محاكمة عبد الله أوجلان

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

محاكمة عبد الله أوجلان هي محاكمة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان. وكان أوجلان قد اعتقل في فبراير عام 1999 في نيروبي ب‍كينيا وتم إحضاره إلى تركيا حيث سجن في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة. بدأت المحاكمة في تركيا في 31 مايو 1999 واختتمت في 29 يونيو 1999 بالحكم بالإعدام بتهمة الخيانة والانفصالية. وقد خفف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد في أكتوبر 2002. واستأنف أوجلان الحكم أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي قضت بأنه لم يحصل على محاكمة عادلة وطالبت بإعادة محاكمته. وقد أكدت محكمة النقض حكم الإعدام في نوفمبر 1999، وحرمت تركيا أوجلان من الحق في إعادة المحاكمة.

خلفية[عدل]

غادر عبد الله أوجلان سوريا في 9 أكتوبر 1998 بسبب الضغط التركي.[1] وبعد إقامة قصيرة في روسيا، حيث لم تمنحه الحكومة الروسية حق اللجوء السياسي.[2] ثم سافر إلى إيطاليا[3] حيث هبط في 12 نوفمبر 1998 في مطار روما.[4] ولدى وصوله إلى إيطاليا، ألقي القبض عليه بدعوى دخوله البلد بجواز سفر مزور[5] ومذكرة توقيف صادرة عن ألمانيا.[6] وطلبت الحكومة التركية تسليم أوجلان من إيطاليا،[2][7] حيث تقدم بطلب اللجوء السياسي لدى وصوله.[8] إيطاليا لم تسلمه إلى ألمانيا، التي رفضت إجراء محاكمة أوجلان في بلادها.[2][9] وفضل المستشار الألماني غيرهارد شرودر وكذلك وزير الداخلية أوتو شيلي ان يحاكم أوجلان من قبل «محكمة أوروبية» غير محددة.[4] إيطاليا لم تسلم أوجلان إلى تركيا أيضاً[8] وأطلقت سراحه من الإقامة الجبرية في 17 ديسمبر.[5] أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماسيمو داليما أنه مخالف للقانون الإيطالي تسليم شخص ما إلى بلد المتهم مهدد بإعدامه.[10]

لكن إيطاليا لم ترغب أيضا في بقاء أوجلان، مستغلةً العديد من الخيوط الدبلوماسية لإجباره على مغادرة البلاد.[1] وقد أنجزت إيطاليا ذلك في 16 يناير 1999[11] عندما غادر إلى نيجني نوفغورود على أمل إيجاد ملاذ آمن في روسيا.[1] ولكن في روسيا لم يكن أوجلان موضع ترحيب كما كان في أكتوبر، وكان عليه الانتظار لمدة أسبوع في مطار ستريغينو الدولي في نوفغورود.[1] من روسيا، سافر مرة أخرى إلى اليونان.[1] ثم حاول أوجلان السفر إلى لاهاي للبحث عن تسوية لوضعه القانوني في المحكمة الجنائية الدولية، لكن هولندا لم تسمح لطائرته بالهبوط، وأعادته إلى اليونان، حيث هبط على جزيرة كورفو في البحر الأيوني.[1] وقرر اوجلان بعد ذلك التوجه إلى نيوربي بدعوة من دبلوماسيين يونانيين.[12] وفي 15 فبراير 1999، ألقي القبض عليه من قبل فريق من جهاز المخابرات التركي بينما كان في طريقه إلى طائرة متجهة إلى هولندا.[13][14] وفي ذلك الوقت، دافعت عنه بريتا بهلر، وهي محامية ألمانية بارزة جادلت بأن الجرائم التي اتهم بارتكابها يجب أن تثبت في المحكمة وحاولت التوصل إلى أن المحكمة الدولية في لاهاي ستتولى القضية.[15]

ما قبل المحاكمة[عدل]

بعد القبض عليه أُحْضِّر إلى جزيرة إمرالي في بحر مرمرة.[16] وكلفت محكمة أمن الدولة المؤلفة من عسكري واحد وقاضيين مدنيين بمحاكمة أوجلان.[17][18] ولم يسمح لوفد من ثلاثة محامين هولنديين كانوا ينوون الدفاع عنه بمقابلة موكلهم واحتجزوا لاستجوابهم في المطار على أساس أنهم كانوا «من مقاتلي حزب العمال الكردستاني» وأعيدوا إلى هولندا. وفي الأسبوع الأول من احتجازه، حرم أكثر من اثني عشر محاميا أرسلتهم أسرة أوجلان من الحق في مقابلته.[19] واستجوب أوجلان لمدة عشرة أيام، دون أن تتاح له إمكانية الاتصال بمحاميه. وفي 21 فبراير، تمكنت السلطات القضائية التركية من الوصول إلى عبد الله أوجلان، وبدأ المدعون العامون في استجوابه. وفي 23 فبراير، قبل أحد القضاة تهم الخيانة والانفصالية، وكان الادعاء يهدف إلى الحصول على عقوبة الإعدام.[20] وفي اليوم العاشر من سجنه، سمح له بمقابلة اثنين من محاميه،[19] وبعد شهر ونصف الشهر تمكن من رؤية أفراد أسرته.[21] واعترض محامو أوجلان على إبقاء أوجلان رهن الاحتجاز تحت سيطرة هيئة الأركان العامة والقوات الخاصة التركية بدلا من أن يكون تحت سلطة وزارة العدل كما ينبغي أن يكون وفقا للقانون التركي. واعترف خلال التحقيق معه بانه استخدم بعض الوسائل الارهابية، بيد انه قال انه إذا نُظِّر اليها في سياق السجل التاريخى لتركيا، فانه من الواضح ان تركيا استخدمت طرقا ارهابية أخرى كثيرة.[22] وكانت هناك عدة قضايا مفتوحة ضده، القضية المتعلقة بمشاركته في مقابلة أجرتها معه محطة Med TV، حيث حوكم بموجب البند 125 من قانون العقوبات التركي في 24 مارس.[6] وقد ضُمَّتْ قضيتين اخريين إلى هذه القضية وحُدِّدَ موعد المحاكمة في أنقرة بدون المدعى عليه.[6] وفي 24 أبريل 1999، أصدر الادعاء اتهاماً منفصلاً تضمن جميع التهم المتعلقة بالحرب المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني مطالباً بفرض عقوبة الإعدام بسبب النزعة الانفصالية وأمر ببدء المحاكمة في 31 مايو 1999.[6] وفي 30 أبريل 1999، تعرض محامو عبد الله أوجلان لهجوم عنيف من قبل مجموعة من الغوغاء وتعين علاجهم في المستشفى.[23] أحمد زكي أوكجوأوغلو، رئيس فريق دفاع أوجالان طالب المراقبين بالحماية، وإلا سيستقيلون.[24]

المراجع[عدل]

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "A Most Unwanted Man". Los Angeles Times (بالإنجليزية الأمريكية). 19 Feb 1999. Archived from the original on 2021-05-20. Retrieved 2021-02-15.
  2. ^ أ ب ت Liel, Alon; Liel (2001). Turkey in the Middle East: Oil, Islam, and Politics (بالإنجليزية). Lynne Rienner Publishers. p. 236. ISBN:978-1-55587-909-9. Archived from the original on 2021-05-20.
  3. ^ "BBC News | Europe | Ocalan presumed hiding in Russia". news.bbc.co.uk. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-18.
  4. ^ أ ب Traynor, Ian (28 Nov 1998). "Italy 'may expel Kurd leader'". the Guardian (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-01-07. Retrieved 2021-02-15.
  5. ^ أ ب Stanley, Alessandra (17 Dec 1998). "Italy Ending House Arrest Of Rebel Chief Of the Kurds". نيويورك تايمز (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2021-05-20. Retrieved 2021-05-18.
  6. ^ أ ب ت ث "Death sentence after unfair trial: The case of Abdullah Öcalan" (PDF). منظمة العفو الدولية. August 1999. p.6
  7. ^ Italian diplomacy tries to free herself from the tangle in which it is located, between Turks and Kurds, " internationalizing " the crisis:Buonomo، Giampiero (2000). "Ocalan: la suggestiva strategia turca per legittimare la pena capitale". Diritto&Giustizia Edizione Online. مؤرشف من الأصل في 2016-03-24. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-16. – via مكتبة كويستيا على الإنترنت (التسجيل مطلوب)
  8. ^ أ ب Refugees, United Nations High Commissioner for. "Refworld | Amnesty International Report 1999 - Italy". Refworld (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-10-20. Retrieved 2020-10-17.
  9. ^ Gökkaya، Hasan (15 فبراير 2019). "Der mächtigste Häftling der Türkei". www.zeit.de. مؤرشف من الأصل في 2020-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2020-10-17.
  10. ^ Stanley, Alessandra (21 Nov 1998). "Italy Rejects Turkey's Bid For the Extradition of Kurd (Published 1998)". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2020-10-18. Retrieved 2020-10-17.
  11. ^ Gunter، Michael M. (2000). "The Continuing Kurdish Problem in Turkey after Öcalan's Capture". Third World Quarterly. ج. 21 ع. 5: 850. ISSN:0143-6597. مؤرشف من الأصل في 2021-05-12 – عبر جايستور.
  12. ^ Zaman، Amberin (18 فبراير 1999). "Washingtonpost.com: Turkey Celebrates Capture of Ocalan". www.washingtonpost.com. مؤرشف من الأصل في 2020-12-11. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-17.
  13. ^ Weiner, Tim (20 Feb 1999). "U.S. Helped Turkey Find and Capture Kurd Rebel". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2021-03-06. Retrieved 2021-05-19.
  14. ^ "Ocalan interpreter tells how trap was set". The Irish Times (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-03-29. Retrieved 2021-05-19.
  15. ^ WELT (3 فبراير 1999). "Von der RAF-Sympathisantin zur Anwältin Öcalans". DIE WELT. مؤرشف من الأصل في 2019-04-24. اطلع عليه بتاريخ 2020-03-06.
  16. ^ "University of Minnesota Human Rights Library". hrlibrary.umn.edu. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-11.
  17. ^ Chiapetta، Hanz (أبريل 2001). "Rome, 11/15/1998: Extradition or Political Asylum for the Kurdistan Workers Party's Leader Abdullah Ocalan?" (PDF). Pace International Law Review. ج. 13: 145. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-04-14.
  18. ^ Hacaoglu، Selcan (29 يونيو 1999). "The Argus-Press – Google News Archive Search". مؤرشف من الأصل في 2020-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-24.
  19. ^ أ ب Mowbray, Alastair R. (2007). Cases and Materials on the European Convention on Human Rights (بالإنجليزية). Oxford University Press. p. 130. ISBN:978-0-19-920674-2. Archived from the original on 2021-05-20.
  20. ^ "BBC News | Europe | Ocalan charged with treason". news.bbc.co.uk. 23 فبراير 1999. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-20.
  21. ^ "Death sentence after unfair trial: The case of Abdullah Öcalan" (PDF). منظمة العفو الدولية. August 1999. p.9
  22. ^ ميخائيل غونتر (2000). "Third World Quarterly, Vol 21, No 5. p.852
  23. ^ Laizer، Sheri (1999). "Abdullah Ocalan: A plea for justice". Socialist Lawyer ع. 31: 6–8. ISSN:0954-3635. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20.
  24. ^ "BBC News | Europe | Ocalan lawyers threaten to quit". news.bbc.co.uk. مؤرشف من الأصل في 2021-05-20. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-16.