تاريخ قطر: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
خالد محمد خان خان والي 7/4
عن دوله قطر
سطر 1: سطر 1:
'''قَطَر''' هي [[شبه جزيرة]] تقع على الشاطئ الشرقي من [[شبه الجزيرة العربية]]، وفي منتصف الساحل الغربي للخليج العربي، عاش سكان قطر كغيرهم من سكان الخليج العربي على رزقهم في التجارة و[[الغوص على اللؤلؤ]]، ولما تدهورت تجارته أدى ذلك إلى انكماش أقتصاد قطر ومرورها بسنين عجاف حتي أكتشاف [[نفط|النفط]] الذي ساهم في الازدهار العمراني والثقاقي والأقتصادي في قطرالخ.
'''قَطَر''' هي [[شبه جزيرة]] تقع على الشاطئ الشرقي من [[شبه الجزيرة العربية]]، وفي منتصف الساحل الغربي للخليج العربي، عاش سكان قطر كغيرهم من سكان الخليج العربي على رزقهم في التجارة و[[الغوص على اللؤلؤ]]، ولما تدهورت تجارته أدى ذلك إلى انكماش أقتصاد قطر ومرورها بسنين عجاف حتي أكتشاف [[نفط|النفط]] الذي ساهم في الازدهار العمراني والثقاقي والأقتصادي في قطر


==التاريخ القديم==
==التاريخ القديم==

نسخة 05:23، 7 نوفمبر 2016

قَطَر هي شبه جزيرة تقع على الشاطئ الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وفي منتصف الساحل الغربي للخليج العربي، عاش سكان قطر كغيرهم من سكان الخليج العربي على رزقهم في التجارة والغوص على اللؤلؤ، ولما تدهورت تجارته أدى ذلك إلى انكماش أقتصاد قطر ومرورها بسنين عجاف حتي أكتشاف النفط الذي ساهم في الازدهار العمراني والثقاقي والأقتصادي في قطر

التاريخ القديم

دلت الحفريات والنقوش ورؤوس الرماح ومجموعة الفخاريات المتقنة الصنع التي تم العثور عليها في مناطق متفرقة من البلاد بواسطة البعثات الأوروبية المختلفة ومنها (البعثة الدنماركية عام 1965م، والبعثة الإنجليزية عام 1973م والبعثة الفرنسية عام 1976م) على أن أرض قطر كانت مأهولة بالسكان منذ الألف الرابع قبل الميلاد، كما دلت الحفريات على امتداد الحضارة العبيدية، التي قامت جنوبي العراق وشمالي الخليج العربي، إلى شبة جزيرة قطر، هذا فضلاَ عن إن القبائل الكنعانية هي أول من سكن قطر في مطلع تاريخها وذلك في الفترة 825-484 ق.م، مما يشير إلى التجذر التاريخي لهذه الدولة القطرية.

وتظهر كتابات قدماء الإغريق ذكر قطر فيشير مؤرخهم هيرودتس (في القرن الخامس قبل الميلاد) إن أول من سكن قطر هم القبائل الكنعانية التي اشتهرت بفنون الملاحة والتجارة البحرية، كما ذكر الجغرافي الإغريقي بطليموس في خريطته المسماة بلاد العرب - اسم قطراَ - حيث يعتقد أنها إشارة لشهرة مدينة الزبارة القطرية التي كانت قديماَ بين أهم الموانئ التجارية في منطقة الخليج.

قال أبو منصور: في أعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والعقير، قرية يقال لها قطر، وأحسب الثياب القطرية تنسب إليها، وقالوا: قطري فكسروا القاف وخففوا، كما قالوا دهرى، وقال جرير:

  • لدى قطريات إذا ما تغولت بها البيد غالون الحزومة الفيافيان

وقال المثقب العبدي:

  • كل يوم كان عنا جللا غير يوم الحنو في جنبى قطر
  • ضربت دوسر فينا ضربة أثبتت أوتاد ملك فاستقر

وكانت قطر مزدهرة وتصدر منها البرود والثياب إلى جميع البلاد العربية. وكانت في قديم الدهر تعنى بتربية الإبل وكانت النجائب الجيدة في جميع البلدان تنتسب إلى قطر وذلك لشهرة نجائبها. كما اشتهرت بنخيلها وأثمارها المتخذ منه سكراَ ورزقا حسنا، وكان للنعام بها سوق رائجة، هذه إلمامة سريعة عن تاريخها في القديم.

العصر الإسلامي

أما في التاريخ الإسلامي خلال القرن السابع للميلاد، كانت أرض قطر والمناطق المجاورة لها، تابعة لحكم المناذرة العرب، حيث استجاب ملكهم المنذر بن ساوى التميمي للدعوة الإسلامية، ولبى نداء النبي، بعد أن أوفد إليه عندما كان في يثرب العلاء بن الحضرمي، وكان ذلك في السنة الثامنة من الهجرة، وأعلن إسلامه وأسلم معه العرب، ومنذ ذلك التاريخ، دخلت قطر في موكب الحضارة الإسلامية بمراحلها وعهودها المتعاقبة، وتروي مصادر التاريخ العربي الإسلامي شواهد متعددة على حضور أهل قطر وبراعتهم في ركوب البحر ومشاركتهم في تجهيز أول أسطول بحري لنقل الجيش الإسلامي بغرض الجهاد تحت قيادة أبي العلاء الحضرمي، ويقول صاحب (معجم ما استعجم)، إن المسلمين أصبح لهم معسكر آخر في قطر للانقضاض على الفرس فضلاَ عن معسكراتهم في جنوب العراق.

ظلت قطر تابعة للخلفاء الراشدين ثم انتلقت من بعدهم إلى بني أمية سنة 45 هـ حيث ظلت خاضعه لعمال أمويين في زمن عبد الملك بن مروان، وفي العهد العباسي أبان القرن الثاني الهجري شهدت قطر مرحلة من الرخاء الأقتصادي هيأتها لها دار الخلافة في بغداد بقدر لايستهان به من الثروة.

وفي عام 922 هـ استولي البرتغاليون على قطر ثم تمكن السلطان سليمان القانوني من تخليص قطر من هذا الأستعمار في عام 963 هـ - 1555م، وذلك بقيادة محمد باشا فروخ. وعندما بدأت الامبراطورية العثمانية في الانهيار قام آل حميد من قبيلة بني خالد بثورة ضد العثمانيين واعلنوا انفسهم ملوكاَ على الأحساء سنة 1669م.

قطر في مطلع القرن الثامن عشر

يبدأ التاريخ الحديث لقطر في بداية القرن الثامن عشر، وذلك بنزوح قبائل عربية إلى هذه البلاد. ومن ضمن هذه القبائل العتوب الذين استقروا في الزبارة على الساحل الغربي لقطر، وقد ذكر انه حين استقر العتوب في قطر سنه 1766م كانت (الحويلة) هي أكبر مدينة على الساحل وكان يقيم بها (آل مسلم) من بني خالد. وكانت هناك مدينة (فويرط) والتي يسكنها (المعاضيد) وسواهم من آل بن علي، و(الدوحة) والتي يسكنها (السودان) وآل سلطه (الدوحة) والبوكواره (الغاريه وفويرط) وآل فخروه (نزوه والظعاين) وكان يوجد بعض من القبائل العربية مثل: الكعبان ولكبسه والخليفات والقبيسات في العديد والنعيم في غرب شمال قطر والمنانعه في الرويس والساده في بوظلوف والكثير من القبائل القطريه.

كان نزول آل ثاني الدوحة في ظروف غاية في الشدة والاضطراب برزت فيها شخصية الشيخ محمد بن ثاني الذي وجد في ابنه الشيخ قاسم بن محمد خير عون له، إذا يعتبر الأخير - طبقاَ لأقوال المؤرخين - المؤسس الفعلي لامارة قطر. استطاع الشيخ محمد بن ثاني أن يوحد القبائل القطرية ليستطيع بها مواجهة خصومه من آل خليفة في البحرين، حتى انه تمكن من رد غاراتهم على قطر والحق بهم هزيمة نكراء في مدينة الوكرة. ثم توفي عام 1878م تاركاَ الولاية من بعده لابنه الشيخ قاسم بن الذي يشار إليه بأنه مؤسس قطر.

في عام 1871م أصبحت قطر محمية عثمانية واستطاع أن يوحد القبائل القطرية بفضل ما أوتي من نعمة الثراء نتيجة كونه من أكبر وأشهر تجار اللؤلؤ، فضلا عن صفاته الشخصية حيث جعلت منه أعظم قطري ظهر في النصف الأول من القرن العشرين، واستطاع أن يحظى من القطريين بالسمع والطاعة، وعرف بحكمته ودهائه، فلقد حارب الأنجليز والعثمانيين وتغلب عليهم وكذلك حارب خصومه من الشيوخ والامراء الذين هاجموه وإليه يعود الفضل في القضاء على تبعية اجزاء من قطر للبحرين واستقلالها استقلالا تاما.

فترة الوجود العثماني وضعفه في قطر

في أواخر القرن السادس عشر استطاعت الإمبراطورية العثمانية ضم الأحساء إلا أن حكمهم لها خلال الفترة 1580-1660 كان ضعيفا، مالبث أن أنهار بعد نحو ثمانين عاما على يد قبيلة بني خالد التي استولت على الأحساء وخضع الخليج العربي لحكمها، وإن اعترف حكامهم فيما بعد بالسيادة العثمانية، واستمر هذا الوضع حتى أواخر القرن الثامن عشر، عندما نجحت الدولة السعودية الأولى التي أسسها محمد بن سعود في ضم الأحساء والقضاء على بني خالد، بينما كانت الدولة العثمانية متصرفة في مشاكلها في أوروبا والبلقان.

يلاحظ أن وجود العثمانيين على الساحل الشرقي للجزيرة العربية تواصل بشكل أو بآخر من البصرة إلى قطر، ومع ذلك لانجد إدارة عثمانية حقيقية خارج نطاق ولاية البصرة، حتى جاء بنو خالد ومارسوا سلطة حقيقية على هذه المناطق غير أن أسرتهم منيت بصراع داخلي على السطة مما أودي بها في النهاية.

ومن المذكور أن بني خالد لم يحكموا قطر حكما مباشرا وإنما كانوا يعتمدون في ممارسة سلطتهم نيابة عنهم إلى أسره (آل مسلم) وكان مركزهم (الحويلة) غير أنه مع قيام الدولة السعودية الأولى، وتوسعها في الأحساء، بعد أن عينت (إبراهيم بن عفيصان) والياً على الأحساء عام 1795، حيث بسط سلطة الدولة على بقية الجزيرة العربية، ففي عام 1798 بدأ هجومه على الزبارة وعهد إلى رجاله بمهمة عزل المدينة عن البر ومحاصرتها والأستيلاء عليها، ولكن الحصار فشل، فبدأ بالهجوم على قلعتها التي سقطت في يده بعد خسائر فادحة بالأرواح، ثم شرع في الاستيلاء على بقية شبة جزيرة قطر، وهكذا امتدت سلطة الدولة السعودية الأولى إلى شرقي الجزيرة العربية.

لما كانت الدولة السعودية قد قامت في الجزيرة العربية في قلب نجد وامتد نفوذها إلى الأحساء بعد أن قضت على بني خالد فقد انعكس قيام هذه الدولة الجديدة على أوضاع الجزيرة العربية حيث اعتنق الناس المذهب السلفي طواعية، بعد أن ضم السعوديين كل من الأحساء وقطر والبحرين في ولاية واحده تولى أمرها إبراهيم بن عفيصان.

كانت الزكاة تجمع من قطر والأحساء لترسل إلى مقر الولاية في البحرين، وعندما اشتد خطر الدولة السعودية على النفوذ العثماني في الجزيرة العربية، لجأ السلطان العثماني إلى واليه في مصر محمد علي باشا الذي أرسل حملات عسكرية استطاعت الوصول للعاصمة السعودية الدرعية وتدميرها والقضاء على الدولة السعودية الأولى (1812-1818) بعد ذلك انتهز آل خليفة الفرصة لاستعادة مركزهم في البحرين بعد أن فقدوه تحت الحكم السعودي.

لما كانت أسرة آل خليفة شيوخ البحرين تعاني من صراع داخلي بين فرعي سلمان وعبد الله بن أحمد آل خليفة، فإن محمد بن خليفة بن سلمان قد رحل إلى قطر أثناء هذا الصراع العائلي البحريني، إلا أن تمكن محمد بن خليفة من انتزاع السلطة في البحرين بمساعدة القبائل ، والتي برز فيها (عيسى بن طريف) من آل بن علي (البنعلي)، حيث استطاع أن يحشد كثيرا من القبائل لمعاونة محمد بن خليفة، الذي تنكر له فيما بعد وانقلب عليه واشتبكا في معركة قتل خلالها عيسى بن طريف عام 1847م هي معركة (أم سوية) التي خرب فيها البحرينيون الدوحة تماما.

بعد ذلك ظهر الأمير فيصل بن تركي حيث نجح في استعادة نجد والأحساء، ثم وصل بقواته إلى حدود قطر عام 1850م ودارت بينه وبين شيوخ قطر اشتباكات عند (مسيمير) وانتصرت القوات القطرية وفي نفس العام، برز خلالها قاسم بن محمد آل ثاني قائدا للقبائل القطرية غير أن والده (محمد بن ثاني) استطاع ان يجري اتفاقا مع السعوديين لإنهاء الصراع خوفا من أن يعزز فيصل قواته ويعود إلى قطر بقوة، غير أن هذا الاتفاق مع الأمير فيصل، أزعج آل خليفه وجعلهم يتهمون القطريين بالانحياز إلى السعوديين.

ساءت الأمور بشكل سريع بين قطر والبحرين ووقعت العديد من المعارك البرية والبحرية التي تولى قيادتها محمد بن ثاني وابنه قاسم، من ابرزها عندما استعد آل خليفة بحملة بحرية قوية، تلقت دعما من أبو ظبي وبدأت في الهجوم على الوكرة والدوحة في أكتوبر عام 1867م ونجحت القوات المشتركة في تخريب مدينة الدوحة ونهب ممتلكات المدينة مما أدى إلى هجرة الكثير من الأهالي. غير أن القطريين ما لبثوا أن استعدوا قوتهم وجمعوا صفوفهم بعد انتهاء موسم الغوص، وفي يونيو عام 1868 بدؤوا في شن هجوم كبير على البحرين، والتقى جيشهم بجيش آل خليفة في موقع من جزر البحرين اسمه (دامسه) حيث دارت معركة عنيفة، لكن القطريين ما لبثوا أن ترجعوا منسحبين إلى قطر، في مناورة بنقضون بعدها على قوات آل خليفة، لقطع السبيل أمام عودتهم ونجحت الخطة ونجحوا أيضا في أسر شيخين من آل خليفة ساوم القطريون بهما لأطلاق سراح الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني.

بعد ذلك بفترة زمنية جاءت إلى قطر حامية عسكرية عثمانية بطلب من حاكم قطر الشيخ محمد بن ثاني، في يوليو عام 1871 واستقرت في (البدع) ضمن خطة الدولة التي سيطرت بموجبها على الأحساء، بدأت مرحلة من التافس البريطاني - العثماني حول قطر، أثيرت خلالهما مشكلة (العديد) التي أيدت فيها بريطانيا إدعاءات أبو ظبي في امتلاكها، حتى تمنع امتداد النفوذ العثماني إلى مشيخات ساحل عمان، وكذلك أثيرت مشكلة (الزبارة) التي تصدت فيها السلطات البريطانية لمحاولات العثمانيين إعمارها وبناء مينائها، فقد اعتبر الأنجليز أن ذلك سيكون نقطة ارتكاز معادية لنفوذهم في البحرين، وتشددت بريطانيا حتى أن قصفت الزبارة عامي 1875، 1878.

وباتخاذ العثمانيين مزيدا من الإجراءات التي تستهدف إحكام قبضتهم على قطر بين عامي 1889-1892 تدهورت العلاقات بينهم وبين الشيخ قاسم الذي كان قد تولى الحكم خلال الفترة (1878-1913) ووصلت الأمور إلى حد الصدام المسلح في معركة الوجبة عام 1893 والتي لقى فيها الجنود العثمانيين الهزيمة، وحاولت السلطات التوسط لتسوية الأزمة، لكن الدولة العثمانية رفضت وساطتها، شهدت السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر انتهاء لنفوذ الدولة العثمانية، حتى لقد وجد حاكم قطر نفسه وحيداً في مواجهة الإنجليز.

اتصال قطر مع بريطانيا

لم تكن بريطانيا قد اتصلت بقطر اتصالاً مباشراً، أو أدخلتها في دائرة اهتمامها، باستثناء يقظتها وتصديها لنشاط القرصنة الذي يقوم به رحمة بن جابر.

إلا أنه قد صارت علاقات مع بريطانيا فيما بعد لتمثل حلقة من حلقات نفوذ بريطانيا في الخليجً العربي ككل، ذلك النفوذ الذي بدأ مع تأسيس شركة الهند الشرقية البريطانية، ثم ضم الشركة إلى التاج البريطاني وتأسيس شركة الهند البريطانية ،التي نشطت لإخضاع الخليج لسيطرة بريطانيا، التي بررت ذلك بالقضاء على "القرصنة" وعلى تجارتي السلاح والرقيق، ولقد لجأت بريطانيا لتنفيذ سياساتها عبر مرحلة طويلة، وبأساليب مختلفة، وقد بدأت هذه التعهدات منذ عام 1820، وانتهت بمعاهدة الحماية البريطانية على قطر 1916م، ومروراً باتفاقيات الهدنة البحرية، المؤقتة والدائمة، ثم الاتفاقيات الانفرادية أو المانعة، التي طالت كل إمارات الخليج العربي.

ونتيجة حدوث بعض أعمال "القرصنة" على ساحل قطر، أرسلت شركة الهند الشرقية البريطانية المدمرة "فيستال" عام 1821م لتطلق مدافعها على طول ساحل المنطقة لإرهاب الشيوخ والأهالي وإثبات قوة بريطانيا. وكان من نصيب "البدع"، مما نتج عنه تدمير المدينة وهجرة المئات من سكانها إلى الجزر الممتدة بين قطر والساحل العماني وكان هذا القصف البريطاني لسواحل قطر أول اتصال لبريطانيا بالمنطقة.

الاستقلال

في 16 يناير من عام 1968م، طرأ على قطر ومنطقة الخليج تطور سياسي بالغ الأهمية، عندما أعلنت بريطانيا قرار سحب قواتها من جميع المناطق الواقعة شرق السويس. وكان أول رد فعل رسمي في الخليج أن تنادت إماراته ومشيخاته التسع إلى إقامة اتحاد فيما بينها لسد الفراغ السياسي الذي قد ينجم عن انسحاب بريطانيا في نهاية عام 1971م. وهذه الإمارات والمشيخات هي قطر والبحرين وأبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين«.

لعبت قطر دوراً سياسياً مرموقاً في الجهود التي بذلت لإنجاح اتحاد الإمارات التسع ولكن هذه المساعي لم تكلل بالنجاح.

في اليوم الثالث 3 سبتمبر من عام 1971م تم إنهاء العلاقات التعاهدية مع بريطانيا وإلغاء المعاهدة التي كان الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني قد وقعها مع بريطانيا في عام 1916، فأصبحت قطر دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وفي الشهر ذاته انضمت قطر إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.

حكام قطر

الشيخ محمد بن ثاني

في عام 1848م وصلت أسرة آل ثاني إلى الدوحة قادمة من فويرط بزعامة محمد بن ثاني الذي ولد في فويرط. وبعد وفاة والده ثاني بن محمد أصبح هو زعيم قبيلته في فويرط وفي نهاية الأمر بسط محمد بن ثاني نفوذه في مختلف أنحاء قطر، كما عزز مركزه خارجياً بالتحالف مع فيصل بن تركي أمير الدولة السعودية الثانية الذي قام بزيارة قطر في أوائل عام 1851م وفي أوائل الستينيات من القرن التاسع عشر ظهر الشيخ محمد بن ثاني كأهم شخصية ليس فقط في قطر بل أيضاً في شبه الجزيرة العربية كلها. وفي 12 سبتمبر عام 1868م وقع معاهدة مع الكولونيل لويس بيلي المقيم البريطاني في الخليج تم بمقتضاها الاعتراف باستقلال قطر. وفي عام 1871م طلب من العثمانيين في الأحساء حمايته من أي اعتداء خارجي. بحلول عام 1876م سلم المسؤولية الإدارية لابنه الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني وذلك بسبب تقدمه في العمر. توفي محمد بن ثاني عام 1879م.

الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني

ولد الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني حوالي عام 1825م وتولى المسؤولية الكاملة في قطر عام 1876م. حيث مُنح الشيخ قاسم لقب قائم مقام نائب الحاكم من قبل العثمانيين في العام نفسه لقد أدت محاولات العثمانيين إلى زيادة قوتهم في قطر عن طريق تعيين مسؤولين عثمانيين بما في ذلك إداريين في الزبارة والدوحة والوكرة وخور العديد، وأيضاً عن طريق إنشاء جمرك في الدوحة وكذلك تعزيز الحامية العثمانية في الدوحة- كل ذلك أدى إلى نشوب حرب مع الشيخ قاسم في شهر مارس 1893م في الوجبة على مسافة 15 كيلومتر غربي الدوحة. استطاع الشيخ قاسم وقواته إلحاق الهزيمة بالعثمانيين في المعركة. تعتبر هزيمة العثمانيين هذه بمثابة علامة بارزة في تاريخ قطر الحديث نظراً للشجاعة التي واجه بها الشيخ قاسم وشعبه العثمانيين. وفي يوليو 1913م توفي الشيخ قاسم الذي يعتبر مؤسس قطر الحديثة.

الشيخ أحمد بن محمد بن ثاني

ولد الشيخ أحمد عام 1853م وتنازل الشيخ قاسم عن القائمقامية إلى أخيه الشيخ أحمد في عام 1893م وإن ظل هو المدبر الفعلي للأمور. اشتهر بشجاعته، وظهر اسمه في ساحات الوغى في أحداث وقعة الغارية، ثم في وقعة ربيجة، ووقعة مرير بشمال قطر، وعندما أتى مدحت باشا بجيوشه إلى قطر، وطلب مقابلة الشيخ قاسم والتفاوض معه، وقد علم الشيخ قاسم أنه يريد غدرًا، فأرسل له أخيه الشيخ أحمد ـ ـ ومعه 15 رجلاً من أعيان البلاد، ليتفاوضوا معه، فأسرهم مدحت باشا غدرًا وذهب ليقاتل الشيخ قاسم ـ ـ فدخلت القبائل القطرية في حرب معه لتخليص الرهائن، وتم لهم النصر على مدحت باشا في معركة الوجبة، وتحرير الشيخ أحمد من أسره. استشهد الشيخ أحمد غدرًا على يد أحد خدمه ويقال انه من الخيارين الهواجر عام 1905م.

الشيخ عبد الله بن قاسم

ولد الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني عام 1880م بمدينة الدوحة. وفي 17 يوليو عام 1913م حاكم قطر. واعترفت بريطانيا والإمبراطورية العثمانية بالشيخ عبد الله وورثته حاكماً على شبه جزيرة قطر بأكملها بعد موت وفاة أبيه وأخيه الشيخ عبد الرحمن حاكم الوكره، وتخلى العثمانيون عن كل حقوقهم في قطر في أعقاب نشوب الحرب العالمية الأولى. أجبر الشيخ عبد الله العثمانيين على ترك الدوحة في عام 1915م. وفي 3 نوفمبر 1916م وقعت بريطانيا معاهدة مع الشيخ عبد الله وذلك لإدخال قطر تحت نظامها المعروف باسم إدارة الإمارات المتصالحة وبمقتضى هذه الاتفاقية وافق الشيخ عبد الله على عدم الدخول في أي علاقات مع أي دولة أخرى بدون موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية، وفي المقابل فإن بيرسي زكريا كوكس المقيم السياسي في الخليج والذي وقع المعاهدة نيابة عن الحكومة البريطانية ضمن حماية قطر من كل اعتداء تتعرض له من البحر. وفي 5 مايو 1935م استطاع الشيخ عبد الله الحصول على موافقة بريطانيا على حماية قطر من الهجمات الداخلية والخارجية التي تتعرض لها بدون أن تكون هي السبب المحرك لهذه الهجمات. وبعد اعتراف بريطانيا بالشيخ حمد الابن الثاني للشيخ عبد الله ولياً للعهد في قطر، وقع الشيخ عبد الله أول اتفاقية لمنح امتياز بترولي لشركة النفط الإنجليزية-الفارسية وذلك في 17 مايو 1935م. وبموجب ذلك تم في أكتوبر 1938م حفر أول بئر للبترول في قطر وتم اكتشاف البترول في منطقة دخان في شهر يناير عام 1940م. غير أنه تم إغلاق آبار النفط بسبب تطورات الحرب العالمية الثانية.

كان آخر عمل قام به الشيخ عبد الله بوصفه حاكم قطر هو التوقيع على امتياز قاع البحر مع شركة التعدين والاستثمار المحدودة في 5 أغسطس عام 1949م. توفي الشيخ عبد الله يوم 25 أبريل عام 1957م.

الشيخ عبد الرحمن بن قاسم

(حاكم الوكرة وحامي الجنوب القطري). ولد عام 1871 في قطر حسب ماذكر الشريفي في كتابه المعاضيد وقطر.

هو أمير الوكرة, الحامي للركن الجنوبي من دولة قطر ولا يخفى على أحد ان هذا الركن هو الجانب الذي كانت البلاد تتعرض للاعتداء من ناحيته, ولما لهذا الركن من اهميه بالغه فقد قام والده الشيخ قاسم باسناد امر حمايته إلى الشيخ عبد الرحمن وأثناء قيامه بهذه المهمة قام بردع القبائل المعادية كما ردع رجال قبيلة العوامر وعلى رأسهم كبيرهم الرظه الذي وقع أسير مع رجاله في قبضة الشيخ عبد الرحمن الذي تفضل عليهم فأطلق سراحهم مرجعا لهم سلاحهم وركائبهم. وكما وقع ذلك للعوامر فقد وقع لغيرهم مثل رجال قبيلة الدواسر الذين قاموا بأخذ أموال فعمل على استراجاعها منهم بالقوة وقد تم أسرهم ولكنه أيضا قام بالانعام على كبيرهم " السنافي "، بايصالهم إلى اوطانهم بسلام. اشتهر بالشجاعة والإقدام واتصف بالشجاعة، وبعد استشهاد الشيخ علي بن جاسم آل ثاني الملقب بـ(جوعان)، كان على رأس أول السرايا التي تقدمت لغزو المعتدين (أبوظبي) في معارك استمرت بضع سنوات كان النصر حليفه فيها وهي: وقعة خنور يقال انه ذبح اربعة عشر رجال بعد أن طمر القصر بعد حصار دام عدت ايام وأول شخص طمر القصر هو الشيخ عبد الرحمن وذبح اربعة عشر رجل، أيضاً, وقعة سويحان، وقعة بينونة ووقعة الصفا. عرف بتدينه وتقواه وورعه، وأخلاقه الحميدة، وقوته وبأسه في صد العدو، وعدله مع عامة الناس الذين يلجأون له لنصرتهم وإرجاع حقوقهم.

الشيخ علي بن عبد الله

ولد الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني حوالي عام 1896م وأصبح حاكماً لقطر عقب تنازل الشيخ عبد الله عن الحكم لصالحه يوم 20 أغسطس 1948م. في 31 ديسمبر 1949م تم تصدير أول شحنة من بترول الحقول البرية في قطر من محطة مسيعيد وبذلك دخلت قطر عصر البترول. في 29 نوفمبر 1952م وقع الشيخ علي اتفاقية مع شركة شل للاستكشافات الخارجية المحدودة وذلك لاستخراج البترول من حقول بحرية. وفي أول سبتمبر 1952م تم أيضاً توقيع اتفاقية جديدة مع شركة بترول العراق (التي أصبحت فيما بعد شركة بترول قطر). وبمقتضى هذه الاتفاقيات حصلت قطر على %50 من أرباح تصدير البترول. تمشياً مع استكشاف البترول في قطر اتخذ الشيخ علي خطوة لإنشاء نظام إداري فعال يتولى إدارة الاقتصاد البترولي. وتم تكليف رونالد كوكرين بتنظيم قوة شرطة، بينما تم في يناير 1950م تعيين فيليب بلانت وهو ضابط سابق في سلاح الطيران الملكي البريطاني مستشاراً لحاكم قطر. وفي أغسطس 1950م عينت بريطانيا آرثر ويلتون كأول مسؤول سياسي في قطر. توفي الشيخ علي يوم 31 أغسطس عام 1974م.

الشيخ أحمد بن علي

ولد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني حوالي عام 1920م في الدوحة. وأصبح حاكماً لقطر في 24 أكتوبر 1960م عندما تنازل والده الشيخ علي عن الحكم. وفي نفس التاريخ تم تعيين الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ولياً للعهد ونائباً للحاكم.وشهدت فترة حكم الشيخ أحمد نمو النشاط الاقتصادي في قطر نتيجةً لاكتشاف عدد ٍ كبير من حقول البترول في البلاد. وفي يناير 1964م بدأ الإنتاج على نطاق واسع في حقل العد الشرقي وهو أول حقل ٍ بحري في العالم يتم تشغيله كمرفقٍ بحري بصورةٍ تامة. وفي عام 1963م تم اكتشاف حقل بترول ٍأكبر: هو ميدان محزم. في عام 1965م تم إنشاء محطة لتجميع البترول على جزيرة حالول. وفي العام نفسه، بدأت عمليات الاستكشاف في حقل أبو الحنين ثم بدأ الإنتاج عام 1977م. ومع نمو الاقتصاد البترولي تقدمت قطر بسرعة نحو استحداث نظام إداري حديث. وأنشأ الشيخ أحمد وزارة ً للمالية في نوفمبر 1960م كما تم إنشاء الإدارة المالية العامة للتعامل مع جميع المسائل الحكومية ذات الطابع المالي والإداري. في عام 1967م تم إنشاء إدارة شؤون الموظفين وتدريجياً بدأت الإدارة في قطر تأخذ شكلها النهائي واتجهت البلاد صوب الاستقلال.

عقب إعلان حكومة حزب العمال البريطاني في يناير 1968م سحب قواتها من شرق قناة السويس منهية ً بذلك معاهدات الحماية مع حكام الخليج، اتجهت قطر حينذاك لتشكيل مجلس وزراء لها. في 2 أبريل 1970م صدر الدستور المؤقت وتم تشكيل أول مجلس للوزراء في البلاد يوم 28 مايو 1970م.

وفي 3 سبتمبر 1971م أعلن استقلال قطر وبذلك أنهيت المعاهدة البريطانية القطرية التي أبرمت عام 1916م. توفي الشيخ أحمد يوم 25 نوفمبر 1977م.

الشيخ خليفة بن حمد

ولد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في الريان عام 1932م. في 22 فبراير عام 1972م تولى مقاليد الحكم في البلاد اثر انقلاب أبيض على ابن عمه الشيخ أحمد بن علي بن عبد الله آل ثاني فشرع بعد توليه الحكم في عملية إعادة تنظيم الحكومة وكان أول عمل قام به في هذا الاتجاه هو تعيين وزير للخارجية، ومستشار للأمير في شؤون البلاد اليومية. في 19 أبريل عام 1972م عدل الدستور، وزاد عدد الوزراء بتعيين وزراء جدد، وتمت إقامة علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء. في 18 يوليو 1989م أجري تعديل وزاري لأول مرة، خرج به معظم الوزراء السابقون من الوزارة، والتي أصبحت تضم 15 وزيراً. تم تعديل وزاري آخر في 1 سبتمبر 1992م برئاسة الشيخ خليفة وصار عدد الوزراء 17 وزيراً. تمشياً مع التوسع في الوظائف الإدارية للدولة أعيد تكوين مجلس الشورى في 4 أبريل 1990م، وتم تعيين 19 عضواً وأحتفظ 11 عضواَ سابقين بعضويتهم، إضافة إلى ذلك تم إنشاء ديوان المحاسبة للتدقيق في كل من أداء الأجهزة الحكومية وذلك وفقاً للموازنة، وفي الإدارة المالية. ومع توسع مهام الحكومة وخدماتها أعيد تنظيم ديوان الخدمة المدنية.وزادت عائدات الدولة من النفط نتيجة ً لزيادة عدد اتفاقيات الشراكة في الإنتاج والتي وقعتها الحكومة مع عدد من شركات النفط الأجنبية. وقد أبرمت اتفاقيتا مشاركة في الإنتاج مع شركة ستاندارد أويل أف أوهايو في يناير 1985م، ومع أموكو في فبراير 1986م، كما أبرمت اتفاقية أخرى في يناير 1989م بين قطر وشركة ألف أكتين الفرنسية. في أواسط عام 1991م بدأ إنتاج الغاز الطبيعي في حقل الشمال الذي يعتبر ثاني أكبر حقل منفرد للغاز غير المصاحب في العالم، واحتياطيه المثبت حوالي 910 تريليون قدم مكعب.

الشيخ حمد بن خليفة

ولد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة عام 1952م في 31 مايو 1977 بويع وليًا للعهد، كما عين وزيرًا للدفاع بالتاريخ نفسه. في 27 يوليو 1995تولى مقاليد الحكم اثر انقلاب أبيض على والده، وبحكم منصبه أصبح قائدًا عامًا للقوات المسلحة القطرية، كما إنه يرأس مجلس العائلة الحاكمة، وأيضًا يرأس اللجنة العليا للتنسيق والمتابعة والمجلس الأعلى للاستثمار. تم في عهده اقرار دستور قطر الدائم بعد التصويت عليه في عام 2003م، وأجريت أول انتخابات للمجلس البلدي فضلًا عن انتخابات غرفة تجارة وصناعة قطر. وقد قام بفتح المجال أمام حرية الصحافة والإعلام وحرية التعبير بعد إلغاء وزارة الإعلام. كما يتم الإعداد لإجراء أول انتخابات برلمانية على مستوى الدولة. وساهم في تطور قطر من جميع النواحي العمرانيه والاقتصادية والعلمية والرياضية، حيث بدأت في معرفة التطور العمراني والبنيات التحيه في ظل حكمه. وأنشأ سوق للأسهم ووسع الاستثمارات الوطنية في استغلال المعادن الطبيعية في باطن الأرض حيث أوجد امتلاك قطر لأكبر حقل غاز منفرد ولثاني أكبر احتياطي في العالم من الغاز الطبيعي. كما إنه شجع التعليم فجعله إجباريًا من الناحية القانوية من سن السابعة إلى أواخر العقد الثاني من العمر. وكان له رؤيه في أهميه التعليم ومردوده على جميع أشكال الحياة، أنشأ مدينة تعليميه للتعليم العالي متكامله من جميع النواحي لتوفر للطالب المناخ المناسب للتعليم المتميز. كما لإنه استقطب أفضل الجامعات العالمية وتسجل قطر في عهد سموه حضوراً مميزاً على الساحة الدولية، فبعد توثيق عرى الإخوة والعلاقات الثنائية مع شقيقاتها دول مجلس التعاون، تحركت على الصعيد العربي لتعزيز أواصر روابطها القومية مع الدول العربية، ومضت قدما نحو تثبيت أركان صداقتها مع مختلف الدول الأجنبية من خ .لال الزيارات المتبادلة والمساهمة في القضايا والمسائل التي تهم حركة التعاون والسلم الإقليمي والدولي. وتشهد البلاد حالياً قفزات نوعية في التنمية والتطور والخطوات الجسورة على صعيد العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يؤهل دولة قطر للسير قدماً بخطى واثقة في هذا القرن الجديد الذي يستند إلى قواعد العلم والتكنولوجيا والإدارة المتطورة. الشيخ حمد باني قطر الحديث ومكمل نهضتها الشيخ تميم .

المصادر

كتب يوسف عبيدان

  • المؤسسات السياسية في قطر
  • معالم التنظيم السياسي المعاصر في قطر

وصلات خارجية