نهر النيل: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏في جنوب السودان: إضافة مترجمة من النسخة الإنجليزية
←‏النيل الأزرق: إضافة مترجمة من النسخة الإنجليزية
سطر 132: سطر 132:


معدل تدفق مياه [[بحر الجبل]] في مدينة مونغالا في [[جنوب السودان]] ثابت تقريبًا على مدار العام ويبلغ في المتوسط حوالي 1048 متر مكعب / ثانية (37000 قدم مكعب / ثانية). بعد مونغالا ، يدخل بحر الجبل في المستنقعات الهائلة الواقعة في منطقة السُد في جنوب السودان. يضيع أكثر من نصف مياه النيل في هذا المستنقع بسبب التبخر و<nowiki/>[[نتح|النتح]]، حيث يبلغ متوسط معدل تدفق مياه النيل الأبيض عند ذيول المستنقعات حوالي 510 متر مكعب / ثانية (18000 قدم مكعب / ثانية). قريبا من هذا المكان يلتقي بحر الجبل مع [[نهر السوباط]] في مدينة [[ملكال]]، يساهم منبع النيل الأبيض في ملكال كل سنة بنحو خمسة عشر بالمائة من إجمالي تدفق النيل. <ref>{{Cite book|title=http://www.ielrc.org/content/a0509.pdf}}</ref>
معدل تدفق مياه [[بحر الجبل]] في مدينة مونغالا في [[جنوب السودان]] ثابت تقريبًا على مدار العام ويبلغ في المتوسط حوالي 1048 متر مكعب / ثانية (37000 قدم مكعب / ثانية). بعد مونغالا ، يدخل بحر الجبل في المستنقعات الهائلة الواقعة في منطقة السُد في جنوب السودان. يضيع أكثر من نصف مياه النيل في هذا المستنقع بسبب التبخر و<nowiki/>[[نتح|النتح]]، حيث يبلغ متوسط معدل تدفق مياه النيل الأبيض عند ذيول المستنقعات حوالي 510 متر مكعب / ثانية (18000 قدم مكعب / ثانية). قريبا من هذا المكان يلتقي بحر الجبل مع [[نهر السوباط]] في مدينة [[ملكال]]، يساهم منبع النيل الأبيض في ملكال كل سنة بنحو خمسة عشر بالمائة من إجمالي تدفق النيل. <ref>{{Cite book|title=http://www.ielrc.org/content/a0509.pdf}}</ref>

يبلغ متوسط تدفق النيل الأبيض في بحيرة كاواكي في ملكال والواقعة أسفل [[نهر السوباط]] مباشرة حوالي 924 متر مكعب / ثانية (32600 قدم مكعب / ثانية) ؛ تبلغ ذروة التدفق حوالي 1،218 متر مكعب / ثانية (43000 قدم مكعب / ثانية) في شهر أكتوبر أما الحد الأدنى للتدفق فيبلغ حوالي 609 متر مكعب / ثانية (21500 قدم مكعب / ثانية) في شهر أبريل. يرجع هذا التقلب في تدفق النيل الأبيض إلى الاختلاف الكبير في تدفق نهر السوباط ، الذي يبلغ حده الأدنى للتدفق حوالي 99 متر مكعب / ثانية (3500 قدم مكعب / ثانية) في مارس بينما تكون ذروة تدفق تزيد عن 680 متر مكعب / ثانية (24000 قدم مكعب / ثانية) في أكتوبر. خلال موسم الجفاف (من يناير إلى يونيو) يساهم النيل الأبيض بما بين 70٪ و 90٪ من إجمالي تصريف النيل.<ref>{{Cite book|title=https://web.archive.org/web/20101124102107/http://iahs.info/bluebooks/SP005/BB_005_0161.pdf}}</ref>


=== النيل الأزرق ===
=== النيل الأزرق ===

نسخة 16:28، 8 مايو 2021

نهر النيل
مقياس النيل في القاهرة

حوض نهر النيل

المنطقة
البلد قارة أفريقيا
الخصائص
الطول 6650 كم (4130 ميل)
التصريف  2830 م³/ث (99941 قدم/ثا)
المجرى
المنبع الرئيسي النيل الأبيض
 الارتفاع  2,400 متر (7,900 قدم)
 » الإحداثيات [http:https://geohack.toolforge.org/geohack.php?language=ar&pagename=%D9%86%D9%87%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84&params=2_16_55_S_29_19_52_E_{{{9}}} 2°16′55″S, 29°19′52″E]
المنبع الثانوي النيل الأزرق 
 » الإحداثيات [http:https://geohack.toolforge.org/geohack.php?language=ar&pagename=%D9%86%D9%87%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84&params=12_2_8_N_37_15_53_E_{{{9}}} 12°2′8″N, 37°15′53″E]
التقاء المنابع قرب مدينة الخرطوم
المصب البحر الأبيض المتوسط
 الارتفاع  0 متر (0 قدم)
مساحة الحوض  3,400,000 كم² (1,312,747 ميل²)
الجغرافيا
الروافد النيل الأبيض، النيل الأزرق، بحر الغزال، نهر عطبرة
دول الحوض  أوغندا
 إثيوبيا
 بوروندي
 تانزانيا
 جمهورية الكونغو الديمقراطية
 رواندا
 كينيا
 جنوب السودان
 السودان
 إريتريا
 مصر

النيل (بالإنجليزية: Nile، بالقبطية: ⲫⲓⲁⲣⲟ، باللوغندية: Kiira، بالنوبية:Áman Dawū[1]) هو نهر رئيسي يتدفق شمالًا في شمال شرق إفريقيا ويعد أطول نهر في القارة الأفريقية، وقد اعتبر تاريخياً أطول نهر في العالم، على الرغم من وجود خلاف مصدره بعض الأبحاث التي تشير إلى أن نهر الأمازون أطول قليلاً. يبلغ طول نهر النيل حوالي 6650 كم (4130 ميل) ويغطي مستجمعه مائي 11 دولة تسمى دول حوض النيل وهي : تنزانيا ، أوغندا ، رواندا ، بوروندي ، جمهورية الكونغو الديمقراطية ، كينيا ، إثيوبيا ، إريتريا ، جنوب السودان ، جمهورية السودان ومصر. [2] ، يعتبر النيل المصدر الرئيسي للمياه لمصر والسودان على وجه الخصوص. [3]

نهر النيل له رافدان رئيسيان وهما النيل الأبيض والنيل الأزرق. يعتبر النيل الأبيض منبع وجدول النيل نفسه. ومع ذلك، فإن النيل الأزرق هو مصدر معظم المياه في النهر، حيث يحتوي على 80٪ من المياه والطمي. النيل الأبيض أطول من النيل الأرزق ويرتفع في منطقة البحيرات الكبرى بوسط إفريقيا، بينما لا يزال المنبع الأبعد للنهر غير معروف بدقة وهو يقع إما في رواندا أو بوروندي. يتدفق النهر شمالًا عبر تنزانيا وبحيرة فيكتوريا وأوغندا وجنوب السودان. يبدأ النيل الأزرق عند بحيرة تانا في إثيوبيا [4] ويتدفق إلى السودان من الجنوب الشرقي. يلتقي النهران الابيض والأزرق شمال العاصمة السودانية الخرطوم. [5] يتدفق الجزء الشمالي من النهر بالكامل تقريبًا عبر الصحراء السودانية إلى مصر باتجاه الشمال، حيث تقع القاهرة على دلتا النهر الكبيرة (دلتا النيل) ثم يعبر مدينة الإسكندرية ويصب أخيراً في البحر الأبيض المتوسط ، يعيش اليوم معظم سكان مدن مصر على طول تلك الأجزاء ابتداءاً من وادي النيل شمال أسوان.

لنهر النيل تاريخ ضارب في القدم حيث قامت على ضفافه واحدة من اقدم الحضارات في العالم وهي حضارة الفراعنة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 عام. أعتمدت هذه الحضارة بالإضافة إلى الممالك السودانية على النهر منذ العصور القديمة، حيث كانت الزراعة هي النشاط الرئيسي المميز لها خصوصا في السودان ومصر، لهذا فقد شكل فيضان النيل أهمية كبرى في الحياة المصرية القديمة والنوبية أيضا. فعند الفراعنة ارتبط الفيضان بطقوس شبه مقدسة، حيث كانوا يقيمون احتفالات وفاء النيل ابتهاجا بالفيضان. كما قاموا بتسجيل هذه الاحتفالات في صورة نحت على جدران معابدهم ومقابرهم والأهرامات لبيان مدى تقديسهم للفيضان. أما في العصر الإسلامي فقد اهتم الولاة بالفيضان أيضا، فقاموا بتصميم “مقياس النيل”  لقياس الفيضان بشكل دقيق. وما زال هذا المقياس قائما لليوم في “جزيرة الروضة” بالقاهرة.[6]

أما في أواخر الثمانينات فقد شهدت دول حوض النيل جفافا نتيجة لضعف فيضان النيل، مما أدى إلى نقص المياه وحدوث مجاعة كبرى في كل من السودان وإثيوبيا، غير أن مصر لم تعان من آثار تلك المشكلة نظرا لمخزون المياه ببحيرة ناصر خلف السد العالي.[6]

يذكر أنه في العصر الحديث برزت واحدة من أسوأ الأزمات الدبلوماسية بين دول حوض النيل وتحديدا بين مصر والسودان وأثيوبيا وهي ما تعرف باسم أزمة سد النهضة بسبب إصرار أثيوبيا على بناء السد والقيام بملئه على مرحلتين، حيث أعتبرت مصر والسودان هذا السد تهديدا لحصة البلدين من مياه النهرالتي يُعتمد عليها بشكل أساسي في الشرب والزراعة، بينما حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المساس بحصة مصر من مياه النهر معتبرا أن ما تقوم به أثيوبيا بشكل فردي قد يجر المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار. [7]

التسمية

اصل تسمية النيل هو الكلمة المصرية القديمة "na-eiore" والتي تعني النهر. نظرية اخري ضعيفة ترجع تسمية "النيل" بهذا الاسم نسبة إلى المصطلح اليوناني Neilos (باليونانية: Νειλος)‏ كما يطلق عليه في اليونانية أيضًا اسم Aigyptos (باليونانية: Αιγυπτος)‏ وهي أحد أصول المصطلحات الأوروبية لاسم مصر (باللاتينية: Aegyptus).

المسار

بطول إجمالي يبلغ حوالي 6650 كم (4130 ميل) بين منطقة بحيرة فيكتوريا والبحر الأبيض المتوسط ، يعد النيل أطول نهر على وجه الأرض. يغطي حوض تصريف نهر النيل مساحة 3،254،555 كيلومتر مربع (1،256،591 ميل مربع) وهو ما يعادل حوالي 10 ٪ من مساحة قارة إفريقيا. وبالمقارنة مع الأنهار الرئيسية الأخرى ، فإن النيل يحمل القليل من المياه (ما يقارب 5٪ من المياه التي يحملها نهر الكونغو على سبيل المثال). حوض النيل معقد ، ولهذا السبب ، فإن التصريف في أي نقطة على طول المستجمع المائي يعتمد على العديد من العوامل بما في ذلك الطقس ، والتحويلات ، والتبخر ، والنتح التبخري، وتدفق المياه الجوفية.

يُعرف النيل أيضًا باسم النيل الأبيض بعد مدينة الخرطوم ، وهو مصطلح يستخدم أيضًا بمعنى محدود لوصف جزء من النهر يقع بين بحيرة نو والخرطوم. يتحد النيل الأبيض مع النيل الأزرق في مدينة الخرطوم. يبدأ النيل الأبيض في شرق إفريقيا الاستوائية ، ويبدأ النيل الأزرق في إثيوبيا. يقع كلا النهرين الأبيض والأزرق على الجانب الغربي من صدع شرق إفريقيا.

الروافد والمصادر

يُشار إلى بحيرة فكتوريا أحياناً على أنها المصدر الرئيسي لمياه النيل، ولكن هذه البحيرة أيضا تغذيها أنهار كبيرة. يعتبر نهر كاجيرا الذي يصب في بحيرة فيكتوريا بالقرب من بلدة بوكوبا التنزانية هو الرافد الأطول للبحيرة.

لا تتفق المصادر على أي رافد هو الأبعد والأطول لنهر كاجيرا وبالتالي لايمكن تحديد منبع المياه الأبعد لنهر النيل نفسه [8]، قد يكون رافد نهر كاجيرا هو إما نهر روفيرونزا الواقع في إقليم بوروري في بوروندي [9] أو نهر نيابارونجو الذي يتدفق من غابة نيونغوي في رواندا. يلتقي النهران الرافدان بالقرب من شلالات روسومو الواقعة على الحدود الرواندية - التنزانية.

في عام 2010 ، وصل فريق استكشاف إلى مكان يُعتقد أنه المنبع الرئيسي لنهر روكارارا (وهو رافد لنهر موجو الذي بدوره رافد لنهر نيابارونجو) ، ومن خلال شق طريق صعود في المنحدرات الجبلية شديدة الانحدار في غابة نيونغوي عثر الفريق على تدفق سطحي لمياه واردة من مسافة عدة كيلومترات، حيث اعتُبر هذا التدفق منبعا جديدا لنهر النيل مما أعطى النيل طولًا جديداً يبلغ 6،758 كم (4199 ميل). توصف مدينة جش أباي الواقعة في وسط إثيوبيا على أنها "الأرض المقدسة" التي منها تنبع أول قطرات نهر النيل الأزرق.[10]

في أوغندة

النيل الأبيض في أوغندة

يخرج نهر النيل من بحيرة فيكتوريا عند شلالات ريبون بالقرب من مدينة جينجا في أوغندا ويعرف هذا الجزء من النهر باسم نيل فيكتوريا . يتدفق نيل فيكتوريا شمالًا لمسافة 130 كيلومترًا (81 ميلًا) حتى يصل إلى بحيرة كيوغا. يبدأ الجزء الثاني من النهر والذي يبلغ طوله حوالي 200 كيلومتر (120 ميل) من الشواطئ الغربية لبحيرة كيوغا ويتدفق في البداية باتجاه الغرب إلى أن يصل جنوب مدينة ماسيندي مباشرة ، ثم يتغير مسار النهر ويتجه إلى الشمال ويصنع نصف دائرة كبيرة باتجاه الشرق والشمال حتى شلالات كارومة. أما الجزء المتبقي من النهر فيتدفق فقط غربًا عبر شلالات مورشيسون حتى يصل إلى الشواطئ الشمالية لبحيرة ألبرت حيث يشكل هناك دلتا نهرية كبيرة. تقع البحيرة نفسها على حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية مع أوغندة ، لكن نهر النيل لا يعتبر نهرًا حدوديًا في هذه المرحلة. يغادر النهر بحيرة ألبرت ويستمر بالتدفق شمالًا عبر أراضي أوغندا . يُعرف هذا الجزء من النهر باسم نهر ألبرت.[11]

في جنوب السودان

يستمر النهر في المسير شمالا عبر أراضي أوغندة ثم يدخل حدود أراضي جنوب السودان في منطقة تقع جنوب مدينة نمولي مباشرة. يعرف هذا الجزء من النهر باسم بحر الجبل حيث يلتقي بنهر آخر وهو نهر أتشوا إلى الجنوب مباشرة من المدينة. أما بحر الغزال ( وهو نهر يبلغ طوله 716 كيلومترًا (445 ميلًا)) فيتحد مع بحر الجبل ليشكلان بحيرة صغيرة تعرف باسم بحيرة نو. يُعرف النهر بعد هذه البحيرة باسم النيل الأبيض بسبب وجود طمي أبيض اللون معلق في مياهه. عندما يفيض النيل فإنه يترك رواسب طينية غنية تفيد التربة كسماد. ( في مصر توقف النيل عن الفيضان منذ الانتهاء من بناء سد أسوان في عام 1970). يتفرع جزء من بحر الجبل (يسمى نهر الزَّراف) ليتحد مجددا مع النيل الأبيض.

معدل تدفق مياه بحر الجبل في مدينة مونغالا في جنوب السودان ثابت تقريبًا على مدار العام ويبلغ في المتوسط حوالي 1048 متر مكعب / ثانية (37000 قدم مكعب / ثانية). بعد مونغالا ، يدخل بحر الجبل في المستنقعات الهائلة الواقعة في منطقة السُد في جنوب السودان. يضيع أكثر من نصف مياه النيل في هذا المستنقع بسبب التبخر والنتح، حيث يبلغ متوسط معدل تدفق مياه النيل الأبيض عند ذيول المستنقعات حوالي 510 متر مكعب / ثانية (18000 قدم مكعب / ثانية). قريبا من هذا المكان يلتقي بحر الجبل مع نهر السوباط في مدينة ملكال، يساهم منبع النيل الأبيض في ملكال كل سنة بنحو خمسة عشر بالمائة من إجمالي تدفق النيل. [12]

يبلغ متوسط تدفق النيل الأبيض في بحيرة كاواكي في ملكال والواقعة أسفل نهر السوباط مباشرة حوالي 924 متر مكعب / ثانية (32600 قدم مكعب / ثانية) ؛ تبلغ ذروة التدفق حوالي 1،218 متر مكعب / ثانية (43000 قدم مكعب / ثانية) في شهر أكتوبر أما الحد الأدنى للتدفق فيبلغ حوالي 609 متر مكعب / ثانية (21500 قدم مكعب / ثانية) في شهر أبريل. يرجع هذا التقلب في تدفق النيل الأبيض إلى الاختلاف الكبير في تدفق نهر السوباط ، الذي يبلغ حده الأدنى للتدفق حوالي 99 متر مكعب / ثانية (3500 قدم مكعب / ثانية) في مارس بينما تكون ذروة تدفق تزيد عن 680 متر مكعب / ثانية (24000 قدم مكعب / ثانية) في أكتوبر. خلال موسم الجفاف (من يناير إلى يونيو) يساهم النيل الأبيض بما بين 70٪ و 90٪ من إجمالي تصريف النيل.[13]

النيل الأزرق

يأتي النيل الأزرق بنسبة (80-85%) من المياه المغذية لنهر النيل، ولكن هذه المياه تصل إليه في الصيف فقط أثناء سقوط الأمطار الموسمية على هضبة الحبشة وهو ما يعرف بفيضان النيل، بينما لا يشكل في بقية الأيام من العام ذات النسبة حيث تقل المياه.

ينبع النيل الأزرق من بحيرة تانا الواقعة في مرتفعات إثيوبيا بشرق القارة الأفريقية وتغذية بـ 7% فقط من إيراده في المتوسط[11] ويغذيه عدد من الروافد بالمتبقي. يلتقي بنهري الرهد والدندر داخل الأراضي السودانية. ويطلق عليه اسم أبّيئ (بالأمهرية: አባይ)‏ بينما يطلق عليه اسم "النيل الأزرق" بعد عبوره الحدود الإثيوبية السودانية. ويستمر هذا النيل حاملًا اسمه السوداني في مسار طوله 1,400 كيلومتر، (850 ميل) حتى يلتقي بالفرع الآخر – "النيل الأبيض" – في المقرن بالخرطوم ليشكلا معا من تلك النقطة، مرورًا بأراضي مصر، وحتى المصب في البحر المتوسط، ما يعرف باسم النيل.

ملتقى النيل

بعد اتحاد النيلين الأبيض والأزرق في مقرن الخرطوم ليشكلا معا نهر النيل، وتشكلت في المنطقة أحد أعرق أحياء الخرطوم ألا وهو المقرن.[14] ويوجد بها إحدى أقدم الحدائق النباتية بالقارة "الحديقة النباتية القومية".[15]

نهر عطبرة

لا يتبقى لنهر النيل سوى رافد واحد لتغذيته بالمياه قبل دخوله مصر ألا وهو نهر عطبرة، والذي يبلغ طول مساره 800 كم (500 ميل) تقريبا. ينبع هذا النهر من المرتفعات الإثيوبية أيضا، شمالي بحيرة تانا، ويتصل بنهر النيل على مسافة 300 كم (200 ميل) بعد مدينة الخرطوم.

الشلالات

في شمال الخرطوم يمر النيل على ستة شلالات؛ – الشلال السادس في السبلوقة (شمال الخرطوم) حتى شلال أسوان – في مصر. ويغير مساره، حيث ينحني مسار النيل في اتجاه جنوبي غربي قرب مدينة أبوحمد، قبل أن يرجع لمساره الأصلي – شمالا – قرب مدينة الدبة، ويطلق على هذا الجزء المنحني اسم "الانحناء العظيم للنيل".

بعد عودته لمساره الأصلي، يعبر النيل الحدود السودانية المصرية، ويستمر في مساره داخل مصر حتى يصل إلى بحيرة ناصر وهي: بحيرة صناعية تقع خلف السد العالي. وبدءًا من عام 1998 انفصلت بعض أجزاء هذه البحيرة غربا بالصحراء الغربية ليشكلوا بحيرات توشكى

وعودة إلى مساره الأصلي في بحيرة ناصر، يغادر النيل البحيرة ويتجه شمالا حتى يصل إلى البحر المتوسط. على طول هذا المسار، يتفرع جزء من النهر عند أسيوط، ويسمى بحر يوسف، ويستمر حتى يصل إلى الفيوم.

ويصل نهر النيل إلى أقصى الشمال المصري، ليتفرع إلى فرعين: فرع دمياط شرقا وفرع رشيد غربا، ويحصران فيما بينهما دلتا النيل وهي تعتبر على قمة قائمة الدلتا في العالم، ويصب النيل في النهاية عبر هذين الفرعين في البحر المتوسط منهيا مساره الطويل من أواسط شرق إفريقيا وحتى شمالها. ومن المدن التي يمر بها نهر النيل بعد الملتقى (شندي والمتمة والدامر وعطبرة وأبو حمد منتهيًا بحلفا قبل الدخول إلى مصر).

بحيرة تانا-أثيوبيا.

مياه النيل

يحصل النيل على مياهه من المصادر التالية:

  • النيل الأزرق 59% من الإيراد
  • نهر السوباط 14%
  • نهر عطبرة 13%
  • بحر الجبل 14%

تتغير هذه النسب في موسم الفيضان لتصل إلى 68% من النيل الأزرق و 22% من نهر عطبرة و 5% لكل من السوباط وبحر الجبل. وتعزى المساهمة الضئيلة نسبيًا للنيل الأبيض إلى الفقد الناتج عن التبخر في منطقة السدود[11]

الطمي

التكوينات الصخرية بالجزر الصغيرة في مجرى نهر النيل (أسوان، مصر)

يحمل النيل حوالي 110 مليون طن من الطمي سنويًا. يأتي معظمها من الهضبة الحبشية. لكميات الطمي هذه أثر كبير على دول الحوض حيث تجدد خصوبة التربة على الضفتين في بعض المناطق وتقلل من السعة التخزينية للخزانات والسدود على مسار النيل. فعلى سبيل المثال فقد خزان سنار 50% من سعته التخزينية بحلول عام 1975.[11] وبسبب الطمي يتعذر إغلاق أبواب الخزانات في فترة الفيضان لتقليل الترسبات وتجنب ردم البحيرات بفعل الطمي.[16]

فيضان النيل

بحيرة تانا لقطة من الفضاء أبريل 1991.

اعتمدت الحضارات التي قامت على ضفتي النيل على الزراعة، كنشاط رئيسي مميز لها، خصوصا في السودان ومصر، لهذا فقد شكل فيضان النيل أهمية كبرى في الحياة المصرية القديمة والنوبية أيضا. يحدث الفيضان بصورة دورية في فصل الصيف.

ففي مصر الفرعونية، ارتبط الفيضان بطقوس شبه مقدسة، حيث كانوا يقيمون احتفالات وفاء النيل ابتهاجا بالفيضان. كما قاموا بتسجيل هذه الاحتفالات في صورة نحت على جدران معابدهم ومقابرهم والأهرامات لبيان مدى تقديسهم للفيضان.

وفي مصر الإسلامية، اهتم ولاتها بالفيضان أيضا، وقاموا بتصميم "مقياس النيل" في للقيام بقياس دقيق للفيضان. وما زال هذا المقياس قائما لليوم في "جزيرة الروضة" بالقاهرة.

أما في العصر الحديث، ففي أواخر الثمانينات من القرن المنصرم شهدت دول حوض النيل جفافا نتيجة لضعف فيضان النيل، مما أدى إلى نقص المياه وحدوث مجاعة كبرى في كل من السودان وإثيوبيا، غير أن مصر لم تعان من آثار تلك المشكلة نظرا لمخزون المياه ببحيرة ناصر خلف السد العالي.[17]

الأهمية الاقتصادية

يتركز سكان مصر في وادي النيل ومنطقة الدلتا.
صورة للنيل بالقمر الصناعي
صورة للنيل بالقمر الصناعي

يشكل حوض النيل تنوعا جغرافيا فريدا، بدءًا من المرتفعات في الجنوب ويقل الارتفاع حتى يصل إلى سهول فسيحة في أقصى الشمال. ولذلك نهر النيل يجري من الجنوب إلى الشمال تبعا لميل الأرض.

يشكل النيل أهمية كبرى في اقتصاديات دول حوض النيل، ففي مجال الزراعة يعتمد المزارعون في دول حوض النيل على مياهه من أجل ري محاصيلهم. ومن أشهر هذه المحاصيل: القطن، القمح، قصب السكر، البلح، البقوليات، والفواكه الحمضية.

وفي مجال الصيد فيعتمد الصيادون على الأسماك النيلية المتوفرة فيه، ويعتبر السمك من الأكلات المفضلة للكثير من شعوب هذه الدول. كما يشتهر نهر النيل بوجود العديد من الأحياء المائية أهمها تمساح النيل والذي بتواجد في أغلب مسار النيل. أما في مجال السياحة، ففي السودان ومصر وتقوم عليه أحد أنواع السياحة وهي "السياحة النيلية"، حيث تبحر الفلوكة حاملة السياح وزائرو البلاد في كل من بين السدين الثالث والرابع في شمال السودان وبين جوبا وكوستي في جنوب السودان والجيزة والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان بمصر.

لمحة تاريخية

نتيجة للإمكانيات الهائلة التي يوفرها نهر النيل، فقد كان مطمعا للقوى الاستعمارية في القرن التاسع عشر. فقد تحكمت الدول الأوروبية في دول حوض النيل في تلك الفترة؛ فبينما كانت بريطانيا تحكم قبضتها على مصر والسودان وأوغندا وكينيا، فقد أحكمت ألمانيا قبضتها على تانزانيا، رواندا وبوروندي. في نفس الوقت فقد قامت بلجيكا بالسيطرة على الكونغو الديمقراطية والتي كانت تعرف في هذا الوقت باسم زائير.

إيرادات روافد النيل

وبعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى (1914-1918) أوزارها، فقد قسمت الإمبراطورية الألمانية بين كل من بريطانيا وبلجيكا؛ فحصلت إنجلترا على تنزانيا، بينما حصلت بلجيكا على رواندا وبوروندي، بينما بقيت إثيوبيا دولة مستقلة.

ومع انتهاء السيطرة البريطانية على مصر والسودان في الخمسينات من القرن العشرين، فقد تم توقيع اتفاقية نهر النيل عام 1959 لتقسيم مياه النيل، وترفض أغلبية دول حوض النيل هذا التقسيم ويعتبرونه جائر من أيام التوسع الاستعماري.

حوض النيل

حوض النيل هو مسمى يطلق على عشر دول إفريقية يمر فيها نهر النيل بالإضافة إلى دولة أريتريا كمراقب؛ سواء تلك التي يجري مساره مخترقا أراضيها، أو تلك التي يوجد على أراضيها منابع نهر النيل، أو تلك التي يجري عبر أراضيها الأنهار المغذية لنهر النيل. ويغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كم² من المنبع في بحيرة فكتوريا وحتى المصب في البحر المتوسط.

دول حوض النيل

قائمة دول حوض النيل مرتبة جغرافيا من الشمال والشرق إلى الجنوب والغرب:

مبادرات واتفاقيات حوض النيل

مبادرة حوض النيل هي اتفاقية دولية وقعت بين دول حوض النيل التسع (وأضيفت لها إريتريا كمراقب) في فبراير 1999 بهدف تدعيم أواصر التعاون الإقليمي (سياسي واجتماعي) بين هذه الدول. وقد تم توقيعها في تانزانيا.

بحسب الموقع الرسمي للمبادرة، فهي تنص على "الوصول إلى تنمية مستدامة في المجال السياسي والاجتماعي، من خلال الاستغلال المتساوي للإمكانيات المشتركة التي يوفرها حوض نهر النيل".

بدأت محاولات الوصول إلى صيغة مشتركة للتعاون بين دول حوض النيل في 1993 من خلال إنشاء أجندة عمل مشتركة لهذه الدول للاستفادة من الإمكانيات التي يوفرها حوض النيل.

في 1995 طلب مجلس وزراء مياه دول حوض النيل من البنك الدولي الإسهام في الأنشطة المقترحة، وعلى ذلك أصبح كل من البنك الدولي، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي والهيئة الكندية للتنمية الدولية شركاء لتفعيل التعاون ووضع آليات العمل بين دول حوض النيل.

في 1997 قامت دول حوض النيل بإنشاء منتدى للحوار من أجل الوصول لأفضل آلية مشتركة للتعاون فيما بينهم، ولاحقا في 1998 تم الاجتماع بين الدول المعنية – باستثناء إريتريا في هذا الوقت – من أجل إنشاء الآلية المشتركة فيما بينهم.

في فبراير من العام 1999 تم التوقيع على هذه الاتفاقية بالأحرف الأولى في تانزانيا من جانب ممثلي هذه الدول، وتم تفعيلها لاحقا في مايو من نفس العام، وسميت رسميا باسم: "مبادرة حوض النيل".

الرؤية والأهداف

تهدف هذه المبادرة إلى التركيز على ما يلي:

  1. الوصول إلى تنمية مستدامة في المجال السوسيو-اجتماعي، من خلال الاستغلال المتساوي للإمكانيات المشتركة التي يوفرها حوض نهر النيل.
  2. تنمية المصادر المائية لنهر النيل بصورة مستدامة لضمان الأمن، والسلام لجميع شعوب دول حوض النيل.
  3. العمل على فاعلية نظم إدارة المياه بين دول حوض النيل، والاستخدام الأمثل للموارد المائية.
  4. العمل على آليات التعاون المشترك بين دول ضفتي النهر.
  5. العمل على استئصال الفقر والتنمية الاقتصادية بين دول حوض النيل.
  6. التأكد من فاعلية نتائج برنامج التعاون بين الدول، وانتقالها من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ.

مجالات التعاون

  • المياه
  • تنوع الأحياء المائية
  • استئصال الفقر
  • الغابات
  • الجفاف
  • إطارات التنمية المستدامة
  • الطاقة من أجل التنمية المستدامة
  • الزراعة
  • حفظ وإدارة الموارد الطبيعية
  • التنمية المستدامة في القارة الإفريقية
  • تغيير أنماط الاستهلاك والإنتاج الغير صحية
  • التنمية المستدامة في ظل العولمة

معرض صور

المراجع

  1. ^ Lebensspiegel für die deutsche Jugend. Erster Theil. De Gruyter. 31 ديسمبر 1823. ص. 334–336. ISBN:978-3-11-143966-2. مؤرشف من الأصل في 2021-05-02.
  2. ^ "The Quest for Cooperation in the Nile Water Conflicts: The Case of Eritrea" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-04-17. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة) وline feed character في |عنوان= في مكان 44 (مساعدة)
  3. ^ Elsanabary, Mohamed Helmy Mahmoud Moustafa (Fall 2012). "Teleconnection, Modeling, Climate Anomalies Impact and Forecasting of Rainfall and Streamflow of the Upper Blue Nile River Basin". ERA (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-04-19. Retrieved 2021-05-02.
  4. ^ "GeoHack - Nile". geohack.toolforge.org. مؤرشف من الأصل في 2021-02-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-02.
  5. ^ Jan 25; 2009; Ist, 00:43. "What's the Blue Nile and the White Nile? - Times of India". The Times of India (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-12-01. Retrieved 2021-05-02. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |الأخير2= يحوي أسماء رقمية (help)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  6. ^ أ ب "نهر النيل – وزارة الموارد المائية و الرى" (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2020-11-25. Retrieved 2021-05-02.
  7. ^ "السيسي: لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر.. "المساس بحقنا في المياه خط أحمر"". سكاي نيوز عربية. مؤرشف من الأصل في 2021-03-30. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-02.
  8. ^ "The New Vision Online : The truth about the source of R. Nile". web.archive.org. 9 أبريل 2011. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-05.
  9. ^ "Team reaches Nile's 'true source'" (بالإنجليزية البريطانية). 31 Mar 2006. Archived from the original on 2021-03-09. Retrieved 2021-05-05.
  10. ^ "Next on Egypt's to-do: Ethiopia and the Nile - Features - Al Jazeera English". web.archive.org. 9 ديسمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-05.
  11. ^ أ ب ت ث بالانجليزية: تحكم واستخدامات مياه النيل في السودان، وزارة الري، يونيو 1975. https://digitalt.uib.no/bitstream/handle/1956.2/2536/1476_sudangov(Control%20and%20use%20of%20Nile%20Wateres%20in%20the%20sudan.pdf?sequence=1 and use of Nile Wateres in the sudan.pdf?sequence=1 نسخة محفوظة 2018-08-31 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ http://www.ielrc.org/content/a0509.pdf. {{استشهاد بكتاب}}: روابط خارجية في |title= (مساعدة)
  13. ^ https://web.archive.org/web/20101124102107/http://iahs.info/bluebooks/SP005/BB_005_0161.pdf. {{استشهاد بكتاب}}: روابط خارجية في |title= (مساعدة)
  14. ^ "موقع النيلين الاخباري". مؤرشف من الأصل في 2018-09-25.
  15. ^ "معرض زهور الخريف الحديقة النباتية". مؤرشف من الأصل في 2020-05-15.
  16. ^ بالانجليزية: ترويض أعالي النيل The training of the Upper Nile ف. نيوهاوس. المفتش العام السابق للري المصري في السودان. الناشر: سير ايزاك بيتمان و أولاده. لندن. 1939.https://digitalt.uib.no/bitstream/handle/1956.2/2517/1036_new_house %28The Training of the Upper Nile%29.pdf?sequence=1 نسخة محفوظة 2018-08-03 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ نصف قرن على السد العالي، مؤرشف من الأصل في 2021-01-16، اطلع عليه بتاريخ 2021-01-16

انظر أيضًا

وصلات خارجية