انتقل إلى المحتوى

عوامل مساهمة في الرخاء: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
(لا فرق)

نسخة 09:40، 10 يناير 2020

الرخاء موضوعٌ يُدرس كثيرًا في علم النفس وخاصة علم النفس الإيجابي. وتشمل المواضيع ذات الصلة به: الرفاه والسعادة والازدهار وجودة الحياة والرضا والحياة ذات المعنى.[1]

نظريات

النظريات الأساسية هي نموذج دينر ثلاثي الجوانب للرخاء الموضوعي ونموذج ريف ذو العوامل الستة للرخاء النفسي وأعمال كوري كيز فيما يخص الازدهار ومساهمات سيلجمان لعلم النفس الإيجابي ونظرياته حول السعادة الحقيقية و بّي إي أر أم إيه (اختصارات لخمسة عوامل للرخاء الإنساني هي المشاعر الإيجابية والانشغال والعلاقات والمعنى والإنجاز).[2][3]

يهتم علم النفس الإيجابي بالرفاه أو الحياة الجيدة أو الازدهار، أي العيش وفق ما يحقق أعظم قيمة في الحياة، والعوامل الأكثر إسهامًا في رخاء العيش والحياة المُرضية. في الوقت الذي لا يوجد فيه تعريف دقيق للحياة الجيدة، يوافق علم النفس الإيجابي أنه يجب على الفرد أن يعيش حيادة سعيدة ومشغولة وذات معنى كي يختبر الحياة الجيدة. يعرّف مارتن سيلغمان الحياة الجيدة بأنها تشبه استخدامك لقوى خِتمك كل يوم للحصول على سعادة حقيقية وامتنان كبير. بحسب كريستوفر بيترسون فإن الرفاه يتغلّب على المتعة.[4]

تغطي الأبحاث حول علم النفس الإيجابي والسعادة والرفاه والرخاء ونظريات دينير وروف وكيز وسيلغمان مجالًا واسعًا من المستويات والمواضيع تتضمن الأبعاد البيولوجية والشخصية والعقلانية والمؤسساتية والثقافية والعالمية للحياة. ينبئ السعي وراء السعادة بالمشاعر الإيجابية وقلة الأعراض الاكتئابية. الناس الذين يعطون أولويةً للسعادة يكونون أكثر قدرةً نفسيًا، وكل ما عدا ذلك متماثل.

منهجية الدراسة

مقاييس الرخاء

تظهر الطرق المختلفة لقياس الرخاء وجود عوامل مساهمة مختلفة. التلازم بين الرضا عن الحياة والسعادة في استبيان القِيم العالمي (1981 - 2005) هو 0.47 فقط. رغم أن هذين المفهومين مختلفان، إلا أنهما ذوا صلة ببعضهما البعض ويمكن استخدامهما بشكلٍ متبادلٍ خارج المجال الأكاديمي. يقاس الرضا عن الحياة نموذجيًا بسلم كانتريل المعتمد على الذات وهو استبيان يُقيّم فيه الرخاء على مقياس من واحد لعشرة. تقاس السعادة أو الرخاء المؤثِر بجدول التأثير الإيجابي والسلبي وهو مقياس أكثر تعقيدًا.[5]

نواقص

امتثلت وزارة الصحة البريطانية لورقة حقائق في 2014 يعلن فيها أن النواقص الرئيسية في أبحاث الرخاء وجودة حياة الفرد ورضاه عنها هي: يوجد العديد من الارتباطات والتلازمات في الأدلة، لكن فقط القليل من العلاقاتٌ السببيةٌ، بما أن مجموعات البيانات الطولانية الموجودة لا تستخدم الرخاء المستمر ومقاييس التنبؤ في نقاط زمنية مختلفة.[6]

  • بعد التحكم بالحالة العقلية الصحية، لا يبقى الكثير من الارتباطات المكتشفة مهمًا.
  • تحليل تحت المجموعات نادر
  • يوجد عدد القليل من الدراسات التي تجري تحليلًا بعديًا
  • يوجد عدد قليل من الدراسات التداخلية.

العوامل الرئيسية

بالنسبة للرخاء المُقدَّر (الرضا عن الحياة)

الصحة العقلية هي أهم متنبِئ مستقل برضا الفرد عن حياته. يرتبط المرض العقلي بقلة الرخاء. في الحقيقة، الصحة العقلية هي أقوى مُحدِّد لجودة الحياة في المراحل المتأخرة من العمر.[7][8]

وثّقت الدراسات العلاقة بيت القلق وجودة الحياة.[9]

يظهر تحليل VOXEU[10] للسعادة أن المحدِّدات الأساسية لرضا الفرد البالغ عن حياته هي: الدخل والأبوّة والانفصالات العائلية والصحة العقلية للأم والتعليم. تُشكّل العوامل التي تفسّر الرضا عن الحياة خريطة مع العوامل التي تفسّر التعاسة. إنها تشخص بصورةٍ أساسيةٍ الاكتئاب/ القلق ما يفسّر ضُعف ما يفسره العامل التالي وهو الصحة الجسدية (عدد الحالات الطبية) والذي يفسّر نفس التنوع في الرخاء الموضوعي بين الناس كالدخل ووجود شريك. تحسب هذه العوامل ضعف ما يحسبه فيما إذا كان الشخص موظفًا وفيما إذا كان غير مجرم والتي تعتبر بدورها أكثر أهمية من سنوات التعليم بثلاثة أضعاف.

أفضل متنبِئ برضى الفرد البالغ عن حياته بصورةٍ عامةٍ هو صحته العاطفية عندما كان طفلًا بحسب ما قاله كلا الأم والطفل عن طبيعة العلاقة بينهما. إنها أهم من عوامل مثل المؤهلات التي يحصل عليها الفرد وسلوكه بعمر 16 سنة كما روته الأم. تتأثر الصحة العاطفية للطفل وبالتالي للبالغ بالصحة العقلية للأم والتي تعتبر أكثر أهمية بمقدار الضعف من دخل العائلة. تمثّل أهمية اشتراك الأبوين ثلثي أهمية دخل العائلة، ويعتبر هذا الاشتراك متلازمًا جزئيًا بمعامل 0.1 أكثر أهمية من الأبوة العدوانية (سلبيًا) وبطالة الأب (سلبيًا) والصراع العائلي (سلبيًا) وفيما إذا كانت الأم تعمل عندما كان المشارك في التجربة في سنته الأولى من العمر.

لعمل الأم بعد ذلك تلازم بمقدار 0 مع الرخاء. بالنسبة للعوامل غير العائلية، يعتبر المكان الذي ذهب فيه الفرد للمدرسة الثانوية أكثر أهميةً بقليل من الخلفية العائلية المشاهدَة إجمالًا والتي تعتبر بدورها أكثر أهمية بقليل من المكان الذي ذهب فيه الفرد للمدرسة الابتدائية.

بالنسبة للرخاء المؤثِّر (السعادة)

المحدِدات الرئيسية للرخاء المؤثِّر مرتبةً بحسب التلازم ومقدار التأثير هي:

  1. مشعر الفساد (-0.54)
  2. جودة الخدمة العامة (0.40)
  3. مقدار الناتج المحلي لكل رأس (رغم وجود دليل على انحياز النشر) (0.39)
  4. الحرية الاقتصادية (0.35)
  5. انتهاكات حقوق الإنسان (-0.33)
  6. الانتهاكات الاقتصادية والسياسية (-0.28)
  7. الحياة المتوقعة عند الولادة (0.27)
  8. البطالة (0.19)
  9. الزواج (0.07)

استبعدَت من هذه القائمة المحدِدات الني تتلازم مع بعضها البعض بشكل كبير مثل الطرق البديلة لقياس الفساد.

العوامل البيولوجية

الجنس

خلال الأعوام الثلاثة والثلاثين الأخيرة، أدّى حدوث انخفاضٍ شديدٍ في سعادة النساء إلى اعتقاد الباحثين أن الرجال أكثر سعادة من النساء. بالمقابل، وجد استبيان مركز بيو البحثي أن النساء أكثر رضا عن حياتهنَّ من الرجال. بشكلٍ عامٍ، وجدت دراساتٌ أخرى عدم وجود فجوة بين الجنسين فيما يخص مستوى السعادة.[11][12][13]

يمكن أن يُعزا جزءٌ من هذه النتائج للطريقة التي يختلف فيها الرجال عن النساء في حساب مقدار سعادتهم. تحسب النساء احترام الذات الإيجابي والقرب في علاقاتهن وتدينهن، بينما يحسب الرجال احترام الذات الإيجابي والنشاطات الترفيهية والتحكم بالعقل. بالتالي لا الرجال ولا النساء تحت خطرٍ أكبر لكونهم أقل سعادة من الآخر. في مراحل باكرة من الحياة، تكون النساء أكثر احتمالًا لتحقيق أهدافهنَّ من الرجال (الأهداف المادية وطموحات الحياة العائلية) ما يزيد رضاهن عن حياتهن وسعادتهن الكلية. بالمقابل، يحقق الرجال أهدافهم في مراحل متأخرة من الحياة ما يزيد من رضاهم عن حياتهم العائلية ووضعهم المالي وبالتالي تتجاوز سعادتهم سعادة النساء. تشمل التفسيرات المحتملة التقسيم غير المتساوي للعمل ضمن المنزل أو أن اختبار النساء أشد وأكثر تنوعًا للمشاعر لكنهم عمومًا أكثر سعادةً. تأثيرات الجنس على الرفاه متناقضة: فرغم أن الرجال يقولون بأنهم يشعرون بسعادةٍ أقل من النساء إلا أن النساء أكثر عرضة للاكتئاب.[14][15][16][17][18]

أجرى سياماك خوداراهايمي دراسة على 200 بالغ شاب لتحديد دور كلٍ من الجنس والعمر على تركيبات علم النفس الإيجابي: الشجاعة النفسية والذكاء العاطفي والكفاءة الذاتية والسعادة، استجوب المشاركون من خلال اختبارات متنوعة. وجدت الدراسة أن ذكور العينة أظهروا معدلات أعلى بكثير للشجاعة النفسية والذكاء العاطفي والكفاءة الذاتية والسعادة منها لدى النساء بغض النظر عن العمر.[19]

المورثات

السعادة موروثة بشكلٍ جزيء. بناء على دارسة التوائم فإن 50% من مستوى سعادة شخص ما يكون محددًا وراثيًا و10% تتأثر بالظروف والمواقف الحياتية وال40% الباقية تتبع تحكم الفرد بذاته.[20][21][22]

أجرى ديفيد ليكن وأوك تيليجان دراساتٍ لتحديد فيما إذا كان للمشاعر طبعٌ موروثٌ أم لا. وجدا أنه حتى 80% من الإحساس طويل الأمد بالرخاء يكون موروثًا. عائلاتنا أكثر أهميةً لحياتنا العاطفية النهائية كبالغين لأنها تزودنا بمواد وراثية تُحدد بشكلٍ كبيرٍ مسؤولياتنا العاطفية القاعدية للعالم. وبالتالي فإن التركيب المورثي أكثر أهميةً بكثير من جودة حياتنا العاطفية على المدى الطويل من سلوكنا المُتعلَّم أو جودة بيئة حياتنا في طفولتنا الأولى على الأقل بحسب ما وجده نموذجنا الاجتماعي الاقتصادي الحالي. تترك ال20% المتبقية نظريًا مكانًا للتغير المهم في الأفكار والسلوك من الموارد البيئية/ الُمتعلَّمة التي لا يجب فهمها، كما أن تفسير التنوع في الدراسات على التوائم مختلفٌ عليه حتى بين علماء النفس السريريين.[23][24]

الفروقات الفردية في كلٍ من الرفاه الكلي –المُعرّف بشكلٍ فضفاض بواسطة التحكم بالذات- وفي مظاهر الرفاه تكون موروثةً. تدعم الأدلة الناتجة عن أحد الدراسات وجود 5 آليات وراثية مستقلة تكمن وراء مظاهر ريف فيما يخص هذه الميزة ما يؤدي لوجود تركيب وراثي للرفاه من حيث التحكم العام بالذات و4 آليات بيولوجية فرعية تُمكّن القدرات النفسية للغاية والوكالة والنمو والعلاقات الاجتماعية الإيجابية.[25]

المراجع

  1. ^ Graham، Michael C. (2014). Facts of Life: ten issues of contentment. Outskirts Press. ص. 6–10. ISBN:978-1-4787-2259-5.
  2. ^ Christopher Peterson (2008), What Is Positive Psychology, and What Is It Not?
  3. ^ Seligman, M.E.P. (2009). Authentic Happiness. New York: Free Press.
  4. ^ Seligman & Csikszentmihalyi 2000.
  5. ^ "A statistical meta-analysis of the wellbeing literature". internationaljournalofwellbeing.org.
  6. ^ "Wellbeing and health policy - GOV.UK".
  7. ^ Garaigordobil M (2015). "Predictor variables of happiness and its connection with risk and protective factors for health". Frontiers in Psychology. ج. 6: 1176. DOI:10.3389/fpsyg.2015.01176. PMC:4532923. PMID:26321990.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  8. ^ [1]
  9. ^ Mendlowicz MV، Stein MB (مايو 2000). "Quality of life in individuals with anxiety disorders". The American Journal of Psychiatry. ج. 157 ع. 5: 669–82. DOI:10.1176/appi.ajp.157.5.669. PMID:10784456.
  10. ^ Clark، Andrew؛ Fleche، Sarah؛ Layard، Richard؛ Powdthavee، Nattavudh؛ Ward، George (12 ديسمبر 2016). "Origins of happiness: Evidence and policy implications". {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  11. ^ Stevenson، Betsey؛ Wolfers، Justin (2008). "Happiness Inequality in the United States". Journal of Legal Studies. ج. 37 ع. S2: S33–S79. DOI:10.1086/592004.
  12. ^ "Are men or women happier?". 20 مايو 2009.
  13. ^ Stevenson، B.؛ Wolfers، J. (2009). "The paradox of declining female happiness" (PDF). American Economic Journal: Economic Policy. ج. 1 ع. 2: 190–225. DOI:10.1257/pol.1.2.190.
  14. ^ Mencarini L، Sironi M (2010). "Happiness, Housework and Gender Inequality in Europe" (PDF). European Sociological Review. ج. 0 ع. 2: 1–17. DOI:10.1093/esr/jcq059.
  15. ^ Plagnol A، Easterlin R (2008). "Aspirations, attainments, and satisfaction: life cycle differences between American women and men" (PDF). Journal of Happiness Studies. ج. 9 ع. 4: 601–619. DOI:10.1007/s10902-008-9106-5.
  16. ^ Reid، A. (2004). "Gender and sources of subjective well-being". Sex Roles. ج. 51 ع. 11/12: 617–629. DOI:10.1007/s11199-004-0714-1.
  17. ^ Strickland B (1992). "Women and depression". Current Directions in Psychological Science. ج. 1 ع. 4: 132–5. DOI:10.1111/1467-8721.ep10769766. JSTOR:20182155.
  18. ^ "Age and happiness: The U-bend of life". The Economist. 16 ديسمبر 2010. اطلع عليه بتاريخ 2011-02-07.
  19. ^ Khodarahimi، Siamak (5 فبراير 2013). "The Role of Gender on Positive Psychology Constructs in a Sample of Iranian Adolescents and Young adults". Applied Research in Quality of Life. ج. 9 ع. 1: 45–61. DOI:10.1007/s11482-013-9212-3. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  20. ^ Okbay A، Baselmans BM، De Neve JE، Turley P، Nivard MG، Fontana MA، وآخرون (يونيو 2016). "Genetic variants associated with subjective well-being, depressive symptoms, and neuroticism identified through genome-wide analyses". Nature Genetics. ج. 48 ع. 6: 624–33. DOI:10.1038/ng.3552. PMC:4884152. PMID:27089181.
  21. ^ Bartels M (مارس 2015). "Genetics of wellbeing and its components satisfaction with life, happiness, and quality of life: a review and meta-analysis of heritability studies". Behavior Genetics. ج. 45 ع. 2: 137–56. DOI:10.1007/s10519-015-9713-y. PMC:4346667. PMID:25715755.
  22. ^ Lyubomirsky، Sonja (2008). The How of Happiness: a new approach to getting the life you want. New York: Penguin Books. ص. 56. ISBN:978-0143114956. اطلع عليه بتاريخ 2017-04-01. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  23. ^ Lykken D، Tellegen A (1996). "Happiness is a stochastic phenomenon" (PDF). Psychological Science. ج. 7 ع. 3: 186–189. DOI:10.1111/j.1467-9280.1996.tb00355.x.
  24. ^ Bell، Vaughan (يوليو 2009). "Nature vs nurture is a lie". The Psychologist. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  25. ^ Archontaki D، Lewis GJ، Bates TC (أبريل 2013). "Genetic influences on psychological well-being: a nationally representative twin study". Journal of Personality. ج. 81 ع. 2: 221–30. DOI:10.1111/j.1467-6494.2012.00787.x. PMID:22432931.