الفتح الإسلامي لأفغانستان: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
صالح (نقاش | مساهمات)
تعديل
This contribution was added by Bayt al-hikma 2.0 translation project
سطر 1: سطر 1:
{{تاريخ أفغانستان}}
{{معلومات نزاع عسكري}}

'''الفتح الإسلامي لأفغانستان''' هي سلسلة من المعارك العسكرية التي بدأت بعد [[الفتح الإسلامي لفارس]] بعدما هاجر [[المسلمون العرب]] شرقا إلى [[خراسان الكبرى|خراسان]]، [[سيستان]] و[[ما وراء النهر]].
بدأت '''الغزوات الإسلامية لأفغانستان''' في إبان [[الفتح الإسلامي لفارس|الغزو الإسلامي لبلاد فارس]] مع هجرة العرب المسلمين ناحية الشرق إلى [[خراسان الكبرى|خراسان]] و<nowiki/>[[سيستان]] و<nowiki/>[[بلاد ما وراء النهر]]. بعد مرور 15 عامًا على [[معركة نهاوند]]، سيطروا على كل المجالات الساسانية باستثناء جنوب وشرق أفغانستان.<ref name="Hind2">{{cite book
15 سنة بعد [[معركة نهاوند]]، سيطروا على جميع المعاقل [[ساسانيون|الساسانية]] باستثناء أجزاء من أفغانستان و[[مكران]].<ref name=Hind>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://books.google.com/books?id=g2m7_R5P2oAC&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwiD8_OOoYrZAhVFOo8KHSCICQ4Q6AEIOTAE#v=onepage&f=false|عنوان=Al- Hind: The slave kings and the Islamic conquest. 2|مؤلف=André Wink|صفحة=120|ناشر=[[دار بريل للنشر]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170409203314/https://books.google.com/books?id=g2m7_R5P2oAC | تاريخ أرشيف = 9 أبريل 2017 }}</ref>
| url = https://books.google.com/books?id=g2m7_R5P2oAC
| title = Al- Hind: The slave kings and the Islamic conquest. 2
| author = André Wink
| page = 120
| publisher = [[Brill Publishers]]
| isbn = 0391041738
| year = 2002
}}</ref> لم تحقَق أسلمة أشمل حتى الفترة ما بين القرنين العاشر والثاني عشر في ظل السلالتين الغزنوية والغورية اللتين ناصرتا الأعراف الدينية الإسلامية.<ref>{{cite book
| url = https://books.google.com/books?id=g6swDwAAQBAJ&pg=PA39
| title = Afghanistan's Islam: From Conversion to the Taliban
| author = Nile Green
| pages = 39
| publisher = [[Cambridge University Press]]
| isbn = 9780520294134
| year = 2017
}}</ref>

احتُلت خراسان وسيستان، حيث كانت الزرادشتية راسخة. كان العرب قد بدأوا بالتحرك ناحية أراضي شرق [[بلاد فارس]] وفي عام 652 سيطروا على مدينة حراة وعينوا حاكمًا عربيًا هناك. استقرت الحدود الإسلامية في أفغانستان المعاصرة بعد القرن الأول من التقويم الهجري مع تضاؤل الأهمية النسبية للمناطق الأفعانية. يظهر من الأدلة التاريخية أن [[طخارستان]] (باكتريا) حيث ازدهرت البوذية كانت المنطقة الوحيدة التي غزاها العربُ بشدّة. جرى الغزو الأخير على بلخ بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي في عام 705. ذكر هوي تشاو الذي زار المنطقة قرابة نحو عام 726 أن العرب حكموها وكان كل السكان بوذيين.<ref name="MuskHui">{{cite book
| url = https://books.google.com/books?id=ZfWXIfbynwYC&pg=PA53
| title = Islam and Tibet - Interactions along the Musk Route
| publisher = Routlegde
| pages = 51, 53
| isbn = 9780754669562
| year = 2011
}}</ref><ref name="Musk">{{cite book
| url = https://books.google.com/books?id=ZfWXIfbynwYC&pg=PA47
| title = Islam and Tibet - Interactions along the Musk Route
| publisher = Routlegde
| pages = 46–48
| isbn = 9780754669562
| year = 2011
}}</ref>

كانت المناطق الشرقية من أفغانستان تُعتبر سياسيًا في بعض الأوقات أجزاء من الهند. كانت البوذية والهندوسية باسطة نفوذها على المنطقة حتى الغزو الإسلامي. قدمت كابل وزابلستان اللتين كانتا تأويان البوذية وغيرها من الديانات الهندية مقاومة شديدة للتقدم الإسلامي لقرنين، ولم تُقهر سلالتا كابل شاهي والزنبيل حتى الغزوات الصفارية والغزنوية. كمنت أهمية مملكة زون وحكامها الزُنبيل في قطعهم طريق العرب عبر غزو وادي السند.<ref name="ba1">{{cite book
| url = https://books.google.com/books?id=883OZBe2sMYC&pg=PA470
| title = History of Civilizations of Central Asia: The crossroads of civilizations, A.D. 250 to 750
| author = Ahmad Hasan Dani, B.A. Litvinsky
| publisher = UNESCO
| page = 470
| isbn = 9789231032110
| date = January 1996
}}</ref>

دفع الرُتبيل (الزُنبيل) الجزية مضاعفة [[عبد الله المأمون|للخليفة المأمون]] (حكم من 813 – 833م). كانت حملاته آخر الحملات العربية على كابل وزابل. أسر ملك كابل وحوّله إلى الإسلام. قُتل آخر الزنبيل على يد يعقوب بن الليث إلى جانب سيده السابق صالح ب. النادر عام 865. في غضون ذلك، هُزمت سلالة كابل شاهي بقيادة محمود الغزنوي. كان الجنود الهنديون جزءًا من الجيش الغزنوي، ذكر [[أبو الفضل البيهقي]] ضُباطًا هنودًا وظفهم مسعود الغزنوي. شرح ابنُ بطوطة وهو باحث مسلم من القرن الرابع عشر اسم هندوكوش على أنه يعني «ذابحة الهنود»، لأن أعدادًا كبيرةً من العبيد الذين جُلبوا من الهند ماتوا جراء مناخها الغدّار.<ref name="Ransom">{{cite book
| author = Christoph Witzenrath
| title = Eurasian Slavery, Ransom and Abolition in World History, 1200–1860
| url = https://books.google.com/books?id=7LG1CwAAQBAJ&pg=PA45
| year = 2016
| publisher = Routledge
| isbn = 978-1-317-14002-3
| page = 45
| quote = Ibn Battuta, the renowned Moroccan fourteenth century world traveller remarked in a spine-chilling passage that Hindu Kush means slayer of the Indians, because the slave boys and girls who are brought from India die there in large numbers as a result of the extreme cold and the quantity of snow.
}}</ref><ref name="Bayne">{{cite book
| url = https://books.google.com/books?id=hvx9jq_2L3EC&pg=PA109
| title = The Cambridge History of Iran, Volume 4
| author = William Bayne Fisher
| page = 109
| publisher = [[Cambridge University Press]]
| isbn = 9780521200936
| date = 1975-06-26
}}</ref>

ذكر الجغرافي [[اليعقوبي]] أن حكام باميان، ويُدعَون ''بالشير''، تحولوا إلى الإسلام في أواخر القرن الثامن. دُوّن أن يعقوب قد نهب أصنامها الوثنية في عام 870 في حين ذكر مؤرخ أعقبه بعد وقت طويل اسمه شبانكرائي أن حكام ألب تكين اعتنقوا الإسلام في عام 962. لم يُرسخ حكم عربي دائم في ولاية غور وتأسلمت بعد الغارات الغزنوية. بحلول عهد بهرام شاه الغزنوي، كانت ولاية غور قد تحوّلت وتوحدت سياسيًا.<ref name="Habib">{{cite book
| title = Politics and Society During the Early Medieval Period: Collected Works of Professor Mohammad Habib
| pages = 141
| publisher = People's Publishing House
| year = 1977
| author = Clifford Edmund Bosworth
| author-link = Clifford Edmund Bosworth
}}</ref><ref name="Satish2">{{cite book
| url = https://books.google.com/books?id=L5eFzeyjBTQC&pg=PA22
| title = Medieval India: From Sultanat to the Mughals-Delhi Sultanat (1206–1526) - Part One
| publisher = Har-Anand Publishers
| author = Satish Chandra
| page = 22
| author-link = Satish Chandra
| isbn = 9788124110645
| year = 2004
}}</ref>

في أواخر القرن الخامس عشر، وصل ظهير الدين بابر، مؤسس الإمبراطورية المغولية، من فرغانة واحتل كابل من أيدي السلالة الأرغونية. بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، حكم الإمبراطور شاه جهان والإمبراطور أورنكزيب أجزاء من المنطقة الشرقية.<ref name="Routledge">{{cite book
| title = Travels in Asia and Africa, 1325–1354
| last1 = Ibn Battuta
| edition = reprint, illustrated
| year = 2004
| publisher = Routledge
| isbn = 978-0-415-34473-9
| page = 416
| url = https://books.google.com/books?id=zKqn_CWTxYEC&pg=PA180
}}</ref><ref name="Firishta">{{cite book
| chapter-url = http://persian.packhum.org/persian/pf?file=80201016&ct=199
| title = The History of India
| volume = 6
| chapter = Chapter 200: Translation of the Introduction to Firishta's History
| page = 8
| access-date = 22 August 2010
| author = Muhammad Qasim Hindu Shah
| others = Sir H. M. Elliot
| publisher = Packard Humanities Institute
| location = London
| year = 1560
| archive-url = https://web.archive.org/web/20130726121158/http://persian.packhum.org/persian/pf?file=80201016&ct=199
| archive-date = 26 July 2013
| author-link = Firishta
}}</ref><ref>{{Cite journal
| last = Samrin
| first = Farah
| date = 2005–2006
| title = The City of Kabul Under the Mughals
| journal = Proceedings of the Indian History Congress
| volume = 66
| pages = 1303–1308
| jstor = 44145943
}}</ref>

كان الموطن الأفغاني في إبان غزوهم على يد محمود متربعًا في جبال سليمان في جنوب أفغانستان. وفقًا ''لتاريخ اليميني''، فقد جندهم كل من سبكتكين ومحمود. قبل هجرة البشتون إلى وادي نهر كابل، كان الطاجيك يشكلون الغالبية السكانية في كابل وننكرهار ووادي لوكر ولغمان في شرق أفغانستان. بدأ البشتون لاحقًا بالهجرة ناحية الغرب من جبال سليمان في الجنوب، وهجّروا السكان الأصلين مثل الطاجيك والهزارة والفارسيوان أو أخضعوهم قبل القرنين السادس عشر والسابع عشر أو خلالهما. هجّرت موجة هجرة البشتون التي أعقبتها شعبي ''الكافر'' والباشايي الأصليين من وادي كونار ووادي لغمان، المحافظتان الشرقيتان قرب جلال أباد، إلى الجبال الأقل خصوبة.

قبل تحولهم، كان شعب ''الكافر'' من كافرستان يعتنق شكلًا من الهندوسية القديمة مشربًا بالتراكمات المتطورة محليًا. كانت المنطقة من نورستان إلى كشمير (على غرار ''بريستان'' بقلم أيه. إم. كاكوباردو) مضيفةً لعدد كبير من ثقافات «الكافر». سُميوا بالكافر نتيجة لوثنيتهم الراسخة، وظلوا مستقلين سياسيًا حتى جرى غزوهم وتحويلهم قسرًا على يد الأمير الأفغاني عبد الرحمن خان في عامي 1895 – 1896، في حين تحول آخرون تفاديًا لدفع ''الجزية''.<ref name="Katib">{{cite book
| url = https://books.google.com/books?id=g6swDwAAQBAJ&pg=PA142
| title = Afghanistan's Islam: From Conversion to the Taliban
| author = Nile Green
| publisher = University of California Press
| pages = 142–143
| isbn = 9780520294134
| year = 2017
}}</ref>

== الغزوات والحكم العربيين ==
في إبان الغزوات الإسلامية لبلاد فارس، سُحب العربُ شرقًا من السهول العراقية إلى وسط فارس وشرقها، ثم إلى ميديا وخراسان وسيستان وبلاد ما وراء النهر. بعد 15 عامًا من معركة نهاوند، سيطر العرب على كل النطاق الساساني باستثناء أجزاء من أفغانستان ومكران. صرحت نانسي دوبري قائلة إن العرب المتقدمين حاملي ديانة الإسلام سيطروا بسهولة على حراة وسيستان، لكن المناطق الأخرى كانت تثور في الغالب وتعود إلى إيمانها القديم ما إن تنسحب الجيوش العربية. أدت قسوة الحكم العربي إلى تمرد السلالات المحلية بعد أن ضعفت قوة العرب مثل الصفاريين التي أسسها يعقوب الصفار الذي غزا العديد من مدن المنطقة.<ref name="Dupree">[[Nancy Dupree|Dupree, Nancy]] (1971) "Sites in Perspective (Chapter 3)" ''An Historical Guide To Afghanistan'' Afghan Tourist Organization, Kabul, [http://worldcat.org/oclc/241390 OCLC 241390]</ref>

قسم الباحثون المسلمون القروسطيون أفغانستان المعاصرة إلى منطقتين، مقاطعتا خراسان وسيستان. كانت خراسان الساتراب الشرقي للإمبراطورية الساسانية، وتضم بلخ وحراة. تضمنت سيستان عددًا من المدت والمناطق الأفغانية بما فيها غزنة وزرنج ولشكر كاه وقندهار (وتُدعى أيضًا الرُخاج أو زميندوار) وكابل وكابلستان وزابلستان.<ref>{{cite book
| url = https://books.google.com/books?id=g6swDwAAQBAJ&pg=PA43
| title = Afghanistan's Islam: From Conversion to the Taliban
| author = Nile Green
| pages = 43, 44
| publisher = [[Cambridge University Press]]
| isbn = 9780520294134
| year = 2017
}}</ref>

قبل الحكم الإسلامي، كانت بلخ (باكتريا أو طخارستان) وحراة وسيستان تحت الحكم الساساني. إلى الجنوب الأقصى من منطقة بلخ، في باميان، تتضاءل مؤشرات السلطة الساسانية، ويبدو أن سلالة محلية كانت تحكم في العصور القديمة المتأخرة، وُيرجح أنهم الهياطلة التابعون لليبغو من الأتراك الغربيين. في حين كانت حراة خاضعة لحكم الساسانيين، كانت مناطقها الداخلية خاضعة للهياطلة الذين استمروا في حكم جبال غوريد ووديان النهر حتى وقت لا بأس به من الحقبة الإسلامية. كانت سيستان خاضعة للحكم العربي لكن قندهار ظلت حرة منه. ضمت كابل وزابلتسان ديانات هندية إلى جانب الزنبيل وكابل شاهي التين قدمتا مقاومة شديدة للحكم الإسلامي لقرنين حتى الغزوات الصفارية والغزنوية.

في أفغانستان، صارت حدود الغزو الإسلامي بطريقة أو بأخرى مستقرة بحلول نهاية القرن الأول من التقويم الهجري. كان أحد الأسباب أن الأهمية النسبية لسيستان وبالوشستان قد بدأت بالتضاؤل في عهد معاوية بن أبي سفيان، وقتما جرى غزو باكتريا وبلاد ما وراء النهر. علاوة على ذلك، مُدت الغزوات في الاتجاه الشرقي إلى مكران والسند، وأُسست المستعمرات الإسلامية هناك في عامي 711- 712.


== مراجع ==
== مراجع ==

نسخة 22:47، 29 نوفمبر 2021

بدأت الغزوات الإسلامية لأفغانستان في إبان الغزو الإسلامي لبلاد فارس مع هجرة العرب المسلمين ناحية الشرق إلى خراسان وسيستان وبلاد ما وراء النهر. بعد مرور 15 عامًا على معركة نهاوند، سيطروا على كل المجالات الساسانية باستثناء جنوب وشرق أفغانستان.[1] لم تحقَق أسلمة أشمل حتى الفترة ما بين القرنين العاشر والثاني عشر في ظل السلالتين الغزنوية والغورية اللتين ناصرتا الأعراف الدينية الإسلامية.[2]

احتُلت خراسان وسيستان، حيث كانت الزرادشتية راسخة. كان العرب قد بدأوا بالتحرك ناحية أراضي شرق بلاد فارس وفي عام 652 سيطروا على مدينة حراة وعينوا حاكمًا عربيًا هناك. استقرت الحدود الإسلامية في أفغانستان المعاصرة بعد القرن الأول من التقويم الهجري مع تضاؤل الأهمية النسبية للمناطق الأفعانية. يظهر من الأدلة التاريخية أن طخارستان (باكتريا) حيث ازدهرت البوذية كانت المنطقة الوحيدة التي غزاها العربُ بشدّة. جرى الغزو الأخير على بلخ بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي في عام 705. ذكر هوي تشاو الذي زار المنطقة قرابة نحو عام 726 أن العرب حكموها وكان كل السكان بوذيين.[3][4]

كانت المناطق الشرقية من أفغانستان تُعتبر سياسيًا في بعض الأوقات أجزاء من الهند. كانت البوذية والهندوسية باسطة نفوذها على المنطقة حتى الغزو الإسلامي. قدمت كابل وزابلستان اللتين كانتا تأويان البوذية وغيرها من الديانات الهندية مقاومة شديدة للتقدم الإسلامي لقرنين، ولم تُقهر سلالتا كابل شاهي والزنبيل حتى الغزوات الصفارية والغزنوية. كمنت أهمية مملكة زون وحكامها الزُنبيل في قطعهم طريق العرب عبر غزو وادي السند.[5]

دفع الرُتبيل (الزُنبيل) الجزية مضاعفة للخليفة المأمون (حكم من 813 – 833م). كانت حملاته آخر الحملات العربية على كابل وزابل. أسر ملك كابل وحوّله إلى الإسلام. قُتل آخر الزنبيل على يد يعقوب بن الليث إلى جانب سيده السابق صالح ب. النادر عام 865. في غضون ذلك، هُزمت سلالة كابل شاهي بقيادة محمود الغزنوي. كان الجنود الهنديون جزءًا من الجيش الغزنوي، ذكر أبو الفضل البيهقي ضُباطًا هنودًا وظفهم مسعود الغزنوي. شرح ابنُ بطوطة وهو باحث مسلم من القرن الرابع عشر اسم هندوكوش على أنه يعني «ذابحة الهنود»، لأن أعدادًا كبيرةً من العبيد الذين جُلبوا من الهند ماتوا جراء مناخها الغدّار.[6][7]

ذكر الجغرافي اليعقوبي أن حكام باميان، ويُدعَون بالشير، تحولوا إلى الإسلام في أواخر القرن الثامن. دُوّن أن يعقوب قد نهب أصنامها الوثنية في عام 870 في حين ذكر مؤرخ أعقبه بعد وقت طويل اسمه شبانكرائي أن حكام ألب تكين اعتنقوا الإسلام في عام 962. لم يُرسخ حكم عربي دائم في ولاية غور وتأسلمت بعد الغارات الغزنوية. بحلول عهد بهرام شاه الغزنوي، كانت ولاية غور قد تحوّلت وتوحدت سياسيًا.[8][9]

في أواخر القرن الخامس عشر، وصل ظهير الدين بابر، مؤسس الإمبراطورية المغولية، من فرغانة واحتل كابل من أيدي السلالة الأرغونية. بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، حكم الإمبراطور شاه جهان والإمبراطور أورنكزيب أجزاء من المنطقة الشرقية.[10][11][12]

كان الموطن الأفغاني في إبان غزوهم على يد محمود متربعًا في جبال سليمان في جنوب أفغانستان. وفقًا لتاريخ اليميني، فقد جندهم كل من سبكتكين ومحمود. قبل هجرة البشتون إلى وادي نهر كابل، كان الطاجيك يشكلون الغالبية السكانية في كابل وننكرهار ووادي لوكر ولغمان في شرق أفغانستان. بدأ البشتون لاحقًا بالهجرة ناحية الغرب من جبال سليمان في الجنوب، وهجّروا السكان الأصلين مثل الطاجيك والهزارة والفارسيوان أو أخضعوهم قبل القرنين السادس عشر والسابع عشر أو خلالهما. هجّرت موجة هجرة البشتون التي أعقبتها شعبي الكافر والباشايي الأصليين من وادي كونار ووادي لغمان، المحافظتان الشرقيتان قرب جلال أباد، إلى الجبال الأقل خصوبة.

قبل تحولهم، كان شعب الكافر من كافرستان يعتنق شكلًا من الهندوسية القديمة مشربًا بالتراكمات المتطورة محليًا. كانت المنطقة من نورستان إلى كشمير (على غرار بريستان بقلم أيه. إم. كاكوباردو) مضيفةً لعدد كبير من ثقافات «الكافر». سُميوا بالكافر نتيجة لوثنيتهم الراسخة، وظلوا مستقلين سياسيًا حتى جرى غزوهم وتحويلهم قسرًا على يد الأمير الأفغاني عبد الرحمن خان في عامي 1895 – 1896، في حين تحول آخرون تفاديًا لدفع الجزية.[13]

الغزوات والحكم العربيين

في إبان الغزوات الإسلامية لبلاد فارس، سُحب العربُ شرقًا من السهول العراقية إلى وسط فارس وشرقها، ثم إلى ميديا وخراسان وسيستان وبلاد ما وراء النهر. بعد 15 عامًا من معركة نهاوند، سيطر العرب على كل النطاق الساساني باستثناء أجزاء من أفغانستان ومكران. صرحت نانسي دوبري قائلة إن العرب المتقدمين حاملي ديانة الإسلام سيطروا بسهولة على حراة وسيستان، لكن المناطق الأخرى كانت تثور في الغالب وتعود إلى إيمانها القديم ما إن تنسحب الجيوش العربية. أدت قسوة الحكم العربي إلى تمرد السلالات المحلية بعد أن ضعفت قوة العرب مثل الصفاريين التي أسسها يعقوب الصفار الذي غزا العديد من مدن المنطقة.[14]

قسم الباحثون المسلمون القروسطيون أفغانستان المعاصرة إلى منطقتين، مقاطعتا خراسان وسيستان. كانت خراسان الساتراب الشرقي للإمبراطورية الساسانية، وتضم بلخ وحراة. تضمنت سيستان عددًا من المدت والمناطق الأفغانية بما فيها غزنة وزرنج ولشكر كاه وقندهار (وتُدعى أيضًا الرُخاج أو زميندوار) وكابل وكابلستان وزابلستان.[15]

قبل الحكم الإسلامي، كانت بلخ (باكتريا أو طخارستان) وحراة وسيستان تحت الحكم الساساني. إلى الجنوب الأقصى من منطقة بلخ، في باميان، تتضاءل مؤشرات السلطة الساسانية، ويبدو أن سلالة محلية كانت تحكم في العصور القديمة المتأخرة، وُيرجح أنهم الهياطلة التابعون لليبغو من الأتراك الغربيين. في حين كانت حراة خاضعة لحكم الساسانيين، كانت مناطقها الداخلية خاضعة للهياطلة الذين استمروا في حكم جبال غوريد ووديان النهر حتى وقت لا بأس به من الحقبة الإسلامية. كانت سيستان خاضعة للحكم العربي لكن قندهار ظلت حرة منه. ضمت كابل وزابلتسان ديانات هندية إلى جانب الزنبيل وكابل شاهي التين قدمتا مقاومة شديدة للحكم الإسلامي لقرنين حتى الغزوات الصفارية والغزنوية.

في أفغانستان، صارت حدود الغزو الإسلامي بطريقة أو بأخرى مستقرة بحلول نهاية القرن الأول من التقويم الهجري. كان أحد الأسباب أن الأهمية النسبية لسيستان وبالوشستان قد بدأت بالتضاؤل في عهد معاوية بن أبي سفيان، وقتما جرى غزو باكتريا وبلاد ما وراء النهر. علاوة على ذلك، مُدت الغزوات في الاتجاه الشرقي إلى مكران والسند، وأُسست المستعمرات الإسلامية هناك في عامي 711- 712.

مراجع

  1. ^ André Wink (2002). Al- Hind: The slave kings and the Islamic conquest. 2. Brill Publishers. ص. 120. ISBN:0391041738.
  2. ^ Nile Green (2017). Afghanistan's Islam: From Conversion to the Taliban. Cambridge University Press. ص. 39. ISBN:9780520294134.
  3. ^ Islam and Tibet - Interactions along the Musk Route. Routlegde. 2011. ص. 51, 53. ISBN:9780754669562.
  4. ^ Islam and Tibet - Interactions along the Musk Route. Routlegde. 2011. ص. 46–48. ISBN:9780754669562.
  5. ^ Ahmad Hasan Dani, B.A. Litvinsky (يناير 1996). History of Civilizations of Central Asia: The crossroads of civilizations, A.D. 250 to 750. UNESCO. ص. 470. ISBN:9789231032110.
  6. ^ Christoph Witzenrath (2016). Eurasian Slavery, Ransom and Abolition in World History, 1200–1860. Routledge. ص. 45. ISBN:978-1-317-14002-3. Ibn Battuta, the renowned Moroccan fourteenth century world traveller remarked in a spine-chilling passage that Hindu Kush means slayer of the Indians, because the slave boys and girls who are brought from India die there in large numbers as a result of the extreme cold and the quantity of snow.
  7. ^ William Bayne Fisher (26 يونيو 1975). The Cambridge History of Iran, Volume 4. Cambridge University Press. ص. 109. ISBN:9780521200936.
  8. ^ Clifford Edmund Bosworth (1977). Politics and Society During the Early Medieval Period: Collected Works of Professor Mohammad Habib. People's Publishing House. ص. 141.
  9. ^ Satish Chandra (2004). Medieval India: From Sultanat to the Mughals-Delhi Sultanat (1206–1526) - Part One. Har-Anand Publishers. ص. 22. ISBN:9788124110645.
  10. ^ Ibn Battuta (2004). Travels in Asia and Africa, 1325–1354 (ط. reprint, illustrated). Routledge. ص. 416. ISBN:978-0-415-34473-9.
  11. ^ Muhammad Qasim Hindu Shah (1560). "Chapter 200: Translation of the Introduction to Firishta's History". The History of India. Sir H. M. Elliot. London: Packard Humanities Institute. ج. 6. ص. 8. مؤرشف من الأصل في 2013-07-26. اطلع عليه بتاريخ 2010-08-22.
  12. ^ Samrin، Farah (2005–2006). "The City of Kabul Under the Mughals". Proceedings of the Indian History Congress. ج. 66: 1303–1308. JSTOR:44145943.
  13. ^ Nile Green (2017). Afghanistan's Islam: From Conversion to the Taliban. University of California Press. ص. 142–143. ISBN:9780520294134.
  14. ^ Dupree, Nancy (1971) "Sites in Perspective (Chapter 3)" An Historical Guide To Afghanistan Afghan Tourist Organization, Kabul, OCLC 241390
  15. ^ Nile Green (2017). Afghanistan's Islam: From Conversion to the Taliban. Cambridge University Press. ص. 43, 44. ISBN:9780520294134.