تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:صيانة 2.V2، أزال وسم يتيمة
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت :عنونة مرجع غير معنون
سطر 30: سطر 30:
'''تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد''' {{تركية|Telhîsü'l-edille li-kavâidi't-tevhîd}} هو كتاب في [[أصول الدين]] و[[علم الكلام]] للإمام [[أبي إسحاق الصفار البخاري]] الحنفي الماتريدي، الملقب بالزاهد (ت [[534هـ]]). عبارة عن [[دراسة]] مستفيضة أراد منها أن يعرض فيها عقيدة [[أهل السنة والجماعة]]، ويحصّنها ضد أي انتقاد يمكن أن تتعرض له، وذلك عبر أدلة من [[القرآن]] و[[الحديث النبوي]]، إضافة إلى العديد من الشواهد والعبر و[[الحجج المنطقية]]. والمؤلف يتّبع بالإجمال ترتيب المواضيع المعتمد في معظم المؤلفات الدينية، إلا أنه يتعمّق في بعض النقاط التي يعتبرها ذات أهمية كبرى. فيعالج بإسهاب أنواع مختلفة من العوارض والمشكلات. أما السمة الرئيسية المميزة للكتاب، فتتمثل في النقاش المستفيض في صفات الله الذي يشكّل حوالي ثلث المتن الإجمالي. حيث جمع الصفّار صفات الله التي أوردها [[السلف الصالح]]، وهي صفات يسلّم بها، ويريد أن يزيل أي شك عنها،<ref>كتاب: تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد، تأليف: أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار البخاري، تحقيق: أنجيليكا برودرسن، الناشر: طُبع على نفقة وزارة الثقافة والأبحاث العلمية التابعة لألمانيا الاتحادية بإشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، الطبعة الأولى: 2011م، مقدمة التحقيق، ص: 11-12.</ref> فيقول في إثبات الأسماء والصفات: {{اقتباس خاص|واعلم بأنه ليس في إثبات الأسماء وصفاته تشابه بينه وبين خلقه لما بيّنا. ومن [[الفلاسفة]] من نفى اسم [[الله]] وصفته لئلا يقع التشابه بينه وبين خلقه، وهو باطل، لأنه يلزمه على ذلك الجهل بالله أو الحيرة في المعرفة. ألا ترى أنه إذا قيل له: من تعبد ومن إلهك، ومن أمرك ومن نهاك، ومن خلقك؟ وبأي دين تدين، ومن به بدء العالم العلوي والسفلي؟ فلابد وأن يذكر اسماً أو يلزمه الجهل والحيرة في المعرفة. وأمّا أهل الحق فإنهم آمنوا بأسماء الله تعالى وصفاته، على ما نطق به [[القرآن|الكتاب]] و[[سنة (إسلام)|السنة]] بلا تشبيه ولا تعطيل، وما روي في الأخبار من الألفاظ المتشابهة في الصفات، فإن طريقه [[آحاد (حديث)|الآحاد]]، ولا يقبل خبر الواحد إلا بشرائط منها: أن لا يكون في موضع الشهرة والبلوى، ومنها أن لا يكون في [[سند (حديث)|سنده]] سقم ولا في متنه سقم، ومنها أن لا يخالف الأصول الممهّدة من كتاب الله و[[حديث متواتر|سنة رسوله المتواترة]] و[[إجماع (فقه)|إجماع الأمة]]، فإذا خالف شيئاً من ذلك لم يقبل. وليس في رده رد قول الرسول، بل الرد يقع على قول غير الرسول. وقد روي عن رسول الله [[صلى الله عليه وسلم]] أنه قال: '''"إذا سمعتم عني حديثاً تلين به قلوبكم وأبشاركم وأشعاركم، وترون أنه قريب منكم فأنا أقرب منه. وإذا سمعتم عني حديثاً تقشعر منه جلودكم وأشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعد منه"'''. فقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى ما بيّنا أن ما يخالف الأصول الممهدة فإن القلوب لا تطمئن إليه، وما يوافقها فإن القلوب تطمئن إليه. فيجب قبول ما يوافق هذه الأصول، ويجب رد ما خالف هذه الأصول، إلا إذا أمكن [[تأويل]]ه فيتأوّل على ما يوافق الأصول في اللغة والدين....<ref>كتاب: تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد، تأليف: أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار البخاري، تحقيق: أنجيليكا برودرسن، الناشر: طُبع على نفقة وزارة الثقافة والأبحاث العلمية التابعة لألمانيا الاتحادية بإشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، الطبعة الأولى: 2011م، فصل في إثبات الأسماء والصفات، ص: 690-692.</ref>}}
'''تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد''' {{تركية|Telhîsü'l-edille li-kavâidi't-tevhîd}} هو كتاب في [[أصول الدين]] و[[علم الكلام]] للإمام [[أبي إسحاق الصفار البخاري]] الحنفي الماتريدي، الملقب بالزاهد (ت [[534هـ]]). عبارة عن [[دراسة]] مستفيضة أراد منها أن يعرض فيها عقيدة [[أهل السنة والجماعة]]، ويحصّنها ضد أي انتقاد يمكن أن تتعرض له، وذلك عبر أدلة من [[القرآن]] و[[الحديث النبوي]]، إضافة إلى العديد من الشواهد والعبر و[[الحجج المنطقية]]. والمؤلف يتّبع بالإجمال ترتيب المواضيع المعتمد في معظم المؤلفات الدينية، إلا أنه يتعمّق في بعض النقاط التي يعتبرها ذات أهمية كبرى. فيعالج بإسهاب أنواع مختلفة من العوارض والمشكلات. أما السمة الرئيسية المميزة للكتاب، فتتمثل في النقاش المستفيض في صفات الله الذي يشكّل حوالي ثلث المتن الإجمالي. حيث جمع الصفّار صفات الله التي أوردها [[السلف الصالح]]، وهي صفات يسلّم بها، ويريد أن يزيل أي شك عنها،<ref>كتاب: تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد، تأليف: أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار البخاري، تحقيق: أنجيليكا برودرسن، الناشر: طُبع على نفقة وزارة الثقافة والأبحاث العلمية التابعة لألمانيا الاتحادية بإشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، الطبعة الأولى: 2011م، مقدمة التحقيق، ص: 11-12.</ref> فيقول في إثبات الأسماء والصفات: {{اقتباس خاص|واعلم بأنه ليس في إثبات الأسماء وصفاته تشابه بينه وبين خلقه لما بيّنا. ومن [[الفلاسفة]] من نفى اسم [[الله]] وصفته لئلا يقع التشابه بينه وبين خلقه، وهو باطل، لأنه يلزمه على ذلك الجهل بالله أو الحيرة في المعرفة. ألا ترى أنه إذا قيل له: من تعبد ومن إلهك، ومن أمرك ومن نهاك، ومن خلقك؟ وبأي دين تدين، ومن به بدء العالم العلوي والسفلي؟ فلابد وأن يذكر اسماً أو يلزمه الجهل والحيرة في المعرفة. وأمّا أهل الحق فإنهم آمنوا بأسماء الله تعالى وصفاته، على ما نطق به [[القرآن|الكتاب]] و[[سنة (إسلام)|السنة]] بلا تشبيه ولا تعطيل، وما روي في الأخبار من الألفاظ المتشابهة في الصفات، فإن طريقه [[آحاد (حديث)|الآحاد]]، ولا يقبل خبر الواحد إلا بشرائط منها: أن لا يكون في موضع الشهرة والبلوى، ومنها أن لا يكون في [[سند (حديث)|سنده]] سقم ولا في متنه سقم، ومنها أن لا يخالف الأصول الممهّدة من كتاب الله و[[حديث متواتر|سنة رسوله المتواترة]] و[[إجماع (فقه)|إجماع الأمة]]، فإذا خالف شيئاً من ذلك لم يقبل. وليس في رده رد قول الرسول، بل الرد يقع على قول غير الرسول. وقد روي عن رسول الله [[صلى الله عليه وسلم]] أنه قال: '''"إذا سمعتم عني حديثاً تلين به قلوبكم وأبشاركم وأشعاركم، وترون أنه قريب منكم فأنا أقرب منه. وإذا سمعتم عني حديثاً تقشعر منه جلودكم وأشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعد منه"'''. فقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى ما بيّنا أن ما يخالف الأصول الممهدة فإن القلوب لا تطمئن إليه، وما يوافقها فإن القلوب تطمئن إليه. فيجب قبول ما يوافق هذه الأصول، ويجب رد ما خالف هذه الأصول، إلا إذا أمكن [[تأويل]]ه فيتأوّل على ما يوافق الأصول في اللغة والدين....<ref>كتاب: تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد، تأليف: أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار البخاري، تحقيق: أنجيليكا برودرسن، الناشر: طُبع على نفقة وزارة الثقافة والأبحاث العلمية التابعة لألمانيا الاتحادية بإشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، الطبعة الأولى: 2011م، فصل في إثبات الأسماء والصفات، ص: 690-692.</ref>}}


والكتاب ينفرد – من بين كتب [[الماتريدية]] – بتقديم شرح كامل ل[[أسماء الله الحسنى]] يظهر من خلاله براعة الصفار في الرد على كثير من الفرق والملل. وهو ما يجعل الكتاب مهمًّا في بابه.<ref>{{مرجع ويب|المسار= https://www.abjjad.com/book/2179599574/تلخيص-الادلة-لقواعد-التوحيد/2179828973/reviews|العنوان= تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد|الناشر= موقع أبجد}}</ref>
والكتاب ينفرد – من بين كتب [[الماتريدية]] – بتقديم شرح كامل ل[[أسماء الله الحسنى]] يظهر من خلاله براعة الصفار في الرد على كثير من الفرق والملل. وهو ما يجعل الكتاب مهمًّا في بابه.<ref name="مولد تلقائيا1">{{مرجع ويب|المسار= https://www.abjjad.com/book/2179599574/تلخيص-الادلة-لقواعد-التوحيد/2179828973/reviews|العنوان= تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد|الناشر= موقع أبجد}}</ref>


== مصادر الكتاب ==
== مصادر الكتاب ==
يذكر الصفّار حفنة من أسماء مفكّرين آخرين، سواء كانوا مفكرين يستشهد بآرائهم، أو خصوماً يريد دحض طروحاتهم. وخصومه في المرتبة الأولى هم [[المعتزلة]]، مع أنه لا يتناول هذه الفرقة بصورة إجمالية، بل يتطرّق إلى عقائد كل عضو من أعضائها على حدة. كما ينقلب على الإمام [[أبي الحسن الأشعري]] وأتباعه. ويذكر مراراً وتكراراً الإمام [[أبي حنيفة النعمان]] بصفته ركيزة بارزة لنظرياته. وهذا يتوافق مع العلماء [[الأحناف]] الذين حذوا حذو الإمام [[أبي منصور الماتريدي]]، فآثروا الاستناد إلى أبي حنيفة كمرجعية أساسية لهم، ويشرّعوا تعالميه الخاصة. وفي مجمل الكتاب يبرز اسم الماتريدي مرتين فقط. وشخصية أخرى ينقل الصفار آراءها باستمرار هو الإمام [[أبو العباس القلانسي]].<ref>كتاب: تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد، تأليف: أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار البخاري، تحقيق: أنجيليكا برودرسن، الناشر: طُبع على نفقة وزارة الثقافة والأبحاث العلمية التابعة لألمانيا الاتحادية بإشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، الطبعة الأولى: 2011م، مقدمة التحقيق، ص: 12-13.</ref>
يذكر الصفّار حفنة من أسماء مفكّرين آخرين، سواء كانوا مفكرين يستشهد بآرائهم، أو خصوماً يريد دحض طروحاتهم. وخصومه في المرتبة الأولى هم [[المعتزلة]]، مع أنه لا يتناول هذه الفرقة بصورة إجمالية، بل يتطرّق إلى عقائد كل عضو من أعضائها على حدة. كما ينقلب على الإمام [[أبي الحسن الأشعري]] وأتباعه. ويذكر مراراً وتكراراً الإمام [[أبي حنيفة النعمان]] بصفته ركيزة بارزة لنظرياته. وهذا يتوافق مع العلماء [[الأحناف]] الذين حذوا حذو الإمام [[أبي منصور الماتريدي]]، فآثروا الاستناد إلى أبي حنيفة كمرجعية أساسية لهم، ويشرّعوا تعالميه الخاصة. وفي مجمل الكتاب يبرز اسم الماتريدي مرتين فقط. وشخصية أخرى ينقل الصفار آراءها باستمرار هو الإمام [[أبو العباس القلانسي]].<ref>كتاب: تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد، تأليف: أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار البخاري، تحقيق: أنجيليكا برودرسن، الناشر: طُبع على نفقة وزارة الثقافة والأبحاث العلمية التابعة لألمانيا الاتحادية بإشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، الطبعة الأولى: 2011م، مقدمة التحقيق، ص: 12-13.</ref>


والكتاب يبين مدى ما وصلت إليه المدرسة [[الماتريدية]] من تطور ويؤكد على أن الجذور الأصلية العقائدية لتلك المدرسة هو مأثر من رسائل وآراء للإمام [[أبي حنيفة النعمان]]. ويتسم منهج الصفار وغيره من أئمة الماتريدية بقرب مذهبهم في الصفات الإلهية من مذهب [[السلف الصالح]] الذين لم يفرقو بين صفات الذات وصفات الأفعال فكلها صفات [[قديم (مصطلح إسلامي)|أزلية]] لله تعالى.<ref>{{مرجع ويب|المسار= https://www.abjjad.com/book/2179599574/تلخيص-الادلة-لقواعد-التوحيد/2179828973/reviews|العنوان= تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد|الناشر= موقع أبجد}}</ref><ref>{{مرجع ويب|المسار= http://www.alnodom.com/index.php/الملخصات-الجامعية/11189.html|العنوان= تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد لأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق الصفار البخاري الحنفي الملقب بالزاهد الصفار|الناشر= مركز النظم للدراسات وخدمات البحث العلمي}}</ref>
والكتاب يبين مدى ما وصلت إليه المدرسة [[الماتريدية]] من تطور ويؤكد على أن الجذور الأصلية العقائدية لتلك المدرسة هو مأثر من رسائل وآراء للإمام [[أبي حنيفة النعمان]]. ويتسم منهج الصفار وغيره من أئمة الماتريدية بقرب مذهبهم في الصفات الإلهية من مذهب [[السلف الصالح]] الذين لم يفرقو بين صفات الذات وصفات الأفعال فكلها صفات [[قديم (مصطلح إسلامي)|أزلية]] لله تعالى.<ref name="مولد تلقائيا1" /><ref>{{مرجع ويب|المسار= http://www.alnodom.com/index.php/الملخصات-الجامعية/11189.html|العنوان= تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد لأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق الصفار البخاري الحنفي الملقب بالزاهد الصفار|الناشر= مركز النظم للدراسات وخدمات البحث العلمي}}</ref>


== انظر أيضاً ==
== انظر أيضاً ==

نسخة 12:27، 17 فبراير 2018

تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد


الاسم تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد
المؤلف أبو إسحاق الصفار البخاري
الموضوع أسماء الله الحسنى، عقيدة إسلامية، أصول الدين، علم الكلام
العقيدة أهل السنة والجماعة، ماتريدية
الفقه حنفي
البلد  أوزبكستان
اللغة عربية
حققه هشام إبراهيم محمود
أنجيليكا برودرسن
عبد الله محمد عبد الله إسماعيل (حاصل على دكتوراه الفلسفة من جامعة جوته في فرانكفورت، وكلية أصول الدين بجامعة الأزهر)
معلومات الطباعة
الناشر دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
المعهد الألماني للأبحاث الشرقية
المكتبة الأزهرية للتراث، بالتعاون مع: الجزيرة للنشر والتوزيع
كتب أخرى للمؤلف

تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد (بالتركية: Telhîsü'l-edille li-kavâidi't-tevhîd)‏ هو كتاب في أصول الدين وعلم الكلام للإمام أبي إسحاق الصفار البخاري الحنفي الماتريدي، الملقب بالزاهد (ت 534هـ). عبارة عن دراسة مستفيضة أراد منها أن يعرض فيها عقيدة أهل السنة والجماعة، ويحصّنها ضد أي انتقاد يمكن أن تتعرض له، وذلك عبر أدلة من القرآن والحديث النبوي، إضافة إلى العديد من الشواهد والعبر والحجج المنطقية. والمؤلف يتّبع بالإجمال ترتيب المواضيع المعتمد في معظم المؤلفات الدينية، إلا أنه يتعمّق في بعض النقاط التي يعتبرها ذات أهمية كبرى. فيعالج بإسهاب أنواع مختلفة من العوارض والمشكلات. أما السمة الرئيسية المميزة للكتاب، فتتمثل في النقاش المستفيض في صفات الله الذي يشكّل حوالي ثلث المتن الإجمالي. حيث جمع الصفّار صفات الله التي أوردها السلف الصالح، وهي صفات يسلّم بها، ويريد أن يزيل أي شك عنها،[1] فيقول في إثبات الأسماء والصفات:

تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد واعلم بأنه ليس في إثبات الأسماء وصفاته تشابه بينه وبين خلقه لما بيّنا. ومن الفلاسفة من نفى اسم الله وصفته لئلا يقع التشابه بينه وبين خلقه، وهو باطل، لأنه يلزمه على ذلك الجهل بالله أو الحيرة في المعرفة. ألا ترى أنه إذا قيل له: من تعبد ومن إلهك، ومن أمرك ومن نهاك، ومن خلقك؟ وبأي دين تدين، ومن به بدء العالم العلوي والسفلي؟ فلابد وأن يذكر اسماً أو يلزمه الجهل والحيرة في المعرفة. وأمّا أهل الحق فإنهم آمنوا بأسماء الله تعالى وصفاته، على ما نطق به الكتاب والسنة بلا تشبيه ولا تعطيل، وما روي في الأخبار من الألفاظ المتشابهة في الصفات، فإن طريقه الآحاد، ولا يقبل خبر الواحد إلا بشرائط منها: أن لا يكون في موضع الشهرة والبلوى، ومنها أن لا يكون في سنده سقم ولا في متنه سقم، ومنها أن لا يخالف الأصول الممهّدة من كتاب الله وسنة رسوله المتواترة وإجماع الأمة، فإذا خالف شيئاً من ذلك لم يقبل. وليس في رده رد قول الرسول، بل الرد يقع على قول غير الرسول. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا سمعتم عني حديثاً تلين به قلوبكم وأبشاركم وأشعاركم، وترون أنه قريب منكم فأنا أقرب منه. وإذا سمعتم عني حديثاً تقشعر منه جلودكم وأشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعد منه". فقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى ما بيّنا أن ما يخالف الأصول الممهدة فإن القلوب لا تطمئن إليه، وما يوافقها فإن القلوب تطمئن إليه. فيجب قبول ما يوافق هذه الأصول، ويجب رد ما خالف هذه الأصول، إلا إذا أمكن تأويله فيتأوّل على ما يوافق الأصول في اللغة والدين....[2] تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد

والكتاب ينفرد – من بين كتب الماتريدية – بتقديم شرح كامل لأسماء الله الحسنى يظهر من خلاله براعة الصفار في الرد على كثير من الفرق والملل. وهو ما يجعل الكتاب مهمًّا في بابه.[3]

مصادر الكتاب

يذكر الصفّار حفنة من أسماء مفكّرين آخرين، سواء كانوا مفكرين يستشهد بآرائهم، أو خصوماً يريد دحض طروحاتهم. وخصومه في المرتبة الأولى هم المعتزلة، مع أنه لا يتناول هذه الفرقة بصورة إجمالية، بل يتطرّق إلى عقائد كل عضو من أعضائها على حدة. كما ينقلب على الإمام أبي الحسن الأشعري وأتباعه. ويذكر مراراً وتكراراً الإمام أبي حنيفة النعمان بصفته ركيزة بارزة لنظرياته. وهذا يتوافق مع العلماء الأحناف الذين حذوا حذو الإمام أبي منصور الماتريدي، فآثروا الاستناد إلى أبي حنيفة كمرجعية أساسية لهم، ويشرّعوا تعالميه الخاصة. وفي مجمل الكتاب يبرز اسم الماتريدي مرتين فقط. وشخصية أخرى ينقل الصفار آراءها باستمرار هو الإمام أبو العباس القلانسي.[4]

والكتاب يبين مدى ما وصلت إليه المدرسة الماتريدية من تطور ويؤكد على أن الجذور الأصلية العقائدية لتلك المدرسة هو مأثر من رسائل وآراء للإمام أبي حنيفة النعمان. ويتسم منهج الصفار وغيره من أئمة الماتريدية بقرب مذهبهم في الصفات الإلهية من مذهب السلف الصالح الذين لم يفرقو بين صفات الذات وصفات الأفعال فكلها صفات أزلية لله تعالى.[3][5]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ كتاب: تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد، تأليف: أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار البخاري، تحقيق: أنجيليكا برودرسن، الناشر: طُبع على نفقة وزارة الثقافة والأبحاث العلمية التابعة لألمانيا الاتحادية بإشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، الطبعة الأولى: 2011م، مقدمة التحقيق، ص: 11-12.
  2. ^ كتاب: تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد، تأليف: أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار البخاري، تحقيق: أنجيليكا برودرسن، الناشر: طُبع على نفقة وزارة الثقافة والأبحاث العلمية التابعة لألمانيا الاتحادية بإشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، الطبعة الأولى: 2011م، فصل في إثبات الأسماء والصفات، ص: 690-692.
  3. ^ أ ب "تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد". موقع أبجد.
  4. ^ كتاب: تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد، تأليف: أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار البخاري، تحقيق: أنجيليكا برودرسن، الناشر: طُبع على نفقة وزارة الثقافة والأبحاث العلمية التابعة لألمانيا الاتحادية بإشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، الطبعة الأولى: 2011م، مقدمة التحقيق، ص: 12-13.
  5. ^ "تلخيص الأدلة لقواعد التوحيد لأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق الصفار البخاري الحنفي الملقب بالزاهد الصفار". مركز النظم للدراسات وخدمات البحث العلمي.