غيبوبة: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط r2.7.2) (روبوت إضافة: ky:Кома( медицина)
ElphiBot (نقاش | مساهمات)
سطر 71: سطر 71:
{{بوابة طب}}
{{بوابة طب}}


[[تصنيف:طب حرج]]
[[تصنيف:اضطرابات عصبية]]
[[تصنيف:اضطرابات عصبية]]
[[تصنيف:طب الجهاز العصبي]]
[[تصنيف:طب الجهاز العصبي]]

نسخة 02:13، 14 سبتمبر 2012

الغيبوبة (بالإنجليزية: Coma، وتعني باليونانية النوم العميق)‏، هي حالة فقدان وعي عميقة، لا يمكن للفرد خلالها أن يتفاعل مع البيئة المحيطة به، ولا يمكنه أيضا الاستجابة للمؤثرات الخارجية. تتميز الغيبوبة بفشل عمل نظام التنشيط الشبكي الصاعد[1](بالإنجليزية: ascending reticular activating system / ARAS)‏. الشخص الواقع تحت تأثير الغيبوبة هو شخص على قيد الحياة، لكنه ليس نائما. موجة نشاط الدماغ لشخص في غيبوبة تختلف كثيرا عن تلك لدى شخص نائم، يمكنك إيقاظ شخص من النوم، لكن لا يمكنك إبقاظ شخص من حالة غيبوبة.

يمكن للغيبوبة أن تنجم بسبب المرض، أو بسبب حدوث صدمات للدماغ. عادة لا تستغرق الغيبوبة أكثر من بضعة أسابيع. الكثير من الافراد يستعيدون أدائهم البدني والعقلي بشكل كامل عندما يخرجون من الغيبوبة. لكن البعض يحتاج إلى أشكال مختلفة من العلاج لاستعادة القدرة على أداء وظائف معينة بصورة مقبولة. بعض المرضى لا يستعيدون أي شيء بخلاف وظائف الجسم الأساسية والبسيطة.

في بعض الأحيان، وبعد الغيبوبة، يمكن أن ينزلق المصاب إلى حالة يطلق عليها حالة إنباتية مستديمة (بالإنجليزية: persistent vegetative state)‏ ؛ المصابون ضمن هذه الحالة هم مرضى فقدوا كل الوظائف العصبية الإدراكية ولكن أجسامهم بقيت قادرة على التنفس، ويمكن لها (الاجسام) أن تقوم بحركات عفوية مختلفة. يمكن للجسم أن يبدوا مستيقظا وطبيعيا، ولكن بسبب فقدان جزء الوظيفة المعرفية من الدماغ، فالجسم يفقد القدرة على الاستجابة للبيئة. هذه الحالة الانباتية قد تستمر لسنوات.

وهناك حالات أخرى، بالإضافة إلى حالة الغيبوبة والإنباتية، تصف مستويات متفاوتة من فقدان الوعي وقدرة الشخص على الاستجابة للمحفزات. تشمل هذه حالة الذهول (بالإنجليزية: stupor)‏، وهي حالة الشخص فاقد الوعي ولكنه يستجب للمحفزات المتكررة المنشطة. هنالك أيضا حالة تلبد الاحساس (بالإنجليزية: obtundation)‏ وحالة النوام (بالإنجليزية: lethargy)‏، التي تصف شخص لم يفقد وعيه تماما ولكنه لا تستجيب للمحفزات. والغيبوبة، وغيرها من حالات عدم الوعي تعتبر حالات طوارئ، وييتوجب اتخاذ إجراءات طبية على وجه السرعة لتجنب ضرر دائم.

العقل البشري

العقل البشري يتكون من ثلاثة أجزاء : المخ، المخيخ وجذع الدماغ.و المخ هو أكبر جزء من الدماغ ويشكل حوالي 85 ٪ من إجمالي وزن الدماغ. وهو مقسم إلى نصفين، واحد على كل جانب من الرأس. ضمن المخ تنتج أكثر العمليات العقلية والحسية تعقيدا، مثل الذكاء، والمنطق، والذاكرة، والعواطف، والرؤية، والقدرة على الشعور، الخ. والمخيخ هو جزء صغير ضمن الدماغ ويقع خلف المخ. يلعب دورا أساسيا في التنسيق، والوقوف والتوازن. وجذع الدماغ هو جزء يربط نصفي الكرة الدماغية مع الحبل الشوكي، وهو مسؤول عن السيطرة على العديد من الوظائف البدنية الأساسية، مثل التنفس وضغط الدم والبقاء مستيقظين وفي حالة تأهب.

فقدان الوعي

كما هو الحال في معظم العمليات الذهنية التي تحدث في الدماغ، بيولوجيا الوعي معقدة للغاية وغير مفهومة طبيا بصورة كافية. هناك العديد من الأنسجة التي تقع في عمق الدماغ التي تلعب دورا في وعي ويقظة الشخص.

يعتقد أن أحد أهم العمليات الفيزيولوجية التي تحافظ على الشخص واعيا هو انتقال عصبي لإشارات كيميائية من جذع الدماغ ال نصفي الكرة الدماغية من المخ. لضمان إدراك الشخص بالبيئة المحيطة، لا بد لهذا الانتقال العصبي من اعمل بصورة متواصلة. الاصابات الشاذة التي تؤدي إلى قطع الانتقال يمكن أن تؤدي بدورها إلى الغيبوبة أو غيرها من حالات فقدان الوعي.

هذه الاصابات التي يمكن أن تتسبب في حالة غيبوبة تشمل إصابة أو تلف خلايا المخ الذي يؤدي إلى تورم (الوذمة) في الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة. تزايد الضغط، سواء كان محليا في بقعة معينة أو منتشر ضمن الدماغ كله، سيقلل من تدفق الدم إلى الدماغ ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي.

إصابة أو تلف بعض الخلايا في الدماغ يمكن ن تتسبب في نقل وإزاحة بعض المناطق في الدماغ داخل الجمجمة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأنسجة المحيطة الأجهزة الواقع خلف خلايا الدماغ التي تحركت، بما في الأوعية الدموية. يطلق على حالات تحرك أجزاء من الدماغ ضمن الجمجمة اسم انفتاق الدماغ (بالإنجليزية: brain herniation)‏. يمكن لانفتاق الدماغ أن يؤدي إلى الغيبوبة والوفاة إذا لم يعالج على الفور.

الفيزيولوجيا المرضية للغيبوبة

المسلك الظهري والمسلك البطني

التنبه أو التيقظ هي وظيفة نظام التنشيط الشبكي الصاعد. التيقظ إلى درجة السهاد (بالإنجليزية: wakefulness)‏ هو شرط أساسي للوعي. يتم تمثيل نظام التيقظ هذا تشريحيا ضمن عدد من الأجهزة في سقيقة جذع الدماغ المنقارية (بالإنجليزية: rostral brainstem tegmentum)‏، والدماغ البيني (بالإنجليزية: diencephalon)‏ وقشرة المخ (بالإنجليزية: cerebral cortex)‏[2]. من أهم هذه الأجهزة هي العصبونات المنتجة للأسيتيل والكولين, ضمن الأنوية المحيطة بالقصبة (بالإنجليزية: peribrachial nuclei)‏، والمتكونة من pedunculopontine tegmental والنوى السقيفية الظهرانية الجانبية (بالإنجليزية: lateral dorsal tegmental nuclei)‏. تقوم هذه بإسقاطات منقارية ضمن ممرين رئيسيين:

  1. مسلك ظهري يتشابك مع النوى المهادية غير المحددة ضمن الخط الناصف، والتي بدورها ترسل أسقاطا غلوتامينيلي (بالإنجليزية: glutaminergic)‏ لمناطق واسعة من قشرة المخ
  2. مسلك بطني الطريق من سقيقة جذع الدماغ المنقارية التي تصل إلى الدماغ المُقَدَّم القاعدي (بالإنجليزية: basal forebrain)‏، وخاصة الوطاء الخلفي (بالإنجليزية: posterior hypothalamus)‏، حيث تقوم محطات محورية بالتأثير على العصبوات التي تنتج مركبات أمينية مثل الهيستامين وغيرها لتنتج في النهاية هرمون الأوركسين (بالإنجليزية: orexin)‏. هذه بدورها تساهم في التيقظ القشري.

و عليه فنظام التنشيط الشبكي الصاعد هو نظام معقد ذو مسارات مكررة تشارك في التيقظ وإدامة السهاد. يمكن مما سبق فهم سبب الانتعاش في نظام التنشيط بعد الغيبوبة الأولية بعد 3 أسابيع (تقريبا) من بداية غيبوبة في معظم المرضى.

إن عملية فقدان الادراك أثناء النوم، والقابلة للعكس، ترتبط بالتثبيط الديناميكي لأنظمة النواقل العصبية المتعلقة بالتيقظ والمذكورة أعلاه[3]

تقع مراكز النوم بصورة رئيسية في منطقة أَمام التصالبة البصرِية (بالإنجليزية: preoptic)‏ ضمن الوطاء وتستخدم حمض جاما أمينو بوتيريك (بالإنجليزية: gamma-amino butyric acid (GABA))‏، ناقل عصبوني مثبط. الأدينوزين (بالإنجليزية: Adenosine)‏ الأدينوساين (بالإنجليزية: Adenosine)‏،هو معدل عصبي (بالإنجليزية: neuromodulator)‏، وهو أيضا يقوم بتغذية مرتدة لتثبيط نظام التيقظ. من ناحية نظرية يمكن أن تحدث الغيبوبة عند حصول خلل في التوازن الفيزيولوجِي لصالح مراكز النوم مقابل التيقظ.

مسببات الغيبوبة

الاضطرابات التالية قد تؤدي إلى إحداث غيبوبة (بحد أدنى غيبوبة عابرة):

  1. إصابات الدماغ الهيكلية
  2. اضطرابات التمثيل الغذائي أو التغذية
  3. ذيفان خارجي (بالإنجليزية: Exogenous toxins)‏
  4. أمراض الجهاز العصبي المركزي (بالإنجليزية: CNS infections)‏ أو إصاباته الإنتانية (بالإنجليزية: septic illness)‏
  5. النوبات (بالإنجليزية: Seizures)‏
  6. مشاكل درجة حرارة الجسم : خفض حرارة الجسم (بالإنجليزية: hypothermia)‏ وفرط الحرارة (بالإنجليزية: hyperthermia)‏
  7. الرضوح (بالإنجليزية: Trauma)‏

من البديهي أن تتداخل هذه الاصابات مع نظام التنشيط الشبكي الصاعد، إما بالتأثير عليه بشكل مباشر، أو على أنظمة مرتبطة استراتيجيا.

إصابات الدماغ الهيكلية

هي الإصابات التي تدمر أو تضغط مباشرة على أنسجة المخ. لإحداث حالة غيبوبة، يجب أن تشمل هذه الاصابات نظام التنشيط الشبكي الصاعد أو تنتج خلل وظيفي ضمن قشرة المخ. يمكن لإصابة مدمرة واحدة، على سبيل المثال السكتة الإقفارية (بالإنجليزية: ischaemic stroke)‏ والنزف (بالإنجليزية: haemorrhagia)‏ والاصابات التهابية (بالإنجليزية: inflammatry lesions)‏ أو الأورام، عند إصابة نظام التنشيط الشبكي الصاعد، الدماغ البيني، قشرة المخ، أو أي من الأجهزة الموصلة بينهم، يمكن أن تنتج غيبوبة.

عند حدوث الإصابة، سيقوم نظام التنشيط بإعادة تفعيل ذاته لتنشئ دورة النوم والاستيقاظ في غضون 2-3 أسابيع[4]

رضح دماغي

الرضوح

الغيبوبة يمكن أن تحدث مباشرة بعد رضح رئيسي الارتجاج، وإصابة المحاور العصبية المنتشر والموت الدماغي

إصابات الدماغ الثانوية يمكن أن تتسبب في إحداث غيبوبة بعد فترة صحو (بالإنجليزية: lucid interval)‏ أو ارتجاج معقج.الحالة الصرعية (بالإنجليزية: Status epilepticus)‏ أيضا قد تكون مسؤلة عن غيبوبة متأخرة.

تشخيص تفريقي

الغيبوبة يمكن أن تتشابه مع متلازمة المنحبس (بالإنجليزية: locked-in syndrome)‏ وعدم الاستجابة النفسي (بالإنجليزية: psychogenic unresponsiveness)‏.

انظر أيضا

مراجع

  1. ^ The Neural Control of Sleep and Waking], The Discovery of the Ascending Reticular Activating System. Springer New York. ج. 1. 2002. ISBN 978-0-387-95536-0.
  2. ^ Vincent, S.R. (2000) The ascending reticular activating system - from aminergic neurons to nitric oxide. J Chem Neuroanat 18:23–30
  3. ^ Evans، B.M. (2003) Sleep, consciousness and the spontaneous and evoked electrical activity of the brain. Is there a cortical integrating mechanism? Clin Neurophysiol 33 : 1 – 10.
  4. ^ Plum، F. and Posner، J.B. (1980) The Diagnosis of Stupor and Coma، 3rd Edition. Philadelphia, PA : F.A. Davis.

قالب:بوابة طب