سجل مرشح الإساءة

التفاصيل لمدخلة السجل 1٬220٬453

06:58، 13 أغسطس 2014: سهام بدوي (نقاش | مساهمات) أطلق المرشح 18; مؤديا الفعل "edit" في مقالة عن رواية هلاوس. الأفعال المتخذة: وسم; وصف المرشح: إضافة النصوص المشكوك في أنها منسوخة من مواقع أخرى (افحص)

التغييرات التي أجريت في التعديل

صهر للروح واستهلاك في لذة ..
(فضيحة اللغة وستر الإشارات في "أوجه سحابة")>



صهر للروح واستهلاك في لذة ..
(فضيحة اللغة وستر الإشارات في "أوجه سحابة")>
السيد فاروق رزق

(سحابة اللغز. سحابة الحيرة...)
هذه رواية تتستر بالبوح، وتخفي غموض التجربة ولوعة الكشف وراء سحب المحكي البسيط والسرد المباشر. ويتحرك السرد بين ضفتي تقابلات محددة سلفاً، وإن انطوت بعضها على مفارقات مجددة ومحيية للنسق المألوف. فالراوية الذي يبدو في البداية ملماً بكل شيء، باعتباره الراوية الرئيسي والشخصية المحورية، ينتهي موضوعاً لسرد ترويه شريكته، وطليقته، ونده : الشبيه والمقابل.
وبينما يبدو (علي سحابة) نموذجاً للعربيد المتنقل بخفة بين (الأجساد) الأخرى المربوطة بالأرض، نجد خفته هذه تسقط مكسورة الجناح على حافة واقع يقف عاجزاً أمامه ومحاصراً به، وبغموض شخصية الأب، متعددة الأوجه والصفات: سحابة.
سحابة هو اسم الأب الغامض الذي خطفه الجنون، وجرده من العلائق البدنية ليصل به إلى مرتبة الكشف، ولكن تجلياته تظل محجوبة عنا وعن الراوية، إنه يعرف فقط الحالة التي حددت هوية الأب وربطته بها على نحو قاس وقاطع ، بينما يسعى هو طيلة حياته للخلاص من تلك الوصمة، فالجنون هو لون من ألوان (الفضيحة).
"كانوا ينادونني في الشارع: يا ابن المجنون"، هكذا تبدأ الرواية، التقديم الأولي لشخصية الراوية، وللعلاقة التي ستشكل أسس هويته، وموقعه من الدنيا والناس. فهو بالنسبة لهم ابن لتلك الفضيحة، التي ينبغي التخلص منها أو إخفائها، ( المستشفى أحسن للى زيه) ، فالمجنون لا يجب أن يبقى بيننا، فهو كائن آخر، حتى ولو بدا في مظهره واحداً منا، فقد استطعنا عبر تراث هائل من شبه المعرفة التخلص من هذا الثقل المتمثل في الجنون، فهو إما مرض فسيولوجي أو نفسي أو خلقي.. "لاستيلاء الشيطان عليه وإلقاء الخيالات الفاسدة إليه، بحيث يفزع من غير ما يصلح سبباً". وتجمع آليات الإقصاء الاجتماعي بين السحر .. والجنون .. والفجور، وكل مجاوزة للمألوف.
الجنون – كالفجور – يجعل الضوء يشع أكثر من اللازم، يكشف المخبوء، ويزيل الرصد، ويعري الحقيقة: (.. خواطر أو الفاجر ، فهى المرأة الوحيدة التي نعرف اسمها، الباقيات ينعتن بأسماء أولادهن : أم فلان وأم علان.) وكما ينبذ المجتمع فجور خواطر، فإنه ينبذ ذلك الجنون ويعمل على تصنيفها( ..وحبسها فى صناديق مفهرسة ومغلقة للتشابه.
إن كل تشابه ـ عندى ـ يحوى حتما شبهة الغش .)
لكن من يغش من؟ ومن ذا الذي لا يشارك في الغش .. ولو بشق تمرة؟
###

(... سل كل شيء عني ولا تسألني عني)
وبينما يسعى الراوية بكل جهد لفصل نفسه عن ذلك (المجنون)، لكي لا تلتصق به تلك وصمة العار المتمثلة في عبارة (ابن المجنون )، فإنه يحاول أيضاً ملامسة ذلك الكائن الغامض ومعرفة (..أى وجه من هذه الوجوه هو .. سحابة الحقيقي: أبى؟؟ أقترب منه ؛ حتى أصير ملاصقا له ، وأبعد ما أكون عنه.) لا سبيل للتواصل، فهل كان ذلك أمراً واقعاً لا فرار منه أم هو اختيار نحاول أن نصوغه في صورة القدر المحتوم، حتى نتخلص من ثقل المسؤولية ووطأة الشعور بالذنب؟
وكما يحاول الراوية أن ينفي عنه تلك الرابطة الفضيحة أنه (ابن المجنون )، فهو يحاول أيضاً أن ينفي المعنى الحقيقي للحب عبر الإغراق والمبالغة في وصف غزواته وفتوحاته النسوية. ولكنه إذ يعمد إلى مفارقة الأب والتميز عنه، يوغل – دون قصد – في المحاكاة والتماهي به، فكما يبني الأب سحابات من التوهمات التخيلية، يبني الابن سحاباته الخاصة (وفى الجامعة ، دخلت إلى مستويات أخرى أكثر عمقا.استطعت الاندماج والفصل بين علاقتى بجسدى وتلك الأجساد النحيلة الناعمة أو المكتنزة .) فأي مستويات (أكثر عمقاً) بلغها الراوية، ونحن لا نلمح غير جسده في مقابل (تلك الأجساد النحيلة الناعمة أو المكتنزة)؟
وشيئاً فشيئاً نكتشف أن الراوية يعمد إلى قتل الحب، وال (وصال)، وتكريس انفصاله عن الآخرين وعلى رأسهم تلك المحبوبة الغامضة (وصال). إنه يرى أن الحب كالجنون كلاهما فضيحة إن لم نستطع الخلاص منها، فعلى الأقل نحاول كتمانها، وإخفائها عن الآخرين، وننفي كل صلة لنا بها.
###

وصال.. لايوجد انقسامٌ في واحديته .

"وَصَلَ الشيءَ بالشيءِ: ضمّه به وجمعه وَلأمَهُ"
فهل الضم الذي يحدث الالتئام والوحدة هو فقط ذلك الضم الجسدي (كما هي الكلمة الأثيرة في هذا النص الروائي)، أم أن ذلك الضم الجسدي هو في حقيقته سحابة تخفي استحالة
التواصل مع الآخر، بل ومع النفس، ليبقى المرء (مشغولا بمعرفة إمكانات..) جسمه.. فقط.
فالوصال – في اللغة – هو بر الحبيب بالملازمة وعدم المفارقة (ربما!!)، ولكن ما المعنى الحقيقي لبر الحبيب، هل هو بالفعل ..( الملازمة وعدم المفارقة)، أي الالتصاق بهذا الآخر وعدم الابتعاد عنه، أم أن الوصل المشتهى هو الذي يلملم أشلاء الأنا المنتثرة، ويجعل كل شلو من تلك الأشلاء جزءاً من كينونة أخرى، هي كل واحد ملتئم، وهي عناصرها المنتثرة، وهي فوق ذلك كله وعي كلي محايث ومفارق في آن؟
###

"كل مكان لا يؤنث لايعول عليه"

في الجزء الأخير من الرواية يتخلى الراوية عن موقعه، ويسكت عن الكلام المباح، لتتولى وصال الكلام. لكنه الكلام الذي لا يحمل (براءة الوضوح وجمال الوضوح وجفافه وطعمه الماسخ.) الكلام الذي يوهم بالكشف والتعري بينما يغرق في صياغة الوهم والإيقاع في شرك الاتصال والتواصل والوصال المستحيل. وبعد أن تلقينا أوهامه عتها، نطالع أوهامها عنه ..وعن سحابة ..وعن الناس .. والحب والسياسة، وقبل هذا كله أوهامها عن نفسها.
(لا أدري كيف يمكن للحب أن يشفى؟
لا أدري إن كان قادرا أصلا أو لا. فحتى المعجزات لها حدود.)
وصال تحمل شبقاً للإيمان دون أن تكون لها أجنحة تصل بها لمشتهاها،
(بعد سفرك ملأت الفوضى حياتي. رحت ومازلت أرتب أوراقي...) اختفى الحبيب مخلفاً الفوضى والعشق والجنون، وكلب يحمل وزر الانفصال والعقم.
لا أحد يخرج من سحابته ليشارك الآخر ضلالاته، وعشقه، وجنونه. إننا نعيش في سحابات معتمة لا نرى فيها أحد، وإن كنا نحس دائماً بأن ثمة من يراقب حركاتنا وسكناتنا، وكأننا نقبع في سجن أو في مستشفى المجاذيب. ولم لا ونحن جميعا نعمد إلى استخدام آليات إقصاء متشابهة: فهذا مجنون، وتلك فاجرة، وآخر متطرف، وأخرى كافرة ..الخ.
الكلام.. مثوى البراءة و..الإثم، وكلما ازداد الكلام تكاثفت سحب الأكاذيب، إنها رمال متحركة، كلما قاوم المرء، ازدادت قبضتها عليه، وأصبح الغرق فيها مسألة وقت. الوحشة قدر والانفصال نهاية محتومة، لا شيء يرفع ذلك الرصد عنا ، الاشتغال بالكلام والشهوة والحرص ومراودة الأمل كلها ضربات هوجاء لا تزيح عنا أمواج الرمال، الرمل القابض على الروح..
أتكور جسدا فوق جسد.
أتكور جسدا في جسد. سحابة في سحابة
هكذا يكون في هجرته إلى الخارج، وهكذا تغدو هي في هجرتها إلى نفسها، إلى أوراقها، إلى لحظات كانت وأخرى مشتهاة.
الحقيقة لا تجتلي بالحروف فالحقيقة شوق والكلام اقتحام. إننا نغرق في سحب الكلام..و لا نصل إلى وصال، فالكلام يفصل ولا يصل، يكور الأجساد والأرواح والمشاعر ويحبسها في صناديق مفهرسة، ويضع على رؤؤسنا أحرف يأكل منها الطير.

قيل إن الشبلي قد سمع قارئاً يقرأ هذه الآية: (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون)، فقال الشبلي: ليتني كنت واحداً منهم.
ليتنا كنا...

محددات الفعل

متغيرقيمة
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount)
0
اسم حساب المستخدم (user_name)
'سهام بدوي'
عمر حساب المستخدم (user_age)
2061
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups)
[ 0 => '*', 1 => 'user' ]
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
هوية الصفحة (page_id)
0
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'مقالة عن رواية هلاوس'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'مقالة عن رواية هلاوس'
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors)
''
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
''
ما إذا كان التعديل معلم عليه كطفيف (لا مزيد من الاستخدام) (minor_edit)
false
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
''
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
'صهر للروح واستهلاك في لذة .. (فضيحة اللغة وستر الإشارات في "أوجه سحابة")> صهر للروح واستهلاك في لذة .. (فضيحة اللغة وستر الإشارات في "أوجه سحابة")> السيد فاروق رزق (سحابة اللغز. سحابة الحيرة...) هذه رواية تتستر بالبوح، وتخفي غموض التجربة ولوعة الكشف وراء سحب المحكي البسيط والسرد المباشر. ويتحرك السرد بين ضفتي تقابلات محددة سلفاً، وإن انطوت بعضها على مفارقات مجددة ومحيية للنسق المألوف. فالراوية الذي يبدو في البداية ملماً بكل شيء، باعتباره الراوية الرئيسي والشخصية المحورية، ينتهي موضوعاً لسرد ترويه شريكته، وطليقته، ونده : الشبيه والمقابل. وبينما يبدو (علي سحابة) نموذجاً للعربيد المتنقل بخفة بين (الأجساد) الأخرى المربوطة بالأرض، نجد خفته هذه تسقط مكسورة الجناح على حافة واقع يقف عاجزاً أمامه ومحاصراً به، وبغموض شخصية الأب، متعددة الأوجه والصفات: سحابة. سحابة هو اسم الأب الغامض الذي خطفه الجنون، وجرده من العلائق البدنية ليصل به إلى مرتبة الكشف، ولكن تجلياته تظل محجوبة عنا وعن الراوية، إنه يعرف فقط الحالة التي حددت هوية الأب وربطته بها على نحو قاس وقاطع ، بينما يسعى هو طيلة حياته للخلاص من تلك الوصمة، فالجنون هو لون من ألوان (الفضيحة). "كانوا ينادونني في الشارع: يا ابن المجنون"، هكذا تبدأ الرواية، التقديم الأولي لشخصية الراوية، وللعلاقة التي ستشكل أسس هويته، وموقعه من الدنيا والناس. فهو بالنسبة لهم ابن لتلك الفضيحة، التي ينبغي التخلص منها أو إخفائها، ( المستشفى أحسن للى زيه) ، فالمجنون لا يجب أن يبقى بيننا، فهو كائن آخر، حتى ولو بدا في مظهره واحداً منا، فقد استطعنا عبر تراث هائل من شبه المعرفة التخلص من هذا الثقل المتمثل في الجنون، فهو إما مرض فسيولوجي أو نفسي أو خلقي.. "لاستيلاء الشيطان عليه وإلقاء الخيالات الفاسدة إليه، بحيث يفزع من غير ما يصلح سبباً". وتجمع آليات الإقصاء الاجتماعي بين السحر .. والجنون .. والفجور، وكل مجاوزة للمألوف. الجنون – كالفجور – يجعل الضوء يشع أكثر من اللازم، يكشف المخبوء، ويزيل الرصد، ويعري الحقيقة: (.. خواطر أو الفاجر ، فهى المرأة الوحيدة التي نعرف اسمها، الباقيات ينعتن بأسماء أولادهن : أم فلان وأم علان.) وكما ينبذ المجتمع فجور خواطر، فإنه ينبذ ذلك الجنون ويعمل على تصنيفها( ..وحبسها فى صناديق مفهرسة ومغلقة للتشابه. إن كل تشابه ـ عندى ـ يحوى حتما شبهة الغش .) لكن من يغش من؟ ومن ذا الذي لا يشارك في الغش .. ولو بشق تمرة؟ ### (... سل كل شيء عني ولا تسألني عني) وبينما يسعى الراوية بكل جهد لفصل نفسه عن ذلك (المجنون)، لكي لا تلتصق به تلك وصمة العار المتمثلة في عبارة (ابن المجنون )، فإنه يحاول أيضاً ملامسة ذلك الكائن الغامض ومعرفة (..أى وجه من هذه الوجوه هو .. سحابة الحقيقي: أبى؟؟ أقترب منه ؛ حتى أصير ملاصقا له ، وأبعد ما أكون عنه.) لا سبيل للتواصل، فهل كان ذلك أمراً واقعاً لا فرار منه أم هو اختيار نحاول أن نصوغه في صورة القدر المحتوم، حتى نتخلص من ثقل المسؤولية ووطأة الشعور بالذنب؟ وكما يحاول الراوية أن ينفي عنه تلك الرابطة الفضيحة أنه (ابن المجنون )، فهو يحاول أيضاً أن ينفي المعنى الحقيقي للحب عبر الإغراق والمبالغة في وصف غزواته وفتوحاته النسوية. ولكنه إذ يعمد إلى مفارقة الأب والتميز عنه، يوغل – دون قصد – في المحاكاة والتماهي به، فكما يبني الأب سحابات من التوهمات التخيلية، يبني الابن سحاباته الخاصة (وفى الجامعة ، دخلت إلى مستويات أخرى أكثر عمقا.استطعت الاندماج والفصل بين علاقتى بجسدى وتلك الأجساد النحيلة الناعمة أو المكتنزة .) فأي مستويات (أكثر عمقاً) بلغها الراوية، ونحن لا نلمح غير جسده في مقابل (تلك الأجساد النحيلة الناعمة أو المكتنزة)؟ وشيئاً فشيئاً نكتشف أن الراوية يعمد إلى قتل الحب، وال (وصال)، وتكريس انفصاله عن الآخرين وعلى رأسهم تلك المحبوبة الغامضة (وصال). إنه يرى أن الحب كالجنون كلاهما فضيحة إن لم نستطع الخلاص منها، فعلى الأقل نحاول كتمانها، وإخفائها عن الآخرين، وننفي كل صلة لنا بها. ### وصال.. لايوجد انقسامٌ في واحديته . "وَصَلَ الشيءَ بالشيءِ: ضمّه به وجمعه وَلأمَهُ" فهل الضم الذي يحدث الالتئام والوحدة هو فقط ذلك الضم الجسدي (كما هي الكلمة الأثيرة في هذا النص الروائي)، أم أن ذلك الضم الجسدي هو في حقيقته سحابة تخفي استحالة التواصل مع الآخر، بل ومع النفس، ليبقى المرء (مشغولا بمعرفة إمكانات..) جسمه.. فقط. فالوصال – في اللغة – هو بر الحبيب بالملازمة وعدم المفارقة (ربما!!)، ولكن ما المعنى الحقيقي لبر الحبيب، هل هو بالفعل ..( الملازمة وعدم المفارقة)، أي الالتصاق بهذا الآخر وعدم الابتعاد عنه، أم أن الوصل المشتهى هو الذي يلملم أشلاء الأنا المنتثرة، ويجعل كل شلو من تلك الأشلاء جزءاً من كينونة أخرى، هي كل واحد ملتئم، وهي عناصرها المنتثرة، وهي فوق ذلك كله وعي كلي محايث ومفارق في آن؟ ### "كل مكان لا يؤنث لايعول عليه" في الجزء الأخير من الرواية يتخلى الراوية عن موقعه، ويسكت عن الكلام المباح، لتتولى وصال الكلام. لكنه الكلام الذي لا يحمل (براءة الوضوح وجمال الوضوح وجفافه وطعمه الماسخ.) الكلام الذي يوهم بالكشف والتعري بينما يغرق في صياغة الوهم والإيقاع في شرك الاتصال والتواصل والوصال المستحيل. وبعد أن تلقينا أوهامه عتها، نطالع أوهامها عنه ..وعن سحابة ..وعن الناس .. والحب والسياسة، وقبل هذا كله أوهامها عن نفسها. (لا أدري كيف يمكن للحب أن يشفى؟ لا أدري إن كان قادرا أصلا أو لا. فحتى المعجزات لها حدود.) وصال تحمل شبقاً للإيمان دون أن تكون لها أجنحة تصل بها لمشتهاها، (بعد سفرك ملأت الفوضى حياتي. رحت ومازلت أرتب أوراقي...) اختفى الحبيب مخلفاً الفوضى والعشق والجنون، وكلب يحمل وزر الانفصال والعقم. لا أحد يخرج من سحابته ليشارك الآخر ضلالاته، وعشقه، وجنونه. إننا نعيش في سحابات معتمة لا نرى فيها أحد، وإن كنا نحس دائماً بأن ثمة من يراقب حركاتنا وسكناتنا، وكأننا نقبع في سجن أو في مستشفى المجاذيب. ولم لا ونحن جميعا نعمد إلى استخدام آليات إقصاء متشابهة: فهذا مجنون، وتلك فاجرة، وآخر متطرف، وأخرى كافرة ..الخ. الكلام.. مثوى البراءة و..الإثم، وكلما ازداد الكلام تكاثفت سحب الأكاذيب، إنها رمال متحركة، كلما قاوم المرء، ازدادت قبضتها عليه، وأصبح الغرق فيها مسألة وقت. الوحشة قدر والانفصال نهاية محتومة، لا شيء يرفع ذلك الرصد عنا ، الاشتغال بالكلام والشهوة والحرص ومراودة الأمل كلها ضربات هوجاء لا تزيح عنا أمواج الرمال، الرمل القابض على الروح.. أتكور جسدا فوق جسد. أتكور جسدا في جسد. سحابة في سحابة هكذا يكون في هجرته إلى الخارج، وهكذا تغدو هي في هجرتها إلى نفسها، إلى أوراقها، إلى لحظات كانت وأخرى مشتهاة. الحقيقة لا تجتلي بالحروف فالحقيقة شوق والكلام اقتحام. إننا نغرق في سحب الكلام..و لا نصل إلى وصال، فالكلام يفصل ولا يصل، يكور الأجساد والأرواح والمشاعر ويحبسها في صناديق مفهرسة، ويضع على رؤؤسنا أحرف يأكل منها الطير. قيل إن الشبلي قد سمع قارئاً يقرأ هذه الآية: (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون)، فقال الشبلي: ليتني كنت واحداً منهم. ليتنا كنا...'
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff)
'@@ -1 +1,49 @@ +صهر للروح واستهلاك في لذة .. +(فضيحة اللغة وستر الإشارات في "أوجه سحابة")> + + +صهر للروح واستهلاك في لذة .. +(فضيحة اللغة وستر الإشارات في "أوجه سحابة")> +السيد فاروق رزق + +(سحابة اللغز. سحابة الحيرة...) +هذه رواية تتستر بالبوح، وتخفي غموض التجربة ولوعة الكشف وراء سحب المحكي البسيط والسرد المباشر. ويتحرك السرد بين ضفتي تقابلات محددة سلفاً، وإن انطوت بعضها على مفارقات مجددة ومحيية للنسق المألوف. فالراوية الذي يبدو في البداية ملماً بكل شيء، باعتباره الراوية الرئيسي والشخصية المحورية، ينتهي موضوعاً لسرد ترويه شريكته، وطليقته، ونده : الشبيه والمقابل. +وبينما يبدو (علي سحابة) نموذجاً للعربيد المتنقل بخفة بين (الأجساد) الأخرى المربوطة بالأرض، نجد خفته هذه تسقط مكسورة الجناح على حافة واقع يقف عاجزاً أمامه ومحاصراً به، وبغموض شخصية الأب، متعددة الأوجه والصفات: سحابة. +سحابة هو اسم الأب الغامض الذي خطفه الجنون، وجرده من العلائق البدنية ليصل به إلى مرتبة الكشف، ولكن تجلياته تظل محجوبة عنا وعن الراوية، إنه يعرف فقط الحالة التي حددت هوية الأب وربطته بها على نحو قاس وقاطع ، بينما يسعى هو طيلة حياته للخلاص من تلك الوصمة، فالجنون هو لون من ألوان (الفضيحة). +"كانوا ينادونني في الشارع: يا ابن المجنون"، هكذا تبدأ الرواية، التقديم الأولي لشخصية الراوية، وللعلاقة التي ستشكل أسس هويته، وموقعه من الدنيا والناس. فهو بالنسبة لهم ابن لتلك الفضيحة، التي ينبغي التخلص منها أو إخفائها، ( المستشفى أحسن للى زيه) ، فالمجنون لا يجب أن يبقى بيننا، فهو كائن آخر، حتى ولو بدا في مظهره واحداً منا، فقد استطعنا عبر تراث هائل من شبه المعرفة التخلص من هذا الثقل المتمثل في الجنون، فهو إما مرض فسيولوجي أو نفسي أو خلقي.. "لاستيلاء الشيطان عليه وإلقاء الخيالات الفاسدة إليه، بحيث يفزع من غير ما يصلح سبباً". وتجمع آليات الإقصاء الاجتماعي بين السحر .. والجنون .. والفجور، وكل مجاوزة للمألوف. +الجنون – كالفجور – يجعل الضوء يشع أكثر من اللازم، يكشف المخبوء، ويزيل الرصد، ويعري الحقيقة: (.. خواطر أو الفاجر ، فهى المرأة الوحيدة التي نعرف اسمها، الباقيات ينعتن بأسماء أولادهن : أم فلان وأم علان.) وكما ينبذ المجتمع فجور خواطر، فإنه ينبذ ذلك الجنون ويعمل على تصنيفها( ..وحبسها فى صناديق مفهرسة ومغلقة للتشابه. +إن كل تشابه ـ عندى ـ يحوى حتما شبهة الغش .) +لكن من يغش من؟ ومن ذا الذي لا يشارك في الغش .. ولو بشق تمرة؟ +### + +(... سل كل شيء عني ولا تسألني عني) +وبينما يسعى الراوية بكل جهد لفصل نفسه عن ذلك (المجنون)، لكي لا تلتصق به تلك وصمة العار المتمثلة في عبارة (ابن المجنون )، فإنه يحاول أيضاً ملامسة ذلك الكائن الغامض ومعرفة (..أى وجه من هذه الوجوه هو .. سحابة الحقيقي: أبى؟؟ أقترب منه ؛ حتى أصير ملاصقا له ، وأبعد ما أكون عنه.) لا سبيل للتواصل، فهل كان ذلك أمراً واقعاً لا فرار منه أم هو اختيار نحاول أن نصوغه في صورة القدر المحتوم، حتى نتخلص من ثقل المسؤولية ووطأة الشعور بالذنب؟ +وكما يحاول الراوية أن ينفي عنه تلك الرابطة الفضيحة أنه (ابن المجنون )، فهو يحاول أيضاً أن ينفي المعنى الحقيقي للحب عبر الإغراق والمبالغة في وصف غزواته وفتوحاته النسوية. ولكنه إذ يعمد إلى مفارقة الأب والتميز عنه، يوغل – دون قصد – في المحاكاة والتماهي به، فكما يبني الأب سحابات من التوهمات التخيلية، يبني الابن سحاباته الخاصة (وفى الجامعة ، دخلت إلى مستويات أخرى أكثر عمقا.استطعت الاندماج والفصل بين علاقتى بجسدى وتلك الأجساد النحيلة الناعمة أو المكتنزة .) فأي مستويات (أكثر عمقاً) بلغها الراوية، ونحن لا نلمح غير جسده في مقابل (تلك الأجساد النحيلة الناعمة أو المكتنزة)؟ +وشيئاً فشيئاً نكتشف أن الراوية يعمد إلى قتل الحب، وال (وصال)، وتكريس انفصاله عن الآخرين وعلى رأسهم تلك المحبوبة الغامضة (وصال). إنه يرى أن الحب كالجنون كلاهما فضيحة إن لم نستطع الخلاص منها، فعلى الأقل نحاول كتمانها، وإخفائها عن الآخرين، وننفي كل صلة لنا بها. +### + +وصال.. لايوجد انقسامٌ في واحديته . + +"وَصَلَ الشيءَ بالشيءِ: ضمّه به وجمعه وَلأمَهُ" +فهل الضم الذي يحدث الالتئام والوحدة هو فقط ذلك الضم الجسدي (كما هي الكلمة الأثيرة في هذا النص الروائي)، أم أن ذلك الضم الجسدي هو في حقيقته سحابة تخفي استحالة +التواصل مع الآخر، بل ومع النفس، ليبقى المرء (مشغولا بمعرفة إمكانات..) جسمه.. فقط. +فالوصال – في اللغة – هو بر الحبيب بالملازمة وعدم المفارقة (ربما!!)، ولكن ما المعنى الحقيقي لبر الحبيب، هل هو بالفعل ..( الملازمة وعدم المفارقة)، أي الالتصاق بهذا الآخر وعدم الابتعاد عنه، أم أن الوصل المشتهى هو الذي يلملم أشلاء الأنا المنتثرة، ويجعل كل شلو من تلك الأشلاء جزءاً من كينونة أخرى، هي كل واحد ملتئم، وهي عناصرها المنتثرة، وهي فوق ذلك كله وعي كلي محايث ومفارق في آن؟ +### + +"كل مكان لا يؤنث لايعول عليه" + +في الجزء الأخير من الرواية يتخلى الراوية عن موقعه، ويسكت عن الكلام المباح، لتتولى وصال الكلام. لكنه الكلام الذي لا يحمل (براءة الوضوح وجمال الوضوح وجفافه وطعمه الماسخ.) الكلام الذي يوهم بالكشف والتعري بينما يغرق في صياغة الوهم والإيقاع في شرك الاتصال والتواصل والوصال المستحيل. وبعد أن تلقينا أوهامه عتها، نطالع أوهامها عنه ..وعن سحابة ..وعن الناس .. والحب والسياسة، وقبل هذا كله أوهامها عن نفسها. +(لا أدري كيف يمكن للحب أن يشفى؟ +لا أدري إن كان قادرا أصلا أو لا. فحتى المعجزات لها حدود.) +وصال تحمل شبقاً للإيمان دون أن تكون لها أجنحة تصل بها لمشتهاها، +(بعد سفرك ملأت الفوضى حياتي. رحت ومازلت أرتب أوراقي...) اختفى الحبيب مخلفاً الفوضى والعشق والجنون، وكلب يحمل وزر الانفصال والعقم. +لا أحد يخرج من سحابته ليشارك الآخر ضلالاته، وعشقه، وجنونه. إننا نعيش في سحابات معتمة لا نرى فيها أحد، وإن كنا نحس دائماً بأن ثمة من يراقب حركاتنا وسكناتنا، وكأننا نقبع في سجن أو في مستشفى المجاذيب. ولم لا ونحن جميعا نعمد إلى استخدام آليات إقصاء متشابهة: فهذا مجنون، وتلك فاجرة، وآخر متطرف، وأخرى كافرة ..الخ. +الكلام.. مثوى البراءة و..الإثم، وكلما ازداد الكلام تكاثفت سحب الأكاذيب، إنها رمال متحركة، كلما قاوم المرء، ازدادت قبضتها عليه، وأصبح الغرق فيها مسألة وقت. الوحشة قدر والانفصال نهاية محتومة، لا شيء يرفع ذلك الرصد عنا ، الاشتغال بالكلام والشهوة والحرص ومراودة الأمل كلها ضربات هوجاء لا تزيح عنا أمواج الرمال، الرمل القابض على الروح.. +أتكور جسدا فوق جسد. +أتكور جسدا في جسد. سحابة في سحابة +هكذا يكون في هجرته إلى الخارج، وهكذا تغدو هي في هجرتها إلى نفسها، إلى أوراقها، إلى لحظات كانت وأخرى مشتهاة. +الحقيقة لا تجتلي بالحروف فالحقيقة شوق والكلام اقتحام. إننا نغرق في سحب الكلام..و لا نصل إلى وصال، فالكلام يفصل ولا يصل، يكور الأجساد والأرواح والمشاعر ويحبسها في صناديق مفهرسة، ويضع على رؤؤسنا أحرف يأكل منها الطير. + +قيل إن الشبلي قد سمع قارئاً يقرأ هذه الآية: (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون)، فقال الشبلي: ليتني كنت واحداً منهم. +ليتنا كنا... '
حجم الصفحة الجديد (new_size)
10655
حجم الصفحة القديم (old_size)
0
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta)
10655
السطور المضافة في التعديل (added_lines)
[ 0 => 'صهر للروح واستهلاك في لذة ..', 1 => '(فضيحة اللغة وستر الإشارات في "أوجه سحابة")>', 2 => false, 3 => false, 4 => 'صهر للروح واستهلاك في لذة ..', 5 => '(فضيحة اللغة وستر الإشارات في "أوجه سحابة")>', 6 => 'السيد فاروق رزق', 7 => false, 8 => '(سحابة اللغز. سحابة الحيرة...)', 9 => 'هذه رواية تتستر بالبوح، وتخفي غموض التجربة ولوعة الكشف وراء سحب المحكي البسيط والسرد المباشر. ويتحرك السرد بين ضفتي تقابلات محددة سلفاً، وإن انطوت بعضها على مفارقات مجددة ومحيية للنسق المألوف. فالراوية الذي يبدو في البداية ملماً بكل شيء، باعتباره الراوية الرئيسي والشخصية المحورية، ينتهي موضوعاً لسرد ترويه شريكته، وطليقته، ونده : الشبيه والمقابل.', 10 => 'وبينما يبدو (علي سحابة) نموذجاً للعربيد المتنقل بخفة بين (الأجساد) الأخرى المربوطة بالأرض، نجد خفته هذه تسقط مكسورة الجناح على حافة واقع يقف عاجزاً أمامه ومحاصراً به، وبغموض شخصية الأب، متعددة الأوجه والصفات: سحابة.', 11 => 'سحابة هو اسم الأب الغامض الذي خطفه الجنون، وجرده من العلائق البدنية ليصل به إلى مرتبة الكشف، ولكن تجلياته تظل محجوبة عنا وعن الراوية، إنه يعرف فقط الحالة التي حددت هوية الأب وربطته بها على نحو قاس وقاطع ، بينما يسعى هو طيلة حياته للخلاص من تلك الوصمة، فالجنون هو لون من ألوان (الفضيحة).', 12 => '"كانوا ينادونني في الشارع: يا ابن المجنون"، هكذا تبدأ الرواية، التقديم الأولي لشخصية الراوية، وللعلاقة التي ستشكل أسس هويته، وموقعه من الدنيا والناس. فهو بالنسبة لهم ابن لتلك الفضيحة، التي ينبغي التخلص منها أو إخفائها، ( المستشفى أحسن للى زيه) ، فالمجنون لا يجب أن يبقى بيننا، فهو كائن آخر، حتى ولو بدا في مظهره واحداً منا، فقد استطعنا عبر تراث هائل من شبه المعرفة التخلص من هذا الثقل المتمثل في الجنون، فهو إما مرض فسيولوجي أو نفسي أو خلقي.. "لاستيلاء الشيطان عليه وإلقاء الخيالات الفاسدة إليه، بحيث يفزع من غير ما يصلح سبباً". وتجمع آليات الإقصاء الاجتماعي بين السحر .. والجنون .. والفجور، وكل مجاوزة للمألوف.', 13 => 'الجنون – كالفجور – يجعل الضوء يشع أكثر من اللازم، يكشف المخبوء، ويزيل الرصد، ويعري الحقيقة: (.. خواطر أو الفاجر ، فهى المرأة الوحيدة التي نعرف اسمها، الباقيات ينعتن بأسماء أولادهن : أم فلان وأم علان.) وكما ينبذ المجتمع فجور خواطر، فإنه ينبذ ذلك الجنون ويعمل على تصنيفها( ..وحبسها فى صناديق مفهرسة ومغلقة للتشابه.', 14 => 'إن كل تشابه ـ عندى ـ يحوى حتما شبهة الغش .)', 15 => 'لكن من يغش من؟ ومن ذا الذي لا يشارك في الغش .. ولو بشق تمرة؟', 16 => '###', 17 => false, 18 => '(... سل كل شيء عني ولا تسألني عني)', 19 => 'وبينما يسعى الراوية بكل جهد لفصل نفسه عن ذلك (المجنون)، لكي لا تلتصق به تلك وصمة العار المتمثلة في عبارة (ابن المجنون )، فإنه يحاول أيضاً ملامسة ذلك الكائن الغامض ومعرفة (..أى وجه من هذه الوجوه هو .. سحابة الحقيقي: أبى؟؟ أقترب منه ؛ حتى أصير ملاصقا له ، وأبعد ما أكون عنه.) لا سبيل للتواصل، فهل كان ذلك أمراً واقعاً لا فرار منه أم هو اختيار نحاول أن نصوغه في صورة القدر المحتوم، حتى نتخلص من ثقل المسؤولية ووطأة الشعور بالذنب؟', 20 => 'وكما يحاول الراوية أن ينفي عنه تلك الرابطة الفضيحة أنه (ابن المجنون )، فهو يحاول أيضاً أن ينفي المعنى الحقيقي للحب عبر الإغراق والمبالغة في وصف غزواته وفتوحاته النسوية. ولكنه إذ يعمد إلى مفارقة الأب والتميز عنه، يوغل – دون قصد – في المحاكاة والتماهي به، فكما يبني الأب سحابات من التوهمات التخيلية، يبني الابن سحاباته الخاصة (وفى الجامعة ، دخلت إلى مستويات أخرى أكثر عمقا.استطعت الاندماج والفصل بين علاقتى بجسدى وتلك الأجساد النحيلة الناعمة أو المكتنزة .) فأي مستويات (أكثر عمقاً) بلغها الراوية، ونحن لا نلمح غير جسده في مقابل (تلك الأجساد النحيلة الناعمة أو المكتنزة)؟', 21 => 'وشيئاً فشيئاً نكتشف أن الراوية يعمد إلى قتل الحب، وال (وصال)، وتكريس انفصاله عن الآخرين وعلى رأسهم تلك المحبوبة الغامضة (وصال). إنه يرى أن الحب كالجنون كلاهما فضيحة إن لم نستطع الخلاص منها، فعلى الأقل نحاول كتمانها، وإخفائها عن الآخرين، وننفي كل صلة لنا بها.', 22 => '###', 23 => false, 24 => 'وصال.. لايوجد انقسامٌ في واحديته .', 25 => false, 26 => '"وَصَلَ الشيءَ بالشيءِ: ضمّه به وجمعه وَلأمَهُ"', 27 => 'فهل الضم الذي يحدث الالتئام والوحدة هو فقط ذلك الضم الجسدي (كما هي الكلمة الأثيرة في هذا النص الروائي)، أم أن ذلك الضم الجسدي هو في حقيقته سحابة تخفي استحالة', 28 => 'التواصل مع الآخر، بل ومع النفس، ليبقى المرء (مشغولا بمعرفة إمكانات..) جسمه.. فقط.', 29 => 'فالوصال – في اللغة – هو بر الحبيب بالملازمة وعدم المفارقة (ربما!!)، ولكن ما المعنى الحقيقي لبر الحبيب، هل هو بالفعل ..( الملازمة وعدم المفارقة)، أي الالتصاق بهذا الآخر وعدم الابتعاد عنه، أم أن الوصل المشتهى هو الذي يلملم أشلاء الأنا المنتثرة، ويجعل كل شلو من تلك الأشلاء جزءاً من كينونة أخرى، هي كل واحد ملتئم، وهي عناصرها المنتثرة، وهي فوق ذلك كله وعي كلي محايث ومفارق في آن؟', 30 => '###', 31 => false, 32 => '"كل مكان لا يؤنث لايعول عليه"', 33 => false, 34 => 'في الجزء الأخير من الرواية يتخلى الراوية عن موقعه، ويسكت عن الكلام المباح، لتتولى وصال الكلام. لكنه الكلام الذي لا يحمل (براءة الوضوح وجمال الوضوح وجفافه وطعمه الماسخ.) الكلام الذي يوهم بالكشف والتعري بينما يغرق في صياغة الوهم والإيقاع في شرك الاتصال والتواصل والوصال المستحيل. وبعد أن تلقينا أوهامه عتها، نطالع أوهامها عنه ..وعن سحابة ..وعن الناس .. والحب والسياسة، وقبل هذا كله أوهامها عن نفسها.', 35 => '(لا أدري كيف يمكن للحب أن يشفى؟', 36 => 'لا أدري إن كان قادرا أصلا أو لا. فحتى المعجزات لها حدود.)', 37 => 'وصال تحمل شبقاً للإيمان دون أن تكون لها أجنحة تصل بها لمشتهاها،', 38 => '(بعد سفرك ملأت الفوضى حياتي. رحت ومازلت أرتب أوراقي...) اختفى الحبيب مخلفاً الفوضى والعشق والجنون، وكلب يحمل وزر الانفصال والعقم.', 39 => 'لا أحد يخرج من سحابته ليشارك الآخر ضلالاته، وعشقه، وجنونه. إننا نعيش في سحابات معتمة لا نرى فيها أحد، وإن كنا نحس دائماً بأن ثمة من يراقب حركاتنا وسكناتنا، وكأننا نقبع في سجن أو في مستشفى المجاذيب. ولم لا ونحن جميعا نعمد إلى استخدام آليات إقصاء متشابهة: فهذا مجنون، وتلك فاجرة، وآخر متطرف، وأخرى كافرة ..الخ.', 40 => 'الكلام.. مثوى البراءة و..الإثم، وكلما ازداد الكلام تكاثفت سحب الأكاذيب، إنها رمال متحركة، كلما قاوم المرء، ازدادت قبضتها عليه، وأصبح الغرق فيها مسألة وقت. الوحشة قدر والانفصال نهاية محتومة، لا شيء يرفع ذلك الرصد عنا ، الاشتغال بالكلام والشهوة والحرص ومراودة الأمل كلها ضربات هوجاء لا تزيح عنا أمواج الرمال، الرمل القابض على الروح..', 41 => 'أتكور جسدا فوق جسد.', 42 => 'أتكور جسدا في جسد. سحابة في سحابة', 43 => 'هكذا يكون في هجرته إلى الخارج، وهكذا تغدو هي في هجرتها إلى نفسها، إلى أوراقها، إلى لحظات كانت وأخرى مشتهاة.', 44 => 'الحقيقة لا تجتلي بالحروف فالحقيقة شوق والكلام اقتحام. إننا نغرق في سحب الكلام..و لا نصل إلى وصال، فالكلام يفصل ولا يصل، يكور الأجساد والأرواح والمشاعر ويحبسها في صناديق مفهرسة، ويضع على رؤؤسنا أحرف يأكل منها الطير.', 45 => false, 46 => 'قيل إن الشبلي قد سمع قارئاً يقرأ هذه الآية: (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون)، فقال الشبلي: ليتني كنت واحداً منهم.', 47 => 'ليتنا كنا...' ]
السطور المزالة في التعديل (removed_lines)
[]
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
0
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
1407913093