وفاء: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام لوجود تصنيف فرعي V2.7 (إزالة تصنيف:حب)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة تصنيف كومنز (1)
سطر 129: سطر 129:


{{ضبط استنادي}}
{{ضبط استنادي}}
{{تصنيف كومنز|Fidelity}}
[[تصنيف:أخلاقيات اجتماعية]]
[[تصنيف:أخلاقيات اجتماعية]]
[[تصنيف:تسويق]]
[[تصنيف:تسويق]]

نسخة 05:29، 15 مارس 2018

اسم وفاء مكتوب بخط عربي عادي (خط النسخ).

الوفاء هو خصلة اجتماعية خلقية تتمثل في التفاني من أجل قضية ما أو شيء ما بصدق خالص والوفاء أصل الصدق.

وبمعنى آخر هو صفة إنسانية جميلة، عندماء يبلغها الإنسان بمشاعره ومحسوسياته فإنه يصل لأحد مراحل بلوغ النفس البشرية لفضائلها، والوفاء صدق في القول والفعل معاً، والغدر كذب بهما، والوفاء يلزم القيم السامية والمثلى للإنسان، فمن فقد عنده الوفاء فقد انسلخ من إنسانيته، وقد جعل الله الوفاء قواماً لصلاح أمور الناس. وقد قال الله عز وجل:

{بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين} {آل عمران76}

وقال تعالى : {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا}.الآية 34 سورة الإسراء. ِ وقال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} الآية 40 سورة البقرة.

والوفاء هي تلك الصفة التي يتمتع بها أهل الذوق السليم والطبع الكريم. صفة كريمة يشعر بها المرء دون أن يدركهاء إدراكا مادي.

الوفاء لغة واصطلاحا

يقول ابن منظور في معنى الوفاء لغة: هو "الخلق الشريف العالي الرفيع [1] جاء في المعجم الوسيط عن الوفاء: وفى الشيء يفي وفاء ، ووفياً : تم . يقال : وفي ريش الجناح والشيء وفياً : كثر . وفلان نذره وفاء : أداه وعمل به . وأوفى بالوعد والعهد : وفي . ووافى : فاجأه . ووفى فلاناً حقه : أوفاه إياه . والوفي : التام والكثير الوفاء ، وجمعها أوفياء. [1]

الوفاء اصطلاحاً

قال الجرجاني أن الوفاء هو : " ملازمة طريق المواساة ومحافظة عهود الخلطاء" - قال الغزالي إن الوفاء هو : " الثبات على الحب وإدامته إلى الموت معه ، وبعد المـوت مـع أولاده وأصدقائه " أو هو : أداء الحق.[1]

وفي المجمل الوفاء في المعنى اللغوي : يعني الخلق العظـيم الـدال علـى التمـام والإكمال .

والوفاء أنواع، فالوفاء بالعهد إتمامه، وعدم نقض حفظه، والوفاء بالعقد إما أن يكون العقد كالعهد، فهو الأول، أو العقد ما اتفق عليه المسلمون، المسلمون عند شروطهم، وهناك الوفاء بالوعد والعهد والعقد، الوفاء بالوعد إتمامه، وبذله من تلقاء النفس ولو كلف النفس ثمناً باهظاً، الآيات التي تتحدث عن الوفاء تزيد عن عشرين آية: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (40) [2] هذا الوفاء بالعهد على أنه أمر، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب. {وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا} (سورة الأنعام)

الوفاء بالعهد من سمات الإيمان، قال تعالى: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا}(سورة البقرة) من صفة المسلم المؤمن، أنه يفي بعهده، والوفاء من صفة الله عز وجل، والوفاء من صفة الأنبياء. ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) ﴾ (سورة النجم) والوفاء سبيل الوصول إلى أعلى درجات القرب من الله عز وجل، {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} (10) (سورة الفتح) والوفاء بالعقود: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} "سورة المائدة"

والوفاء بالوعود: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} "سورة مريم" هذه بعض الآيات التي وردت في الوفاء بالعهد وبالعقد وبالوعد.

أكبر عهد وميثاق بين إنسانين هو ميثاق الزواج. عَنْ عُقْبَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {أَحَقُّ مَا أَوْفَيْتُمْ مِنَ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ} "صحيح البخاري"

{وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً} (21) ﴾ "سورة النساء"

الوفاء في الدين

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمُتَوَفَّى عَلَيْهِ دَيْنٌ فَيَسْأَلُ هَلْ تَرَكَ لِذَلِكَ مِنْ قَضَاءٍ فَإِنْ قَالُوا نَعَمْ إِنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى عَلَيْهِ وَإِلَّا قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ قَامَ فَقَالَ أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَهُوَ لِوَرَثَتِه)).مسند الإمام أحمد

الإنسان أحياناً يقترض، لكن عنده ما يغطي هذا القرض، لعله يقترض مالاً سائلاً، لكنه يملك مالاً مجمداً يغطي هذا الدين، فالذي يموت وعليه قرض أو دين، وقد ترك ما يغطيه كان يصلي عليه، أما الذي يقترض، وليس عنده ما يغطي هذا الدين كان عليه الصلاة والسلام يقول صلوا على صاحبكم.

النذر

النذر عبادة قديمة ، واتى الإسلام واستمرت هذة العبادة , وقد ذكره القرآن الكريم في عدة مواضع. لنأخذ هذة الكلمة ومعناها بشئ من التفصيل :

لغةً

نذرنَذَرَ - النَذْر:

[ ن ذ ر ]. ( فعل : ثلاثي متعد . متعد بحرف ). نَذَرْتُ ، أَنْذُرُ ، اُنْذُرْ ، ( أَنْذَرُ ، اِنْذَرْ )، مصدر نَذْرٌ ، نُذُورٌ . نذر : أوجب على نفسه ما ليس واجبا عليها تبرعا ، من صدقه أو إحسان أو ذبيحة للمعابد أو غيرها نذر : ولده : جعله « نذيرة »، أي قيما أو خادما للمعبد . نذره الجيش : جعله « نذيرة »، أي طليعة . نَذَرَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَرْعَى شُؤُونَ الْمَظْلُومِينَ  : أَوْجَبَ عَلَيْهَا .

سورة مريم  فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا  . نَذَرَ نَفْسَهُ لِخِدْمَةِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ " : خَصَّصَهَا ، فَرَّغَهَا . نَذَرَ وَلَدَهُ " : جَعَلَهُ نَذِيرَةً ، أي قَيِّماً أو خَادِماً لِلْمَعْبَدِ . المعجم الوسيط , المعجم الرائد , المعجم الغني [3]

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّهُ قَالَ: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْفِ نَذْرَكَ فَاعْتَكَفَ لَيْلَةً)) (صحيح البخاري)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: ((دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا فَقَالَتْ هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ قَالَتْ أُعْطِيهِ تَمْرًا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ)). (سنن أبي داوود) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ إِسْحَقَ الْقَوَدَ وَالتَّكَافُؤَ)) (سنن أبي داوود)

من أوفى بعهد الله من توحيده وإخلاص العبادة له أوفى الله بعهده من توفيقه إلى الطاعات، وأسباب العبادة له. أول وفاء أن تكون وفياً مع الله، أن تنفذ ميثاق الله الذي واثقك به، ميثاق الفطرة والعقل، وميثاق الشرع، عندك عقل يأمرك وينهاك، وعندك فطرة تكشف لك خطأك، ومعك شرع فيه افعل ولا تفعل، فأول وفاء يقتضي أن تكون وفياً مع الله مع ميثاقه الذي واثقك به. الذين يوفون بعهد الله هم الألباب، والذين باعوا أنفسهم وأموالهم لله فوعدهم أن لهم الجنة، ومن أوفى بعهده من الله، قال تعالى: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) ﴾سورة النجم وازنه مع قوله تعالى: ﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ ﴾ (سورة الأعراف) كم من إنسان في بيت الله الحرام، وأمام الحجر الأسود يعاهد الله على الطاعة؟ فإذا عادوا إلى بلادهم كم من هؤلاء يكون وفياً لوعده الذي وعد الله به؟. أما نبيه إبراهيم: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) ﴾

  • أكبر عهد العهد الذي بينك وبين الله، ومن لم يكن فيما بينه وبين الله عهد لا يوجد عهد بينه وبين الناس، إياك أن تعلق أملاً على أن يفي إنسان بعهده معك، إن كان هو في عهده مع الله خائن، فليس فيه خير.

بشكل أقرب: إنسان عاق لوالديه لا ترجو منه خيراً، لو كان فيه خير لكان لوالديه، الإنسان عاق في عبوديته لله، فأي إنسان لم يفِ بعهد الله عز وجل لا تنتظر منه وفاء لك! لذلك عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ)) (سنن الترمذي) الوفاء صفة أساسية في بنية المجتمع الإسلامي.

و في الجاهلية امرؤ القيس أخذ ابنه رهينة معه أسلحة أودعت عنده أمانة، فلما حوصر، وطولب أن يسلم الأسلحة فرفض فقتل ابنه فأصبح امرؤ القيس مثلاً في الوفاء، نحن حينما نوفي نرتقي لله عز وجل، الوفاء بالعهد والعقد والوعد من صفات المؤمن، والله عز وجل قال:﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ﴾ (سورة التوبة)

وصلات خارجية

مصادر ومراجع

طالع أيضا