معركة الكرامة: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 196: سطر 196:


== ما بعد المعركة ==
== ما بعد المعركة ==
[[ملف:Karama_aftermath_6.JPG|تصغير|أنقاض منطقة الكرامة بعد معركة الكرامة]]{{تدقيق لغوي}}
[[ملف:Karama_aftermath_6.JPG|تصغير|أنقاض منطقة الكرامة بعد معركة الكرامة.]]
بحسب التصريحات الإسرائيلية (في ذلك الوقت) فقد حققت إسرائيل هدفها المتمثل في تدمير معسكر منظمة فتح،<ref name="herzog205" /> <ref name="Rothrock">James Rothrock, Live by the sword: Israel's struggle for existence in the Holy Land, WestBow Press (2011) p.53</ref> وعلى المستوى التكتيكي، انتهت المعركة بالفعل لصالح إسرائيل.<ref name="Zeev Maoz page 246" /> "كشفت عملية الكرامة ضعف وحدات منظمة التحرير الفلسطينية المنتشرة على طول نهر الأردن، وبالتالي نقلوا تجمعاتهم إلى الجبال. وفرض هذا ضغوطًا إضافية عليهم وجعل عملياتهم في الضفة الغربية أكثر تعقيدًا وصعوبة مما كانت عليه من قبل.<ref name="foray" /> ولكن من الناحية السياسية، تم إدانة إسرائيل بشدة من قبل الرأي العام العالمي. قال [[سفير الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة|سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة]]، [[آرثر غولدبرغ]]، "نعتقد أن الإجراءات العسكرية المضادة مثل تلك التي حدثت للتو، على نطاق لا يتناسب مع أعمال العنف التي سبقتها، تستحق الاستنكار إلى حد كبير". وقال السفير الأمريكي في إسرائيل، والورث بربور، إنه بعد عشرين عامًا، سيكتب المؤرخ ذلك اليوم على أنه بداية تدمير إسرائيل. أبلغ إيبان مجلس الوزراء ببيان السفير، وقال مناحيم بيغن إنه يجب عدم الاستشهاد بمثل هذا الكلام في اجتماع لمجلس الوزراء. <ref name="segev" />
بحسب التصريحات الإسرائيلية (في ذلك الوقت) فقد حققت إسرائيل هدفها المتمثل في تدمير معسكر منظمة فتح،<ref name="herzog205" /><ref name="Rothrock">James Rothrock, Live by the sword: Israel's struggle for existence in the Holy Land, WestBow Press (2011) p.53</ref> وعلى المستوى التكتيكي، انتهت المعركة بالفعل لصالح إسرائيل.<ref name="Zeev Maoz page 246" /> "كشفت عملية الكرامة ضعف وحدات [[منظمة التحرير الفلسطينية]] المنتشرة على طول [[نهر الأردن]]، وبالتالي نقلوا تجمعاتهم إلى الجبال. وفرض هذا ضغوطًا إضافية عليهم وجعل عملياتهم في الضفة الغربية أكثر تعقيدًا وصعوبة مما كانت عليه من قبل.<ref name="foray" /> ولكن من الناحية السياسية، تم إدانة إسرائيل بشدة من قبل الرأي العام العالمي. قال [[سفير الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة|سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة]]، [[آرثر غولدبرغ]]، "نعتقد أن الإجراءات العسكرية المضادة مثل تلك التي حدثت للتو، على نطاق لا يتناسب مع أعمال العنف التي سبقتها، تستحق الاستنكار إلى حد كبير". وقال السفير الأمريكي في إسرائيل، والورث بربور، إنه بعد عشرين عامًا، سيكتب المؤرخ ذلك اليوم على أنه بداية تدمير إسرائيل. أبلغ إيبان مجلس الوزراء ببيان السفير، وقال مناحيم بيغن إنه يجب عدم الاستشهاد بمثل هذا الكلام في اجتماع لمجلس الوزراء.<ref name="segev" />
[[ملف:Karameh_aftermath_9.jpg|تصغير|جندي أردني مع عتاد واسلحة إسرائيلية مهجورة بعد انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي]]
[[ملف:Karameh_aftermath_9.jpg|تصغير|جندي أردني مع عتاد وأسلحة إسرائيلية مهجورة بعد انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي.]]
كانت الخسائر العالية نسبيًا مفاجأة كبيرة للجيش الإسرائيلي وكانت مذهلة للإسرائيليين. <ref name="tuckerS" />على الرغم من أن الفلسطينيين لم ينتصروا بمفردهم، إلا أن الملك حسين سمح للفلسطينيين بالحصول على الفضل<ref name="assessment" />.<ref name="Aviation">{{استشهاد بكتاب
كانت الخسائر العالية نسبيًا مفاجأة كبيرة للجيش الإسرائيلي وكانت مذهلة للإسرائيليين.<ref name="tuckerS" /> على الرغم من أن الفلسطينيين لم ينتصروا بمفردهم، إلا أن الملك حسين سمح للفلسطينيين بالحصول على الفضل.<ref name="assessment" /><ref name="Aviation">{{استشهاد بكتاب
| مسار = https://books.google.com/books?id=-bXMBQAAQBAJ
| مسار = https://books.google.com/books?id=-bXMBQAAQBAJ
| صفحة = 79
| صفحة = 79
سطر 208: سطر 208:
| تاريخ = 23 December 2008
| تاريخ = 23 December 2008
| isbn = 9781439894736
| isbn = 9781439894736
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210815051340/https://books.google.com/books?id=-bXMBQAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 15 أغسطس 2021 }}</ref> إلا أن معركة الكرامة زودت فتح بالدعاية الدعائية<ref name="segev" />. وفي وقت لاحق، قال رئيس مكتب وزارة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، [[جدعون رافائيل]]، إن "العملية أعطت دفعة هائلة [[حركة فتح|لمنظمة فتح]] التي يتزعمها ياسر عرفات ووضعت بشكل لا رجعة فيه مشكلة [[فلسطين]] على جدول الأعمال الدولي، لم تعد قضية إنسانية للاجئين المشردين، ولكن باعتبارها قضية إنسانية. مطالبة بإقامة دولة فلسطينية ".<ref name="neff">{{استشهاد بخبر
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210815051340/https://books.google.com/books?id=-bXMBQAAQBAJ | تاريخ أرشيف = 15 أغسطس 2021 }}</ref> إلا أن معركة الكرامة زودت فتح بالدعاية الدعائية.<ref name="segev" /> وفي وقت لاحق، قال رئيس مكتب وزارة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، [[جدعون رافائيل]]، إن "العملية أعطت دفعة هائلة [[حركة فتح|لمنظمة فتح]] التي يتزعمها ياسر عرفات ووضعت بشكل لا رجعة فيه مشكلة [[فلسطين]] على جدول الأعمال الدولي، لم تعد قضية إنسانية للاجئين المشردين، ولكن باعتبارها قضية إنسانية. مطالبة بإقامة دولة فلسطينية".<ref name="neff">{{استشهاد بخبر
| العدد = March 1998
| العدد = March 1998
| صفحات = 87–88
| صفحات = 87–88
سطر 228: سطر 228:
| عمل = Alaraby
| عمل = Alaraby
| ناشر = Alaraby
| ناشر = Alaraby
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171012104404/https://www.alaraby.co.uk/english/politics/2015/3/23/the-legacy-of-mashhoor-hadeetha-el-jazi-hero-of-karamah | تاريخ أرشيف = 12 أكتوبر 2017 }}</ref> وقال عرفات "ما فعلناه هو أن نجعل العالم... يدرك أن الفلسطينيين لم يعد عدد لاجئين كذا وكذا، بل هو فرد من شعب يمسك بزمام مصيره وهو في وضع يسمح له بتحديد مستقبلنا ". <ref name="neff" /> اعتبر الفلسطينيون والعرب عمومًا المعركة انتصارًا نفسيًا على [[جيش الدفاع الإسرائيلي]]، الذي كان يُنظر إليه على أنه "لا يُقهر" حتى ذلك الحين، وارتفع التجنيد في وحدات حرب العصابات.<ref>A.I.Dawisha, ''Arab Nationalism in the Twentieth Century: From Triumph to Despair,'' Princeton University Press, 2003 p.258</ref> أفادت فتح أن 5000 متطوع تقدموا بطلب للانضمام خلال 48 ساعة من المعركة. <ref name="neff" />بحلول أواخر مارس / آذار، كان هناك ما يقرب من 20 ألف فدائي في الأردن.<ref name="brotherhood">{{استشهاد بخبر
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20171012104404/https://www.alaraby.co.uk/english/politics/2015/3/23/the-legacy-of-mashhoor-hadeetha-el-jazi-hero-of-karamah | تاريخ أرشيف = 12 أكتوبر 2017 }}</ref> وقال عرفات "ما فعلناه هو أن نجعل العالم... يدرك أن الفلسطينيين لم يعد عدد لاجئين كذا وكذا، بل هو فرد من شعب يمسك بزمام مصيره وهو في وضع يسمح له بتحديد مستقبلنا".<ref name="neff" /> اعتبر الفلسطينيون والعرب عمومًا المعركة انتصارًا نفسيًا على [[جيش الدفاع الإسرائيلي]]، الذي كان يُنظر إليه على أنه "لا يُقهر" حتى ذلك الحين، وارتفع التجنيد في وحدات حرب العصابات.<ref>A.I.Dawisha, ''Arab Nationalism in the Twentieth Century: From Triumph to Despair,'' Princeton University Press, 2003 p.258</ref> أفادت فتح أن 5000 متطوع تقدموا بطلب للانضمام خلال 48 ساعة من المعركة.<ref name="neff" /> بحلول أواخر مارس/آذار، كان هناك ما يقرب من 20 ألف فدائي في الأردن.<ref name="brotherhood">{{استشهاد بخبر
| issn = 0040-781X
| issn = 0040-781X
| عنوان = A Brotherhood of Terror
| عنوان = A Brotherhood of Terror
سطر 240: سطر 240:
}}{{subscription required}}</ref>
}}{{subscription required}}</ref>


قدم العراق وسوريا برامج تدريبية لعدة آلاف من الرجال ضمن اساليب [[حرب عصابات|حرب العصابات]]. وجمعت [[الدول العربية في الخليج العربي|دول الخليج العربي]]، بقيادة [[الكويت]]، الأموال لهم من خلال ضريبة بنسبة 5٪ على رواتب عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين المقيمين، وجمعت حملة تمويل في [[لبنان]] 500 ألف دولار من [[بيروت]] وحدها. بدأت المنظمات الفلسطينية في ضمان دعم مدى الحياة لعائلات جميع المقاتلين الذين قتلوا في المعارك.<ref name="brotherhood" /> في غضون عام بعد المعركة، كان لفتح فروع في حوالي ثمانين دولة.<ref name="kurz56">Kurz (2006), p. 56.</ref>
قدم العراق وسوريا برامج تدريبية لعدة آلاف من الرجال ضمن أساليب [[حرب عصابات|حرب العصابات]]. وجمعت [[الدول العربية في الخليج العربي|دول الخليج العربي]]، بقيادة [[الكويت]]، الأموال لهم من خلال ضريبة بنسبة 5٪ على رواتب عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين المقيمين، وجمعت حملة تمويل في [[لبنان]] 500 ألف دولار من [[بيروت]] وحدها. بدأت المنظمات الفلسطينية في ضمان دعم مدى الحياة لعائلات جميع المقاتلين الذين قتلوا في المعارك.<ref name="brotherhood" /> في غضون عام بعد المعركة، كان لفتح فروع في حوالي ثمانين دولة.<ref name="kurz56">Kurz (2006), p. 56.</ref>


بعد المعركة بدأت فتح في الانخراط في مشاريع مجتمعية لتحقيق الانتماء الشعبي.<ref name="kurz55">Kurz (2006), p. 55</ref> تعتبر معركة الكرامة وما تلاها من زيادة في قوة منظمة التحرير الفلسطينية محفزات مهمة لأحداث 1970 للحرب الأهلية المعروفة باسم [[أيلول الأسود]]،<ref name="pollack335">Pollack (2002), p. 335</ref> والتي تمكنت فيها المملكة من طرد الجماعات الفلسطينية إلى لبنان بعد أن كانت قد قامت بذلك. بدأ في السيطرة على [[الأردن]].<ref name="telegraph">{{استشهاد بخبر
بعد المعركة بدأت فتح في الانخراط في مشاريع مجتمعية لتحقيق الانتماء الشعبي.<ref name="kurz55">Kurz (2006), p. 55</ref> تعتبر معركة الكرامة وما تلاها من زيادة في قوة منظمة التحرير الفلسطينية محفزات مهمة لأحداث 1970 للحرب الأهلية المعروفة باسم [[أيلول الأسود]]،<ref name="pollack335">Pollack (2002), p. 335</ref> والتي تمكنت فيها المملكة من طرد الجماعات الفلسطينية إلى لبنان بعد أن كانت قد قامت بذلك. بدأً في السيطرة على [[الأردن]].<ref name="telegraph">{{استشهاد بخبر
| عنوان = 1968: Karameh and the Palestinian revolt
| عنوان = 1968: Karameh and the Palestinian revolt
| عمل = Telegraph
| عمل = Telegraph
سطر 248: سطر 248:
| تاريخ = 16 May 2002
| تاريخ = 16 May 2002
| مسار = https://www.telegraph.co.uk/news/1400177/1968-Karameh-and-the-Palestinian-revolt.html
| مسار = https://www.telegraph.co.uk/news/1400177/1968-Karameh-and-the-Palestinian-revolt.html
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211022035127/https://www.telegraph.co.uk/news/1400177/1968-Karameh-and-the-Palestinian-revolt.html | تاريخ أرشيف = 22 أكتوبر 2021 }}</ref>. في وقت لاحق، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 248 الذي يدين الغارة الإسرائيلية على الأراضي الأردنية وانتهاك خط وقف إطلاق النار، مذكراً بالقرارات رقم 237 التي شجعت إسرائيل على ضمان سلامة المدنيين في المناطق العسكرية. وأكد القرار أنه لا يمكن التسامح مع الأعمال الانتقامية وأن تكرار مثل هذه الانتهاكات سيجبر مجلس الأمن على اتخاذ المزيد من الخطوات.<ref name="UNSC" />
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211022035127/https://www.telegraph.co.uk/news/1400177/1968-Karameh-and-the-Palestinian-revolt.html | تاريخ أرشيف = 22 أكتوبر 2021 }}</ref> في وقت لاحق، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 248 الذي يدين الغارة الإسرائيلية على الأراضي الأردنية وانتهاك خط وقف إطلاق النار، مذكراً بالقرارات رقم 237 التي شجعت إسرائيل على ضمان سلامة المدنيين في المناطق العسكرية. وأكد القرار أنه لا يمكن التسامح مع الأعمال الانتقامية وأن تكرار مثل هذه الانتهاكات سيجبر مجلس الأمن على اتخاذ المزيد من الخطوات.<ref name="UNSC" />


كانت المعركة هي الاشتباك الأول بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث استخدم الأخير انتحاريين. <ref name="Tass" /> كشفت الملفات التي نشرها الجيش الإسرائيلي في عام 2011 أن الجيش الإسرائيلي بدأ التخطيط للعمليتين في عام 1967، قبل عام واحد من حادثة الحافلة. كما كشفوا أن الجيش الإسرائيلي قد تدرب على عبور نهر الأردن في عام 1966، في حين أن الأردن لا يزال يسيطر على الضفة الغربية. [5]<ref name="Debacle in the desert" />
كانت المعركة هي الاشتباك الأول بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث استخدم الأخير انتحاريين.<ref name="Tass" /> كشفت الملفات التي نشرها الجيش الإسرائيلي في عام 2011 أن الجيش الإسرائيلي بدأ التخطيط للعمليتين في عام 1967، قبل عام واحد من حادثة الحافلة. كما كشفوا أن الجيش الإسرائيلي قد تدرب على عبور نهر الأردن في عام 1966، في حين أن الأردن لا يزال يسيطر على الضفة الغربية.<ref name="Debacle in the desert" />


== التأريخ للمعركة ==
== التأريخ للمعركة ==

نسخة 10:43، 27 نوفمبر 2021

معركة الكرامة
جزء من حرب الاستنزاف  تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
خارطة سير المعركة
معلومات عامة
التاريخ 21 آذار 1968
البلد الأردن  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقع غور الأردن
 الأردن المملكة الأردنية الهاشمية
31°57′N 35°35′E / 31.95°N 35.58°E / 31.95; 35.58   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
النتيجة
  • كلا الجانبين ادعى النصر[1]
المتحاربون
 الأردن

منظمة التحرير الفلسطينية

إسرائيل إسرائيل
القادة
 الأردن

الفريق عامر خماش
اللواء مشهور حديثة

دولة فلسطين منظمة التحرير الفلسطينية
ياسر عرفات
صلاح خلف
خليل الوزير

 إسرائيل
رئيس الوزراء ليفي إشكول
وزير الدفاع موشي دايان
رئيس الأركان حاييم بارليف
القوة


1) الفرقة الثانية
2)

دولة فلسطين منظمة التحرير الفلسطينية

  • 1000 مقاتل
  • مدفع رشاش 800
  • ألغام وقنابل يدوية
 إسرائيل
الجيش الإسرائيلي
1) ثلاثة ألوية مدرعة
2) وثلاثة ألوية مشاة محمولة
3) كتيبة مظليين
4) عدة أسراب من سلاح الجو
الخسائر
 الأردن:

86 قتيلًا
108 جريحًا
4 أسرى
13 دبابة
39 آلية مختلفة[2]
طائرتان حربيتان

منظمة التحرير الفلسطينية:
156 قتيلاً
100 جريحًا
141 أسير

إسرائيل إسرائيل:

28 قتيلًا
69 جريحًا
4 دبابات
عربتان نصف مجنزرة
مركبتان مدرعة
طائرة حربية واحدة

خريطة

معركة الكرامة وقعت في 21 آذار 1968 حين حاولت قوات الكيان الصهيوني احتلال نهر الأردن لأسباب يعتبرها استراتيجية. وقد عبرت النهر فعلاً من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدى لها الجيش الأردني على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة.[3] وفي قرية الكرامة اشتبك الجيش العربي والفدائيون[4] مع القوات الإسرائيلية، في معركة استمرت قرابة الخمسين دقيقة. واستمرت بعدها المعركة بين الجيش الأردني والقوات الإسرائيلية أكثر من 16 ساعة، مما اضطر الإسرائيليين إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم. وتمكن الجيش الأردني من الانتصار على القوات الإسرائيلية وطردهم من أرض المعركة مخلفين ورائهم الآليات والقتلى دون تحقيق الكيان الصهيوني لأهدافه.

وتكتسب معركة الكرامة التي وقعت في 21 آذار/مارس 1968 أهمية كبيرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر. إذ تعدُّ نقطة تحوّل باتجاه سيطرة العمل الفدائي الفلسطيني -وخصوصاً حركة فتح- على الساحة السياسية الفلسطينية وعلى منظمة التحرير الفلسطينية. وقد أدت إلى ترسيخ الوجود الفدائي شرقي الأردن وأعطته زخماً شعبياً كبيراً فلسطينياً وعربياً. كما أسهمت في تكريس خيار "حرب العصابات" و"حرب التحرير الشعبية" ضدّ الكيان الصهيوني، بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب حزيران/يونيو 1967 واحتلال إسرائيل للضفة العربية وقطاع غزة والجولان وسيناء.[5]

الموقع

جرت أحداث معركة الكرامة في منطقة غور الأردن على الضفة الشرقية من نهر الأردن. نسبت المعركة إلى قرية الكرامة التي حدثت أهم الاشتباكات فيها وقربها، وتقع قرية الكرامة في الجزء الشرقي من غور نهر الأردن وهي عبارة عن منطقة زراعية منخفضة جغرافياً اشتهرت ببساتينها الكبيرة وخضرتها الدائمة وكانت تسمى بمنطقة الآبار وذلك لكثرة الآبار الارتوازية فيها، وتسمى أيضا بغور الكبد باعتبارها جزءا من منطقة زراعية واسعة وتعتبر هذه المنطقة سلة الغذاء الأردني ويعتمد 95% من سكان هذه المنطقة على الزراعة.

وتاريخ المنطقة ضارب في القدم فقد مرت عليها ممالك كثيرة كالأدومية والمؤابية والعمونية والآرامية والأشورية ومملكة الأنباط واليونانية والرومانية والبيزنطية، حتى جاء الفتح الإسلامي، فعلى أرضها الكثير من مقامات الصحابة منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح وضرار بن الأزور، وشرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل وغيرهم.[6] وقد جاء في القرآن الكريم (غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ) والمقصود انتصار الفرس على الروم في هذه المنطقة التي تعد أدنى بقعة على سطح الأرض.[7]

بداية التوتر

بعد احتلال الكيان الصهيوني للـضفة الغربية من نهر الأردن في حرب 1967،[8] نشطت مجموعات من الفدائيين الفلسطينيين في منطقة الغور الشرقي، وكانت هجمات الفدائيين تنجز بدون تنسيق مسبق مع الجيش الأردني. وفي مطلع سنة 1968 صدرت عدة تصريحات رسمية عن إسرائيل، تعلن أنه إذا استمرت نشاطات الفدائيين الفلسطينين عبر نهر الأردن فإنها ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب، وبناء عليه زاد نشاط الدوريات الإسرائيلية في الفترة ما بين 15-18 مارس 1968 بين جسر الملك حسين وجسر داميا وازدادت أيضا الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق وادي الأردن.

لقد كانت حرب 1967 صدمة كبيرة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي انتظرت بفارغ الصبر طوال 19 عاماً (منذ 1948) ما كانت تَعِدُ به الأنظمة العربية من القضاء على الكيان الإسرائيلي. ولذلك أضعفت هذه الحرب الثقة بالأنظمة وجيوشها، وسعى الفلسطينيون إلى أخذ زمام المبادرة بأيديهم، وعدم انتظار تحقّق شعارات "الوحدة طريق التحرير" و"قومية المعركة" التي كانت سائدة من قبل، فضلاً عن انحسار الآمال تجاه جمال عبد الناصر لتحقيق الوحدة والتحرير. وتكرست بشكل أكبر الهوية الوطنية الفلسطينية، وتطلعت الأنظار إلى المنظمات الفدائية الفلسطينية كبديل أفضل.[5]

أهداف المعركة

تمهيدا للهجوم الواسع قامت إسرائيل بهجمات عديدة استخدمت بشكل رئيسي القصف الجوي والمدفعي، على طول الجبهة الأردنية طوال أسابيع عديدة سبقت بداية المعركة في 5:25 من فجر يوم الأحد في 21 آذار 1968. كما مهدت لذلك بإجراءات واسعة النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية عمدت بواسطتها إلى تهييء المنطقة لتطورات جديدة يتوقعونها كنتائج لعملياته العسكرية شرقي نهر الأردن. فقد بنوا توقعاتهم على أساس:

  1. القضاء نهائيا على الفدائيين الفلسطينيين (فتح العاصفة بقيادة أبو عمار والجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش).
  2. أنه لم يمض وقت طويل على هزيمة الجيوش العربية والشعور بأن جيشهم لا يهزم.
  3. لم يتسن الوقت للجيش الأردني إعادة تسليح قواته أو تعويض خسائره التي مني بها في الحرب الماضية.
  4. عدم تمكن الأردنيين من تعويض طائراتهم في سلاح الجو مما يحرم القوات الأردنية من الحصول على غطاء جوي.
  5. افتراض أن الاختلافات السياسية بين فصائل المقاومة والحكومة الأردنية لن تحقق أي تعاون بينهم وبين القوات الأردنية.[9] وقد أعلن الكيان الصهيوني أنهم قاموا بالهجوم لتدمير قوة المقاومة الفلسطينية، والقضاء على حلم العودة لدى الشعب الفلسطيني.
  6. محاولة وضع ولو موطئ قدم على أرض شرقي نهر الأردن باحتلال مرتفعات السلط وتحويلها إلى حزام أمني للكيان الصهيوني تماما كما فعلت في مرتفعات الجولان، وكما حدث بعد ذلك في جنوب لبنان. بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها.
  7. ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار.
  8. زعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين وإرغامهم على النزوح من أراضيهم ليشكلوا أعباء جديدة وحرمان المقاومة من وجود قواعد لها بين السكان وبالتالي المحافظة على الروح المعنوية للجيش الإسرائيلي بعد المكاسب التي حققها على الجبهات العربية في حزيران 1967.[10]

قائد المعركة مشهور حديثة

ولد مشهور حديثة الجازي الخرشا من قبيلة الحويطات في جنوب الأردن عام 1928 والتحق بقوات البادية الملكية الأردنية في 1943، وفي عام 1946 التحق بجناح الثقافة بمركز العبدلي واشترك بدورة تأهيل مرشحين عام 1947، وبعد تخرجه التحق بكتيبة المشاة الثانية وفي عام 1956 تولى قيادة كتيبة المدرعات الملكية الثانية ليصبح أول قائد عربي لها، وفي 958 عين عضواً في محكمة أمن الدولة وفي عام 1962 أصبح أول قائد للواء المدرع 40 الذي قام هو بتشكيله. تولى قيادة ما عرف بالجبهة الشرقية عام 1965 وبعد نكسة حزيران 1967 كلف بقيادة الفرقة الأولى التي كانت في طليعة القوات لمواجهة العدوان الصهيوني على الأردن ورده على أعقابه في معركة الكرامة في 21 آذار 1968.[11][12]

بعد معركة الكرامة عين نائباً لرئيس الأركان عام 1968 وتولى مهام المستشار العسكري الخاص لجلالة الملك الحسين في الديوان الملكي عام 1969. في عام 1970 تولى مهام قيادة الجيش العربي الأردني برتبة فريق ركن ثم قدم استقالته قبيل اندلاع أحداث أيلول الأسود عام 1970.[11]

المعركة

بيان عسكري رقم واحد

الملك الحسين القائد الأعلى للقوات المسلحة على ظهر دبابة إسرائيليّة معطوبة بعد معركة الكرامة

في صبيحة يوم 21 أذار صدر البيان التالي عن الجيش العربي الأردني: "في تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم قام الجيش الإسرائيلي بشن هجوم واسع في منطقة نهر الأردن من ثلاث أماكن. جسر داميا وجسر سويمة وجسر الملك حسين وقد اشتبكت معها قواتنا بجميع الأسلحة واشتركت الطائرات التابعة للعدو في العملية، ودمر للعدو حتى الآن أربع دبابات وأعداد من الآليات وما زالت المعركة قائمة بين قواتنا وقواته حتى هذه اللحظة."

بدأت معركة الكرامة عند الساعة 5.30 من صباح يوم الخميس 21 مارس 1968، واستمرت ست عشرة ساعة في قتال مرير على طول الجبهة، ومن خلال مجرى الحوادث وتحليل العمليات القتالية اتضح أن القوات الإسرائيلية المهاجمة بنت خطتها على ثلاثة مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي لتشتيت جهد القوات المدافعة المقابلة، وجميع هذه المقتربات تؤدي حسب طبيعة الأرض والطرق المعبدة إلى مرتفعات السلط وعمان والكرك.[13]

مقتربات المعركة

كانت المقتربات كالتالي:

  • مقترب العارضة: ويأتي من جسر الأمير محمد (غور داميا) إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيسي إلى السلط.[14]
  • مقترب وادي شعيب: ويأتي من جسر الملك حسين (اللنبي سابقاً) إلى الشونة الجنوبية، إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي شعيب ثم السلط.[13]
  • مقترب سويمة: ويأتي من جسر الأمير عبد الله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى عمان.[15]
  • محور غور الصافي: ويأتي من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي إلى الطريق الرئيسي حتى الكرك.[13]

وقد استخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بنصف مجنزرات ودبابات وتساندهم على كل مقترب وحدات من مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة من ألـ م د 106ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات. مما قد يدل أن معركة الكرامة من المعارك العسكرية المخطط لها بدقة، وذلك نظراً لتوقيت العملية وطبيعة وأنواع الأسلحة المستخدمة، حيث استخدم الصهاينة كافة أسلحة المناورة على اختلاف أنواعها.[13]

مقتربات القتال

حشد الجيش الإسرائيلي لتلك المعركة اللواء المدرع السابع وهو الذي سبق وأن نفذ عملية الإغارة على قرية السموع عام 1966 واللواء المدرع 60، ولواء المظليين 35، ولواء المشاة 80، وعشرين طائرة هليكوبتر لنقل المظليين وخمس كتائب مدفعية 155 ملم و105 ملم، بالإضافة إلى قواته التي كانت في تماس مع القوات الأردنية على امتداد خط وقف إطلاق النار، وسلاحه الجوي الذي كان يسيطر سيطرة تامة على سماء وأرض المعركة، بالإضافة إلى قوة الهجوم التي استخدمها في غور الصافي، وهي كتيبة دبابات وكتيبة مشاة آلية وسريتا مظليين وكتيبة مدفعية، تم حشد هذه القوات في منطقة أريحا، ودفع بقوات رأس الجسر إلى مناطق قريبة من مواقع العبور الرئيسة الثلاثة، حيث كان تقربه ليلاً.

بدأ الجيش الإسرائيلي قصفه المركز على مواقع الإنذار والحماية ثم قام بهجومه الكبير على الجسور الثلاثة عبر مقتربات القتال الرئيسة في وقت واحد حيث كان يسلك الطريق التي تمر فوق هذه الجسور وتؤدي إلى الضفة الشرقية وهي طريق جسر داميا (الأمير محمد) وتؤدي إلى المثلث المصري، ثم يتفرع منها مثلث العارضة- السلط-عمان وطريق أريحا ثم جسر الملك حسينالشونة الجنوبية وادي شعيب – السلط – عمان ثم جسر الأمير عبد الله (سويمة، ناعور) عمان. وفي فجر يوم 21 آذار 1968 زمجرت المدافع وانطلقت الأصوات على الأثير عبر الأجهزة اللاسلكية تعلن بدء الهجوم الإسرائيلي عبر النهر على المملكة الأردنية.

بداية المعركة

لم تستطع القوات الإسرائيلية العبور حسب المقتربات المخصصة لها. ودليل ذلك أن القوات الإسرائيلية التي تكاملت شرقي النهر كانت بحجم فرقة وهي القوات التي عبرت في الساعة الأولى من الهجوم وبعدها لم تتمكن القوات المهاجمة من زج أية قوات جديدة شرقي النهر بالرغم من محاولتهم المستميتة للبناء على الجسور التي دمرت، ومحاولة بناء جسور حديدية لإدامة زخم الهجوم والمحافظة على زمام المبادرة مما أربك المهاجمين وزاد من حيرتهم وخاصة في ظل شراسة المواقع الدفاعية ومقاومتها الشديدة.

القتال على مقترب جسر الأمير محمد (داميا)

اندفعت القوات العاملة على هذا الجسر تحت ستار كثيف من نيران المدفعية والدبابات والرشاشات المتوسطة فتصدى لها كتائب الجيش الموجودين شرق الجسر مباشرة ودارت معركة عنيفة تمكن الجيش الأردني من تدمير عدد من دبابات الجيش الإسرائيلي وإيقاع الخسائر بين صفوفه وإجباره على التوقف والانتشار.

عندها حاولت القوات المهاجمة إقامة جسرين إضافيين، إلا أنه فشلت بسبب كثافة الهجوم من قبل القوات الأردنية على مواقع العبور، ثم كررت اندفاعها ثانية وتحت ستار من نيران الجو والمدفعية إلا أنه تم إفشال الهجوم أيضاً وعند الظهيرة اضطر الجيش الإسرائيلي مجبرا على الانسحاب والتراجع غرب النهر تاركاً العديد من الخسائر بالأرواح والمعدات.

القتال على مقترب جسر الملك حسين

لقد كان الهجوم الرئيسي موجهاً نحو الشونة الجنوبية وكانت قوات الإسرائيليين الرئيسة المخصصة للهجوم مركزة على هذا المحور الذي يمكن التحول منه إلى بلدة الكرامة والرامة والكفرين جنوباً، واستخدم الجيش الإسرائيلي في هذه المعركة لواءين (لواء دروع ولواء آلي) مسندين تساندهما المدفعية والطائرات.

ففي صباح يوم الخميس 21 آذار دفع الجيش الإسرائيلي بوحدة دبابات لعبور الجسر، واشتبكت مع قوات الجيش الأردني من الجسر، إلا أن قناصي القوات الأردنية تمكنوا من تدمير تلك الوحدة، بعدها قام الجيش الإسرائيلي بقصف شديد ومركز على المواقع ودفع بكتيبة دبابات وسرية محمولة، إلا أن الجيش الإسرائيلي دفع بوحدات أخرى من دروعه ومشاته، وبعد قتال مرير استطاع الجيش الأردني هزيمة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.

واستطاع الجيش الإسرائيلي إنزال الدفعة الأولى من المظليين شرقي الكرامة لكن هذه الدفعة فوجئت بالقوات الأردنية التي كانت منتشرة في المنطقة وتكبدت خسائر كبيرة في الأرواح وتم إفشالها، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إنزال دفعة أخرى تمكنت هذه الأخيرة من الوصول إلى بلدة الكرامة وبدأت بعمليات تدمير لبنايات البلدة، واشتبكت مع القوات الأردنية المتواجدة هناك في قتال داخل المباني، وفي هذه الأثناء استمر الجيش الإسرائيلي بمحاولاته في الهجوم على بلدة الشونة الجنوبية، وكان الجيش الأردني لهم بالمرصاد يتصدون له في كل مرة، ويوقعوا به المزيد من الخسائر، وعندما اشتدت ضراوة المعركة طلب الجيش الإسرائيلي ولأول مرة وقف إطلاق النار، رفض الملك الحسين بن طلال وقف إطلاق النار، وحاول الجيش الإسرائيلي الانسحاب إلا أن القوات الأردنية تدخلوا في عملية الانسحاب وحولوه إلى انسحاب غير منظم فترك الجيش الإسرائيلي عدداً من آلياته وقتلاه في أرض المعركة.

ومن مجريات المعركة في المنطقة أن القوات الغازية اخترقت المحور الشمالي (داميا- عارضة- عباد والمحور الأوسط- جسر الملك حسين الشونة الجنوبية) مما أدى إلى التقاء الجيش الأردني مع الجيش الصهيوني في منطقة الكرامة حيث تصدى له والتحموا بالسلاح الأبيض. بينما كان المحور الثالث هو محور ناعور سويمة، هذا المحور والذي يحتوي على طريق مؤدية إلى العاصمة عمان حيث استطاع الجيش الأردني صد جيش الجيش الإسرائيلي وعدم السماح له بتجاوز نهر الأردن شرقا حيث قال المحيسن: "لقد قام الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر بمحاولة العبور إلى داخل هذا المحور منذ بدء المعركة حتى التاسعة صباحا ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل ولم يستطع تكرارها، ولو اجتاز الجيش الإسرائيلي هذا المحور لأصبحت مرتفعات ناعور والسلط كمرتفعات هضبة الجولان حاليا".

القتال على مقترب جسر الملك عبد الله

حاول العدو القيام بعملية عبور من هذا المقترب باتجاه (ناعورعمّان) وحشد لهذا الواجب قوات مدرعة إلا أنه فشل ومنذ البداية على هذا المحور ولم تتمكن قواته من عبور النهر بعد أن دمرت وحدات الجيش الأردني معظم معدات التجسير التي حاول الجيش الإسرائيلي استخدامها في عملية العبور.
وفي محاولة يائسة من الإسرائيلين لمعالجة الموقف قام الجيش الإسرائيلي بفصل وحدات من قواته العاملة على مقترب وادي شعيب ودفعها إلى مثلث الرامة شرق الجسر لتحاصرها، إلا أنها وقعت في الحصار وتعرضت إلى هجوم عنيف وشديد من الجيش الأردني أدى إلى تدمير عدد كبير من آلياتها.

ومن مجريات المعركة في المنطقة تمكن الجيش الإسرائيلي من دفع كتيبة دبابات من الشونة إلى المفرق طريق الكفرين الرامة سويمة ناعور وشطروا وحدتي إلى شطرين قوات الحجاب الملاصقة لجسر الأمير عبد الله وعقدة الدفاع الرئيسية المتمركزة في منخفضي جبال صياغة غربا وجبال العدسية بالتحديد في مصب وادي المحترقة".

مقترب غور الصافي

لقد حاول الإسرائيليون تشتيت جهد القوات الأردنية ما أمكن،[16] وإرهاب سكان المنطقة وتدمير منشآتها، مما حدا به إلى الهجوم على مقترب غور الصافي بألوية من دباباته ومشاته الآلية، ممهداً بذلك بحملة إعلامية نفسية مستخدماً المناشير التي كان يلقيها على السكان يدعوهم فيها إلى الاستسلام وعدم المقاومة، كما قام بعمليات قصف جوي مكثف على القوات الأردنية، إلا أن كل ذلك قوبل بدفاع عنيف من قبل الجيش الأردني، وبالتالي أجبرت القوات المهاجمة على الانسحاب.

الإنزال الإسرائيلي في بلدة الكرامة

بيان عسكري رقم خمسة

بيان صادر عن قيادة الجيش العربي الأردني: "ما زال القتال على أشده بين قواتنا وقوات الجيش الإسرائيلي على طول الجبهة، ويدور القتال الآن بالسلاح الأبيض في منطقة الكرامة، وخسائر الجيش الإسرائيلي في المعدات والأرواح فادحة".

أن عملية الإنزال التي قامت بها القوات الإسرائيلية شرقي بلدة الكرامة كانت الغاية منها تخفيف الضغط على قواتها التي عبرت شرقي النهر بالإضافة لتدمير بلدة الكرامة، خاصة عندما لم تتمكن من زج أية قوات جديدة عبر الجسور نظرا لتدميرها من قبل سلاح المدفعية الملكي وهذا دليل قاطع على أن الخطط الدفاعية التي خاضت قوات الجيش العربي الأردني معركتها الدفاعية من خلالها كانت محكمة وساهم في نجاحها الإسناد المدفعي الكثيف والدقيق إلى جانب صمود الجنود في المواقع الدفاعية، وفي عمقها كانت عملية الإنزال شرق بلدة الكرامة عملية محدودة، حيث كان قسم من الفدائيين الفلسطينيين يعملون فيها كقاعدة انطلاق للعمل الفدائي أحيانا بناء على رغبة القيادة الأردنية، وبالفعل قام الإسرائيليون بتدمير بلدة الكرامة بعد أن اشتبكوا مع القوات الأردنية وبعض من المقاتلين من الفدائيين الذين بقوا في البلدة والذين يسجل لهم دورهم بأنهم قاوموا واستشهدوا جميعا في بلدة الكرامة.

انسحاب القوات الإسرائيلية

فشل الجيش الإسرائيلي تماماً في هذه المعركة دون أن يحقق أياً من أهدافه على جميع المقتربات، وخرج من هذه المعركة خاسراً مادياً ومعنوياً خسارة لم يكن يتوقعها أبداً. لقد صدرت الأوامر الإسرائيلية بالانسحاب حوالي الساعة 15:00 بعد أن رفض الملك حسين الذي أشرف بنفسه على المعركة، وقف إطلاق النار رغم كل الضغوطات الدولية.

لقد استغرقت عملية الانسحاب تسع ساعات نظراً للصعوبة التي عاناها الإسرائيليون في التراجع.[13]

اتساع جبهة المعركة

إن معركة الكرامة لم تكن معركة محدودة تهدف إلى تحقيق هدف مرحلي متواضع، بل كانت معركة امتدت جبهتها من جسر الأمير محمد شمالاً إلى جسر الأمير عبد الله جنوباً. هذا في الأغوار الوسطى، وفي الجنوب كان هناك هجوم تضليلي على منطقة غور الصافي وغور المزرعة ومن خلال دراسة جبهة المعركة نجد أن الهجوم الإسرائيلي قد خطط على أكثر من مقترب، وهذا يؤكد مدى الحاجة لهذه المقتربات لاستيعاب القوات المهاجمة وبشكل يسمح بإيصال أكبر حجم من تلك القوات وعلى اختلاف أنواعها وتسليحها وطبيعتها إلى الضفة الشرقية لإحداث المفاجأة والاستحواذ على زمام المبادرة، بالإضافة إلى ضرورة إحداث خرق ناجح في أكثر من اتجاه يتم البناء عليه لاحقا ودعمه للوصول إلى الهدف النهائي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن جبهة المعركة تؤكد أن تعدد المقتربات كانت الغاية منه تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الجيش العربي[17] وتضليلهم عن الهجوم الرئيسي، وهذا يؤكد أن القوات المتواجدة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية بدءاً من النهر وحتى عمق المنطقة الدفاعية، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم، كما كان يتصور، لاسيما وأن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب عام 1967.[17]

السيطرة على الجسور

لقد لعب سلاحا الدروع والمدفعية الأردني وقناصوا الدروع دوراً كبيراً في معركة الكرامة وعلى طول الجبهة وخاصة في السيطرة على جسور العبور ما منع الجيش الإسرائيلي من دفع أية قوات جديدة لإسناد هجومه الذي بدأه، وذلك نظراً لعدم قدرته على السيطرة على الجسور خلال ساعات المعركة، وقد أدى ذلك إلى فقدان القوات الإسرائيلية المهاجمة لعنصر المفاجأة، وبالتالي المبادرة، وساهم بشكل كبير في تخفيف زخم الهجوم وعزل القوات المهاجمة شرقي النهر وبشكل سهل التعامل معها واستيعابها وتدميرها، وقد استمر دور سلاح الدروع والمدفعية الأردني بشكل حاسم طيلة المعركة من خلال حرمان الإسرائيليين من التجسير أو محاولة إعادة البناء على الجسور القديمة وحتى نهاية المعركة.

طلب وقف إطلاق النار

طلبت إسرائيل ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار في الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم المعركة، إلا أن الأردن أصر وعلى لسان الملك الحسين قائد الجيش ورغم كل الضغوطات الدولية عليه:"عدم وقف إطلاق النار طالما أن هناك جنديا إسرائيليا واحدا شرقي النهر".[16]

خسائر الطرفين

خسائر القوات الإسرائيلية: وفق الرواية الأردنية الرسمية للمعركة قتل من الإسرائليين 250 جنديا وجرح 450 في أقل من 18 ساعة.

  • تدمير 88 آلية وهي عبارة عن 47 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن وسقوط 7 طائرات مقاتلة.[2]

وقد عرض الأردن معظم هذه الخسائر الإسرائيلية أمام الملأ في الساحة الهاشمية °[16]

خسائر القوات المسلحة الأردنية:

  • (أ) عدد الشهداء 86 جندياً.[18][19]
  • (ب) عدد الجرحى 108 جريحاً.
  • (جـ) تدمير 13 دبابة.
  • (د) تدمير 39 آلية مختلفة.

الفدائيون الفلسطينيون: عدد الشهداء 95 وعدد الجرحى حوالي 200 جريح.

نتائج المعركة

انتهت المعركة وفشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي من الأهداف التي قام بهذه العملية العسكرية من أجلها وعلى جميع المقتربات وأثبت العسكري الأردني قدرته على تجاوز الأزمات السياسية، وقدرته على الثبات وإبقاء روح قتالية عالية وتصميم وإرادة على تحقيق النصر. وقد أثبتت الوثائق التي تركها القادة الإسرائيليين في ساحة القتال أن هذه العملية تهدف إلى احتلال المرتفعات الشرقية لوادي الأردن وأنه تمت دعوة الصحفيين لتناول طعام الغداء فيها.

الإعداد المعنوي: جسدت هذه المعركة أهمية الإعداد المعنوي للجيش، فمعنويات الجيش العربي كانت في أوجها، خصوصاً وأن جميع أفراده كانوا تواقين لمسح سمة الهزيمة في حرب 1967 التي لم تسنح لكثيرين منهم فرصة القتال فيها.

الاستخبارات العسكرية: أبرزت المعركة حسن التخطيط والتحضير والتنفيذ الجيد لدى الجيش العربي. مثلما أبرزت أهمية الاستخبارات إذ لم ينجح الإسرائيليون تحقيق عنصر المفاجأة، نظراً لقوة الاستخبارات العسكرية الأردنية والتي كانت تراقب الموقف عن كثب وتبعث بالتقارير لذوي الاختصاص أولا بأول حيث توقعوا الاعتداء الإسرائيلي وحجمه مما أعطى فرصة للاستعدد الصحيح.

الغطاء الجوي: برزت أهمية الاستخدام الصحيح للأرض حيث أجاد جنود الجيش العربي الأردني الاستخدام الجيد لطبيعة المنطقة وحسب السلاح الذي يجب أن يستخدم وإمكانية التحصين والتستر الجيدين، بعكس الجيش الإسرائيلي الذي هاجم بشكل كثيف دون معرفة بطبيعة المنطقة معتمدا على غطائه الجوي. كما أن التخطيط السليم والتنسيق التام بين جميع وحدات الجيش وأسلحته المختلفة والالتحام المباشر عطلا تماما ميزة الغطاء الجوي الإسرائيلي.

رسالة القائد الأعلى

رسالة القائد الأعلى الملك الحسين بن طلال إلى كافة منتسبي القوات المسلحة بعد المعركة

"لقد مثلت معركة الكرامة بأبعادها المختلفة منعطفاً هاماً في حياتنا ذلك أنها هزت بعنف أسطورة القوات الإسرائيلية كل ذلك بفضل إيمانكم وبفضل ما قمتم به من جهد وما حققتم من تنظيم حيث أعدتم إحكام حقوقكم وأجدتم استخدام السلاح الذي وضع في أيديكم وطبقتم الجديد من الأساليب والحديث من الخطط وإنني لعلى يقين بأن هذا البلد سيبقى منطلقاً للتحرير ودرعاً للصمود وموئلاً للنضال والمناضلين يحمى بسواعدهم ويذاد عنه بأرواحهم وإلى النصر في يوم الكرامة الكبرى والله معكم".

بعض ردود الفعل

  • قال الفريق مشهور حديثة الجازي: وهنا أقول بكل فخر، أنني استطعت تجاوز الخلاف الذي كان ناشئا آنذاك بين الفدائيين والسلطة الأردنية، فقاتل الطرفان جنبا إلى جنب، وكقوة موحدة تحت شعار: كل البنادق ضد إسرائيل، فكانت النتيجة والحمد لله مشرفة.[20]
  • قالت صحيفة نيوزويك الأمريكية بعد معركة الكرامة: "لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم وإن نتائج المعركة جعلت الملك حسين بطل العالم العربي".
  • قال حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي في حديث له إن إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران.
  • قال حاييم بارليف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في حديث له نشرته جريدة هارتس يوم 31/3/68 "إن عملية الكرامة كانت فريدة من نوعها ولم يتعود الشعب في (إسرائيل) مثل هذا النوع من العمليات، وبمعنى آخر كانت جميع العمليات التي قمنا بها تسفر عن نصر حاسم لقواتنا، ومن هنا فقد اعتاد شعبنا على رؤية قواته العسكرية وهي تخرج متنصرة من كل معركة أما معركة الكرامة فقد كانت فريدة من نوعها، بسبب كثرة الإصابات بين قواتنا، والظواهر الأخرى التي أسفرت عنها المعركة مثل استيلاء القوات الأردنية على عدد من دباباتنا وآلياتنا وهذا هو سبب الدهشة التي أصابت المجتمع الإسرائيلي إزاء عملية الكرامة.
  • قال عضو الكنيست الإسرائيلي (شلومو جروسك) لا يساورنا الشك حول عدد الضحايا بين جنودنا، وقال عضو الكنيست (توفيق طوني) لقد برهنت العملية من جديد أن حرب الأيام الستة لم تحقق شيئاً ولم تحل النزاع العربي الإسرائيلي.
  • طالب عضو الكنيست (شموئيل تامير) بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في نتائج الحملة على الأرض الأردنية، لأن عدد الضحايا أكثر نسبياً في القوات الإسرائيلية.
  • وصف قائد مجموعة القتال الإسرائيلية المقدم (أهارون بيلد) المعركة فيما بعد لجريدة دافار الإسرائيلية بقوله: لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية ما عدا اثنتين فقط.
  • قال أحد كبار القادة العسكريين العالميين وهو المارشال جريشكو رئيس أركان القوات المسلحة السوفياتية في تلك الفترة: لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية.

ما بعد المعركة

أنقاض منطقة الكرامة بعد معركة الكرامة.

بحسب التصريحات الإسرائيلية (في ذلك الوقت) فقد حققت إسرائيل هدفها المتمثل في تدمير معسكر منظمة فتح،[21][22] وعلى المستوى التكتيكي، انتهت المعركة بالفعل لصالح إسرائيل.[23] "كشفت عملية الكرامة ضعف وحدات منظمة التحرير الفلسطينية المنتشرة على طول نهر الأردن، وبالتالي نقلوا تجمعاتهم إلى الجبال. وفرض هذا ضغوطًا إضافية عليهم وجعل عملياتهم في الضفة الغربية أكثر تعقيدًا وصعوبة مما كانت عليه من قبل.[24] ولكن من الناحية السياسية، تم إدانة إسرائيل بشدة من قبل الرأي العام العالمي. قال سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، آرثر غولدبرغ، "نعتقد أن الإجراءات العسكرية المضادة مثل تلك التي حدثت للتو، على نطاق لا يتناسب مع أعمال العنف التي سبقتها، تستحق الاستنكار إلى حد كبير". وقال السفير الأمريكي في إسرائيل، والورث بربور، إنه بعد عشرين عامًا، سيكتب المؤرخ ذلك اليوم على أنه بداية تدمير إسرائيل. أبلغ إيبان مجلس الوزراء ببيان السفير، وقال مناحيم بيغن إنه يجب عدم الاستشهاد بمثل هذا الكلام في اجتماع لمجلس الوزراء.[25]

جندي أردني مع عتاد وأسلحة إسرائيلية مهجورة بعد انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي.

كانت الخسائر العالية نسبيًا مفاجأة كبيرة للجيش الإسرائيلي وكانت مذهلة للإسرائيليين.[26] على الرغم من أن الفلسطينيين لم ينتصروا بمفردهم، إلا أن الملك حسين سمح للفلسطينيين بالحصول على الفضل.[27][28] إلا أن معركة الكرامة زودت فتح بالدعاية الدعائية.[25] وفي وقت لاحق، قال رئيس مكتب وزارة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، جدعون رافائيل، إن "العملية أعطت دفعة هائلة لمنظمة فتح التي يتزعمها ياسر عرفات ووضعت بشكل لا رجعة فيه مشكلة فلسطين على جدول الأعمال الدولي، لم تعد قضية إنسانية للاجئين المشردين، ولكن باعتبارها قضية إنسانية. مطالبة بإقامة دولة فلسطينية".[29] عوزي نركيس، الذي قاد العملية، استقال من منصب رئيس القيادة المركزية لشغل منصب في الوكالة اليهودية بعد وقت قصير من المعركة.[30]

وادعى الأردن أنه انتصر في المعركة وأوقف حملة إسرائيلية على محافظة البلقاء بقصد احتلالها وتحويلها إلى منطقة أمنية عازلة، كان من المفترض أن تكون بمثابة عقاب، بسبب الدعم الأردني لمنظمة التحرير الفلسطينية. وضع الأردنيون هذا الافتراض لأنهم رأوا حجم مداهمة القوات الإسرائيلية في المعركة.[31] وقال عرفات "ما فعلناه هو أن نجعل العالم... يدرك أن الفلسطينيين لم يعد عدد لاجئين كذا وكذا، بل هو فرد من شعب يمسك بزمام مصيره وهو في وضع يسمح له بتحديد مستقبلنا".[29] اعتبر الفلسطينيون والعرب عمومًا المعركة انتصارًا نفسيًا على جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي كان يُنظر إليه على أنه "لا يُقهر" حتى ذلك الحين، وارتفع التجنيد في وحدات حرب العصابات.[32] أفادت فتح أن 5000 متطوع تقدموا بطلب للانضمام خلال 48 ساعة من المعركة.[29] بحلول أواخر مارس/آذار، كان هناك ما يقرب من 20 ألف فدائي في الأردن.[33]

قدم العراق وسوريا برامج تدريبية لعدة آلاف من الرجال ضمن أساليب حرب العصابات. وجمعت دول الخليج العربي، بقيادة الكويت، الأموال لهم من خلال ضريبة بنسبة 5٪ على رواتب عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين المقيمين، وجمعت حملة تمويل في لبنان 500 ألف دولار من بيروت وحدها. بدأت المنظمات الفلسطينية في ضمان دعم مدى الحياة لعائلات جميع المقاتلين الذين قتلوا في المعارك.[33] في غضون عام بعد المعركة، كان لفتح فروع في حوالي ثمانين دولة.[34]

بعد المعركة بدأت فتح في الانخراط في مشاريع مجتمعية لتحقيق الانتماء الشعبي.[35] تعتبر معركة الكرامة وما تلاها من زيادة في قوة منظمة التحرير الفلسطينية محفزات مهمة لأحداث 1970 للحرب الأهلية المعروفة باسم أيلول الأسود،[36] والتي تمكنت فيها المملكة من طرد الجماعات الفلسطينية إلى لبنان بعد أن كانت قد قامت بذلك. بدأً في السيطرة على الأردن.[37] في وقت لاحق، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 248 الذي يدين الغارة الإسرائيلية على الأراضي الأردنية وانتهاك خط وقف إطلاق النار، مذكراً بالقرارات رقم 237 التي شجعت إسرائيل على ضمان سلامة المدنيين في المناطق العسكرية. وأكد القرار أنه لا يمكن التسامح مع الأعمال الانتقامية وأن تكرار مثل هذه الانتهاكات سيجبر مجلس الأمن على اتخاذ المزيد من الخطوات.[38]

كانت المعركة هي الاشتباك الأول بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث استخدم الأخير انتحاريين.[39] كشفت الملفات التي نشرها الجيش الإسرائيلي في عام 2011 أن الجيش الإسرائيلي بدأ التخطيط للعمليتين في عام 1967، قبل عام واحد من حادثة الحافلة. كما كشفوا أن الجيش الإسرائيلي قد تدرب على عبور نهر الأردن في عام 1966، في حين أن الأردن لا يزال يسيطر على الضفة الغربية.[40]

التأريخ للمعركة

التأريخ الأردني الفلسطيني

يقول المؤرخون العرب إن إسرائيل دخلت معركة الكرامة بثقة زائدة في قدراتها، حيث حدثت مباشرة بعد هزيمة إسرائيل للعرب في حرب الأيام الستة عام 1967. حجم القوات الإسرائيلية التي دخلت الكرامة جعل الأردنيين يفترضون أن إسرائيل كانت تخطط أيضًا لاحتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن، بما في ذلك محافظة البلقاء، لخلق وضع مشابه لمرتفعات الجولان، التي كانت إسرائيل قد استولت عليها قبل 10 أشهر فقط، لاستخدامها في ورقة مساومة. يزعم الأردنيون أن موشيه ديان دعا الصحفيين الإسرائيليين في اليوم السابق لتناول طعام الغداء في غرب الأردن بعد احتلاله.[41][42] وأصبحت معركة الكرامة موضوع العديد من الأعمال الفنية والطوابع والملصقات.[43]

تسجيل صوتي لخطاب الملك الحسين بعد المعركة

التأريخ بحسب المصادر الصهيونية

تصر إسرائيل على أنها نفذت انسحابًا منسقًا بعد تحقيق هدفها المتمثل في تدمير مخيم الكرامة. لكن قلة من العسكريين الإسرائيليين الذين شاركوا في الكرامة يوافقون على ذلك.[40] وبحسب الكولونيل أريك ريغيف، رئيس فرع عمليات القيادة المركزية،

معركة الكرامة لم نتوقع أن يقاتل الجيش الأردني بالطريقة التي فعلها. لا أعتقد أن قائد اللواء السابع اعتقد أن الكثير من دباباته ستصاب. أنا متأكد من أن لا أحد يعتقد أن العدو سيرد بنيران المدفعية. يُسمح لك بارتكاب خطأ في تقييم الموقف، ولكن يبدو لي أنه كانت هناك لحظة كان من الممكن فيها تغيير التقييم. عندما رأينا أن الأمور لم تسر كما كنا نعتقد وأن الأردنيين لم يكونوا كذلك. الفرار إلى عمان. لو كنا نظن أن الجيش الأردني سيتصرف على هذا النحو، فأنا مقتنع أن سلاح الجو كان سيضرب أولاً. معركة الكرامة

موشيه بربلت، الرقيب في سلاح المدرعات الإسرائيلي، تحدث لاحقًا عن مشاركته في الكرامة "كان كل شيء يحترق حولي، وكلما حاولت لم أستطع النهوض".[44] وصرح د. آشر بورات أن "دروس العملية اتضحت أنه كان من الخطأ محاربة الجيش الأردني".[45] كتب موكي بيتسر، القائد في وحدة سيرات ماتكال في جيش الدفاع الإسرائيلي في كتابه:[40]

معركة الكرامة عمل صانعو القرار العسكريون والسياسيون المسؤولون عن العملية على التأكد من أن الجمهور لم يعرف أبدًا بالكارثة. بدلاً من ذلك، في المقابلات والخطابات الصحفية، جعل السياسيون والجنرالات الكرامة يبدو وكأنه نجاح ساحق.[46] معركة الكرامة

في الوثائق البريطانية

أكد تقرير السفير البريطاني في تل أبيب ر م هادو العضو في بعثة إلى الخارجية البريطانية حول معركة الكرامة، أن مجموعات فتح حصرت عملها في الثلاثة أو أربعة أشهر الأولى التي تلت حرب حزيران/يونيو 1967 إلى حدّ كبير في الضفة الغربية. حيث سعى الفدائيون لتطوير مقاومة فلسطينية تربك بشكل جاد الحكومة الإسرائيلية. وقال إنهم لم ينجحوا في جهودهم، ورأى أن سبب ذلك يعود بشكل جزئي للإجراءات الإسرائيلية المضادة الفعالة، أما السبب الأكبر، أن الفدائيين فشلوا في اجتذاب الدعم الشعبي الذي أَمِلُوا في تحقيقه. وأضاف أنه مع نهاية عام 1967 "قَبِلَ الإرهابيون بالهزيمة في الضفة الغربية، ورجعوا إلى شرق الأردن، حيث يقومون بأعمال تخريب ضدّ إسرائيل… خصوصاً في منطقة بيسان، ثم وبشكل أقل في مناطق وادي عربة بين البحر الميت وإيلات".[47][5]

وبينما كان الكيان الإسرائيلي يطارد العمل الفدائي في الضفة الغربية والقطاع فإنه كان ينظر بقلق إلى نمو وتجذّر قواعد الفدائيين في شرقي الأردن، وإلى الدعم الشعبي الذي يلقاه، بل وتغاضي أو دعم عناصر من الجيش الأردني للفدائيين، فضلاً عن دعم وحدات الجيش العراقي المتمركزة في الأردن. وقد تجمعت لدى الإسرائيليين معلومات عن "إنشاء قوة كبيرة في شرق الأردن، وعن تواطئ سريٍّ فعال معها، من قِبَل الجيش الأردني، على الأقل على مستوى الرتب الأدنى". وقد أشارت برقيتان من السفارة البريطانية في تل أبيب إلى الخارجية البريطانية في 13 تشرين الأول/أكتوبر 1967 إلى سعادة الإسرائيليين بالقضاء على ما أسموه "عصابة فتح في القدس" حيث تم القبض على 24 فدائياً، وأن التحقيقات معهم تُظهر أنهم تلقوا مساعدات من الجيش الأردني في أخذ معداتهم إلى نهر الأردن إعداداً لاجتيازه نحو الضفة الغربية. وتضيف أن الإسرائيليين يزعمون أن الفدائيين الذين نفذوا عملية 11 تشرين الأول/أكتوبر 1967 استفادوا من غطاء ناري أردني في أثناء انسحابهم إلى شرق الأردن. كما أشارت برقية أخرى في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 1967 إلى تمكّن السلطات الإسرائيلية من القبض على "قائد فتح" فيصل الحسيني الذي كان قد تسلّل قبل ثلاثة أسابيع إلى القدس.[48] كما ذكرت إحدى الوثائق نقلاً عن "راديو إسرائيل" أن موشيه كشتى Moshe Kashti، مدير وزارة الدفاع الإسرائيلية، أعلن في 4 كانون الأول/ديسمبر 1967 أنه منذ حرب الأيام الستة (حزيران/يونيو 1967) فإن قوات الأمن الإسرائيلية قبضت على 300 فدائي وقتلت 60 آخرين.[5]

واستوعبت قوات الفدائيين أعداداً كبيرة من الشباب الفلسطيني من البلاد العربية الذين تدربوا في سورية ومصر والجزائر، وممن تلقوا تعليماً عالياً، ودوافعهم أيديولوجية بشكل أكبر مما أسماه "طراز المرتزقة القديم". وقال إنَّ الإسرائيليين يدّعون أن هؤلاء مسلحون تسليحاً جيداً، ويلبسون ملابس التمويه الحربية، ويظهرون بشكل علني في عمَّان وغيرها. وأنهم لم يعودوا يستخدمون الأردن فقط كممر للهجوم على "إسرائيل" أو كملجأ أو مكان للراحة بعد العمليات. فلقد نقلوا ثقل منظمتهم الرئيسي إلى وادي الأردن، وأنشأوا قواعد ومراكز للتدريب، كما يُعتقد أن قيادتهم موجودة هناك. وقال إن الجيش الأردني لم يقنع بتوفير تغطية نارية للفدائيين ليساعدهم على العودة بعد اكتمال مهامهم، وإنما ظهر أنه يقصف المستعمرات الحدودية وخصوصاً منطقة بيسان.[49]

تعدد روايات المعركة

معركة الكرامة في الأدب والشعر

انعكس الحدث التاريخي المتمثل بمعركة الكرامة على الشعر والأدب الأردني والعربي، إذ ارتفع صوت الشعر الأردني قويّاً في معركة الكرامة، فيكتب الشعراء قصائد مستمدة من عظمة الحدث، ورسوخه في الوجدان، ويمجدون البطولة، ويعلون من شأن الشهادة، ممّا أسهم في تنشيط الحركة الشعريّة، وإمدادها بموضوعات جديدة، كما عند الشعراء: خالد محادين، وحيدر محمود، وحبيب الزيودي، ويوسف العظم وقاسم أبو عين، وغيرهم من الشعراء الأردنيين. وقد نظم في الكرامة شعراء أردنيين ينتمون إلى فترة الإمارة مثل: حسني فريز، وعبدالمنعم الرفاعي، وإبراهيم المبيضين. فقد منحت معركة الكرامة الشعر الأردني ميزة الأدب المقاوم الملتزم بقضايا الأمة، وهمومها، وأخرجته من دائرة اليأس، والانطواء على الذات إلى فضاء الحرية، والشهادة الخصب، وذلك ببروز صورة الشهيد في معظم نتاج الشعراء، وتجاوزها مرارة الواقع إلى استشراف المستقبل.[50] كما استحق جيش الكرامة تحية الشعراء، وإجلال المواطنيين، وإعجاب القيادة، بعدما حقق النصر في المعركة.[50]

قصص من المعركة

يتذكر الشريف زيد بن شاكر لحظات الترقب في اليوم الذي سبق المعركة بالقول: «قمنا بجولة في الوادي (يقصد وادي الأردن) كلّه، ومررنا على الكرامة، حيث شاهدنا بعض إخواننا الفدائيين الفلسطينيين يحفرون الخنادق. وفي الوقت نفسه نظرنا إلى الغرب فوجدنا حركة للقوات الإسرائيلية غرب النهر؛ إذ كانوا يحشدون دبابات ومدافع وآليات كبيرة، وكان واضحاً لنا من هذه الرؤية والمشاهدات أن الإسرائيليين قد عزموا على إجراء عملية عسكرية ضد الأردن. وكانوا لا يحاولون أن يتخذوا أي تمويه لخداع عدوهم (نحن)، ولا أي نوع من التستر؛ لم ينتظروا غياب الشمس والتحرك في الظلام».[51]

من القصص المؤثرة التي تعكس حجم الفرق بين معنويات جنودنا في حرب 1967 ومعركة الكرامة، تلك التي يرويها فاضل فهيد، وكان قائداً لسرية مدرعات في الكرامة، عن بعض الأفراد والضباط «ممن شعروا بأنهم في موقع الشبهات في حرب 1967، فوجدوا في معركة الكرامة فرصة لرد الاعتبار، وأنه قد جاء اليوم ليغسلوا العار. وكان نقل 24 فرداً إلى سريتي بعد تلك الحرب، بأمر من زيد من شاكر. فدخلوا معي المعركة واستشهد منم 18 فرداً». ويضيف: «مما أثر فيّ كثيراً أن زيد كان قد اصطحبني في يوم الجمعة الذي سبق معركة الكرامة (15 مارس) لزيارة جنوده في الغور؛ إذ كان يحب قيادة السيارة كنوع من الاسترخاء والراحة بعد العمل المجهد. وهناك تناولنا معهم (شاي عسكر)، كما يسميه الجنود، ويمتاز بكثرة السكّر. كما تعرفت على راتب محمد السعد البطاينة ومرشح ضابط عارف محمود الشخشير من نابلس، واللذين استشهدا في المعركة. وتعرفي بهؤلاء الشباب جعل تأثري باستشهاد عدد منهم كبيراً. وفقدانهم هو ما عكر فرحة النصر أيضاً».[51]

ذكرى الكرامة

يحتفل الأردن في 21 آذار من كل عام بذكرى معركة الكرامة، وذلك ضمن عدة فعاليات على جميع المستويات الشعبية والعسكرية والسياسية.[52] في عام 2008 صدر عن مديرية التوجية المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ديوان شعر باسم ديوان الكرامة بمناسبة الذكرى الأربعين لمعركة الكرامة، واحتوى الديوان المكون من 128 صفحة من القطع المتوسط على 40 قصيدة.[53]

معرض الصور

انظر أيضًا

كتب للاستزادة

كتب أجنبية

  • Dupuy، Trevor N. (2002). Elusive Victory: The Arab-Israeli Wars, 1947–1974. Military Book Club.
  • Herzog، Chaim؛ Shlomo Gazit (12 يوليو 2005). The Arab-Israeli Wars: War and Peace in the Middle East. Vintage. ISBN:1-4000-7963-2.
  • Kurz، Anat N. (30 يناير 2006). Fatah and the Politics of Violence: The Institutionalization of a Popular Struggle. Sussex Academic Press. ISBN:978-1-84519-032-3.
  • Morris، Benny (أغسطس 2001). Righteous Victims: A History of the Zionist-Arab Conflict, 1881–2001. Vintage. ISBN:978-0-679-74475-7.
  • Pollack، Kenneth M. (1 سبتمبر 2004). Arabs at War: Military Effectiveness, 1948–1991. Bison Books. ISBN:978-0-8032-8783-9.

كتب عربية

  • كتاب معركة الكرامة - اللواء المتقاعد محمود الناطور.

المراجع

  1. ^ Long-lasting peaces: Overcoming the war-peace hiatus for a sustainable future - Bruno Basílio Rissi, Débora Hanna F. de Lima, Mila Pereira Campbell, Raquel Fanny Bennet Fagund... نسخة محفوظة 2021-03-22 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ أ ب وكالة الأنباء الأردنية، معركة الكرامة نسخة محفوظة 2021-03-20 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ 2015، تاريخ الوصول 21 مارس 2015. الكرامة نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Jordan History نسخة محفوظة 12 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ أ ب ت ث الزيتونة، مركز (19 مارس 2020). "دراسة علميَّة محكَّمة: معركة الكرامة 21 مارس 1968 كما تعكسها الوثائق البريطانية ... د. محسن محمد صالح". مركز الزيتونة للدراسات. مؤرشف من الأصل في 2021-11-21. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-21.
  6. ^ ":: وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية - أهم المواقع الإسلامية السياحية في الأردن ::". اطلع عليه بتاريخ 2021-11-25.
  7. ^ "ألم . غلبت الروم . في أدنى الأرض .. - زغلول النجار". مؤرشف من الأصل في 2021-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-25.
  8. ^ [1] نسخة محفوظة 5 أبريل 2021 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ حوار مشهور حديثة الجازي مع جريدة المجرر الفرنسية "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2008-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2009-02-15.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  10. ^ "الصفحة الرئيسية". مؤرشف من الأصل في 2021-03-14. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-25.
  11. ^ أ ب "الذكرى الـ17 لرحيل المغفور له بإذن الله الفريق الركن مشهور حديثه الجازي". الأنباط. +00:00. مؤرشف من الأصل في 26 نوفمبر 2021. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-25. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  12. ^ شاهد على العصر| الفريق مشهور الجازي يتحدث مع أحمد منصور عن معركة الكرامة، أسباب وعوامل النصر (٥)، مؤرشف من الأصل في 2020-12-27، اطلع عليه بتاريخ 2021-11-25
  13. ^ أ ب ت ث ج [2] نسخة محفوظة 27 مارس 2008 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ اليوم[وصلة مكسورة]
  15. ^ اليوم نسخة محفوظة 2021-05-08 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ أ ب ت "الصفحة الرئيسية". مؤرشف من الأصل في 2009-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-26.
  17. ^ أ ب [3] نسخة محفوظة 14 مارس 2021 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ قائمة بأسماء شهداء الكرامة من القوات الأردنية نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2009-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2008-03-25.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  19. ^ شهداء معركة الكرامةنسخة محفوظة 10 فبراير 2010 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ مشهور حديثه يتذكر هكذا حدثت معركة الكرامة [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع herzog205
  22. ^ James Rothrock, Live by the sword: Israel's struggle for existence in the Holy Land, WestBow Press (2011) p.53
  23. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Zeev Maoz page 246
  24. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع foray
  25. ^ أ ب اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع segev
  26. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع tuckerS
  27. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع assessment
  28. ^ Kathleen Sweet (23 ديسمبر 2008). Aviation and Airport Security: Terrorism and Safety Concerns (ط. Second). CRC Press. ص. 79. ISBN:9781439894736. مؤرشف من الأصل في 2021-08-15.
  29. ^ أ ب ت Neff. "Battle of Karameh Establishes Claim of Palestinian Statehood". Washington Report on Middle East Affairs. ع. March 1998. ص. 87–88. مؤرشف من الأصل في 2008-07-19. اطلع عليه بتاريخ 2008-09-03.
  30. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع inferno
  31. ^ "The legacy of Mashhoor Hadeetha el-Jazi, hero of Karamah". Alaraby. Alaraby. 22 مارس 2015. مؤرشف من الأصل في 2017-10-12. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-05.
  32. ^ A.I.Dawisha, Arab Nationalism in the Twentieth Century: From Triumph to Despair, Princeton University Press, 2003 p.258
  33. ^ أ ب "A Brotherhood of Terror". Time. 29 مارس 1968. ISSN:0040-781X. مؤرشف من الأصل في 2009-06-25. اطلع عليه بتاريخ 2008-09-03.(الاشتراك مطلوب)
  34. ^ Kurz (2006), p. 56.
  35. ^ Kurz (2006), p. 55
  36. ^ Pollack (2002), p. 335
  37. ^ "1968: Karameh and the Palestinian revolt". Telegraph. 16 مايو 2002. مؤرشف من الأصل في 2021-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2008-09-03.
  38. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع UNSC
  39. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Tass
  40. ^ أ ب ت اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Debacle in the desert
  41. ^ Patrick Tyler (18 سبتمبر 2012). Fortress Israel: The Inside Story of the Military Elite Who Run the Country—and Why They Can't Make Peace. Macmillan. ص. 200. ISBN:9781429944472. مؤرشف من الأصل في 2021-11-25.
  42. ^ [ar:الذكرى الثالثة والأربعون لمعركة الكرامة الخالدة]. Petra News Agency. Ammon News. 20 مارس 2011 https://web.archive.org/web/20160418232224/http://www.ammonnews.net/article.aspx?articleno=83073. مؤرشف من الأصل في 2016-04-18. اطلع عليه بتاريخ 2015-10-25. {{استشهاد ويب}}: |trans-title= بحاجة لـ |title= أو |script-title= (مساعدة) و|مسار أرشيف= بحاجة لعنوان (مساعدة)
  43. ^ "Battle of Al Karameh". palestineposterproject.org. مؤرشف من الأصل في 2021-02-26.
  44. ^ [he:מסביבי הכל בער ובכל פעם שניסיתי לקום לא הצלחתי] (بالعبرية). Gvura.org https://web.archive.org/web/20191218120639/http://www.gvura.org/a345443-מסביבי-הכל-בער-ובכל-פעם-שניסיתי-לקום-לא-הצלחתי. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-21. {{استشهاد ويب}}: |trans-title= بحاجة لـ |title= أو |script-title= (مساعدة) و|مسار أرشيف= بحاجة لعنوان (مساعدة)
  45. ^ [he:תופת] (بالعبرية). Israel Defense. 26 مارس 2014 https://web.archive.org/web/20171012104405/http://www.israeldefense.co.il/he/content/תופת. مؤرشف من الأصل في 2017-10-12. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-21. {{استشهاد ويب}}: |trans-title= بحاجة لـ |title= أو |script-title= (مساعدة) و|مسار أرشيف= بحاجة لعنوان (مساعدة)
  46. ^ Muki Betser (22 يونيو 2011). Secret Soldier. Grove/Atlantic, Inc. ص. 200. ISBN:9780802195210. مؤرشف من الأصل في 2020-08-03.
  47. ^ يزيد صايغ، “التجربة العسكرية الفلسطينية المعاصرة،” في الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني: الدراسات الخاصة، ج 5 (بيروت: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1990)، ص 368، و383.
  48. ^ Tel., B.E., Tel Aviv to F.O., 3/11/1967, FCO 17/467.
  49. ^ Hadow Report on the Karama Raid.
  50. ^ أ ب "معركة الكرامة أصداء تتجدد في الشعر الأردني المعاصر". جريدة الدستور الاردنية. مؤرشف من الأصل في 2021-11-26. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-25.
  51. ^ أ ب "مذكرات الأمير زيد بن شاكر كما ترويها أرملته - 27 أغسطس 2019". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 2021-04-10. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-21.
  52. ^ وكالة الأنباء الأردنية - بترا [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 5 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  53. ^ جريدة الغد نسخة محفوظة 12 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.


مواقع ذات صلة