العنصرية في أعمال تشارلز ديكنز: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:صيانة V4.1، أزال وسم يتيمة
صورة
سطر 5: سطر 5:
== الخلافات حول العنصرية ديكنز ==
== الخلافات حول العنصرية ديكنز ==
لاحظ العديد من العلماء المفارقة بين دعم ديكنز لمختلف القضايا [[ليبرالية|الليبرالية]] وبين [[عنصرية|عنصريته]] و [[شوفينية|شوفينيته القومية]] و[[استعمار|عقليته الإمبريالية]]. كاتب السير الذاتية بيتر أكرويد Peter Ackroyd في '''سيرة ديكنز''' لعام 1990 (ثاني كتبه الأربعة عن ديكنز) يشير بحق إلى تعاطف ديكنز مع الفقراء، ومعارضة ل[[عمالة الأطفال]]، ومناصرته لحملات إصلاح الصرف الصحي، ومعارضته لعقوبة الإعدام. ويؤكد أيضًا أن "ديكنز، في المصطلحات الحديثة، كان "عنصريًا" من النوع الأكثر فظاعة، وهي حقيقة يجب أن توقف مؤقتًا أولئك الذين يصرون على الاعتقاد بأنه كان مثالًا حقيقيًا لكل ما هو لائق وحميد في القرن السابق."<ref name="Ackroyd"> {{مرجع كتاب |عنوان=Dickens |الأخير=Ackroyd |الأول=Peter |وصلة مؤلف= |سنة=1990 |ناشر=Harper Collins |مكان= |isbn=0-06-016602-9 |صفحة=[https://archive.org/details/dickens00ackr_1/page/544 544] |صفحات= |مسار=https://archive.org/details/dickens00ackr_1/page/544 |تاريخ الوصول= }} وهذه ليست الطبعة المختصرة التي نشرتها فينتاج كربط لأفلام وثائقية في بي بي سي</ref> يشير آكرويد أيضًا إلى أن ديكنز لم يعتقد أن أهل الشمال الأمريكي في [[الحرب الأهلية الأمريكية]] كانوا مهتمين حقًا بإلغاء [[عبودية|العبودية]]، وقد دعم [[الولايات الكونفدرالية الأمريكية|الجنوب]] تقريبًا علنًا لهذا السبب. يلاحظ آكرويد مرتين أن اعتراض ديكنز الرئيسي على [[تبشير|المبشرين]] بأنهم يهتمون بالسكان الأصليين في الخارج أكثر من اهتمامهم بالفقراء في الوطن. على سبيل المثال، في روايته [[المنزل الكئيب]] سخر من السيدة جيليبي، التي تتجاهل أطفالها من أجل مواطني بلد إفريقي متخيل. كما لاحظ باتريك برانتلينجر في كتابه '''دليلك إلى الرواية في العصر الفيكتوري''' ''A Companion to the Victorian Novel ،'' الفصل بين انتقادات ديكنز للعبودية وانتقاصه من الأعراق الأخرى. يستشهد بوصف ديكنز لمستعمرة إيرلندية في جبال كاتسكيل الأمريكية، وهي عبارة عن فوضى من الخنازير والأواني والمراكب الصغيرة. ينظر ديكنز إليهم كمجموعة "مرفوضة عنصريًا". <ref>{{مرجع كتاب |عنوان=A Companion to the Victorian Novel |الأخير=Brantlinger |الأول=Patrick |وصلة مؤلف= |سنة=2002 |ناشر=John Wiley & Sons |مكان= |isbn=9780631220640 |صفحة=91 |صفحات= |مسار= |تاريخ الوصول=}}</ref> ذكرت [[جين سمايلي]] في كتابها بعنوان سيرة ديكنز "يجب ألا نفسره على أنه نوع من الليبراليين اليساريين المعاصرين الذين نعرفهم اليوم - لقد كان ديكنز عنصريًا وإمبرياليًا وأحيانًا لا ساميًا، مؤمنًا بفرض ظروف قاسية في السجن، ولا يثق في النقابات العمالية. <ref>{{مرجع كتاب |عنوان=Penguin Lives: Charles Dickens |الأخير=Smiley |الأول=Jane |مؤلف=Jane Smiley |سنة=2002 |ناشر=Penguin |مكان= |isbn=9780670030774 |صفحة=[https://archive.org/details/charlesdickens00smil_0/page/117 117] |صفحات= |مسار=https://archive.org/details/charlesdickens00smil_0/page/117 |تاريخ الوصول= | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200224123056/https://archive.org/details/charlesdickens00smil_0/page/117 | تاريخ أرشيف = 24 فبراير 2020 }}</ref> تحذر مختارات من مقالات ديكنز من سلسلة Household Words تحذر القارئ في مقدمتها من أن المقالات تصف "النساء والأيرلنديون والصينيون والسكان الأصليون بعبارات منحازة أو عنصرية أو نمطية أو غير ملائمة ... ونشجعك على أن تفهم بطريقة أكثر إيجابية مختلف المجموعات التي تشكل مجتمعنا" <ref>{{مرجع كتاب |عنوان=Charles Dickens' Australia: Selected Essays from Household Words 1850–1859 ... |الأخير=Mendelawitz |الأول=Margaret |وصلة مؤلف= |سنة=2011 |ناشر=Sydney University Press |مكان= |isbn=9781920898687 |صفحة=vi |صفحات= |مسار= |تاريخ الوصول=}}</ref> تشير ''الموسوعة التاريخية لمعاداة السامية'' إلى مفارقة ديكنز أنه في الوقت نفسه "بطل لقضايا المضطهدين" من الذين كرهوا العبودية ودعموا الثورات الليبرالية الأوروبية في أربعينيات القرن التاسع عشر، وأنه واضع الصورة الكاريكاتورية المعادية للسامية لشخصية فاجين "اليهودي" مستغل الأطفال النشالين في رواية أوليفر تويست. <ref name="Levy 2005">{{مرجع كتاب |عنوان=Antisemitism: A Historical Encyclopedia of Prejudice and Persecution, Volume 1 |الأخير=Levy |الأول=Richard |وصلة مؤلف= |سنة=2005 |ناشر=ABC-CLIO |مكان= |isbn=9781851094394 |صفحة= |صفحات=176–177 (Entry on "Dickens, Charles") |مسار= |تاريخ الوصول=}}</ref>
لاحظ العديد من العلماء المفارقة بين دعم ديكنز لمختلف القضايا [[ليبرالية|الليبرالية]] وبين [[عنصرية|عنصريته]] و [[شوفينية|شوفينيته القومية]] و[[استعمار|عقليته الإمبريالية]]. كاتب السير الذاتية بيتر أكرويد Peter Ackroyd في '''سيرة ديكنز''' لعام 1990 (ثاني كتبه الأربعة عن ديكنز) يشير بحق إلى تعاطف ديكنز مع الفقراء، ومعارضة ل[[عمالة الأطفال]]، ومناصرته لحملات إصلاح الصرف الصحي، ومعارضته لعقوبة الإعدام. ويؤكد أيضًا أن "ديكنز، في المصطلحات الحديثة، كان "عنصريًا" من النوع الأكثر فظاعة، وهي حقيقة يجب أن توقف مؤقتًا أولئك الذين يصرون على الاعتقاد بأنه كان مثالًا حقيقيًا لكل ما هو لائق وحميد في القرن السابق."<ref name="Ackroyd"> {{مرجع كتاب |عنوان=Dickens |الأخير=Ackroyd |الأول=Peter |وصلة مؤلف= |سنة=1990 |ناشر=Harper Collins |مكان= |isbn=0-06-016602-9 |صفحة=[https://archive.org/details/dickens00ackr_1/page/544 544] |صفحات= |مسار=https://archive.org/details/dickens00ackr_1/page/544 |تاريخ الوصول= }} وهذه ليست الطبعة المختصرة التي نشرتها فينتاج كربط لأفلام وثائقية في بي بي سي</ref> يشير آكرويد أيضًا إلى أن ديكنز لم يعتقد أن أهل الشمال الأمريكي في [[الحرب الأهلية الأمريكية]] كانوا مهتمين حقًا بإلغاء [[عبودية|العبودية]]، وقد دعم [[الولايات الكونفدرالية الأمريكية|الجنوب]] تقريبًا علنًا لهذا السبب. يلاحظ آكرويد مرتين أن اعتراض ديكنز الرئيسي على [[تبشير|المبشرين]] بأنهم يهتمون بالسكان الأصليين في الخارج أكثر من اهتمامهم بالفقراء في الوطن. على سبيل المثال، في روايته [[المنزل الكئيب]] سخر من السيدة جيليبي، التي تتجاهل أطفالها من أجل مواطني بلد إفريقي متخيل. كما لاحظ باتريك برانتلينجر في كتابه '''دليلك إلى الرواية في العصر الفيكتوري''' ''A Companion to the Victorian Novel ،'' الفصل بين انتقادات ديكنز للعبودية وانتقاصه من الأعراق الأخرى. يستشهد بوصف ديكنز لمستعمرة إيرلندية في جبال كاتسكيل الأمريكية، وهي عبارة عن فوضى من الخنازير والأواني والمراكب الصغيرة. ينظر ديكنز إليهم كمجموعة "مرفوضة عنصريًا". <ref>{{مرجع كتاب |عنوان=A Companion to the Victorian Novel |الأخير=Brantlinger |الأول=Patrick |وصلة مؤلف= |سنة=2002 |ناشر=John Wiley & Sons |مكان= |isbn=9780631220640 |صفحة=91 |صفحات= |مسار= |تاريخ الوصول=}}</ref> ذكرت [[جين سمايلي]] في كتابها بعنوان سيرة ديكنز "يجب ألا نفسره على أنه نوع من الليبراليين اليساريين المعاصرين الذين نعرفهم اليوم - لقد كان ديكنز عنصريًا وإمبرياليًا وأحيانًا لا ساميًا، مؤمنًا بفرض ظروف قاسية في السجن، ولا يثق في النقابات العمالية. <ref>{{مرجع كتاب |عنوان=Penguin Lives: Charles Dickens |الأخير=Smiley |الأول=Jane |مؤلف=Jane Smiley |سنة=2002 |ناشر=Penguin |مكان= |isbn=9780670030774 |صفحة=[https://archive.org/details/charlesdickens00smil_0/page/117 117] |صفحات= |مسار=https://archive.org/details/charlesdickens00smil_0/page/117 |تاريخ الوصول= | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200224123056/https://archive.org/details/charlesdickens00smil_0/page/117 | تاريخ أرشيف = 24 فبراير 2020 }}</ref> تحذر مختارات من مقالات ديكنز من سلسلة Household Words تحذر القارئ في مقدمتها من أن المقالات تصف "النساء والأيرلنديون والصينيون والسكان الأصليون بعبارات منحازة أو عنصرية أو نمطية أو غير ملائمة ... ونشجعك على أن تفهم بطريقة أكثر إيجابية مختلف المجموعات التي تشكل مجتمعنا" <ref>{{مرجع كتاب |عنوان=Charles Dickens' Australia: Selected Essays from Household Words 1850–1859 ... |الأخير=Mendelawitz |الأول=Margaret |وصلة مؤلف= |سنة=2011 |ناشر=Sydney University Press |مكان= |isbn=9781920898687 |صفحة=vi |صفحات= |مسار= |تاريخ الوصول=}}</ref> تشير ''الموسوعة التاريخية لمعاداة السامية'' إلى مفارقة ديكنز أنه في الوقت نفسه "بطل لقضايا المضطهدين" من الذين كرهوا العبودية ودعموا الثورات الليبرالية الأوروبية في أربعينيات القرن التاسع عشر، وأنه واضع الصورة الكاريكاتورية المعادية للسامية لشخصية فاجين "اليهودي" مستغل الأطفال النشالين في رواية أوليفر تويست. <ref name="Levy 2005">{{مرجع كتاب |عنوان=Antisemitism: A Historical Encyclopedia of Prejudice and Persecution, Volume 1 |الأخير=Levy |الأول=Richard |وصلة مؤلف= |سنة=2005 |ناشر=ABC-CLIO |مكان= |isbn=9781851094394 |صفحة= |صفحات=176–177 (Entry on "Dickens, Charles") |مسار= |تاريخ الوصول=}}</ref>
[[ملف:Fagin by Kyd 1889.jpg|تصغير|شخصية فاجين اليهودي من رواية [[أوليفر تويست]] مرسومة بالألوان المائية ]]
يدرس المؤلفان سالي ليدجر وهولي فيرنو، في كتابهما ''ديكنز في السياق Dickens in Context'' هذا اللغز حول كيف يمكن للمرء أن يبعد العنصرية لديكنز عن اهتمامه بالفقراء والمنبوذين. ويجادلون بأن هذا يمكن تفسيره بقولهم إن ديكنز كان ناشطًا وطنيًا و "شوفينيًا ثقافيًا" بمعنى أن يكون عرقيًا للغاية ومستعدًا لتبرير الإمبريالية البريطانية، ولكنه ليس عنصريًا بمعنى أنها "حتمية بيولوجية" كما يوصف عالِم الأنثروبولوجيا [[روبرت نوكس]]. أي أن ديكنز لم يعتبر سلوك الأجناس "ثابتًا"؛ بل إن ولعه "بالحضارة" لا يشير إلى الثبات البيولوجي بل إلى إمكانية التغيير. ومع ذلك، فإن "وجهات نظر ديكنز للمختلفين عرقيًا، كما تظهر بوضوح في رواياته القصيرة، تشير إلى أن "الهمجيين" بالنسبة له كان بمثابة أداة سهلة يمكن أن يظهر مقابلها الهوية الوطنية البريطانية." <ref name="Ledger">{{مرجع كتاب |عنوان=Dickens in Context |الأخير=Ledger |الأول=Sally |وصلة مؤلف= |مؤلف2=Holly Ferneaux |سنة=2011 |ناشر=Cambridge University Press |مكان= |isbn=9780521887007 |صفحة= |صفحات=297–299 |مسار= |تاريخ الوصول=}}</ref>
يدرس المؤلفان سالي ليدجر وهولي فيرنو، في كتابهما ''ديكنز في السياق Dickens in Context'' هذا اللغز حول كيف يمكن للمرء أن يبعد العنصرية لديكنز عن اهتمامه بالفقراء والمنبوذين. ويجادلون بأن هذا يمكن تفسيره بقولهم إن ديكنز كان ناشطًا وطنيًا و "شوفينيًا ثقافيًا" بمعنى أن يكون عرقيًا للغاية ومستعدًا لتبرير الإمبريالية البريطانية، ولكنه ليس عنصريًا بمعنى أنها "حتمية بيولوجية" كما يوصف عالِم الأنثروبولوجيا [[روبرت نوكس]]. أي أن ديكنز لم يعتبر سلوك الأجناس "ثابتًا"؛ بل إن ولعه "بالحضارة" لا يشير إلى الثبات البيولوجي بل إلى إمكانية التغيير. ومع ذلك، فإن "وجهات نظر ديكنز للمختلفين عرقيًا، كما تظهر بوضوح في رواياته القصيرة، تشير إلى أن "الهمجيين" بالنسبة له كان بمثابة أداة سهلة يمكن أن يظهر مقابلها الهوية الوطنية البريطانية." <ref name="Ledger">{{مرجع كتاب |عنوان=Dickens in Context |الأخير=Ledger |الأول=Sally |وصلة مؤلف= |مؤلف2=Holly Ferneaux |سنة=2011 |ناشر=Cambridge University Press |مكان= |isbn=9780521887007 |صفحة= |صفحات=297–299 |مسار= |تاريخ الوصول=}}</ref>



نسخة 18:02، 24 فبراير 2020

العنصرية في أعمال تشارلز ديكنز على الرغم من أن تشارلز ديكنز عرف ككاتب يتعاطف بشدة مع المحرومين في بريطانيا، إلا أنه شارك مع العديد من الكتاب البارزين في عصره في مواقف قد تعتبر عنصرية وتشجع على كره الأجانب في كتاباته العادية والخيالية. رغم أنه لا يمكننا القول إنه عارض الحريات الأساسية للأقليات في المجتمع البريطاني أو أيد التمييز العنصري أو التمييز في العمل، إلا أنه دافع عن امتيازات الأوروبيين الاستعماريين ورفض ما اعتقد أنه ثقافات بدائية. يصف قاموس أوكسفورد للأدب الإنجليزي ديكنز بأنه وطني، وغالبًا ما يوصم الثقافات الأوروبية الأجنبية، ويشتد في موقفه من "الشعوب المستعمرة" إلى حدود "الإبادة الجماعية"، [1] وإن كان يعتمد بشكل أساسي على رؤية للفضيلة البريطانية، وليس على أي مفهوم للوراثة. لا يعتقد ليدجر وفيرنو أنه دافع عن أي شكل من أشكال العنصرية العلمية فيما يتعلق بالوراثة - ولكن كان لديه قدر كبير من الكراهية لأنماط حياة الشعوب الأصلية في المستعمرات البريطانية، وكان يعتقد أنه كلما سارعوا إلى التحضر أكثر كان ذلك أفضل. [2]

يرى المختص بدراسة ديكنز جريس مور أن عنصرية ديكنز قد تراجعت في سنواته الأخيرة، في حين يرى المؤرخ الثقافي باتريك برانتلينغر والصحفي ويليام أودي أنها ازدادت حدة. [3] يزعم مور أنه بينما أصبح ديكنز لاحقًا في الحياة أكثر حساسية للجوانب غير الأخلاقية للاستعمار البريطاني، وطالب بالتخفيف من القسوة على السكان الأصليين، إلا أنه لم يفقد أبدًا استيائه من أولئك الذين اعتبر أن أسلوب حياتهم "بدائي".

الخلافات حول العنصرية ديكنز

لاحظ العديد من العلماء المفارقة بين دعم ديكنز لمختلف القضايا الليبرالية وبين عنصريته و شوفينيته القومية وعقليته الإمبريالية. كاتب السير الذاتية بيتر أكرويد Peter Ackroyd في سيرة ديكنز لعام 1990 (ثاني كتبه الأربعة عن ديكنز) يشير بحق إلى تعاطف ديكنز مع الفقراء، ومعارضة لعمالة الأطفال، ومناصرته لحملات إصلاح الصرف الصحي، ومعارضته لعقوبة الإعدام. ويؤكد أيضًا أن "ديكنز، في المصطلحات الحديثة، كان "عنصريًا" من النوع الأكثر فظاعة، وهي حقيقة يجب أن توقف مؤقتًا أولئك الذين يصرون على الاعتقاد بأنه كان مثالًا حقيقيًا لكل ما هو لائق وحميد في القرن السابق."[4] يشير آكرويد أيضًا إلى أن ديكنز لم يعتقد أن أهل الشمال الأمريكي في الحرب الأهلية الأمريكية كانوا مهتمين حقًا بإلغاء العبودية، وقد دعم الجنوب تقريبًا علنًا لهذا السبب. يلاحظ آكرويد مرتين أن اعتراض ديكنز الرئيسي على المبشرين بأنهم يهتمون بالسكان الأصليين في الخارج أكثر من اهتمامهم بالفقراء في الوطن. على سبيل المثال، في روايته المنزل الكئيب سخر من السيدة جيليبي، التي تتجاهل أطفالها من أجل مواطني بلد إفريقي متخيل. كما لاحظ باتريك برانتلينجر في كتابه دليلك إلى الرواية في العصر الفيكتوري A Companion to the Victorian Novel ، الفصل بين انتقادات ديكنز للعبودية وانتقاصه من الأعراق الأخرى. يستشهد بوصف ديكنز لمستعمرة إيرلندية في جبال كاتسكيل الأمريكية، وهي عبارة عن فوضى من الخنازير والأواني والمراكب الصغيرة. ينظر ديكنز إليهم كمجموعة "مرفوضة عنصريًا". [5] ذكرت جين سمايلي في كتابها بعنوان سيرة ديكنز "يجب ألا نفسره على أنه نوع من الليبراليين اليساريين المعاصرين الذين نعرفهم اليوم - لقد كان ديكنز عنصريًا وإمبرياليًا وأحيانًا لا ساميًا، مؤمنًا بفرض ظروف قاسية في السجن، ولا يثق في النقابات العمالية. [6] تحذر مختارات من مقالات ديكنز من سلسلة Household Words تحذر القارئ في مقدمتها من أن المقالات تصف "النساء والأيرلنديون والصينيون والسكان الأصليون بعبارات منحازة أو عنصرية أو نمطية أو غير ملائمة ... ونشجعك على أن تفهم بطريقة أكثر إيجابية مختلف المجموعات التي تشكل مجتمعنا" [7] تشير الموسوعة التاريخية لمعاداة السامية إلى مفارقة ديكنز أنه في الوقت نفسه "بطل لقضايا المضطهدين" من الذين كرهوا العبودية ودعموا الثورات الليبرالية الأوروبية في أربعينيات القرن التاسع عشر، وأنه واضع الصورة الكاريكاتورية المعادية للسامية لشخصية فاجين "اليهودي" مستغل الأطفال النشالين في رواية أوليفر تويست. [8]

شخصية فاجين اليهودي من رواية أوليفر تويست مرسومة بالألوان المائية

يدرس المؤلفان سالي ليدجر وهولي فيرنو، في كتابهما ديكنز في السياق Dickens in Context هذا اللغز حول كيف يمكن للمرء أن يبعد العنصرية لديكنز عن اهتمامه بالفقراء والمنبوذين. ويجادلون بأن هذا يمكن تفسيره بقولهم إن ديكنز كان ناشطًا وطنيًا و "شوفينيًا ثقافيًا" بمعنى أن يكون عرقيًا للغاية ومستعدًا لتبرير الإمبريالية البريطانية، ولكنه ليس عنصريًا بمعنى أنها "حتمية بيولوجية" كما يوصف عالِم الأنثروبولوجيا روبرت نوكس. أي أن ديكنز لم يعتبر سلوك الأجناس "ثابتًا"؛ بل إن ولعه "بالحضارة" لا يشير إلى الثبات البيولوجي بل إلى إمكانية التغيير. ومع ذلك، فإن "وجهات نظر ديكنز للمختلفين عرقيًا، كما تظهر بوضوح في رواياته القصيرة، تشير إلى أن "الهمجيين" بالنسبة له كان بمثابة أداة سهلة يمكن أن يظهر مقابلها الهوية الوطنية البريطانية." [9]

تشير موسوعة أوكسفورد للأدب البريطاني بالمثل إلى أنه بينما أشاد ديكنز بقيم الطبقة الوسطى،

«ان تشدد ديكنز حول تمييز الفضائل كان نتيجة لآثار قومية، حيث امتدح هذه المثل العليا للطبقة الوسطى باعتبارها قيمًا وطنية إنكليزية. وعلى العكس من ذلك، فقد وصف وصم الثقافات الأجنبية بأنها تفتقر إلى أفكار الطبقة الوسطى، التي تمثل شخصيات فرنسية وإيطالية وأمريكية على وجه الخصوص كسالفة ومخادعة. وأخذت مواقفه في بعض الأحيان تجاه الشعوب المستعمرة هذه التطلعات الأخلاقية إلى حدود التطرف لمناصرة الإبادة الجماعية. كتب في أعقاب ما يسمى بالتمرد الهندي في عام 1857 ... "يجب أن أبذل قصارى جهدي لإبادة العرق الذي ارتكزت عليه وصمة أعمال العنف الأخيرة .." لكي نكون منصفين ، ساند ديكنز حركة مناهضة العبودية ... وشجب ما رآه من الرذائل الوطنية الإنجليزية[10]»

يجادل ويليام أودي بأن عنصرية ديكنز "أصبحت أقل ليبرالية خلال مسيرته المهنية" خاصة بعد التمرد الهندي. [11] تجادل غريس مور في كتابها ديكنز والإمبراطورية Dickens and Empire، من ناحية أخرى، بأن ديكنز، الذي كان مؤيدًا لإلغاء عقوبة الإعدام ومناهضًا للإمبريالية، لديه آراء حول المسائل العرقية أكثر تعقيدًا بكثير مما اقترحه النقاد السابقون: [12] المبالغة في التأكيد على عنصرية ديكنز تحجب التزامه المستمر بإلغاء الرق. [13] وصف لورنس مازينو مقاربة مور بأنها تصور موقف ديكنز العرقي بأنه شديد التعقيد، "يكافح من أجل التمييز بين أفكار العرق والطبقة في خياله ... أحيانًا يتماشى مع عصره، وأحيانًا يكون من أشد منتقديه". [14] لاحظ آخرون أن ديكنز أنكر أيضًا حق الاقتراع للسود، حيث كتب في رسالة "يجب أن يكون حرًا بالطبع؛ ولكن العبث الهائل جعله ناخبًا تلتمع عينيه مع كل عملية انتخاب". [15] يشير برنارد بورتر إلى أن تحيز سباق ديكنز جعله يعارض بالفعل الإمبريالية بدلاً من الترويج لها مستشهداً بشخصية السيدة جيليبي في البيت الكئيب ومقال المتوحش النبيل The Noble Savage كدليل. [16] ومع ذلك ، لم ينضم ديكنز إلى الليبراليين الآخرين في إدانة إعلان حاكم جامايكا آير عن الأحكام العرفية بعد الهجوم على محكمة العاصمة. في حديثه عن الجدل، هاجم ديكنز "ذلك المنبر المتعاطف مع السود أو السكان الأصليين أو الشيطان .." [17] :971

في مقال عن جورج إليوت ، يلاحظ KM نيوتن:

«يمكن اعتبار معظم الكتاب الرئيسيين في العصر الفيكتوري كتابًا عنصريين بدرجة ما. وفقًا لإدوارد سعيد، فحتى ماركس وميل ليسا محصنين: "كلاهما اعتقد أن أفكارًا مثل الحرية والحكومة التمثيلية والسعادة الفردية يجب ألا تطبق على المشرق لأسباب نسميها اليوم عنصرية". في كثير من هؤلاء الكتاب، كانت معاداة السامية أكثر أشكال العنصرية وضوحًا، واستمر هذا إلى ما بعد الفترة الفيكتورية، كما هو واضح في شخصيات مثل ت. س. إليوت وفيرجينيا وولف.[18]»

انظر ايضًا

مراجع

  1. ^ كاستن ، ديفيد سكوت (2006). موسوعة أوكسفورد للأدب الإنجليزي ، المجلد 1. مطبعة جامعة أوكسفورد. صـ 376. (ردمك 0-19-516921-2) ، 9780195169218
  2. ^ ليدجر ، سالي ؛ هولي فيرنو (2011). ديكنز في السياق. صحافة جامعة كامبرج. ص 297-299. (ردمك 0-521-88700-3) ، 9780521887007.
  3. ^ Grace Moore، Dickens and Empire: Discourses Of Class، Race and Colonialism in The Works of Charles Dickens (سلسلة القرن التاسع عشر) (Ashgate: 2004).
  4. ^ Ackroyd، Peter (1990). Dickens. Harper Collins. ص. 544. ISBN:0-06-016602-9. وهذه ليست الطبعة المختصرة التي نشرتها فينتاج كربط لأفلام وثائقية في بي بي سي
  5. ^ Brantlinger، Patrick (2002). A Companion to the Victorian Novel. John Wiley & Sons. ص. 91. ISBN:9780631220640.
  6. ^ Jane Smiley، Jane (2002). Penguin Lives: Charles Dickens. Penguin. ص. 117. ISBN:9780670030774. مؤرشف من الأصل في 2020-02-24. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |الأخير= و|مؤلف= تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
  7. ^ Mendelawitz، Margaret (2011). Charles Dickens' Australia: Selected Essays from Household Words 1850–1859 ... Sydney University Press. ص. vi. ISBN:9781920898687.
  8. ^ Levy، Richard (2005). Antisemitism: A Historical Encyclopedia of Prejudice and Persecution, Volume 1. ABC-CLIO. ص. 176–177 (Entry on "Dickens, Charles"). ISBN:9781851094394.
  9. ^ Ledger، Sally؛ Holly Ferneaux (2011). Dickens in Context. Cambridge University Press. ص. 297–299. ISBN:9780521887007.
  10. ^ Kastan، David Scott (2006). Oxford Encyclopedia of English Literature, vol 1. Oxford University Press. ص. 157. ISBN:9780195169218.
  11. ^ Dickens and Carlyle: the Question of Influence (London: Centenary) pp. 135–42، and "Dickens and the Indian Mutiny"، Dickensian 68 (January 1972)، 3–15؛
  12. ^ Dickens and Empire: Discourses Of Class، Race and Colonialism in The Works of Charles Dickens (Nineteenth Century Series) (Ashgate: 2004).
  13. ^ "Reappraising Dickens 'Noble Savage" Dickensian 98.3 2002 p. 236-44
  14. ^ Mazzeno، Laurence W. (2008). The Dickens industry: critical perspectives 1836–2005. Camden House. ص. 247. ISBN:9781571133175.
  15. ^ Colander، David؛ Robert E. Prasch؛ Falguni A. Sheth (2006). Race, Liberalism, and Economics. University of Michigan Press. ص. 87. ISBN:9780472032242.
  16. ^ Porter، Bernard (2007). Critics of Empire: British Radicals and the Imperial Challenge. I.B.Tauris. ص. xxxii. ISBN:9781845115067.
  17. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع مولد تلقائيا1
  18. ^ The Modern Language Review, July, 2008 "George Eliot and racism: how should one read 'The Modern Hep! Hep! Hep!'"? by K.M. Newton online at [1]