مارون: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 139: سطر 139:


{{آباء الكنيسة}}
{{آباء الكنيسة}}
[[تصنيف:سوريون]]

[[تصنيف:موارنة]]
[[تصنيف:موارنة]]
[[تصنيف:تاريخ مسيحي]]
[[تصنيف:تاريخ مسيحي]]

نسخة 01:52، 21 نوفمبر 2010

نجمة المقالة المرشحة للاختيار
نجمة المقالة المرشحة للاختيار
هذه المقالة مرشحة حاليًا لتكون مقالة جيدة، وتُعد من الصفحات التي تحقق مستوًى معينًا من الجودة وتتوافق مع معايير المقالة الجيدة في ويكيبيديا. اطلع على عملية الترشيح وشارك برأيك في هذه الصفحة.
تاريخ الترشيح 20 تشرين ثاني 2010
القديس مارون
ܡܐܪ ܡܐܪܘܢ
ملف:Maroun04.jpg
أيقونة لمار مارون، يرتدي فيها الإسكيم وهو اللباس الرسمي للرهبان، ويتشح بالبطرشيل الذي يضعه الكهنة وفي ذلك إشارة إلى وصف القديس يوحنا الذهبي الفم له بالكاهن؛ في حين يمسك بعصا الرعاية دلالة على كونه راعي الكنيسة المارونية وشفيعها.
مجد لبنان له أعطي (أشعياء 2/35).

أبي الكنيسة المارونية وشفيعها.[1]
زينة القديسين.[1]

الولادة غير معروف، النصف الأول من القرن الرابع.
شمال سوريا نواحي حلب أو أنطاكية.
الوفاة عام 410،
براد، شمال حلب.
مبجل(ة) في الكنيسة المارونية (بوجه خاص).

الكنيسة الكاثوليكية.
الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.
الكنائس الأرثوذكسية المشرقية.

المقام الرئيسي ضريحه: براد،  سوريا.

ذخائره: دير ريش مورو (دير هامة مارون)، البترون،  لبنان.
هناك عدد كبير من الكنائس المشادة على اسمه.

تاريخ الذكرى 9 فبراير، في الكنيسة المارونية.

14 فبراير في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأرثوذكسية المشرقية.

شفيع(ة) الكنيسة المارونية.

مارون أو القديس مارون أو مار مارون كما هو شائع، (بالسريانية: ܡܐܪ ܡܐܪܘܢ) ناسك وراهب وكاهن عاش في شمال سوريا خلال القرن الرابع، يعتبر واحدًا من أشهر الشخصيات السوريّة السريانية الكنسية، لكونه يرتبط مع الكنيسة السريانية الأنطاكية المارونية التي تعتبره مؤسسًا وشفيعًا وأبًا، ولذلك يقول المطران يوسف الدبس، رئيس أساقفة بيروت المارونية أواخر القرن التاسع عشر في كتابه “الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل:إن تاريخ الموارنة يبدأ بمناقشة مار مارون الذي يعتبر مؤسس هذه الطائفة وشفيعها.[2]

كلمة مارون في اللغة السريانية تصغير للفظة "مار" والتي تعني السيّد، والتي بدورها تصغير عن لفظة "موران" والتي تعني "سيد السادة أو السيد الأكبر" وتستخدم في اللغة السريانية كإحدى ألقاب الله. لا يوجد اليوم سيرة مفصلة أو سجل دقيق عن حياته ونشاطاته.[3] وتعتبر شهادة أسقف المنطقة التي تنسك بها مار مارون ثيودوريطس المرجع الأساسي الوحيد عنه؛ أغلب الباحثين الموارنة والغير الموارنة يجعلون مارون رئيسًا للرهبان والنساك في منطقة سوريا الشمالية،[4] وذلك استنادًا إلى ثيودوريطس ذاته حين يقول: إن أكثر النساك في منطقة قورش ساروا على طريق مارون الناسك ملتزمين به.[5] هناك أيضًا من يشير إلى أن مار مارون كان المسؤول الأول عن نشر المسيحية في شمال سوريا، فمن المعروف أن الوثنية كانت قوية الجذور تلك النواحي بداية القرن الخامس في حين أن ثيودوريطس نفسه يذكر في رسالة بعث بها إلى البابا ليون الكبير (440 -461) أنه يتولى شؤون ثمانمائة كنيسة، أي أن أغلب سكان المنطقة قد اعتنقوا المسيحية.[6]

رغم عدم وفرة المراجع القديمة التي تذكره، فإنّ مختلف الدراسات والأبحاث التي وضعت حول مار مارون وحول الكنيسة المارونية عمومًا، خصوصًا إثر تأسيس المدرسة المارونية في روما أواخر القرن السادس عشر إلى جانب عمليات التنقيب والبحث شمال حلب أواخر القرن العشرين، أدت إلى رسم صورة تفصيلية عن حياة القديس مارون ونشاطه.

حياته

مصادر حياته

أقدم الشهادات التي يعتمد عليها في معرفة حياة مار مارون ونشاطه هي شهادة أسقف القورشية ثيودوريطس في كتابه “تاريخ أصفياء الله” الذي وضع حوالي العام 423 وبشكل أقل أهمية رسالة القديس يوحنا الذهبي الفم التي وجهها لمار مارون بداية القرن الخامس، هناك أيضًا ذكر عرضى له في كتاب الهدى الماروني الذي يعود للقرن العاشر رغم تشكيك البعض بكون مؤلف الكتاب مارونيًا.[7]

الدراسات والأبحاث الحديثة حول مار مارون والتي قام بها مؤرخون ونقاد موارنة وغير موارنة في الشرق والغرب خصوصًا بعد القرن السادس عشر بدءًا من المطران جبرائيل القلاعي رئيس أساقفة قبرص المارونية والذي وضع في كتابه “مارون الطوباوي” أول مؤلف مفصل في العصور الحديثة حول تاريخ الكنيسة المارونية، مرورًا بمؤلفات خريجي المدرسة المارونية في روما والبطريرك إسطفان الدويهي من إهدن في الهزيع الأخير للقرن السابع عشر والذي وضع كتاب “تاريخ الطائفة المارونية”، وكرس فصلين كاملين للحديث عن مار مارون وأصل مصطلح موارنة.

الدراسات والبحوث لم تتوقف وشهد القرن التاسع عشر ظهور بعض الباحثين من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الكاثوليكية حاولوا تفنيد النظرة التقليدية نحو مار مارون وتاريخ الكنيسة المارونية، أمثال المطران إقليمس داوود الذي وضع كتاب “جامع الحجج الراهنة في إبطال دعاوى الموارنة” عام 1873 والذي قلل من أهمية مارون ودوره ونسبة الموارنة له،[5] وردّ عليهم باحثون موارنة أمثال المطران يوسف الدبس في كتابه “الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل” والقس يوحنا باذنجانة في كتابه “مرآة الشرف الوضية في تاريخ الملة المارونية” والبطريرك بولس مسعد في كتابه “الدر المنظوم”. خلال القرن العشرين صدر عدد آخر من المؤلفات أبرزها “تاريخ الموارنة الديني والدنيوي” للأب بطرس ضو وتم التطرق خلاله لأول مرة لفرضية التنقيب عن أماكن تنسك مار مارون في شمال حلب، وقد عبر خلال هذه الفترة العديد من المستشرقين عن آرائهم في القضية أمثال الأب اليسوعي هنري لامنس.[8] أخيرًا قام الباحث غسان الشامي بالتعاون مع لجان من الولايات المتحدة الإمريكية بالتنقيب في مناطق شمال حلب حول أماكن تنسك مار مارون، ويمكن القول أنه بات اليوم عرض مفصل عن حياة القديس ونشاطه.[9] وقام المجمع البطريركي الماروني الذي ختم أعماله في يونيو 2006 بالإشارة إلى مار مارون خلال الحديث عن “هوية الكنيسة المارونية.”[10]

وقبل الشروع في تبيان تلك العناصر، لا يسعُنا إلاّ أن نذكّر بأنّ اسمَ الموارنة يرجع إلى اسم القدّيس مارون، المتوفَّى حوالي 410. أما القدّيس مارون، شفيع كنيستنا التي تُعيِّد له في التاسع من شباط، فقد ابتكر طريقةً نسكيّةً فريدةً من نوعها على جبل قورش في سورية الأولى، قوامها العيش في العراء. وقد كتب سيرة حياته وحياة تلاميذه في النسك، تيودوريطُُس القورشي (459 +)، في كتابه الشهير عن رهبان سورية ونسّاكها، وذلك بين مطلع القرن الرابع ومنتصف القرن الخامس .
—المجمع البطريركي الماروني، في هوية الكنيسة المارونية، مادة عدد6.

الخطوط العريضة المتفق عليها بين مختلف الباحثين أن القديس مارون قد ولد وعاش في النصف الثاني من القرن الرابع وأنه سرياني اللغة والعرق،[11] ضمن منطقة سوريا الأولى الشماليّة وتسمّى أيضًا الجوفاء والتي كانت عاصمتها أنطاكية،[12] في وقتٍ كانت فيه الوثنية قوية الجذور تلك النواحي.[13]

من المتفق عليه أيضًا أن الناسك مارون قد ترك الحياة العامّة واعتزل على قمة جبل في المنطقة القورشيّة شمالي غربي مدينة حلب وكرّس على قمة هذا الجبل، معبدًا وثنيًا مهجورًا، ربما كان للإله نبّو المنتشرة عبادته في تلك الأصقاع،[14] ككنيسة يقوم فيها بتأدية شعائر العبادة، أما هو فقد عاش تحت جو السماء دون سقف سوى خيمة صغيرة لم يكن يستظل بها إلا نادرًا،[15] وسرعان ما انتشر صيت قداسته، فأخذ سكان القرى والبلدات المجاورة بالإيفاد عليه للإستماع إلى وعظه وتعليمه بل وللأعاجيب التي كان يجترحها أيضًا،[16] على ما يذكر ثيودوريطس.[17]

رسالة يوحنا الذهبي الفم

تمثال في كاتدرائية القديس باتريك في نيويورك يظهر يوحنا فم الذهب الذي بعث برسالة إلى مار مارون حوالي العام 405.

إن أول ذكر تاريخي للقديس مارون يرد في رساله بعث بها بطريرك القسطنطينية يوحنا الذهبي الفم من منفاه في القوقاز حولي سنة 404 أو 405،[18] إلى مارون "الكاهن والناسك"، وتظهر الرسالة تحت العدد السادس و الثلاثون من رسائل يوحنا الذهبي الفم والمنشورة في مجموعة "الآباء اليونان" للمؤرخ مين.[19]

تدل الرسالة أن البطريرك كان يعرف الناسك معرفة شخصية، ما دفع المؤرخ البطريرك الدويهي للقول بأن الذهبي الفم و مارون كانا صديقي الدارسة في أنطاكية قبل أن يتبنى كل منهما نمط الحياة النسكية.[18] يعبر الذهبي الفم في الرسالة عن مشاعره الودية نحو القديس مارون ويقدر تقواه الشديدة، ويعلن رغبته في المراسلة على نحو متكرر، وهو ما كانت تحول دون تحققه صعوبة العثور على مسافرين من القوقاز تجاه ضواحي حلب، ويستفهم الذهبي الفم بحرارة عن صحة مارون و يختتم طالبًا دعاءه والصلاة لأجله.[20][21]

إن الرسالة مدار البحث، يغلب عليها الطابع الشخصي ولا تحمل الكثير من المعلومات، ما دفع بعض البحاثة والمؤرخين لنفي صحيتها كدليل،[18] سيّما أنها موجهة إلى ناسك يدعى مارون دون أي إشارة تجزم أنه مارون الذي أشار إليه ثيودوريطس،[22] بيد أن قسمًا آخر من الباحثين يدعمهم الرأي الكنسي التقليدي، استبعدوا وجود مارونين عاشا في الفترة نفسها وفي المنطقة نفسها، ولم ينل التأريخ سوى واحد منهما، خصوصًا في كتاب “تاريخ أصفياء الله” لثيودوريطس ذاته الذي أرخ حياة القديس مارون، ما دفع للقول بأن مارون ثيودوريطس ومارون الذهبي الفم هما الشخص نفسه.[23] يقيم النقاد المشككون دليلاً بأن أسقف قورش ثيودوريطس لا يصرّح بأن الناسك مارون كان كاهنًا على عكس الذهبي الفم الذي وصفه بالكاهن والناسك، إلا أنّ ثيودوريطس في الوقت ذاته يستخدم مصطلحات ضمن حديثه عن مارون لا تستخدم في اللغة الكنسيّة والإكليريكيّة إلا للكهنة وحدهم "كتكريس" معبد أو "مباركة" المرضى،[24] فكهنوت القديس مارون واضح ضمنًا في أقوال ثيودوريطس وإن لم يذكره صراحة، حسب القسم الأكبر من الباحثين وحسب الرأي الكنسي التقليدي أيضًا.[24]

شهادة الأسقف ثيودوريطس

آثار وثنية في كالوتا مكان تنسك مار مارون: حسب شهادة ثيودوريطس مؤرخ حياة مار مارون، فإن الوثنية تراجعت في شمال سوريا من خلال نشاط مار مارون وجهوده.

ولد ثيودوريطس عام 393 لعائلة مسيحية عرفت بتقواها وتدينها،[25] ونال علومه اللاهوتيّة في مدرسة ثيودور المصيصي أسقف حرّان،[26] وكان معارضًا شديدًا لصيغة القديس كيرلس الاسكندري في الإيمان حول طبيعتي المسيح (انظر مجمع أفسس الثاني ومجمع خلقيدونية) وساهم في إدانتها في مجمع خلقيدونية عام 451،[27] سيم أسقفًا على منطقة قوروش عام 423 بعد وفاة مارون،[28] ورغم عدم اتصاله المباشر به إلا أنه اتصل بعدد من تلاميذه على رأسهم يعقوب الذي يعتقد عدد من الباحثين أمثال أفرام البستاني أنه ساهم في إعطاء معلومات عن مارون لثيودوريطس،[29] فأدرجها في كتابه “تاريخ أصفياء الله” الذي روى به أيضًا سيرة أكثر من ثلاثين راهبًا في القورشيّة من معاصريه على رأسهم "مارون الإلهي" كما يسميه.[30]

تعتبر شهادة الأسقف هذه المصدر الوحيد الذي يُستند إليه لمعرفة طبيعة حياة مار مارون، رغم أن هذه السيرة تبتعد عن منحى التوثيق التاريخي و تأخذ طابع الكتابات الإيمانية - التقويّة، فهي لا تذكر مثلاً مكان تنسك القديس أو مكان دفنه، إلا أنها تذكر المنازعات بين سكان القرى والبلدات المجاورة لحيازة جثمانه[31] تصف الشهادة القديس مارون بعدد من الصفات الهامة:

مارون لقد زيّن مارون طغمة القديسين المتوحشين بالله، ومارس ضروبًا من التقشفات والإماتات، تحت جو السماء، متعبدًا ومتجهدًا في الأصوام والصلوات والليالي الساهرة والركوع والسجود، والتأمل في كمال الله.[32] مارون

إلا أنه لم يكن منقطعًا عن المجتمع طوال فترات حياته إذ عندما انتشر صيت قداسته توافد إليه الناس من مختلف المناطق المجاورة، فكان يعظ الزوّار ويرشدهم ويعزي المصابين والحزانى،[33] حتى أشيع أن الشياطين نفسها قد تحاشت حضرته.[34] ويتابع الأسقف:

مارون وبما أن الله غني كثير الإحسان إلى قديسيه، فقد منحه موهبة الشفاء، فذاع صيته في الآفاق كلها، وتقاطر إليه الناس أفواجًا من كل جانب، و كان جميعهم قد علموا بالاختبار أن ما اشتهر عنه من الفضائل والعجائب صحيح، وبالحقيقة كانت الحمّى قد خمدت من ندى بركته، والمرضى برئوا بدواء واحد، وهو صلاة القديس، لأن الأطباء جعلوا لكل داء دواء، غير أن صلاة الأولياء هي دواء نافع لجميع الأمراض. غير أن القديس مارون لم يقتصر على شفاء أمراض الجسد بل كان يبرئ أيضًا أمراض الروح، فكان يشفي من الغضب والكذب واستباحة المحرمات وغيرها من المنكرات.[35] مارون

ويختم تيودوريطس بالقول أن تلامذة عديدين من الرجال و النساء قد وفدوا إلى الجبل المنسك لتتلمذ على يديه، و يعلن أن مارون: قد أنمى بالتهذيب جملة من الفضائل السماوية، وغرس هذا البستان (يقصد الحياة الرهبانية) لله، فأزهر في كل نواحي القورشيّة.[36] وفي موضع آخر يقول إن أكثر النساك في منطقة قورش ساروا على طريقة مارون الناسك متتلمذين له.[37] ونرى بنتيجة هذا المجهود تراجعًا للوثنية في شمال سوريا، واغتباط ثيودوريطس لذلك، كما يظهر في رسالته إلى البابا ليون الأول مخبرًا إياه أنه يتولى شؤون ثمانمائة كنيسة.[6]

إثر هذه الحياة الحافلة توفي مار مارون عام 410، موصيًا أن يدفن في مغارة القديس زابينا أحد تلاميذه،[31] لكن وصيته هذه لن تتحق إذ نشبت بحسب شهادة ثيودوريطس، منازعات حول جثمانه بين القرى المجاورة، بهدف الحصول عليه و دفنه في قريتهم تبركًا، ويعلن الأسقف أن سكان قرية كبيرة كثيرة العدد، متاخمة لمكان التنسك، حازت على الجثمان، ويعزي نفسه بالقول: "ومع أننا بعيدون عن القديس فإن بركته تشملنا، وذكره يقوم لدينا مقام ذخائره"[4] أما أهل القرية الفائزة فقد شيدوا مزارًا خاصًا إكرامًا له،[9] وأقاموا عيدًا سنويًا لاستذكاره ما يدل على مكانة مرموقة في القورشية وجواها، ويذكر ثيودوريطس أن الناس استمروا خلال أسقفيته في قورش بالاحتفال بذكرى مارون.[38]

شهادات أخرى

ملف:Simeon Stylite Louvre.jpg
منحوتة تعود للقرن السادس وتمثل القديس سمعان العمودي.

يقدم المؤرخ والمستشرق الفرنسي فيستوجير في كتابه "أنطاكية الوثنية و المسيحية"، شهادة أخرى عن القديس مارون:

مارون إن مارون، كان أول من مارس العيش في العراء في سوريا، معرضًا نفسه لقسوة عوامل الطبيعة. إن الزهاد في مقاطعة قورش ضمن سوريا الشمالية قد تبنوا هذا النمط من العيش، الذي أنشأه مارون، وخاصة الرهبان العموديين الذين اختاروا العيش على رؤوس الأعمدة و أشهرهم سمعان العمودي المتوفى سنة 459.[39] مارون

إن ربط فيستوجير للقديس سمعان العمودي بالقديس مارون يعتبر شهادة هامة، إذ إن المدرسة العمودية في النسك وهي السوريّة المنشأ، قد انتشرت بشكل سريع لتعمّ أنحاء العالم المسيحي برمته حتى وصلت إلى أوروبا؛ ويعتبر سمعان العمودي اليوم من أبرز قديسي الكنيسة بمختلف طوائفها، ومن الجدير ذكره أن العمود الذي كان يستوطنه الرهبان، يشبه في بناءه إلى حد بعيد بناء مئذنة المساجد اليوم، وغالبًا ما كان الراهب العمودي يعظ من أعلى مئذنته، التي تساعده في إيصال صوته إلى المناطق المجاورة. وقد أسس بعيد وفاة سمعان العمودي دير كبير على اسمه في الجبل المعروف اليوم باسم جبل سمعان، غير أن الدير حتى اليوم لم يحسم موقفه من الجدال حول طبيعتي المسيح، إذ إن السريان المونوفيزيين والسريان الخليقدونيين قدموا وثائق تثبت أن الدير كان تابعًا لهما.[40]

الشهادة الثانية الهامة عن القديس مارون، تعود للقرن الثامن عشر، و هي شهادة البابا بيندكتوس الرابع عشر عام 1774، إثر الشقاق الذي وقع بين الموارنة والروم الملكيين الكاثوليك في حلب حول قداسة مار مارون. خلط بطريرك الروم الملكيين بين مارون الناسك ومارون آخر يذكره ابن بطريق وعدد آخر من المؤرخين القدماء خلال القرن السابع وكان راهبًا نسطوريًا مونوثيليًا تبعه عدد من أهل حماه، فقام بطريرك الملكيين بتمزيق أيقونة تظهر القديس مارون ناسبًا له الهرطقة، فوجه إليه البابا رسالة أبرز ما جاء فيها:

مارون ولهذا فإن جهود أخينا البطريرك المحترم كيرلس طنّاس (بطريرك الملكيين) تبدو عملاً ظاهر التجديف، وقد اتضحت إيضاحًا جليًا مساعي أخينا المحترم كيرلس عديمة الديانة، إذ إنه بحجة منع عبادة مارون الهرطوقي الذي ذكره سعيد بن بطريق، قد نزع في الحقيقة العبادة الواجبة لمارون القديس العظيم الكاثوليكي الإيمان، الذي ذكره ثيودوريطس، إضافة إلى ذلك فإن الكرسي الرسولي قصد دائمًا في بياناته الإعتراف بتكريم الأنبا مارون السعيد والمغبوط، والذي كتب عنه تيودوريطس، وأمر أن يكرمه الآخرون.[41] مارون

ثم منح البابا غفرانًا كاملاً وفق معتقدات الكنيسة الكاثوليكية، لكل من يمارس سر الاعتراف وسر الإفخارستيا يوم 9 شباط من كل عام احتفالاً بذكرى شفيعهم الشخصي،[42] معتمدًا بذلك خطا سلفه البابا كلمنت الثاني عشر.

تلاميذ مار مارون الأوائل

ملف:St.maroun.jpg
أيقونة بيزنطية تظهر القديس مارون، وتظهر في الخلفية الأرزة وفي ذلك إشارة إلى لبنان.

بعد أن ختم ثيودوريطس حديثه عن مار مارون، ينتقل للحديث عن حياة تلاميذه الأوائل من الرهبان المنتشرين في أنجاء القورشية، ومنهم يعقوب الذي جمعته صداقة شخصية مع ثيودوريطس، لذلك نرى سيرته تفوق سائر السِيَر توسعًا وتفصيلاً.[43][44]

قضى يعقوب ثمانٍ و ثلاثين سنة في المنسك، و فسّر كما فسّر غيره من رهبان القرون الأولى، بعض آيات العهد الجديد مثل: "بعض الناس قد خصوا أنفسهم في سبيل ملكوت السماوات، فمن استطاع أن يقبل هذا فليقبله"متى 12/19]، أو من رسائل القديس بولس: "إني أفرح في الآلام التي أقاسيها لأجلكم، وأتمم في جسدي ما نقص من آلام المسيح".كولوسي 24/1] تفسيرًا حرفيًا، فنرى يعقوب الكبير الذي اجترح الكثير من العجائب والكرامات قد أثقل ذاته في الحديد ولم يكن يقتات سوى العدس المبلول.[45] أما ابراهيم القورشي، فقد انتقل إلى لبنان مبشرًا، حيث أقام في أعالي منابع نهر أدونيس حتى أطلق على النهر اسم نهر ابراهيم،[44] وهناك أيضًا ليمناوس الذي حبس نفسه بكوخ صغير مداومًا على الصلاة.[44] وأغابيتس الذي انتقل إلى منطقة أفاميا حيث شيّد ديرين هناك.[46] والراهب بردات الذي وقّع على أعمال المجمع الخليقدوني.[47]

ولم يكن تلاميذ مار مارون الأوائل، من الرجال فقط، بل شملت القائمة نساءً، فنرى كيرا ومورانا الشريفتان من حلب[48] وهناك أيضًا دومنينا،[49] وغيرهم.[50]

لقد ظل تلاميذ مار مارون مشتتين في أنحاء القورشيّة الواسعة و خارجها، حتى قام الامبرطور مرقيان وبجهود تيودوريطس،[51] بتشييد دير عظيم البنيان في أفاميا و هو الدير الذي سمي على اسم مارون و غدا كبير الأديرة في سوريا الجنوبية، و يقدّم الأب بطرس ضو شهادة هامة عنه:

مارون قبل الانقسام، كان الجزء الخليقدوني من كنيسة انطاكية وخاصة الجزء الذي كانت لغته هي السريانية، تحت قيادة دير مارون، وبالتالي فقد اقتدت الأديرة و الكنائس الخليقدونية التي كانت لغتها السريانية أيضًا بدير مارون، في دفاعها عن الصيغة الخليقدونية في الإيمان.[52] مارون

مكان تنسك مار مارون

بقايا من حائط الحنية للكنيسة التي وضع فيها مار مارون.

تعددت الأماكن المقترحة لتنسك مار مارون وتوسعت رقعتها الجغرافية، فهي تبدأ من منطقة الهرمل في شمالي لبنان،[53] وتتجه شمالاً نحو أفاميا ثم جبل سمعان جنوبي غربي حلب أو كما عبّر البطريرك الدويهي " في القورشيّة" دون أن يحدد مكانًا خاصًا لها. ما ساهم في تعقيد الموضوع الخلط الحاصل لدى البعض المؤرخين في الشأن الماروني بين ضريح القديس مارون الذي تحوّل إلى مزار ومركز حج في المنطقة، ودير القديس مارون. المطران الدبس مثلاً يقترح أن الضريح قد تحوّل إلى دير.[54] حسم الجدل مؤخرًا بعد جهود وزارة السياحة السوريّة وبالتعاون مع أبرشية حلب المارونيّة إضافة إلى بعثتي تنقيب من الولايات المتحدة الإمريكية منذ 1999، بشأن مكان التنسك ومكان الضريح، بتحديد مكان التنسك في كالوتا والضريح في براد، وهو ما قامت البطريركية المارونية بتثبيته رسميًا عام 2010.[9]

كان الأب بطرس ضو هو أول من أشار إلى براد عام 1970، إلا أن تعذر المواصلات وصعوبة الطريق في تلك المنطقة حال دون بدء التنقيب مباشرة، تجددت الدعوات خلال عام 1990 ثم أخذت تلقى تجاوبًا بمنحى متصاعد حتى تم افتتاح الطريق السريع للمواصلات بين حلب وبراد عام2003 بناءً على طلب أبرشية حلب المارونية.وثيقة البطريركية المارونية تذكر أن المشروع قد نال دعمًا خاصًا من قبل رئاسة الجمهوريّة في سوريا،[9] ومن ثم شكلت لجنة بين وزارة السياحة السورية وأبرشية حلب المارونية للبحث والتنقيب، أصدرت اللجنة كتيبًا يحدد طرق العمل وأساليبه ومناطق التنقيب المقترحة، فضلاً عن دراسة مفصلة حول براد.[9]

ملف:Dead-cities.jpg
إحدى كنائس “المدن المنسية” شمال سوريا.

ولما كان ثيدورطيتس يذكر "إنّه بعد وفاة مار مارون قامت معركة عنيفة بين السكّان المجاورين للاستيلاء على جثمانه. وكانت الغلبة لبلدة متاخمة مكتظّة بالسكّان" وهو ما ينطبق فعليًا على براد التي كانت مركزًا إداريًا في سوريا الشماليّة، و يقع على بعد 3 كم جنوبها مرتفع جبلي عرف باسم قلعة كالوتا يحوي آثارًا مسيحية ووثنية عديدة. فضلاً عن ذلك فإن الآثار المكتشفة في براد تتفق مع الطرق التي كان المسيحيون في سوريا الشماليّة يكرمون بها قديسيهم،[9] وسوى ذلك أيضًا فإن كنيسة براد، وهي ثاني أكبر كنيسة في الشمال السوري برمته بعد كنيسة القديس سمعان العمودي في حلب وقد بنيت حوالي العام 402،[55] وألحق بها مدفن خاص وكنيسة صغيرة للمدفن بني حوالي عام410 وهو العام الذي توفي به مار مارون، وما يزيد الأمر حسمًا أن مار مارون هو القديس الوحيد الذي توفي في القورشيّة خلال تلك الفترة، ولقد بنيت بجانب الكنيسة، كنيسة ثالثة أصغر حجمًا عام 561 ما يدل على استمرار النشاط في المنطقة،[55] إلا أنه و رغم هذه الأدلة لم يجد المنقبون بعد كتابة أو نقش واضح يشير إلى هوية الكنيسة أو هوية الضريح المقام، فتتصف الأدلة المقدمة بكونها أدلة توافقية وليست قطعية، ما حدا بالبعض إلى انتقاد المشروع.[56] بيد أن عمليات التنقيب لم تتوقف و لا تزال مستمرة حتى اليوم، ما يعطي الأمل بمزيد من المكتشفات في المستقبل.

ذخائر مار مارون

ينقل التقليد الماروني دون الاستناد إلى مرجع أو وثيقة، أن ذخائر مار مارون قد تم نقلها من براد إلى دير مار مارون المشيّد في أفاميا، ويذكر البطريرك الدويهي استنادًا إلى وثائق ومخطوطات مكتبة الصرح البطريركي الماروني في بكركي، أن مار يوحنا مارون لدى انتقاله إلى لبنان، أخذ هامة القديس مارون معه وشيّد لها هناك ديرًا وكنيسة، أسماهما ريش موارن أي رأس مارون بسبب وضع هامته هناك، و ينعت الدويهي الهامة بأنها "مانحة للشفاء".[31]

خلال الحقبة الصليبية نقل أحد الرهبان البندكتيين هامة القديس من البترون إلى إيطاليا عام 1130، فأودعت في مدينة فولينيو الإيطاليّة حيث بنيت على إسم القديس مارون هناك كنيسة، ثم أعيد نقل الهامة من الكنيسة إلى مركز أسقفية المدينة عام 1194، وقام المسؤولون هناك بإيداعها تمثالاً صغيرًا من الفضة يمثل صورة وجه القديس، ويقول المطران يوسف الدبس، أنه خلال مروره بالمدينة العام 1887، قدّم له أسقفها ذخيرة من الهامة.[57]

بناءً على طلب من البطريركيّة المارونيّة، أعيد نقل الهامة من إيطاليا إلى لبنان العام 1999، حيث أودعت في دير ريش موارن، من جديد.

تذكار مار مارون

عيده

ملف:Sammy.aw2.gif
شعار البطريركية المارونية التي اتخذت من مارون أبًا وشفيعًا.

بشكل عام اعتادت الكنيسة أن تقيم تذكار قديسيها يوم وفاتهم، أو وفق المعنى الكنسي، يوم ولادتهم في السماء، إلا إذا تضاربت ذكرى وفاة هؤلاء مع أعياد كنسيّة هامة، فتقيم ذكراهم في يوم تلقيهم رسامتهم الكهنوتيّة أو الرهبانية، لذلك فإن العيد الأول للقديس مارون، وهو في 14 فبراير، والذي لا يزال معتمدًا حتى اليوم في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وسائر الكنائس التي تبجله، قد يكون يوم وفاته أو يوم رسامته الكهنوتيّة، ومن الممكن أن يكون الموارنة حتى القرن السابع قد عيّدوا ذكرى القديس مارون في 14 فبراير.

يذكر المطران يوسف الدبس، أن مار يوحنا مارون، عندما انتقل إلى لبنان في الهزيع الأخير للقرن السابع، نقل معه هامة القديس مارون، ووصل إلى البترون في 5 يناير فشرع الموارنة بالاحتفال بعيد القديس مارون في ذلك اليوم.[58] حسب التقليد الماروني أيضًا فإنه عند وفاة مار يوحنا مارون شرع الموارنة بالاحتفال بذكراه في 9 فبراير وهو تاريخ تدشين الكنيسة والدير الذي أشاده في كفر حي لدى وصوله إليها، ومن ثم دمجت الكنيسة بين عيدي القديسين في يوم واحد هو 9 فبراير، كما يظهر في الكتب الليتورجية المارونية.[59] لاحقًا في القرن الثامن عشر نقلت البطريركية المارونية عيد مار يوحنا مارون إلى 2 مارس وهو ما نقل التقليد الماروني أنه تاريخ وفاته،[60] وإبقاء تاريخ 9 فبراير لتذكار مار مارون وحده، وهو ما لا يزال متبعًا حتى اليوم.

إكرامه

واذكر جميع اللذين حسنوا لدى الله من آدم حتى اليوم،

وبخاصة الطوباوية والدة الله مريم ومار مارون ومار يوحنا مارون.

—القداس الماروني.

يكرم القديس مارون في الليتورجيا المارونية من خلال ذكره اليومي في القداس الإلهي، إلى جانب تخصيص تسعة أيام قبل عيده أي ابتداءً من 1 فبراير وحتى يوم عيده 9 فبراير تتوالى بها الصلوات المخصصة لإكرامه واستذكار أفضاله. كذلك فإن عيده يوم 9 فبراير يعتبر بطالة كنسية أي من الأعياد التي يجب على أبناء الكنيسة المارونية حول العالم حضور الصلوات المقامة فيها، كذلك تعتبر المناسبة عطلة رسمية في لبنان. يخصص أيضًا الأحد الثاني من كل شهر تذكارًا عامًا لمار مارون، وسوى ذلك فإن الكثير من الكنائس حول العالم مشادة على اسمه ويتسمى عدد كبير من المواطنين باسم مارون تيمنًا.

أنظر أيضًا

المراجع

قالب:ثبت المراجع وإطار

المصادر ومواقع خارجية

  1. ^ أ ب في مار مارون والمارونية ولبنان، الرسالة الخامسة والعشرون لصاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك أنطاكية، البطريركية المارونية، 10 تشرين ثاني 2010. (نشرت الرسالة البطريركية في 9 شباط 2010).
  2. ^ الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل، المطران يوسف الدبس، دار المشرق، بيروت 1905، ص.3
  3. ^ مار مارون، أفرام البستاني، بيروت 1965، طبعة رابعة 1999، دار المشرق، ص.5
  4. ^ أ ب مار مارون، مرجع سابق، ص.39
  5. ^ أ ب مار مارون، مرجع سابق، ص.25
  6. ^ أ ب مار مارون، مرجع سابق، ص.23
  7. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.30
  8. ^ هناك أيضًا عدد آخر من المؤلفات التي وضعت حوله، ونشرت دراسات حول دوره في عدد من الموسوعات إلى جانب العثور على وثائق قديمة تفيد بشيء من التفصيل عن الدير الذي أنشأ على اسمه في منطقة أفاميا، انظر مار مارون، مرجع سابق، ص.7-20
  9. ^ أ ب ت ث ج ح أماكن تنسك مار مارون في حلب، البطريركية المارونية، 10 تشرين الثاني 2010.
  10. ^ هوية الكنيسة المارونية، المجمع البطريركي الماروني، مادة عدد.6، 10 تشرين ثاني 2010.
  11. ^ المارونية في أمسها وغدها، بولس نعمان وآخرون، غوسطا 1997، طبعة ثانية، ص.15
  12. ^ مار مارون، مرجع سابق، ص.21
  13. ^ الموارنة في التاريخ، متي موسى، دمشق 2004، طبعة ثانية، دار قدمس للنشر و التوزيع، ص.40
  14. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.44
  15. ^ مار مارون، عائلة مار شربل، 11 تشرين ثاني 2010.
  16. ^ المارونية في أمسها، مرجع سابق، ص.16
  17. ^ في ديار مار مارون، صحيفة الوحدة، 11 تشرين ثاني 2010.
  18. ^ أ ب ت الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.35
  19. ^ لقراءة النص الكامل للرسالة انظر مار مارون، مرجع سابق، ص.36
  20. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.33
  21. ^ سيرة القديس مارون البار، الشبكة العربية الأرثوذكسية، 11 تشرين ثاني 2010.
  22. ^ الموارنة في التاريخ، ص.34
  23. ^ مار مارون، مرجع سابق، ص.74
  24. ^ أ ب مار مارون، مرجع سابق، ص.76
  25. ^ كالوتا، كفر نابو، براد : حيث عاش القديس مارون وحيث دفن، صحيفة الجماهير، 12 تشرين ثاني 2010.
  26. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.35
  27. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.408
  28. ^ مار مارون، مرجع سابق، ص. 24
  29. ^ يعقوب القورشي، البطريركية المارونية، 12 تشرين الثاني 2010.
  30. ^ مار مارون، مرجع سابق، ص.26
  31. ^ أ ب ت القديس مارون، البطريركية المارونية، 12 تشرين ثاني 2010.
  32. ^ مار مارون، مرجع سابق، ص.27 و ما تلاها.
  33. ^ مار مارون، مرجع سابق، ص.32.
  34. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.36
  35. ^ مار مارون، مرجع سابق، ص.32-33
  36. ^ مار مارون، مرجع سابق، ص.34
  37. ^ مار مارون، مرجع السابق، ص.29
  38. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.36
  39. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.37
  40. ^ اللاستزادة حول الوثائق ونقدها والنقد المضاد، انظر على سبيل المثال، الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.101 و ما تلاها.
  41. ^ موارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.255
  42. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع السابق، ص.254-255
  43. ^ مار مارون، مرجع سابق، ص.43
  44. ^ أ ب ت يعقوب، البطريركية المارونية، 21 تشرين الثاني 2010.
  45. ^ مار مارون، مرجع سابق، ص.44
  46. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.52
  47. ^ بردات، البطريركية المارونية، 21 تشرين الثاني 2010.
  48. ^ كورا ومورانا،البطريركية المارونية، 21 تشرين الثاني 2010.
  49. ^ المارونيّة في أمسها و غدها، مرجع سابق، ص.94
  50. ^ الجامع المفصل، مرجع سابق، ص.13-14.
  51. ^ الجامع المفصل، مرجع السابق، ص.23
  52. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.40
  53. ^ الموارنة في التاريخ، مرجع سابق، ص.43
  54. ^ الجامع المفصل، مرجع سابق، ص.14-15
  55. ^ أ ب الموارنة، أصدقاء يسوع، 19 تشرين الثاني 2010.
  56. ^ براد بين الحقيقة والوهم، صحيفة الأخبار، 19 تشرين الثاني 2010.
  57. ^ الجامع المفصل، مرجع سابق، ص.9
  58. ^ الجامع المفصل، مرجع سابق، ص.8
  59. ^ الجامع المفصل، مرجع السابق، ص.107
  60. ^ الجامع المفصل، مرجع السابق، ص.108