أشعرية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 177: سطر 177:
* [[السهيلي]] {{حقيقة}}
* [[السهيلي]] {{حقيقة}}
* الصالحي الدمشقي الشافعي المتوفى (942)، صاحب سبل الهدى والرشاد، تلميذ [[السيوطي]] الذي يعد من كبار علماء الأشاعرة.<ref>ذُكرت أشعريته في كتاب (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم)ص262 لحمد سنان وفوزي عنجر</ref>
* الصالحي الدمشقي الشافعي المتوفى (942)، صاحب سبل الهدى والرشاد، تلميذ [[السيوطي]] الذي يعد من كبار علماء الأشاعرة.<ref>ذُكرت أشعريته في كتاب (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم)ص262 لحمد سنان وفوزي عنجر</ref>
* [[ملا حسين الحنفي]]


=== قادة ===
=== قادة ===

نسخة 06:18، 22 أغسطس 2012

أشعرية
الدين إسلام
المؤسس أبو الحسن الأشعري
الأركان إثبات عقيدة السلف بحجج كلامية
استخدام العقل في توضيح النقل
الأصل أهل السنة والجماعة
العقائد الدينية القريبة ماتريدية، أثرية
الامتداد شمال إفريقيا
وسط وجنوب شرق آسيا
مختلف مناطق العالم الإسلامي

الأشعرية نسبة لأبي الحسن الأشعري هي مدرسة إسلامية سنية [1] اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، فدعمت اتجاههم العقدي. ومن كبار هؤلاء الأئمة: البيهقي والنووي والغزالي والعز بن عبد السلام والسيوطي وابن عساكر وابن حجر العسقلاني والقرطبي والسبكي.[2]

يعتبر الأشاعرة بالإضافة إلى الماتريدية، أنهما المكوّنان الرئيسيان لأهل السنة والجماعة إلى جانب فضلاء الحنابلة، وقد قال في ذلك العلاّمة المواهبي الحنبلي: ((طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتردية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة))[3].

برز هذا المنهج على يد أبو الحسن الأشعري الذي واجه المعتزلة وانتصر لآراء أهل السنة وكان إمامًا لمدرسة تستمد اجتهادها من المصادر التي أقرّها علماء السنة فيما يخص صفات الخالق ومسائل القضاء والقدر. بهذا مثّل ظهور الأشاعرة نقطة تحول في تاريخ أهل السنة والجماعة التي تدعمت بنيتها العقدية بالأساليب الكلامية كالمنطق والقياس، فأثبت أبو الحسن الأشعري بهذا أن تغيير المقدمات المنطقية مع استخدام نفس الأدوات التحليلية المعرفية يمكن أن يؤدي إلى نتائج مختلفة.

إلى جانب نصوص الكتاب والسنّة، فإن الأشاعرة استخدموا العقل في عدد من الحالات في توضيح بعض مسائل العقيدة، وهناك حالات استخدم فيها عدد من علماء الأشاعرة التأويل لشرح بعض ألفاظ القرآن الموهمة للتشبيه، وهذا ما يرفضه بعض أهل الحديث وكل السلفيين وينتقدونهم عليه، ويقول أبو الحسن الندوي في الاختلاف الكامل بين الأشاعرة والمعتزلة من جهة، وعدم مطابقتهم تمامًا لبعض أهل الحديث والحنابلة واختلافهم معهم في جزئيات منهجية عدّة من جهة أخرى: "وكان الأشعري مؤمنًا بأن مصدر العقيدة هو الوحي والنبوة المحمدية.. وما ثبت عن الصحابة..وهذا مفترق الطريق بينه وبين المعتزلة، فإنه يتجه في ذلك اتجاهًا معارضًا لاتجاه المعتزلة، ولكنه رغم ذلك يعتقد.. أن الدفاع عن العقيدة السليمة، وغرسها في قلوب الجيل الإسلامي الجديد، يحتاج إلى الحديث بلغة العصر العلمية السائدة، واستعمال المصطلحات العلمية، ومناقشة المعارضين على أسلوبهم العقلي، ولم يكن يسوغ ذلك، بل يعدّه أفضل الجهاد وأعظم القربات في ذلك العصر، وهذا مفترق الطرق بينه وبين كثير من الحنابلة والمحدثين الذين كانوا يتأثمون ويتحرجون من النزول إلى هذا المستوى" [4].

تاريخ الأشاعرة

النشأة

يُرجع المؤرخون الأشاعرة نشأة المدرسة الأشعرية إلى تاريخ اهتمام أئمة السلف بعلم الكلام واستخدامه في مواجهة الفرق التي اعتبروها مخالفة، ويعدّون الإمام أبو حنيفة النعمان هو المؤسس الحقيقي للمنهج الذي يسيرون عليه ومن بعده أئمة آخرون كالشافعي وابن كلاّب والبخاري[5][6][7]. وكان التأطير الكبير لمنهج الأشاعرة في مواجهة المعتزلة على يد أبو الحسن الأشعري الذي يعد أبرز متكلمي أهل الحديث، حيث أن أبو الحسن الأشعري كان معتزليا يأخذ المذهب عن الجبّائي، وما لبث أن عارض شيخه ورجع لمنهج أئمة السلف ومنهم أبو حنيفة النعمان والشافعي وغيرهما من متكلمي أهل الحديث كعبد الله بن كلاّب وأبي العباس القلانسي، والحارث بن أسد المحاسبي. في الانتصار بالأساليب الكلامية لعقائد السلف أهل السنة، خصوصا في المسائل المتعلقة بخلق القرآن والقضاء والقدر.[8]

وذكر ابن عساكر أن أبا الحسن الأشعري اعتزل الناس مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع، وأخبرهم أنه انخلع مما كان يعتقده المعتزلة، كما ينخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى بكتبه الجديدة للناس.[9] فكسب بذلك تأييد العديد من الناس، وكثر أنصاره مؤيدوه من حكام وعلماء، ولقّبه بعض أهل عصره بإمام السنة والجماعة.

ملف:Imam Ghazali.gif
رسم لأبي حامد الغزالي أحد علماء أهل السنة الذين ساهموا في ترسيخ فكر الأشاعرة

ما بعد مرحلة التأسيس

كان السبب المباشر لإنطلاقة الأشعري نحو تجديد منهج العقيدة عند أهل السنة هو مواجهة المعتزلة، ولعل هذا الهدف قد تحقق سريعاً كنتيجة لالتفاف العلماء حول الأشعري بعد أن ضاقوا بالمعتزلة، إلا أن منهج الأشعري لم يبق جامداً بل تطور، وإن كان على القاعدة نفسها التي وضعها المؤسس مع بعض التباين في تطبيقات هذه القاعدة القائمة على جعل العقل خادماً للنصوص وعدم اتخاذه حاكماً عليها ليؤوّلها أو يمضي ظاهرها كما هو الحال عند المعتزلة، وقابلية المنهج للتطور كان محصوراً في الجانب العقلي ومنسجماً مع المرونة التي اتبعها المؤسس لجهة استعمال العقل كخادم لا كحاكم، وفيما يلي بعض لمحات تطور المنهج وصور التباين في تطبيق منهج الأشعري:

  • بعد الأشعري جاء أئمة قوّوا تلك الآراء التي انتهى إليها الأشعري، وقد تعصب بعضهم لرأي الأشعري، لا في النتائج فقط وإنما كذلك في المقدمات التي ساقها، وأوجبوا اتباعه في المقدمة والنتيجة معاً، وعلى رأس هذا الفريق أبو بكر الباقلاني حيث أنه لم يقتصر على ما وصل إليه الأشعري من نتائج بل إنه لا يجوّز بغير مقدماته أيضاً.
  • رأى فريق آخر من الأشاعرة جاء بعد الباقلاني وعلى رأسه الغزالي أن المقدمات العقلية لم يجيء بها كتاب أو سنّة وميادين العقل متسعة وأبوابه مفتوحة وأن هناك إمكانية أن يتم الوصول إلى دلائل وبيّنات من قضايا العقول ونتائج التجارب والقرائح لم يتجه إليه الأشعري وليس من ضير في الأخذ بها ما دامت لم تخالف ما وصل إليه من نتائج وما اهتدى إليه من ثمرات فكرية. ولم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني، ولم يدع لمثل ما دعا إليه، بل قرر أنه لا يلزم من مخالفة الباقلاني في الاستدلال بطلان النتيجة، وأن الدين خاطب العقول جميعا، وعلى الناس أن يؤمنوا بما جاء بالكتاب والسنة، وأن يقووه بما يشاءون من أدلة.
  • جاء بعد الغزالي أئمة كثيرون اعتنقوا مذاهب الأشعري في نتائجه، وزادوا على دلائله، فلم يدعوا إلى التقيد بالمقدمات بل قيدوا أنفسهم فقط بالنتائج [10].

الانتشار

استمر الأزهر في نشر منهج الأشاعرة منذ أن تحوّل إلى المذهب السنّي على يد صلاح الدين الأيوبي
احتضن المسجد الأموي العديد من علماء الأشاعرة في المشرق
جامع الزيتونة في تونس، أحد أهم المراكز التي ساهمت في نشر الفكر الأشعري في المنطقة المغاربية

في المشرق وبعد أن واجه أبو الحسن الأشعري المعتزلة، أحاط به علماء السنّة واعتبروه إمامهم، لأنه وضع حدًا لهيمنة المعتزلة، وأظهر عقائد أهل السنّة على مخالفيهم بحجج وأسلوب كانا كفيلين بأن يعيد لأهل السنّة حضورهم بعد أن نازعهم المعتزلة، وفي عهد دولة السلاجقة وبالتحديد في عهد الوزير نظام الملك الذي اهتم ببناء المدارس وربط المساجد ببعضها والذي كان يرفع من شأن العلماء، زاد انتشار مذهب الأشعري، وقد تم تدريس المنهج الأشعري في مدرسة بغداد النظامية، ومدرسة نيسابور النظامية، وكانت المدرسة النظامية في بغداد أكبر جامعة إسلامية في العالم الإسلامي وقتها.[11]، فلم تأت الحروب الصليبية إلا وكان المذهب الأشعري قد ساد المشرق بشكل غير مسبوق، فلما قضى السلطان صلاح الدين على دولة الفاطميين في مصر قام بتحويل الأزهر التي كانت على مذهب الإسماعيلية الشيعة المفروض من الفاطميين إلى مذهب أهل السنة والجماعة على منهج الأشاعرة في العقيدة والذي كان سائداً ومنتشراً في ذلك الوقت.[12]

أهم علماء الأشاعرة في المغرب تلقوا تعليمهم أو كانوا أساتذة في القرويين

أما في بلاد المغرب العربي فإن يوسف بن تاشفين مؤسس دولة المرابطين كان وطيد الصلة مع علماء الأشاعرة فابن رشد الجد (الملقب بشيخ المالكية) وهو من الأشاعرة كان قاضي القضاة زمن المرابطين [13]، وأبي عمران الفاسي الذي يعد العقل المدبر لتأسيس دولة المرابطين[14][15][16]، كما أن أبا بكر ابن العربي وهو من أهم علماء المالكية وممن كان يعتمد عليهم ابن تاشفين كان من تلاميذ الغزالي[17] الذي كان أهم علماء المشرق في ذاك العصر ومن المعلوم أن الغزالي من كبار علماء الأشاعرة، ويوسف بن تاشفين مؤسس دولة المرابطين، عندما عزم على الدخول إلى الأندلس قام باستشارة أبو حامد الغزالي [18] أحد أهم أئمة الأشاعرة.

بينما يرى بعض السلفيين أن المغرب الإسلامي ظل على معتقد أهل الحديث وفق رؤية جماعة السلفية حتى زمن دولة المرابطين الذين أظهروا هذا المعتقد وحاربوا الفرق والعقائد الكلامية، وأمروا بكتب الغزالي فأحرقت. ثم خرج عليهم محمد بن تومرت داعياً إلى المعتقد الأشعري، فكان هو من قام بإدخال المنهج الأشعري إلى المغرب العربي، وكفر المرابطين بدعوى أنهم مجسمة ومشبهة، وسمى أتباعه الموحدين تعريضاً بهم، واستباح بذلك دماءهم وأموالهم وأعراضهم حتى قضى أتباعه من بعده على دولةالمرابطين، وأسسوا دولة الموحدين على أنقاضها متبنين منهج الأشاعرة [19]، وظل المعتقد الأشعري هوالسائد عندهم حتى يومنا هذا. بينما يرى المؤرخون الأشاعرة أن الصراع بين المرابطين والموحدين كان سياسيًا قبليًا، ولم يكن مذهبيًا، فبالإضافة إلى أنهم يرون أن مؤسسي دولة المرابطين هم أشاعرة، فإنهم يرون أن ابن تومرت لم يسع إلى إقامة دولته من أجل العقيدة الأشعرية، وأنه لا يمكن الإشارة إليه كممثل للأشاعرة، بل إن تومرت كان هدفه سياسي بامتياز وكان يرمي إلى الاستيلاء على ملك المغرب[20]، وهذا لا ينفي أن تدريس المنهج الأشعري قد ازدهر بعد سقوط دولة المرابطين، فنظراً إلى أن المغرب الإسلامي لم يشهد فرقاً فكرية متنوعة كالتي شهدها المشرق فإن هذا جعل أهل المغرب يعتنون بفروع الدين وبالأخص الفقه دون الأصول كالعقيدة وذلك لعدم وجود تنازع كالذي حصل في المشرق بين الأشاعرة وبقية أهل الحديث من جهة والمعتزلة من جهة أخرى[21][22].

بعد أن استقر المغرب وانطفأت فيه الفتن، بدأت حواضر علمية عدة في تبنّي منهجية تعليمية تنافس نظيراتها في المشرق خاصة في تدريس عقيدة أهل السنة والجماعة وفق منهج الأشاعرة، وأبرز هذه الحواضر هي جامع الزيتونة بتونس، وجامعة القرويين بفاس، ومن أبرز أعلام الأشاعرة في المغرب الإسلامي الطرطوشي، والمازري، والباجي، والقاضي عياض، والقرطبي، والقرافي، والشّاطبي وعبد الواحد بن عاشر وأحمد زروق والسنهوري.

الأفكار والعقائد

الأشعرية مدرسة سنية، تكاد تكون مطابقة لعقائد المدارس الأخرى المنتسبة للسنة كالماتردية إلا في مسائل قليلة بسبب اختلاف منهج التلقي والاستدلال. واتبع علماء أشاعرة منهجًا كلاميًا في حالات عدة.

استدل الأشعري على العقائد بالنقل والعقل، فيثبت ما ورد في الكتاب والسنة من أوصاف الله والاعتقاد برسله واليوم الآخر والملائكة والحساب والعقاب والثواب، يستدل بالأدلة العقلية والبراهين المنطقية على صدق ما جاء في الكتاب والسنة بعد أن أوجب التصديق بها كما هي نقلاً، فهو لا يتخذ من العقل حَكَما على النصوص ليؤولها أو يمضي ظاهرها، بل يتخذ العقل خادما لظواهر النصوص يؤيدها.[10] وقد استعان في سبيل ذلك بقضايا فلسفية ومسائل عقلية خاض فيها الفلاسفة وسلكها المناطقة، والسبب في سلوكه ذلك المسلك العقلي:

  • أنه كان منتسبا إلى المعتزلة، فاختار طريقتهم في الاستدلال لعقائد القرآن وهو مسلك المناطقة والفلاسفة، ولم يسلك طريقتهم في فهم نصوص القرآن والحديث.
  • أنه تصدّى للردّ على المعتزلة ومعارضتهم فتبع طريقتهم في الاستدلال ليقطع حجتهم ويفحمهم بما في أيديهم ويرد حجتهم عليهم.
  • أنه تصدّى للردّ على الفلاسفة، والقرامطة، والباطنية وغيرهم، وكثير هؤلاء لا يفنع إلاّ بالأقيسة المنطقية، ومنهم فلاسفة لا يقطعهم إلا دليل العقل.

قال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: «اعلم أن أبا الحسن لم يبدع رأياً ولم ينشيء مذهباً، وإنما هو مقرّر لمذاهب السلف مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقاً وتمسك به، وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدى به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعرياً»[23].


مصدر التلقي

الاستدلال عند الأشاعرة يكون بالأدلة النقلية (نصوص الكتاب والسنة) وبالأدلة العقلية على وجه التعاضد فالأدلة النقلية والعقلية عندهم يؤيد كل منهما الآخر، فهم يرون أن النقل الثابت الصريح والعقل الصحيح لا يتعارضان. والأشاعرة عندما يوجّهون خطابهم إلى مخالفيهم الذين لا يقيمون وزنا للكتاب والسنة، فإنهم يقدمون الأدلة العقلية على النقلية وذلك يكون فقط في مجال الاستدلال في العقائد في باب العقليات، لأنهم يرون أن المراد هو الرد على المخالفين، كالدهريين والثنوية وأهل التثليث والمجسمة والمشركين ونحوهم، فهؤلاء المخالفين لا يرون حجية للقرآن والسنة، إلا بعد إقامة الأدلة العقلية على الإيمان بالله وأن القرآن كلام الله وأن محمد بن عبد الله هو رسول الله [24].

علم الكلام

لا يرى الأشاعرة ضرورة أن يتعلّم المسلمون علم الكلام، خاصةً إن لم تكن هناك فرق مخالفة يحتاج الرد عليها استخدام علم الكلام، وهذا ما كان عليه سلف الأمة من صحابة وتابعين، حيث لم تظهر في عصرهم فرق وآراء مخالفة لأهل السنة والجماعة مثل المعتزلة، فكان السلف يحذرون من استخدام علم الكلام لغياب الضرورة الداعية إلى ذلك، وهذا بحسب فهم الأشاعرة، ولكن بعد أن بدأت تظهر فرق تروّج لآراء تشكك في العقيدة الإسلامية بشكل عام وفي وجود الله وفي عقيدة أهل السنة والجماعة بشكل خاص، رأى عدد من العلماء ضرورة استخدام علم الكلام لتفنيد هذه الآراء المشككة، وعدم السكوت عنها مخافة أن يسبب عدم الرد على المخالفين فتنة للمسلمين فينجر بعض العوام وراء آراء المشككين، ومن هنا ذهب العديد من الأشاعرة إلى القول بأن تعلّم علم الكلام مطلوب فقط "ممن يغلب عليه الشك ليذهب شكه بما يقرؤه من حجج، أو من يريد أن يدافع عن الإسلام بالحجج الباهرة أو يدل إنسانًا ضلّ سبيله في هذه الحياة، مغترًا ببعض الأقوال التي هي ضد الأديان، فلا بد من إنسان يتفرغ للرد على المشككين الذين يشككون الناس في عقائدهم بالرد عليهم بالأدلة المبطلة لأقوالهم، ويستعمل هذا العلم على قدر الحاجة. وأما المطلوب من عامة الناس فهو القيام على العقائد الحقة الصحيحة ومعرفتها على سبيل الإجمال، أما التوسع في معرفة أدلة الاعتقاد فليس مطلوبًا من كل الناس" [25]، وذهب أبو إسحاق الإسفراييني إلى إيقاف صحة إيمان كل أحد على معرفة الأدلة من علم الكلام، وهذا الرأي لاقى معارضة شديدة من أكثر أئمة الأشاعرة وفي مقدمتهم أبو حامد الغزالي، حيث اعتبر الغزالي أن موقف الإسفراييني يقود إلى تكفير عوام المسلمين الذين لم يعرفوا العقائد بالأدلة الكلامية، وبذا اتجه القول السائد عند الأشاعرة إلى عدم تكليف العوام باعتقاد الأصول بدلائلها، لأن في ذلك مشقة كبيرة[26]، واختار بعض الأشاعرة عدم الخوض في علم الكلام والتعامل مع النصوص المتشابهة بالتفويض مع التنزيه، ومن هنا تكوّن عند الأشاعرة قولان مشهوران في إثبات الصفات، وهما التفويض مع التنزيه أو التأويل، وهي عندهم مسألة اجتهادية، فهناك من الأشاعرة من كان يختار التأويل ثم رجّح التفويض مع التنزيه ومن أهمهم أبو المعالي الجويني، وقد علّق تاج الدين السبكي على اختيار الجويني للتفويض وترجيحه على التأويل في الرسالة النظامية، بأن قال: "ولا إنكار في هذا، ولا في مقابله، فإنها مسألة اجتهادية، أعني التأويل أو التفويض مع التنزيه، إنما المصيبة الكبرى والداهية الدهياء الإمرار على الظاهر، والاعتقاد أنه المراد، وأنه لا يستحيل على الباري، فذلك قول المجسمة عبّاد الوثن، الذين في قلوبهم زيغ يحملهم على اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة.."[27]، ويرى الأشاعرة أن التفويض هو تأويل أيضًا، لكنه تأويل إجمالي، لأن التفويض يصرف النص الموهم عن ظاهره المحال لله، لذا فإن الأشاعرة يرون أن القائلين بالتفويض والقائلين بالتأويل قد اجتمعوا على سبيل واحد، وهو التنزيه عن التشبيه[28]، ويرى ابن رشد أن الاستدلال بعلم الكلام هو مستحب فقط، وانتهى شيخ جامع الزيتونة ابن عرفة إلى أن القول السائد عند الأشاعرة هو أن الاستدلال بعلم الكلام فرض كفاية، بحيث أن يكون في كل بلد يصعب الوصول منه إلى غيره من له معرفة بعلم الكلام في حق بعض المتأهلين من ذوي الأذهان السليمة[29].

التفويض (التأويل الإجمالي)

على الرغم من وجود حالات عديدة تذكر أن السلف من صحابة وتابعين ومن تبعهم قد قاموا بتأويل عدد من النصوص المتشابهة تأويلاً تفصيليًا، إلا أن الأشاعرة يرون أن السمة الغالبة في طريقة التعامل مع النصوص المتشابهة في فترة السلف كانت بطريق التفويض مع التنزيه، وهو ما يعده الأشاعرة تأويلا إجماليًا، حيث أنه وبحسب ما يعتقد الأشاعرة، فإن السلف أثناء التفويض يصرفون معنى النص الموهم للتشبيه عن ظاهره، وهذا يتفق مع التأويل التفصيلي الذي كان السمة الغالبة عند علماء الخلف دون أن ينفي ذلك وجود من اتبع من علماء الخلف طريقة التفويض مع التنزيه[30]، ويبرز الاختلاف بين التأويلين في أن التفويض (التأويل الإجمالي) لا يحدد معنىً معينًا، بل يكتفي بعدم الإقرار بظاهر النص المتشابه الذي يستحيل على الله، ويفوضون المعنى المراد من النص إلى الله، أما التأويل التفصيلي فيزيد على التفويض بأنه حدد معنىً للنص المتشابه بعد أن نفى ظاهره المستحيل على الله، وهذا المعنى المأوّل إليه يكون جائزًا في حق الله وينفي عنه التشبيه الذي توهمه البعض من ظاهر النص [31]، ويكون هذا التأويل التفصيلي متماشيًا مع لسان العرب وما تحمله اللغة العربية من معان، وقد ذكر العز بن عبد السلام هذا القول في شرح المشكاة، حيث أوضح "أن السلف والخلف متفقان على التأويل، وأن الخلاف بينهما لفظي لإجماعهم على صرف اللفظ عن ظاهره ولكن تأويل السلف إجمالي لتفويضهم إلى الله في المعنى المراد من اللفظ الذي هو غير ظاهره المنزه عنه تعالى، وتأويل الخلف تفصيلي لاضطرارهم إليه لكثرة المبتدعين.. ولو كنا على ما كان عليه السلف الصالح من صفاء العقائد وعدم المبطلين في زمانهم لم نخض في تأويل شيء من ذلك، وقد جاء التأويل التفصيلي عن السلف في بعض المواضع، وجاء عن كثير من محققي المتأخرين عدم تعيين التأويل في شيء معين.. وهذا مما يبين تقاربهما وعدم اختلافهما حقيقة"[32]، وهناك عبارة مشهورة عند الأشاعرة وهي: "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم"، وذلك للدلالة على غرض كلا الطريقتين، فطريقة السلف - وهي كانت في الغالب التفويض - أسلم، لأنها لا تقوم بتحديد أي معنىً للنص المتشابه، وفوّضت المعنى إلى الله، وبذلك اختار السلف السلامة من الخطأ، أما طريقة الخلف أعلم وأحكم، لأنها تحتوي على حجج وبراهين علمية ترد بطريقة محكمة على المخالفين لعقيدة أهل السنة والجماعة، وقد حددت الطريقة التي غلبت في زمن الخلف وهي التأويل التفصيلي، معنىً محددًا للنص المتشابه، وذلك من باب قطع الطريق على المخالفين، إلا أن العلماء الذين قاموا باستخدام آلية التأويل التفصيلي لا يقدمون تأويلهم على أنه المعنى المراد من النص بشكل جازم، ومن هنا يأتي معنى آخر لمعنى السلامة في طريقة السلف، وكافة الأشاعرة سلفًا وخلفًا يرجحون طريقة التفويض ويرونها أصوب، حتى الذين يستخدمون آلية التأويل التفصيلي، ويرون أنه لولا لزوم إبراز الحجة في وجه المخالف لكان الأسلم تفويض المعنى المراد إلى الله، إلا أنه وسعيًا لعدم ترك المجال للمشككين في عقيدة الإسلام بشكل عام وعقيدة أهل السنة بشكل خاص، فإنه قد اختار العلماء حين توجيه خطابهم للمخالفين استخدام التأويل التفصيلي للنصوص المتشابهة، وكذلك عندما يكون المعنى المأوّل إليه متماشيًا مع لسان العرب، خاصةً وأن هناك حالات عدة قام فيها السلف بالتأويل التفصيلي دفعًا لأي معنىً لا يليق في حق الله.

التأويل (التأويل التفصيلي)

اهتم علماء الأشاعرة بشكل كبير بعلوم اللغة العربية لفهم معاني نصوص القرآن والأحاديث النبوية

يتمسك الأشاعرة بظاهر ما يدل عليه اللفظ ويجيزون صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى احتمال مرجوح لدليل يقترن باللفظ فيصرفه عن ظاهره، وهذا الدليل يسمى عندهم ((قرينة)) ومن أمثلة ذلك عندهم الآية القرآنية: ((نسوا الله فنسيهم)) من سورة التوبة، فتأتي كلمة النسيان في كلام العرب بمعنى الآفة وذهاب العلم، وتأتي بمعنى الترك واستعمالها بالمعنى الأول أكثر ولذا كان هو (الظاهر الراجح) من كلمة النسيان بصفة عامة وكان الثاني وهو الترك هو (الاحتمال المرجوح) لذا فإنه يتعيّن العدول عن تفسير النسيان في الآية عن الظاهر الراجح وهو الآفة وذهاب العلم إلى الاحتمال المرجوح وهو الترك، والقرينة الصارفة عن المعنى الأول هو استحالة (الآفة وذهاب العلم)على الله.

وأما صرف اللفظ عن ظاهره لغير دليل فلا يجوز، فالخروج عن ظاهر اللفظ إنما يصح عند قيام الدليل القاطع على أن ظاهره محال ممتنع، وهو ما يطلقون عليه (التأويل الصحيح)،أما الخروج عن ظاهر اللفظ لما يظنه المرء دليلاً دون أن يكون في حقيقة الأمر دليلاً فهو (التأويل الفاسد)، وأما الخروج عن ظاهر اللفظ لا لدليل ولا لشبهة دليل فإن الأشاعرة يعتبرونه لعباً وليس من التأويل في شيء وهو ما يطلق عليه ((تحريف الكلام عن مواضعه)) [24]

فذهب الأشاعرة في التعامل مع الآيات المتشابهة إلى ((التأويل الصحيح)) للّفظ المتشابه، أي بصرفه عن المعنى الظاهر المباشر إلى معان أخرى، ويستعان على هذا بالقرائن المتعددة، وبعرف الاستعمال والعادة، لأنهم يرون أن التعويل في الحكم والاستنباط على قصد المتكلم ومراده [33]، ومراده يظهر أحيانا من اللفظ نفسه، وأحيانا من العلامات والقرائن المصاحبة، فمراد المتكلم من قوله:رأيت أسدا، غير مراده من قوله: رأيت أسدا يخطب على المنبر، ففي الأولى يقصد الحيوان المفترس بدلالة لفظ الأسد، وفي الثاني يقصد الرجل الشجاع بدلالة القرينة ((يخطب على المنبر)).

وبالتالي فإنهم يرون أنه من عرف مراد المتكلم بدليل من الأدلة وجب -عليه-اتباع مراده، فالألفاظ عندهم لم تقصد لذواتها، وإنما هي أدلة يستدل بها على مراد المتكلم، فإذا ظهر مراده ووضح بأي طريق، فإنه يجب العمل بمقتضاه سواء كان بإشارة، أو كتابة، أو بإيماءة، أو دلالة عقلية، أو قرينة حالية، أو عادة مطردة [33].

ضرورة التأويل

وضّح الكثير من العلماء الضرورة الدافعة إلى التأويل وفيما يلي عرض لجانب من أقوال بعض العلماء بالخصوص:

  • الإمام العز بن عبد السلام:((وليس الكلام في هذا _ يعني التأويل _ بدعة قبيحة، وإنما الكلام فيه بدعة حسنة واجبة لمّا ظهرت الشبهة، وإنما سكت السلف عن الكلام فيه إذ لم يكن في عصرهم من يحمل كلام الله وكلام رسوله على ما لا يجوز حمله عليه، ولو ظهرت في عصرهم شبهة لكذبوهم وأنكروا عليهم غاية الإنكار، فقد رد الصحابة والسلف على القدرية لماأظهروا بدعتهم، ولم يكونوا قبل ظهورهم يتكلمون في ذلك))[34].
  • الإمام الزركشي: ((إنما حملهم على التأويل وجوب حمل الكلام على خلاف المفهوم من حقيقته ،لقيام الأدلة على استحالة المشابهة والجسمية في حق البارئ تعالى))[35].
  • إمام الحرمين الجويني: ((لو بقي الناس على ما كانوا عليه لم نؤمر بالاشتغال بعلم الكلام، أما الآن فقد كثرت البدع فلا سبيل إلى ترك أمواج الفتن تلتطم)) [36]

استخدام السلف والعلماء للتأويل

يرى الأشاعرة أنهم يتبعون السلف باتخاذهم لمذهب التأويل في التعامل مع النصوص المتشابهة وقد أشار إلى ذلك العلاّمة الآلوسي بقوله: ((والتأويل القريب إلى الذهن الشائع نظيره في كلام العرب مما لا بأس به عندي، على أن بعض الآيات مما أجمع على تأويلها السلف والخلف))[37]، وفيما يلي بعض الأمثلة التي يستشهد بها الأشاعرة على تأويل السلف للنصوص المتشابهة:

القضاء والقدر (أفعال العباد)

يرى الأشاعرة أن جميع أفعال البشر تقع تحت حكم الله وإرادته، وأن ما يقع في الكون من الخير والشر الذي يكون مصدر الإنسان منهما، كله من عند الله، ولا احتمال عند أهل السنة الأشاعرة لتعارض إرادة الإنسان مع إرادة الله، ولا تعارض فيما فشل من إرادته مع إرادة الله، وإنما أراد الله من الإنسان الإرادة والفشل معًا[52]، وأنه لاشيء في الكون خارج إحاطة إرادة الله، وأن إرادة الله شاملة شمولاً لا تخرج عنه أفعال البشر الاختيارية، ولا إرادتهم الجزئية، ويستدلون على ذلك بالآية القرآنية من سورة الإنسان: "وما تشاءون إلاّ أن يشاء الله"[53].

وبالنظر إلى أن البشر يفعلون ما يفعلون باختيارهم، فهم مختارون، وبالنظر إلى أنهم لا يختارون إلاّ ما أراد الله أن يختاروه، فهم "مجبورون أو كأنهم مجبورون"[54]، فالإنسان يفعل ما يشاء، ولا يشاء الإما شاء الله أن يشاءه، فهو - أي الإنسان - يفعل ما يشاء الله وما يشاء هو نفسه معًا، فهناك تفويض للإنسان لأنه يفعل ما يشاء، وهناك جبر أو ما يشبهه، لأنه لا يفعل غير ما يشاء الله، وجمع الجبر مع التفويض والتسيير مع التخيير هي عند الأشاعرة من خواص قدرة الله، فإن عُـدّ الإنسان بموقفه هذا مجبورًا في أفعاله، فهو مجبور لكنه مجبور غير معذور، ويقوم مذهب الأشاعرة في هذا الأمر على جملة من الاستدلالات، منها الآية القرآنية من سورة النحل: "ولو شاء الله لجعلكم أمةً واحدة، ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء، ولـتُـسـألن عما كنتم تعملون"[55].

ويفترق مذهب الأشاعرة عن مذهب الجبرية في هذه المسألة، في أن الجبرية لا قدرة ولا إرادة ولا فعل عندهم للإنسان، أما الأشاعرة فهم يرون أن للإنسان قدرة لكن لا تأثير لهذه القدرة في جنب قدرة الله، وله أفعال لكن الله هو من خلقها، وله إرادة تستند أفعاله إليها، لذا يعدّ الإنسان عند الأشاعرة مختارًا في أفعاله، ويكفي عندهم تسمية أفعاله " أفعالاً اختيارية" استناد تلك الأفعال إلى إرادته واختياره، وهذه الإرادة والاختيار عند الأشاعرة هي من الله، لذا فإن الأشاعرة يرون بأن مذهبهم مختلف جدًا عن مذهب الجبر في مسألة أفعال العباد[56].

ويعتبر الأشاعرة أن هذه المسألة هي مسألة علمية مبنيّة على نصوص القرآن والسنة النبوية وقواعد العقل، ولا يُـسمع الانتقاد فيها إلا بطريق تلك القواعد والنصوص[57].

موقف الأشاعرة من كتاب الإبانة

يرى الأشاعرة أن كتاب الإبانة للإمام أبو الحسن الأشعري دخل عليه الكثير من الدس، كما أن طريقة الكتابة في كثير منه تختلف عن المسلك الذي اتخذه الأشعري في التأليف، فبينما يتمسك معارضو الأشاعرة بالنسخة الرائجة ويرون فيها دليل على عودة الأشعري عن منهج المتكلمين، يجزم الأشاعرة أن النسخة الرائجة محرّفة [58] وفي ذلك يقول العلاّمة الكوثري في تعليقه على كتاب الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة: ((ومن غريب التحريف ما دس في بعض نسخ الإبانة للأشعري كما دس فيها أشياء أخر))، كما أن النسخة الرائجة توحي بالتجسيم وتتهجم على الإمام أبي حنيفة، وقد طبع كتاب الإبانة طبعة قوبلت على أربع نسخ خطية بتحقيق الدكتورة فوقية حسين، وعند المقارنة بين النسخة المتداولة مع طبعة الدكتورة فوقية حسين مع فصلين نقلهما ابن عساكر، تبيّن بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب[59].

أبرز أئمة المذهب

أعلام أشاعرة

مفسرون

ملف:محمد متولي الشعراوي.png
محمد متولي الشعراوي، أحد أبرز علماء الأشاعرة في القرن العشرين

حفّاظ

كتّاب السيرة

محمد عبده يماني، عمل وزيرًا للثقافة في السعودية، وأحد علماء الأشاعرة في مكة

قادة

هوامش

قالب:ثبت مرجع وإطار

وصلات خارجية

  1. ^ أنظر:
    • قال الزبيدي في الإتحاف: «إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية»
    • قال ابن حجر الهيتمي في الزواجر: «المراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجماعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي»
    • قال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: «وأكثر العلماء في جميع الأقطار عليه وأئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه»
  2. ^ أهل السنة الأشاعرة، حمد السنان وفوزي العنجري، ص248-258، دار الضياء.
  3. ^ العين والأثر /ص53.
  4. ^ أبو الحسن الندوي، أبو الحسن الأشعري، المختار الإسلامي للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة
  5. ^ وهنا ظهرت أول فرقة من أهل السنة، ويمثلها - بعد الحسن بن محمد (بن الحنفية) - مجموعة من العلماء على رأسهم أبو حنيفة النعمان..إن هذ الإمام الفارسي الذي يعتبر أول من أرسى قواعد الفقه، كان الفيلسوف الأول للإسلام، المنبثق من روح الإسلام وحقائقه، فلم يكن يستطيع -وهو يتصدر الإمامة العظمى للمسلمين ويكتب لهم قانونهم العملي- أن يتركهم وهم في معترك الفرق والفلسفات نهبًا للقلق العقائدي يتخطفهمن ويمزق عقولهم وقلوبهم نعرض في حلقاته المتعددة آراءه الكلامية والعقائدية، وقد تنبه البغدادي إلى هذا فذكر أنه أول متكلم من الفقهاء)) ص 258 ((إنه من الثابت أن له كتاب"العلم والمتعلم"، وفيه أيضًا عرض لبعض آرائه الكلامية والسياسية)) ص 258، 259 ((وكان أبو حنيفة من التابعين ولقي عددًا كبيرًا من الصحابة، وكوّن أبو حنيفة آراءه بعد تمحيص كبير، فمذهب أهل السنة والجماعة إذن تكوّن من قديم، ولم يكن حادثًاعلى يد أبي الحسن الأشعري أو أبي منصور الماتريدي، وينبغي أن نقرر أن هذه هي المدرسة الكلامية السنية الأولى التي وقفت في العراق، موطن الفرق المختلفة، وحاربتها أشد حرب، وينبغي أن نلاحظ أن أبا حنيفة هو أول من استخدم مصطلح"الفقه الأكبر" للاعتقادات مقابلاً "للفقه الأصغر" للعبادات، كما استخدم مصطلح "أصل التوحيد")) ص 259 من كتاب "نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام" الجزء الأول، تأليف أ.د علي سامي النشار، دار السلام، الطبعة الأولى 2008.
  6. ^ ((ذكر البغدادي أنه المتكلم الثاني بعد أبي الحنيفة - يعني الشافعي-، وأن له كتابين أحدهما: في تصحيح النبوة والرد على البراهمة، والثاني: في الرد على أهل الأهواء)) ص 271 من كتاب "نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام" الجزء الأول، تأليف أ.د علي سامي النشار، دار السلام، الطبعة الأولى 2008. ((كان الشافعي أصدق معبر عن روح الإسلام حتى عصرنا هذا، وكان سيد علماء المسلمين بلا مدافع، وقد قام تلامذته من بعده ممن جمعوا بين الفقه والكلام بالعمل الأكبر في إنشاء الفلسفة الإسلامية الحقيقية، ويذكر البغدادي أن من أوائل تلامذته أبا العباس بن سريج، أبرع الجماعة في هذه العلوم وأن له كتاب " الجاروف على القائلين بتكافؤ الأدلة"، ولكن كان نتاج الشافعي سيد الأئمة جميعًا بعده إمامنا أبا الحسن الأشعري)) ص 274 من كتاب "نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام" الجزء الأول، تأليف أ.د علي سامي النشار، دار السلام، الطبعة الأولى 2008
  7. ^ "ليس الإمام الأشعري وحده الذي كان على طريق الإمام ابن كلاب، كلا، بل كان على نفس المعتقد أئمة كبار مثل البخاري ..ابن حجر (الفتح1/293)" ص 51 من كتاب أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم. تأليف: حمد السنان، فوزي العنجري
  8. ^ الملل والنحل
  9. ^ تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري، ابن عساكر، الطبعة: 2 سنة: 1979، دار الفكر، صفحة: 472
  10. ^ أ ب تاريخ المذاهب الإسلامية/الجزء الأول-في السياسة والعقائد/محمد أبو زهرة.
  11. ^ أنظر: الكامل في التاريخ – الجزء السادس –لعز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري الشهير بابن الأثير
  12. ^ محمد عبد الله عنان – تاريخ الجامع الأزهر – مكتبة الخانجي – القاهرة – 1378هـ – 1958.
  13. ^ عمر عبد الله كامل، كفى تفريقًا للأمة باسم السلف
  14. ^ يوسف احنانة في كتابه تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي صفحة 62
  15. ^ ((ودانت للسنة على مذهب الأشعرية في الأصول أهل البسيطة من المسلمين إلى أقصى بلاد أفريقية، وقد بعث ابن الباقلاني في جملة من بعث من أصحابه إلى البلاد: أبا عبد الله الحسين بن عبد الله بن حاتم الأزدي إلى الشام ثم إلى القيروان وبلاد المغرب، فدان له أهل العلم من أئمة المغاربة وانتشر المذهب إلى صقلية والأندلس، ولابن أبي زيد وأبي عمران الفاسي وأبي الحسن القابسي وأبي الوليد بن الباجي وتلامذتهم أياد بيضاء في نشر مذهب الإمام أبي الحسن في تلك البلاد.)) ص 58 من كتاب "عقيدة الإمام الأشعري..مذهب السواد الأعظم من المسلمين في الأصول"، تأليف: مصطفى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوي العطاس، دار الأصول باليمن، تريم.
  16. ^ حركة التوحيد والإصلاح: أبو عمران الفاسي تاريخ الوصول: 26 10 2010
  17. ^ قال ابن العماد الحنبلي في ترجمة أبي بكر ابن العربي المالكي: "وتفقه على الغزالي وأبي بكر الشاشي والطرطوشي". شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تأليف: ابن العماد، ج4، ص141.
  18. ^ قيام دولة الموحدين، الدكتور مراجع عقيلة الغناي، ص49، منشورات جامعة قاريونس
  19. ^ تاريخ دولتي المرابطين والموحّدين في الشمال الأفريقي تأليف: علي محمد الصلابي دار النشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
  20. ^ ((واستمر الحال على ذلك مدة، إلى أن ظهر محمد بن تومرت مهدي الموحدين في صدر المائة السادسة فرحل إلى المشرق وأخذ عن علمائه مذهب أبي الحسن الأشعري ومتأخري أصحابه...ودعا الناس إلى سلوك هذه الطريقة وجزم بتضليل من خالفها بل تكفيره..وجعل ذلك ذريعةً إلى الانتزاء على ملك المغرب..لكنه ما أتى بطريقة الأشعري خالصة، بل مزجها بشيء من الخارجية والشيعية حسبما يعلم ذلك بإمعان النظر في أقواله وأحواله..))ص 140 الجزء الأول من كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، للناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء 1954 م
  21. ^ (إبراهيم حركات) في كتابه ((المغرب عبر التاريخ))، الجزء الأول، صفحة 178 ((أما المرابطون فقد صادف عصرهم ظهور كبار الفقهاء كأبي عمران الفاسي ووجاج بن زلو وعبد الله بن ياسين والقاضي عياض وكلهم مغاربة، والأرجح أنهم درسوا جميعًا في الأندلس وخصوصًا القاضي عياض الذي جمع بين دراسة الشرق ودراسة الأندلس ،وكان من جملة أساتذته ابن رشد _(الجد شيخ المذهب)_وأبوبكر بن العربي.......ولماذا اتخذ المرابطون مذهب مالك ولم يتخذوا مذهبًا آخر؟ الجواب واضح.ذلك أن هجرة علماء الأندلس وشمالي إفريقيا إلى المشرق كانت في الغالب من أجل الحج ولم تكن العراق في طريقهم ،فإذا أرادوا أن يتزودوا من علوم الدين حلوا بالمدينة ليرووا عن فقائها ومحدثيها أو نزلوا بالاسكندرية وهي أقرب ثغر إليهم وكان أهلها في الغالب على مذهب مالك، فيأخذون عن ابن القاسم وغيره من حملة لواء المذهب.وكان هؤلاء الطلبة العلماء يلقون بدورهم مذهب مالك حيثما حلوا حتّى في الإسكندرية نفسها كما فعل أبو بكر الطرطوشي الأندلسي..والمغرب والأندلس بحكم بعدهما عن العراق والشام لم تغزهما المذاهب المتناقضة كما حدث في هذين البلدين وخصوصًا العراق التي عرفت مذاهب الفرس والاعتزال والشيعة وفلسفات اليونان والهند وغير ذلك من الاتجاهات الفكرية والدينية.وصحيح أن المغرب عرف بعض هذه المذاهب قبل المرابطين، ولكن لم يكن يعززها منطق أو فلسفة كما حدث في العراق..))
  22. ^ يوسف الكتاني، مدرسة الإمام البخاري في المغرب، الجزء الأول، ص 21: "لقد أصبح المذهب المالكي منذ العهد الإدريسي مذهب المغاربة جميعًا فقهًا واعتقادًا ونظامًا، وما زال إلى الآن، ويرجع الفضل في ذلك إلى المولى إدريس الذي دعا وأقر وعمل من أجل مغرب موحد المذهب والعقيدة والمحراب والحرف والتلاوة، الأمر الذي جنّب بلادنا كثيرًا من الخلافات والنزاعات التي عرفها إخواننا في الشرق بسبب تعدد المذاهب والفرق"
  23. ^ طبقات الشافعية الكبرى، تأليف: تاج الدين السبكي، ج4، ص365.
  24. ^ أ ب عقائد الأشاعرة/صلاح الدين بن أحمد الإدلبي.
  25. ^ سعيد فودة، ص 62، الفرق العظيم بين التنزيه والتجسيم ويليه المقتطف في نقد التحف، دار الرازي، الطبعة الأولى 2004، عمّان
  26. ^ محمد الخضر الشنقيطي، ص 17، استحالة المعيّة بالذات وما يضاهيها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  27. ^ تاج الدين السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، (5/ 191)
  28. ^ سعيد فودة، ص 41، الفرق العظيم بين التنزيه والتجسيم ويليه المقتطف في نقد التحف، دار الرازي، الطبعة الأولى، 2004، عمّان
  29. ^ محمد الخضر الشنقيطي، ص 16 - 17، استحالة المعيّة بالذات وما يضاهيها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  30. ^ سعيد فودة، ص 36 - ص 48، الفرق العظيم بين التنزيه والتجسيم ويليه المقتطف في نقد التحف، دار الرازي، الطبعة الأولى 2004، عمّان
  31. ^ محمد الخضر الشنقيطي، ص 88، استحالة المعيّة بالذات وما يضاهيها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  32. ^ محمد الخضر الشنقيطي، ص 88 - 89، استحالة المعيّة بالذات وما يضاهيها من متشابة الصفات، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  33. ^ أ ب الآيات المتشابهة/محمد عز الدين الغرياني.
  34. ^ فتاوى العز بن عبد السلام/ص 22.
  35. ^ البرهان في علوم القرآن/ 209/2.
  36. ^ مرقاة المفاتيح/ملا علي القاري.
  37. ^ روح المعاني/116/3.
  38. ^ دفع شبه من تشبه وتمرد/تقي الدين الحصني.
  39. ^ الرسالة للشافعي/ ص52.
  40. ^ البداية والنهاية/لإبن كثير /10/370.
  41. ^ البداية والنهاية10،327.
  42. ^ بيان أن الأئمة الأربعة على التنـزيه في مسئلة الاستواء
  43. ^ الأسماء والصفات/البيهقي/ ص572.
  44. ^ تفسير ابن جرير.
  45. ^ خلق أفعال العباد والرد على الجهمية/للبخاري/ ص109.
  46. ^ دقائق الإشارات.
  47. ^ المقالات السنية،80.
  48. ^ دفع شبه من تشبه وتمرد، ص5.
  49. ^ فتح الباري شرح صحيح البخاري1،174.
  50. ^ الإعتصام2،303.
  51. ^ شرح صحيح مسلم للنووي ،5،24.
  52. ^ مصطفى صبري، ص 36، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  53. ^ مصطفى صبري، ص 40، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  54. ^ مصطفى صبري، ص 50، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  55. ^ مصطفى صبري، ص 50، 51، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  56. ^ مصطفى صبري، ص 58، 59، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  57. ^ مصطفى صبري، ص 26، موقف البشر تحت سلطان القدر، دار البصائر، الطبعة الأولى 2008، القاهرة
  58. ^ نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبي الحسن/وهبي غاوجي.
  59. ^ أهل السنة الأشاعرة/حمد السنان، فوزي العنجري /ص267.
  60. ^ الجامع لأحكام القرآن /القرطبي.
  61. ^ الدارس في تاريخ المدارس /النعيمي/58/1.
  62. ^ طبقات الشافعية الكبرى/ 10 /398،200.
  63. ^ الدرر الكامنة 1/58
  64. ^ أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم صفحة 250
  65. ^ تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/255.
  66. ^ شهد بصحة اعتقاده الخطيب البغدادي وهو ما ذكره الذهبي في السير 16/452، والخطيب البغدادي اعتقاده هو اعتقاد أهل السنة الأشاعرة كما ذكر ابن عساكر في التبيين صفحة 205
  67. ^ تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/246.
  68. ^ الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 370.
  69. ^ الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 372.
  70. ^ وكذلك ذكر الذهبي تصوّف السلفي في السير (مجلد21/صفحة 22) : ((و أخذ التصوّفَ عن مَعْمَر بن أحمد الشاشي))
  71. ^ تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/227.
  72. ^ تبيين الكذب المفترى لابن عساكر باب (ذكر جماعة من مشاهير أصحابه..) صفحة 176-178 طبعة (المكتبة الأزهرية للتراث)
  73. ^ ومن الخامسة :....والحافظ أبو سعد السمعاني.. الطبقات الكبرى/التاج السبكي/3 / 372.
  74. ^ ذكر ذلك مؤلفيْ كتاب(أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم) صفحة 255، ذكروا أبو سعد ابن السمعاني وقالوا: ((السمعانية كلهم إما أشاعرة أو ماتردية))
  75. ^ الاعتقاد/البيهقي.
  76. ^ تبيين كذب المفتري/ابن عساكر.
  77. ^ تبيين كذب المفتري/ابن عساكر/268.
  78. ^ السبكي / طبقات الشافعية الكبرى / مجلد10 /صفحة 200،398
  79. ^ كتاب (أهل السنة الأشاعرة) صفحة 262
  80. ^ دفع شبه من تشبه وتمرد/ابن الجوزي.
  81. ^ ذُكرت أشعريته في كتاب (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم)ص262 لحمد سنان وفوزي عنجر
  82. ^ «ومن متأخري الأبطال والمجاهدين الذين يفخر أهل السنة والجماعة بهم... والبطل المجاهد عز الدين القسام وهو من أعلام العلماء النسّاك المتصوفة والمجاهدين» أهل السنة الأشاعرة/حمد السنان، فوزي العنجري /ص267.