الله الابن: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط r2.7.3) (روبوت إزالة: de:Gott Sohn
لا ملخص تعديل
سطر 2: سطر 2:
'''الله الابن''' في [[مسيحية|المسيحية]] هو من [[أقانيم]] الله الواحد، مع أقنوم [[الله الأب]] وأقنوم [[الروح القدس]].
'''الله الابن''' في [[مسيحية|المسيحية]] هو من [[أقانيم]] الله الواحد، مع أقنوم [[الله الأب]] وأقنوم [[الروح القدس]].
وهذه العقيدة هي عقيدة [[تثليث (مسيحية)|الثالوث الأقدس]]. ويدل هذا الأقنوم على [[يسوع|يسوع المسيح]].
وهذه العقيدة هي عقيدة [[تثليث (مسيحية)|الثالوث الأقدس]]. ويدل هذا الأقنوم على [[يسوع|يسوع المسيح]].
=== الأزلية والتجسد ===
طبقًا [[مسيحية|للمعتقدات المسيحية]] و[[العهد الجديد|للعهد الجديد]] فإن يسوع موجود منذ الأزل وهو غير مخلوق لكونه من [[الله]]،<ref>جاء في قرارات المجمع "مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، مولود من الآب قبل كل الدهور"، انظر [http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/documenti/denzinger/125-130.htm بعض قرارات مجمع نيقية الأول]، الموسوعة العربية المسيحية، 27 كانون الأول 2010.</ref> يعتمد على عدد من آيات [[العهد الجديد]] لإثبات ذلك{{للهامش|1}} أبرزها فاتحة [[إنجيل يوحنا]]: {{خط عربي دولي|في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة هو الله}}.{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|1/1}} ثار بداية [[القرن الرابع]] جدل حول إذا ما كانت الآيات التي يعتمد عليها اليوم في إثبات أزليته تعني أنه أزلي حقًا أو أنه قد خلق قبل إنشاء العالم ولكنه بالنهاية خليق، دعيي مؤيدو النظرية الثانية "بالعدميين" لأنهم أشاروا إلى خلق [[الابن]] من العدم، واعتبر [[آريوسية|المذهب الآريوسي]] جامعًا لهم، ما دفع إلى انعقاد [[مجمع نيقية]] في [[مايو]] و[[يونيو]] [[325]] لحسم الجدل في القضية، ووجد المجمع بأغلبية 316 أسقفًا من أصل 318 أسقف شاركوا به بأن [[الابن]] [[الآب|كالآب]] يتمتع بصفة الأزلية أي أنه لا بداية له.<ref>[http://www.agape-jordan.com/lahotyat/03.htm لاهوتيات وحقائق عن المسيح]، موقع أغابي الأردن، 27 كانون الأول 2010.</ref>

يعتقد المسيحيون بما فيهم من عارض أزلية المسيح وألوهته الكاملة، بأن هذا [[الابن]] والذي يسمى أيضًا الكلمة به قد خلق العالم،{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|10/1}} ولأجله،{{شواهد الكتاب المقدس|كولوسي|16/1}} وأنه قد صار بشرًا،{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|14/1}}{{شواهد الكتاب المقدس|1كورنثس|47/15}} ودعي يسوع، [[عيد الميلاد|فعيد الميلاد]] هو ذكرى ميلاده بالجسد وليس خلقه كسائر البشر، إذ إنه: {{خط عربي دولي|الكائن في صورة الله، لم يعتبر مساواته لله خلسة أو غنيمة يتمسك بها، بل أخلى ذاته متخذًا صورة عبد صائرًا شبيهًا بالبشر}}.{{شواهد الكتاب المقدس|فيلمون|6/2}} أي قد أخذ اختياريًا جسدًا بشريًا وطبيعة بشرية دون أن يكفّ عن أن يكون الله، بمعنى آخر لم يتخل عن لاهوته ليصير إنسانًا بل نحى جانبًا من مجده وسلطانه ومعرفته ليستطيع أن يكون خاضعًا للزمان والمكان والكثير من الحدود البشرية الأخرى.<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق ص.686</ref> فهو بتجسده شابه البشر بكل شيء عدا الخطيئة، وكان بذلك الإنسان الوحيد على الأرض الذي ظهر دون خطيئة.<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق ص.687</ref> وعلى الرغم من تجسده فهو لم يبارح مكانه في السماء ولم ينفصل عن الآب،{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|13/3}} ذلك لأن الطبيعة الإلهية وفق المعتقدات الفلسفية والدينية عمومًا، منزهة عن التغيير والانقسام.

السبب الرئيسي للتجسد والدافع له، هو محبة الله للبشرية ورغبته ليش فقط ببداية عهد جديد وإياهم يكشف به عن ذاته بشكل مباشر، بل ولتخليصهم من آثامهم المتوارثة منذ بدء الخليقة.{{شواهد الكتاب المقدس|يوحنا|16/3}} وهو أمر لم يتم مصادفة فقد وعد الله به [[آدم]] و[[حواء]] إثر طردهما من الجنة، وحدث [[إبراهيم]] عنه وأخبر [[داود]] بأن من نسله سيأتي «المخلص» الذي يدعى أيضًا «المسيح». عمومًا فإن جميع نبؤؤات العهد القديم تحدثت عنه، وحددت مجريات حياته، وهو ما انطبق وفق [[لاهوت|علم اللاهوت]] في شخص يسوع.<ref>[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/01-Questions-Related-to-The-Holy-Bible__Al-Ketab-Al-Mokaddas/049-Prophesies-of-Jesus-in-Old-Testament.html ما هي النبؤات التي تحدثت عن يسوع في العهد القديم؟]، الأنبا تكلا، 29 كانون الأول 2010.</ref>

العقائد المسيحية تشير إلى أن الله حاول مرات عديدة خلال التاريخ البشري أن يقوم بفعل التجسد، غير أن ما أعاقه فعلاً هو الخطايا والأثام التي يرتكبها المختارون حتى الأنبياء منهم،{{للهامش|2}} وبالتالي فهو لم يستطع التجسد حتى ظهور [[مريم العذراء]] التي كانت مطيعة للشريعة ولم تخطأ أو تخالف إرادة الله، وقبلت بحرية أن تكون أم [[الابن]]، فمن خلال قبولها ساهمت مساهمة فعلية في العمل الخلاصي، وانطلاقًا من هذا المعتقد يكرمها [[مسيحيون|المسيحيون]]. أيضًا فإن [[لاهوت|علماء اللاهوت]] ومفسري [[الكتاب المقدس]] يرون أن سلاسل نسب المسيح المذكورة في [[إنجيل متى]] و[[إنجيل لوقا]] تندرج في بعدها الرمزي في إطار العثرات التي وضعها البشر في وجه التجسد.<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.7-10</ref>
== انظرأيضًا ==
* [[التجسد (مسيحية)|سر التجسد]].
== المراجع ==
{{ثبت المراجع}}
{{بذرة مسيحية}}
{{بذرة مسيحية}}



نسخة 16:51، 27 نوفمبر 2012

الله الابن في المسيحية هو من أقانيم الله الواحد، مع أقنوم الله الأب وأقنوم الروح القدس. وهذه العقيدة هي عقيدة الثالوث الأقدس. ويدل هذا الأقنوم على يسوع المسيح.

الأزلية والتجسد

طبقًا للمعتقدات المسيحية وللعهد الجديد فإن يسوع موجود منذ الأزل وهو غير مخلوق لكونه من الله،[1] يعتمد على عدد من آيات العهد الجديد لإثبات ذلك(1) أبرزها فاتحة إنجيل يوحنا: في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة هو الله.يوحنا 1/1] ثار بداية القرن الرابع جدل حول إذا ما كانت الآيات التي يعتمد عليها اليوم في إثبات أزليته تعني أنه أزلي حقًا أو أنه قد خلق قبل إنشاء العالم ولكنه بالنهاية خليق، دعيي مؤيدو النظرية الثانية "بالعدميين" لأنهم أشاروا إلى خلق الابن من العدم، واعتبر المذهب الآريوسي جامعًا لهم، ما دفع إلى انعقاد مجمع نيقية في مايو ويونيو 325 لحسم الجدل في القضية، ووجد المجمع بأغلبية 316 أسقفًا من أصل 318 أسقف شاركوا به بأن الابن كالآب يتمتع بصفة الأزلية أي أنه لا بداية له.[2]

يعتقد المسيحيون بما فيهم من عارض أزلية المسيح وألوهته الكاملة، بأن هذا الابن والذي يسمى أيضًا الكلمة به قد خلق العالم،يوحنا 10/1] ولأجله،كولوسي 16/1] وأنه قد صار بشرًا،يوحنا 14/1]1كورنثس 47/15] ودعي يسوع، فعيد الميلاد هو ذكرى ميلاده بالجسد وليس خلقه كسائر البشر، إذ إنه: الكائن في صورة الله، لم يعتبر مساواته لله خلسة أو غنيمة يتمسك بها، بل أخلى ذاته متخذًا صورة عبد صائرًا شبيهًا بالبشر.فيلمون 6/2] أي قد أخذ اختياريًا جسدًا بشريًا وطبيعة بشرية دون أن يكفّ عن أن يكون الله، بمعنى آخر لم يتخل عن لاهوته ليصير إنسانًا بل نحى جانبًا من مجده وسلطانه ومعرفته ليستطيع أن يكون خاضعًا للزمان والمكان والكثير من الحدود البشرية الأخرى.[3] فهو بتجسده شابه البشر بكل شيء عدا الخطيئة، وكان بذلك الإنسان الوحيد على الأرض الذي ظهر دون خطيئة.[4] وعلى الرغم من تجسده فهو لم يبارح مكانه في السماء ولم ينفصل عن الآب،يوحنا 13/3] ذلك لأن الطبيعة الإلهية وفق المعتقدات الفلسفية والدينية عمومًا، منزهة عن التغيير والانقسام.

السبب الرئيسي للتجسد والدافع له، هو محبة الله للبشرية ورغبته ليش فقط ببداية عهد جديد وإياهم يكشف به عن ذاته بشكل مباشر، بل ولتخليصهم من آثامهم المتوارثة منذ بدء الخليقة.يوحنا 16/3] وهو أمر لم يتم مصادفة فقد وعد الله به آدم وحواء إثر طردهما من الجنة، وحدث إبراهيم عنه وأخبر داود بأن من نسله سيأتي «المخلص» الذي يدعى أيضًا «المسيح». عمومًا فإن جميع نبؤؤات العهد القديم تحدثت عنه، وحددت مجريات حياته، وهو ما انطبق وفق علم اللاهوت في شخص يسوع.[5]

العقائد المسيحية تشير إلى أن الله حاول مرات عديدة خلال التاريخ البشري أن يقوم بفعل التجسد، غير أن ما أعاقه فعلاً هو الخطايا والأثام التي يرتكبها المختارون حتى الأنبياء منهم،(2) وبالتالي فهو لم يستطع التجسد حتى ظهور مريم العذراء التي كانت مطيعة للشريعة ولم تخطأ أو تخالف إرادة الله، وقبلت بحرية أن تكون أم الابن، فمن خلال قبولها ساهمت مساهمة فعلية في العمل الخلاصي، وانطلاقًا من هذا المعتقد يكرمها المسيحيون. أيضًا فإن علماء اللاهوت ومفسري الكتاب المقدس يرون أن سلاسل نسب المسيح المذكورة في إنجيل متى وإنجيل لوقا تندرج في بعدها الرمزي في إطار العثرات التي وضعها البشر في وجه التجسد.[6]

انظرأيضًا

المراجع

  1. ^ جاء في قرارات المجمع "مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، مولود من الآب قبل كل الدهور"، انظر بعض قرارات مجمع نيقية الأول، الموسوعة العربية المسيحية، 27 كانون الأول 2010.
  2. ^ لاهوتيات وحقائق عن المسيح، موقع أغابي الأردن، 27 كانون الأول 2010.
  3. ^ التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق ص.686
  4. ^ التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق ص.687
  5. ^ ما هي النبؤات التي تحدثت عن يسوع في العهد القديم؟، الأنبا تكلا، 29 كانون الأول 2010.
  6. ^ التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.7-10