مغالطة التزامن: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
(لا فرق)

نسخة 21:55، 13 مايو 2019

مغالطة التزامن (تعرف ايضا بمشكلة ليندا) هي مغالطة رسمية تحدُث عند افتراض أن شروطًا معينة احتمالية حدوثها أكثر من شرٍط واحٍد عام.

التعريف و المثال الاساسي

المثال اللذي يُستشهَدُ به كثيرًا لهذه المغالطة نشأ مع اموس تفيرسكي و دانيل كاهنيمان.[1][2] على الرغم من أن الوصف و الشخص الموصوف وهميان، سكرتيرة اموس تفيرسكي في مدينة ستانفورد كان اسمُها ليندا كوفينكتون، وقام هو بتسمية الشخصية المشهورة في اللغز على إسمها.

ليندا عمرها 31 سنة، عزباء، صريحة و ذكية جدًا، درَسًت الفلسفة. كطالبة، كانت مهتمة جدا بمشاكل مثل التمييز العنصري و العدالة الإجتماعية، و أيضًا شاركت في مظاهرات مُناهضة للأسلحة النووية.
أيُهما أكثر احتمالا؟
  1. ليندا هي موظفة مصرف.
  2. ليندا هي موظفة مصرف و ناشطة في الحركة النسوية.

اغلب اللذين تم سؤالهم اختاروا الخيار الثاني. ومع ذلك، احتمالية حدوث حدثين سويًة (في تزامن) هي دائمًا أقل مِن أو مساوية لاحتمالية حدوث أيٍ منهم على حِدى، بشكل رسمي، عدم مساواة هذين الحدثين (A) و (B) ممكن ان تُكتب بالشكل الاّتي :

على سبيل المثال، حتى اختيار احتمالية ضعيفة جدا وهي كون ليندا موظفة مصرف، لِنَقُل أن احتمالية كون ليندا موظفة مصرف = 0.05 و احتمالية كونها ناشطة نسوية = 0.95، إذاً احتمالية كون ليندا موظفة مصرف و ناشطة نسوية في نفس الوقت = 0.05 × 0.95 أي ما يساوي 0.0475 وهو أقل من احتمالية كون ليندا موظفة مصرف. تفيرسكي و كاهنيمان ناقشوا أن أغلب الناس يفهمون هذه المشكلة بشكل خاطيء بسبب أنهم يستخدمون طريقة إستدلالية (تُحسب بشكل سهل) تُسمى التمثيل لإصدار هذا النوع من الأحكام: الخيار الثاني يبدو أكثر تمثيليًة لليندا بناءً على الوصف المُقدم عنها، بالرغم من أن احتمالية حدوث هذا هي رياضيًا أقل.[2]

في براهين اخرى، ناقشوا أن سيناريو معين بدا أكثر احتمالية بسبب التمثيل، ولكن كل تفصيلٍة تُضاف سوف تقلل من احتمالية حدوث هذا السيناريو. بهذه الطريقة سوف تكون مشابهة لمغالطات الحيوية المُضلِلة و الإنزلاق للنتائج. مؤخرا، كاهنيمان ناقش بأن مغالطة التزامن هي نوع من إهمال الإمتداد.[3]

التقييم المشترك ضد التقييم المنفصل

في بعض البراهين التجريبية، الخايار المتزامن يُقيَم بشكل منفصل على أساس خياره الأساسي. بمعنى اخر، مجموعة من المشاركين طُلِبَ منهم ترتيب احتماليات كون ليندا موظفة مصرف، مُدرسة في مَدرسة ثانوية, و عدد من الخيارات الاخرى، ومجموعة اخرى طُلب منهم ترتيب احتماليات كون ليندا موظفة مصرف و ناشطة في الحركة النسوية ضد نفس المجموعة من الخيارات (بدون خيار كون "ليندا موظفة مصرف"). في هذا النوع من الشرح، مجموعات مختلفة قاموا بترتيب ليندا كموظفة مصرف و ناشطة في الحركة النسوية اعلى من كون ليندا موظفة مصرف.[2]

كان هنالك تجارب تقييم منفصلة سبقت أولى تجارب التقييم المشتركة، و كاهنيمان و تفيرسكي تفاجئوا عندما لاحظوا نفس التأثير تحت التقييم المشترك.[4] في تقييم منفصل، مصطلح تأثير التزامن من الممكن أن يكون مُفضلًا اكثر.[2]

النقد

النُقاد مثل جيرد جيجيرينزر و رالف هيرتويك انتقدوا مشكلة ليندا على اُسُسُ الصياغة و التأطير. السؤال حول مشكلة ليندا قد ينتهك قواعد الحوار اللتي يفترض فيها الناس أن السؤال يجب أن يتبع قاعدة الصِلة. جيجيرينزر يناقش أن بعض المصطلحات المستخدمة هي متعددة المعاني، البدائل اللتي طالب بها كانت "طبيعية" أكثر. لقد ناقش بأن معنى المُحتمل ("اللذي يحدث بشكل متكرر") يتوافق مع الاحتمالية الرياضية اللتي يجب اختبار الناس على اساسها، ولكن معنى ماهو مُحتمل ("ماهو معقول" و " ما إذا كان هناك دليل") لا يتوافقون مع ذلك.[5][6] المصطلح "مع" تمت مناقشته لكونه يحتوي على معاني متعددة ذات صلة.[7] الكثير من التقنيات تم تطويرها للتحكم في هذا التفسير الخاطيء المحتمل، ولكن لَم يبدِد أي منهم التأثير.[8][9]

العديد من الاختلافات في صياغة مشكلة ليندا تمت دراستها من قِبل تفيرسكي و كاهنيمان.[2] إذا تم تغيير الخيار الأول ليُماشي المحادثة، كالقول بإن "ليندا هي موظفة مصرف بغض النظر عن كونها ناشطة في الحركة النسوية" التأثير تم تقليله، ولكن الأغلبية (57%) من المجيبين لازالوا يرتكبون نفس الخطأ في التزامن.

الكثير من الإختلافات في الصياغة لمشكلة ليندا دُرِسِت من قِبَل تفيرسكي و كاهنيمان. إذا تغيَرَ الخيار الأول ليتماشى مع سياق المحادثة، كالقول "ليندا هي موظفة مصرف بغض النظر عن كونها ناشطة في الحركة النسوية أم لا" التأثير تم تقليله، ولكن الاغلبية (57%) من المستجيبين لازالت ترتكب خطأ التزامن. إذا تغيرت الاحتمالية الى صيغة التكرار (انظر الى قسم تقليل الانحياز في الاسفل) التأثير يقِل أو يلغى. مع ذلك، يوجد دراسات فيها نسبة مغالطات تزامن لا يمكن تمييزها تم ملاحظتها مع مُحفزات مؤطرة في إطار الاحتمالات ضد التكرارات.[10]

نقد الصياغة يمكن أن يكون اٌقل قابلية للتطبيق على تأثير التزامن في التقييم المنفصل.[5] "مشكلة ليندا" تمت دراستها و نقدُها أكثر من أنواع براهين التأثير الاخرى (بعضها موصوفة في الاسفل).[4][7][11]

في دراسة اختبارية تحفيزية، تم تبيان أن مغالطة التزامن انخفضت عند اللذين لديهم قدرات إدراكية اكثر، مع ذلك فهي لم تختفي.[12] تم ايضًا تبيان أن مغالطة التزامن تُصبح أقل انتشارا عندما يُسمح للأشخاص بأستشارة أشخاص اخرين.[13]

براهين أخرى

خبراء السياسات طُلِبَ منهم تقييم احتمالية غزو الاتحاد السوفييتي لبولندا، وقطع الولايات المتحدة الأمريكية للعلاقات الدبلوماسية، كل هذا في السنة القادمة، قيموها بمعدل 4% من الاحتمالية للحدوث. مجموعة اخرى من الخبراء طُلِبَ منهم ببساطة تقييم احتمالية أن تقطع الولايات المتحدة الأمريكية علاقاتها مع الإتحاد السوفييتي في السنة القادمة. اعطوها معدل احتمالية 1% فقط.[2]

في تجربة أُجريت في عام 1980، طُلِبَ التالي من المستجيبين:

إفترض أن بيون بوري (لاعب تنس سويدي مشهور) وصَلَ إلى نهائيات ويمبليدون في عام 1981. رَتِب النتائج الاتية من الأكثر الى الأقل احتمالية للحدوث.
  • بيون سوف يربح المباراة
  • بيون سوف يخسر الجولة الأولى
  • بيون سيخسر الجولة الاولى ولكنه سيربح المباراة
  • بيون سيربح الجولة الاولى ولكنه سيخسرالمباراة

كمعدل، المشاركون قيموا " بيون سيخسر الجولة الاولى ولكنه سيربح المباراة" أكثر من " بيون سوف يخسر الجولة الأولى".[2]

في تجربة اخرى، طُلِبَ من المشاركين:

إعتبر أن هنالك نرد اعتيادي ذو ستة أوجه بأربعة أوجه خضراء و وجهين حُمر. النُرد سوف يَتِمُ دحرجتهُ 20 مرة و تسلسلات الالوان الناتجة الخضراء (خ) و الحمراء (ح) سوف تُسَجَل. لقد طُلِبَ منك اختيار تسلسل واحد، من ثلاث تسلسلات، سوف تربح 25 دولار إذا ظَهَرَ التسلسل الذي أخترته في احدى دحرجات النَرد.
  1. ح خ ح ح ح
  2. خ ح خ ح ح ح
  3. خ ح ح ح ح ح

65% من المشاركين اختاروا التسلسل الثاني، على الرغم من أن الخيار الأول مُضَمَن في التسلسل الثاني وهو أقصر من بقية الخيارات. في نُسخة حيثُ رِهان ال25 دولار كان إفتراضيًا فقط، النتائج لم تكن مختلفة بشكل ملحوظ. تفيرسكي و كاهنيمان ناقشوا أن التسلسل الثاني يبدوا أنه يُمَثل تسلسل الصدفة. [3](قارِن مع مغالطة وهم التجمع).

انظر لمثالٍ اخر:
أي من الاحداث التالية يُرجح حدوثه خلال العام القادم؟
  1. الولايات المتحدة الامريكية سوف تسحب قواتها من العراق.
  2. الولايات المتحدة الامريكية سوف تسحب قواتها من العراق وستقصِف منشآت نووية لكوريا الشمالية.

احتمالية حدوث التزامنات ليست أكبر من احتمالية حدوث أي منهما على حِدى. لهذا، الخيار الاول أكثر احتمالا. بغض النظر عن ضعف احتمالية سحب أمريكا لقواتها من العراق خلال العام القادم، فستكون تلك الاحتمالية في كل الاحوال أضعف من احتمالية أن يفعلوا هذا بالإضافة الى قصف منشآت نووية في نفس الوقت. [15]

تقليل التحيز

جذب الإنتباه لتحديد العلاقات، استعمال التكرارات بدل الاحتمالات و/أو التفكير بشكل حاد تخطيطي يُقلل من الخطأ في بعض أشكال مغالطة التزامن.[2][6][7][14] في تجربة واحدة تمت إعادة صياغة سؤال مشكلة ليندا بالشكل التالي:

يوجد هنالك 100 شخص ينطبق عليهم الوصف المذكور أعلاه (وصف ليندا). كم منهم هو/هي:
  1. موظف/ة مصرف؟ ..... من 100
  2. موظف/ة مصرف و ناشط/ة في الحركة النسوية؟..... من 100

في حين أن سابقًا 85% من المشاركين أعطوا الجواب الخاطيء (موظفة مصرف و ناشطة في الحركة النسوية)، في التجارب المُجراة بهذا النوع من الأسئلة لم يعطي أيٌ من المشاركين إجابًة خاطئة. تم إجبار المشاركين على استعمال نهج رياضي وبهذا ميزوا الاختلاف بسهولٍة أكبر. ومع ذلك، في بعض المهام المبنية على التكرارات فقط، وليس على القصص، اللتي تم استعمال صيغ واضحة و منطقية فيها، مغالطات التزامن استمرت بالحدوث بشكل مُهيمن عندما لوحظ أن نمط التكرارات مشابه للتزامن (مع استثنائات قليلة).[14]

المراجع

  1. ^ Tversky, A. and Kahneman, D. (1982) "Judgments of and by representativeness". In D. Kahneman, P. Slovic & A. Tversky (Eds.), Judgment under uncertainty: Heuristics and biases. Cambridge, UK: Cambridge University Press.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Tversky، Amos؛ Kahneman، Daniel (أكتوبر 1983). "Extension versus intuitive reasoning: The conjunction fallacy in probability judgment". Psychological Review. ج. 90 ع. 4: 293–315. DOI:10.1037/0033-295X.90.4.293. مؤرشف من الأصل في 2013-02-23. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |dead-url= تم تجاهله (مساعدة)
  3. ^ Kahneman, Daniel. (2000). "Evaluation by moments, past and future". In Daniel Kahneman and Amos Tversky (Eds.). Choices, Values and Frames.
  4. ^ أ ب Kahneman، Daniel (2011). "Linda: Less is More". Thinking, Fast and Slow. New York: Farrar, Straus and Giroux. ص. 156–165.
  5. ^ أ ب Gigerenzer، Gerd (1996). "On narrow norms and vague heuristics: A reply to Kahneman and Tversky". Psychological Review. ج. 103 ع. 3: 592–596. CiteSeerX:10.1.1.314.996. DOI:10.1037/0033-295X.103.3.592.
  6. ^ أ ب Hertwig، Ralph؛ Gigerenzer، Gerd (1999). "The 'Conjunction Fallacy' Revisited: How Intelligent Inferences Look Like Reasoning Errors". Journal of Behavioral Decision Making. ج. 12 ع. 4: 275–305. CiteSeerX:10.1.1.157.8726. DOI:10.1002/(sici)1099-0771(199912)12:4<275::aid-bdm323>3.3.co;2-d.
  7. ^ أ ب ت Mellers، B.؛ Hertwig، R.؛ Kahneman، D. (2001). "Do frequency representations eliminate conjunction effects? An exercise in adversarial collaboration" (PDF). Psychological Science. ج. 12 ع. 4: 269–275. DOI:10.1111/1467-9280.00350. hdl:11858/00-001M-0000-0025-957F-D. PMID:11476091.
  8. ^ Moro، Rodrigo (2009). "On the nature of the conjunction fallacy". Synthese. ج. 171 ع. 1: 1–24. DOI:10.1007/s11229-008-9377-8.
  9. ^ Tentori، Katya؛ Crupi، Vincenzo (2012). "On the conjunction fallacy and the meaning of and, yet again: A reply to Hertwig, Benz, and Krauss" (PDF). Cognition. ج. 122 ع. 2: 123–134. DOI:10.1016/j.cognition.2011.09.002. PMID:22079517. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2016-05-10. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (مساعدة)
  10. ^ See, for example: Tentori، Katya؛ Bonini، Nicolao؛ Osherson، Daniel (2004). "The conjunction fallacy: a misunderstanding about conjunction?". Cognitive Science. ج. 28 ع. 3: 467–477. DOI:10.1207/s15516709cog2803_8. Or: Wedell، Douglas H.؛ Moro، Rodrigo (2008). "Testing boundary conditions for the conjunction fallacy: Effects of response mode, conceptual focus, and problem type". Cognition. ج. 107 ع. 1: 105–136. DOI:10.1016/j.cognition.2007.08.003. PMID:17927971.
  11. ^ Kahneman، Daniel؛ Tversky، Amos (1996). "On the reality of cognitive illusions". Psychological Review. ج. 103 ع. 3: 582–591. CiteSeerX:10.1.1.174.5117. DOI:10.1037/0033-295X.103.3.582. PMID:8759048.
  12. ^ Oechssler، Jörg؛ Roider، Andreas؛ Schmitz، Patrick W. (2009). "Cognitive abilities and behavioral biases". Journal of Economic Behavior & Organization. ج. 72 ع. 1: 147–152. DOI:10.1016/j.jebo.2009.04.018.
  13. ^ Charness، Gary؛ Karni، Edi؛ Levin، Dan (2010). "On the conjunction fallacy in probability judgment: New experimental evidence regarding Linda". Games and Economic Behavior. ج. 68 ع. 2: 551–556. CiteSeerX:10.1.1.153.3553. DOI:10.1016/j.geb.2009.09.003.
  14. ^ أ ب Gigerenzer، G. (1991). "How to make cognitive illusions disappear: Beyond 'heuristics and biases.'". European Review of Social Psychology. ج. 2 ع. 1: 83–115. CiteSeerX:10.1.1.336.9826. DOI:10.1080/14792779143000033.