمة فعرف الموضع بها، أمَّا الآن فمراكش تقَع في وسط المملكة المغربيَّة لا تطلُّ على الساحل المتوسط ولا الأطلنطي، وهي منطقة قاريَّة، وقد اختارَها يوسف بن تاشفين عاصمةً لِمُلكِه لأهميَّتها الإستراتيجيَّة؛ بِحُكم أنَّها تطلُّ على الواجِهة الشماليَّة والواجهة الجنوبيَّة.
'''المغرب الكبير''' هو مصطلح غير متداول في [[الوطن العربي]] أو المحلي المغاربي، يطلقه باحثو التاريخ، باحثو ما قبل الحقبة [[استعمار|الاستعمارية]] والمهتمون بقضية الوحدة الترابية للمغرب ومن ضمنها مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وقضية نزاع [[الصحراء الغربية (توضيح)|الصحراء الغربية]]، وهو مصطلح يرتبط بخريطة المغرب خلال عصر [[سعديون|الدولة السعدية]]، حيث كان سلطان المغرب يبسط سلطته (طبقا لنظام [[البيعة]]) على بلاد شنقيط ([[موريتانيا]] حاليا)، [[تندوف]] في [[الجزائر]] حيث اقتطعتها [[فرنسا]] من المغرب بعد ([[معركة إسلي]])، وجزء من شمال شرقي [[مالي]]. كما يوجد بالأرشيف الوطني المغربي [[الرباط|بالرباط]] وثائق البيعة التي كانت قبائل هذه المناطق ترسل بها إلى سلطان المغرب.


مَنْ هُم المُرَابِطُون؟
حكمت [[سلالة العلويون|سلالة العلويين]] المغرب منذ [[القرن 17]]، وكان أقصى امتداد للإمبراطورية في [[القرن 18]] في عهد [[إسماعيل بن علي الشريف|مولاي إسماعيل]]، والذي بسط سيادته من أقصى الصحراء ([[تمبكتو]]، [[السنغال]]،...) إلى [[وادي ملوية]]، الحدود التقليدية مع [[الجزائر]] (الشمال الشرقي). عند وفاة [[إسماعيل بن علي الشريف|مولاي إسماعيل]] في [[1727]]، نشبت حرب أهلية بين أبنائه الكُثر والعبيدات، واستمرت 30 عاما. وهكذا، السلطان العلوي [[محمد الثالث بن عبد الله|محمد بن عبد الله]]، في رسالته المؤرخة في [[30 مايو]] [[1767]] إلى الملك الإسباني [[كارلوس الثالث (إسبانيا)|كارلوس الثالث]]، جاء فيها بأنه ليست لديه سلطة على الأراضي الواقعة جنوب وادي النون.<ref name = "Junta Andalucia">{{cite web | title = Proyecto Ibn Jaldun. VII. El colonialismo español en el s. XIX: África. 2. Chafarinas, Sidi Ifni y el Sáhara. | url = http://www.juntadeandalucia.es/averroes/iesbajoguadalquivir/docu/ibnjaldun/ibnjaldum/segunda.htm# | author = Pedro Giménez de Aragón Sierra | publisher = [[Junta de Andalucía]] | accessdate = 2010-06-15}} {{es icon}}</ref>


قبيلة جُدَالة وأصل المرابطين:
طالب المغرب بعد الاستقلال بالأراضي التي كانت تحت سيطرته قبل دخول الاستعمار الأوروبي، حيث كان [[علال الفاسي]] الزعيم التاريخي ل[[حزب الاستقلال]] المغربي من أول المطالبين بفكرة المغرب الكبير. توجهت في [[15 أكتوبر]] [[1956]] بعثة مغربية للأمم المتحدة للمطالبة باسترجاع الأراضي التي لا زالت تحت الاحتلال. نجح المغرب في استرجاع إقليم [[سيدي إفني]] (بعد [[حرب إفني]]) وجزء كبير من الأراضي قرب مدينتي [[سبتة]] و[[مليلية|مليلة]] و[[صحراء غربية|الصحراء الغربية]] من إسبانيا.


كان التاريخ هو سنة 478 هـ= 1085 م، حيث سقطت طُلَيْطِلَة، وحوصرت إِشْبِيلِيّة، وعُقد مؤتمر القمة، ومن هذا التاريخ نعود إلى الوراء ثمانية وثلاثين عامًا، وبالتحديد في 440 هـ= 1048 م حيث أحداث "بربشتر" و"بلنسية" السابقة، لنكون مع بداية تاريخ المرابطين.
رفضت بعض الدول سيادة المغرب على الأراضي التي كانت تابعة له قبل دخول الاستعمار الأوروبي، حيث دخل المغرب في [[حرب الرمال]] مع الجزائر إثر مطالبته بالأراضي التي اقتطعتها منه فرنسا قبل استقلاله بخمس سنوات. يتجلى ذلك أيضا في [[الحالة القانونية للصحراء الغربية|نزاع الصحراء الغربية]] التي وضعته في مسار تصادمي مع [[الاتحاد الأفريقي]] الذي يتبنى الحدود التي وضعها الاستعمار كأحد مبادئه، ونتيجة لذلك فالمغرب هو البلد الأفريقي الوحيد الذي ليس عضوا في الاتحاد، بينما جبهة البوليساريو التي ترفض سيادة المغرب على الصحراء ومدعومة من الجزائر لها مقعد.

وكما غوّرنا في أعماق التاريخ، نعود ونغوّر في أعماق صحراء موريتانيا البلد الإسلامي الكبير، وبالتحديد في الجنوب القاحل، حيث الصحراء الممتدة، والجدب المقفر، والحرّ الشديد، وحيث أناس لا يتقنون الزراعة ويعيشون على البداوة.

في هذه المناطق كانت تعيش قبائل البربر، ومن قبائل البربر الكبيرة كانت قبيلة "صنهاجة"، وكانت قبيلتي "جُدَالَة ولَمْتُونة" أكبر فرعين في "صنهاجة"...

كانت "جُدَالة" تقطن جنوب موريتانيا، وكانت قد دخلت في الإسلام منذ قرون، وكان على رأس جدالة رئيسهم يحيى بن إبراهيم الجدالي، وكان لهذا الرجل فطرة سوّية وأخلاق حَسَنة.

نظر يحيى بن إبراهيم في قبيلته فوجد أمورًا عجيبة (كان ذلك متزامنًا مع مأساة بربشتر وبلنسية)، وجد الناس وقد أدمنوا الخمور، وألِفوا الزنى، حتى إن الرجل ليزني بحليلة جاره ولا يعترض جاره، تمامًا كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: [وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنْكَرَ] {العنكبوت:29}.

ولماذا يعترض الجار وهو يفعل نفس الشيء مع جاره؟!

فقد فشى الزنى بشكل مريع في جنوب موريتانيا في ذلك الزمن، وكثر الزواج من أكثر من أربعة، والناس ما زالوا مسلمين ولا ينكر عليهم أحد ما يفعلونه، فالسلب والنهب هو العرف السائد، القبائل مشتتة ومفرقة، القبيلة القوية تأكل الضعيفة، والوضع شديد الشبه بما يحدث في دويلات الطوائف، بل هو أشدّ وأخزى.

((وكان المغرب الأقصى في ذلك الوقت في محنة سياسية ودينية، حيث ظهرت دعوات منحرفة عن الإسلام وحقيقته وجوهره الأصيل، واستطاعت بعض الدعوات الكفرية أن تشكل كيانًا سياسيًا تحتمي به))... د. الصلابي - الجوهر الثمين بمعرفة دولة المرابطين

لقد كانت هذه الأوضاع سواء في بلاد الأندلس أو في موريتانيا أشد وطأةً مما نحن عليه الآن، فلننظر كيف يكون القيام، ولنتدبّر تلك الخطوات المنظّمة والتي سار أصحابها وفق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة وإصلاح أحوال الأمة...

http://islamstory.com/ar/%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B7%D9%8A%D9%86


==مصادر==
==مصادر==

نسخة 04:51، 10 يوليو 2016

المغرب تابع لموريتاني تاريخيا, فيوسف ابن تاشفين ينتمي إلى قبيلة لمتونة؛ وهي إحدى قبائل صنهاجة الموجودة بجبل لمتونة المشهور باسم أدرار بموريتانيا، وُلد على الأرجح بصحراء موريتانيا، ونشأ في موريتانيا نشأة إيمانية جهادية، وأصله من قبائل «صنهاجة اللثام» البربرية. عُرف يوسف بن تاشفين بالتقشف والزهد رغم اتساع إمبراطوريته، وقد كان شجاعا، قال الذهبي عنه في سير أعلام النبلاء: «كان ابن تاشفين كثير العفو، مقرِّبا للعلماء، وكان أسمر نحيفا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسا، حازما، يخطب لخليفة العراق».

اتَّخذ ابن تاشفين مدينة (مراكش) التي أنشَأَها عاصمةً لملكه سنة 465هـ؛ لتكون نقطة الانطِلاق لتوحيد وتجميع قبائل المغرب الأقصى تحت سَيْطرته، وتُجمِع مجموعةٌ من المصادر التاريخيَّة أنَّ (مراكش) اسمٌ كان يُطلَق على المملكة المغربيَّة ككُلٍّ، ومعناه على رأي ابن خلكان: "امش مسرعًا" في لغة المصامدة؛ لأنَّ موضعها كان مأوى اللصوص، وكان المسافرون يقولون لرِفاقهم هذه الكلمة فعرف الموضع بها، أمَّا الآن فمراكش تقَع في وسط المملكة المغربيَّة لا تطلُّ على الساحل المتوسط ولا الأطلنطي، وهي منطقة قاريَّة، وقد اختارَها يوسف بن تاشفين عاصمةً لِمُلكِه لأهميَّتها الإستراتيجيَّة؛ بِحُكم أنَّها تطلُّ على الواجِهة الشماليَّة والواجهة الجنوبيَّة.

مَنْ هُم المُرَابِطُون؟

قبيلة جُدَالة وأصل المرابطين:

كان التاريخ هو سنة 478 هـ= 1085 م، حيث سقطت طُلَيْطِلَة، وحوصرت إِشْبِيلِيّة، وعُقد مؤتمر القمة، ومن هذا التاريخ نعود إلى الوراء ثمانية وثلاثين عامًا، وبالتحديد في 440 هـ= 1048 م حيث أحداث "بربشتر" و"بلنسية" السابقة، لنكون مع بداية تاريخ المرابطين.

وكما غوّرنا في أعماق التاريخ، نعود ونغوّر في أعماق صحراء موريتانيا البلد الإسلامي الكبير، وبالتحديد في الجنوب القاحل، حيث الصحراء الممتدة، والجدب المقفر، والحرّ الشديد، وحيث أناس لا يتقنون الزراعة ويعيشون على البداوة.

في هذه المناطق كانت تعيش قبائل البربر، ومن قبائل البربر الكبيرة كانت قبيلة "صنهاجة"، وكانت قبيلتي "جُدَالَة ولَمْتُونة" أكبر فرعين في "صنهاجة"...

كانت "جُدَالة" تقطن جنوب موريتانيا، وكانت قد دخلت في الإسلام منذ قرون، وكان على رأس جدالة رئيسهم يحيى بن إبراهيم الجدالي، وكان لهذا الرجل فطرة سوّية وأخلاق حَسَنة.

نظر يحيى بن إبراهيم في قبيلته فوجد أمورًا عجيبة (كان ذلك متزامنًا مع مأساة بربشتر وبلنسية)، وجد الناس وقد أدمنوا الخمور، وألِفوا الزنى، حتى إن الرجل ليزني بحليلة جاره ولا يعترض جاره، تمامًا كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: [وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنْكَرَ] {العنكبوت:29}.

ولماذا يعترض الجار وهو يفعل نفس الشيء مع جاره؟!

فقد فشى الزنى بشكل مريع في جنوب موريتانيا في ذلك الزمن، وكثر الزواج من أكثر من أربعة، والناس ما زالوا مسلمين ولا ينكر عليهم أحد ما يفعلونه، فالسلب والنهب هو العرف السائد، القبائل مشتتة ومفرقة، القبيلة القوية تأكل الضعيفة، والوضع شديد الشبه بما يحدث في دويلات الطوائف، بل هو أشدّ وأخزى.

((وكان المغرب الأقصى في ذلك الوقت في محنة سياسية ودينية، حيث ظهرت دعوات منحرفة عن الإسلام وحقيقته وجوهره الأصيل، واستطاعت بعض الدعوات الكفرية أن تشكل كيانًا سياسيًا تحتمي به))... د. الصلابي - الجوهر الثمين بمعرفة دولة المرابطين

لقد كانت هذه الأوضاع سواء في بلاد الأندلس أو في موريتانيا أشد وطأةً مما نحن عليه الآن، فلننظر كيف يكون القيام، ولنتدبّر تلك الخطوات المنظّمة والتي سار أصحابها وفق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة وإصلاح أحوال الأمة...

http://islamstory.com/ar/%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B7%D9%8A%D9%86

مصادر

هوامش ومراجع