الحرب في دارفور: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 88: سطر 88:
[[ملف:Minni Minnawi and George W Bush (cropped).jpg|تصغير|[[مني مناوي|ميني ميناوي]] مع الرئيس الأمريكي [[جورج دبليو بوش]] بعد توقيعه اتفاق مايو.]]
[[ملف:Minni Minnawi and George W Bush (cropped).jpg|تصغير|[[مني مناوي|ميني ميناوي]] مع الرئيس الأمريكي [[جورج دبليو بوش]] بعد توقيعه اتفاق مايو.]]


في 5 مايو 2006، وقعت الحكومة السودانية اتفاق السلام في دارفور<ref>[https://wayback.archive.org/web/20130928071442/http://www.ucdp.uu.se/gpdatabase/peace/Sud%2020060505.pdf "Darfur Peace Agreement"] '''(PDF)'''. Uppsala Conflict Data Program. 5 مايو 2006. تم أرشفته من [http://www.ucdp.uu.se/gpdatabase/peace/Sud%2020060505.pdf الأصل] '''(PDF)''' في 28 سبتمبر 2013.</ref> مع فصيل [[مني مناوي|ميني ميناوي]] في جيش تحرير السودان. ومع ذلك، رفض الاتفاق من قبل [[حركة العدل والمساواة]] الأصغر وفصيل منافس في جيش تحرير السودان تحت قيادة [[عبد الواحد محمد نور|عبد الواحد النور]].<ref name="REF18"/><ref>Kessler, Glenn & Emily Wax (5 مايو 2006). [http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2006/05/05/AR2006050500305.html "Sudan, Main Rebel Group Sign Peace Deal"]. ''واشنطن بوست''.</ref>
في 5 مايو 2006، وقعت الحكومة السودانية اتفاق السلام في دارفور<ref>[https://wayback.archive.org/web/20130928071442/http://www.ucdp.uu.se/gpdatabase/peace/Sud%2020060505.pdf "Darfur Peace Agreement"] '''(PDF)'''. Uppsala Conflict Data Program. 5 مايو 2006. تم أرشفته من [http://www.ucdp.uu.se/gpdatabase/peace/Sud%2020060505.pdf الأصل] '''(PDF)''' في 28 سبتمبر 2013.</ref> مع فصيل [[مني مناوي|ميني ميناوي]] في جيش تحرير السودان. ومع ذلك، رفض الاتفاق من قبل [[حركة العدل والمساواة]] الأصغر وفصيل منافس في جيش تحرير السودان تحت قيادة [[عبد الواحد محمد نور|عبد الواحد النور]].<ref name="REF18"/><ref>Kessler, Glenn & Emily Wax (5 مايو 2006). [http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2006/05/05/AR2006050500305.html "Sudan, Main Rebel Group Sign Peace Deal"]. ''واشنطن بوست''.</ref> اشتغل الزعيم المفاوض سليم أحمد أحمد (يعمل لصالح الاتحاد الأفريقي)، نائب وزير الخارجية الأمريكي [[روبرت زوليك]]، ممثلون عن الاتحاد الأفريقي ومسؤولون أجانب آخرون في العاصمة النيجيرية [[أبوجا]] لكتابة بنود الاتفاق.


==مذكرة اعتقال ضد البشير وطرد لمنظمات إغاثة==
==مذكرة اعتقال ضد البشير وطرد لمنظمات إغاثة==

نسخة 22:32، 11 يناير 2017

الحرب في دارفور
جزء من الحروب الأهلية السودانية
معلومات عامة
التاريخ 26 فبراير 2003 – الآن
(21 سنةً وشهرًا واحدًا ويومان)
البلد السودان  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
تسببت في الرد الدولي على الحرب في دارفور  تعديل قيمة خاصية (P1542) في ويكي بيانات
الموقع دارفور، السودان
الحالة مستمرة
المتحاربون
الجبهة الثورية السودانية

المجلس الثوري للصحوة السودانية
بدعم من:
جنوب السودان[2]
تشاد (2005–2010)
إريتريا (حتى 2008)
ليبيا (حتى 2011)[3]
أوغندا (حتى 2015)[4]

حكومة السودان
القادة
أحمد دريجي
خليل إبراهيم  
جبريل إبراهيم
عبد الواحد النور
ميني ميناوي
عمر حسن البشير
موسى هلال
حميد دواعي
علي كشيب
أحمد هارون
الوحدات
جيش تحرير السودان القوات المسلحة
القوة
الجبهة الثورية السودانية:
  • حركة العدل والمساواة: 35.000[7]
حكومة السودان:
  • القوات المسلحة السودانية: 109.300[8][9]
  • قوات الدعم السريع: 17.500[8]
  • جنجاويد: 25.000
الخسائر

مجموع القتلى:
300.000 (تقدير الأمم المتحدة)
10.000 (تقدير الحكومة السودانية)[10]
مجموع المشردين:
2.850.000-3.000.000[11] (تقدير الأمم المتحدة)
450.000 (تقدير الحكومة السودانية)

الحرب في دارفور هي نزاع مسلح يجري في منطقة دارفور في السودان، اندلع في فبراير 2003 عندما بدأت مجموعتين متمردتين هما حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة بقتال الحكومة السودانية التي تتهم باضطهاد سكان دارفور من غير العرب.[12][13] ردت الحكومة بهجمات عبارة عن حملة تطهير عرقي ضد سكان دارفور غير العرب. أدت الحملة إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين واتهم بسببها الرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب إبادة جماعية، جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة العدل الدولية.[14]


يضم الطرف الأول للصراع القوات المسلحة السودانية والشرطة والجنجاويد، وهي ميليشيا سودانية تتكون من قبائل عربية خصوصا البدو؛ ظلت أغلب المجموعات العربية الأخرى في دارفور غير مشاركة.[15] يضم الجانب الآخر المجموعات المتمردة، خصوصا حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة، التي تتشكل من المجموعات العرقية المسلمة غير العربية مثل الفور، الزغاوة، والمساليت. رغم أن الحكومة السودانية تنفي علنا دعمها للجنجاويد، توجد مزاعم تؤكد دعمها لهذه الميليشيا بالمساعدة المالية والأسلحة وتنظيم هجمات مشتركة، خصوصا ضد المدنيين.[16][17] تقول تقديرات عدد الخسائر البشرية أنه يصل إلى عدة مئات آلاف من القتلى، إما بسبب القتال أو الجوع والمرض. أجبر النزوح الضخم والتهجير القسري الملايين إلى الذهاب إلى مخيمات اللاجئين أو عبور الحدود، مما أدى إلى أزمة إنسانية. وصف وزير الخارجية الأمريكي السابق كولين باول الوضع بأنه إبادة جماعية أو أفعال إبادة جماعية.[18]

وقعت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة اتفاقا لوقف إطلاق النار في فبراير 2010، واتفاقا مؤقتا للسعي نحو السلام. نجحت حركة العدل والمساواة إلى حد كبير في المحادثات بعد أن تمكنت من نيل شبه حكم ذاتي للمنطقة مثل جنوب السودان.[19] ومع ذلك، تعطلت المفاوضات بسبب اتهامات للجيش السوداني بشنه غارات وضربات جوية ضد أحد القرى، في انتهاك لاتفاق تولو. أنذرت حركة العدل والمساواة، أكبر مجموعة متمردة في دارفور، بمقاطعة المفاوضات.[20]

جذور الصراع

على الرغم من أن دارفور، —أي "منزل الفور" بأسلوب آخر في اللغة العربية— هي الجزء التقليدي من الولايات التي تقع على طول وادي النيل العلوي، فإنها أصبحت سلطنة مستقلة في القرن الرابع عشر. استولى السودان المصري عليها أولا في 1875 واستسلم محافظها سلاطين باشا إلى الدولة المهدية في 1883. بعد الانتصار الإنجليزي المصري في الحرب المهدية، أعيد السلطان علي دينار كوكيل بريطاني قبل خلعه في حملة 1916 بعد أن أراد الدخول إلى جانب تركيا في منتصف الحرب العالمية الأولى. بعد ذلك، ظلت دارفور مقاطعة في السودان المصري الإنجليزي وجمهورية السودان المستقلة.

هناك عدة تفسيرات مختلفة لجذور الصراع الحالي. يدعم التفسير الأول فكرة النزاع على الأراضي بين رعاة الأغنام شبه الرحل والمزارعين غير الرحل.[21] الصراع حول الماء هو سبب رئيسي أيضا للنزاع.[22] ارتبطت أزمة دارفور بنزاع ثان. في جنوب السودان، اندلعت الحرب الأهلية واستمرت لأكثر من عقدين بين الحكومة الشمالية التي يهيمن عليها العرب والسود المسيحيين والوثنيين الجنوبيين. تشابكت هذه الأخيرة لمدة عامين مع الصراع بين الحكومة الوطنية الإسلامية في الخرطوم ومجموعتين متمردتين اثنتين في دارفور: جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة.[23]

مزاعم التمييز العنصري

في أوائل 1991، وقعت قبيلة الزغاوة السودانية غير العربية ضحية لحملة تمييز عنصري عربية، لعزل العرب عن غير العرب.[24] اتهم العرب السودانيون، الذين يسيطرون على الحكومة، بممارسة التمييز العنصري ضد المواطنين السودانيين غير العرب. اتهمت الحكومة "بالسعي نحو تحويل المجتمع إلى عربي بالكامل" بتنفيذها سياسات التمييز العنصري والتطهير العرقي.[25]

اتهم عالم الاقتصاد في الجامعة الأمريكية جورج أيتيي حكومة السودان العربية بممارسة أفعال عنصرية ضد المواطنين السود.[26] حسب أيتيي، "في السودان...يحتكر العرب السلطة ويستبعدون السود، هذا تمييز عنصري عربي".[27] انضم عدد كثير من المحللين الأفارقة إلى أيتيي في اتهام السودان بممارسة تمييز عنصري عربي.[28]

قال ألان ديرشوتز أن حكومة السودان "تمثل نموذجا مهما" لحكومة تطبق سياسات "التمييز العنصري".[29] ردد وزير العدل الكندي السابق إروين كوتلر نفس الاتهام.[30]

مسار الحرب

البداية

قال فلينت ودي وال أن الإبادة الجماعية انطلقت في 26 فبراير 2003، عندما زعمت مجموعة تسمي نفسها جبهة تحرير دارفور علنا أنها شنت هجوما على غولو، المقر الرئيسي لمنطقة جبل مرة. مر هذا الهجوم، ومع ذلك، اندلع الصراع، عندما هاجم المتمردون مخافر الشرطة، نقاط الجيش والقوافل العسكرية وردت الحكومة بهجوم بري وجوي ضخم على معقل المتمردين في جبال مرة. كان العمل العسكري الأول للمتمردين هو عبارة عن هجوم ناجح على حامية للجيش في 25 فبراير 2002. عرفت الحكومة بالحركة المتمردة الموحدة منذ أن وقع هجوم على مخفر شرطة في غولو في يونيو 2002. قال فلينت ودي وال أن بداية التمرد كانت في 21 يوليو 2001، عندما اجتمعت مجموعة من الزغاوة والفور في أبو قمرة وأقسموا اليمين فوق القرآن بالعمل معا لمواجهة الهجمات التي ترعاها الحكومة على قراهم.[31] كل سكان دارفور تقريبا مسلمون، ويشمل هذا الجنجاويد، بالإضافة إلى قادة الحكومة في الخرطوم.[32]

في 25 مارس 2003، احتل المتمردون حامية قرية تين بالقرب من الحدود التشادية، واستولوا على كميات كبيرة من الذخائرة والأسلحة. على الرغم من تهديد الرئيس عمر البشير بأن "يتدخل" الجيش، فإن عدد القوات المسلحة الاحتياطية كان صغيرا. نشر الجيش سابقا في كل من الجنوب، الذي وصلت فيه الحرب الأهلية السودانية الثانية إلى مراحلها الأخيرة، والشرق، حيث يهدد المتمردون المدعومون من إريتريا بضرب خط أنابيب تم إنشاءه مؤخرا يمتد من حقول النفط الوسطى إلى بورتسودان. أثبتت تكتيكات حرب العصابات وهي عبارة عن غارات سريعة عدم تدرب الجيش على القيام بعمليات في الصحراء لمواجهتها. ومع ذلك، دمر القصف الجوي مواقع المتمردين في الجبال.[33]

مقاتلو الجنجاويد هم لاعب رئيسي في الصراع.

في 5:30 صباحا في 25 أبريل 2003، دخلت قوة مشتركة من جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة تركب 33 سيارة تويوتا لاند كروزر الفاشر وهاجمت موقعا عسكريا. في الساعات الأربعة التالية، دمرت أربعة قاذفات أنتونوف وطائرات هيلكوبتر (حسب الحكومة؛ سبعة حسب المتمردين) على الأرض، وقتل 75 جنديا، طيارا وتقنيا وأسر 32، بما في ذلك قائد قاعدة جوية، وهو لواء. لم يسبق لنجاح الغارة مثيل في السودان؛ في عشرين سنة من الحرب في الجنوب، لم ينفذ متمردو جيش التحرير الشعبي السوداني مثل هذه العملية أبدا.[34]

أصبحت غارة الفاشر نقطة تحول، عسكريا ونفسيا كذلك. أذلت القوات المسلحة بسبب الغارة، وأصبحت الحكومة في وضعية استراتيجية صعبة. احتاجت القوات المسلحة العاجزة إلى إعادة التدريب. تقع مسؤولية المقاضاة عن نشوب الحرب على عاتق المخابرات العسكرية السودانية. ومع ذلك، في الأشهر الوسطى من 2003، فاز المتمردون في 34 من أصل 38 اشتباك. في مايو، دمر جيش تحرير السودان كتيبة في كتم، وقتل 500 وحرر 300 سجين؛ في منتصف يوليو، قتل 250 في هجوم ثان على تين. بدأ جيش تحرير السودان في المستقبل بدخول مناطق جديدة شرقا، مهددا بنشر الحرب في كردفان.

خسر الجيش باستمرار، وقامت ثلاثة عناصر بمحاولة تحويل مسار الحرب لصالح الحكومة: المخابرات العسكرية، القوات الجوية والجنجاويد. يتكون هذا الأخير من رعاة قبيلة البقارة الذي استخدمتهم الحكومة لقمع انتفاضة المساليت من 1986 إلى 1999. أصبح الجنجاويد محور استراتيجية مكافحة التمرد الجديدة. رغم نفي الحكومة باستمرار دعم مقاتلي الجنجاويد، فإن مصادر عسكرية داخل دارفور تصف هؤلاء بأنهم قوة شبه عسكرية، متكاملة مع نظام اتصالات وبعض المدافع. يدرك المخططون العسكريون العواقب المحتملة لهذه الاستراتيجية: أدت الأساليب المتشابهة المستخدمة في جبال النوبة وبالقرب من حقول النفط الجنوبية خلال عقد 1990 إلى انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان والتهجير القسري.[35]

2004–2005

في 2004، احتضنت تشاد مفاوضات في إنجامينا والتي أدت إلى التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار الإنساني في 8 أبريل بين الحكومة السودانية، حركة العدل والمساواة، وجيش تحرير السودان. لم تشارك مجموعة واحدة في محادثات أو اتفاق أبريل لوقف إطلاق النار، هي الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية، التي انفصلت عن حركة العدل والمساواة في أبريل. استمرت هجمات الجنجاويد والمجموعات المتمردة على الرغم من وقف إطلاق النار، وأسس الاتحاد الأفريقي لجنة لمراقبة هذا الأخير وتسجيل الملاحظات حوله.

مخيم لللاجئين في تشاد في 2005.

في أغسطس، أرسل الاتحاد الأفريقي 150 جندي رواندي لحماية مراقبي وقف إطلاق النار. ومع ذلك، أصبح جليا أن عدد 150 جندي غير كاف، وبالتالي، انضم 150 جندي نيجيري.

في 18 سبتمبر، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم 1564 والذي أعلن فيه أن الحكومة السودانية لم تنفذ التزاماتها وأعرب كذلك عن قلقه البالغ بخصوص هجمات الهيلكوبتر والاعتداءات من قبل الجنجاويد. ورحب بنية الاتحاد الأفريقي زيادة عدد المراقبين في مهمته وحث كل الدول الأعضاء على دعم مثل هذه الجهود.

خلال أبريل 2005، بعد توقيع الحكومة السودانية اتفاقا لوقف إطلاق النار مع جيش التحرير الشعبي السوداني الذي أدى إلى نهاية الحرب الأهلية السودانية الثانية، زاد عدد قوة مهمة الاتحاد الأفريقي في السودان حيث أصبح يصل إلى 600 جندي و 80 مراقب عسكري. في يوليو، كبر العدد مجددا وأصبح 3.300 (مع ميزانية 220 مليون دولار). في أبريل 2005، ضمت قوة مهمة الاتحاد الأفريقي في السودان ما يقارب 7.000.

قادت صعوبة الأزمة إلى التحذير بخطر وقوع كارثة وشيكة، مع تحذير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بخطر وقوع إبادة جماعية. أدت قوة حملة الجنجاويد إلى مقارنتها بالإبادة الجماعية الرواندية، لكن رفضت الحكومة السودانية هذه المقارنة. دون مراقبون مستقلون هذه التكتيكات، التي تشمل قطع الأوصال وقتل غير المقاتلين، بما في ذلك الأطفال الصغار والرضع، والتي تتشابه مع التطهير العرقي الذي استخدم الحروب اليوغوسلافية وحذروا من أن بعد المنطقة يمنع مئات الآلاف من السكان من تلقي المساعدات. ذكرت مجموعة الأزمات الدولية والتي يقع مقرها في بروكسل في مايو 2004 أنه يحتمل أن يموت حوالي 350.000 مدني بسبب الجوع والمرض.[36]

جنود تابعون لمهمة الاتحاد الأفريقي في السودان من رواندا يستعدون للذهاب إلى دارفور في 2005.

في 10 يوليو 2005، أقسم الزعيم السابق لجيش التحرير الشعبي السوداني جون قرنق اليمين كنائب للرئيس السوداني.[37] ومع ذلك، في 30 يوليو، توفي قرنق في تحطم مروحية.[38] على الرغم من تحسن مستوى الأمن، تقدمت المحادثات بين الجماعات المتمردة المختلفة في منطقة دارفور ببطئ.

أدى هجوم على مدينة أدري التشادية بالقرب من الحدود السودانية إلى مقتل 300 متمرد في ديسمبر. ألقي اللوم على السودان بخصوص الهجوم، الذي يعتبر الثاني في المنطقة في ثلاثة أيام.[39] قاد تصاعد التوترات الحكومة التشادية إلى إعلانها العداوة مع السودان ودعت التشاديين إلى الوقوف في وجه "عدوهما المشترك".[40]

2006

ميني ميناوي مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بعد توقيعه اتفاق مايو.

في 5 مايو 2006، وقعت الحكومة السودانية اتفاق السلام في دارفور[41] مع فصيل ميني ميناوي في جيش تحرير السودان. ومع ذلك، رفض الاتفاق من قبل حركة العدل والمساواة الأصغر وفصيل منافس في جيش تحرير السودان تحت قيادة عبد الواحد النور.[17][42] اشتغل الزعيم المفاوض سليم أحمد أحمد (يعمل لصالح الاتحاد الأفريقي)، نائب وزير الخارجية الأمريكي روبرت زوليك، ممثلون عن الاتحاد الأفريقي ومسؤولون أجانب آخرون في العاصمة النيجيرية أبوجا لكتابة بنود الاتفاق.

مذكرة اعتقال ضد البشير وطرد لمنظمات إغاثة

أعلن الرئيس السوداني عمر البشير في مارس 2009 عن طرد ما بين ست إلى عشر من منظمات تقدم العون والإغاثة للنازحين من الحرب في إقليم دارفور، وبررت السلطات السودانية قرارها بدعوى تعامل المنظمات مع محكمة الجنايات الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال دولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير ومطالبتها الدول الموقعة على معاهدة روما والتي تم بموجبها إنشاء المحكمة بالتعاون في تنفيذ طلب المحكمة متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور.

ومن بين المنظمات التي طردتها السلطات السودانية منظمتي أوكسفام وسيف تشيلدرن البريطانيتيين اللتين تعملان ليس في دارفور فحسب بل في مناطق أخرى من السودان، وتقدم منظمة أوكسفام خدمات المياه والصرف الصحي لحوالي 400 ألف شخص في دارفور، في حين تقدم "سيف تشيلدرن" الدعم لحوالي 500 ألف طفل في المنطقة.[43]

وكانت مذكرة دولية قد صدرت في 4 مارس 2009 من قبل المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور السوداني. وقد وجهت للرئيس السوداني سبعة تهم منها ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والترحيل القسري والتعذيب، وتوجد تهمتان من جرائم الحرب منها قيادة الهجمات ضد السكان المدنيين، إلا أن المحكمة لم توجه له تهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية لعدم وجود أدلة كافية على ذلك.[44]

وفي 10 مارس قال مسؤولون "أن الأمم المتحدة تعتمد بشدة على منظمات خارجية في نقل المساعدات في دارفور، حتى ان قيام السلطات السودانية بطرد 16 منظمة غير حكومية أصاب بالشلل نصف برنامجها الخاص بالمساعدات"، وقد طردت السلطات السودانية عددا من المنظمات الإنسانية يعمل فيها 6500 موظف مساعدات في دارفور، وصادرت السيارات وأجهزة الحاسوب والمعدات الخاصة بها. وتلك المنظمات إضافة لمنظمات أخرى يعتمد 4.7 مليون نسمة من سكان دارفور على مساعداتهم في المأوى والغذاء والحماية من القتال. كما كانت أربعة من المنظمات غير الحكومية تتولى توزيع ثلث مساعدات برنامج الأغذية العالمي في دارفور التي تصل بانتظام إلى نحو 1.1 مليون نسمة في 130 موقعا.[45]

انظر أيضا

مصادر

  1. ^ "Darfur Peace Agreement - Doha draft" (PDF). Sudan Tribune.
  2. ^ "Al Bashir threatens to 'disarm Darfur rebels' in South Sudan". Radio Dabanga. 29 أبريل 2015.
  3. ^ Sudan adjusting to post-Gaddafi era
  4. ^ Uganda signals diplomdtic breakthrough with Sudan over rebels. Bloomberg.
  5. ^ "Sudan, two rebel factions discuss ways to hold peace talks on Darfur conflict". Sudan Tribune. 5 يونيو 2016.
  6. ^ "Series of explosions at weapons cache rock town in West Kordofan". Sudan Tribune. 6 يونيو 2016.
  7. ^ "Who are Sudan's Jem rebels?" Al Jazeera
  8. ^ أ ب Military Balance 2007, 293.
  9. ^ "Sudan Military Strength". GFP. Retrieved 27 March 2014.
  10. ^ "Darfur Conflict". Thomson Reuters Foundation.
  11. ^ "Sudan"United to End Genocide.
  12. ^ "Q&A: Sudan's Darfur conflict". BBC News. 8 فبراير 2010. اطلع عليه بتاريخ 24 مارس 2010.
  13. ^ "Reuters AlertNet – Darfur conflict". Alertnet.org. اطلع عليه بتاريخ 24 مارس 2010.
  14. ^ "The Prosecutor v. Omar Hassan Ahmad Al Bashir". International Criminal Court. اطلع عليه بتاريخ 24 أبريل 2016.
  15. ^ de Waal, Alex (25 يوليو 2004). "Darfur's Deep Grievances Defy All Hopes for An Easy Solution". The Observer. لندن. اطلع عليه بتاريخ 13 يناير 2011.
  16. ^ "Rights Group Says Sudan's Government Aided Militias". Washington Post. 20 يوليو 2004. تمت أرشفته من الأصل في 4 يناير 2006. اطلع عليه بتاريخ 14 يناير 2007. / "Darfur – Meet the Janjaweed". American Broadcasting Company. 3 يونيو 2008. اطلع عليه بتاريخ 16 يوليو 2008.
  17. ^ أ ب Uppsala Conflict Data Program. Conflict Encyclopedia, Sudan, one-sided conflict, Janjaweed – civilians.
  18. ^ Adam Jones (27 سبتمبر 2006). Genocide: A Comprehensive Introduction. Routledge. p. 373. ISBN 978-1-134-25980-9.
  19. ^ "Will peace return to Darfur?". BBC News. 23 فبراير 2010. اطلع عليه بتاريخ 11 يوليو 2010.
  20. ^ "JEM Darfur rebels snub Sudan peace talks over 'attacks' ". BBC News. 4 مايو 2010. اطلع عليه بتاريخ 11 يوليو 2010.
  21. ^ Straus, Scott (يناير–فبراير 2005). "Darfur and the Genocide Debate". Foreign Affairs. 84 (1): 123–133. doi:10.2307/20034212.
  22. ^ Richard Wachman (8 ديسمبر 2007). "Water becomes the new oil as world runs dry".
  23. ^ Straus, Scott (يناير–فبراير 2005). "Darfur and the Genocide Debate". Foreign Affairs.
  24. ^ Johnson, Hilde F. (2011). Waging Peace in Sudan: The Inside Story of the Negotiations that Ended Africa's Longest Civil War. Sussex Academic Press. p. 38. ISBN 978-1-84519-453-6.
  25. ^ Vukoni Lupa Lasaga, "The slow, violent death of apartheid in Sudan," 19 September 2006, Norwegian Council for Africa.
  26. ^ George Ayittey, Africa and China, The Economist, 19 فبراير 2010
  27. ^ "How the Multilateral Institutions Compounded Africa's Economic Crisis", George B.N. Ayittey; Law and Policy in International Business, Vol. 30, 1999.
  28. ^ Koigi wa Wamwere (2003). Negative Ethnicity: From Bias to Genocide. Seven Stories Press. p. 152. ISBN 978-1-58322-576-9. George B.N. Ayittey (15 يناير 1999). Africa in Chaos: A Comparative History. Palgrave Macmillan. p. 50. ISBN 978-0-312-21787-7. George B. N. Ayittey (2006). Indigenous African Institutions. Transnational Publishers. ISBN 978-1-57105-337-4. Diallo, Garba (1993). "Mauritania, the other apartheid?". Current African issues. Nordiska Afrikainstitutet (16).
  29. ^ Alan Dershowitz (3 نوفمبر 2008). The Case Against Israel's Enemies: Exposing Jimmy Carter and Others Who Stand in the Way of Peace. John Wiley & Sons. p. 24. ISBN 978-0-470-44745-1.
  30. ^ Bauch, Hubert (6 مارس 2009). "Ex-minister speaks out against Sudan's al-Bashir". Montreal Gazette.
  31. ^ Flint & de Waal 2005, p. 76-77.
  32. ^ "Report of the International Commission of Inquiry on Darfur to the United Nations Secretary-General (PDF)" (PDF). الأمم المتحدة. 25 يناير 2005. ص. 129. اطلع عليه بتاريخ 14 أغسطس 2013.
  33. ^ Flint & de Waal 2005, p. 99.
  34. ^ Flint & de Waal 2005, p. 99–100.
  35. ^ Flint & de Waal 2005, pp. 60, 101–103.
  36. ^ 'Dozens killed' in Sudan attack (BBC) 24 مايو 2004
  37. ^ Sudan ex-rebel joins government (BBC) 10 يوليو 2005
  38. ^ Sudan VP Garang killed in crash (BBC) 1 أغسطس 2005
  39. ^ Chad fightback 'kills 300 rebels' (BBC) 20 ديسمبر 2005
  40. ^ Chad in 'state of war' with Sudan By Stephanie Hancock, BBC News, أنجامينا, 23 ديسمبر 2005
  41. ^ "Darfur Peace Agreement" (PDF). Uppsala Conflict Data Program. 5 مايو 2006. تم أرشفته من الأصل (PDF) في 28 سبتمبر 2013.
  42. ^ Kessler, Glenn & Emily Wax (5 مايو 2006). "Sudan, Main Rebel Group Sign Peace Deal". واشنطن بوست.
  43. ^ دعوة السودان للعودة عن قرار طرد منظمات الإغاثة - بي بي سي العربية - تاريخ النشر 5 مارس-2009 - تاريخ الوصول 10 مارس-2009
  44. ^ إصدار مذكرة باعتقال الرئيس السوداني - بي بي سي العربية - تاريخ النشر 4 مارس-2009 - تاريخ الوصول 10 مارس-2009
  45. ^ الامم المتحدة: طرد منظمات مساعدات أصاب بالشلل نصف عملياتها بدارفور - رويترز - تاريخ النشر والوصول 10 مارس-2009