فنار الإسكندرية

إحداثيات: 31°12′51″N 29°53′06″E / 31.214167°N 29.885°E / 31.214167; 29.885
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من منارة الإسكندرية)
فنار الإسكندرية
التسمية
نسبة الاسم إلى
Pharos (en) ترجم عدل القيمة على Wikidata
معلومات عامة
الحالة
نوع المبنى
المكان
Pharos (en) ترجم عدل القيمة على Wikidata
المنطقة الإدارية
البلد
بني بطلب من
أبرز الأحداث
التشييد
  • 299 "ق.م"  إلى 279 "ق.م" عدل القيمة على Wikidata
الهدم
1480 عدل القيمة على Wikidata
أحداث مهمة
الأبعاد
الارتفاع
137 متر عدل القيمة على Wikidata
الشكل
التفاصيل التقنية
جزء من
التصميم والإنشاء
النمط المعماري
المهندس المعماري
معلومات أخرى
الإحداثيات
31°12′51″N 29°53′06″E / 31.21417°N 29.885°E / 31.21417; 29.885 عدل القيمة على Wikidata
خريطة

31°12′51″N 29°53′06″E / 31.214167°N 29.885°E / 31.214167; 29.885

نموذج لفنار الإسكندرية في القرية الثقافية «نافذة على العالم» في شنغهاي الصين بني وفق الوثائق والأوصاف التي كتبت قديما
بقايا ما يعتقد أنه الفنار تحت مياه البحر

فنار الإسكندرية أو منارة الإسكندرية (باليونانية: Φάρος της Αλεξάνδρειας)‏ - فاروس الإسكندرية - من عجائب الدنيا السبع التي ذكرها الإغريق، وكان موقعها على طرف شبه جزيرة فاروس وهي المكان الحالي لقلعة قايتباي بمدينة الإسكندرية المصرية. تعتبر أول منارة في العالم. أقامها سوستراتوس في عهد بطليموس الثاني عام 270 ق.م وكانت ترتفع 120 مترًا ودمرت في زلزال عام 1323.

نموذج ثلاثي الأبعاد تم بناءه باستخدام الكمبيوتر ، كجزء من دراسة شاملة عن المبنى عام 2006
صفحة من كتاب البلهان يتصور منارة الإسكندرية

وصف المنارة[عدل]

الثابت تاريخياً أن فنار الإسكندرية التي كانت من عجائب الدنيا السبع، قد أُنشأت عام 280 ق.م، في عصر«بطليموس الثاني»، وقد بناها المعماري الإغريقي«سوستراتوس»، وكان طولها البالغ مائةً وعشرين متراً، ويعتقد البعض أن الحجارة المستخدمة في بناء قلعة قايتباي هي من أحجار الفنار المدمر، كما أن موقع القلعة هو ذاته موقع فنار المنهار، وقد وصف«المسعودي»، في عام 944 م، الفنار وصفاً أميناً، وقدَّر ارتفاعها بحوالي 230 ذراعاً. وقد حدث زلزال 1303 م في عهد السلطان«الناصر محمد بن قلاوون»، فضرب شرق البحر المتوسط، ودمر حصون الإسكندرية وأسوارها ومنارتها.

وقد وصف «المقريزي»، في خططه، ما أصاب المدينة من دمار، وذكرَ أن الأمير «ركن الدين بيبرس الجاشنكير» قد عمَّر المنارة، أي رمَّمها، في عام 703 هـ. وبعد ذلك الزلزال المدمر بنصف قرن، زار «ابن بطوطة» الإسكندرية، في رحلته الثانية، في عام 1350م، وكتب يقول:«وقصدتُ المنارة، عند عودتي إلى بلاد المغرب، فوجدتها قد استولى عليها الخراب، بحيث لا يمكن دخولها ولا الصعود إليها؛ وكان «الملك الناصر»، شرع في بناء منارة بإزائها، فعاقه الموت عن إتمامها.

ويروي المؤرِّخ المصري«ابن إياس»، أنه عندما زار السلطان «الأشرف قايتباي» الإسكندرية، في عام 1477م، أمر أن يُبنى مكان الفنار برج جديد، وهو ما عُرف فيما بعد ببرج قايتباي، ثم طابية قايتباي، التي لا تزال قائمةً، حتى اليوم.

لوحة من القرن السادس عشر تصور الفنار لمارتن همسكريك

وكان الفنار يتألَّف من أربعة أقسام، الأوَّل عبارة عن قاعدة مربَّعة الشكل، يفتح فيها العديد من النوافذ، وبها حوالي 300 غرفة، مجهَّزة لسكنى الفنيين القائمين على تشغيل المنار وأُسرهم. أما الطابق الثاني، فكان مُثمَّن الأضلاع، والثالث دائرياً، وأخيراً تأتي قمة الفنار، حيث يستقر الفانوس، مصدر الإضاءة في المنارة، يعلوه تمثال لإيزيس ربه الفنار ايزيس فاريا.

ومن الطريف، أن اسم جزيرة «فاروس» أصبح عَلَماً على اصطلاح منارة، أو فنار، في اللغات الأوربية، واشتُقَّت منه كلمة «فارولوجيا» للدلالة على علم الفنارات.

وقال جراتيان لوبير إن المنارة القديمة كانت مشيدة على صخرة تلاطمها مياه البحر من كل مكان وكانت ترتفع لعدة طوابق، ويحيط بكل طابق منها دهليز يدعمه صف من الأعمدة، وفي الليل يضيء البرج الموجود أعلاها شعلتين يراهما المسافر على بعد 300 غلوة من عرض البحر، أما في النهار فكان في البرج مرآة معدنية تنبه السفن للشاطئ قبل ظهوره في الأفق، وقد بنيت بعض أحجارها أنقاض مدن هليوبوليس وممفيس وطيبة، حيث نقلت إليها أعمدة ومسلات من المدن الفرعونية القديمة بتكاليف باهظة.[1]

كيفية عمل المنارة[عدل]

صورة منارة الإسكندرية على فسيفساء قصر ليبيا

ولم يعرف أحد، يقيناً، كيف كانت تعمل المنارة، أو الفنار، وقد ظهرت بعض الاجتهادات، لم يستقر الخبراء وعلماء التاريخ على أيٍ منها. وثمَّة وصفٌ لمرآة ضخمة، كاسرة للآشعة، في قمة الفنار، كانت تتيح رؤية السفن القادمة، قبل أن تتمكن العين المجرَّدة من رصدها.

وقد كتب الرحَّآلة العربي القديم«ابن جبير»، أنَّ ضوء الفنار كان يُرى من على بُعد 70 ميلاً، في البحر. وهناك رواية تُفيد بأن مرآة الفنار، وكانت إحدى الإنجازات التقنية الفائقة في عصرها، قد سقطت وتحطَّمت في عام 700م، ولم تُستبدل بغيرها وفقد الفنار صفته الوظيفية منذ ذلك الوقت، وقبل أن يدمِّره الزلزال تماماً.

ويُقال أن الصعود إلى الفنار، والنزول منه، كان يتم عن طريق منحدر حلزوني أما الوقود، فكان يُرفعُ إلى مكان الفانوس، في الطابق الأخير، بواسطة نظام هيدروليكي. وقد وصف فورستر طريقة أخرى لرفع الوقود (الخشب) إلى موقع الفانوس، فذكرَ أن صفَّاً طويلاً من الحمير كان في حركة دائبة، لايتوقف ليلاً أو نهاراً، صعوداً ونزولاً، عبر المنحدر الحلزوني، تحمل الوقود الخشبي على ظهورها.

وفي مُفتتح القرن العشرين، قدَّم الأثري والمعماري الألماني«هرمان ثيرش» نموذجاً للفنار، في هيئة أقرب إلى نُصُب تذكاري، يرتفع كبرج فخم مكوَّن من ثلاثين طابقاً، ويحتوي على 300 غرفة.

صورة تخيلية لمنارة الإسكندرية

أبحاث حول المنارة[عدل]

رسم للفنار من سنة 1878م

إن فريق الباحثين الأثريين، العاملين بموقع قايتباي، يسعون للحصول على كتل حجرية تنتمي لأنقاض الفنار القديم وهم يعرفون أن واجهته كانت تحمل لوحةً تذكارية، منحوتة بحروف يونانية ضخمة، فإذا وجدوا تلك اللوحة، أو جزءاً منها، تأكد للجميع أن الكتل الحجرية الضخمة، الغارقة بالموقع، هي أنقاض الفنار.

إن بعض علماء التاريخ يشكك في أن الفنار القديم هو مصدر هذه الكتل، ويعتقد أنها مجرَّد صخور كانت تُلقى إلى الماء، في العصور الوسطى، كإجراء دفاعي لإغلاق الميناء أمام سفن الصليبيين الغزاة. ومع ذلك، فإن «جان إيف إمبرور» لايزال متمسِّكاً باعتقاده أن بين هذه الأنقاض الغارقة قطعاً من جسم الفنار، سقطت في المياه عندما تحطَّم ذلك البرج الضخم، بفعل الزلزال. ولكي يؤكد هذه الاحتمالات، يحاول جان إيف أن يتتبَّع كل الدلائل والإشارات التاريخية حول حجم وهيئة ذلك المبنى الغامض، الذي ورد ذكره ووصفه في كتابات عشرات من الكتَّاب الإغريق والرومان والعرب القدامى، الذين سجَّلوا أوصافاً عجيبةً له، ولكن كتاباتهم لاتشفي غليل إمبرور، لعموميتها وعدم دقتها، وأحياناً لتناقضها مع بعضها البعض.

طالع أيضا[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ "الإسكندرية القديمة .. ثلاثية خالدة لأجمل رفات التاريخ". بوابة العين الإخبارية. مؤرشف من الأصل في 2019-09-03.