سجل مرشح الإساءة

التفاصيل لمدخلة السجل 1٬233٬338

17:21، 7 سبتمبر 2014: Zeiryab2 (نقاش | مساهمات) أطلق المرشح 54; مؤديا الفعل "edit" في تشارلي تشابلن. الأفعال المتخذة: عدم السماح، ‏وسم; وصف المرشح: إزالة التصنيفات من المقالات (افحص)

التغييرات التي أجريت في التعديل

}}
}}


السير تشارلز سبينسير تشابلن، الشهير باسم (تشارلي تشابلن). ممثل إنجليزي كوميدي، منتج ومخرج سينمائي، اشتهر في حقبة الأفلام الصامتة. وُلد في يوم 17 أبريل 1889، وتوفي في 25 ديسمبر 1977. ويعرف العالم (تشارلي تشابلن) باختراعه شخصية (الصعلوك) في أفلامه، والتي تُعتبر واحدة من أهم الشخصيات في تاريخ السينما. امتدت مسيرته الفنية لأكثر من 75 عامًا، ابتدأها بحداثة سنه، في العصر الفيكتوري، وامتدت حتى قبيل مماته، وهو يبلغ من العمر 88 عامًا .. مسيرة حافلة بالفن والكوميديا، مليئة بالجدل.
'''السير تشارلز سبنسر تشابلن''' {{إنج| Sir Charles Spencer Chaplin}}، (عاش بين [[16 أبريل]] [[1889]] - [[25 ديسمبر]] [[1977]] م)، كان [[ممثل]] [[كوميدي]] [[إنجليزي]] ومخرج أفلام صامتة حيث كان أشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية [[الحرب العالمية الأولى]]. كان يستعمل تشابلن الإيماء، التهريج والعديد من الروتينيات الكوميديا المرئية، وقد استمر بالنجاح حتى في عصر السينما الناطقة، بالرغم من تراجع عدد أفلامه سنويا بداية من نهاية عشرينات القرن العشرين. إن أشهر أدواره هو [[الصعلوك]]، وهو أول دور قام به مع [[استديوهات كيستون]] في فيلم [[أطفال يتسابقون في فينيس]] سنة [[1914]] <ref>Blanke, David (2002). The 1910s. American popular culture through history (illustrated ed.). Westport, CT: Greenwood Publishing Group. p. 226. [[رقم دولي معياري للكتاب|ISBN 0-313-31251-6]].</ref> والفيلم القصير [[عشرين دقيقة من الحب]] وبعد ذلك فقد قام بكتابة وإخراج معظم أفلامه، بداية من سنة [[1916]] انطلق في الإنتاج، أما بداية من سنة [[1918]] فقد عول على ألحانه في موسيقى أفلامه. أما سنة [[1919]] فقد شارك صحبة [[ماري بيكفورد]]، [[دوغلاس فايربانكس]] و[[د.و غريفيث]] بإنشاء اتحاد الفنانين.<ref>جواز إلى هوليود: قصص ممثلين مهاجرين; صفحة 26 (ISBN 0-07-070053-2)</ref>
يمكن تلخيص طفولة (تشارلي تشابلن) بكلمتين ؛ الفقر والمعاناة. فغياب والده عن المنزل، ومعاناة والدته الشديدة لتوفير لقمة العيش، قاما بإرساله إلى إصلاحية للأطفال مرتين قبل بلوغه التاسعة من العمر. وعند بلوغه الرابعة عشر من العمر، تم إرسال والدته إلى مصحة عقلية، قضت فيها ما تبقى لها من العمر. مما جعل (تشابلن) يبتدئ مسيرته الفنية في وقت مبكر بعض الشيء، متنقلًا بين القاعات الموسيقية، ومن ثم إلى العمل المسرحي الكوميدي. حتى انتهى به الحال إلى توقيع عقد مع شركة إنتاج مرموقة تُسمى (شركة فريد كارنو)، عندما كان بالتاسعة عشر من العمر، مما نقل حياته إلى الولايات الأمريكية المتحدة. وكان أول ظهور سينمائي لـ(تشابلن) بعام 1914، عندما قام بتصوير جزء من فيلم (صناعة الحياة)، والذي تم تصويره في (استيديوهات كيستون). بعد ذلك بفترة قصيرة، قدم (تشابلن) للعالم شخصية (الصعلوك)، والتي اكتسبت بدورها قبولًا وقاعدة جماهيرية كبيرة. واستمر (تشابلن) في تصوير أفلامه وإنتاجها تحت مظلة عديد من شركات الإنتاج السينمائية، مثل : (اسناي)، (ماتشوال)، والشركة (الوطنية الأولى). بحلول عام 1918، ذاع صيت (تشارلي تشابلن) وأضحى واحدًا من أكثر الشخصيات شهرة في العالم.
في عام 1919، شارك (تشابلن) في تأسيس شركة (اتحاد الفنانين) للتوزيع، والتي منحته التحكم المطلق في أفلامه. فكان أول إنتاجاته بعد ذلك فيلم “الطفل" (1921)، “امرأة في باريس” (1923)، “حمى البحث عن الذهب” (1925)، و”السيرك” (1928). مع بداية الثلاثينات من العقد العشرين، رفض (تشابلن) بشكل كامل التوجه إلى أفلام الصوت، وترك الأفلام الصامتة، رافضًا بشكل كامل حتى النقاش بهذا الشأن، وبالفعل قام بإنتاج عدد من الأفلام الصامتة، تعتبر بعضها من أشهر أفلامه الشخصية، مثل “أضواء المدينة” (1931)، “العصور الحديثة” (1936). ومع تزايد اهتمام (تشابلن) الملحوظ بالسياسة، قام تشابلن بإنتاج فيلمه الشهير “الديكتاتور العظيم” (1940)، والذي انتقد فيه الزعيم الألماني أدولف هتلر، قبيل الحرب العالمية. ومع بداية الأربعينات انخفضت شعبية (تشابلن) بشكل ملحوظ، نتيجة للجدل القائم حوله وحول شخصه. فقد تم توجيه العدد من الاتهامات إليه، منها اتهامه بالتعاطف مع الشيوعيين، وتم افتعال بعض القضايا، كقضايا أبوة، وقضايا الفارق العمري الكبير بينه وبين زوجاته. وبعد فترة من استلام مكتب التحقيقات الفيدرالية لملف (تشابلن) والاتهامات الموجهة إليه، تم إجبار (تشابلن) على ترك الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعله يتجه من منفاه إلى سويسرا حتى بقية حياته. في أواخر الأفلام التي أنتجها، تخلى عن شخصية (الصعلوك) التي لازمته في معظم أفلامه، وبشكل نهائي، فكانت أواخر أفلامه “الميسيو فيردوكس” (1947)، “الأضواء” (1952)، “ملك في نيويورك” (1957)، و”الكونتيسه من هونغ كونغ” (1967).
الحقيقة أن (تشارلي تشابلن) قام بإنتاج، وإخراج، وكتابة، وتحرير، وتأليف معظم الموسيقى والتفاصيل في أفلامه. واستقلاله المادي مكنه من فعل ذلك، ومن التعبير عن أفكاره وآراؤه الشخصية فيها، ومن قضاء عدة سنوات في تطوير وإنتاج الأفلام بالشكل الذي يتمناه. تتميز أفلامه بجمعها بين التهريج والعاطفة، فشخصية (الصعلوك) التي اشتهر بها تتميز بمعاناتها المتواصلة ونضالها المستمر ضد المصاعب. كما ضمَّن أفلامه بالعديد من المواضيع الاجتماعية والسياسية، وبشيء من سيرته الذاتية. في عام 1972، وكشيء من تجديد التقدير والامتنان لإنتاجاته الفنية، تم منح (تشابلن) جائزة الأوسكار الفخرية “لعظمة تأثيره في جعل السينما هي الفن الأساسي لهذا العصر”.
سيرته الذاتية


== بداياته (1889-1913) ==
كان تشابلن من أكثر الشخصيات إبداعا وتأثيرا في عصر الأفلام الصامتة، كان متأثرا بسابقيه من الفنانين، ممثل الأفلام الصامتة الفرنسية [[ماكس ليندر]]، الذي أهدى له واحد من أفلامه. لقد أمضى 75 سنة من حياته في مجال الترفيه، منذ [[عصر فكتوري|العصر الفكتوري]] حتى وفاته عن عمر يناهز الـ88 عاما. شملت حياته الخاصة والعامة رفيعة المستوى كلا من التملق والجدل. اضطر تشابلن للبقاء في [[أوروبا]] طول الفترة [[مكارثية|المكارثية]] في بداية خمسينات القرن العشرين.


=== الطفولة الشاقة ===
تحصل تشابلين على المرتبة الـ10 في ترتيب [[معهد الفيلم الأمريكي 100 عام و100 ممثل]]. أما سنة 2008، فقد قال مارتين سيف في استعراض كتابه [[حياة تشابلين]]: "تشابلين لم يكن مجرد "كبير" بل كان "عظيما"". لكن سنة 1915، فقد خربت الحرب العالمية الكوميديا، الضحك. بقي تشارلي يمارس مهنته حتى بعد 25 سنة خلال فترة الكساد الكبير وصعود [[أدولف هتلر]]. وكان لا يصدق أن شخصا قادر في تلك الفترة على الترفيه عن نفوس الناس. لذلك قال عنه [[جورج برنارد شو]] : "انه العبقري الوحيد الذي خرج من الصناعة السينمائية".


وُلد (تشارلز سبينسر شابلن) في يوم 16 أبريل 1889. وكان الابن الوحيد للمغنيين (تشارلز شابلن الأب) و(هانا هيل). لا يوجد أي تأكيد رسمي عن تفاصيل ولادته، ولكن (شابلن) يعتقد بأنه وُلد بالشارع الشرقي في (والوورث) بجنوب (لندن). تزوج والداه قبيل ولادته بأربع سنوات، وكان (تشارلز الأب) يرعى ابن (هانا) غير الشرعي (سيدني جون). في الوقت الذي كان فيه كلا والديه من فناني القاعات الموسيقية، بالنسبة لوالدته (هانا) فقد كانت مسيرتها الفنية قصيرة جدًا، ولم تتسم بالنجاح، على الجهة الأخرى كان والده (تشارلز الأب) مغنيًا مشهورًا. لم يدم زواج والديه كثيرًا، فقد تم طلاقهما في عام 1981. وفي عام 1982، أنجبت (هانا) ابنها الثالث (جورج)، وكان ابنًا غير شرعي لأحد فناني القاعات الموسيقية، اسمه (ليو درايدن). ولكن (درايدن) قام بأخذ الطفل من والدته بعد ستة أشهر، ولم يكن جزءًآ من حياة (شابلن) لثلاثين عامًا بعدها.
== سيرته الذاتية ==
يعبر كاتب سيرة (شابلن) الذاتية السيد (ديفيد روبينسون) عنها بأنها “أكثر قصص النجاح والتحول من الفقر إلى الثراء إثارة”. فقد أمضى (شابلن) طفولته مع والدته وشقيقه (سيدني) في حي (كيننجتون) بلندن، ولم يكن لهم أي مصدر دخل غير الحياكة والتمريض التي كانت تزاولهما والدتهما من فترة لأخرى، بينما لم يقدم لهم (شابلن الأب) أي مساعدة بعدما تركهم. وإذعانًا لتدهور الحالة المادية، تم إرسال (شابلن) إلى الإصلاحية للمرة الأولى عندما كان بالسابعة من عمره. ثم قامت الإصلاحية بعد ذلك بإرساله إلى (مدرسة لندن المركزية للفقراء المعدمين)، والتي يصفها (شابلن) بأنها “كيان اليأس”. لم يدم ذاك الحال لأكثر من 18 شهرًا، حتى تمت إعادته إلى والدته بعد ذلك، حتى تم إرسالها هي إلى المصحة العقلية في يوليو 1898، وتبعًا لذلك تم إرسال الشقيقين إلى (مدارس نوروود)، مؤسسة أخرى للأطفال الفقراء المعدمين.
=== بداياته في لندن (1889-1909) ===
يقول (تشابلن) : “كنت بالكاد على بينة بالأزمة، لأننا كنا نعيش في حياة من الأزمات المتتالية”.
ولد تشارلز سبنسر تشابلين يوم [[16 أبريل]] [[1889]]،في الشارع الشرقي، [[والورث]]، [[لندن]]، [[إنجلترا]]. كان والداه يعملان بقاعة موسيقى تقليدية. والده، السير تشارلز سبنسر تشابلين، كان مغنيا وممثلا أما أمه، هانا تشابلين، كانت أيضا مغنية وممثلة تعرف باسم ليلي هارلي. وقد انفصل والداه قبل أن يبلغ تشابلين سن الثالثة، حيث تعلم هذا الأخير الغناء من والديه.وقد صرح التعداد السكاني لسنة 1891 كون تشارلي عاش مع أمه وأخيه من الأم سيدني في [[شارع بارلو]]، [[والوث]].
في شهر سبتمبر من عام 1898، أُرسلت والدة (شابلن) مرة أخرى إلى مصحة عقلية تُسمى (تل القصب)، نتيجة لتطور الهوس الناتج عن مرض الزهري وسوء التغذية. في خلال الشهرين التي مكثتهما (هانا) بالمصحة، أُرسل (شابلن) وأخاه (سيدني) إلى والدهما الذي لم يعرفاه منذ الطفولة. وكان (شابلن الأب) مدمنًا على الكحول، مما جعل حياتهما معه مريعة إلى الدرجة التي جعلتهما ينتهيان إلى (الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال). توفي والد (شابلن) بعد ذلك بعاملين، عن عمرٍ يناهز الـ38 نتيجة إصابته بمرض تليف الكبد.
تحسنت صحة (هانا) بعد فترة، وخرجت من المصحة العقلية، إلا أنه اشتد عليها ثانية في مايو 1903. فقام (شابلن) بأخذها إلى المستشفى، وكان بالرابعة عشر، ومنه تم إرسالها إلى المصحة العقلية ذاتها مرة أخرى. عاش (شابلن) مرحلة جديدة وصعبة من حياته، لا يشغل باله فيها إلا بحثه عن لقمة العيش وعن مكان للمبيت والنوم، زاد الأمر صعوبة عندما رجع أخوه من البحرية التي التحق بها قبل عامين، مما اضطره إلى تدبير شؤون أخيه بالإضافة إلى شؤونه الشخصية. تم إطلاق سراح (هانا) من المصحة العقلية بعد ثمانية شهور، ولكن المرض عاد إليها في 1905، وبشكل دائم هذه المرة. يصف (شابلن) ذلك فيقول : “لم يكن هناك ما يمكن فعله حيال ذلك إلا تقبل مصير الأم الفقيرة”. وبقيت (هانا) في المصحة العقلية، حتى وفاتها عام 1928.
الفنان الشاب


بداية علاقة (شابلن) بالمسرح كانت في الفترة الزمينة بين وجوده في مدرسة الفقراء وفترة دخول والدته إلى المصحة العقلية. ويُذكر بأنه اعتلى المسرح للمرة الأولى كهاوٍ عندما كان بالخامسة من عمره، بعدما ضج الجمهور لفقرة غنائية سيئة قامت بها والدته (هانا) في (ألدرشوت). كان تلك المرة حدثًا استثنائيًا ولم تتكرر، ولكن والدته ارتأت فيه شيئًا من الموهبة وقامت بتنميتها فيه، يقول (شابلن) : “أنها كانت تغرس فيه حسًا بأن لديه نوعًا فريدًا من الموهبة”. وببلوغه للتاسعة من عمره، وبمساعدة من والده وبعض معارفه، اشترك (شابلن) في فرقة رقص شعبية تحمل اسم (فرسان لانكشاير الثمانية)، والتي جالت بع قاعات الموسيقى الإنجليزية طوال عامي 1899 و1900. وعلى الرغم من عمل (شابلن) الدؤوب والجاد، وبالرغم من شهرته بين الجماهيره واستحسانهم له، إلا أنه لم يكن راضيًا عن الرقص، واستمر في رغبته بالتمثيل الكوميدي.
وكأي طفل صغير، عاش تشابلين مع أمه في أماكن مختلفة داخل وحول [[كينغتون رواد]] في [[لامبث]]، من بينها 3 بونال تيراس، شارغ شستر و39 شارع ميلثي. أمه ووالدها كانا من الرومانيشال (غجر بريطانيا)، وهو شيء لطالما افتخر يه، حيث وصفها في مذكرته الذاتية "ان السكيلتون موجود في خزانة عائلتنا". أما أب تشارلز، السير تشارلز تشابلين كان مدمن على الكحول، بينما كانت علاقته مع ابنه سطحية، بالرغم من أن تشابلين وأخيه من الأب عاشا مع أبيهما وعشيقته، لويس، في 287 شارع كينغتون. أخوه من الأم عاش هناك أيضا بينما كانت أمه بمستشفى هضبة كان للأمرض العقلية في كولسدون. أرسلت عشيقة أب تشبلن الولد إلى مدرسة أسقف المعبد للبنين. بينما توفي أبوه جراء [[تشمع الكبد]] بينما كان تشابلن يبلغ من العمر 13 عاما، سنة [[1901]]. وحسب التعداد السكاني لسنة 1901، انتقل تشابلن للعيش في 94 شارع فيرندال، [[لامبث]] ضمن مجموعة من الصبيا الراقصين، [[فتيان اللانكشاير الثمانية]]، التي يديرها [[ويليام جاكسون]].
في فترة عمل (شابلن) مع (فتيان لانكشاير الثمانية)، حرصت والدته على انتظامه في التعليم وحضور المدرسة، إلا أنه ترك المدرسة بشكل نهائي عندما كان بالثالثة عشر من عمره. وكان وقتها يعمل بأكثر من وظيفة ليؤمن الحياة اللازمة، مع ازدياد أمله كل يوم في أن يكون ممثلًا كوميديًا بيوم من الأيام. عندما بلغ الرابعة عشر من عمره، وبعد وقت قصير من الأزمة التي حلّت بوالدته، سجّل (شابلن) لدى وكالة مسرحية في (ويست إيند) في (لندن). التمس مدير الوكالة بعضًا من الموهبة في (شابلن)، فأعطاه على الفور أول أدواره في مسرحية (رومانسية الكوكاين) لـ(هاري ساينسباري). افتتحت المسرحية في شهر يوليو من عام 1903، وكان (شابلن) يؤدي فيها دور موزع الصحف، إلا أن المسرحية لم تكلل بالنجاح، مما سبّب في إغلاقها بعد أسبوعين فقط. بعد ذلك بفترة قصيرة، أمّن (ساينسباري) لـ(شابلن) دورًا ثانويًا في مسرحية (شيرلوك هولمز) لـ(تشارلز فروهمان)، فأدى (شابلن) دور الصبي (بيلي) في ثلاث جولات إقليمية للمسرحية. وكان أداؤه مميزًا للدرجة التي سببت في دعوته إلى (لندن) لأداء الدور ذاته جنبًا إلى جنب مع (ويليام جيليت)، الممثل الأصلي لشخصية (شيرلوك هولمز). و“كانت كالبشرى من السماء” كما يصفها (شابلن). عندما بلغ الشادشة عشر من عمره، تألق (شابلن) في مسرحية (الدوق يورك) التي عرضتها (ويست إيند) من أكتوبر إلى ديسمبر من عام 1905. وبعد ذلك قام بجولة إقليمية أخرى لمسرحية (شيرلوك هولمز) في أوائل 1906، ثم اعتزل التمثيل المسرحي بعد ذلك، راسمًا نهاية مسيرة سنتين ونصف كممثل مسرحي.
الكوميديا والاستعراض المسرحي


لم يمض الكثير من الوقت حتى وجد (شابلن) عملًا مع شركة إنتاجية جديدة، التي عينته هو وشقيقه - الذي امتهن التمثيل في وقت سابق أيضًا - في مسرحية كوميدية قصيرة تحمل اسم (إصلاح). في مايوم 1906، انضم (شابلن) إلى (سيرك كيسي) وقدم فيه فقرة كوميدية شعبية، عبارة عن قصص تهريج، والتي بدورها نالت قبولًا لدى الجماهير، مما جعله نجم العرض بعد فترة قصيرة. في الوقت الذي أنهى فيه السيرك جولته (يوليو 1907)، كان (شابلن) البالغ من العمر 18 سنة، ممثلًا كوميديًا متألقًا بحق. حاول بعد ذلك أن يقوم ببعض الأعمال بشكل منفرد، إلا أن تلك التجربة كانت قصيرة وتتسم بالفشل.
نتيجة لمشاكل في [[الحنجرة]] اضطرت والدة تشابلين الانقطاع عن الغناء. وبعد أن عادت من جديد إلى مستشفى هضبة كان، ترك إبنها في ملجأ للفقراء في لامبث جنوب لندن، وانتقل بعد بضع أسابيع إلى وسط لندن تحديدا بحي مدرسة الفقراء في [[هانويل]].
في تلك الأثناء، انضم شقيقه (سيدني شابلن) إلى شركة الإنتاج المرموقة (فريد كارنو) الكوميدية. وفي عام 1908، أي بعد سنتين من انضمام (سيدني) إلى الشركة، أضحى الشقيق واحدًا من فنانيهم الأساسيين. في فبراير، تمكن من تأمين تجربة أداء لأخيه الأصغر. كان (كارنو) في البداية مترددًا بعض الشيء حول قبول (تشارلز شابلن)، فقد كان يعتبر (شابلن) “شاحبًا، سقيمًا، متجهم المنظر”، كما وصفه أيضًا بأنه “يبدو خجولًا جدًا لأداء أي عرض مسرحي جيد”. لكن (تشارلز شابلن) وفي أول عروضه كان ملحوظًا ببراعة أداؤه، وكان ذلك في (مدرج لندن)، الشيء الذي جعل شركة الإنتاج تتحرك سريعًا لتوقيع عقد معه. بدأ (شابلن) بأداء سلسلة من الأدوار القصيرة والثانوية، حتى عام 1909 عندما استلم أول دور رئيسي له. وفي أبريل 1910، قام بأداء الدور الرئيسي في مسرحية (جيمي الذي لا يخاف)، وكان ناجحًا ومتقنًا في أداؤه للدرجة التي جعلت الصحافة توليه اهتمامًا كبيرًا.
قام (كارنو) بعد ذلك باختيار نجمه الجديد (شابلن) للانضمام إلى الفرقة التي ستقوم بجولة استعراضية مسرحية في أمريكا الشمالية. ترأّس الممثل الكوميدي الشاب العرض، وأُعجب به الجماهير والنقاد، وتم وصفه من قِبَل أحد النقاد بأنه “واحد من أفضل من شهدتهم الأرض في التمثيل الإيمائي”. وكان له دورًا ناجحًا يقوم به يُسمى “تضخم الثمالة”، يقوم فيه بدور رجل بلغت منه الثمالة أو السُّكر مبلغها، وكانت هذه الشخصية بعد ذلك إحدى بصماته في المسرح الإيمائي. استمرت الجولة واحدًا وعشرين شهرًا، وعادت الفرقة بعد ذلك إلى إنجلترا في يونيو. يقول (شابلن) بأنه “انتابه شعور بالقلق من العودة، والغرق مرة أخرى في حالة الاكتئاب”، وهذا ما يبرر سعادته ببداية الجولة التالية في أكتوبر.
بداية التصوير السينمائي والأفلام (1914-1917)


=== استيديوهات (كييستون) ===
=== السنوات الأولى في الولايات المتحدة (1910-1913) ===
[[ملف:Charlie Chaplin I.jpg|تصغير|خدمات باين الصحفية: صورة لتشابلين في مكتبه سنة 1910]]
انتقل تشابلين في البداية إلى [[الولايات المتحدة]] رفقة مجموعة [[فريد كارنو]] بين سنتي [[1910]] و[[1912]]. بعد خمسة أشهر عاد [[إنجلترا|لإنجلترا]]، ثم رجع مع مجموعة كارنو في [[2 أكتوبر]] [[1912]]. ولقد كان أرثر ستانلي ضمن شركة كارنو والذي عرف لاحقا ب[[ستان لورل]]. اشترك تشابلين ولورل غرفة في منزل غير مريح. وبينما عاد [[ستان لورل]] إلى البلد الأم، بقي تشابلن هناك. وفي أواخر سنة 1913 مثل تشابلن مع فرقة كارنو، حيث ظهر بمساعدة [[ماك سانات]]، [[مابل نورماند]]، [[مينتا دورفي]] و[[فاتي أربوكل]]. حيث انتدبه سانات إلي أستديوهاته، [[شركة كستون لإنتاج الأفلام]] التي حلت مكان [[فورد سترلينغ]]. لقد واجه تشابلين العديد من المشاكل الصعبة في البداية، تتمثل في كيفية طلب تمثيل الأفلام مقارنة بأداءه البسيط. وبعد ظهور أول أفلام تشابلين، [[لقمة عيش]]، أحس سانات بأنه قام بخطأ فادح لكونه مكن تشابلين من القيام بذاك الدور. وقد اتفق المؤرخون أن نورماند هو من أقتع سانات بأعطاء تشابلين هذه الفرصة.


بعد نهاية الستة أشهر التي قضاها (شابلن) في جولته الاستعراضية، تلقى دعوة للانضمام إلى (شركة نيويورك للصور المتحركة). وكانت السمعة التي وصلت للشركة عن (شابلن) بأنه قد يعوّض (فريد ماسي)، نجم (استيديوهات كيستون) الذي يعتزم تركها. ورغم تردد (شابلن) في البداية إلا أن فكرة العمل في الأفلام والسينما راقت له في النهاية، “كما أن التجربة هذه تعني البداية في حياة جديدة”. في سبتمبر 1913، التقى (شابلن) بموكلي الشركة، واتفق معها على عقد بقيمة 150 دولار أسبوعيًا.
لم يتح ماك سينات الفرصة لتشابلين من جديد، واعتقد هذا الأخير أنه سيطرد نتيجة لسوء تفاهم وقع بين سانات ونوماند. بينما صور تشابلين كانت قريبة من النجاح، إذا أصبح أعظم نجوم كيستون.
وصل (شابلن) إلى المركز الرئيسي لـ(استيديوهات كييستون) في (لوس أنجلوس)، بأوائل ديسمبر 1913. مع بداية المسيرة أعلن مديره (مارك سينيت) عن أن (شابلن) ذو الأربع وعشرين عامًا بدا صغيرًا جدًا. ولم يتم توكيل أي دور إلى (شابلن) في الأفلام حتى أواخر يناير، وهي الفترة التي استغلها (شابلن) لتعلم الحرفة وصناعة الأفلام. وكانت المرة الأولى التي سُمِح له بالتمثيل في يوم 2 فبراير 1914. في ثاني ظهور له أمام الكاميرا، أُعطيَ (شابلن) حرية اختيار ملابسه التي سيظهر بها في الفيلم. وصف (شابلن) تلك اللحظات في سيرته الذاتية بالكلمات التالية:


“أردت أن يبدو المنظر متناقضًا في كل شيء ؛ البنطال الفضفاض، المعطف الضيق، القبعة الصغيرة والأحذية الكبيرة … وأضفت شاربًا صغيرًا، والذي من شأنه أن يضيف المزيد من العمر، دون أن يخفي تعابير الوجه. لم يكن لدي أي فكرة عن الشخصية في البداية، ولكن في اللحظة التي أكملت فيها هذه التشكيلة من الملابس وبعد إضافة المساحيق والمكياج، شعرت بأنني ذاك الشخص الذي صار وتشكل بعد ذلك. وبدأت بالتعرف إليه مع مرور الوقت، وبعد خروجي إلى المسرح اكتمل تكوُّن الشخصية"
أصبح تشابلن من المقربين إلى نوماند، التي أخرجت وكتبت عدد من أفلامه الأولى. بينما تشابلين لم يكن مستريحا لكونه ممثل لمخرجة، إذ رفض ذلك، وفي النهاية تمكن الإثنان من التغاضي عن الاختلافات بينهم، وصاروا أصدقاء بعد ترك تشابلين لكيستون.


كان اختراع شخصية (الصعلوك) كما عُرفت بعد ذلك، من أجل فيلم (مأزق مابل الغريب)، ولكنها خرجت للجماهير للمرة الأولى في فيلم (سباق سيارات الأطفال في جزر البندقية)، والذي صدر قبل (مأزق مابل الغريب) بيومين. اعتمد (شابلن) هذه الشخصية الجديدة لأفكار أفلام جديدة، في محاولة للخروج بأفلام يظهر فيها بدورٍ رئيسي، إلا أن الإدارة رفضت هذه الأفكار. وفي أثناء تصويره لفيلمه الحادي عشر (مابل على العجلة) تشاجر مع المخرج (مابل نورماند)، مما تسبب في طرده بعد ذلك. إلا أن (سينيت) أبقى على (شابلن) بعدما وصلته العديد من المعاريض تدعوه إلى إبقاء (شابلن) والسماح له بتقديم أفلامه الخاصة. وتم السماح لـ(شابلن) بإدارة وإخراج أفلامه الخاصة، بعدما وعد الأخير بدفع 1500 دولار للشركة حال فشله.
=== الصعلوك (1914-1915) ===
[[ملف:ChaplinMakinALiving.jpg|تصغير|يمين|تشابلين على اليمين في أحد أول أفلامه "[[صناعة حياة]]"]]
انطلق مشوار الصعلوك خلال فترة الأفلام الصامتة، بداية من الفلم الكوميدي [[أطفال يتسابقون في فينيس]] (أنشئ في [[7 فبراير]] [[1914]]). أصبح تشابلين من خلال شخصية الصعلوك، ويسرعة أشهر نجوم كسيتون، شركة [[ماك سانات]]. استمر تشابلين في تمثيل هذا الدور في العشرات من الأفلام، حتى في بعض الأفلام الأطول لاحقا(في عدد من الأفلام الأخرى قام بأداء شخصبات أخرى غير الصعلوك)، كما أدى دور أحد أفراد [[شرطة كيستون]] في فيلم [[ممسك العصابات]] الذي صور في [[5 يناير]] [[1914]].


تم إصدار أول فيلم لـ(شابلن) كمخرج في 4 مايو 1914، تحت مسمى (قُبِض عليه تحت المطر)، وكان ناجحًا جدًا. وقام بعد ذلك بإخراج أغلب الأفلام القصيرة التي أنتجها لـ(كييستون)، بمعدل حوالي فيلم للأسبوع، وهي الفترة التي تذكر لاحقًا بأنها الفترة الأكثر إثارة في مسيرته. أفلام (شابلن) جُعلت في قالب كوميدي أبطأ من الشكل التقليدي الهزلي لأفلام (كييستون)، وجعل لنفسه بها قاعدة جماهيرية كبيرة. في نوفمبر 1914، حصل (شابلن) على أول دور مساعد في فيلم طويل، وكان ذلك في فيلم (ثقب الرومانسية عند تيلي) من إخراج وبطولة (ماري سينيت دريسلر)، والذي حقق بدوره نجاحًا تجاريًا وزادت بسببه شعبية (شابلن) أكثر. في نهاية السنة، وعند مراجعة عقد (شابلن) للتجديد، طلب (شابلن) 1000 دولار أسبوعيًا، المبلغ الذي رفضه (سينيت) لأنه وجده ضخمًا جدًا.
عرفت شخصية الصعلوك في فترة الأفلام الصامتة، وقد أعتبر كشخصية عالمية، وعندما بدأت فترة الأفلام الناطقة، رفض تشابلن أن يجعل هذه الشخصية متحدثة. فكان إنتاج سنة [[1931]]، [[أضواء المدينة]] صامتا. تقاعد تشابلين عن تأدية دور الصعلوك رسميا بعد فيلم [[العصور الحديثة]] ([[5 فبراير]] [[1936]])، الذي انتهى تقريبا بينما كان الصعلوك يسير في طريق لا ينتهي نحو الأفق. هذا الفيلم يعتبر نهاية الأفلام الصامتة. حيث كان الصعلوك صامتا حتى تقريبا نهاية الفيلم أين سمع صوته أخيرا، ولو أنه نطق مقطع من أنشودة فرنسية-إيطالية غير معروفة.


=== استيديوهات (اسناي) ===
الفلمان الذان حددا ملامح شخصية الصعلوك كانا من إنتاج سنة [[1915]]، [[الصعلوك]] و[[البنك (فيلم)|البنك]]. على الرغم من أن النهاية الفلمين أدت بالصعلوك إلى خيبة أمل إلى أنه أستمر في طريقه مبتهجا.


أرسلت (شركة اسناي لصناعة الأفلام) عرضًا لـ(شابلن) بقيمة 1250 دولار للأسبوع، مع مكافأة توقيع تقدر بـ10,000 دولار. فانضم (شابلن) إلى الاستيديو في أواخر ديسمبر 1914، حيث بدأ بتشكيل شركة مساهمة تتكون من ممثلين عاديين، من ضمنهم (ليو وايت)، (بود جاميسون)، (بادي ماكغوير) و(بيلي آرمسترونغ). وسرعان ما انضمت لهم الممثلة القديرة (إدنا بورفيانس)، والتي التقى بها (شابلن) في أحد المقاهى وقام بتعيينها نظرًا لحسنها وجمالها. فظهرت بعد ذلك في 35 فيلمًا مع (شابلن) خلال ثمانية سنوات متواصلة، ووُجدت بينها وبين (شابلن) علاقة غرامية استمرت حتى 1917.
[[ملف:Chaplin - Kid Auto Races in Venice.png|تصغير|يسار|[[أطفال يتسابقون في فينيس]]1914: ثاني أفلام تشابلن وأول ظهور لشخصية الصعلوك]]
أفلام تشابلن الأولى صورة في أستدويوهات كاستين التابعة لماك سانات، أين طور شخصية الصعلوك وأين تعلم بسرعة الفن وكذلك حرفة إدارة الأفلام. أول ظهور للصعلوك كان بينما يبلغ تشابلين الـ24 من عمره، حينما ظهر في ثاني أفلامه [[أطفال يتسابقون في فينيس]] ([[7 فبراير]] [[1914]]).


أكد (شابلن) للجميع بأن أفلامه على قدر عالٍ من الدقة والجودة، وبدأ ببذل المزيد من الوقت والجهد لكل فيلم. كان هناك شهر واحد كفاصل زمني بين فيلمه الثاني (ليلة خارجًا) والثالث (البطل). وتم إنتاج السبعة الأفلام الأخيرة، من الأفلام الـ14 التي أنتجها مع (اسناي)، بنفس هذه الوتيرة البطيئة نسبيًا. كما أضاف بعضًا من التعديلات على الشخصية التي يلعبها، والتي كانت قد رُفضت سابقًا عندما عمِل مع (كييستون)، بسبب أن الرؤساء هناك ارتأوها “غير معقولة” أو “غير عادية” ولا تستحق العرض. فأصبحت شخصية (الصعلوك) أكثر رومانسية ونعومة مع الوقت، وتم اعتبار أبريل 1915 كنقطة تحول للشخصية الكوميدية. فكانت الشخصية -مثلًا- متعاطفة وبائسة في فيلم (المصرف) أكثر من غيره من الأفلام، نظرًا للنهاية الحزينة التي جعلها (شابلن) للفيلم. كل هذه التطويرات جعلت (روبينسون) يصف هذه المرحلة بأنها تطورًا عامًا للأفلام الكوميدية، وبأنها المرحلة التي ابتدأ في النقاد بتقدير (شابلن) وأعماله بشكل أكثر جدية. فكتب الناقد المتخصص في الأفلام (سيمون لووفيش) في (اسناي) بأنه “وجد كثيرًا من الحلول في عالم (الصعلوك) لمشاكل العالم ومواضيعه”.
في الواقع شخصية الصعلوك ظهرت في فيلم صور قبل بضعة أيام من الفيلم السابق ذكره، وهو فيلم [[مأزق مابل الغريب]] الذي أخرج متأخرا في [[9 فبراير]] [[1914]]. ماك سانيت طلب من تشابلن استعمال ماكياج كوميدي، حسب ماقال تشارل في سيرته الذانية التي كتبها بقلمه:<br/>
''لم أكن أملك أي فكرة في خصوص أي مكياج أضع. لم أرد أن أظهر كصحفي في نشرة إخبارية كما هو الحال في فيلم [[لقمة عيش]]. لكن في طريق خزانة الملابس فكرة أن أرتدي سروال فضفاض، حذاء كبير، عكاز وقبعة. أردت أن يكون كل شيء متناقضا: السروال الفضفاض، المعطف الضيق، القبعة الصغيرة والحذاء الكبير. كنت مترددا أأكون بمظهر شخص كبير أو شاب، لكن تذكرت ان سانات كان ينتظر مني أن أكون بمظهر شخص أكبر عمرا، لذلك أضفت شنب صغيرا وذلك ليضفي على الشخصية الكبر في العمر دون إخفاء تعابيري. لم تكن لي أي فكرة حول الشخصية، لكن في اللحظة التي ارتديت فيها الملابس وقمت بالماكياج أحسست بالشخصية. بدأت أتعرف عليها، وعندما دخلت ساحة التمثيل ولد الصعلوك.''
[[ملف:Chaplin The Kid edit.jpg|250px|تصغير|يسار|صورة لشارلي شابلن في فيلم [[الطفل (فيلم 1921)|الطفل]] عام 1921]]
إن الصعلوك هو متشرد ذو أخلاق، ملابس وكرامة رجل شهم. اشترط [[شستر كوكلين]] على تشابلين ارتداء بزة رسمية، أما [[فورد سترلينغ]] فأشترط بدوره أن يرتدي حذاء حجمه 14، الذي كان يعتبر كبيرا جدا. كان على تشابلن ارتداءه كل من الفردين في المكان الغير ملائم أي بالعكس، ليجعل لهما دورا مرحا في الشخصية. ولقد قام بجعل الشنب مجعدا تبعا ل[[ماك ستان]]. إن الشيء الوحيد الذي إنفرد في اختياره تشابلن هو القبعة. شخصية الصعلوك لم تأبه إلا أن تحصل على شهرة كبيرة بسرعة لدى جماهير السينما. إن هذه الشخصية من الشخصيات الأساسية لتشابلن، وقد كانت ولا زالت تعرف كـ"شارلو" في العالم الفرنكوفوني، [[إيطاليا]]، [[إسبانيا]]، [[أندورا]]، [[برتغال]]، [[يونان]]، [[رومانيا]] و[[تركيا]]، وكـ"كارليتوس" في [[البرازيل]] [[أرجنتين|الأرجنتين]]، و"دير فاغابوند" في [[ألمانيا]].


بحلول عام 1915، أضحى (شابلن) ظاهرة ثقافية. فضجت المحلات التجارية بالسلع التي ترتبط به، كما تم إصدار نسخة منه كرسوم كرتونية، وكقصص مصورة، وكُتبت عنه العديد من الأغاني. في شهر يوليو، وصف ذلك صحفي في مجلة (موشن بيكتشارز) بأن “الشابلنية” - مشتقة من شابلن - قد انتشرت في جميع أنحاء أمريكا. وازدهرت سمعة (شابلن) بين الناس، وذاع صيته، وصار أكبر نجوم صناعة السينما في العالم. عندما انتهى عقده مع (اسناي) في ديسمبر 1915، وعلى وعيٍ تام بشعبيته المتزايدة، طلب (شابلن) 150,000 دولار كمنحة لتوقيع عقده الجديد. وتلقى في نفس الوقت عددًا كبيرًا من العروض، من بينهم (يونيفيرسال)، (فوكس)، (فيتاغراف)، إلا أن أفضل العروض كان من شركة (ماتشوال)و والتي عرضت عليه 10,000 دولار أسبوعيًا.
في بدايات تشابلن مع استدوديوهات كيستون، كان يستعمل صيغة ماك سانات في توظيف الجسد لغايات كوميدية إضافة إلى الإيمائات المبالغ فيها. إذ أن إيماءاته بالغة الدهاء، حيث أنها ملائمة لمشاهد الرومنسية وأيضا المطاردات. الكوميديا البصرية كانت من اختصاص كيستون، مع ذلك فان أعداء الصعلوك كانو يتعرضون دوما للركل والصفع. رواد السينما أحبوا مرح هذا الكوميدي الجديد، بالرغم من نقده الحذر التي تحده حدود غريبة في الخشونة.تشابلن كان قريبا من وعده بتأليف وإخراج فلمه الخاص. لقد قام بـ34 فلم قصير لسانات طول سنته الأولى مع السينما، فضلا عن العرض التاريخي [[رومانسية تيلي المثقوبة]].


=== استيديوهات (ماتشوال) ===
لقد كان من الوارد أن يعرض أول أفلام الصعلوك في قاعات السينما الأمريكية، وأن تحظى بحملة أعلانية يديرها [[نيلس غرانلود]]، مدير إعلانات، إضافة إلى ورود رؤيتها بقاعة شارع لويس السابع بهارلم سنة [[1914]]. قام تشابلن سنة [[1915]] بتوقيع عقد أفضل مع [[استوديوهات ايساناي]]، علاوة على ذلك فقد قام بتطور مواهبه في مجال السينما، باللإضافة والتعمق في شدة إنفعلاته على المستوى التهريجي مقارنة بما قدمه في استدوديوهات كيستون. أفلام ايساناي كانت أكثر مرحا، كما كانت مدتها تساوي ضعف مدة أفلام كيستون. تشابلن قام أيضا بتطوير شركته، التي تضم كل من انجوني، إيدنا بورفيانس، ليو وايت وبود جاميسون..


تم التفاوض على العقد الجديد الذي يربط (شابلن) بشركة (ماتشوال)، وتم الاتفاق على مبلغ 670,000 دولار سنويًا، والتي وصفتها (روبينسون) خادمة (شابلن)، عندما كانت بالسادسة والعشرين، بأنها أحد أعلى الأجور في العالم. انتشر خبر الأجر العالي الذي يتلقاه (شابلن) على مستوى العالم، الخبر الذي صدم الجماهير بدوره. مما دفع السيد (جون ر. فريولر)، مدير الشركة، إلى التصريح بأنه “بمقدور الشركة أن تدفع للسيد (شابلن) مثل هذا المبلغ الكبير سنويًا، لأن الجماهير ستدفع لمشاهدة (شابلن)، وستأتي لمشاهدته”.
== المسرح ==
أعطت شركة (ماتشوال) لـ(شابلن) استيديو خاص في (لوس أنجلوس)، للعمل به، والذي تم افتتاحه في مارس 1916. وقام الأخير بالتعاقد مع ممثلين رئيسيين إلى شركته الصغيرة المساهمة، هما؛ (ألبرت أوستن) و (إيريك كامبل)، وأنتج معهما سلسلة أفلام هي ؛ (الماشي على الأرض)، (الإطفائي)، (المتشرد)، (الواحدة صباحًا) و (الكونت). وقام أيضًا بالتعاقد مع الممثل (هاري بيرغمان)، والذي استمر في عمله مع (شابلن) لمدة 30 عامًا، لإنتاج فيلم (مكتب الرهانات). وبالفيلمين (وراء الشاشة) و (حلبة التزلج) أنهى بذلك (شابلن) إنتاجاته لعام 1916. كان عقد (شابلن) مع شركة (ماتشوال) ينص على إنتاج الأخير لفيلم واحد كل أسبوعين على الأقل، وهو ما قام (شابلن) بتحقيقه والحفاظ عليه. ومع بداية السنة الجديدة 1917، بدأ (شابلن) بقضاء المزيد من الوقت في إنتاج أفلامه، فأنتج في أول عشرة أشهر من 4 أفلام فقط للشركة ؛ (الشارع السهل)، (العلاج)، (المهاجر) و (المغامر) أخيرًا. تعتبر هذه الأربعة أفلام من بين أفضل أعماله، واعتبر (شابلن) هذه الفترة أيضًا بأنها الأسعد في مسيرته الفنية.
[[ملف:Charlie Chaplin.jpg|تصغير|تشارلي تشابلن في شخصيته المشهورة «الصعلوك»]]
اعتلى تشارلي خشبة المسرح لأول مرة عندما كان في الخامسة من العمر حيث قام بالأداء في مسرح الموسيقى في عام 1894 م بدلا عن أمه. وكان أثناء طفولته قد اضطر للبقاء في الفراش لأسابيع نتيجة لمرض خطير أصابه، وكانت والدته عندما يحل الليل تجلس بالقرب من النافذة وتمثل له ما يدور في الخارج. في عام [[1900]] م، عندما كان الحادية عشرة، ساعد أخوه في أن يحصل على دور كوميدي في [[إيمائية (مسرح)|إيمائية]] [[سندريلا]] في [[مضمار لندن]] (London Hippodrome). في عام [[1903]] م شارك في العمل «جيم، غراميات كوكيني»، ثم تلا ذلك أول وظيفة ثابته له في شخصية بيلي، الطفل بائع الصحف، في [[شرلوك هولمز|شارلوك هولمز]] والذي عمل فيه حتى عام [[1906]] م. بعد ذلك عمل في استعراض «سيرك المحكمة» [[استعراض منوعات|المنوع]] في كاسي، وبعد ذلك بعام أصبح مهرجا في شركة [[فرد كارنو]] الكوميدية «مصنع المرح»


هوجم (شابلن) في تلك الفترة من قبل الصحافة البريطانية لعدم مشاركته في الحرب العالمية الأولى. ودافع (شابلن) عن نفسه كثيرًا، بأنه لم يتم استدعاؤه للدفاع عن (بطريطانيا) ولا حتى (الولايات المتحدة الأمريكية) بالرغم من أنه قد عرض خدماته على كلا الدولتين، إلا أنه لم يتم استعاؤه رغم ذلك. وعلى الرغم من ذلك فقد كانت أعماله تروق للجنود والمحاربين لكلا البلدتين، واستمرت شعبيته أيضًا في النمو يومًا بعد يوم.
واجهت تشابلن صعوبات في بداية الأمر للتأقلم مع أسلوب التمثيل في كيستون ولكنه سرعان ما تأقلم مع البيئة الجديدة وبدأ مشوار النجاج. كان ذلك، إلى حد ما، بسبب تطوير تشابلن لشخصية الصعلوك التي اشتهر بها، الأمر الذي جعله يرتقي إلى أن أصبح له دور إخراجي وإبداعي وأصبح من أعلام كيستون الشهيرين، وكان أخر فيلم له هو [[كونتيسة من هونغ كونغ]] قبل أن يعود بعدها نهائيا [[إنجلترا|لإنجلترا]].


ذكرت صحيفة (هاربر الأسبوعية) بأن اسم (شابلن) كان “لغة مشتركة في كل البلاد تقريبًا”، وأن شخصية (الصعلوك) أضحت “مألوفة عالميًا”. ففي عام 1917، ونظرًا لازدياد المقلدين لـ(شابلن) مهنيًا، بدأ الأخير في بعض الاجراءات القانونية التي تجعل له حقوق التصرف في شخصيته الشهيرة. وذكرت بعض الصحف بأن نسبة تسعة من كل عشرة رجال حضروا الحفلات التنكرية وحفلات الأزياء في تلك الفترة، كانوا يقومون بتقليد شخصية (الصعلوك). وفي نفس العام، ذكرت دراسة أجرتها (جمعية بوسطن للأبحاث العقلية) بأن (شابلن) صار “هاجسًا لأمريكا”. وكتبت الممثلة (مينني ماديرن فيسك) بأن “عددًا متزايدًا من المثقفين، ومن أهل الفن، يعتبرون المهرج الإنجليزي الشاب (شارلي شابلن) فنانًا غير عادي، فضلًا عن عبقري هزلي”.
ويظهر من تاريخ ما كان يتقاضاه تشابلن السرعة التي ذاع فيه صيته عالميا، وكذلك مهارة أخيه سيدني في إدارة أعماله.
* [[1914]] م: كيستون، عمل لقاء 150 [[دولار أمريكي]] أسبوعيا.
* 1914 - [[1915]] م: [[استديوهات إساناي]] في [[شيكاغو]]، [[إلينوي]]، تقاضى 1250 دولار أسبوعيا و10,000 دولار علاوة للتوقيع.
* [[1916]] - [[1917]] م: 10,000 دولار أسبوعيا و 150,000 دولار علاوة توقيع.
* [[1917]] م: شركة [[فيرست ناشينال]]، صفقة بمليون دولار -وكان أول ممثل يحصل على مثل هذا المبلغ. وكذلك فقد شكل [[شركة تشارلي تشابلن للأفلام]]، وهي شركة إنتاج خاصة به والتي جعلته رجلا ثريا.


=== الشركة (الوطنية الأولى) (1918-1922) ===
== من أقواله ==
* كل ما أحتاجه لصناعة كوميديا :[[منتزه]]، [[شرطي]], وفتاة جميلة.
* أنا لا أزال على حالة واحدة ،حالة واحدة فقط, وهي أن أكون [[كوميديا]], فهذا يجعلني في منصب أكبر من السياسي.
* بعد تمثيله لشخصية [[هتلر]] في فيلم الدكتاتور العظيم (The Great Dictator) قال: مستعد أن أفعل أي شيء لأعرف ما رأي هتلر في هذا.
* لا يوجد لدي أي حاجة في [[أمريكا]] بعد الآن. لن أعود لأمريكا ولو ظهر فيها [[يسوع المسيح]].
* الكلمات رخيصة, أكبر شيء تستطيع قوله هو ([[فيل]])!
* يوم بدون سخرية هو يوم ضائع.


نظرًا للمعدل المنخفض لإنتاج (شابلن) والذي لم يرق بدوره لشركة (ماتشوال)، قامت الأخيرة بفسخ عقدها مع الممثل الكوميدي بشكل ودي. كان هم (شابلن) الأول والأخير في تلك الفترة هو إيجاد شركة إنتاج تضمن له استقلاليته، وصرح شقيقه ومدير أعماله (سيدني شابلن) للصحافة بأنه “[يجب] أن يُمنح (شابلن) كل الوقت اللازم وجميع الموارد والأموال التي يحتاجها لإنتاج [الأفلام] بالطريقة التي تناسبه .. وبأنه يجب التركيز على نوعية الإنتاج وليس كميته”. وفي يونيو من عام 1917، أبرم (شابلن) عقدًا مع الشركة (الوطنية الأولى) لينتج ثمانية أفلام بمقابل مليون دولار. واختار (شابلن) هذه المرة أن يقوم بإنتاج الاستيديو الخاص به، بأحدث مرافق إنتاجية، وكان ذاك الاستيديو يبعد حوالي خمسة أراضي عن حي (سنسيت) في (لوس أنجلوس). وتم إنهاء الاستيديو في يناير 1918، وأعطيت الحرية الكاملة لـ(شابلن) لينتج أفلامه بالطريقة التي تناسبه.
== مراجع ==
* {{note|ولادة}} جواز إلى هوليود: قصص ممثلين مهاجرين; صفحة 26 (ISBN 0-07-070053-2).
{{مراجع}}
{{تصنيف كومنز|Charlie Chaplin}}


صدرت أول أعماله بموجب العقد الجديد بعد ذلك في أبريل 1918، وكان بذلك فيلمه الشهير (حياة كلب)، ووُصف العمل من قِبل (لويس دوليك) بأنه “أول عمل سينمائي فني كامل". بدأ اهتمام (شابلن) بعد ذلك في بناء قصة أفضل للأفلام، ومعالجة شخصية (الصعلوك) من وصفها بأنها “نوع من التهريج”. قام (شابلن) بعد ذلك بجولته الاستعراضية الثالثة، لمدة شهر واحد، والتي جعل ريعها لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. أنتج بعد ذلك فيلمًا دعائيًا قصيرًا، أسماه (الرابطة)، وتبرع بأرباحه للحكومة الأمريكية. كان إنتاج (شابلن) التالي معتمدًا على الحروب في أسلوبه، أطلق على الفيلم اسم (كتف الجندي)، وجعل (الصعلوك) جنديًا يحارب ويعبر الخنادق. حذره بعض المساعدين من استعمال الحروب في الكوميديا، ، لكنه تجاهل التحذيرات، وقال بأنه “سواءً كان خطرًا أم لم يكن، أنا متحمس للفكرة”. فأمضى بذلك أربعة أشهر في إنتاج فيلم بمدة 45 دقيقة، وصدر الفيلم بعد ذلك في أكتوبر 1918، وحقق نجاحًا كبيرًا.
{{أفلام تشارلي تشابلن}}


=== اتحاد الفنانين، (ميلدريد هاريس)، و(الطفل) ===
[[تصنيف:تشارلي تشابلن]]
[[تصنيف:حائزون على جائزة الأوسكار الفخرية]]
[[تصنيف:حائزون على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية]]
[[تصنيف:مغتربون إنجليز في الولايات المتحدة]]
[[تصنيف:مغتربون بريطانيون في الولايات المتحدة]]
[[تصنيف:ممثلو أفلام إنجليز]]
[[تصنيف:ممثلو أفلام إنجليز ذكور]]
[[تصنيف:ممثلون بريطانيون]]
[[تصنيف:ممثلون في القرن 19]]
[[تصنيف:ممثلون في القرن 20]]
[[تصنيف:ممثلون من لندن]]
[[تصنيف:مواليد 1889]]
[[تصنيف:وفيات 1977]]


بعد إنتاجه لفيلم (كتف الجندي)، طلب (شابلن) مزيدًا من الدعم المادي من شركة (الوطنية الأولى)، والتي رفضت طلبه بدورها، مما أصابه بالإحباط من عدم اهتمام الشركة بجودة الإنتاج، وبالقلق من بعض الشائعات التي تربط بين الشركة و (مشاهير لاعبي لاسكي) وإمكانية اندماجهم، فاتجه (شابلن) مع (دوغلاس فيربانكس)، (ماري بيكفورد) و (د. و. جريفيث) إلى إنتاج شركة توزيع جديدة، وكانت بذلك (اتحاد الفنانين) في يناير 1919. كانت الشراكة الجديدة بمثابة ثورة في صناعة الأفلام، ومكّنت الشركاء الأربعة - وكانوا كلهم في غاية الإبداع - من تمويل أفلامهم وكامل التحكم بمجرياتها. كان (شابلن) حريصًا على بدء مسيرته في الإنتاج مع الشركة الجديدة، وحاول لأكثر من مرة أن يشتري عقده من شركة (الوطنية الأولى)، إلا أن طلبه قوبل بالرفض مرارًا، وأصرت الشركة على استكماله ما تبقى له من عقده القديم، وإنتاج الأفلام الستة المتبقية له في عقده معهم.
{{وصلة مقالة جيدة|bs}}
{{وصلة مقالة جيدة|es}}
{{وصلة مقالة جيدة|ru}}
{{وصلة مقالة جيدة|uk}}
{{وصلة مقالة مختارة|ast}}
{{وصلة مقالة مختارة|en}}
{{وصلة مقالة مختارة|fi}}
{{وصلة مقالة مختارة|hr}}
{{وصلة مقالة مختارة|no}}
{{وصلة مقالة مختارة|sl}}
{{وصلة مقالة مختارة|ta}}


قبيل انتاجه لشركته الجديدة (اتحاد الفنانين)، تزوج (شابلن) وللمرة الأولى، من الممثلة (ميلدرين هاريس) البالغة من العمر 17 عامًا، في (لوس أنجلوس) في سبتمبر 1918، بعدما كاشفته بعد ذلك بشأن حملها لطفله، ليكتشف بعد ذلك بفترة وجيزة أن خبر حملها لطفله لم يكن صحيحًا. بطبيعة الحال لم يكن (شابلن) راضيًا عن تلك الزيجة، وشعر بأنها تحد من إبداعه في الإنتاج، مبررًا ذلك بكفاحه لإنتاج فيلم (الجانب المشمس) بطريقة لائقة. في تلك الأثناء حملت (هاريس) بطريقة شرعية من زواجها، وفي يوم 7 يوليو 1919 وضعت مولودها، وابن (شابلن) الأول. وُلد (نورمان سبينسر شابلن)، كما أسمياه لاحقًا، غير مكتمل البنية، وتوفي بعد ذلك بثلاثة أيام. وانتهت تلك الزيجة في أبريل 1920، وبرر (شابلن) ذلك في سيرته الذاتية بأنهما كانا “نيرًا متناقضًا”.
[[ml:ചാര്‍ളി ചാപ്ലിന്‍]]

كان لفقدان الطفل أثر على أعمال (شابلن) المقبلة، فقام بتكييف شخصية (الصعلوك) للتناسب مع طفل صغير. وكان يتمنى بهذا العمل أن يخرج بمنتج أكثر من كوميدي، وكما صرح (لوفيش) بعد ذلك، بأن (شابلن) “صنع بصمة عن عالمه المتغير”. بدأ تصوير فيلم (الطفل) في أغسطس 1919، بالاشتراك مع (جاكي كوغان) البالغ من العمر أربع سنوات فقط، وجعل منه نجمًا بعد ذلك. وأوقف تصوير الفيلم في فترة إنتاجه لبعض الوقت، ليقوم بإنتاج فيلم (ممتعة يوم واحد)، وذلك لاسترضاء شركة (الوطنية الأولى). ثكانت فترة إنتاج فيلم (الطفل) مجملة حوالي تسعة أشهر، وانتهى منه في يوليو 1920، وكانت مدة الفيلم حوالي 68 دقيقة، مما جعل الفيلم بعد ذلك أطول إنتاجات (شابلن) حتى اللحظة. يتعامل (شابلن) والطفل في الفيلم مع قضية الفقر والحاجة، وانفصال الطفل عن والديه الحقيقيين، فيمزج في الفيلم قصته مع طفله غير المكتمل وقصة طفولته القاسية، وكان الفيلم بذلك مزيجًا من الدراما والكوميديا. وتم عرض الفيلم في يناير 1921، وحقق نجاحًا لا مثيل له، وتم عرضه في أكثر من 50 دولة بحلول 1924.

قضى (شابلن) في فيلمه التالي (الفصل الفارغ) مدة خمسة أشهر، والذي صدر في سبتمبر 1921، وعاد (شابلن) بعد ذلك إلى (إنجلترا) للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريبًا. وفي سبيل الخلاص من عقده الذي يربطه بشركة (الوطنية الأولى) قام بإنتاج فيلم (يوم الدفع) والذي تم إصداره في فبراير 1922، ثم أنتج فيلم (الحاج)، آخر أفلامه القصيرة، والذي تأخر صدوره لعام تقريبًا بسبب بعض الخلافات مع شركة الإنتاج.


== فترة الأفلام الصامتة (1923-1938) ==

=== (امرأة من باريس) و(حمى البحث عن الذهب) ===

بعد أن تحرر (شابلن) من عقده مع شركة (الوطنية الأولى)، بدأ في العمل ولأول مرة بطريقة مستقلة. في نوفمبر 1922، بدأ في تصوير فيلمه (امرأة من باريس)، وهو دراما رومانسية عن العشق المشؤوم. وكان (شابلن) ينوي بهذا الفيلم أن يجعل من (إدنا فورفيانس) نجمة سينمائية، ولم يظهر (شابلن) لهذا السبب في الفيلم إلا لفترة قصيرة. كان يتمنى أن يكون الفيلم أقرب للواقعية، وحاول إخراج الفيلم بطريقة لائقة ببالغ الصبر. وقام بتوضيح أهدافه من الفيلم بمقولته : “أشعر بالأسى لمحاولة الرجال والنساء إخفاء مشاعرهم، بدلًا من السعي للتعبير عنها”. انتهى تصوير فيلم (امرأة من باريس) في سبتمبر 1923. ومع ذلك، لم تهتم الجماهير كثيرًا بالفيلم الذي لا يظهر فيه (شابلن) بشكل متكرر، وكانت نتائج الفيلم مخيبة للآمال. كان (شابلن) متألمًا لهذا الفشل، خصوصًا بأنه رغب لفترة طويلة في إنتاج فيلم درامي ناجح، كما أنه كان راضيًا عن إنتاجه بشكل كبير، وتوقف عرض فيلم (امرأة من باريس) في دور العرض بفترة قصيرة.

عاد (شابلن) للكوميديا في مشروعه اللاحق، ورسم لنفسه معايير صارمة وعالية في الإنتاج، وعبر عن ذلك بأنه “يجب أن يكون الفيلم القادم ملحمي، وأن يكون الأعظم”. استوحى الفيلم من صورة فوتوغرافية من عام 1898، حملت اسم (حمى البحث عن الذهب في كلوندك). في فيلمه الجديد، والذي أطلق عليه اسم (حمى البحث عن الذهب)، تقوم شخصية (الصعلوك) وحيدة برحلة صعبة وقاسية، وتجد فيها حبها. وبدأ تصوير الفيلم مع الامرأة الجديدة في أفلام (شابلن)، السيدة (جورجيا هال)، في فبراير 1924. وكان الإنتاج متقنًا كما تمنى (شابلن) في البداية، وكلفه الفيلم ما يقارب المليون دولار، شملت موقعًا للتصوير في جبال (تروكي)، والكثير من المؤثرات التي تستعمل لأول مرة، والتي كانت باهظة في الثمن. ولم يتم تصوير المشهد الأخير من الفيلم إلا بعد 15 شهرًا من تصوير بقيته، أي حتى مايو 1925.

شعر (شابلن) بأن فيلمه (حمى البحث عن الذهب) كان أفضل ما أنتجته السينما حتى تلك اللحظة. وتم عرض الفيلم في أغسطس 1925، وحقق أعلى إيرادات في فترة الأفلام الصامتة، بأرباح تجاوزت الخمسة ملايين دولار. واحتوى الفيلم عدة مشاهد كوميدية شهيرة، مثل ؛ تناول (الصعلوك) حذاءه بسبب الجوع، وكـ(رقصة رولز) التي قام بها باستعمال الخبز وأدوات الطعام. قام (ماكناب) بعد ذلك بوصف الفيلم بأنه “جوهرة أعمال (شابلن)”، وفي وقت لاحق وصف (شابلن) الفيلم بأنه الصورة التي يحب أن يتذكرها الناس عنه.


=== (ليتا غراي) و (السيرك) ===

في فترة إعداد فيلم (حمى البحث عن الذهب)، تزوج (شابلن) وللمرة الثانية. كانت (ليتا غراي) ممثلة مراهقة، وكان من المفترض أن تكون نجمة الفيلم، لولا إعلانها المفاجئ عن حملها من (شابلن)، مما حمله على الزواج منها. وقالت بأنها كانت ذات 16 عامًا وكان هو بالـ35 من عمره، مما يجعلها قاصرًا حسب قانون كاليفورنيا. ولذلك تم ترتيب الزواج بشكل سري في المكسيك بيوم 24 نوفمبر 1924. وولدت ابنهما الأول، (تشارلز سبنسر شابلن الابن)، في يوم 5 مايو 1925، ومن ثم ابنهما الثاني (سيدني إيرل شابلن) في يوم 30 مارس 1926.

لم يكن الزواج مرضيًا للطرفين، وكان (شابلن) يتهرب من زؤية زوجته بقضاء المزيد من الوقت في الاستيديو. وفي نوفمبر 1926، أخذت (غراي) الطفلين وتركت المنزل. وتبع ذلك طلاق مؤلم بالطريقة التي اتبعتها (غراي) بعدما اتهمت (شابلن) في الصحافة بالكفر، والاعتداء، وبامتلاؤه “بالرغبات الجنسية المنحرفة”. وأفادت تقارير بأن (شابلن) أصيب بانهيار عصبي جراء ذلك، وتصدرت قصتهما عناوين الأخبار، وسببت خروج بعض الجماعات التي تدعو لحظر أفلامه. وحرصًا على إنهاء القضية بدون كم أكبر من الفضائح، تمت التسوية بمبلغ 600,000 دولار، وهي أعلى تسوية شهدتها المحاكم الأمريكية في ذاك الوقت. وكانت قاعدة (شابلن) الجماهيرية كبيرة جدًا وعميقة للدرجة التي أنستهم القضية في وقت قصير، إلا أن ذلك أثر في (شابلن) بشكل كبير.

قبل رفع (غراي) لدعوى الطلاق، كان (شابلن) قد ابتدأ في فيلمه الجديد، الذي حمل اسم (السيرك). وتحولت فيه شخصية (الصعلوك) إلى نجم استعراضي في السيرك يقوم بالمشي على الحبل المشدود، ومحاط بالقرود في أغلب الوقت. وتوقف إنتاج الفيلم لمدة 10 شهور لحين الانتهاء من الدعوى القضائية، وكانت العودة إلى الإنتاج متعبة بعض الشيء، نظرًا لتأثر الممثل الكوميدي بالقضي وفضيحتها. وأخيرًا، اكتمل تصوير الفيلم في أكتوبر 1927، وتم عرضه في يناير 1928 وسط استقبال جماهيري عظيم، ونال بسببه جائزة الأوسكار، وأعطيت لـ(شابلن) درع خاص “لبراعته وعبقريته في التمثيل والإنتاج والإخراج في فيلم (السيرك)”. وبالرغم من نجاح الفيلم، إلا أن (شابلن) حذف الفيلم من سيرته الذاتية، مبررًا ذلك بمعاناته في إنتاج الفيلم بسبب القضية المذكورة.

=== (أضواء المدينة) ===

“كنت مصمم على مواصلة تقديم الأفلام الصامتة، أعرف بأنني كنت استثنائيًا، وفريدًا من نوعي، وبدون توضع زائف، كنت ملِكًا”.

(شابلن) معلنًا رفضه لأفلام الصوت في الثلاثينات
بحلول الوقت الذي أُطلق فيه فيلم (السيرك)، شهدت (هوليوود) بدايات أفلام الصوت. وكان (شابلن) يسخر كثيرًا من هذه الوسيلة الجديدة، ومن أوجه القصور في تقديمها، معتبرًا إياها مفتقرة للفن الموجود في الأفلام الصامتة. كما أنه كان متردد حيال الطريقة الصامتة التي أعطته كل ذاك النجاح، ويخشى أن إعطاء (الصعلوك) صوتًا يتحدث من خلاله من شأنه أن يستنزفه ويقلل من جاذبيته. ورفض بذلك جنون (هوليوود) الجديد، واستكمل العمل على الأفلام الصامتة. إلا أن كان قلق بشأن قراره هذا، ولازمه هذا القلق طوال فترة إنتاجه للفيلم الجديد.

عندما بدأ التصوير في نهايات 1928، كان (شابلن) يعمل على إنتاج القصة لمدة سنة كاملة. تدور قصة (أضواء المدينة) حول وقوع (الصعلوك) في حب فتاة ضريرة، مصابة بالعمى، تبيع الزهور، الدور الذي قامت به (فيرجينيا تشيرل)، ومحاولة (الصعلوك) بعد ذلك توفير المال الكافي لعلاجها من العمى. استمر إنتاج الفيلم مدة 21 شهرًا، اعترف (شابلن) بعد ذلك بأنه “كان يعمل تحت ضغط نفسي وعصبي بغية الكمال”. واستعمل التقنية الجديدة، الصوت، في الخلفية الموسيقية لليفلم، والتي كان هو نفسه مؤلفها.

انتهى (شابلن) من فيلمه (أضواء المدينة) في ديسمبر 1930، وهو الوقت الذي اعتبرت فيه الأفلام الصامتة تلفظ أنفاسها الأخيرة. لم تكن آراء الجمهور في البداية عن الفيلم بأنه ناجح أبدًا، إلا أن الصحافة قدمت آراءً إيجابية بخصوص الفيلم. كتب أحد الصحفيين : “لا أحد في العالم، عدا (تشارلي شابلن). هو الوحيد الذي يمتلك نداءً جماهيريًا قادر به على تحدي أفلام الصوت”. عُرض الفيلم للمرة الأولى في يناير 1931، وأثبت (أضواء المدينة) نفسه لينجح في نيل الاستحسان الجماهيري والمادي، حيث أن إيرادات الفيلم بلغت 3 مليون دولار. واعتبره (معهد الفيلم البريطاني) بأنه أفضل إنجازات (شابلن)، ووصف الناقد الفني (جيمس أجي) المشهدَ الختامي بأنه “أعظم قطعة تمثيلية، وأعلى ما توصلت إليه الأفلام”.

=== رحلاته، (بوليت غودارد)، و(أضواء المدينة) ===

حقق فيلم (أضواء المدينة) نجاحًا مبهرًا، كما ورد سابقًا، ولكن (شابلن) بعده لم يعد متأكدًا من إمكانية صنع فيلم عظيم بدون حوارات بين الشخصيات. في الحقيقة ؛ لم يكن (شابلن) حتى الآن مقتنعًا بأفلام الصوت، إلا أنه أيضًا كان “مُصاب بخوف محبِط عن وسمه بأنه من الطراز القديم”. ووسط هذه الحالة من عدم التأكد واليقين، قرر (شابلن) أن يأخذ إجازة لفترة امتدت إلى 17 شهرًا، بداية من أوائل 1931. يعلّق (شابلن) على تلك الفترة في سيرته الذاتية بأنه بعد عودته إلى (لوس أنجلوس) “كان مشوشًا ولم تكن لديه أي فكرة أو خطة، شاعرًا بضيق من وحدته الشديدة”. وبدأ يفكر وقتها في اعتزال الفن والانتقال إلى (الصين) لبقية حياته.

انتهت وحدة (شابلن) المزعجة عندما التقى بالممثلة (بوليت غودارد) ذات الـ21 عامًا في يوليو 1932، ونتج عن هذا اللقاء ارتباطًا ناجحًا بكل المعايير.لم يكن (شابلن) مستعدًا للبدء في فيلم جديد، وبدأ في إنتاج سلسلة عن رحلاته، نشرت لاحقًا في (رفاق المرأة بالوطن). ازدادت اهتمامات (شابلن) بالشؤون الأكاديمية بعد هذه الرحلات، خاصة بعد لقائه بالعديد من المفكرين والمثقفين البارزين فيها. وكان خوفه من الرأسمالية في (أمريكا) ودخول الآلات إلى المصانع مستبدلة البشر الذين ازدادت فيهم نسبة البطالة، هو فكرته الأولى، والسبب الذي دفعه بعد ذلك إلى إنتاج فيلمه الجديد.

أعلن (شابلن) بأنه فيلمه القادم (العصر الحديث) سيكون “هجاءً لبعض المراحل من الحياة الصناعية”. والذي يعاني فيه (الصعلوك) و (جودارد) من الكساد الكبير في تلك المرحلة، واستغرق إنتاج الفيلم حوالي عشرة أشهر ونصف. كانت الفكرة الأساسية عند (شابلن) بأنه سيستخدم بعض الحوارات المنطوقة ولأول مرة في فيلمه هذا، إلا أنه بدل رأيه خلال فترة الانتاج، واستمر على النهج الصامت للفيلم. وكسابقتها من الأفلام، استخدم في الفيلم بعض المؤثرات الصوتية، إلا أن شخصيته الشهيرة لم تتحدث تقريبًا. وفي نهاية الفيلم قامت شخصية الفيلم بأداء أغنية قصيرة، وأُعطيت صوتًا للمرة الأولى. عُرض الفيلم بعد ذلك وللمرة الأولى في فبراير 1936. وكان الفيلم الأول لـ(شابلن) على مدار 15 عامًا، الذي استخدم فيه بعض المراجع السياسية والأفكار الاجتماعية والواقعية، وهو ما جذب انتباه الصحافة وتركيزها على الرغم من محاولة (شابلن) للتقليل من هذا الشأن. على كل حال، كان اقبال الجماهير على شباك التذاكر أقل هذه المرة، حيث أن الكثير كرِه التسييس في الفيلم. أما اليوم، فاعتبر (معهد الفيلم البريطاني) هذا الفيلم (العصر الحديث) بأنه “أعظم أفلام (شابلن)"، حيث يقول (ديفد روبينسون) بأن الفيلم كان “ثورة لا مثيل لها في الكوميديا البصرية”.

بعد صدور فيلم (العصر الحديث)، غادر (شابلن) مع (غودارد) للقيام برحلة إلى المشرق الأقصى. وكانا قد رفضا سابقًا عن توضيح طبيعة علاقتهما، ولم يُعرف إذا ما كانا متزوجين أم لا. في وقت لاحق كشف (شابلن) بأنهما تزوجا في (قوانتشو) بـ(الصين) أثناء رحلتهما هذه. بحلول عام 1938 كان الزوجين شبه منفصلين، نظرًا لانشغال الطرفين الشديد بأعمالهما، وانتهى الأمر بأن طلبت (غودارد) الطلاق في المكسيك عام 1942، نظرًا لعدم توافقهما، وانفصالهما لأكثر من عام بحد تعبيرها.

== الخلافات وتضاؤل شعبيته (1939-1952) ==

=== (الديكتاتور العظيم) ===

شهدت الأربعينات سلسلة جديدة من الخلافات والمشاكل لـ(شابلن)، سواء في عمله أو في حياته الشخصية، والتي أثرت بشكل كبير وملحوظ على شعبيته في (الولايات المتحدة الأمريكية). وكان أول هذه المشاكل جراء تصريحه ببعض معتقداته وأفكاره السياسية. بداية من انزعاجه الشديد من الفاشية الوطنية في الثلاثينات. لم يقاوم (شابلن) تطعيم أفكاره ببعض هذه الآراء السياسية في النهاية. وبدأت العامة بملاحظة بعد التشابهات بين (شابلن) والزعيم النازي (أدولف هتلر)، مثلًا ؛ تفصل بين أيام ميلادهما 4 أيام فقط، تحول الاثنين من الفقر الشديد إلى الثراء والرفاهية، والشارب الذي يشترك فيه (هتلر) مع شخصية (الصعلوك). استغل (شابلن) بدوره هذه التشابهات التي طغت على أحاديث العامة في إنتاجه الجديد، فيلم (الديكتاتور العظيم)، والذي هجا فيه (هتلر) مباشرة وهاجم الفاشية.

استغرق (شابلن) عامين كاملين في كتابته نص للفيلم، وبدأ التصوير في سبتمبر 1939، بعد سته أيام من إعلان (بريطانيا) حربها على (ألمانيا). لم يجد (شابلن) مخرجًا من تهربه في استخدام الصوت في أفلامه، لم يكن لديه أي طريقة يمكنه بها تقديم آراؤه السياسية دون استخدام الكلمة المنطوقة. وعلى الرغم من الجدل الكبير حول سخرية (شابلن) من شخصية (هتلر) بشكل مباشر، إلا أن استقلاله المادي سمح له بالمجازفة وتحمل مخاطر إنتاج الفيلم بالطريقة التي يشتهيها. “كنت مصممًا على المضي قدمًا”، كما كتب لاحقًا، “السخرية من (هتلر) واجبة”. وأدى (شابلن) في الفيلم دورًا مزدوجًا، حيث كان (الصعلوك) في الفيلم عبارة عن حلاق يهودي، يعاني من الاضطهاد من الحزب النازي بسبب ديانته، كما لعب أيضًا دور الديكتاتور “أدينويد هينكل” والذي يقوم فيه بالسخرية من (أدولف هتلر) بشكل مباشر.

استغرق إنتاج (الدكيتاتور العظيم) مدة عام كامل، وتم عرضه للمرة الأولى في أكتوبر 1940. وكانت قد سبقته حملة دعائية قوية، فقد دعاه أحد النقاد في (نيويورك تايمز) بأنه “أكثر ما انتظرته الجماهير ببالغ الحماسة والتشويق لمدة عام كامل”، وبالفعل حقق الفيلم أفضل الإيرادات والأرباح في تلك الفترة. على العموم، لم ترق نهاية الفيلم كثيرًا للجماهير، وبدأت بعد ذلك شعبية (شابلن) بالانخفاض بشكل ملحوظ، وكانت هذه النهاية عبارة عن خطبة يلقيها (شابلن)، مدتها 6 دقائق، عن أفكاره ومعتقداته السياسية. يقول (تشارلز ج. مالاند) بأن تلك الخطبة كانت النقطة التي تراجعت عندها شعبية (شابلن)، وكتب بأنه “من تلك اللحظة، لم تعد جماهير الأفلام قادرة على الفصل بين الآراء السياسية وبين نجمهم السينمائي”. وتلقى (شابلن) في نهاية الأمر، خمس جوائز أوسكار على فيلمه (الديكتاتور العظيم)، بما في ذلك “أفضل صورة”، “أفضل سيناريو” و”أفضل ممثل”.

=== المشاكل القانونية و(أونا أونيل) ===

في منتصف فترة الأربعينات، تورط (شابلن) في سلسلة من المحاكمات والتي سرقته أغلب وقته بشكل ملحوظ ومؤثر على إنتاجاته الفنية. كانت المشاكل بسبب علاقته مع الممثلة (جوان باري) في الفترة بين يونيو 1941 وخريف 1942. قدمت (باري) قضيتين على (شابلن) لسلوكه العنيف معها، واعتقل مرتين بعد انفصالهما بسبب هذه الشكوى. وأعلنت في العام التالي بأنها حامل بطفل (شابلن)، ورفعت دعوى أبوّة، إلا أنه رفض الاعتراف بهذا الطفل.

استغل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (ج. إدغار هوفر) هذه الدعاوي القضائية ضد (شابلن) في تشويه سمعته أكثر، نظرًا لاشتباه (هوفر) في (شابلن) بسبب آراؤه السياسية. وكجزء من حملة التشويه، رفع مكتب التحقيقات الفيدرالية أربعة اتهامات ضد (شابلن)، وكان أخطرها هو انتهاك الأخير لـ(قانون مانن) الذي يمنع سفر النساء خارج الولاية لأغراض جنسية. دعا المؤرخ (أوتو فريدديك) هذا “ادعاء سخيف” وقائم على “أنظمة بالية وقديمة أساسًا”، وكان (شابلن) معرّض للسجن لمدة 23 سنة إذا وُجد مذنبًا بهذه التهمة. بدأت المحاكمة في مارس 1944، ونظرًا لافتقار الادعاء ضده إلى ثلاث أدلة رئيسية في تطبيق (قانون مانن)، تمت تبرئة (شابلن) بعد أسبوعين. على أي حال، كانت قضية (شابلن) وقتها حديث الصحافة ووسائل الإعلام، فوصفتها مجلة (نيوزويك) بأنها “أكبر فضيحة في العلاقات العامة منذ مقتل (فاتي أربوكل) في 1921”.

وضعت (باري) طفلتها في أكتوبر 1944، وأطلقت عليها اسم (كارول آن). وفي 1945 رفعت قضية الأبوّة ضد (شابلن)، وبعد محاكمتين شاقتين، اتهمه ممثل الادعاء بأنه “فاسد أخلاقيًا”، وانتهت المحكمة بإعلان (شابلن) أبًا للطفلة. ورغم أن الأدلة الطبية لفحوصات الدم أشارت خلاف ذلك، إلا أن القاضي رفض تلك الأدلة، وأمر (شابلن) بالنفقة على الطفلة حتى بلوغها لعمر 21. استغل مكتب التحقيقات الفيدرالية هذه القضية ضد (شابلن) وبدأ بتشويه سمعته أكثر بمساعدة الكاتبة (هيدا هوبر) التي بدأت بنشر المزيد من الإشاعات حول شخص (شابلن).

ازداد الجدل حول (شابلن) بعد أسبوعين من قضية الأبوّة، عندما أعلن زواجه من (أونا أونيل) ابنة الكاتب المسرحي الأمريكي (يوجين أونيل) البالغة من العمر 18 عامًا. في سيرته الذاتية، وصف (شابلن) هذا الحدث بأنه “الأسعد في حياته”، وادعى بأنه وجد “الحب المثالي” الذي كان يبحث عنه. ويصف ابن (شابلن) الأول، (تشارلز الابن) هذه العلاقة بأن (أونا) كانت “تعبد” (شابلن). واستمر الزواج لمدة 18 عامًا، حتى وفاة (شابلن)، وكان لهما من هذا الزواج ثمانية أطفال ؛ (جيرالدين لي) مواليد يوليو 1944، (مايكل جون) مواليد مارس 1946، (جوزفين هانا) مواليد مارس 1949، (فيكتوريا) ماوليد مايو 1951، (يوجين أنتوني) مواليد أغسطس 1953، (جين سيسيل) مواليد مايو 1957، (أنيت إميلي) مواليد ديسمبر 1959، و(كريستافور جيمس) مواليد يوليو 1962.

=== (مسيو فيردوكس) والاتهامات بالشيوعية ===

ادعى (شابلن) بأن محاكمات (باري) قد “شلّت إبداعه”، وبأنه يحتاج لمزيد من الوقت حتى يعود إلى العمل مرة أخرى. في أبريل 1946، بدأ في تصوير أحد المشاريع التي كان تساوره أفكار عنها منذ 1942. (مسيو فيردوكس) كان كوميديا سوداء تدور قصته حول (فيردوكس)، الشخصية التي لعبها (شابلن)، الفرنسي موظف البنكالذي يفقد وظيفته، ويتزوج بعد ذلك، ويبدأ في قتل الأرامل الثريات ليعيل بأموالهن عائلته بعد ذلك. كان إلهام (شابلن) في هذه القصة هو (أورسن ويلز) الذي كان يريد لعب دور السفاح (هنري ديزيريه لاندرو)، وبالفعل أعطاه (شابلن) هذا الدور مقابل 5000 دولار للفكرة. اعتقد (شابلن) بأنه هذه الفكرة “ستكون كوميديا رائعة”.

استعمل (شابلن) مرة أخرى الصوت في أفلامه للتعبير عن آراؤه السياسية في فيلمه (مسيو فيردوكس)، فانتقد الرأسمالية وعن استياؤه من القتل الجماعي في الحروب ومن أسلحة الدمار الشامل. مما سبب ردة فعل قوية تجاه الفيلم وتجاه شخص (شابلن) بعدما عُرض الفيلم في أبريل 1947، وقامت احتجاجات كثيرة تجاه الفيلم، والكثير من الدعاوي لمقاطعة الفيلم. وكان الفيلم بذلك هو أول أفلام (شابلن) التي فشلت على المنحنى التجاري أو المالي في الولايات الأمريكية. بالرغم من أنه كان ناجحًا أكثر خارج الولايات المتحدة، ورُشِّح (شابلن) لكثير من الجوائز بسببه. يقول (شابلن) في سيرته الذاتية بأنه فخور جدًا بالفيلم، ووصفه بأنه “أذكى وأبرع فيلم قدمه حتى الآن”.

وكان لردة الفعل السلبية تجاه (فسيو فيردوكس) أثر كبير على (شابلن). وبتأثر واضح من أضرار فضيحة (جوان باري)، انتهى الموضوع بأن اتهِمَ (شابلن) بالشيوعية. وساعدت آراؤه وأفكاره السياسية في وجود هذه الاتهامات، خصوصًا بعدما دعى إلى صداقة تجمع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. واتجه (شابلن) أيضًا إلى بدء علاقات مع السوفيت، وحضر بعضًا من المناسبات التي نظمها الديبلوماسيين السوفيت في لوس أنجلوس. تعتبر هذه الأنشطة التي قام بها (شابلن) في الأربعينات “تقدمية بشكل خطير” كما يصفها (لارشيه). واتجه مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى محاولة طرده من البلاد، وابتدأت الكثير من التحقيقات الرسمية في بداية 1947 للوصول إلى هذا الهدف.

نفى (شابلن) هذه الاتهمات بالشيوعية، ودعى نفسه بأنه “صانع سلام”، وبأنه يعتقد أن جهود الحكومة الأمريكية لقمع الفكر عبارة عن تعدي غير مقبول تجاه الحريات المدنية. وبطريقة لا تدعو إلى تهدئة الأمور، انتقد (شابلن) علنًا أيضًا لمحاكمات أعضاء الحزب الشيوعي وبعض الأنشطة الأخرى تجاه غير الأمريكيين في مجلس النواب. تلقى (شابلن) بعد ذلك دعوى للمثول أمام لجنة أنشطة غير الأمريكيين، لكنه لم يذهب ليدلي بشهادته. تناولت الصحافة بعد ذلك الكثير من المواضيع حول شخص (شابلن) كعدم تجنيسه بالجنسية الأمريكية، وغيرها الكثير. وقامت الكثير من الدعوات لترحيله من الولايات الأمريكية ؛ فصرح (جون إي. رانكين) الممثل لولاية الميسيبي في الكونغرس، في يونيو 1947 عن (شابلن) بأن “وجوده في هوليوود مضر جدًا بالنسيج الأخلاقي الأمريكي، وبأن أفلامه القذرة يجب أن تُبعد عن أعين الشباب الأمريكي. ويجب ترحيله والتخلص منه بشكل كامل”.

=== فيلم (الأضواء)، وأمر الإبعاد عن الولايات الأمريكية ===

بالرغم من ذلك، ظل (شابلن) نشط سياسيًا، في السنوات التابعة لفشل فيلم (مسيو فيردوكس). إلا أنه ابتعد عن السياسة في فليمه التالي، والذي دار حول كوميدي منسي وراقصة باليه شابه في لندن. وتطرق كثيرًا في فيلمه إلى سيرته الذاتية، ولم يقتصر على طفولته وحياة والديه، بل تطرق أيضًا إلى فقدان شعبيته في الولايات الأمريكية المتحدة. وكان الكثير من الممثلين في الفيلم من مختلف أعضاء أسرته، بما في ذلك أكبر خمسة من أبناؤه وأخيه غير الشقيق (ويلر درايدن).
عمِل (شابلن) على إنتاج القصة لمدة ثلاث سنوات، وابتدأ التصوير بعد ذلك في نوفمبر 1951. كان الهدف الأولي للفيلم بأن يكون أكثر جدية من الأفلام السابقة، واستخدم كلمة “حزن” كثيرًا عندما شرح مخططاته لشريكته (كلير بلوم). فيلم (الأضواء)، كما أسماه لاحقًا، كان الفيلم الوحيد الذي عمِل فيه (شابلن) مع الممثل الأمريكي الكوميدي (باستر كيتون).

قرر (شابلن) بأن يكون العرض الأولي لفيلمه في (لندن)، حيث قام بتصوير الفيلم. فغادر لوس أنجلوس مع هاجس كبير بعدم العودة، وغادر الولايات الأمريكية في 18 سبتمبر 1952 من مدينة نيويورك. في اليوم التالي، ألغى النائب العام (جيمس ماكغرينري) تصريح إعادة الدخول لـ(شابلن)، بسبب آراؤه السياسية وسلوكياته الأخلاقية، على الرغم من أقول الصحافة وتصريحات (مالاند) بأن الحكومة الأمريكية ليس لديها أي دليل حقيقي لمنع (شابلن) من إعادة الدخول للولات الأمريكية. ومن المرجح بأنه كان من الممكن رجوعه في حال قدَّم طالبًا للرجوع، إلا إنه لم يحاول، بل وقرر قطع علاقاته بشكل كامل مع الولايات الأمريكية عندما وصلته برقية إلغاء طلب رجوعه :

“سواء رجعت إلى تلك البلد التعيسة أو لا. كنت أريد التخلص من هذا الجو من الكراهية، كما أنني سئمت من الشتائم والغطرسة الأخلاقية الأمريكية"

لم يدلي (شابلن) بأي تصريح للصحافة حول الموضوع، نظرًا لأن كل ممتلكاته كانت في الولايات الأمريكية. بالرغم من أن الحادثة كانت حديث الصحافة بشكل كبير، إلا أن أوروبا استقبلت (شابلن) بطريقة لائقة، ونال فيلمه الجديد على إعجاب الكثير. تواصل العداء تجاهه في أمريكا، على الرغم من بعض الإعجاب بفيلمه الأخير، وتم منع فيلمه (الأضواء) من العرض. بقول (مالاند) بأن سقوط شعبية (شابلن) قد يكون “الأكثر دراماتيكية في تاريخ النجوم في أمريكا”.

=== الانتقال إلى سويسرا، وفيلم (ملك في نيويورك) ===

“كل الموضوع عبارة عن أكاذيب ودعاية غير صادقة من قِبل الجماعات الرجعية الأمريكية والتي تمتلك نفوذًا كبيرًا في الصحافة هناك، لقد صنعت لي مناخًا غير صحي من الاضطهاد. وفي ظل هذه الأجواء والظروف، أجد بأنه من المستحيل تقريبًا لي مواصلة التصوير وإنتاج الأفلام، وبالتالي فقد تخليت عن مقر إقامتي في الولايات الأمريكية”.

بيان صحفي لـ(شابلن) حول قرار إبعاده عن الولايات الأمريكية
لم يبد (شابلن) أي محاولة للرجوع إلى الولايات الأمريكية بعد إلغاء تصريحه لإعادة الدخول، وبدلًا من ذلك، أرسل زوجته لتسوية أموره. واستقر الزوجان بعد ذلك في سويسرا، وفي يناير 1953 استقرا في منزلهما حتى نهاية حياتهما. في شهر مارس اللاحق ؛ وضع (شابلن) جميع عقاراته في الولايات الأمريكية للبيع، سواء من استيديوهات أوحتى منزله الشخصي هناك. وبالرغم من أنه تلقى تصريحًا بالرجوع إلى الولايات الأمريكية في شهر أبريل اللاحق، إلا أنه لم يبد أي اهتمام بالرجوع، وحتى زوجته قامت بالتخلي عن جنسيتها الأمريكية واستبدلتها بالجنسية البريطانية بعد عام تقريبًا. وببيعه لجميع أسهمه في (اتحاد الفنانين) في عام 1955، كان (شابلن) قد قطع كل علاقاته مع الولايات الأمريكية بشكل نهائي.

وبالرغم من ذلك، ظلت شخصيته مثارًا للجدل في جميع الأنحاء طوال فترة الخمسينات، خاصة بعدما حصل على جائزة نوبل للسلام من قِبل مجلس السلم العالمي الذي يقوده الشيوعيين، وبعد لقاءاته مع (تشو ان لاي) و(نيكيتا خروتشوف). بدأ (شابلن) في تطوير أول أفلامه الأوروبية، (ملك في نيويورك) عام 1954. جاعلًا نفسه بأنه الملك المنفي الذي يسعى إلى الرجوع إلى الولايات الأمريكية، وشملت عددًا من تجاربه الأخيرة في السيناريو. واستهدِف (مايكل) ابن (شابلن) من قِبل المكتب التحقيقات الفيدرالية، بالإضافة إلى الاتهامات بالشيوعية.
أسس (شابلن) شركة إنتاج جديدة، أسماها (أتيكا)، واستخدم استيديوهات (شيبرتون) للتصوير. كانت تجربة التصوير في إنجلترا صعبة جدًا من ناحية التأقلم على الطاقم الجديد والاستيديو الجديد أيضًا، ولم يعد لديه الوقت اللامحدود لإنتاج أفلامه كما كان بالسابق. وكان لهذا أثر كبير على إنتاج الفيلم كما يقول (روبينسون). أُطلق فيلم (ملك في نيويورك) في سبتمبر 1957، واختلفت الآراء بشدة تجاهه. وقد تم حظر الفيلم من العرض بالولايات الأمريكية، كما تم منع الصحف المحلية من الكتابة عن الفيلم أو من تغطية المؤتمر الصحفي في باريس. بشكل أو بآخر، أثّر هذا المنع على العوائد المالية للفيلم، بالرغم من أنه حقق نجاحًا مبهرًا في أوروبا. ولم يُعرض الفيلم في أمريكا حتى عام 1973.

=== أواخر أعماله، وإعادة إنتاج الأعمال السابقة ===

في العقدين الأخيرين من حياته المهنية، اتجهت أعمال (شابلن) على إعادة تحرير وتسجيل أعماله القديمة لإعادة إطلاقها، مع ضمان حقوق ملكيتها وتوزيعها. في مقابلة له عام 1959، في عيد ميلاده السبعين، صرح (شابلن) بأن هناك “مساحة شاغرة للرجل الصغير في العصر الذري”. وكانت هذه أولى إصداراته وإعادة إنتاج (شابلن ريفو)، والتي شملت إنتاجًا جديدًا لأفلامه (حياة كلب)، (أسلحة الكتف)، و(الحاج).

في أمريكا، تغيّر الجو السياسي، وخفّت حدته، وبدأ التوجه إلى مناقشة أفلام (شابلن) بدلًا من آراؤه السياسية. في يوليو 1962، نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) افتتاحية لها تقول “لا نعتقد بأن جمهوريتنا ستكون في خطر إذا ما سُمح لمتشرد الأمس المنسي بالوصول بباخرة أو طائرة إلى منفذ أمريكا”. في الشهر ذاته، مُنِح (شابلن) درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي (أكسفورد) و(دورهام). في نوفمبر 1963، بدأ (مسرح بلازا) في نيويورك بعض أفلام (شابلن) على مدار عام كامل، بما في ذلك (مسيو فيردوكس) و(الأضواء) اللذان تلقيا ملاحظات إيجابية من النقاد الأمريكيين هذه المرة. في سبتمبر 1964، تم إطلاق السيرة الذاتية للممثل الكوميدي (سيرتي الذاتية) من 500 صفحة، والتي تركزت على سنواته الأولى وحياته الشخصية، وكان الأفضل مبيعًا في أنحاء العالم، على الرغم من الانتقادات الموجه إلى بسبب عدم وجود الكثير عن مشواره السينمائي.

بعد فترة قصيرة من نشر مذكراته، بدأ العمل على إنتاج فيلم (الكونتيسة من هونغ كونغ) 1967، وهو كوميديا رومانسية، اعتمدت على سيناريو كتبه (بوليت غودارد) في الثلاثينات. وكان من طاقم التمثيل (مارلون براندو) في دور السفير الأمريكي، و(صوفيا لورين) في دور مسافرة التي هربت خلسة ووجدها في مقصورته. اختلف الفيلم كثيرًا عن إنتاجات (شابلن) السابقة من عدة نواحي. كان أول أفلامه التي استخدم فيها تقنية الألوان (تيكنوكولار)، والشاشة العريضة للتصوير. كما وقّع (شابلن عقدًا مع استيديوهات (يونيفيرسال) وعيّن مساعدًا له (جيروم أبشتاين) كمنتجًا للفيلم. أُطلق فيلم (الكونتيسة من هونغ كونغ) في يناير 1967، وكان فاشلًا على شباك التذاكر، مما أضر (شابلن) وقرر بعده اعتزال الإنتاج الفني.

في أواخر الستينات، عانى (شابلن) من سلسة من السكتات الدماغية الطفيفة، وشهد بداية انحدار حالته الصحية. وعلى الرغم من النكسة الصحية إلا أنه صرح بأنه قريب من كتابة سيناريو جديد، فيلم (النزوة)، والذي يدور حول فتاة من أمريكا الجنوبية، والذي كان ينوي جعله من بطولة ابنته (فكتوريا). ومنعته صحته من إتمام مشروعه هذا. في أوائل السبعينات تركزت جهود (شابلن) على إعادة إطلاق أفلامه القديمة، بما في ذلك فيلم (السيرك) و(الطفل). في عام 1971 تلقى جائزة في (مهرجان كان السينمائي) وكان وسام الشرف الوطني. في العام التالي، تم تكريمه بجائزة خاصة في (مهرجان البندقية السينمائي).

في عام 1972، قدمت (أكاديمية فنون الصور المتحركة والعلوم) لـ(شابلن) جائزة فخرية، والتي يصفها (جونسون) بأنها بداية كفارة أمريكا تجاه ما ارتكبته في حق (شابلن). كان (شابلن) مترددًا من قبولها في البداية، إلا أنه قرر العودة إلى الولايات الأمريكية لأول مرة منذ 20 عامًا. كانت الزيارة محط نظر الصحافة، وفي حفل توزيع الأوسكار تم الاحتفاء به لمدة 12 دقيقة، وهي أطول مدة في التكريم بتاريخ الأكاديمية. وتم منحه جائزة الأوسكار الفخرية لـ”تأثيره العظيم في جعل السينما هي الفن لهذا العصر”.

=== وفاته ===

بحلول أكتوبر من عام 1977، انخفضت حالة (شابلن) الصحية إلى الدرجة التي تجعله محتاجًا إلى رعاية صحية مستمرة. في صباح 25 ديسمبر 1977، توفي (شابلن) في منزله بعدما أصابته جلطة في نومه، وكان يبلغ من عمره 88 عامًا. كانت الجنازة بتاريخ 27 ديسمبر عبارة عن حفل صغير وخاص تنفيذًا لرغبته. ودُفن في مقبرة كروسر-سور-فيفاي. تكب المخرج (رينيه كلير) بعد ذلك : “وفاة السينما، في جميع البلاد والأوقات .. كان أجمل هدية قدِّمت للسينما بالنسبة لي”. وصرح الممثل (بوب هوب) بأنه “كان محظوظًا لأنه عاصر أزمنته”.

في 1 مارس 1978، تم حفر نعش (شابلن) وانتشال جثته من قِبل اثنين من المهاجرين العاطلين عن العمل ؛ (رومان وارداز) البولندي، و(غانتشو غانيف) البلجيكي. في محاولة لطلب فدية من (أونا شابلن) لاسترجاع الجثمان. وتم القبض على السارقين في شهر مايو من تلك السنة، ووُجد جثمان (شابلن) مدفونًا في قرية قريبة من مدينة (نوفيل). فأعيد دفن جثمانه في مقبرة (كوسير) محاطة بالخرسان المسلح تفاديًا لتكرار الحادثة.

== صناعة الأفلام ==

=== التأثيرات ===

يؤمن (شابلن) بأنه تأثر كثيرًا بوالدته، التي كانت توفر له كثيرًا من الترفيه بالجلوس على النافذة ومحاكاة المارة، “مراقبتها تفعل ذلك علمتني كيفية مراقبة ودراسة الناس، وليس فقط التعبير عن العواطف من خلال يديّ ووجهي”. كما أن حياة (شابلن) المبكرة في قاعات الموسيقى سمحت له بأن يتابع الكوميديين أثناء مزاولتهم لأعمالهم ؛ كما أنه حضر بعض التمثيليات الصامتة في عيد الميلاد في (دوري لين)، حيث تعلم فن التهريج من متابعة بعض الكوميديين أمثال (دان لينو). وكانت للسنوات التي قضاها في شركة (فريد كارنو) أثرًا كبيرًا عليه في التمثيل والإخراج السينمائي. يقول (سيمون ليوفيتش) بأن الشركة كانت بالنسبة له كـ”معسكر تدريبي”، تعلم فيها (شابلن) اختلاف وتيرة الكوميديا. وتعلم خلط الشفقة والمأساة مع التهريج من (كارنو)، باستخدامه للعناصر العبثية التي أضحت مألوفة بعد ذلك في أسلوب (شابلن). أما في صناعة السينما والأفلام، فقد كان (شابلن) معجبًا جدًا بأعمال الممثل الكوميدي الفرنسي (ماكس ليندر). وفي تطوير شخصية (الصعلوك) يبدو بأن (شابلن) قد تأثر بالمسرح والمشاهد المسرحية الأمريكية، التي ظهرت فيها شخصية الصعاليك بطريقة متكررة.

=== طريقة الإنتاج ===

لم يتحدث (شابلن) كثيرًا عن طريقته في صناعة الأفلام، مدعيًا أن ذلك بمثابة إفساد خدع وأحاييل الساحر. ولم يُعرف إلا القليل عن صناعته للأفلام أثناء حياته، ولكن أبحاث المتأخرين كشفت طريقته الفريدة بالعمل، خاصة نتائج (كيفن براونلو) و(ديفد جيل) التي عُرضت في فيلم وثائقي من ثلاث أجزاء بعام 1983، بعنون : “(شابلن) المجهول”.

يُعتبر فيلم (الديكتاتور العظيم) هو أول أفلام (شابلن) التي استعمل فيها نصًا مكتوبًا للحديث، مستعملًا تقنية الصوت. كثير من أعماله الأولى كانت تدعمها بعض الفرضيات الغامضة مثل أن “(شابلن) لم يدخل أبدًا منتجعًا صحيًا” أو أنه “يعمل في دكان للرهانات”. بعدما شيّد شركته المساهمة للإنتاج، عمِل (شابلن) على تطوير أعماله لتتوافق غالبًا مع أفكاره الشخصية. ومع مناقشة أفكاره أو رفضها، كانت بنية السرد والقصة في الأفلام تتطلب أحيانًا إعادة تصوير وإنتاج بعض المشاهد التي تم تصويرها قبلًا حتى تتوافق مع القصة العامة. بداية من فيلم (امرأة من باريس)، بدأ (شابلن) طريقته في التصوير بعد إتمام القصة وتشكل التصور المسبق عن الفيلم، إلا أن (روبينسون) يقول بأنه حتى في أواخر أفلامه كان (شابلن) “يعدّل ويبدّل الكثير في القصة حتى تظهر بشكلها النهائي”.

إنتاج الأفلام بهذه الطريقة يعني استغراق الكثير من الأوقات، أكثر بكثير من معاصريه من المخرجين في تلك الأثناء، لإتمام الفيلم. كثيرًا ما كان (شابلن) يوقف التصوير، لعدة أيام حتى، مع الحفاظ على استعداد الآلات للتصوير مرة أخرى عندما يرجع الإلهام. أمرٌ آخر كان يؤخر ظهور أفلام (شابلن) هو صرامته ورغبته الدائمة في بلوغ الكمال. وفقًا لصديقه (إيفور مونتاجو) : “لا شيء إلا الكمال المطلق” هو ما يرجوه في إخراجه للأفلام. وبوجود التمويل الخاص والحرية المطلقة في الإنتاج، كان يتسنى لـ(شابلن) أن يباشر التصوير وأن يوقفه في اللحظة التي يريد. وكانت رغبته بالكمال تجعله على سبيل المثال يقوم يتصوير أغلب مشاهد فيلمه (الطفل) أكثر من 53 مرة. ولإنتاج فيلمه (المهاجر)، وهو فيلم قصير من 20 دقيقة، استعمل شرائط أفلام بطول 40،000 قدم.

“لم يسيطر أي مخرج آخر بشكل كامل على الفيلم كما كان (شابلن). كان كل زي في أفلامه يخيّط خصيصًا لأفلامه”.

(ديفيد روبينسون)، كاتب سيرة (شابلن).
توصف طريقته في العمل بأنها “مثابرة حد الجنون”، لإنتاج الفيلم بطريقة كاملة. يقول (روبينسون) بأنه حتى وفي سنوات (شابلن) الأخيرة كان يواصل عمله ليكون “الأول في كل مجال، وعلى الجميع”. مزيجه من الكمال والارتجال في القصة - والذي كان يكلف الكثير من الأيام وآلاف الأقدام من شرائط التصوير المهدرة، والأموال المهدرة بطبيعة الحال - كانت تجعل (شابلن) يخرج عن طوره صابًا غضبه على الممثلين والطاقم المساعد.

مارس (شابلن) سيطرته المطلقة على أفلامه، لدرجة أنه قد يقوم بتمثيل بعض أدوار الآخرين ليقوموا بتقليده بإحكام بعد ذلك. يقول بأنه قام بالتعديل على كل أفلامه، حتى تظهر بالطريقة التي يريدها هو. ونتيجة لتحكمه المطلق بإنتاجه للأفلام، وصفه المؤرخ السينمائي (أندرو ساريس) بأنه أول مخرج مؤلف في التاريخ. بطبيعة الحال، تلقى (شابلن) الكثير من المساعدة طوال مسيرته الطويلة في إنتاج الأفلام، خاصة من السينمائي (رولاند توثيوره)، أخيه (سيدني شابلن)، وكثير من المديرين المساعدين أمثال (هاري كروكر) و(تشارلز ريزنر).

=== الأسلوب والثيمة العامة ===

بينما اشتهر أسلوب (شابلن) في التمثيل بأنه عبارة عن تهريج، كان فيه الكثير من الذكاء وضبط النفس، وصف المؤرخ السينمائي (فيليب كيمب) طريقته في العمل بأنها مزيج من “المهارة، الكوميديا الجسدية القائمة على وصف الواقع”. تباينت طريقة (شابلن) عن التهريج التقليدي عن طريق إبطاء وتيرة كل المشاهد الفكاهية، مع التركيز أكثر على تطوير العلاقات بين الشخصيات. على عكس التهريج التقليدي، يقول (روبينسون) بأن لحظات الكوميديا في أفلام (شابلن) لم تكن في ارتطام (الصعلوك) بالشجر، وإنما في رفعه لقبعته معتذرًا بعد ذلك. ويقول (دان كامين) بأن سلوكيات (شابلن) في التمثيل كانت “في خطورة تهريجه على سلامته” كانت أحد الجوانب الرئيسية في الكوميديا الخاصة به، في حين أن توظيف الكاميرا للخداع والسيريالية في الأشياء كانت إحدى سماته أيضًا.

عادة ما اتبعت أفلام (شابلن) الصامتة جهودًا للـ(صعلوك) لأجل البقاء حيًا في العالم المعادي. كثيرًا ما يعاني من الفقر ومن المعاملة السيئة، ولكنه يبقى متفائلًا وأنيقًا ؛ متحديًا للوضع الاجتماعي، ساعيًا لأن يُنظر إليه كإنسان نبيل. كما يصف (شابلن) ذلك في 1925 بأن “بيت القصيد من (الصعلوك) بأنه مهما كانت الصرامة ضده، مهما نجح غيره في تمزيقه، سيبقى رجل به كرامة”. فيقوم (الصعلوك) بتحدي رموز السلطة، و”يقابل الإحسان بمثله”، مما يجعل (روبينسون) و(ليوفيتش) يريانه كواجهة للمحرومين في هذا العالم، تتمثل في كونها “الرجل المنقذ” لهم. ويلاحظ (هانسميير) بأن "أغلب أفلام (شابلن) تنتهي بـ(الصعلوك) بلا مأوى، يمشي وحيدًا متفائلًا .. في الغروب .. مواصلًا لحياته”.

“ومن المفارقات أن المأساة تحفز روح السخرية .. السخرية، على ما أظن، هي موقف تحدٍ، ويجب أن نضحك في وجه كل نعجز عن موجهته حتى لا ينتهي بنا الأمر للجنون"

(شابلن) شارحًا لجوئه للسخرية في ظل الظروف المأساوية
تطعيم القصة بالشفقة هو جانب معروف عن أعمال (شابلن)، تقول (آرشيه) بأنه يميل إلى “الخلط بين الضحك والدموع”. ترتسم العاطفة تجاه أفلامه كما يقول (ليوفيتش) بأنها تأتي من “فشل الشخصيات، قيود المجتمع، والكوارث الاقتصادية”. استلهم (شابلن) كثير من مآسي أفلامه من الواقع الذي عاصره، مثل (حمى البحث عن الذهب) 1925، كان مستوحىً من مصير حزب دونر. وقد قامت (كونستانس ب. كوريما) بتحديد الموضوعات الكامنة في أفلامه الكوميدية، مثل (حمى البحث عن الذهب) وفقدان (الطفل). فقد قام (شابلن) بالتطرق لكثير من القضايا المثيرة للجدل، مثل الهجرة في فيلمه (المهاجر) 1917، شرعية الأبناء في فيلمه (الطفل) 1921، تعاطي المخدرات في (شارع السهل) 1917. وقد كان غالبًا ما يعايش مثل هذه الموضوعات حتى يلد الكوميديا من وسط المعاناة.

التعليق على الأحداث الاجتماعية كان أحد سمات أفلام (شابلن) من بدايته المهنية، كما أنه يقوم بتصوير المستضعفين بشيء من التعاطف، مسلطًا الأضواء على الصعوبات التي تواجه الفقراء. وقام في أوقات لاحقة بالتركيز على الأزمات الاقتصادية، شاعرًا بأنه ملزم لنشر آراؤه حول هذه الأزمات، بداية من عرض أفكاره السياسية بشكل علني في أفلامه. ففي فيلمه (العصر الحديث) 1936 يقوم بتصوير عمال المصانع في ظروف تعيسة، ويسخر من (أدول هتلر) و(بينيتو موسوليني) في فيلمه (الديكتاتور العظيم) 1940 منتهيًا بخطابه المعادي للقومية، وفي (مسيو فيردوكس) 1947 انتقد الحروب والرأسمالية، وهاجم المكارثية أخيرًا في فيلمه (ملك من نيويورك) 1957.

تضمنت العديد من أفلام (شابلن) دمجًا لسيرته الذاتية، بل ويعتقد العالم النفسي (سيجموند فرويد) بأن “(شابلن) لم يمثّل إلا نفسه وسيرته الذاتية مع شبابه الكئيب”. ويُعتقد بأن فيلم (الطفل) كان انعكاسًا للصدمة التي واجهها (شابلن) عند إرساله إلى دار الأيتام، كما أن الشخصيات الرئيسية في فيلمه (الأضواء) 1952 كانت انعكاسًا لحياة والديه، وفي فيلمه (ملك من نيويورك) عكس تجربة (شابلن) مع العزلة التي فرضتها عليه الولايات المتحدة الأمريكية. فكثير من مشاهد الشوارع -بشكل خاص- كانت تشابه وبشدة لـ(كينجتون)، حيث نشأ وترعرع. ويعتقد (ستيفن م. ويسمان) بأن حالة والدة (شابلن) ومرضها كان لها تأثير كبير على أفلامه، من ناحية وضع الإناث واستماتة ورغبة (الصعلوك) الدائمة لإنقاذهم.

يعتقد الباحث (جيرالد ماست) بأن الشكل العام لأفلام (شابلن) يتكون من ارتباطها ببعضها البعض بقوة، عن طريق توحيد الموضوع والإعداد، بدلًا من وجود قصة موحدة محكمة. بالعموم، فقد كانت أفلامه بسيطة واقتصادية، متضمنة لكثير من المشاهد المصورة وكأنها لم تُخلق إلا لخشبة المسرح. وقد قام المدير الفني (يوجين لوريه) بوصف نهج (شابلن) في التصوير بأن الأخير “لم يفكر في الصورة الفنية في تصويره، بل كان يعتقد بأن العمل الرئيسي لآلة التصوير هو التقاط تفاعلات الممثلين”. في سيرته الذاتية، كتب (شابلن) بأن “البساطة هي الأفضل .. التعديلات الكثيرة تبطئ العمل النهائي، وتجعله مملًا وغير سار .. لا ينبغي للكاميرا التدخل كثيرًا”. وقد كان نهجه هذا دافعًا لكثير من الانتقادات منذ الأربعينات، لكونها “قديمة الطراز”، في حين يرى الباحث السينمائي (ديفيد ماكافري) أن (شابلن) لم يفهم الأفلام تمامًا كوسيلة عرض. فيقول (كامين) بأن موهبة (شابلن) الكوميدية لم تكن كافية لتبقى بنفس تأثيرها على الإضحاك في الشاشة، إن تكن لديه “القدرة على التصوير بدرجة عادية الأداء”.

=== التراكيب الموسيقية ===

كان (شابلن) شغوفًا بالموسيقى منذ نعومة أظافره، وقام بتعليم نفسه العزف على البيانو والكمان والتشيلو. واعتبر الخلفية الموسيقية للفيلم ضرورة لإنتاج أي فيلم، وقد أولى اهتمامًا أكبر لهذا الجانب ابتداءً من فيلمه (امرأة من باريس). ومع ظهور التقنية الملائمة، بدأ (شابلن) باستخدام الموسيقى التصويرية الأوركاسترالية -التي قام بتأليفها بنفسه- لفيلمه (أضواء المدينة) 1931. بعد ذلك قام بتأليف العشرات من الألحان والمعزوفات الموسيقية لجميع أفلامه، وبداية من الخمسينات حتى وفاته، كان يقوم بتضمين الموسيقى لجميع أفلامه القصيرة وتلميحاته الصامتة.

نظرًا لأن (شابلن) لم يتعلم الموسيقى باحترافية -في معهد أو ما شابه-، فلم يكن قادرًا على قراءة النوتات الموسيقية، ومحتاجًا إلى مساعدة من بعض الملحنين المحترفين لإنتاج ألحانه، أمثال (ديفيد راسكن)، (ريمون راش)، و(إريك جيمس)، الذين عملوا مع (شابلن)لإنتاج فيلمه (العصر الحديث)، وأكد (شابلن) إبداعه ومشاركته الفعالة في التلحين. عملية التلحين هذه قد تستغرق شهورًا، بداية من توصيف (شابلن) للحن إلى الملحنين، عن طريق توصيفها بالغناء أو العزف المنفرد الارتجالي على البيانو، ومن ثم تطويرها بتعاون بين الملحنين و(شابلن). وفقًا للمؤرخ السينمائي (جيفري فانس)، فإنه “على الرغم من قصور (شابلن) في المعرفة الموسيقية، وقراءة النوتات، فإن الموسيقى النهائية لا تعتمد إلا بموافقة (شابلن) على النتيجة الأخيرة”.

أنتجت تراكيب (شابلن) ثلاث أغانٍ شعبية. أغنية “ابتسم” التي قام بتأليفها بداية لفيلمه (العصر الحديث) 1936، ومن ثم تمت إضافة كلمات (جون تيرنز) و(جيفري بارسوند)، وبعد ذلك قام (نات كينغ كول) بغنائها في 1954. لفيلم (الأضواء) قام بتأليف “موضوع تيري” والتي غناها (جيمي يونغ) باسم “للأبد” في 1952. وأخيرًا، “هذه أغنيتي” التي غناها (باتولا كلارك) من فيلم (الكونتيسه من هونغ كونغ) 1957، والتي كانت الأغنية الأولى في المملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية الأخرى. كما تلقى (شابلن) جائزة الأوسكار للتأليف الموسيقي في فيلمه (الأضواء) بعد إعادة إطلاقه في عام 1973.

كما أن هناك كوكبًا صغيرًا اكتشفه عالم الفلك السوفياتي (ليودميلا كرشكينا) في عام 1981، وأسماه (شابلن 3623). كما استخدمت شركة (آي بي إم) صورة (الصعلوك) في الثمانينات للإعلان عن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. وتميزت ذكرى ميلاد (شابلن) الـ100 في عام 1989 بتزامنها ع العديد من الأحداث في أنحاء العالم. كما أنتجت (غوغل) لبعض الرسومات المتحركة القصيرة، والتي تم عرضها في يوم 15 أبريل 2011، اليوم السابق لعيد ميلاده الـ122، وتم العرض في صفحتها الرئيسية بجميع أنحاء العالم. كما تقوم العديد من الدول، متوزعة على 6 قارات، بوضع صورة (شابلن) على طوابعها البريدية.

وتُدار موروثات (شابلن) من قِبل (جمعية شابلن)، وهي شركة أسسها بعض أولاده، والتي تمتلك حقوق التأليف والنشر لصورته واسمه وأغلب أفلامه المنتجة بعد 1918. ومركزهم الرئيسي في الأرشفة المتواجد في (سينيتيكا دي بولونيا) يحتوي على 83630 صورة لـ(شابلن)، 118 من نصوصه وكتاباته، 976 من مخطوطاته المسرحية، 7756 من رسائله، وغيرها الآلاف من المستندات. أما أرشيفهم الصوري يضم أكثر من 10 آلاف صورة من مسيرته الفنية وحياته الشخصية، موجودة في متحف (دي الإليزيه في لوزان) في سويسرا. وقد أنشأ (المعهد البريطاني للأفلام) أيضًا (مؤسسة أبحاث تشارلز شابلن)، وكان أول (مؤتمر عالمي للأبحاث عن تشارلز تشابلن) في لندن يوليو 2005.

=== شخصيات روائية ===

قام (ريتشارد أتينبورو) بإخراج فيلم عن سيرة (شابلن) الذاتية بعنون (تشابلن) والذي عُرض في 1992. كان الفيلم من بطولة (روبيرت داوني جونيور)، والذي رشح لجائزة أوسكار لأفضل ممثل على دوره هذا، وحصل أيضًا على (جائزة بافتا) لأفضل ممثل على أداؤه. كما أن شخصية (تشابلن) كانت في فيلم (مواء القطة) 2001، من بطولة (إدي آيزارد) وفيلم (حرب سكارليت أوهارا) 1980 من بطولة (كلايف ريفيل). كما عُرض مسلسل تلفزيوني عن طفولة (تشابلن) عام 1989، ورُشّح المسلسل لجائزة إيمي لأفضل مسلسل للأطفال. وكانت حياته المبكرة في لندن موضوعًا في 1970 لبرنامج (تومي ستيل) في قناة (بي بي سي)، بعنوان (البحث عن تشابلن)، وكان (تومي ستيل) ممثلًا ومغنيًا فيه.
وكانت حياة (تشابلن) في مرحلة الإنتاج ملهمة لعدد من الأعمال بعد ذلك. (توماس ميهان) و(كريستوف كورتيس) قاما بتأليف موسيقى بعنوان (الأضواء: قصة تشارلي تشابلن) والتي عُرضت أول مرة في مسرح (لا جولا) في سان دييغو عام 2010. تم تكييفها بـ(برودلي) ليتم عرضها بعد ذلك بسنتين تحت اسم (تشابلن - موسيقي). وقام بأداء (روبيرت مكلور) دور (تشابلن) في العرضين. في عام 2013، عُرضت مسرحيتين عن (تشابلن) في ؛ فنلندا (تشابلن في سفينسكا تيتيرن)، و(الصعلوك في مسرح تامبيري للعمال). (تشابلن) أيضًا كان الشخصية الأساسية في رواية (غيلين ديفيد غولد) والتي أصدرت عام 2009 بعنوان (الجانب المشمس)، والتي كانت عن حياته فترة الحرب العالمية الأولى.

== جوائز وتقدير ==

تلقى (شابلن) العديد من الأوسمة والجوائز، خاصة في أواخر حياته. في (تكريم نيويورك) عام 1975، تم تكريمه بوسام (الفارس القائد للأكثر امتيازًا) من الإمبراطورية البريطانية. كما حاز على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي (أكسفورد) و(دورهام) في 1962. وفي عام 1965 فاز مناصفة مع (إنغمار برغمان) بـ(جائزة إراسموس)، وفي عام 1971 تم منحه (وسام الوطنية الفخري) من قبل الحكومة الفرنسة.
على صعيد الصناعة السينمائية، تلقى (تشابلن) في 1972 جائزة خاصة (الأسد الذهبي) في (مهرجان البندقية السينمائي). وفي نفس العام أيضًا تلقى جائزة الإنجاز على طول الحياة من (جمعية الأفلام في مركز لينكولن). ومنذ ذاك الحين قُدّمت هذه الجائزة سنويًا لصُنّاع الأفلام بعنوان (جائزة تشابلن). كما أعطيت نجمة لـ(تشابلن) على ممشى المشاهير في هوليوود عام 1970، بعد أن استبعدت سابقًا بسبب معتقداته السياسية.

تلقى (تشابلن) ثلاث جوائز أوسكار ؛ الجائزة الفخرية لـ"براعته وعبقريته في التمثيل والكتابة والإخراج والإنتاج” في فيلم (السيرك) 1929، والجائزة الفخرية الثانية لـ”تأثيره العظيم في جعل السينما هي الفن لهذا العصر” في عام 1972، وجائزة “أفضل تقييم” في عام 1973 لفيلم (الأضواء)، مشتركة مع (راي راتش) و(لاري راسل). كما رُشح لجوائز (أفضل ممثل) و(أفضل سيناريو) و(أفضل فيلم) لفيلمه (الدكتاتور العظيم)، وترشح أيضًا في فيلمه (مسيو فيردوكس) لجائزة (أفضل سيناريو).

وقد تما ختيار ستة من أفلامه لعملية الحفظ في السجل الوطني من قِبل مكتبة الكونغريس في الولايات المتحدة؛ (المهاجر) 1917، (الطفل) 1921، (حمى البحث عن الذهب) 1925، (أضواء المدينة) 1931، (العصر الحديث) 1936، و(الدكتاتور العظيم) 1940.

== أبرز أفلامه ==

* (الطفل) 1921
* (امرأة من باريس) 1923
* (حمى البحث عن الذهب) 1925
* (السيرك) 1928
* (أضواء المدينة) 1931
* (العصر الحديث) 1936
* (الديكتاتور العظيم) 1940
* (مسيو فيرودكس) 1947
* (الأضواء) 1952
* (ملك في نيويورك) 1957
* (الكونتيسه من هونغ كونغ) 1967

محددات الفعل

متغيرقيمة
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount)
3
اسم حساب المستخدم (user_name)
'Zeiryab2'
عمر حساب المستخدم (user_age)
201656733
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups)
[ 0 => '*', 1 => 'user' ]
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
هوية الصفحة (page_id)
30409
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'تشارلي تشابلن'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'تشارلي تشابلن'
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors)
[ 0 => 'OKBot', 1 => 'ZkBot', 2 => 'Bebo106', 3 => 'AsaifmBot', 4 => 'Rozaline12', 5 => 'Jobas', 6 => '41.251.130.142', 7 => '149.255.255.250', 8 => '94.29.229.8', 9 => 'MrJoker07' ]
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
'ترجمة المقالة من الإنجليزية'
ما إذا كان التعديل معلم عليه كطفيف (لا مزيد من الاستخدام) (minor_edit)
false
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
'{{معلومات ممثل | الاسم = تشارلي تشابلن | اسم اصلي = Charlie Chaplin | صورة = Charles-chaplin 1920.jpg | عنوان = تشارلي تشابلن عام 1920 | الدولة = {{المملكة المتحدة}} | تاريخ_الولادة = [[16 أبريل]] [[1889]] | مكان_الولادة = [[لندن]]، [[إنجلترا]] | تاريخ_الوفاة = {{تاريخ الوفاة والعمر|1977|12|25|1889|4|16|my=yes}} | مكان_الوفاة = [[كانتون فود|فيفي]]، [[سويسرا]] | الرمز = 0000122 }} '''السير تشارلز سبنسر تشابلن''' {{إنج| Sir Charles Spencer Chaplin}}، (عاش بين [[16 أبريل]] [[1889]] - [[25 ديسمبر]] [[1977]] م)، كان [[ممثل]] [[كوميدي]] [[إنجليزي]] ومخرج أفلام صامتة حيث كان أشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية [[الحرب العالمية الأولى]]. كان يستعمل تشابلن الإيماء، التهريج والعديد من الروتينيات الكوميديا المرئية، وقد استمر بالنجاح حتى في عصر السينما الناطقة، بالرغم من تراجع عدد أفلامه سنويا بداية من نهاية عشرينات القرن العشرين. إن أشهر أدواره هو [[الصعلوك]]، وهو أول دور قام به مع [[استديوهات كيستون]] في فيلم [[أطفال يتسابقون في فينيس]] سنة [[1914]] <ref>Blanke, David (2002). The 1910s. American popular culture through history (illustrated ed.). Westport, CT: Greenwood Publishing Group. p. 226. [[رقم دولي معياري للكتاب|ISBN 0-313-31251-6]].</ref> والفيلم القصير [[عشرين دقيقة من الحب]] وبعد ذلك فقد قام بكتابة وإخراج معظم أفلامه، بداية من سنة [[1916]] انطلق في الإنتاج، أما بداية من سنة [[1918]] فقد عول على ألحانه في موسيقى أفلامه. أما سنة [[1919]] فقد شارك صحبة [[ماري بيكفورد]]، [[دوغلاس فايربانكس]] و[[د.و غريفيث]] بإنشاء اتحاد الفنانين.<ref>جواز إلى هوليود: قصص ممثلين مهاجرين; صفحة 26 (ISBN 0-07-070053-2)</ref> كان تشابلن من أكثر الشخصيات إبداعا وتأثيرا في عصر الأفلام الصامتة، كان متأثرا بسابقيه من الفنانين، ممثل الأفلام الصامتة الفرنسية [[ماكس ليندر]]، الذي أهدى له واحد من أفلامه. لقد أمضى 75 سنة من حياته في مجال الترفيه، منذ [[عصر فكتوري|العصر الفكتوري]] حتى وفاته عن عمر يناهز الـ88 عاما. شملت حياته الخاصة والعامة رفيعة المستوى كلا من التملق والجدل. اضطر تشابلن للبقاء في [[أوروبا]] طول الفترة [[مكارثية|المكارثية]] في بداية خمسينات القرن العشرين. تحصل تشابلين على المرتبة الـ10 في ترتيب [[معهد الفيلم الأمريكي 100 عام و100 ممثل]]. أما سنة 2008، فقد قال مارتين سيف في استعراض كتابه [[حياة تشابلين]]: "تشابلين لم يكن مجرد "كبير" بل كان "عظيما"". لكن سنة 1915، فقد خربت الحرب العالمية الكوميديا، الضحك. بقي تشارلي يمارس مهنته حتى بعد 25 سنة خلال فترة الكساد الكبير وصعود [[أدولف هتلر]]. وكان لا يصدق أن شخصا قادر في تلك الفترة على الترفيه عن نفوس الناس. لذلك قال عنه [[جورج برنارد شو]] : "انه العبقري الوحيد الذي خرج من الصناعة السينمائية". == سيرته الذاتية == === بداياته في لندن (1889-1909) === ولد تشارلز سبنسر تشابلين يوم [[16 أبريل]] [[1889]]،في الشارع الشرقي، [[والورث]]، [[لندن]]، [[إنجلترا]]. كان والداه يعملان بقاعة موسيقى تقليدية. والده، السير تشارلز سبنسر تشابلين، كان مغنيا وممثلا أما أمه، هانا تشابلين، كانت أيضا مغنية وممثلة تعرف باسم ليلي هارلي. وقد انفصل والداه قبل أن يبلغ تشابلين سن الثالثة، حيث تعلم هذا الأخير الغناء من والديه.وقد صرح التعداد السكاني لسنة 1891 كون تشارلي عاش مع أمه وأخيه من الأم سيدني في [[شارع بارلو]]، [[والوث]]. وكأي طفل صغير، عاش تشابلين مع أمه في أماكن مختلفة داخل وحول [[كينغتون رواد]] في [[لامبث]]، من بينها 3 بونال تيراس، شارغ شستر و39 شارع ميلثي. أمه ووالدها كانا من الرومانيشال (غجر بريطانيا)، وهو شيء لطالما افتخر يه، حيث وصفها في مذكرته الذاتية "ان السكيلتون موجود في خزانة عائلتنا". أما أب تشارلز، السير تشارلز تشابلين كان مدمن على الكحول، بينما كانت علاقته مع ابنه سطحية، بالرغم من أن تشابلين وأخيه من الأب عاشا مع أبيهما وعشيقته، لويس، في 287 شارع كينغتون. أخوه من الأم عاش هناك أيضا بينما كانت أمه بمستشفى هضبة كان للأمرض العقلية في كولسدون. أرسلت عشيقة أب تشبلن الولد إلى مدرسة أسقف المعبد للبنين. بينما توفي أبوه جراء [[تشمع الكبد]] بينما كان تشابلن يبلغ من العمر 13 عاما، سنة [[1901]]. وحسب التعداد السكاني لسنة 1901، انتقل تشابلن للعيش في 94 شارع فيرندال، [[لامبث]] ضمن مجموعة من الصبيا الراقصين، [[فتيان اللانكشاير الثمانية]]، التي يديرها [[ويليام جاكسون]]. نتيجة لمشاكل في [[الحنجرة]] اضطرت والدة تشابلين الانقطاع عن الغناء. وبعد أن عادت من جديد إلى مستشفى هضبة كان، ترك إبنها في ملجأ للفقراء في لامبث جنوب لندن، وانتقل بعد بضع أسابيع إلى وسط لندن تحديدا بحي مدرسة الفقراء في [[هانويل]]. === السنوات الأولى في الولايات المتحدة (1910-1913) === [[ملف:Charlie Chaplin I.jpg|تصغير|خدمات باين الصحفية: صورة لتشابلين في مكتبه سنة 1910]] انتقل تشابلين في البداية إلى [[الولايات المتحدة]] رفقة مجموعة [[فريد كارنو]] بين سنتي [[1910]] و[[1912]]. بعد خمسة أشهر عاد [[إنجلترا|لإنجلترا]]، ثم رجع مع مجموعة كارنو في [[2 أكتوبر]] [[1912]]. ولقد كان أرثر ستانلي ضمن شركة كارنو والذي عرف لاحقا ب[[ستان لورل]]. اشترك تشابلين ولورل غرفة في منزل غير مريح. وبينما عاد [[ستان لورل]] إلى البلد الأم، بقي تشابلن هناك. وفي أواخر سنة 1913 مثل تشابلن مع فرقة كارنو، حيث ظهر بمساعدة [[ماك سانات]]، [[مابل نورماند]]، [[مينتا دورفي]] و[[فاتي أربوكل]]. حيث انتدبه سانات إلي أستديوهاته، [[شركة كستون لإنتاج الأفلام]] التي حلت مكان [[فورد سترلينغ]]. لقد واجه تشابلين العديد من المشاكل الصعبة في البداية، تتمثل في كيفية طلب تمثيل الأفلام مقارنة بأداءه البسيط. وبعد ظهور أول أفلام تشابلين، [[لقمة عيش]]، أحس سانات بأنه قام بخطأ فادح لكونه مكن تشابلين من القيام بذاك الدور. وقد اتفق المؤرخون أن نورماند هو من أقتع سانات بأعطاء تشابلين هذه الفرصة. لم يتح ماك سينات الفرصة لتشابلين من جديد، واعتقد هذا الأخير أنه سيطرد نتيجة لسوء تفاهم وقع بين سانات ونوماند. بينما صور تشابلين كانت قريبة من النجاح، إذا أصبح أعظم نجوم كيستون. أصبح تشابلن من المقربين إلى نوماند، التي أخرجت وكتبت عدد من أفلامه الأولى. بينما تشابلين لم يكن مستريحا لكونه ممثل لمخرجة، إذ رفض ذلك، وفي النهاية تمكن الإثنان من التغاضي عن الاختلافات بينهم، وصاروا أصدقاء بعد ترك تشابلين لكيستون. === الصعلوك (1914-1915) === [[ملف:ChaplinMakinALiving.jpg|تصغير|يمين|تشابلين على اليمين في أحد أول أفلامه "[[صناعة حياة]]"]] انطلق مشوار الصعلوك خلال فترة الأفلام الصامتة، بداية من الفلم الكوميدي [[أطفال يتسابقون في فينيس]] (أنشئ في [[7 فبراير]] [[1914]]). أصبح تشابلين من خلال شخصية الصعلوك، ويسرعة أشهر نجوم كسيتون، شركة [[ماك سانات]]. استمر تشابلين في تمثيل هذا الدور في العشرات من الأفلام، حتى في بعض الأفلام الأطول لاحقا(في عدد من الأفلام الأخرى قام بأداء شخصبات أخرى غير الصعلوك)، كما أدى دور أحد أفراد [[شرطة كيستون]] في فيلم [[ممسك العصابات]] الذي صور في [[5 يناير]] [[1914]]. عرفت شخصية الصعلوك في فترة الأفلام الصامتة، وقد أعتبر كشخصية عالمية، وعندما بدأت فترة الأفلام الناطقة، رفض تشابلن أن يجعل هذه الشخصية متحدثة. فكان إنتاج سنة [[1931]]، [[أضواء المدينة]] صامتا. تقاعد تشابلين عن تأدية دور الصعلوك رسميا بعد فيلم [[العصور الحديثة]] ([[5 فبراير]] [[1936]])، الذي انتهى تقريبا بينما كان الصعلوك يسير في طريق لا ينتهي نحو الأفق. هذا الفيلم يعتبر نهاية الأفلام الصامتة. حيث كان الصعلوك صامتا حتى تقريبا نهاية الفيلم أين سمع صوته أخيرا، ولو أنه نطق مقطع من أنشودة فرنسية-إيطالية غير معروفة. الفلمان الذان حددا ملامح شخصية الصعلوك كانا من إنتاج سنة [[1915]]، [[الصعلوك]] و[[البنك (فيلم)|البنك]]. على الرغم من أن النهاية الفلمين أدت بالصعلوك إلى خيبة أمل إلى أنه أستمر في طريقه مبتهجا. [[ملف:Chaplin - Kid Auto Races in Venice.png|تصغير|يسار|[[أطفال يتسابقون في فينيس]]1914: ثاني أفلام تشابلن وأول ظهور لشخصية الصعلوك]] أفلام تشابلن الأولى صورة في أستدويوهات كاستين التابعة لماك سانات، أين طور شخصية الصعلوك وأين تعلم بسرعة الفن وكذلك حرفة إدارة الأفلام. أول ظهور للصعلوك كان بينما يبلغ تشابلين الـ24 من عمره، حينما ظهر في ثاني أفلامه [[أطفال يتسابقون في فينيس]] ([[7 فبراير]] [[1914]]). في الواقع شخصية الصعلوك ظهرت في فيلم صور قبل بضعة أيام من الفيلم السابق ذكره، وهو فيلم [[مأزق مابل الغريب]] الذي أخرج متأخرا في [[9 فبراير]] [[1914]]. ماك سانيت طلب من تشابلن استعمال ماكياج كوميدي، حسب ماقال تشارل في سيرته الذانية التي كتبها بقلمه:<br/> ''لم أكن أملك أي فكرة في خصوص أي مكياج أضع. لم أرد أن أظهر كصحفي في نشرة إخبارية كما هو الحال في فيلم [[لقمة عيش]]. لكن في طريق خزانة الملابس فكرة أن أرتدي سروال فضفاض، حذاء كبير، عكاز وقبعة. أردت أن يكون كل شيء متناقضا: السروال الفضفاض، المعطف الضيق، القبعة الصغيرة والحذاء الكبير. كنت مترددا أأكون بمظهر شخص كبير أو شاب، لكن تذكرت ان سانات كان ينتظر مني أن أكون بمظهر شخص أكبر عمرا، لذلك أضفت شنب صغيرا وذلك ليضفي على الشخصية الكبر في العمر دون إخفاء تعابيري. لم تكن لي أي فكرة حول الشخصية، لكن في اللحظة التي ارتديت فيها الملابس وقمت بالماكياج أحسست بالشخصية. بدأت أتعرف عليها، وعندما دخلت ساحة التمثيل ولد الصعلوك.'' [[ملف:Chaplin The Kid edit.jpg|250px|تصغير|يسار|صورة لشارلي شابلن في فيلم [[الطفل (فيلم 1921)|الطفل]] عام 1921]] إن الصعلوك هو متشرد ذو أخلاق، ملابس وكرامة رجل شهم. اشترط [[شستر كوكلين]] على تشابلين ارتداء بزة رسمية، أما [[فورد سترلينغ]] فأشترط بدوره أن يرتدي حذاء حجمه 14، الذي كان يعتبر كبيرا جدا. كان على تشابلن ارتداءه كل من الفردين في المكان الغير ملائم أي بالعكس، ليجعل لهما دورا مرحا في الشخصية. ولقد قام بجعل الشنب مجعدا تبعا ل[[ماك ستان]]. إن الشيء الوحيد الذي إنفرد في اختياره تشابلن هو القبعة. شخصية الصعلوك لم تأبه إلا أن تحصل على شهرة كبيرة بسرعة لدى جماهير السينما. إن هذه الشخصية من الشخصيات الأساسية لتشابلن، وقد كانت ولا زالت تعرف كـ"شارلو" في العالم الفرنكوفوني، [[إيطاليا]]، [[إسبانيا]]، [[أندورا]]، [[برتغال]]، [[يونان]]، [[رومانيا]] و[[تركيا]]، وكـ"كارليتوس" في [[البرازيل]] [[أرجنتين|الأرجنتين]]، و"دير فاغابوند" في [[ألمانيا]]. في بدايات تشابلن مع استدوديوهات كيستون، كان يستعمل صيغة ماك سانات في توظيف الجسد لغايات كوميدية إضافة إلى الإيمائات المبالغ فيها. إذ أن إيماءاته بالغة الدهاء، حيث أنها ملائمة لمشاهد الرومنسية وأيضا المطاردات. الكوميديا البصرية كانت من اختصاص كيستون، مع ذلك فان أعداء الصعلوك كانو يتعرضون دوما للركل والصفع. رواد السينما أحبوا مرح هذا الكوميدي الجديد، بالرغم من نقده الحذر التي تحده حدود غريبة في الخشونة.تشابلن كان قريبا من وعده بتأليف وإخراج فلمه الخاص. لقد قام بـ34 فلم قصير لسانات طول سنته الأولى مع السينما، فضلا عن العرض التاريخي [[رومانسية تيلي المثقوبة]]. لقد كان من الوارد أن يعرض أول أفلام الصعلوك في قاعات السينما الأمريكية، وأن تحظى بحملة أعلانية يديرها [[نيلس غرانلود]]، مدير إعلانات، إضافة إلى ورود رؤيتها بقاعة شارع لويس السابع بهارلم سنة [[1914]]. قام تشابلن سنة [[1915]] بتوقيع عقد أفضل مع [[استوديوهات ايساناي]]، علاوة على ذلك فقد قام بتطور مواهبه في مجال السينما، باللإضافة والتعمق في شدة إنفعلاته على المستوى التهريجي مقارنة بما قدمه في استدوديوهات كيستون. أفلام ايساناي كانت أكثر مرحا، كما كانت مدتها تساوي ضعف مدة أفلام كيستون. تشابلن قام أيضا بتطوير شركته، التي تضم كل من انجوني، إيدنا بورفيانس، ليو وايت وبود جاميسون.. == المسرح == [[ملف:Charlie Chaplin.jpg|تصغير|تشارلي تشابلن في شخصيته المشهورة «الصعلوك»]] اعتلى تشارلي خشبة المسرح لأول مرة عندما كان في الخامسة من العمر حيث قام بالأداء في مسرح الموسيقى في عام 1894 م بدلا عن أمه. وكان أثناء طفولته قد اضطر للبقاء في الفراش لأسابيع نتيجة لمرض خطير أصابه، وكانت والدته عندما يحل الليل تجلس بالقرب من النافذة وتمثل له ما يدور في الخارج. في عام [[1900]] م، عندما كان الحادية عشرة، ساعد أخوه في أن يحصل على دور كوميدي في [[إيمائية (مسرح)|إيمائية]] [[سندريلا]] في [[مضمار لندن]] (London Hippodrome). في عام [[1903]] م شارك في العمل «جيم، غراميات كوكيني»، ثم تلا ذلك أول وظيفة ثابته له في شخصية بيلي، الطفل بائع الصحف، في [[شرلوك هولمز|شارلوك هولمز]] والذي عمل فيه حتى عام [[1906]] م. بعد ذلك عمل في استعراض «سيرك المحكمة» [[استعراض منوعات|المنوع]] في كاسي، وبعد ذلك بعام أصبح مهرجا في شركة [[فرد كارنو]] الكوميدية «مصنع المرح» واجهت تشابلن صعوبات في بداية الأمر للتأقلم مع أسلوب التمثيل في كيستون ولكنه سرعان ما تأقلم مع البيئة الجديدة وبدأ مشوار النجاج. كان ذلك، إلى حد ما، بسبب تطوير تشابلن لشخصية الصعلوك التي اشتهر بها، الأمر الذي جعله يرتقي إلى أن أصبح له دور إخراجي وإبداعي وأصبح من أعلام كيستون الشهيرين، وكان أخر فيلم له هو [[كونتيسة من هونغ كونغ]] قبل أن يعود بعدها نهائيا [[إنجلترا|لإنجلترا]]. ويظهر من تاريخ ما كان يتقاضاه تشابلن السرعة التي ذاع فيه صيته عالميا، وكذلك مهارة أخيه سيدني في إدارة أعماله. * [[1914]] م: كيستون، عمل لقاء 150 [[دولار أمريكي]] أسبوعيا. * 1914 - [[1915]] م: [[استديوهات إساناي]] في [[شيكاغو]]، [[إلينوي]]، تقاضى 1250 دولار أسبوعيا و10,000 دولار علاوة للتوقيع. * [[1916]] - [[1917]] م: 10,000 دولار أسبوعيا و 150,000 دولار علاوة توقيع. * [[1917]] م: شركة [[فيرست ناشينال]]، صفقة بمليون دولار -وكان أول ممثل يحصل على مثل هذا المبلغ. وكذلك فقد شكل [[شركة تشارلي تشابلن للأفلام]]، وهي شركة إنتاج خاصة به والتي جعلته رجلا ثريا. == من أقواله == * كل ما أحتاجه لصناعة كوميديا :[[منتزه]]، [[شرطي]], وفتاة جميلة. * أنا لا أزال على حالة واحدة ،حالة واحدة فقط, وهي أن أكون [[كوميديا]], فهذا يجعلني في منصب أكبر من السياسي. * بعد تمثيله لشخصية [[هتلر]] في فيلم الدكتاتور العظيم (The Great Dictator) قال: مستعد أن أفعل أي شيء لأعرف ما رأي هتلر في هذا. * لا يوجد لدي أي حاجة في [[أمريكا]] بعد الآن. لن أعود لأمريكا ولو ظهر فيها [[يسوع المسيح]]. * الكلمات رخيصة, أكبر شيء تستطيع قوله هو ([[فيل]])! * يوم بدون سخرية هو يوم ضائع. == مراجع == * {{note|ولادة}} جواز إلى هوليود: قصص ممثلين مهاجرين; صفحة 26 (ISBN 0-07-070053-2). {{مراجع}} {{تصنيف كومنز|Charlie Chaplin}} {{أفلام تشارلي تشابلن}} [[تصنيف:تشارلي تشابلن]] [[تصنيف:حائزون على جائزة الأوسكار الفخرية]] [[تصنيف:حائزون على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية]] [[تصنيف:مغتربون إنجليز في الولايات المتحدة]] [[تصنيف:مغتربون بريطانيون في الولايات المتحدة]] [[تصنيف:ممثلو أفلام إنجليز]] [[تصنيف:ممثلو أفلام إنجليز ذكور]] [[تصنيف:ممثلون بريطانيون]] [[تصنيف:ممثلون في القرن 19]] [[تصنيف:ممثلون في القرن 20]] [[تصنيف:ممثلون من لندن]] [[تصنيف:مواليد 1889]] [[تصنيف:وفيات 1977]] {{وصلة مقالة جيدة|bs}} {{وصلة مقالة جيدة|es}} {{وصلة مقالة جيدة|ru}} {{وصلة مقالة جيدة|uk}} {{وصلة مقالة مختارة|ast}} {{وصلة مقالة مختارة|en}} {{وصلة مقالة مختارة|fi}} {{وصلة مقالة مختارة|hr}} {{وصلة مقالة مختارة|no}} {{وصلة مقالة مختارة|sl}} {{وصلة مقالة مختارة|ta}} [[ml:ചാര്‍ളി ചാപ്ലിന്‍]]'
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
'{{معلومات ممثل | الاسم = تشارلي تشابلن | اسم اصلي = Charlie Chaplin | صورة = Charles-chaplin 1920.jpg | عنوان = تشارلي تشابلن عام 1920 | الدولة = {{المملكة المتحدة}} | تاريخ_الولادة = [[16 أبريل]] [[1889]] | مكان_الولادة = [[لندن]]، [[إنجلترا]] | تاريخ_الوفاة = {{تاريخ الوفاة والعمر|1977|12|25|1889|4|16|my=yes}} | مكان_الوفاة = [[كانتون فود|فيفي]]، [[سويسرا]] | الرمز = 0000122 }} السير تشارلز سبينسير تشابلن، الشهير باسم (تشارلي تشابلن). ممثل إنجليزي كوميدي، منتج ومخرج سينمائي، اشتهر في حقبة الأفلام الصامتة. وُلد في يوم 17 أبريل 1889، وتوفي في 25 ديسمبر 1977. ويعرف العالم (تشارلي تشابلن) باختراعه شخصية (الصعلوك) في أفلامه، والتي تُعتبر واحدة من أهم الشخصيات في تاريخ السينما. امتدت مسيرته الفنية لأكثر من 75 عامًا، ابتدأها بحداثة سنه، في العصر الفيكتوري، وامتدت حتى قبيل مماته، وهو يبلغ من العمر 88 عامًا .. مسيرة حافلة بالفن والكوميديا، مليئة بالجدل. يمكن تلخيص طفولة (تشارلي تشابلن) بكلمتين ؛ الفقر والمعاناة. فغياب والده عن المنزل، ومعاناة والدته الشديدة لتوفير لقمة العيش، قاما بإرساله إلى إصلاحية للأطفال مرتين قبل بلوغه التاسعة من العمر. وعند بلوغه الرابعة عشر من العمر، تم إرسال والدته إلى مصحة عقلية، قضت فيها ما تبقى لها من العمر. مما جعل (تشابلن) يبتدئ مسيرته الفنية في وقت مبكر بعض الشيء، متنقلًا بين القاعات الموسيقية، ومن ثم إلى العمل المسرحي الكوميدي. حتى انتهى به الحال إلى توقيع عقد مع شركة إنتاج مرموقة تُسمى (شركة فريد كارنو)، عندما كان بالتاسعة عشر من العمر، مما نقل حياته إلى الولايات الأمريكية المتحدة. وكان أول ظهور سينمائي لـ(تشابلن) بعام 1914، عندما قام بتصوير جزء من فيلم (صناعة الحياة)، والذي تم تصويره في (استيديوهات كيستون). بعد ذلك بفترة قصيرة، قدم (تشابلن) للعالم شخصية (الصعلوك)، والتي اكتسبت بدورها قبولًا وقاعدة جماهيرية كبيرة. واستمر (تشابلن) في تصوير أفلامه وإنتاجها تحت مظلة عديد من شركات الإنتاج السينمائية، مثل : (اسناي)، (ماتشوال)، والشركة (الوطنية الأولى). بحلول عام 1918، ذاع صيت (تشارلي تشابلن) وأضحى واحدًا من أكثر الشخصيات شهرة في العالم. في عام 1919، شارك (تشابلن) في تأسيس شركة (اتحاد الفنانين) للتوزيع، والتي منحته التحكم المطلق في أفلامه. فكان أول إنتاجاته بعد ذلك فيلم “الطفل" (1921)، “امرأة في باريس” (1923)، “حمى البحث عن الذهب” (1925)، و”السيرك” (1928). مع بداية الثلاثينات من العقد العشرين، رفض (تشابلن) بشكل كامل التوجه إلى أفلام الصوت، وترك الأفلام الصامتة، رافضًا بشكل كامل حتى النقاش بهذا الشأن، وبالفعل قام بإنتاج عدد من الأفلام الصامتة، تعتبر بعضها من أشهر أفلامه الشخصية، مثل “أضواء المدينة” (1931)، “العصور الحديثة” (1936). ومع تزايد اهتمام (تشابلن) الملحوظ بالسياسة، قام تشابلن بإنتاج فيلمه الشهير “الديكتاتور العظيم” (1940)، والذي انتقد فيه الزعيم الألماني أدولف هتلر، قبيل الحرب العالمية. ومع بداية الأربعينات انخفضت شعبية (تشابلن) بشكل ملحوظ، نتيجة للجدل القائم حوله وحول شخصه. فقد تم توجيه العدد من الاتهامات إليه، منها اتهامه بالتعاطف مع الشيوعيين، وتم افتعال بعض القضايا، كقضايا أبوة، وقضايا الفارق العمري الكبير بينه وبين زوجاته. وبعد فترة من استلام مكتب التحقيقات الفيدرالية لملف (تشابلن) والاتهامات الموجهة إليه، تم إجبار (تشابلن) على ترك الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعله يتجه من منفاه إلى سويسرا حتى بقية حياته. في أواخر الأفلام التي أنتجها، تخلى عن شخصية (الصعلوك) التي لازمته في معظم أفلامه، وبشكل نهائي، فكانت أواخر أفلامه “الميسيو فيردوكس” (1947)، “الأضواء” (1952)، “ملك في نيويورك” (1957)، و”الكونتيسه من هونغ كونغ” (1967). الحقيقة أن (تشارلي تشابلن) قام بإنتاج، وإخراج، وكتابة، وتحرير، وتأليف معظم الموسيقى والتفاصيل في أفلامه. واستقلاله المادي مكنه من فعل ذلك، ومن التعبير عن أفكاره وآراؤه الشخصية فيها، ومن قضاء عدة سنوات في تطوير وإنتاج الأفلام بالشكل الذي يتمناه. تتميز أفلامه بجمعها بين التهريج والعاطفة، فشخصية (الصعلوك) التي اشتهر بها تتميز بمعاناتها المتواصلة ونضالها المستمر ضد المصاعب. كما ضمَّن أفلامه بالعديد من المواضيع الاجتماعية والسياسية، وبشيء من سيرته الذاتية. في عام 1972، وكشيء من تجديد التقدير والامتنان لإنتاجاته الفنية، تم منح (تشابلن) جائزة الأوسكار الفخرية “لعظمة تأثيره في جعل السينما هي الفن الأساسي لهذا العصر”. سيرته الذاتية == بداياته (1889-1913) == === الطفولة الشاقة === وُلد (تشارلز سبينسر شابلن) في يوم 16 أبريل 1889. وكان الابن الوحيد للمغنيين (تشارلز شابلن الأب) و(هانا هيل). لا يوجد أي تأكيد رسمي عن تفاصيل ولادته، ولكن (شابلن) يعتقد بأنه وُلد بالشارع الشرقي في (والوورث) بجنوب (لندن). تزوج والداه قبيل ولادته بأربع سنوات، وكان (تشارلز الأب) يرعى ابن (هانا) غير الشرعي (سيدني جون). في الوقت الذي كان فيه كلا والديه من فناني القاعات الموسيقية، بالنسبة لوالدته (هانا) فقد كانت مسيرتها الفنية قصيرة جدًا، ولم تتسم بالنجاح، على الجهة الأخرى كان والده (تشارلز الأب) مغنيًا مشهورًا. لم يدم زواج والديه كثيرًا، فقد تم طلاقهما في عام 1981. وفي عام 1982، أنجبت (هانا) ابنها الثالث (جورج)، وكان ابنًا غير شرعي لأحد فناني القاعات الموسيقية، اسمه (ليو درايدن). ولكن (درايدن) قام بأخذ الطفل من والدته بعد ستة أشهر، ولم يكن جزءًآ من حياة (شابلن) لثلاثين عامًا بعدها. يعبر كاتب سيرة (شابلن) الذاتية السيد (ديفيد روبينسون) عنها بأنها “أكثر قصص النجاح والتحول من الفقر إلى الثراء إثارة”. فقد أمضى (شابلن) طفولته مع والدته وشقيقه (سيدني) في حي (كيننجتون) بلندن، ولم يكن لهم أي مصدر دخل غير الحياكة والتمريض التي كانت تزاولهما والدتهما من فترة لأخرى، بينما لم يقدم لهم (شابلن الأب) أي مساعدة بعدما تركهم. وإذعانًا لتدهور الحالة المادية، تم إرسال (شابلن) إلى الإصلاحية للمرة الأولى عندما كان بالسابعة من عمره. ثم قامت الإصلاحية بعد ذلك بإرساله إلى (مدرسة لندن المركزية للفقراء المعدمين)، والتي يصفها (شابلن) بأنها “كيان اليأس”. لم يدم ذاك الحال لأكثر من 18 شهرًا، حتى تمت إعادته إلى والدته بعد ذلك، حتى تم إرسالها هي إلى المصحة العقلية في يوليو 1898، وتبعًا لذلك تم إرسال الشقيقين إلى (مدارس نوروود)، مؤسسة أخرى للأطفال الفقراء المعدمين. يقول (تشابلن) : “كنت بالكاد على بينة بالأزمة، لأننا كنا نعيش في حياة من الأزمات المتتالية”. في شهر سبتمبر من عام 1898، أُرسلت والدة (شابلن) مرة أخرى إلى مصحة عقلية تُسمى (تل القصب)، نتيجة لتطور الهوس الناتج عن مرض الزهري وسوء التغذية. في خلال الشهرين التي مكثتهما (هانا) بالمصحة، أُرسل (شابلن) وأخاه (سيدني) إلى والدهما الذي لم يعرفاه منذ الطفولة. وكان (شابلن الأب) مدمنًا على الكحول، مما جعل حياتهما معه مريعة إلى الدرجة التي جعلتهما ينتهيان إلى (الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال). توفي والد (شابلن) بعد ذلك بعاملين، عن عمرٍ يناهز الـ38 نتيجة إصابته بمرض تليف الكبد. تحسنت صحة (هانا) بعد فترة، وخرجت من المصحة العقلية، إلا أنه اشتد عليها ثانية في مايو 1903. فقام (شابلن) بأخذها إلى المستشفى، وكان بالرابعة عشر، ومنه تم إرسالها إلى المصحة العقلية ذاتها مرة أخرى. عاش (شابلن) مرحلة جديدة وصعبة من حياته، لا يشغل باله فيها إلا بحثه عن لقمة العيش وعن مكان للمبيت والنوم، زاد الأمر صعوبة عندما رجع أخوه من البحرية التي التحق بها قبل عامين، مما اضطره إلى تدبير شؤون أخيه بالإضافة إلى شؤونه الشخصية. تم إطلاق سراح (هانا) من المصحة العقلية بعد ثمانية شهور، ولكن المرض عاد إليها في 1905، وبشكل دائم هذه المرة. يصف (شابلن) ذلك فيقول : “لم يكن هناك ما يمكن فعله حيال ذلك إلا تقبل مصير الأم الفقيرة”. وبقيت (هانا) في المصحة العقلية، حتى وفاتها عام 1928. الفنان الشاب بداية علاقة (شابلن) بالمسرح كانت في الفترة الزمينة بين وجوده في مدرسة الفقراء وفترة دخول والدته إلى المصحة العقلية. ويُذكر بأنه اعتلى المسرح للمرة الأولى كهاوٍ عندما كان بالخامسة من عمره، بعدما ضج الجمهور لفقرة غنائية سيئة قامت بها والدته (هانا) في (ألدرشوت). كان تلك المرة حدثًا استثنائيًا ولم تتكرر، ولكن والدته ارتأت فيه شيئًا من الموهبة وقامت بتنميتها فيه، يقول (شابلن) : “أنها كانت تغرس فيه حسًا بأن لديه نوعًا فريدًا من الموهبة”. وببلوغه للتاسعة من عمره، وبمساعدة من والده وبعض معارفه، اشترك (شابلن) في فرقة رقص شعبية تحمل اسم (فرسان لانكشاير الثمانية)، والتي جالت بع قاعات الموسيقى الإنجليزية طوال عامي 1899 و1900. وعلى الرغم من عمل (شابلن) الدؤوب والجاد، وبالرغم من شهرته بين الجماهيره واستحسانهم له، إلا أنه لم يكن راضيًا عن الرقص، واستمر في رغبته بالتمثيل الكوميدي. في فترة عمل (شابلن) مع (فتيان لانكشاير الثمانية)، حرصت والدته على انتظامه في التعليم وحضور المدرسة، إلا أنه ترك المدرسة بشكل نهائي عندما كان بالثالثة عشر من عمره. وكان وقتها يعمل بأكثر من وظيفة ليؤمن الحياة اللازمة، مع ازدياد أمله كل يوم في أن يكون ممثلًا كوميديًا بيوم من الأيام. عندما بلغ الرابعة عشر من عمره، وبعد وقت قصير من الأزمة التي حلّت بوالدته، سجّل (شابلن) لدى وكالة مسرحية في (ويست إيند) في (لندن). التمس مدير الوكالة بعضًا من الموهبة في (شابلن)، فأعطاه على الفور أول أدواره في مسرحية (رومانسية الكوكاين) لـ(هاري ساينسباري). افتتحت المسرحية في شهر يوليو من عام 1903، وكان (شابلن) يؤدي فيها دور موزع الصحف، إلا أن المسرحية لم تكلل بالنجاح، مما سبّب في إغلاقها بعد أسبوعين فقط. بعد ذلك بفترة قصيرة، أمّن (ساينسباري) لـ(شابلن) دورًا ثانويًا في مسرحية (شيرلوك هولمز) لـ(تشارلز فروهمان)، فأدى (شابلن) دور الصبي (بيلي) في ثلاث جولات إقليمية للمسرحية. وكان أداؤه مميزًا للدرجة التي سببت في دعوته إلى (لندن) لأداء الدور ذاته جنبًا إلى جنب مع (ويليام جيليت)، الممثل الأصلي لشخصية (شيرلوك هولمز). و“كانت كالبشرى من السماء” كما يصفها (شابلن). عندما بلغ الشادشة عشر من عمره، تألق (شابلن) في مسرحية (الدوق يورك) التي عرضتها (ويست إيند) من أكتوبر إلى ديسمبر من عام 1905. وبعد ذلك قام بجولة إقليمية أخرى لمسرحية (شيرلوك هولمز) في أوائل 1906، ثم اعتزل التمثيل المسرحي بعد ذلك، راسمًا نهاية مسيرة سنتين ونصف كممثل مسرحي. الكوميديا والاستعراض المسرحي لم يمض الكثير من الوقت حتى وجد (شابلن) عملًا مع شركة إنتاجية جديدة، التي عينته هو وشقيقه - الذي امتهن التمثيل في وقت سابق أيضًا - في مسرحية كوميدية قصيرة تحمل اسم (إصلاح). في مايوم 1906، انضم (شابلن) إلى (سيرك كيسي) وقدم فيه فقرة كوميدية شعبية، عبارة عن قصص تهريج، والتي بدورها نالت قبولًا لدى الجماهير، مما جعله نجم العرض بعد فترة قصيرة. في الوقت الذي أنهى فيه السيرك جولته (يوليو 1907)، كان (شابلن) البالغ من العمر 18 سنة، ممثلًا كوميديًا متألقًا بحق. حاول بعد ذلك أن يقوم ببعض الأعمال بشكل منفرد، إلا أن تلك التجربة كانت قصيرة وتتسم بالفشل. في تلك الأثناء، انضم شقيقه (سيدني شابلن) إلى شركة الإنتاج المرموقة (فريد كارنو) الكوميدية. وفي عام 1908، أي بعد سنتين من انضمام (سيدني) إلى الشركة، أضحى الشقيق واحدًا من فنانيهم الأساسيين. في فبراير، تمكن من تأمين تجربة أداء لأخيه الأصغر. كان (كارنو) في البداية مترددًا بعض الشيء حول قبول (تشارلز شابلن)، فقد كان يعتبر (شابلن) “شاحبًا، سقيمًا، متجهم المنظر”، كما وصفه أيضًا بأنه “يبدو خجولًا جدًا لأداء أي عرض مسرحي جيد”. لكن (تشارلز شابلن) وفي أول عروضه كان ملحوظًا ببراعة أداؤه، وكان ذلك في (مدرج لندن)، الشيء الذي جعل شركة الإنتاج تتحرك سريعًا لتوقيع عقد معه. بدأ (شابلن) بأداء سلسلة من الأدوار القصيرة والثانوية، حتى عام 1909 عندما استلم أول دور رئيسي له. وفي أبريل 1910، قام بأداء الدور الرئيسي في مسرحية (جيمي الذي لا يخاف)، وكان ناجحًا ومتقنًا في أداؤه للدرجة التي جعلت الصحافة توليه اهتمامًا كبيرًا. قام (كارنو) بعد ذلك باختيار نجمه الجديد (شابلن) للانضمام إلى الفرقة التي ستقوم بجولة استعراضية مسرحية في أمريكا الشمالية. ترأّس الممثل الكوميدي الشاب العرض، وأُعجب به الجماهير والنقاد، وتم وصفه من قِبَل أحد النقاد بأنه “واحد من أفضل من شهدتهم الأرض في التمثيل الإيمائي”. وكان له دورًا ناجحًا يقوم به يُسمى “تضخم الثمالة”، يقوم فيه بدور رجل بلغت منه الثمالة أو السُّكر مبلغها، وكانت هذه الشخصية بعد ذلك إحدى بصماته في المسرح الإيمائي. استمرت الجولة واحدًا وعشرين شهرًا، وعادت الفرقة بعد ذلك إلى إنجلترا في يونيو. يقول (شابلن) بأنه “انتابه شعور بالقلق من العودة، والغرق مرة أخرى في حالة الاكتئاب”، وهذا ما يبرر سعادته ببداية الجولة التالية في أكتوبر. بداية التصوير السينمائي والأفلام (1914-1917) === استيديوهات (كييستون) === بعد نهاية الستة أشهر التي قضاها (شابلن) في جولته الاستعراضية، تلقى دعوة للانضمام إلى (شركة نيويورك للصور المتحركة). وكانت السمعة التي وصلت للشركة عن (شابلن) بأنه قد يعوّض (فريد ماسي)، نجم (استيديوهات كيستون) الذي يعتزم تركها. ورغم تردد (شابلن) في البداية إلا أن فكرة العمل في الأفلام والسينما راقت له في النهاية، “كما أن التجربة هذه تعني البداية في حياة جديدة”. في سبتمبر 1913، التقى (شابلن) بموكلي الشركة، واتفق معها على عقد بقيمة 150 دولار أسبوعيًا. وصل (شابلن) إلى المركز الرئيسي لـ(استيديوهات كييستون) في (لوس أنجلوس)، بأوائل ديسمبر 1913. مع بداية المسيرة أعلن مديره (مارك سينيت) عن أن (شابلن) ذو الأربع وعشرين عامًا بدا صغيرًا جدًا. ولم يتم توكيل أي دور إلى (شابلن) في الأفلام حتى أواخر يناير، وهي الفترة التي استغلها (شابلن) لتعلم الحرفة وصناعة الأفلام. وكانت المرة الأولى التي سُمِح له بالتمثيل في يوم 2 فبراير 1914. في ثاني ظهور له أمام الكاميرا، أُعطيَ (شابلن) حرية اختيار ملابسه التي سيظهر بها في الفيلم. وصف (شابلن) تلك اللحظات في سيرته الذاتية بالكلمات التالية: “أردت أن يبدو المنظر متناقضًا في كل شيء ؛ البنطال الفضفاض، المعطف الضيق، القبعة الصغيرة والأحذية الكبيرة … وأضفت شاربًا صغيرًا، والذي من شأنه أن يضيف المزيد من العمر، دون أن يخفي تعابير الوجه. لم يكن لدي أي فكرة عن الشخصية في البداية، ولكن في اللحظة التي أكملت فيها هذه التشكيلة من الملابس وبعد إضافة المساحيق والمكياج، شعرت بأنني ذاك الشخص الذي صار وتشكل بعد ذلك. وبدأت بالتعرف إليه مع مرور الوقت، وبعد خروجي إلى المسرح اكتمل تكوُّن الشخصية" كان اختراع شخصية (الصعلوك) كما عُرفت بعد ذلك، من أجل فيلم (مأزق مابل الغريب)، ولكنها خرجت للجماهير للمرة الأولى في فيلم (سباق سيارات الأطفال في جزر البندقية)، والذي صدر قبل (مأزق مابل الغريب) بيومين. اعتمد (شابلن) هذه الشخصية الجديدة لأفكار أفلام جديدة، في محاولة للخروج بأفلام يظهر فيها بدورٍ رئيسي، إلا أن الإدارة رفضت هذه الأفكار. وفي أثناء تصويره لفيلمه الحادي عشر (مابل على العجلة) تشاجر مع المخرج (مابل نورماند)، مما تسبب في طرده بعد ذلك. إلا أن (سينيت) أبقى على (شابلن) بعدما وصلته العديد من المعاريض تدعوه إلى إبقاء (شابلن) والسماح له بتقديم أفلامه الخاصة. وتم السماح لـ(شابلن) بإدارة وإخراج أفلامه الخاصة، بعدما وعد الأخير بدفع 1500 دولار للشركة حال فشله. تم إصدار أول فيلم لـ(شابلن) كمخرج في 4 مايو 1914، تحت مسمى (قُبِض عليه تحت المطر)، وكان ناجحًا جدًا. وقام بعد ذلك بإخراج أغلب الأفلام القصيرة التي أنتجها لـ(كييستون)، بمعدل حوالي فيلم للأسبوع، وهي الفترة التي تذكر لاحقًا بأنها الفترة الأكثر إثارة في مسيرته. أفلام (شابلن) جُعلت في قالب كوميدي أبطأ من الشكل التقليدي الهزلي لأفلام (كييستون)، وجعل لنفسه بها قاعدة جماهيرية كبيرة. في نوفمبر 1914، حصل (شابلن) على أول دور مساعد في فيلم طويل، وكان ذلك في فيلم (ثقب الرومانسية عند تيلي) من إخراج وبطولة (ماري سينيت دريسلر)، والذي حقق بدوره نجاحًا تجاريًا وزادت بسببه شعبية (شابلن) أكثر. في نهاية السنة، وعند مراجعة عقد (شابلن) للتجديد، طلب (شابلن) 1000 دولار أسبوعيًا، المبلغ الذي رفضه (سينيت) لأنه وجده ضخمًا جدًا. === استيديوهات (اسناي) === أرسلت (شركة اسناي لصناعة الأفلام) عرضًا لـ(شابلن) بقيمة 1250 دولار للأسبوع، مع مكافأة توقيع تقدر بـ10,000 دولار. فانضم (شابلن) إلى الاستيديو في أواخر ديسمبر 1914، حيث بدأ بتشكيل شركة مساهمة تتكون من ممثلين عاديين، من ضمنهم (ليو وايت)، (بود جاميسون)، (بادي ماكغوير) و(بيلي آرمسترونغ). وسرعان ما انضمت لهم الممثلة القديرة (إدنا بورفيانس)، والتي التقى بها (شابلن) في أحد المقاهى وقام بتعيينها نظرًا لحسنها وجمالها. فظهرت بعد ذلك في 35 فيلمًا مع (شابلن) خلال ثمانية سنوات متواصلة، ووُجدت بينها وبين (شابلن) علاقة غرامية استمرت حتى 1917. أكد (شابلن) للجميع بأن أفلامه على قدر عالٍ من الدقة والجودة، وبدأ ببذل المزيد من الوقت والجهد لكل فيلم. كان هناك شهر واحد كفاصل زمني بين فيلمه الثاني (ليلة خارجًا) والثالث (البطل). وتم إنتاج السبعة الأفلام الأخيرة، من الأفلام الـ14 التي أنتجها مع (اسناي)، بنفس هذه الوتيرة البطيئة نسبيًا. كما أضاف بعضًا من التعديلات على الشخصية التي يلعبها، والتي كانت قد رُفضت سابقًا عندما عمِل مع (كييستون)، بسبب أن الرؤساء هناك ارتأوها “غير معقولة” أو “غير عادية” ولا تستحق العرض. فأصبحت شخصية (الصعلوك) أكثر رومانسية ونعومة مع الوقت، وتم اعتبار أبريل 1915 كنقطة تحول للشخصية الكوميدية. فكانت الشخصية -مثلًا- متعاطفة وبائسة في فيلم (المصرف) أكثر من غيره من الأفلام، نظرًا للنهاية الحزينة التي جعلها (شابلن) للفيلم. كل هذه التطويرات جعلت (روبينسون) يصف هذه المرحلة بأنها تطورًا عامًا للأفلام الكوميدية، وبأنها المرحلة التي ابتدأ في النقاد بتقدير (شابلن) وأعماله بشكل أكثر جدية. فكتب الناقد المتخصص في الأفلام (سيمون لووفيش) في (اسناي) بأنه “وجد كثيرًا من الحلول في عالم (الصعلوك) لمشاكل العالم ومواضيعه”. بحلول عام 1915، أضحى (شابلن) ظاهرة ثقافية. فضجت المحلات التجارية بالسلع التي ترتبط به، كما تم إصدار نسخة منه كرسوم كرتونية، وكقصص مصورة، وكُتبت عنه العديد من الأغاني. في شهر يوليو، وصف ذلك صحفي في مجلة (موشن بيكتشارز) بأن “الشابلنية” - مشتقة من شابلن - قد انتشرت في جميع أنحاء أمريكا. وازدهرت سمعة (شابلن) بين الناس، وذاع صيته، وصار أكبر نجوم صناعة السينما في العالم. عندما انتهى عقده مع (اسناي) في ديسمبر 1915، وعلى وعيٍ تام بشعبيته المتزايدة، طلب (شابلن) 150,000 دولار كمنحة لتوقيع عقده الجديد. وتلقى في نفس الوقت عددًا كبيرًا من العروض، من بينهم (يونيفيرسال)، (فوكس)، (فيتاغراف)، إلا أن أفضل العروض كان من شركة (ماتشوال)و والتي عرضت عليه 10,000 دولار أسبوعيًا. === استيديوهات (ماتشوال) === تم التفاوض على العقد الجديد الذي يربط (شابلن) بشركة (ماتشوال)، وتم الاتفاق على مبلغ 670,000 دولار سنويًا، والتي وصفتها (روبينسون) خادمة (شابلن)، عندما كانت بالسادسة والعشرين، بأنها أحد أعلى الأجور في العالم. انتشر خبر الأجر العالي الذي يتلقاه (شابلن) على مستوى العالم، الخبر الذي صدم الجماهير بدوره. مما دفع السيد (جون ر. فريولر)، مدير الشركة، إلى التصريح بأنه “بمقدور الشركة أن تدفع للسيد (شابلن) مثل هذا المبلغ الكبير سنويًا، لأن الجماهير ستدفع لمشاهدة (شابلن)، وستأتي لمشاهدته”. أعطت شركة (ماتشوال) لـ(شابلن) استيديو خاص في (لوس أنجلوس)، للعمل به، والذي تم افتتاحه في مارس 1916. وقام الأخير بالتعاقد مع ممثلين رئيسيين إلى شركته الصغيرة المساهمة، هما؛ (ألبرت أوستن) و (إيريك كامبل)، وأنتج معهما سلسلة أفلام هي ؛ (الماشي على الأرض)، (الإطفائي)، (المتشرد)، (الواحدة صباحًا) و (الكونت). وقام أيضًا بالتعاقد مع الممثل (هاري بيرغمان)، والذي استمر في عمله مع (شابلن) لمدة 30 عامًا، لإنتاج فيلم (مكتب الرهانات). وبالفيلمين (وراء الشاشة) و (حلبة التزلج) أنهى بذلك (شابلن) إنتاجاته لعام 1916. كان عقد (شابلن) مع شركة (ماتشوال) ينص على إنتاج الأخير لفيلم واحد كل أسبوعين على الأقل، وهو ما قام (شابلن) بتحقيقه والحفاظ عليه. ومع بداية السنة الجديدة 1917، بدأ (شابلن) بقضاء المزيد من الوقت في إنتاج أفلامه، فأنتج في أول عشرة أشهر من 4 أفلام فقط للشركة ؛ (الشارع السهل)، (العلاج)، (المهاجر) و (المغامر) أخيرًا. تعتبر هذه الأربعة أفلام من بين أفضل أعماله، واعتبر (شابلن) هذه الفترة أيضًا بأنها الأسعد في مسيرته الفنية. هوجم (شابلن) في تلك الفترة من قبل الصحافة البريطانية لعدم مشاركته في الحرب العالمية الأولى. ودافع (شابلن) عن نفسه كثيرًا، بأنه لم يتم استدعاؤه للدفاع عن (بطريطانيا) ولا حتى (الولايات المتحدة الأمريكية) بالرغم من أنه قد عرض خدماته على كلا الدولتين، إلا أنه لم يتم استعاؤه رغم ذلك. وعلى الرغم من ذلك فقد كانت أعماله تروق للجنود والمحاربين لكلا البلدتين، واستمرت شعبيته أيضًا في النمو يومًا بعد يوم. ذكرت صحيفة (هاربر الأسبوعية) بأن اسم (شابلن) كان “لغة مشتركة في كل البلاد تقريبًا”، وأن شخصية (الصعلوك) أضحت “مألوفة عالميًا”. ففي عام 1917، ونظرًا لازدياد المقلدين لـ(شابلن) مهنيًا، بدأ الأخير في بعض الاجراءات القانونية التي تجعل له حقوق التصرف في شخصيته الشهيرة. وذكرت بعض الصحف بأن نسبة تسعة من كل عشرة رجال حضروا الحفلات التنكرية وحفلات الأزياء في تلك الفترة، كانوا يقومون بتقليد شخصية (الصعلوك). وفي نفس العام، ذكرت دراسة أجرتها (جمعية بوسطن للأبحاث العقلية) بأن (شابلن) صار “هاجسًا لأمريكا”. وكتبت الممثلة (مينني ماديرن فيسك) بأن “عددًا متزايدًا من المثقفين، ومن أهل الفن، يعتبرون المهرج الإنجليزي الشاب (شارلي شابلن) فنانًا غير عادي، فضلًا عن عبقري هزلي”. === الشركة (الوطنية الأولى) (1918-1922) === نظرًا للمعدل المنخفض لإنتاج (شابلن) والذي لم يرق بدوره لشركة (ماتشوال)، قامت الأخيرة بفسخ عقدها مع الممثل الكوميدي بشكل ودي. كان هم (شابلن) الأول والأخير في تلك الفترة هو إيجاد شركة إنتاج تضمن له استقلاليته، وصرح شقيقه ومدير أعماله (سيدني شابلن) للصحافة بأنه “[يجب] أن يُمنح (شابلن) كل الوقت اللازم وجميع الموارد والأموال التي يحتاجها لإنتاج [الأفلام] بالطريقة التي تناسبه .. وبأنه يجب التركيز على نوعية الإنتاج وليس كميته”. وفي يونيو من عام 1917، أبرم (شابلن) عقدًا مع الشركة (الوطنية الأولى) لينتج ثمانية أفلام بمقابل مليون دولار. واختار (شابلن) هذه المرة أن يقوم بإنتاج الاستيديو الخاص به، بأحدث مرافق إنتاجية، وكان ذاك الاستيديو يبعد حوالي خمسة أراضي عن حي (سنسيت) في (لوس أنجلوس). وتم إنهاء الاستيديو في يناير 1918، وأعطيت الحرية الكاملة لـ(شابلن) لينتج أفلامه بالطريقة التي تناسبه. صدرت أول أعماله بموجب العقد الجديد بعد ذلك في أبريل 1918، وكان بذلك فيلمه الشهير (حياة كلب)، ووُصف العمل من قِبل (لويس دوليك) بأنه “أول عمل سينمائي فني كامل". بدأ اهتمام (شابلن) بعد ذلك في بناء قصة أفضل للأفلام، ومعالجة شخصية (الصعلوك) من وصفها بأنها “نوع من التهريج”. قام (شابلن) بعد ذلك بجولته الاستعراضية الثالثة، لمدة شهر واحد، والتي جعل ريعها لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. أنتج بعد ذلك فيلمًا دعائيًا قصيرًا، أسماه (الرابطة)، وتبرع بأرباحه للحكومة الأمريكية. كان إنتاج (شابلن) التالي معتمدًا على الحروب في أسلوبه، أطلق على الفيلم اسم (كتف الجندي)، وجعل (الصعلوك) جنديًا يحارب ويعبر الخنادق. حذره بعض المساعدين من استعمال الحروب في الكوميديا، ، لكنه تجاهل التحذيرات، وقال بأنه “سواءً كان خطرًا أم لم يكن، أنا متحمس للفكرة”. فأمضى بذلك أربعة أشهر في إنتاج فيلم بمدة 45 دقيقة، وصدر الفيلم بعد ذلك في أكتوبر 1918، وحقق نجاحًا كبيرًا. === اتحاد الفنانين، (ميلدريد هاريس)، و(الطفل) === بعد إنتاجه لفيلم (كتف الجندي)، طلب (شابلن) مزيدًا من الدعم المادي من شركة (الوطنية الأولى)، والتي رفضت طلبه بدورها، مما أصابه بالإحباط من عدم اهتمام الشركة بجودة الإنتاج، وبالقلق من بعض الشائعات التي تربط بين الشركة و (مشاهير لاعبي لاسكي) وإمكانية اندماجهم، فاتجه (شابلن) مع (دوغلاس فيربانكس)، (ماري بيكفورد) و (د. و. جريفيث) إلى إنتاج شركة توزيع جديدة، وكانت بذلك (اتحاد الفنانين) في يناير 1919. كانت الشراكة الجديدة بمثابة ثورة في صناعة الأفلام، ومكّنت الشركاء الأربعة - وكانوا كلهم في غاية الإبداع - من تمويل أفلامهم وكامل التحكم بمجرياتها. كان (شابلن) حريصًا على بدء مسيرته في الإنتاج مع الشركة الجديدة، وحاول لأكثر من مرة أن يشتري عقده من شركة (الوطنية الأولى)، إلا أن طلبه قوبل بالرفض مرارًا، وأصرت الشركة على استكماله ما تبقى له من عقده القديم، وإنتاج الأفلام الستة المتبقية له في عقده معهم. قبيل انتاجه لشركته الجديدة (اتحاد الفنانين)، تزوج (شابلن) وللمرة الأولى، من الممثلة (ميلدرين هاريس) البالغة من العمر 17 عامًا، في (لوس أنجلوس) في سبتمبر 1918، بعدما كاشفته بعد ذلك بشأن حملها لطفله، ليكتشف بعد ذلك بفترة وجيزة أن خبر حملها لطفله لم يكن صحيحًا. بطبيعة الحال لم يكن (شابلن) راضيًا عن تلك الزيجة، وشعر بأنها تحد من إبداعه في الإنتاج، مبررًا ذلك بكفاحه لإنتاج فيلم (الجانب المشمس) بطريقة لائقة. في تلك الأثناء حملت (هاريس) بطريقة شرعية من زواجها، وفي يوم 7 يوليو 1919 وضعت مولودها، وابن (شابلن) الأول. وُلد (نورمان سبينسر شابلن)، كما أسمياه لاحقًا، غير مكتمل البنية، وتوفي بعد ذلك بثلاثة أيام. وانتهت تلك الزيجة في أبريل 1920، وبرر (شابلن) ذلك في سيرته الذاتية بأنهما كانا “نيرًا متناقضًا”. كان لفقدان الطفل أثر على أعمال (شابلن) المقبلة، فقام بتكييف شخصية (الصعلوك) للتناسب مع طفل صغير. وكان يتمنى بهذا العمل أن يخرج بمنتج أكثر من كوميدي، وكما صرح (لوفيش) بعد ذلك، بأن (شابلن) “صنع بصمة عن عالمه المتغير”. بدأ تصوير فيلم (الطفل) في أغسطس 1919، بالاشتراك مع (جاكي كوغان) البالغ من العمر أربع سنوات فقط، وجعل منه نجمًا بعد ذلك. وأوقف تصوير الفيلم في فترة إنتاجه لبعض الوقت، ليقوم بإنتاج فيلم (ممتعة يوم واحد)، وذلك لاسترضاء شركة (الوطنية الأولى). ثكانت فترة إنتاج فيلم (الطفل) مجملة حوالي تسعة أشهر، وانتهى منه في يوليو 1920، وكانت مدة الفيلم حوالي 68 دقيقة، مما جعل الفيلم بعد ذلك أطول إنتاجات (شابلن) حتى اللحظة. يتعامل (شابلن) والطفل في الفيلم مع قضية الفقر والحاجة، وانفصال الطفل عن والديه الحقيقيين، فيمزج في الفيلم قصته مع طفله غير المكتمل وقصة طفولته القاسية، وكان الفيلم بذلك مزيجًا من الدراما والكوميديا. وتم عرض الفيلم في يناير 1921، وحقق نجاحًا لا مثيل له، وتم عرضه في أكثر من 50 دولة بحلول 1924. قضى (شابلن) في فيلمه التالي (الفصل الفارغ) مدة خمسة أشهر، والذي صدر في سبتمبر 1921، وعاد (شابلن) بعد ذلك إلى (إنجلترا) للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريبًا. وفي سبيل الخلاص من عقده الذي يربطه بشركة (الوطنية الأولى) قام بإنتاج فيلم (يوم الدفع) والذي تم إصداره في فبراير 1922، ثم أنتج فيلم (الحاج)، آخر أفلامه القصيرة، والذي تأخر صدوره لعام تقريبًا بسبب بعض الخلافات مع شركة الإنتاج. == فترة الأفلام الصامتة (1923-1938) == === (امرأة من باريس) و(حمى البحث عن الذهب) === بعد أن تحرر (شابلن) من عقده مع شركة (الوطنية الأولى)، بدأ في العمل ولأول مرة بطريقة مستقلة. في نوفمبر 1922، بدأ في تصوير فيلمه (امرأة من باريس)، وهو دراما رومانسية عن العشق المشؤوم. وكان (شابلن) ينوي بهذا الفيلم أن يجعل من (إدنا فورفيانس) نجمة سينمائية، ولم يظهر (شابلن) لهذا السبب في الفيلم إلا لفترة قصيرة. كان يتمنى أن يكون الفيلم أقرب للواقعية، وحاول إخراج الفيلم بطريقة لائقة ببالغ الصبر. وقام بتوضيح أهدافه من الفيلم بمقولته : “أشعر بالأسى لمحاولة الرجال والنساء إخفاء مشاعرهم، بدلًا من السعي للتعبير عنها”. انتهى تصوير فيلم (امرأة من باريس) في سبتمبر 1923. ومع ذلك، لم تهتم الجماهير كثيرًا بالفيلم الذي لا يظهر فيه (شابلن) بشكل متكرر، وكانت نتائج الفيلم مخيبة للآمال. كان (شابلن) متألمًا لهذا الفشل، خصوصًا بأنه رغب لفترة طويلة في إنتاج فيلم درامي ناجح، كما أنه كان راضيًا عن إنتاجه بشكل كبير، وتوقف عرض فيلم (امرأة من باريس) في دور العرض بفترة قصيرة. عاد (شابلن) للكوميديا في مشروعه اللاحق، ورسم لنفسه معايير صارمة وعالية في الإنتاج، وعبر عن ذلك بأنه “يجب أن يكون الفيلم القادم ملحمي، وأن يكون الأعظم”. استوحى الفيلم من صورة فوتوغرافية من عام 1898، حملت اسم (حمى البحث عن الذهب في كلوندك). في فيلمه الجديد، والذي أطلق عليه اسم (حمى البحث عن الذهب)، تقوم شخصية (الصعلوك) وحيدة برحلة صعبة وقاسية، وتجد فيها حبها. وبدأ تصوير الفيلم مع الامرأة الجديدة في أفلام (شابلن)، السيدة (جورجيا هال)، في فبراير 1924. وكان الإنتاج متقنًا كما تمنى (شابلن) في البداية، وكلفه الفيلم ما يقارب المليون دولار، شملت موقعًا للتصوير في جبال (تروكي)، والكثير من المؤثرات التي تستعمل لأول مرة، والتي كانت باهظة في الثمن. ولم يتم تصوير المشهد الأخير من الفيلم إلا بعد 15 شهرًا من تصوير بقيته، أي حتى مايو 1925. شعر (شابلن) بأن فيلمه (حمى البحث عن الذهب) كان أفضل ما أنتجته السينما حتى تلك اللحظة. وتم عرض الفيلم في أغسطس 1925، وحقق أعلى إيرادات في فترة الأفلام الصامتة، بأرباح تجاوزت الخمسة ملايين دولار. واحتوى الفيلم عدة مشاهد كوميدية شهيرة، مثل ؛ تناول (الصعلوك) حذاءه بسبب الجوع، وكـ(رقصة رولز) التي قام بها باستعمال الخبز وأدوات الطعام. قام (ماكناب) بعد ذلك بوصف الفيلم بأنه “جوهرة أعمال (شابلن)”، وفي وقت لاحق وصف (شابلن) الفيلم بأنه الصورة التي يحب أن يتذكرها الناس عنه. === (ليتا غراي) و (السيرك) === في فترة إعداد فيلم (حمى البحث عن الذهب)، تزوج (شابلن) وللمرة الثانية. كانت (ليتا غراي) ممثلة مراهقة، وكان من المفترض أن تكون نجمة الفيلم، لولا إعلانها المفاجئ عن حملها من (شابلن)، مما حمله على الزواج منها. وقالت بأنها كانت ذات 16 عامًا وكان هو بالـ35 من عمره، مما يجعلها قاصرًا حسب قانون كاليفورنيا. ولذلك تم ترتيب الزواج بشكل سري في المكسيك بيوم 24 نوفمبر 1924. وولدت ابنهما الأول، (تشارلز سبنسر شابلن الابن)، في يوم 5 مايو 1925، ومن ثم ابنهما الثاني (سيدني إيرل شابلن) في يوم 30 مارس 1926. لم يكن الزواج مرضيًا للطرفين، وكان (شابلن) يتهرب من زؤية زوجته بقضاء المزيد من الوقت في الاستيديو. وفي نوفمبر 1926، أخذت (غراي) الطفلين وتركت المنزل. وتبع ذلك طلاق مؤلم بالطريقة التي اتبعتها (غراي) بعدما اتهمت (شابلن) في الصحافة بالكفر، والاعتداء، وبامتلاؤه “بالرغبات الجنسية المنحرفة”. وأفادت تقارير بأن (شابلن) أصيب بانهيار عصبي جراء ذلك، وتصدرت قصتهما عناوين الأخبار، وسببت خروج بعض الجماعات التي تدعو لحظر أفلامه. وحرصًا على إنهاء القضية بدون كم أكبر من الفضائح، تمت التسوية بمبلغ 600,000 دولار، وهي أعلى تسوية شهدتها المحاكم الأمريكية في ذاك الوقت. وكانت قاعدة (شابلن) الجماهيرية كبيرة جدًا وعميقة للدرجة التي أنستهم القضية في وقت قصير، إلا أن ذلك أثر في (شابلن) بشكل كبير. قبل رفع (غراي) لدعوى الطلاق، كان (شابلن) قد ابتدأ في فيلمه الجديد، الذي حمل اسم (السيرك). وتحولت فيه شخصية (الصعلوك) إلى نجم استعراضي في السيرك يقوم بالمشي على الحبل المشدود، ومحاط بالقرود في أغلب الوقت. وتوقف إنتاج الفيلم لمدة 10 شهور لحين الانتهاء من الدعوى القضائية، وكانت العودة إلى الإنتاج متعبة بعض الشيء، نظرًا لتأثر الممثل الكوميدي بالقضي وفضيحتها. وأخيرًا، اكتمل تصوير الفيلم في أكتوبر 1927، وتم عرضه في يناير 1928 وسط استقبال جماهيري عظيم، ونال بسببه جائزة الأوسكار، وأعطيت لـ(شابلن) درع خاص “لبراعته وعبقريته في التمثيل والإنتاج والإخراج في فيلم (السيرك)”. وبالرغم من نجاح الفيلم، إلا أن (شابلن) حذف الفيلم من سيرته الذاتية، مبررًا ذلك بمعاناته في إنتاج الفيلم بسبب القضية المذكورة. === (أضواء المدينة) === “كنت مصمم على مواصلة تقديم الأفلام الصامتة، أعرف بأنني كنت استثنائيًا، وفريدًا من نوعي، وبدون توضع زائف، كنت ملِكًا”. (شابلن) معلنًا رفضه لأفلام الصوت في الثلاثينات بحلول الوقت الذي أُطلق فيه فيلم (السيرك)، شهدت (هوليوود) بدايات أفلام الصوت. وكان (شابلن) يسخر كثيرًا من هذه الوسيلة الجديدة، ومن أوجه القصور في تقديمها، معتبرًا إياها مفتقرة للفن الموجود في الأفلام الصامتة. كما أنه كان متردد حيال الطريقة الصامتة التي أعطته كل ذاك النجاح، ويخشى أن إعطاء (الصعلوك) صوتًا يتحدث من خلاله من شأنه أن يستنزفه ويقلل من جاذبيته. ورفض بذلك جنون (هوليوود) الجديد، واستكمل العمل على الأفلام الصامتة. إلا أن كان قلق بشأن قراره هذا، ولازمه هذا القلق طوال فترة إنتاجه للفيلم الجديد. عندما بدأ التصوير في نهايات 1928، كان (شابلن) يعمل على إنتاج القصة لمدة سنة كاملة. تدور قصة (أضواء المدينة) حول وقوع (الصعلوك) في حب فتاة ضريرة، مصابة بالعمى، تبيع الزهور، الدور الذي قامت به (فيرجينيا تشيرل)، ومحاولة (الصعلوك) بعد ذلك توفير المال الكافي لعلاجها من العمى. استمر إنتاج الفيلم مدة 21 شهرًا، اعترف (شابلن) بعد ذلك بأنه “كان يعمل تحت ضغط نفسي وعصبي بغية الكمال”. واستعمل التقنية الجديدة، الصوت، في الخلفية الموسيقية لليفلم، والتي كان هو نفسه مؤلفها. انتهى (شابلن) من فيلمه (أضواء المدينة) في ديسمبر 1930، وهو الوقت الذي اعتبرت فيه الأفلام الصامتة تلفظ أنفاسها الأخيرة. لم تكن آراء الجمهور في البداية عن الفيلم بأنه ناجح أبدًا، إلا أن الصحافة قدمت آراءً إيجابية بخصوص الفيلم. كتب أحد الصحفيين : “لا أحد في العالم، عدا (تشارلي شابلن). هو الوحيد الذي يمتلك نداءً جماهيريًا قادر به على تحدي أفلام الصوت”. عُرض الفيلم للمرة الأولى في يناير 1931، وأثبت (أضواء المدينة) نفسه لينجح في نيل الاستحسان الجماهيري والمادي، حيث أن إيرادات الفيلم بلغت 3 مليون دولار. واعتبره (معهد الفيلم البريطاني) بأنه أفضل إنجازات (شابلن)، ووصف الناقد الفني (جيمس أجي) المشهدَ الختامي بأنه “أعظم قطعة تمثيلية، وأعلى ما توصلت إليه الأفلام”. === رحلاته، (بوليت غودارد)، و(أضواء المدينة) === حقق فيلم (أضواء المدينة) نجاحًا مبهرًا، كما ورد سابقًا، ولكن (شابلن) بعده لم يعد متأكدًا من إمكانية صنع فيلم عظيم بدون حوارات بين الشخصيات. في الحقيقة ؛ لم يكن (شابلن) حتى الآن مقتنعًا بأفلام الصوت، إلا أنه أيضًا كان “مُصاب بخوف محبِط عن وسمه بأنه من الطراز القديم”. ووسط هذه الحالة من عدم التأكد واليقين، قرر (شابلن) أن يأخذ إجازة لفترة امتدت إلى 17 شهرًا، بداية من أوائل 1931. يعلّق (شابلن) على تلك الفترة في سيرته الذاتية بأنه بعد عودته إلى (لوس أنجلوس) “كان مشوشًا ولم تكن لديه أي فكرة أو خطة، شاعرًا بضيق من وحدته الشديدة”. وبدأ يفكر وقتها في اعتزال الفن والانتقال إلى (الصين) لبقية حياته. انتهت وحدة (شابلن) المزعجة عندما التقى بالممثلة (بوليت غودارد) ذات الـ21 عامًا في يوليو 1932، ونتج عن هذا اللقاء ارتباطًا ناجحًا بكل المعايير.لم يكن (شابلن) مستعدًا للبدء في فيلم جديد، وبدأ في إنتاج سلسلة عن رحلاته، نشرت لاحقًا في (رفاق المرأة بالوطن). ازدادت اهتمامات (شابلن) بالشؤون الأكاديمية بعد هذه الرحلات، خاصة بعد لقائه بالعديد من المفكرين والمثقفين البارزين فيها. وكان خوفه من الرأسمالية في (أمريكا) ودخول الآلات إلى المصانع مستبدلة البشر الذين ازدادت فيهم نسبة البطالة، هو فكرته الأولى، والسبب الذي دفعه بعد ذلك إلى إنتاج فيلمه الجديد. أعلن (شابلن) بأنه فيلمه القادم (العصر الحديث) سيكون “هجاءً لبعض المراحل من الحياة الصناعية”. والذي يعاني فيه (الصعلوك) و (جودارد) من الكساد الكبير في تلك المرحلة، واستغرق إنتاج الفيلم حوالي عشرة أشهر ونصف. كانت الفكرة الأساسية عند (شابلن) بأنه سيستخدم بعض الحوارات المنطوقة ولأول مرة في فيلمه هذا، إلا أنه بدل رأيه خلال فترة الانتاج، واستمر على النهج الصامت للفيلم. وكسابقتها من الأفلام، استخدم في الفيلم بعض المؤثرات الصوتية، إلا أن شخصيته الشهيرة لم تتحدث تقريبًا. وفي نهاية الفيلم قامت شخصية الفيلم بأداء أغنية قصيرة، وأُعطيت صوتًا للمرة الأولى. عُرض الفيلم بعد ذلك وللمرة الأولى في فبراير 1936. وكان الفيلم الأول لـ(شابلن) على مدار 15 عامًا، الذي استخدم فيه بعض المراجع السياسية والأفكار الاجتماعية والواقعية، وهو ما جذب انتباه الصحافة وتركيزها على الرغم من محاولة (شابلن) للتقليل من هذا الشأن. على كل حال، كان اقبال الجماهير على شباك التذاكر أقل هذه المرة، حيث أن الكثير كرِه التسييس في الفيلم. أما اليوم، فاعتبر (معهد الفيلم البريطاني) هذا الفيلم (العصر الحديث) بأنه “أعظم أفلام (شابلن)"، حيث يقول (ديفد روبينسون) بأن الفيلم كان “ثورة لا مثيل لها في الكوميديا البصرية”. بعد صدور فيلم (العصر الحديث)، غادر (شابلن) مع (غودارد) للقيام برحلة إلى المشرق الأقصى. وكانا قد رفضا سابقًا عن توضيح طبيعة علاقتهما، ولم يُعرف إذا ما كانا متزوجين أم لا. في وقت لاحق كشف (شابلن) بأنهما تزوجا في (قوانتشو) بـ(الصين) أثناء رحلتهما هذه. بحلول عام 1938 كان الزوجين شبه منفصلين، نظرًا لانشغال الطرفين الشديد بأعمالهما، وانتهى الأمر بأن طلبت (غودارد) الطلاق في المكسيك عام 1942، نظرًا لعدم توافقهما، وانفصالهما لأكثر من عام بحد تعبيرها. == الخلافات وتضاؤل شعبيته (1939-1952) == === (الديكتاتور العظيم) === شهدت الأربعينات سلسلة جديدة من الخلافات والمشاكل لـ(شابلن)، سواء في عمله أو في حياته الشخصية، والتي أثرت بشكل كبير وملحوظ على شعبيته في (الولايات المتحدة الأمريكية). وكان أول هذه المشاكل جراء تصريحه ببعض معتقداته وأفكاره السياسية. بداية من انزعاجه الشديد من الفاشية الوطنية في الثلاثينات. لم يقاوم (شابلن) تطعيم أفكاره ببعض هذه الآراء السياسية في النهاية. وبدأت العامة بملاحظة بعد التشابهات بين (شابلن) والزعيم النازي (أدولف هتلر)، مثلًا ؛ تفصل بين أيام ميلادهما 4 أيام فقط، تحول الاثنين من الفقر الشديد إلى الثراء والرفاهية، والشارب الذي يشترك فيه (هتلر) مع شخصية (الصعلوك). استغل (شابلن) بدوره هذه التشابهات التي طغت على أحاديث العامة في إنتاجه الجديد، فيلم (الديكتاتور العظيم)، والذي هجا فيه (هتلر) مباشرة وهاجم الفاشية. استغرق (شابلن) عامين كاملين في كتابته نص للفيلم، وبدأ التصوير في سبتمبر 1939، بعد سته أيام من إعلان (بريطانيا) حربها على (ألمانيا). لم يجد (شابلن) مخرجًا من تهربه في استخدام الصوت في أفلامه، لم يكن لديه أي طريقة يمكنه بها تقديم آراؤه السياسية دون استخدام الكلمة المنطوقة. وعلى الرغم من الجدل الكبير حول سخرية (شابلن) من شخصية (هتلر) بشكل مباشر، إلا أن استقلاله المادي سمح له بالمجازفة وتحمل مخاطر إنتاج الفيلم بالطريقة التي يشتهيها. “كنت مصممًا على المضي قدمًا”، كما كتب لاحقًا، “السخرية من (هتلر) واجبة”. وأدى (شابلن) في الفيلم دورًا مزدوجًا، حيث كان (الصعلوك) في الفيلم عبارة عن حلاق يهودي، يعاني من الاضطهاد من الحزب النازي بسبب ديانته، كما لعب أيضًا دور الديكتاتور “أدينويد هينكل” والذي يقوم فيه بالسخرية من (أدولف هتلر) بشكل مباشر. استغرق إنتاج (الدكيتاتور العظيم) مدة عام كامل، وتم عرضه للمرة الأولى في أكتوبر 1940. وكانت قد سبقته حملة دعائية قوية، فقد دعاه أحد النقاد في (نيويورك تايمز) بأنه “أكثر ما انتظرته الجماهير ببالغ الحماسة والتشويق لمدة عام كامل”، وبالفعل حقق الفيلم أفضل الإيرادات والأرباح في تلك الفترة. على العموم، لم ترق نهاية الفيلم كثيرًا للجماهير، وبدأت بعد ذلك شعبية (شابلن) بالانخفاض بشكل ملحوظ، وكانت هذه النهاية عبارة عن خطبة يلقيها (شابلن)، مدتها 6 دقائق، عن أفكاره ومعتقداته السياسية. يقول (تشارلز ج. مالاند) بأن تلك الخطبة كانت النقطة التي تراجعت عندها شعبية (شابلن)، وكتب بأنه “من تلك اللحظة، لم تعد جماهير الأفلام قادرة على الفصل بين الآراء السياسية وبين نجمهم السينمائي”. وتلقى (شابلن) في نهاية الأمر، خمس جوائز أوسكار على فيلمه (الديكتاتور العظيم)، بما في ذلك “أفضل صورة”، “أفضل سيناريو” و”أفضل ممثل”. === المشاكل القانونية و(أونا أونيل) === في منتصف فترة الأربعينات، تورط (شابلن) في سلسلة من المحاكمات والتي سرقته أغلب وقته بشكل ملحوظ ومؤثر على إنتاجاته الفنية. كانت المشاكل بسبب علاقته مع الممثلة (جوان باري) في الفترة بين يونيو 1941 وخريف 1942. قدمت (باري) قضيتين على (شابلن) لسلوكه العنيف معها، واعتقل مرتين بعد انفصالهما بسبب هذه الشكوى. وأعلنت في العام التالي بأنها حامل بطفل (شابلن)، ورفعت دعوى أبوّة، إلا أنه رفض الاعتراف بهذا الطفل. استغل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (ج. إدغار هوفر) هذه الدعاوي القضائية ضد (شابلن) في تشويه سمعته أكثر، نظرًا لاشتباه (هوفر) في (شابلن) بسبب آراؤه السياسية. وكجزء من حملة التشويه، رفع مكتب التحقيقات الفيدرالية أربعة اتهامات ضد (شابلن)، وكان أخطرها هو انتهاك الأخير لـ(قانون مانن) الذي يمنع سفر النساء خارج الولاية لأغراض جنسية. دعا المؤرخ (أوتو فريدديك) هذا “ادعاء سخيف” وقائم على “أنظمة بالية وقديمة أساسًا”، وكان (شابلن) معرّض للسجن لمدة 23 سنة إذا وُجد مذنبًا بهذه التهمة. بدأت المحاكمة في مارس 1944، ونظرًا لافتقار الادعاء ضده إلى ثلاث أدلة رئيسية في تطبيق (قانون مانن)، تمت تبرئة (شابلن) بعد أسبوعين. على أي حال، كانت قضية (شابلن) وقتها حديث الصحافة ووسائل الإعلام، فوصفتها مجلة (نيوزويك) بأنها “أكبر فضيحة في العلاقات العامة منذ مقتل (فاتي أربوكل) في 1921”. وضعت (باري) طفلتها في أكتوبر 1944، وأطلقت عليها اسم (كارول آن). وفي 1945 رفعت قضية الأبوّة ضد (شابلن)، وبعد محاكمتين شاقتين، اتهمه ممثل الادعاء بأنه “فاسد أخلاقيًا”، وانتهت المحكمة بإعلان (شابلن) أبًا للطفلة. ورغم أن الأدلة الطبية لفحوصات الدم أشارت خلاف ذلك، إلا أن القاضي رفض تلك الأدلة، وأمر (شابلن) بالنفقة على الطفلة حتى بلوغها لعمر 21. استغل مكتب التحقيقات الفيدرالية هذه القضية ضد (شابلن) وبدأ بتشويه سمعته أكثر بمساعدة الكاتبة (هيدا هوبر) التي بدأت بنشر المزيد من الإشاعات حول شخص (شابلن). ازداد الجدل حول (شابلن) بعد أسبوعين من قضية الأبوّة، عندما أعلن زواجه من (أونا أونيل) ابنة الكاتب المسرحي الأمريكي (يوجين أونيل) البالغة من العمر 18 عامًا. في سيرته الذاتية، وصف (شابلن) هذا الحدث بأنه “الأسعد في حياته”، وادعى بأنه وجد “الحب المثالي” الذي كان يبحث عنه. ويصف ابن (شابلن) الأول، (تشارلز الابن) هذه العلاقة بأن (أونا) كانت “تعبد” (شابلن). واستمر الزواج لمدة 18 عامًا، حتى وفاة (شابلن)، وكان لهما من هذا الزواج ثمانية أطفال ؛ (جيرالدين لي) مواليد يوليو 1944، (مايكل جون) مواليد مارس 1946، (جوزفين هانا) مواليد مارس 1949، (فيكتوريا) ماوليد مايو 1951، (يوجين أنتوني) مواليد أغسطس 1953، (جين سيسيل) مواليد مايو 1957، (أنيت إميلي) مواليد ديسمبر 1959، و(كريستافور جيمس) مواليد يوليو 1962. === (مسيو فيردوكس) والاتهامات بالشيوعية === ادعى (شابلن) بأن محاكمات (باري) قد “شلّت إبداعه”، وبأنه يحتاج لمزيد من الوقت حتى يعود إلى العمل مرة أخرى. في أبريل 1946، بدأ في تصوير أحد المشاريع التي كان تساوره أفكار عنها منذ 1942. (مسيو فيردوكس) كان كوميديا سوداء تدور قصته حول (فيردوكس)، الشخصية التي لعبها (شابلن)، الفرنسي موظف البنكالذي يفقد وظيفته، ويتزوج بعد ذلك، ويبدأ في قتل الأرامل الثريات ليعيل بأموالهن عائلته بعد ذلك. كان إلهام (شابلن) في هذه القصة هو (أورسن ويلز) الذي كان يريد لعب دور السفاح (هنري ديزيريه لاندرو)، وبالفعل أعطاه (شابلن) هذا الدور مقابل 5000 دولار للفكرة. اعتقد (شابلن) بأنه هذه الفكرة “ستكون كوميديا رائعة”. استعمل (شابلن) مرة أخرى الصوت في أفلامه للتعبير عن آراؤه السياسية في فيلمه (مسيو فيردوكس)، فانتقد الرأسمالية وعن استياؤه من القتل الجماعي في الحروب ومن أسلحة الدمار الشامل. مما سبب ردة فعل قوية تجاه الفيلم وتجاه شخص (شابلن) بعدما عُرض الفيلم في أبريل 1947، وقامت احتجاجات كثيرة تجاه الفيلم، والكثير من الدعاوي لمقاطعة الفيلم. وكان الفيلم بذلك هو أول أفلام (شابلن) التي فشلت على المنحنى التجاري أو المالي في الولايات الأمريكية. بالرغم من أنه كان ناجحًا أكثر خارج الولايات المتحدة، ورُشِّح (شابلن) لكثير من الجوائز بسببه. يقول (شابلن) في سيرته الذاتية بأنه فخور جدًا بالفيلم، ووصفه بأنه “أذكى وأبرع فيلم قدمه حتى الآن”. وكان لردة الفعل السلبية تجاه (فسيو فيردوكس) أثر كبير على (شابلن). وبتأثر واضح من أضرار فضيحة (جوان باري)، انتهى الموضوع بأن اتهِمَ (شابلن) بالشيوعية. وساعدت آراؤه وأفكاره السياسية في وجود هذه الاتهامات، خصوصًا بعدما دعى إلى صداقة تجمع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. واتجه (شابلن) أيضًا إلى بدء علاقات مع السوفيت، وحضر بعضًا من المناسبات التي نظمها الديبلوماسيين السوفيت في لوس أنجلوس. تعتبر هذه الأنشطة التي قام بها (شابلن) في الأربعينات “تقدمية بشكل خطير” كما يصفها (لارشيه). واتجه مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى محاولة طرده من البلاد، وابتدأت الكثير من التحقيقات الرسمية في بداية 1947 للوصول إلى هذا الهدف. نفى (شابلن) هذه الاتهمات بالشيوعية، ودعى نفسه بأنه “صانع سلام”، وبأنه يعتقد أن جهود الحكومة الأمريكية لقمع الفكر عبارة عن تعدي غير مقبول تجاه الحريات المدنية. وبطريقة لا تدعو إلى تهدئة الأمور، انتقد (شابلن) علنًا أيضًا لمحاكمات أعضاء الحزب الشيوعي وبعض الأنشطة الأخرى تجاه غير الأمريكيين في مجلس النواب. تلقى (شابلن) بعد ذلك دعوى للمثول أمام لجنة أنشطة غير الأمريكيين، لكنه لم يذهب ليدلي بشهادته. تناولت الصحافة بعد ذلك الكثير من المواضيع حول شخص (شابلن) كعدم تجنيسه بالجنسية الأمريكية، وغيرها الكثير. وقامت الكثير من الدعوات لترحيله من الولايات الأمريكية ؛ فصرح (جون إي. رانكين) الممثل لولاية الميسيبي في الكونغرس، في يونيو 1947 عن (شابلن) بأن “وجوده في هوليوود مضر جدًا بالنسيج الأخلاقي الأمريكي، وبأن أفلامه القذرة يجب أن تُبعد عن أعين الشباب الأمريكي. ويجب ترحيله والتخلص منه بشكل كامل”. === فيلم (الأضواء)، وأمر الإبعاد عن الولايات الأمريكية === بالرغم من ذلك، ظل (شابلن) نشط سياسيًا، في السنوات التابعة لفشل فيلم (مسيو فيردوكس). إلا أنه ابتعد عن السياسة في فليمه التالي، والذي دار حول كوميدي منسي وراقصة باليه شابه في لندن. وتطرق كثيرًا في فيلمه إلى سيرته الذاتية، ولم يقتصر على طفولته وحياة والديه، بل تطرق أيضًا إلى فقدان شعبيته في الولايات الأمريكية المتحدة. وكان الكثير من الممثلين في الفيلم من مختلف أعضاء أسرته، بما في ذلك أكبر خمسة من أبناؤه وأخيه غير الشقيق (ويلر درايدن). عمِل (شابلن) على إنتاج القصة لمدة ثلاث سنوات، وابتدأ التصوير بعد ذلك في نوفمبر 1951. كان الهدف الأولي للفيلم بأن يكون أكثر جدية من الأفلام السابقة، واستخدم كلمة “حزن” كثيرًا عندما شرح مخططاته لشريكته (كلير بلوم). فيلم (الأضواء)، كما أسماه لاحقًا، كان الفيلم الوحيد الذي عمِل فيه (شابلن) مع الممثل الأمريكي الكوميدي (باستر كيتون). قرر (شابلن) بأن يكون العرض الأولي لفيلمه في (لندن)، حيث قام بتصوير الفيلم. فغادر لوس أنجلوس مع هاجس كبير بعدم العودة، وغادر الولايات الأمريكية في 18 سبتمبر 1952 من مدينة نيويورك. في اليوم التالي، ألغى النائب العام (جيمس ماكغرينري) تصريح إعادة الدخول لـ(شابلن)، بسبب آراؤه السياسية وسلوكياته الأخلاقية، على الرغم من أقول الصحافة وتصريحات (مالاند) بأن الحكومة الأمريكية ليس لديها أي دليل حقيقي لمنع (شابلن) من إعادة الدخول للولات الأمريكية. ومن المرجح بأنه كان من الممكن رجوعه في حال قدَّم طالبًا للرجوع، إلا إنه لم يحاول، بل وقرر قطع علاقاته بشكل كامل مع الولايات الأمريكية عندما وصلته برقية إلغاء طلب رجوعه : “سواء رجعت إلى تلك البلد التعيسة أو لا. كنت أريد التخلص من هذا الجو من الكراهية، كما أنني سئمت من الشتائم والغطرسة الأخلاقية الأمريكية" لم يدلي (شابلن) بأي تصريح للصحافة حول الموضوع، نظرًا لأن كل ممتلكاته كانت في الولايات الأمريكية. بالرغم من أن الحادثة كانت حديث الصحافة بشكل كبير، إلا أن أوروبا استقبلت (شابلن) بطريقة لائقة، ونال فيلمه الجديد على إعجاب الكثير. تواصل العداء تجاهه في أمريكا، على الرغم من بعض الإعجاب بفيلمه الأخير، وتم منع فيلمه (الأضواء) من العرض. بقول (مالاند) بأن سقوط شعبية (شابلن) قد يكون “الأكثر دراماتيكية في تاريخ النجوم في أمريكا”. === الانتقال إلى سويسرا، وفيلم (ملك في نيويورك) === “كل الموضوع عبارة عن أكاذيب ودعاية غير صادقة من قِبل الجماعات الرجعية الأمريكية والتي تمتلك نفوذًا كبيرًا في الصحافة هناك، لقد صنعت لي مناخًا غير صحي من الاضطهاد. وفي ظل هذه الأجواء والظروف، أجد بأنه من المستحيل تقريبًا لي مواصلة التصوير وإنتاج الأفلام، وبالتالي فقد تخليت عن مقر إقامتي في الولايات الأمريكية”. بيان صحفي لـ(شابلن) حول قرار إبعاده عن الولايات الأمريكية لم يبد (شابلن) أي محاولة للرجوع إلى الولايات الأمريكية بعد إلغاء تصريحه لإعادة الدخول، وبدلًا من ذلك، أرسل زوجته لتسوية أموره. واستقر الزوجان بعد ذلك في سويسرا، وفي يناير 1953 استقرا في منزلهما حتى نهاية حياتهما. في شهر مارس اللاحق ؛ وضع (شابلن) جميع عقاراته في الولايات الأمريكية للبيع، سواء من استيديوهات أوحتى منزله الشخصي هناك. وبالرغم من أنه تلقى تصريحًا بالرجوع إلى الولايات الأمريكية في شهر أبريل اللاحق، إلا أنه لم يبد أي اهتمام بالرجوع، وحتى زوجته قامت بالتخلي عن جنسيتها الأمريكية واستبدلتها بالجنسية البريطانية بعد عام تقريبًا. وببيعه لجميع أسهمه في (اتحاد الفنانين) في عام 1955، كان (شابلن) قد قطع كل علاقاته مع الولايات الأمريكية بشكل نهائي. وبالرغم من ذلك، ظلت شخصيته مثارًا للجدل في جميع الأنحاء طوال فترة الخمسينات، خاصة بعدما حصل على جائزة نوبل للسلام من قِبل مجلس السلم العالمي الذي يقوده الشيوعيين، وبعد لقاءاته مع (تشو ان لاي) و(نيكيتا خروتشوف). بدأ (شابلن) في تطوير أول أفلامه الأوروبية، (ملك في نيويورك) عام 1954. جاعلًا نفسه بأنه الملك المنفي الذي يسعى إلى الرجوع إلى الولايات الأمريكية، وشملت عددًا من تجاربه الأخيرة في السيناريو. واستهدِف (مايكل) ابن (شابلن) من قِبل المكتب التحقيقات الفيدرالية، بالإضافة إلى الاتهامات بالشيوعية. أسس (شابلن) شركة إنتاج جديدة، أسماها (أتيكا)، واستخدم استيديوهات (شيبرتون) للتصوير. كانت تجربة التصوير في إنجلترا صعبة جدًا من ناحية التأقلم على الطاقم الجديد والاستيديو الجديد أيضًا، ولم يعد لديه الوقت اللامحدود لإنتاج أفلامه كما كان بالسابق. وكان لهذا أثر كبير على إنتاج الفيلم كما يقول (روبينسون). أُطلق فيلم (ملك في نيويورك) في سبتمبر 1957، واختلفت الآراء بشدة تجاهه. وقد تم حظر الفيلم من العرض بالولايات الأمريكية، كما تم منع الصحف المحلية من الكتابة عن الفيلم أو من تغطية المؤتمر الصحفي في باريس. بشكل أو بآخر، أثّر هذا المنع على العوائد المالية للفيلم، بالرغم من أنه حقق نجاحًا مبهرًا في أوروبا. ولم يُعرض الفيلم في أمريكا حتى عام 1973. === أواخر أعماله، وإعادة إنتاج الأعمال السابقة === في العقدين الأخيرين من حياته المهنية، اتجهت أعمال (شابلن) على إعادة تحرير وتسجيل أعماله القديمة لإعادة إطلاقها، مع ضمان حقوق ملكيتها وتوزيعها. في مقابلة له عام 1959، في عيد ميلاده السبعين، صرح (شابلن) بأن هناك “مساحة شاغرة للرجل الصغير في العصر الذري”. وكانت هذه أولى إصداراته وإعادة إنتاج (شابلن ريفو)، والتي شملت إنتاجًا جديدًا لأفلامه (حياة كلب)، (أسلحة الكتف)، و(الحاج). في أمريكا، تغيّر الجو السياسي، وخفّت حدته، وبدأ التوجه إلى مناقشة أفلام (شابلن) بدلًا من آراؤه السياسية. في يوليو 1962، نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) افتتاحية لها تقول “لا نعتقد بأن جمهوريتنا ستكون في خطر إذا ما سُمح لمتشرد الأمس المنسي بالوصول بباخرة أو طائرة إلى منفذ أمريكا”. في الشهر ذاته، مُنِح (شابلن) درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي (أكسفورد) و(دورهام). في نوفمبر 1963، بدأ (مسرح بلازا) في نيويورك بعض أفلام (شابلن) على مدار عام كامل، بما في ذلك (مسيو فيردوكس) و(الأضواء) اللذان تلقيا ملاحظات إيجابية من النقاد الأمريكيين هذه المرة. في سبتمبر 1964، تم إطلاق السيرة الذاتية للممثل الكوميدي (سيرتي الذاتية) من 500 صفحة، والتي تركزت على سنواته الأولى وحياته الشخصية، وكان الأفضل مبيعًا في أنحاء العالم، على الرغم من الانتقادات الموجه إلى بسبب عدم وجود الكثير عن مشواره السينمائي. بعد فترة قصيرة من نشر مذكراته، بدأ العمل على إنتاج فيلم (الكونتيسة من هونغ كونغ) 1967، وهو كوميديا رومانسية، اعتمدت على سيناريو كتبه (بوليت غودارد) في الثلاثينات. وكان من طاقم التمثيل (مارلون براندو) في دور السفير الأمريكي، و(صوفيا لورين) في دور مسافرة التي هربت خلسة ووجدها في مقصورته. اختلف الفيلم كثيرًا عن إنتاجات (شابلن) السابقة من عدة نواحي. كان أول أفلامه التي استخدم فيها تقنية الألوان (تيكنوكولار)، والشاشة العريضة للتصوير. كما وقّع (شابلن عقدًا مع استيديوهات (يونيفيرسال) وعيّن مساعدًا له (جيروم أبشتاين) كمنتجًا للفيلم. أُطلق فيلم (الكونتيسة من هونغ كونغ) في يناير 1967، وكان فاشلًا على شباك التذاكر، مما أضر (شابلن) وقرر بعده اعتزال الإنتاج الفني. في أواخر الستينات، عانى (شابلن) من سلسة من السكتات الدماغية الطفيفة، وشهد بداية انحدار حالته الصحية. وعلى الرغم من النكسة الصحية إلا أنه صرح بأنه قريب من كتابة سيناريو جديد، فيلم (النزوة)، والذي يدور حول فتاة من أمريكا الجنوبية، والذي كان ينوي جعله من بطولة ابنته (فكتوريا). ومنعته صحته من إتمام مشروعه هذا. في أوائل السبعينات تركزت جهود (شابلن) على إعادة إطلاق أفلامه القديمة، بما في ذلك فيلم (السيرك) و(الطفل). في عام 1971 تلقى جائزة في (مهرجان كان السينمائي) وكان وسام الشرف الوطني. في العام التالي، تم تكريمه بجائزة خاصة في (مهرجان البندقية السينمائي). في عام 1972، قدمت (أكاديمية فنون الصور المتحركة والعلوم) لـ(شابلن) جائزة فخرية، والتي يصفها (جونسون) بأنها بداية كفارة أمريكا تجاه ما ارتكبته في حق (شابلن). كان (شابلن) مترددًا من قبولها في البداية، إلا أنه قرر العودة إلى الولايات الأمريكية لأول مرة منذ 20 عامًا. كانت الزيارة محط نظر الصحافة، وفي حفل توزيع الأوسكار تم الاحتفاء به لمدة 12 دقيقة، وهي أطول مدة في التكريم بتاريخ الأكاديمية. وتم منحه جائزة الأوسكار الفخرية لـ”تأثيره العظيم في جعل السينما هي الفن لهذا العصر”. === وفاته === بحلول أكتوبر من عام 1977، انخفضت حالة (شابلن) الصحية إلى الدرجة التي تجعله محتاجًا إلى رعاية صحية مستمرة. في صباح 25 ديسمبر 1977، توفي (شابلن) في منزله بعدما أصابته جلطة في نومه، وكان يبلغ من عمره 88 عامًا. كانت الجنازة بتاريخ 27 ديسمبر عبارة عن حفل صغير وخاص تنفيذًا لرغبته. ودُفن في مقبرة كروسر-سور-فيفاي. تكب المخرج (رينيه كلير) بعد ذلك : “وفاة السينما، في جميع البلاد والأوقات .. كان أجمل هدية قدِّمت للسينما بالنسبة لي”. وصرح الممثل (بوب هوب) بأنه “كان محظوظًا لأنه عاصر أزمنته”. في 1 مارس 1978، تم حفر نعش (شابلن) وانتشال جثته من قِبل اثنين من المهاجرين العاطلين عن العمل ؛ (رومان وارداز) البولندي، و(غانتشو غانيف) البلجيكي. في محاولة لطلب فدية من (أونا شابلن) لاسترجاع الجثمان. وتم القبض على السارقين في شهر مايو من تلك السنة، ووُجد جثمان (شابلن) مدفونًا في قرية قريبة من مدينة (نوفيل). فأعيد دفن جثمانه في مقبرة (كوسير) محاطة بالخرسان المسلح تفاديًا لتكرار الحادثة. == صناعة الأفلام == === التأثيرات === يؤمن (شابلن) بأنه تأثر كثيرًا بوالدته، التي كانت توفر له كثيرًا من الترفيه بالجلوس على النافذة ومحاكاة المارة، “مراقبتها تفعل ذلك علمتني كيفية مراقبة ودراسة الناس، وليس فقط التعبير عن العواطف من خلال يديّ ووجهي”. كما أن حياة (شابلن) المبكرة في قاعات الموسيقى سمحت له بأن يتابع الكوميديين أثناء مزاولتهم لأعمالهم ؛ كما أنه حضر بعض التمثيليات الصامتة في عيد الميلاد في (دوري لين)، حيث تعلم فن التهريج من متابعة بعض الكوميديين أمثال (دان لينو). وكانت للسنوات التي قضاها في شركة (فريد كارنو) أثرًا كبيرًا عليه في التمثيل والإخراج السينمائي. يقول (سيمون ليوفيتش) بأن الشركة كانت بالنسبة له كـ”معسكر تدريبي”، تعلم فيها (شابلن) اختلاف وتيرة الكوميديا. وتعلم خلط الشفقة والمأساة مع التهريج من (كارنو)، باستخدامه للعناصر العبثية التي أضحت مألوفة بعد ذلك في أسلوب (شابلن). أما في صناعة السينما والأفلام، فقد كان (شابلن) معجبًا جدًا بأعمال الممثل الكوميدي الفرنسي (ماكس ليندر). وفي تطوير شخصية (الصعلوك) يبدو بأن (شابلن) قد تأثر بالمسرح والمشاهد المسرحية الأمريكية، التي ظهرت فيها شخصية الصعاليك بطريقة متكررة. === طريقة الإنتاج === لم يتحدث (شابلن) كثيرًا عن طريقته في صناعة الأفلام، مدعيًا أن ذلك بمثابة إفساد خدع وأحاييل الساحر. ولم يُعرف إلا القليل عن صناعته للأفلام أثناء حياته، ولكن أبحاث المتأخرين كشفت طريقته الفريدة بالعمل، خاصة نتائج (كيفن براونلو) و(ديفد جيل) التي عُرضت في فيلم وثائقي من ثلاث أجزاء بعام 1983، بعنون : “(شابلن) المجهول”. يُعتبر فيلم (الديكتاتور العظيم) هو أول أفلام (شابلن) التي استعمل فيها نصًا مكتوبًا للحديث، مستعملًا تقنية الصوت. كثير من أعماله الأولى كانت تدعمها بعض الفرضيات الغامضة مثل أن “(شابلن) لم يدخل أبدًا منتجعًا صحيًا” أو أنه “يعمل في دكان للرهانات”. بعدما شيّد شركته المساهمة للإنتاج، عمِل (شابلن) على تطوير أعماله لتتوافق غالبًا مع أفكاره الشخصية. ومع مناقشة أفكاره أو رفضها، كانت بنية السرد والقصة في الأفلام تتطلب أحيانًا إعادة تصوير وإنتاج بعض المشاهد التي تم تصويرها قبلًا حتى تتوافق مع القصة العامة. بداية من فيلم (امرأة من باريس)، بدأ (شابلن) طريقته في التصوير بعد إتمام القصة وتشكل التصور المسبق عن الفيلم، إلا أن (روبينسون) يقول بأنه حتى في أواخر أفلامه كان (شابلن) “يعدّل ويبدّل الكثير في القصة حتى تظهر بشكلها النهائي”. إنتاج الأفلام بهذه الطريقة يعني استغراق الكثير من الأوقات، أكثر بكثير من معاصريه من المخرجين في تلك الأثناء، لإتمام الفيلم. كثيرًا ما كان (شابلن) يوقف التصوير، لعدة أيام حتى، مع الحفاظ على استعداد الآلات للتصوير مرة أخرى عندما يرجع الإلهام. أمرٌ آخر كان يؤخر ظهور أفلام (شابلن) هو صرامته ورغبته الدائمة في بلوغ الكمال. وفقًا لصديقه (إيفور مونتاجو) : “لا شيء إلا الكمال المطلق” هو ما يرجوه في إخراجه للأفلام. وبوجود التمويل الخاص والحرية المطلقة في الإنتاج، كان يتسنى لـ(شابلن) أن يباشر التصوير وأن يوقفه في اللحظة التي يريد. وكانت رغبته بالكمال تجعله على سبيل المثال يقوم يتصوير أغلب مشاهد فيلمه (الطفل) أكثر من 53 مرة. ولإنتاج فيلمه (المهاجر)، وهو فيلم قصير من 20 دقيقة، استعمل شرائط أفلام بطول 40،000 قدم. “لم يسيطر أي مخرج آخر بشكل كامل على الفيلم كما كان (شابلن). كان كل زي في أفلامه يخيّط خصيصًا لأفلامه”. (ديفيد روبينسون)، كاتب سيرة (شابلن). توصف طريقته في العمل بأنها “مثابرة حد الجنون”، لإنتاج الفيلم بطريقة كاملة. يقول (روبينسون) بأنه حتى وفي سنوات (شابلن) الأخيرة كان يواصل عمله ليكون “الأول في كل مجال، وعلى الجميع”. مزيجه من الكمال والارتجال في القصة - والذي كان يكلف الكثير من الأيام وآلاف الأقدام من شرائط التصوير المهدرة، والأموال المهدرة بطبيعة الحال - كانت تجعل (شابلن) يخرج عن طوره صابًا غضبه على الممثلين والطاقم المساعد. مارس (شابلن) سيطرته المطلقة على أفلامه، لدرجة أنه قد يقوم بتمثيل بعض أدوار الآخرين ليقوموا بتقليده بإحكام بعد ذلك. يقول بأنه قام بالتعديل على كل أفلامه، حتى تظهر بالطريقة التي يريدها هو. ونتيجة لتحكمه المطلق بإنتاجه للأفلام، وصفه المؤرخ السينمائي (أندرو ساريس) بأنه أول مخرج مؤلف في التاريخ. بطبيعة الحال، تلقى (شابلن) الكثير من المساعدة طوال مسيرته الطويلة في إنتاج الأفلام، خاصة من السينمائي (رولاند توثيوره)، أخيه (سيدني شابلن)، وكثير من المديرين المساعدين أمثال (هاري كروكر) و(تشارلز ريزنر). === الأسلوب والثيمة العامة === بينما اشتهر أسلوب (شابلن) في التمثيل بأنه عبارة عن تهريج، كان فيه الكثير من الذكاء وضبط النفس، وصف المؤرخ السينمائي (فيليب كيمب) طريقته في العمل بأنها مزيج من “المهارة، الكوميديا الجسدية القائمة على وصف الواقع”. تباينت طريقة (شابلن) عن التهريج التقليدي عن طريق إبطاء وتيرة كل المشاهد الفكاهية، مع التركيز أكثر على تطوير العلاقات بين الشخصيات. على عكس التهريج التقليدي، يقول (روبينسون) بأن لحظات الكوميديا في أفلام (شابلن) لم تكن في ارتطام (الصعلوك) بالشجر، وإنما في رفعه لقبعته معتذرًا بعد ذلك. ويقول (دان كامين) بأن سلوكيات (شابلن) في التمثيل كانت “في خطورة تهريجه على سلامته” كانت أحد الجوانب الرئيسية في الكوميديا الخاصة به، في حين أن توظيف الكاميرا للخداع والسيريالية في الأشياء كانت إحدى سماته أيضًا. عادة ما اتبعت أفلام (شابلن) الصامتة جهودًا للـ(صعلوك) لأجل البقاء حيًا في العالم المعادي. كثيرًا ما يعاني من الفقر ومن المعاملة السيئة، ولكنه يبقى متفائلًا وأنيقًا ؛ متحديًا للوضع الاجتماعي، ساعيًا لأن يُنظر إليه كإنسان نبيل. كما يصف (شابلن) ذلك في 1925 بأن “بيت القصيد من (الصعلوك) بأنه مهما كانت الصرامة ضده، مهما نجح غيره في تمزيقه، سيبقى رجل به كرامة”. فيقوم (الصعلوك) بتحدي رموز السلطة، و”يقابل الإحسان بمثله”، مما يجعل (روبينسون) و(ليوفيتش) يريانه كواجهة للمحرومين في هذا العالم، تتمثل في كونها “الرجل المنقذ” لهم. ويلاحظ (هانسميير) بأن "أغلب أفلام (شابلن) تنتهي بـ(الصعلوك) بلا مأوى، يمشي وحيدًا متفائلًا .. في الغروب .. مواصلًا لحياته”. “ومن المفارقات أن المأساة تحفز روح السخرية .. السخرية، على ما أظن، هي موقف تحدٍ، ويجب أن نضحك في وجه كل نعجز عن موجهته حتى لا ينتهي بنا الأمر للجنون" (شابلن) شارحًا لجوئه للسخرية في ظل الظروف المأساوية تطعيم القصة بالشفقة هو جانب معروف عن أعمال (شابلن)، تقول (آرشيه) بأنه يميل إلى “الخلط بين الضحك والدموع”. ترتسم العاطفة تجاه أفلامه كما يقول (ليوفيتش) بأنها تأتي من “فشل الشخصيات، قيود المجتمع، والكوارث الاقتصادية”. استلهم (شابلن) كثير من مآسي أفلامه من الواقع الذي عاصره، مثل (حمى البحث عن الذهب) 1925، كان مستوحىً من مصير حزب دونر. وقد قامت (كونستانس ب. كوريما) بتحديد الموضوعات الكامنة في أفلامه الكوميدية، مثل (حمى البحث عن الذهب) وفقدان (الطفل). فقد قام (شابلن) بالتطرق لكثير من القضايا المثيرة للجدل، مثل الهجرة في فيلمه (المهاجر) 1917، شرعية الأبناء في فيلمه (الطفل) 1921، تعاطي المخدرات في (شارع السهل) 1917. وقد كان غالبًا ما يعايش مثل هذه الموضوعات حتى يلد الكوميديا من وسط المعاناة. التعليق على الأحداث الاجتماعية كان أحد سمات أفلام (شابلن) من بدايته المهنية، كما أنه يقوم بتصوير المستضعفين بشيء من التعاطف، مسلطًا الأضواء على الصعوبات التي تواجه الفقراء. وقام في أوقات لاحقة بالتركيز على الأزمات الاقتصادية، شاعرًا بأنه ملزم لنشر آراؤه حول هذه الأزمات، بداية من عرض أفكاره السياسية بشكل علني في أفلامه. ففي فيلمه (العصر الحديث) 1936 يقوم بتصوير عمال المصانع في ظروف تعيسة، ويسخر من (أدول هتلر) و(بينيتو موسوليني) في فيلمه (الديكتاتور العظيم) 1940 منتهيًا بخطابه المعادي للقومية، وفي (مسيو فيردوكس) 1947 انتقد الحروب والرأسمالية، وهاجم المكارثية أخيرًا في فيلمه (ملك من نيويورك) 1957. تضمنت العديد من أفلام (شابلن) دمجًا لسيرته الذاتية، بل ويعتقد العالم النفسي (سيجموند فرويد) بأن “(شابلن) لم يمثّل إلا نفسه وسيرته الذاتية مع شبابه الكئيب”. ويُعتقد بأن فيلم (الطفل) كان انعكاسًا للصدمة التي واجهها (شابلن) عند إرساله إلى دار الأيتام، كما أن الشخصيات الرئيسية في فيلمه (الأضواء) 1952 كانت انعكاسًا لحياة والديه، وفي فيلمه (ملك من نيويورك) عكس تجربة (شابلن) مع العزلة التي فرضتها عليه الولايات المتحدة الأمريكية. فكثير من مشاهد الشوارع -بشكل خاص- كانت تشابه وبشدة لـ(كينجتون)، حيث نشأ وترعرع. ويعتقد (ستيفن م. ويسمان) بأن حالة والدة (شابلن) ومرضها كان لها تأثير كبير على أفلامه، من ناحية وضع الإناث واستماتة ورغبة (الصعلوك) الدائمة لإنقاذهم. يعتقد الباحث (جيرالد ماست) بأن الشكل العام لأفلام (شابلن) يتكون من ارتباطها ببعضها البعض بقوة، عن طريق توحيد الموضوع والإعداد، بدلًا من وجود قصة موحدة محكمة. بالعموم، فقد كانت أفلامه بسيطة واقتصادية، متضمنة لكثير من المشاهد المصورة وكأنها لم تُخلق إلا لخشبة المسرح. وقد قام المدير الفني (يوجين لوريه) بوصف نهج (شابلن) في التصوير بأن الأخير “لم يفكر في الصورة الفنية في تصويره، بل كان يعتقد بأن العمل الرئيسي لآلة التصوير هو التقاط تفاعلات الممثلين”. في سيرته الذاتية، كتب (شابلن) بأن “البساطة هي الأفضل .. التعديلات الكثيرة تبطئ العمل النهائي، وتجعله مملًا وغير سار .. لا ينبغي للكاميرا التدخل كثيرًا”. وقد كان نهجه هذا دافعًا لكثير من الانتقادات منذ الأربعينات، لكونها “قديمة الطراز”، في حين يرى الباحث السينمائي (ديفيد ماكافري) أن (شابلن) لم يفهم الأفلام تمامًا كوسيلة عرض. فيقول (كامين) بأن موهبة (شابلن) الكوميدية لم تكن كافية لتبقى بنفس تأثيرها على الإضحاك في الشاشة، إن تكن لديه “القدرة على التصوير بدرجة عادية الأداء”. === التراكيب الموسيقية === كان (شابلن) شغوفًا بالموسيقى منذ نعومة أظافره، وقام بتعليم نفسه العزف على البيانو والكمان والتشيلو. واعتبر الخلفية الموسيقية للفيلم ضرورة لإنتاج أي فيلم، وقد أولى اهتمامًا أكبر لهذا الجانب ابتداءً من فيلمه (امرأة من باريس). ومع ظهور التقنية الملائمة، بدأ (شابلن) باستخدام الموسيقى التصويرية الأوركاسترالية -التي قام بتأليفها بنفسه- لفيلمه (أضواء المدينة) 1931. بعد ذلك قام بتأليف العشرات من الألحان والمعزوفات الموسيقية لجميع أفلامه، وبداية من الخمسينات حتى وفاته، كان يقوم بتضمين الموسيقى لجميع أفلامه القصيرة وتلميحاته الصامتة. نظرًا لأن (شابلن) لم يتعلم الموسيقى باحترافية -في معهد أو ما شابه-، فلم يكن قادرًا على قراءة النوتات الموسيقية، ومحتاجًا إلى مساعدة من بعض الملحنين المحترفين لإنتاج ألحانه، أمثال (ديفيد راسكن)، (ريمون راش)، و(إريك جيمس)، الذين عملوا مع (شابلن)لإنتاج فيلمه (العصر الحديث)، وأكد (شابلن) إبداعه ومشاركته الفعالة في التلحين. عملية التلحين هذه قد تستغرق شهورًا، بداية من توصيف (شابلن) للحن إلى الملحنين، عن طريق توصيفها بالغناء أو العزف المنفرد الارتجالي على البيانو، ومن ثم تطويرها بتعاون بين الملحنين و(شابلن). وفقًا للمؤرخ السينمائي (جيفري فانس)، فإنه “على الرغم من قصور (شابلن) في المعرفة الموسيقية، وقراءة النوتات، فإن الموسيقى النهائية لا تعتمد إلا بموافقة (شابلن) على النتيجة الأخيرة”. أنتجت تراكيب (شابلن) ثلاث أغانٍ شعبية. أغنية “ابتسم” التي قام بتأليفها بداية لفيلمه (العصر الحديث) 1936، ومن ثم تمت إضافة كلمات (جون تيرنز) و(جيفري بارسوند)، وبعد ذلك قام (نات كينغ كول) بغنائها في 1954. لفيلم (الأضواء) قام بتأليف “موضوع تيري” والتي غناها (جيمي يونغ) باسم “للأبد” في 1952. وأخيرًا، “هذه أغنيتي” التي غناها (باتولا كلارك) من فيلم (الكونتيسه من هونغ كونغ) 1957، والتي كانت الأغنية الأولى في المملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية الأخرى. كما تلقى (شابلن) جائزة الأوسكار للتأليف الموسيقي في فيلمه (الأضواء) بعد إعادة إطلاقه في عام 1973. كما أن هناك كوكبًا صغيرًا اكتشفه عالم الفلك السوفياتي (ليودميلا كرشكينا) في عام 1981، وأسماه (شابلن 3623). كما استخدمت شركة (آي بي إم) صورة (الصعلوك) في الثمانينات للإعلان عن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. وتميزت ذكرى ميلاد (شابلن) الـ100 في عام 1989 بتزامنها ع العديد من الأحداث في أنحاء العالم. كما أنتجت (غوغل) لبعض الرسومات المتحركة القصيرة، والتي تم عرضها في يوم 15 أبريل 2011، اليوم السابق لعيد ميلاده الـ122، وتم العرض في صفحتها الرئيسية بجميع أنحاء العالم. كما تقوم العديد من الدول، متوزعة على 6 قارات، بوضع صورة (شابلن) على طوابعها البريدية. وتُدار موروثات (شابلن) من قِبل (جمعية شابلن)، وهي شركة أسسها بعض أولاده، والتي تمتلك حقوق التأليف والنشر لصورته واسمه وأغلب أفلامه المنتجة بعد 1918. ومركزهم الرئيسي في الأرشفة المتواجد في (سينيتيكا دي بولونيا) يحتوي على 83630 صورة لـ(شابلن)، 118 من نصوصه وكتاباته، 976 من مخطوطاته المسرحية، 7756 من رسائله، وغيرها الآلاف من المستندات. أما أرشيفهم الصوري يضم أكثر من 10 آلاف صورة من مسيرته الفنية وحياته الشخصية، موجودة في متحف (دي الإليزيه في لوزان) في سويسرا. وقد أنشأ (المعهد البريطاني للأفلام) أيضًا (مؤسسة أبحاث تشارلز شابلن)، وكان أول (مؤتمر عالمي للأبحاث عن تشارلز تشابلن) في لندن يوليو 2005. === شخصيات روائية === قام (ريتشارد أتينبورو) بإخراج فيلم عن سيرة (شابلن) الذاتية بعنون (تشابلن) والذي عُرض في 1992. كان الفيلم من بطولة (روبيرت داوني جونيور)، والذي رشح لجائزة أوسكار لأفضل ممثل على دوره هذا، وحصل أيضًا على (جائزة بافتا) لأفضل ممثل على أداؤه. كما أن شخصية (تشابلن) كانت في فيلم (مواء القطة) 2001، من بطولة (إدي آيزارد) وفيلم (حرب سكارليت أوهارا) 1980 من بطولة (كلايف ريفيل). كما عُرض مسلسل تلفزيوني عن طفولة (تشابلن) عام 1989، ورُشّح المسلسل لجائزة إيمي لأفضل مسلسل للأطفال. وكانت حياته المبكرة في لندن موضوعًا في 1970 لبرنامج (تومي ستيل) في قناة (بي بي سي)، بعنوان (البحث عن تشابلن)، وكان (تومي ستيل) ممثلًا ومغنيًا فيه. وكانت حياة (تشابلن) في مرحلة الإنتاج ملهمة لعدد من الأعمال بعد ذلك. (توماس ميهان) و(كريستوف كورتيس) قاما بتأليف موسيقى بعنوان (الأضواء: قصة تشارلي تشابلن) والتي عُرضت أول مرة في مسرح (لا جولا) في سان دييغو عام 2010. تم تكييفها بـ(برودلي) ليتم عرضها بعد ذلك بسنتين تحت اسم (تشابلن - موسيقي). وقام بأداء (روبيرت مكلور) دور (تشابلن) في العرضين. في عام 2013، عُرضت مسرحيتين عن (تشابلن) في ؛ فنلندا (تشابلن في سفينسكا تيتيرن)، و(الصعلوك في مسرح تامبيري للعمال). (تشابلن) أيضًا كان الشخصية الأساسية في رواية (غيلين ديفيد غولد) والتي أصدرت عام 2009 بعنوان (الجانب المشمس)، والتي كانت عن حياته فترة الحرب العالمية الأولى. == جوائز وتقدير == تلقى (شابلن) العديد من الأوسمة والجوائز، خاصة في أواخر حياته. في (تكريم نيويورك) عام 1975، تم تكريمه بوسام (الفارس القائد للأكثر امتيازًا) من الإمبراطورية البريطانية. كما حاز على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي (أكسفورد) و(دورهام) في 1962. وفي عام 1965 فاز مناصفة مع (إنغمار برغمان) بـ(جائزة إراسموس)، وفي عام 1971 تم منحه (وسام الوطنية الفخري) من قبل الحكومة الفرنسة. على صعيد الصناعة السينمائية، تلقى (تشابلن) في 1972 جائزة خاصة (الأسد الذهبي) في (مهرجان البندقية السينمائي). وفي نفس العام أيضًا تلقى جائزة الإنجاز على طول الحياة من (جمعية الأفلام في مركز لينكولن). ومنذ ذاك الحين قُدّمت هذه الجائزة سنويًا لصُنّاع الأفلام بعنوان (جائزة تشابلن). كما أعطيت نجمة لـ(تشابلن) على ممشى المشاهير في هوليوود عام 1970، بعد أن استبعدت سابقًا بسبب معتقداته السياسية. تلقى (تشابلن) ثلاث جوائز أوسكار ؛ الجائزة الفخرية لـ"براعته وعبقريته في التمثيل والكتابة والإخراج والإنتاج” في فيلم (السيرك) 1929، والجائزة الفخرية الثانية لـ”تأثيره العظيم في جعل السينما هي الفن لهذا العصر” في عام 1972، وجائزة “أفضل تقييم” في عام 1973 لفيلم (الأضواء)، مشتركة مع (راي راتش) و(لاري راسل). كما رُشح لجوائز (أفضل ممثل) و(أفضل سيناريو) و(أفضل فيلم) لفيلمه (الدكتاتور العظيم)، وترشح أيضًا في فيلمه (مسيو فيردوكس) لجائزة (أفضل سيناريو). وقد تما ختيار ستة من أفلامه لعملية الحفظ في السجل الوطني من قِبل مكتبة الكونغريس في الولايات المتحدة؛ (المهاجر) 1917، (الطفل) 1921، (حمى البحث عن الذهب) 1925، (أضواء المدينة) 1931، (العصر الحديث) 1936، و(الدكتاتور العظيم) 1940. == أبرز أفلامه == * (الطفل) 1921 * (امرأة من باريس) 1923 * (حمى البحث عن الذهب) 1925 * (السيرك) 1928 * (أضواء المدينة) 1931 * (العصر الحديث) 1936 * (الديكتاتور العظيم) 1940 * (مسيو فيرودكس) 1947 * (الأضواء) 1952 * (ملك في نيويورك) 1957 * (الكونتيسه من هونغ كونغ) 1967'
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff)
'@@ -11,99 +11,260 @@ | الرمز = 0000122 }} -'''السير تشارلز سبنسر تشابلن''' {{إنج| Sir Charles Spencer Chaplin}}، (عاش بين [[16 أبريل]] [[1889]] - [[25 ديسمبر]] [[1977]] م)، كان [[ممثل]] [[كوميدي]] [[إنجليزي]] ومخرج أفلام صامتة حيث كان أشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية [[الحرب العالمية الأولى]]. كان يستعمل تشابلن الإيماء، التهريج والعديد من الروتينيات الكوميديا المرئية، وقد استمر بالنجاح حتى في عصر السينما الناطقة، بالرغم من تراجع عدد أفلامه سنويا بداية من نهاية عشرينات القرن العشرين. إن أشهر أدواره هو [[الصعلوك]]، وهو أول دور قام به مع [[استديوهات كيستون]] في فيلم [[أطفال يتسابقون في فينيس]] سنة [[1914]] <ref>Blanke, David (2002). The 1910s. American popular culture through history (illustrated ed.). Westport, CT: Greenwood Publishing Group. p. 226. [[رقم دولي معياري للكتاب|ISBN 0-313-31251-6]].</ref> والفيلم القصير [[عشرين دقيقة من الحب]] وبعد ذلك فقد قام بكتابة وإخراج معظم أفلامه، بداية من سنة [[1916]] انطلق في الإنتاج، أما بداية من سنة [[1918]] فقد عول على ألحانه في موسيقى أفلامه. أما سنة [[1919]] فقد شارك صحبة [[ماري بيكفورد]]، [[دوغلاس فايربانكس]] و[[د.و غريفيث]] بإنشاء اتحاد الفنانين.<ref>جواز إلى هوليود: قصص ممثلين مهاجرين; صفحة 26 (ISBN 0-07-070053-2)</ref> +السير تشارلز سبينسير تشابلن، الشهير باسم (تشارلي تشابلن). ممثل إنجليزي كوميدي، منتج ومخرج سينمائي، اشتهر في حقبة الأفلام الصامتة. وُلد في يوم 17 أبريل 1889، وتوفي في 25 ديسمبر 1977. ويعرف العالم (تشارلي تشابلن) باختراعه شخصية (الصعلوك) في أفلامه، والتي تُعتبر واحدة من أهم الشخصيات في تاريخ السينما. امتدت مسيرته الفنية لأكثر من 75 عامًا، ابتدأها بحداثة سنه، في العصر الفيكتوري، وامتدت حتى قبيل مماته، وهو يبلغ من العمر 88 عامًا .. مسيرة حافلة بالفن والكوميديا، مليئة بالجدل. +يمكن تلخيص طفولة (تشارلي تشابلن) بكلمتين ؛ الفقر والمعاناة. فغياب والده عن المنزل، ومعاناة والدته الشديدة لتوفير لقمة العيش، قاما بإرساله إلى إصلاحية للأطفال مرتين قبل بلوغه التاسعة من العمر. وعند بلوغه الرابعة عشر من العمر، تم إرسال والدته إلى مصحة عقلية، قضت فيها ما تبقى لها من العمر. مما جعل (تشابلن) يبتدئ مسيرته الفنية في وقت مبكر بعض الشيء، متنقلًا بين القاعات الموسيقية، ومن ثم إلى العمل المسرحي الكوميدي. حتى انتهى به الحال إلى توقيع عقد مع شركة إنتاج مرموقة تُسمى (شركة فريد كارنو)، عندما كان بالتاسعة عشر من العمر، مما نقل حياته إلى الولايات الأمريكية المتحدة. وكان أول ظهور سينمائي لـ(تشابلن) بعام 1914، عندما قام بتصوير جزء من فيلم (صناعة الحياة)، والذي تم تصويره في (استيديوهات كيستون). بعد ذلك بفترة قصيرة، قدم (تشابلن) للعالم شخصية (الصعلوك)، والتي اكتسبت بدورها قبولًا وقاعدة جماهيرية كبيرة. واستمر (تشابلن) في تصوير أفلامه وإنتاجها تحت مظلة عديد من شركات الإنتاج السينمائية، مثل : (اسناي)، (ماتشوال)، والشركة (الوطنية الأولى). بحلول عام 1918، ذاع صيت (تشارلي تشابلن) وأضحى واحدًا من أكثر الشخصيات شهرة في العالم. +في عام 1919، شارك (تشابلن) في تأسيس شركة (اتحاد الفنانين) للتوزيع، والتي منحته التحكم المطلق في أفلامه. فكان أول إنتاجاته بعد ذلك فيلم “الطفل" (1921)، “امرأة في باريس” (1923)، “حمى البحث عن الذهب” (1925)، و”السيرك” (1928). مع بداية الثلاثينات من العقد العشرين، رفض (تشابلن) بشكل كامل التوجه إلى أفلام الصوت، وترك الأفلام الصامتة، رافضًا بشكل كامل حتى النقاش بهذا الشأن، وبالفعل قام بإنتاج عدد من الأفلام الصامتة، تعتبر بعضها من أشهر أفلامه الشخصية، مثل “أضواء المدينة” (1931)، “العصور الحديثة” (1936). ومع تزايد اهتمام (تشابلن) الملحوظ بالسياسة، قام تشابلن بإنتاج فيلمه الشهير “الديكتاتور العظيم” (1940)، والذي انتقد فيه الزعيم الألماني أدولف هتلر، قبيل الحرب العالمية. ومع بداية الأربعينات انخفضت شعبية (تشابلن) بشكل ملحوظ، نتيجة للجدل القائم حوله وحول شخصه. فقد تم توجيه العدد من الاتهامات إليه، منها اتهامه بالتعاطف مع الشيوعيين، وتم افتعال بعض القضايا، كقضايا أبوة، وقضايا الفارق العمري الكبير بينه وبين زوجاته. وبعد فترة من استلام مكتب التحقيقات الفيدرالية لملف (تشابلن) والاتهامات الموجهة إليه، تم إجبار (تشابلن) على ترك الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعله يتجه من منفاه إلى سويسرا حتى بقية حياته. في أواخر الأفلام التي أنتجها، تخلى عن شخصية (الصعلوك) التي لازمته في معظم أفلامه، وبشكل نهائي، فكانت أواخر أفلامه “الميسيو فيردوكس” (1947)، “الأضواء” (1952)، “ملك في نيويورك” (1957)، و”الكونتيسه من هونغ كونغ” (1967). +الحقيقة أن (تشارلي تشابلن) قام بإنتاج، وإخراج، وكتابة، وتحرير، وتأليف معظم الموسيقى والتفاصيل في أفلامه. واستقلاله المادي مكنه من فعل ذلك، ومن التعبير عن أفكاره وآراؤه الشخصية فيها، ومن قضاء عدة سنوات في تطوير وإنتاج الأفلام بالشكل الذي يتمناه. تتميز أفلامه بجمعها بين التهريج والعاطفة، فشخصية (الصعلوك) التي اشتهر بها تتميز بمعاناتها المتواصلة ونضالها المستمر ضد المصاعب. كما ضمَّن أفلامه بالعديد من المواضيع الاجتماعية والسياسية، وبشيء من سيرته الذاتية. في عام 1972، وكشيء من تجديد التقدير والامتنان لإنتاجاته الفنية، تم منح (تشابلن) جائزة الأوسكار الفخرية “لعظمة تأثيره في جعل السينما هي الفن الأساسي لهذا العصر”. +سيرته الذاتية -كان تشابلن من أكثر الشخصيات إبداعا وتأثيرا في عصر الأفلام الصامتة، كان متأثرا بسابقيه من الفنانين، ممثل الأفلام الصامتة الفرنسية [[ماكس ليندر]]، الذي أهدى له واحد من أفلامه. لقد أمضى 75 سنة من حياته في مجال الترفيه، منذ [[عصر فكتوري|العصر الفكتوري]] حتى وفاته عن عمر يناهز الـ88 عاما. شملت حياته الخاصة والعامة رفيعة المستوى كلا من التملق والجدل. اضطر تشابلن للبقاء في [[أوروبا]] طول الفترة [[مكارثية|المكارثية]] في بداية خمسينات القرن العشرين. +== بداياته (1889-1913) == -تحصل تشابلين على المرتبة الـ10 في ترتيب [[معهد الفيلم الأمريكي 100 عام و100 ممثل]]. أما سنة 2008، فقد قال مارتين سيف في استعراض كتابه [[حياة تشابلين]]: "تشابلين لم يكن مجرد "كبير" بل كان "عظيما"". لكن سنة 1915، فقد خربت الحرب العالمية الكوميديا، الضحك. بقي تشارلي يمارس مهنته حتى بعد 25 سنة خلال فترة الكساد الكبير وصعود [[أدولف هتلر]]. وكان لا يصدق أن شخصا قادر في تلك الفترة على الترفيه عن نفوس الناس. لذلك قال عنه [[جورج برنارد شو]] : "انه العبقري الوحيد الذي خرج من الصناعة السينمائية". +=== الطفولة الشاقة === -== سيرته الذاتية == -=== بداياته في لندن (1889-1909) === -ولد تشارلز سبنسر تشابلين يوم [[16 أبريل]] [[1889]]،في الشارع الشرقي، [[والورث]]، [[لندن]]، [[إنجلترا]]. كان والداه يعملان بقاعة موسيقى تقليدية. والده، السير تشارلز سبنسر تشابلين، كان مغنيا وممثلا أما أمه، هانا تشابلين، كانت أيضا مغنية وممثلة تعرف باسم ليلي هارلي. وقد انفصل والداه قبل أن يبلغ تشابلين سن الثالثة، حيث تعلم هذا الأخير الغناء من والديه.وقد صرح التعداد السكاني لسنة 1891 كون تشارلي عاش مع أمه وأخيه من الأم سيدني في [[شارع بارلو]]، [[والوث]]. - -وكأي طفل صغير، عاش تشابلين مع أمه في أماكن مختلفة داخل وحول [[كينغتون رواد]] في [[لامبث]]، من بينها 3 بونال تيراس، شارغ شستر و39 شارع ميلثي. أمه ووالدها كانا من الرومانيشال (غجر بريطانيا)، وهو شيء لطالما افتخر يه، حيث وصفها في مذكرته الذاتية "ان السكيلتون موجود في خزانة عائلتنا". أما أب تشارلز، السير تشارلز تشابلين كان مدمن على الكحول، بينما كانت علاقته مع ابنه سطحية، بالرغم من أن تشابلين وأخيه من الأب عاشا مع أبيهما وعشيقته، لويس، في 287 شارع كينغتون. أخوه من الأم عاش هناك أيضا بينما كانت أمه بمستشفى هضبة كان للأمرض العقلية في كولسدون. أرسلت عشيقة أب تشبلن الولد إلى مدرسة أسقف المعبد للبنين. بينما توفي أبوه جراء [[تشمع الكبد]] بينما كان تشابلن يبلغ من العمر 13 عاما، سنة [[1901]]. وحسب التعداد السكاني لسنة 1901، انتقل تشابلن للعيش في 94 شارع فيرندال، [[لامبث]] ضمن مجموعة من الصبيا الراقصين، [[فتيان اللانكشاير الثمانية]]، التي يديرها [[ويليام جاكسون]]. - -نتيجة لمشاكل في [[الحنجرة]] اضطرت والدة تشابلين الانقطاع عن الغناء. وبعد أن عادت من جديد إلى مستشفى هضبة كان، ترك إبنها في ملجأ للفقراء في لامبث جنوب لندن، وانتقل بعد بضع أسابيع إلى وسط لندن تحديدا بحي مدرسة الفقراء في [[هانويل]]. - -=== السنوات الأولى في الولايات المتحدة (1910-1913) === -[[ملف:Charlie Chaplin I.jpg|تصغير|خدمات باين الصحفية: صورة لتشابلين في مكتبه سنة 1910]] -انتقل تشابلين في البداية إلى [[الولايات المتحدة]] رفقة مجموعة [[فريد كارنو]] بين سنتي [[1910]] و[[1912]]. بعد خمسة أشهر عاد [[إنجلترا|لإنجلترا]]، ثم رجع مع مجموعة كارنو في [[2 أكتوبر]] [[1912]]. ولقد كان أرثر ستانلي ضمن شركة كارنو والذي عرف لاحقا ب[[ستان لورل]]. اشترك تشابلين ولورل غرفة في منزل غير مريح. وبينما عاد [[ستان لورل]] إلى البلد الأم، بقي تشابلن هناك. وفي أواخر سنة 1913 مثل تشابلن مع فرقة كارنو، حيث ظهر بمساعدة [[ماك سانات]]، [[مابل نورماند]]، [[مينتا دورفي]] و[[فاتي أربوكل]]. حيث انتدبه سانات إلي أستديوهاته، [[شركة كستون لإنتاج الأفلام]] التي حلت مكان [[فورد سترلينغ]]. لقد واجه تشابلين العديد من المشاكل الصعبة في البداية، تتمثل في كيفية طلب تمثيل الأفلام مقارنة بأداءه البسيط. وبعد ظهور أول أفلام تشابلين، [[لقمة عيش]]، أحس سانات بأنه قام بخطأ فادح لكونه مكن تشابلين من القيام بذاك الدور. وقد اتفق المؤرخون أن نورماند هو من أقتع سانات بأعطاء تشابلين هذه الفرصة. - -لم يتح ماك سينات الفرصة لتشابلين من جديد، واعتقد هذا الأخير أنه سيطرد نتيجة لسوء تفاهم وقع بين سانات ونوماند. بينما صور تشابلين كانت قريبة من النجاح، إذا أصبح أعظم نجوم كيستون. - -أصبح تشابلن من المقربين إلى نوماند، التي أخرجت وكتبت عدد من أفلامه الأولى. بينما تشابلين لم يكن مستريحا لكونه ممثل لمخرجة، إذ رفض ذلك، وفي النهاية تمكن الإثنان من التغاضي عن الاختلافات بينهم، وصاروا أصدقاء بعد ترك تشابلين لكيستون. - -=== الصعلوك (1914-1915) === -[[ملف:ChaplinMakinALiving.jpg|تصغير|يمين|تشابلين على اليمين في أحد أول أفلامه "[[صناعة حياة]]"]] -انطلق مشوار الصعلوك خلال فترة الأفلام الصامتة، بداية من الفلم الكوميدي [[أطفال يتسابقون في فينيس]] (أنشئ في [[7 فبراير]] [[1914]]). أصبح تشابلين من خلال شخصية الصعلوك، ويسرعة أشهر نجوم كسيتون، شركة [[ماك سانات]]. استمر تشابلين في تمثيل هذا الدور في العشرات من الأفلام، حتى في بعض الأفلام الأطول لاحقا(في عدد من الأفلام الأخرى قام بأداء شخصبات أخرى غير الصعلوك)، كما أدى دور أحد أفراد [[شرطة كيستون]] في فيلم [[ممسك العصابات]] الذي صور في [[5 يناير]] [[1914]]. - -عرفت شخصية الصعلوك في فترة الأفلام الصامتة، وقد أعتبر كشخصية عالمية، وعندما بدأت فترة الأفلام الناطقة، رفض تشابلن أن يجعل هذه الشخصية متحدثة. فكان إنتاج سنة [[1931]]، [[أضواء المدينة]] صامتا. تقاعد تشابلين عن تأدية دور الصعلوك رسميا بعد فيلم [[العصور الحديثة]] ([[5 فبراير]] [[1936]])، الذي انتهى تقريبا بينما كان الصعلوك يسير في طريق لا ينتهي نحو الأفق. هذا الفيلم يعتبر نهاية الأفلام الصامتة. حيث كان الصعلوك صامتا حتى تقريبا نهاية الفيلم أين سمع صوته أخيرا، ولو أنه نطق مقطع من أنشودة فرنسية-إيطالية غير معروفة. - -الفلمان الذان حددا ملامح شخصية الصعلوك كانا من إنتاج سنة [[1915]]، [[الصعلوك]] و[[البنك (فيلم)|البنك]]. على الرغم من أن النهاية الفلمين أدت بالصعلوك إلى خيبة أمل إلى أنه أستمر في طريقه مبتهجا. - -[[ملف:Chaplin - Kid Auto Races in Venice.png|تصغير|يسار|[[أطفال يتسابقون في فينيس]]1914: ثاني أفلام تشابلن وأول ظهور لشخصية الصعلوك]] -أفلام تشابلن الأولى صورة في أستدويوهات كاستين التابعة لماك سانات، أين طور شخصية الصعلوك وأين تعلم بسرعة الفن وكذلك حرفة إدارة الأفلام. أول ظهور للصعلوك كان بينما يبلغ تشابلين الـ24 من عمره، حينما ظهر في ثاني أفلامه [[أطفال يتسابقون في فينيس]] ([[7 فبراير]] [[1914]]). - -في الواقع شخصية الصعلوك ظهرت في فيلم صور قبل بضعة أيام من الفيلم السابق ذكره، وهو فيلم [[مأزق مابل الغريب]] الذي أخرج متأخرا في [[9 فبراير]] [[1914]]. ماك سانيت طلب من تشابلن استعمال ماكياج كوميدي، حسب ماقال تشارل في سيرته الذانية التي كتبها بقلمه:<br/> -''لم أكن أملك أي فكرة في خصوص أي مكياج أضع. لم أرد أن أظهر كصحفي في نشرة إخبارية كما هو الحال في فيلم [[لقمة عيش]]. لكن في طريق خزانة الملابس فكرة أن أرتدي سروال فضفاض، حذاء كبير، عكاز وقبعة. أردت أن يكون كل شيء متناقضا: السروال الفضفاض، المعطف الضيق، القبعة الصغيرة والحذاء الكبير. كنت مترددا أأكون بمظهر شخص كبير أو شاب، لكن تذكرت ان سانات كان ينتظر مني أن أكون بمظهر شخص أكبر عمرا، لذلك أضفت شنب صغيرا وذلك ليضفي على الشخصية الكبر في العمر دون إخفاء تعابيري. لم تكن لي أي فكرة حول الشخصية، لكن في اللحظة التي ارتديت فيها الملابس وقمت بالماكياج أحسست بالشخصية. بدأت أتعرف عليها، وعندما دخلت ساحة التمثيل ولد الصعلوك.'' -[[ملف:Chaplin The Kid edit.jpg|250px|تصغير|يسار|صورة لشارلي شابلن في فيلم [[الطفل (فيلم 1921)|الطفل]] عام 1921]] -إن الصعلوك هو متشرد ذو أخلاق، ملابس وكرامة رجل شهم. اشترط [[شستر كوكلين]] على تشابلين ارتداء بزة رسمية، أما [[فورد سترلينغ]] فأشترط بدوره أن يرتدي حذاء حجمه 14، الذي كان يعتبر كبيرا جدا. كان على تشابلن ارتداءه كل من الفردين في المكان الغير ملائم أي بالعكس، ليجعل لهما دورا مرحا في الشخصية. ولقد قام بجعل الشنب مجعدا تبعا ل[[ماك ستان]]. إن الشيء الوحيد الذي إنفرد في اختياره تشابلن هو القبعة. شخصية الصعلوك لم تأبه إلا أن تحصل على شهرة كبيرة بسرعة لدى جماهير السينما. إن هذه الشخصية من الشخصيات الأساسية لتشابلن، وقد كانت ولا زالت تعرف كـ"شارلو" في العالم الفرنكوفوني، [[إيطاليا]]، [[إسبانيا]]، [[أندورا]]، [[برتغال]]، [[يونان]]، [[رومانيا]] و[[تركيا]]، وكـ"كارليتوس" في [[البرازيل]] [[أرجنتين|الأرجنتين]]، و"دير فاغابوند" في [[ألمانيا]]. - -في بدايات تشابلن مع استدوديوهات كيستون، كان يستعمل صيغة ماك سانات في توظيف الجسد لغايات كوميدية إضافة إلى الإيمائات المبالغ فيها. إذ أن إيماءاته بالغة الدهاء، حيث أنها ملائمة لمشاهد الرومنسية وأيضا المطاردات. الكوميديا البصرية كانت من اختصاص كيستون، مع ذلك فان أعداء الصعلوك كانو يتعرضون دوما للركل والصفع. رواد السينما أحبوا مرح هذا الكوميدي الجديد، بالرغم من نقده الحذر التي تحده حدود غريبة في الخشونة.تشابلن كان قريبا من وعده بتأليف وإخراج فلمه الخاص. لقد قام بـ34 فلم قصير لسانات طول سنته الأولى مع السينما، فضلا عن العرض التاريخي [[رومانسية تيلي المثقوبة]]. - -لقد كان من الوارد أن يعرض أول أفلام الصعلوك في قاعات السينما الأمريكية، وأن تحظى بحملة أعلانية يديرها [[نيلس غرانلود]]، مدير إعلانات، إضافة إلى ورود رؤيتها بقاعة شارع لويس السابع بهارلم سنة [[1914]]. قام تشابلن سنة [[1915]] بتوقيع عقد أفضل مع [[استوديوهات ايساناي]]، علاوة على ذلك فقد قام بتطور مواهبه في مجال السينما، باللإضافة والتعمق في شدة إنفعلاته على المستوى التهريجي مقارنة بما قدمه في استدوديوهات كيستون. أفلام ايساناي كانت أكثر مرحا، كما كانت مدتها تساوي ضعف مدة أفلام كيستون. تشابلن قام أيضا بتطوير شركته، التي تضم كل من انجوني، إيدنا بورفيانس، ليو وايت وبود جاميسون.. - -== المسرح == -[[ملف:Charlie Chaplin.jpg|تصغير|تشارلي تشابلن في شخصيته المشهورة «الصعلوك»]] -اعتلى تشارلي خشبة المسرح لأول مرة عندما كان في الخامسة من العمر حيث قام بالأداء في مسرح الموسيقى في عام 1894 م بدلا عن أمه. وكان أثناء طفولته قد اضطر للبقاء في الفراش لأسابيع نتيجة لمرض خطير أصابه، وكانت والدته عندما يحل الليل تجلس بالقرب من النافذة وتمثل له ما يدور في الخارج. في عام [[1900]] م، عندما كان الحادية عشرة، ساعد أخوه في أن يحصل على دور كوميدي في [[إيمائية (مسرح)|إيمائية]] [[سندريلا]] في [[مضمار لندن]] (London Hippodrome). في عام [[1903]] م شارك في العمل «جيم، غراميات كوكيني»، ثم تلا ذلك أول وظيفة ثابته له في شخصية بيلي، الطفل بائع الصحف، في [[شرلوك هولمز|شارلوك هولمز]] والذي عمل فيه حتى عام [[1906]] م. بعد ذلك عمل في استعراض «سيرك المحكمة» [[استعراض منوعات|المنوع]] في كاسي، وبعد ذلك بعام أصبح مهرجا في شركة [[فرد كارنو]] الكوميدية «مصنع المرح» - -واجهت تشابلن صعوبات في بداية الأمر للتأقلم مع أسلوب التمثيل في كيستون ولكنه سرعان ما تأقلم مع البيئة الجديدة وبدأ مشوار النجاج. كان ذلك، إلى حد ما، بسبب تطوير تشابلن لشخصية الصعلوك التي اشتهر بها، الأمر الذي جعله يرتقي إلى أن أصبح له دور إخراجي وإبداعي وأصبح من أعلام كيستون الشهيرين، وكان أخر فيلم له هو [[كونتيسة من هونغ كونغ]] قبل أن يعود بعدها نهائيا [[إنجلترا|لإنجلترا]]. - -ويظهر من تاريخ ما كان يتقاضاه تشابلن السرعة التي ذاع فيه صيته عالميا، وكذلك مهارة أخيه سيدني في إدارة أعماله. -* [[1914]] م: كيستون، عمل لقاء 150 [[دولار أمريكي]] أسبوعيا. -* 1914 - [[1915]] م: [[استديوهات إساناي]] في [[شيكاغو]]، [[إلينوي]]، تقاضى 1250 دولار أسبوعيا و10,000 دولار علاوة للتوقيع. -* [[1916]] - [[1917]] م: 10,000 دولار أسبوعيا و 150,000 دولار علاوة توقيع. -* [[1917]] م: شركة [[فيرست ناشينال]]، صفقة بمليون دولار -وكان أول ممثل يحصل على مثل هذا المبلغ. وكذلك فقد شكل [[شركة تشارلي تشابلن للأفلام]]، وهي شركة إنتاج خاصة به والتي جعلته رجلا ثريا. - -== من أقواله == -* كل ما أحتاجه لصناعة كوميديا :[[منتزه]]، [[شرطي]], وفتاة جميلة. -* أنا لا أزال على حالة واحدة ،حالة واحدة فقط, وهي أن أكون [[كوميديا]], فهذا يجعلني في منصب أكبر من السياسي. -* بعد تمثيله لشخصية [[هتلر]] في فيلم الدكتاتور العظيم (The Great Dictator) قال: مستعد أن أفعل أي شيء لأعرف ما رأي هتلر في هذا. -* لا يوجد لدي أي حاجة في [[أمريكا]] بعد الآن. لن أعود لأمريكا ولو ظهر فيها [[يسوع المسيح]]. -* الكلمات رخيصة, أكبر شيء تستطيع قوله هو ([[فيل]])! -* يوم بدون سخرية هو يوم ضائع. - -== مراجع == -* {{note|ولادة}} جواز إلى هوليود: قصص ممثلين مهاجرين; صفحة 26 (ISBN 0-07-070053-2). -{{مراجع}} -{{تصنيف كومنز|Charlie Chaplin}} - -{{أفلام تشارلي تشابلن}} - -[[تصنيف:تشارلي تشابلن]] -[[تصنيف:حائزون على جائزة الأوسكار الفخرية]] -[[تصنيف:حائزون على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية]] -[[تصنيف:مغتربون إنجليز في الولايات المتحدة]] -[[تصنيف:مغتربون بريطانيون في الولايات المتحدة]] -[[تصنيف:ممثلو أفلام إنجليز]] -[[تصنيف:ممثلو أفلام إنجليز ذكور]] -[[تصنيف:ممثلون بريطانيون]] -[[تصنيف:ممثلون في القرن 19]] -[[تصنيف:ممثلون في القرن 20]] -[[تصنيف:ممثلون من لندن]] -[[تصنيف:مواليد 1889]] -[[تصنيف:وفيات 1977]] - -{{وصلة مقالة جيدة|bs}} -{{وصلة مقالة جيدة|es}} -{{وصلة مقالة جيدة|ru}} -{{وصلة مقالة جيدة|uk}} -{{وصلة مقالة مختارة|ast}} -{{وصلة مقالة مختارة|en}} -{{وصلة مقالة مختارة|fi}} -{{وصلة مقالة مختارة|hr}} -{{وصلة مقالة مختارة|no}} -{{وصلة مقالة مختارة|sl}} -{{وصلة مقالة مختارة|ta}} +وُلد (تشارلز سبينسر شابلن) في يوم 16 أبريل 1889. وكان الابن الوحيد للمغنيين (تشارلز شابلن الأب) و(هانا هيل). لا يوجد أي تأكيد رسمي عن تفاصيل ولادته، ولكن (شابلن) يعتقد بأنه وُلد بالشارع الشرقي في (والوورث) بجنوب (لندن). تزوج والداه قبيل ولادته بأربع سنوات، وكان (تشارلز الأب) يرعى ابن (هانا) غير الشرعي (سيدني جون). في الوقت الذي كان فيه كلا والديه من فناني القاعات الموسيقية، بالنسبة لوالدته (هانا) فقد كانت مسيرتها الفنية قصيرة جدًا، ولم تتسم بالنجاح، على الجهة الأخرى كان والده (تشارلز الأب) مغنيًا مشهورًا. لم يدم زواج والديه كثيرًا، فقد تم طلاقهما في عام 1981. وفي عام 1982، أنجبت (هانا) ابنها الثالث (جورج)، وكان ابنًا غير شرعي لأحد فناني القاعات الموسيقية، اسمه (ليو درايدن). ولكن (درايدن) قام بأخذ الطفل من والدته بعد ستة أشهر، ولم يكن جزءًآ من حياة (شابلن) لثلاثين عامًا بعدها. +يعبر كاتب سيرة (شابلن) الذاتية السيد (ديفيد روبينسون) عنها بأنها “أكثر قصص النجاح والتحول من الفقر إلى الثراء إثارة”. فقد أمضى (شابلن) طفولته مع والدته وشقيقه (سيدني) في حي (كيننجتون) بلندن، ولم يكن لهم أي مصدر دخل غير الحياكة والتمريض التي كانت تزاولهما والدتهما من فترة لأخرى، بينما لم يقدم لهم (شابلن الأب) أي مساعدة بعدما تركهم. وإذعانًا لتدهور الحالة المادية، تم إرسال (شابلن) إلى الإصلاحية للمرة الأولى عندما كان بالسابعة من عمره. ثم قامت الإصلاحية بعد ذلك بإرساله إلى (مدرسة لندن المركزية للفقراء المعدمين)، والتي يصفها (شابلن) بأنها “كيان اليأس”. لم يدم ذاك الحال لأكثر من 18 شهرًا، حتى تمت إعادته إلى والدته بعد ذلك، حتى تم إرسالها هي إلى المصحة العقلية في يوليو 1898، وتبعًا لذلك تم إرسال الشقيقين إلى (مدارس نوروود)، مؤسسة أخرى للأطفال الفقراء المعدمين. +يقول (تشابلن) : “كنت بالكاد على بينة بالأزمة، لأننا كنا نعيش في حياة من الأزمات المتتالية”. +في شهر سبتمبر من عام 1898، أُرسلت والدة (شابلن) مرة أخرى إلى مصحة عقلية تُسمى (تل القصب)، نتيجة لتطور الهوس الناتج عن مرض الزهري وسوء التغذية. في خلال الشهرين التي مكثتهما (هانا) بالمصحة، أُرسل (شابلن) وأخاه (سيدني) إلى والدهما الذي لم يعرفاه منذ الطفولة. وكان (شابلن الأب) مدمنًا على الكحول، مما جعل حياتهما معه مريعة إلى الدرجة التي جعلتهما ينتهيان إلى (الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال). توفي والد (شابلن) بعد ذلك بعاملين، عن عمرٍ يناهز الـ38 نتيجة إصابته بمرض تليف الكبد. +تحسنت صحة (هانا) بعد فترة، وخرجت من المصحة العقلية، إلا أنه اشتد عليها ثانية في مايو 1903. فقام (شابلن) بأخذها إلى المستشفى، وكان بالرابعة عشر، ومنه تم إرسالها إلى المصحة العقلية ذاتها مرة أخرى. عاش (شابلن) مرحلة جديدة وصعبة من حياته، لا يشغل باله فيها إلا بحثه عن لقمة العيش وعن مكان للمبيت والنوم، زاد الأمر صعوبة عندما رجع أخوه من البحرية التي التحق بها قبل عامين، مما اضطره إلى تدبير شؤون أخيه بالإضافة إلى شؤونه الشخصية. تم إطلاق سراح (هانا) من المصحة العقلية بعد ثمانية شهور، ولكن المرض عاد إليها في 1905، وبشكل دائم هذه المرة. يصف (شابلن) ذلك فيقول : “لم يكن هناك ما يمكن فعله حيال ذلك إلا تقبل مصير الأم الفقيرة”. وبقيت (هانا) في المصحة العقلية، حتى وفاتها عام 1928. +الفنان الشاب -[[ml:ചാര്‍ളി ചാപ്ലിന്‍]] +بداية علاقة (شابلن) بالمسرح كانت في الفترة الزمينة بين وجوده في مدرسة الفقراء وفترة دخول والدته إلى المصحة العقلية. ويُذكر بأنه اعتلى المسرح للمرة الأولى كهاوٍ عندما كان بالخامسة من عمره، بعدما ضج الجمهور لفقرة غنائية سيئة قامت بها والدته (هانا) في (ألدرشوت). كان تلك المرة حدثًا استثنائيًا ولم تتكرر، ولكن والدته ارتأت فيه شيئًا من الموهبة وقامت بتنميتها فيه، يقول (شابلن) : “أنها كانت تغرس فيه حسًا بأن لديه نوعًا فريدًا من الموهبة”. وببلوغه للتاسعة من عمره، وبمساعدة من والده وبعض معارفه، اشترك (شابلن) في فرقة رقص شعبية تحمل اسم (فرسان لانكشاير الثمانية)، والتي جالت بع قاعات الموسيقى الإنجليزية طوال عامي 1899 و1900. وعلى الرغم من عمل (شابلن) الدؤوب والجاد، وبالرغم من شهرته بين الجماهيره واستحسانهم له، إلا أنه لم يكن راضيًا عن الرقص، واستمر في رغبته بالتمثيل الكوميدي. +في فترة عمل (شابلن) مع (فتيان لانكشاير الثمانية)، حرصت والدته على انتظامه في التعليم وحضور المدرسة، إلا أنه ترك المدرسة بشكل نهائي عندما كان بالثالثة عشر من عمره. وكان وقتها يعمل بأكثر من وظيفة ليؤمن الحياة اللازمة، مع ازدياد أمله كل يوم في أن يكون ممثلًا كوميديًا بيوم من الأيام. عندما بلغ الرابعة عشر من عمره، وبعد وقت قصير من الأزمة التي حلّت بوالدته، سجّل (شابلن) لدى وكالة مسرحية في (ويست إيند) في (لندن). التمس مدير الوكالة بعضًا من الموهبة في (شابلن)، فأعطاه على الفور أول أدواره في مسرحية (رومانسية الكوكاين) لـ(هاري ساينسباري). افتتحت المسرحية في شهر يوليو من عام 1903، وكان (شابلن) يؤدي فيها دور موزع الصحف، إلا أن المسرحية لم تكلل بالنجاح، مما سبّب في إغلاقها بعد أسبوعين فقط. بعد ذلك بفترة قصيرة، أمّن (ساينسباري) لـ(شابلن) دورًا ثانويًا في مسرحية (شيرلوك هولمز) لـ(تشارلز فروهمان)، فأدى (شابلن) دور الصبي (بيلي) في ثلاث جولات إقليمية للمسرحية. وكان أداؤه مميزًا للدرجة التي سببت في دعوته إلى (لندن) لأداء الدور ذاته جنبًا إلى جنب مع (ويليام جيليت)، الممثل الأصلي لشخصية (شيرلوك هولمز). و“كانت كالبشرى من السماء” كما يصفها (شابلن). عندما بلغ الشادشة عشر من عمره، تألق (شابلن) في مسرحية (الدوق يورك) التي عرضتها (ويست إيند) من أكتوبر إلى ديسمبر من عام 1905. وبعد ذلك قام بجولة إقليمية أخرى لمسرحية (شيرلوك هولمز) في أوائل 1906، ثم اعتزل التمثيل المسرحي بعد ذلك، راسمًا نهاية مسيرة سنتين ونصف كممثل مسرحي. +الكوميديا والاستعراض المسرحي + +لم يمض الكثير من الوقت حتى وجد (شابلن) عملًا مع شركة إنتاجية جديدة، التي عينته هو وشقيقه - الذي امتهن التمثيل في وقت سابق أيضًا - في مسرحية كوميدية قصيرة تحمل اسم (إصلاح). في مايوم 1906، انضم (شابلن) إلى (سيرك كيسي) وقدم فيه فقرة كوميدية شعبية، عبارة عن قصص تهريج، والتي بدورها نالت قبولًا لدى الجماهير، مما جعله نجم العرض بعد فترة قصيرة. في الوقت الذي أنهى فيه السيرك جولته (يوليو 1907)، كان (شابلن) البالغ من العمر 18 سنة، ممثلًا كوميديًا متألقًا بحق. حاول بعد ذلك أن يقوم ببعض الأعمال بشكل منفرد، إلا أن تلك التجربة كانت قصيرة وتتسم بالفشل. +في تلك الأثناء، انضم شقيقه (سيدني شابلن) إلى شركة الإنتاج المرموقة (فريد كارنو) الكوميدية. وفي عام 1908، أي بعد سنتين من انضمام (سيدني) إلى الشركة، أضحى الشقيق واحدًا من فنانيهم الأساسيين. في فبراير، تمكن من تأمين تجربة أداء لأخيه الأصغر. كان (كارنو) في البداية مترددًا بعض الشيء حول قبول (تشارلز شابلن)، فقد كان يعتبر (شابلن) “شاحبًا، سقيمًا، متجهم المنظر”، كما وصفه أيضًا بأنه “يبدو خجولًا جدًا لأداء أي عرض مسرحي جيد”. لكن (تشارلز شابلن) وفي أول عروضه كان ملحوظًا ببراعة أداؤه، وكان ذلك في (مدرج لندن)، الشيء الذي جعل شركة الإنتاج تتحرك سريعًا لتوقيع عقد معه. بدأ (شابلن) بأداء سلسلة من الأدوار القصيرة والثانوية، حتى عام 1909 عندما استلم أول دور رئيسي له. وفي أبريل 1910، قام بأداء الدور الرئيسي في مسرحية (جيمي الذي لا يخاف)، وكان ناجحًا ومتقنًا في أداؤه للدرجة التي جعلت الصحافة توليه اهتمامًا كبيرًا. +قام (كارنو) بعد ذلك باختيار نجمه الجديد (شابلن) للانضمام إلى الفرقة التي ستقوم بجولة استعراضية مسرحية في أمريكا الشمالية. ترأّس الممثل الكوميدي الشاب العرض، وأُعجب به الجماهير والنقاد، وتم وصفه من قِبَل أحد النقاد بأنه “واحد من أفضل من شهدتهم الأرض في التمثيل الإيمائي”. وكان له دورًا ناجحًا يقوم به يُسمى “تضخم الثمالة”، يقوم فيه بدور رجل بلغت منه الثمالة أو السُّكر مبلغها، وكانت هذه الشخصية بعد ذلك إحدى بصماته في المسرح الإيمائي. استمرت الجولة واحدًا وعشرين شهرًا، وعادت الفرقة بعد ذلك إلى إنجلترا في يونيو. يقول (شابلن) بأنه “انتابه شعور بالقلق من العودة، والغرق مرة أخرى في حالة الاكتئاب”، وهذا ما يبرر سعادته ببداية الجولة التالية في أكتوبر. +بداية التصوير السينمائي والأفلام (1914-1917) + +=== استيديوهات (كييستون) === + +بعد نهاية الستة أشهر التي قضاها (شابلن) في جولته الاستعراضية، تلقى دعوة للانضمام إلى (شركة نيويورك للصور المتحركة). وكانت السمعة التي وصلت للشركة عن (شابلن) بأنه قد يعوّض (فريد ماسي)، نجم (استيديوهات كيستون) الذي يعتزم تركها. ورغم تردد (شابلن) في البداية إلا أن فكرة العمل في الأفلام والسينما راقت له في النهاية، “كما أن التجربة هذه تعني البداية في حياة جديدة”. في سبتمبر 1913، التقى (شابلن) بموكلي الشركة، واتفق معها على عقد بقيمة 150 دولار أسبوعيًا. +وصل (شابلن) إلى المركز الرئيسي لـ(استيديوهات كييستون) في (لوس أنجلوس)، بأوائل ديسمبر 1913. مع بداية المسيرة أعلن مديره (مارك سينيت) عن أن (شابلن) ذو الأربع وعشرين عامًا بدا صغيرًا جدًا. ولم يتم توكيل أي دور إلى (شابلن) في الأفلام حتى أواخر يناير، وهي الفترة التي استغلها (شابلن) لتعلم الحرفة وصناعة الأفلام. وكانت المرة الأولى التي سُمِح له بالتمثيل في يوم 2 فبراير 1914. في ثاني ظهور له أمام الكاميرا، أُعطيَ (شابلن) حرية اختيار ملابسه التي سيظهر بها في الفيلم. وصف (شابلن) تلك اللحظات في سيرته الذاتية بالكلمات التالية: + +“أردت أن يبدو المنظر متناقضًا في كل شيء ؛ البنطال الفضفاض، المعطف الضيق، القبعة الصغيرة والأحذية الكبيرة … وأضفت شاربًا صغيرًا، والذي من شأنه أن يضيف المزيد من العمر، دون أن يخفي تعابير الوجه. لم يكن لدي أي فكرة عن الشخصية في البداية، ولكن في اللحظة التي أكملت فيها هذه التشكيلة من الملابس وبعد إضافة المساحيق والمكياج، شعرت بأنني ذاك الشخص الذي صار وتشكل بعد ذلك. وبدأت بالتعرف إليه مع مرور الوقت، وبعد خروجي إلى المسرح اكتمل تكوُّن الشخصية" + +كان اختراع شخصية (الصعلوك) كما عُرفت بعد ذلك، من أجل فيلم (مأزق مابل الغريب)، ولكنها خرجت للجماهير للمرة الأولى في فيلم (سباق سيارات الأطفال في جزر البندقية)، والذي صدر قبل (مأزق مابل الغريب) بيومين. اعتمد (شابلن) هذه الشخصية الجديدة لأفكار أفلام جديدة، في محاولة للخروج بأفلام يظهر فيها بدورٍ رئيسي، إلا أن الإدارة رفضت هذه الأفكار. وفي أثناء تصويره لفيلمه الحادي عشر (مابل على العجلة) تشاجر مع المخرج (مابل نورماند)، مما تسبب في طرده بعد ذلك. إلا أن (سينيت) أبقى على (شابلن) بعدما وصلته العديد من المعاريض تدعوه إلى إبقاء (شابلن) والسماح له بتقديم أفلامه الخاصة. وتم السماح لـ(شابلن) بإدارة وإخراج أفلامه الخاصة، بعدما وعد الأخير بدفع 1500 دولار للشركة حال فشله. + +تم إصدار أول فيلم لـ(شابلن) كمخرج في 4 مايو 1914، تحت مسمى (قُبِض عليه تحت المطر)، وكان ناجحًا جدًا. وقام بعد ذلك بإخراج أغلب الأفلام القصيرة التي أنتجها لـ(كييستون)، بمعدل حوالي فيلم للأسبوع، وهي الفترة التي تذكر لاحقًا بأنها الفترة الأكثر إثارة في مسيرته. أفلام (شابلن) جُعلت في قالب كوميدي أبطأ من الشكل التقليدي الهزلي لأفلام (كييستون)، وجعل لنفسه بها قاعدة جماهيرية كبيرة. في نوفمبر 1914، حصل (شابلن) على أول دور مساعد في فيلم طويل، وكان ذلك في فيلم (ثقب الرومانسية عند تيلي) من إخراج وبطولة (ماري سينيت دريسلر)، والذي حقق بدوره نجاحًا تجاريًا وزادت بسببه شعبية (شابلن) أكثر. في نهاية السنة، وعند مراجعة عقد (شابلن) للتجديد، طلب (شابلن) 1000 دولار أسبوعيًا، المبلغ الذي رفضه (سينيت) لأنه وجده ضخمًا جدًا. + +=== استيديوهات (اسناي) === + +أرسلت (شركة اسناي لصناعة الأفلام) عرضًا لـ(شابلن) بقيمة 1250 دولار للأسبوع، مع مكافأة توقيع تقدر بـ10,000 دولار. فانضم (شابلن) إلى الاستيديو في أواخر ديسمبر 1914، حيث بدأ بتشكيل شركة مساهمة تتكون من ممثلين عاديين، من ضمنهم (ليو وايت)، (بود جاميسون)، (بادي ماكغوير) و(بيلي آرمسترونغ). وسرعان ما انضمت لهم الممثلة القديرة (إدنا بورفيانس)، والتي التقى بها (شابلن) في أحد المقاهى وقام بتعيينها نظرًا لحسنها وجمالها. فظهرت بعد ذلك في 35 فيلمًا مع (شابلن) خلال ثمانية سنوات متواصلة، ووُجدت بينها وبين (شابلن) علاقة غرامية استمرت حتى 1917. + +أكد (شابلن) للجميع بأن أفلامه على قدر عالٍ من الدقة والجودة، وبدأ ببذل المزيد من الوقت والجهد لكل فيلم. كان هناك شهر واحد كفاصل زمني بين فيلمه الثاني (ليلة خارجًا) والثالث (البطل). وتم إنتاج السبعة الأفلام الأخيرة، من الأفلام الـ14 التي أنتجها مع (اسناي)، بنفس هذه الوتيرة البطيئة نسبيًا. كما أضاف بعضًا من التعديلات على الشخصية التي يلعبها، والتي كانت قد رُفضت سابقًا عندما عمِل مع (كييستون)، بسبب أن الرؤساء هناك ارتأوها “غير معقولة” أو “غير عادية” ولا تستحق العرض. فأصبحت شخصية (الصعلوك) أكثر رومانسية ونعومة مع الوقت، وتم اعتبار أبريل 1915 كنقطة تحول للشخصية الكوميدية. فكانت الشخصية -مثلًا- متعاطفة وبائسة في فيلم (المصرف) أكثر من غيره من الأفلام، نظرًا للنهاية الحزينة التي جعلها (شابلن) للفيلم. كل هذه التطويرات جعلت (روبينسون) يصف هذه المرحلة بأنها تطورًا عامًا للأفلام الكوميدية، وبأنها المرحلة التي ابتدأ في النقاد بتقدير (شابلن) وأعماله بشكل أكثر جدية. فكتب الناقد المتخصص في الأفلام (سيمون لووفيش) في (اسناي) بأنه “وجد كثيرًا من الحلول في عالم (الصعلوك) لمشاكل العالم ومواضيعه”. + +بحلول عام 1915، أضحى (شابلن) ظاهرة ثقافية. فضجت المحلات التجارية بالسلع التي ترتبط به، كما تم إصدار نسخة منه كرسوم كرتونية، وكقصص مصورة، وكُتبت عنه العديد من الأغاني. في شهر يوليو، وصف ذلك صحفي في مجلة (موشن بيكتشارز) بأن “الشابلنية” - مشتقة من شابلن - قد انتشرت في جميع أنحاء أمريكا. وازدهرت سمعة (شابلن) بين الناس، وذاع صيته، وصار أكبر نجوم صناعة السينما في العالم. عندما انتهى عقده مع (اسناي) في ديسمبر 1915، وعلى وعيٍ تام بشعبيته المتزايدة، طلب (شابلن) 150,000 دولار كمنحة لتوقيع عقده الجديد. وتلقى في نفس الوقت عددًا كبيرًا من العروض، من بينهم (يونيفيرسال)، (فوكس)، (فيتاغراف)، إلا أن أفضل العروض كان من شركة (ماتشوال)و والتي عرضت عليه 10,000 دولار أسبوعيًا. + +=== استيديوهات (ماتشوال) === + +تم التفاوض على العقد الجديد الذي يربط (شابلن) بشركة (ماتشوال)، وتم الاتفاق على مبلغ 670,000 دولار سنويًا، والتي وصفتها (روبينسون) خادمة (شابلن)، عندما كانت بالسادسة والعشرين، بأنها أحد أعلى الأجور في العالم. انتشر خبر الأجر العالي الذي يتلقاه (شابلن) على مستوى العالم، الخبر الذي صدم الجماهير بدوره. مما دفع السيد (جون ر. فريولر)، مدير الشركة، إلى التصريح بأنه “بمقدور الشركة أن تدفع للسيد (شابلن) مثل هذا المبلغ الكبير سنويًا، لأن الجماهير ستدفع لمشاهدة (شابلن)، وستأتي لمشاهدته”. +أعطت شركة (ماتشوال) لـ(شابلن) استيديو خاص في (لوس أنجلوس)، للعمل به، والذي تم افتتاحه في مارس 1916. وقام الأخير بالتعاقد مع ممثلين رئيسيين إلى شركته الصغيرة المساهمة، هما؛ (ألبرت أوستن) و (إيريك كامبل)، وأنتج معهما سلسلة أفلام هي ؛ (الماشي على الأرض)، (الإطفائي)، (المتشرد)، (الواحدة صباحًا) و (الكونت). وقام أيضًا بالتعاقد مع الممثل (هاري بيرغمان)، والذي استمر في عمله مع (شابلن) لمدة 30 عامًا، لإنتاج فيلم (مكتب الرهانات). وبالفيلمين (وراء الشاشة) و (حلبة التزلج) أنهى بذلك (شابلن) إنتاجاته لعام 1916. كان عقد (شابلن) مع شركة (ماتشوال) ينص على إنتاج الأخير لفيلم واحد كل أسبوعين على الأقل، وهو ما قام (شابلن) بتحقيقه والحفاظ عليه. ومع بداية السنة الجديدة 1917، بدأ (شابلن) بقضاء المزيد من الوقت في إنتاج أفلامه، فأنتج في أول عشرة أشهر من 4 أفلام فقط للشركة ؛ (الشارع السهل)، (العلاج)، (المهاجر) و (المغامر) أخيرًا. تعتبر هذه الأربعة أفلام من بين أفضل أعماله، واعتبر (شابلن) هذه الفترة أيضًا بأنها الأسعد في مسيرته الفنية. + +هوجم (شابلن) في تلك الفترة من قبل الصحافة البريطانية لعدم مشاركته في الحرب العالمية الأولى. ودافع (شابلن) عن نفسه كثيرًا، بأنه لم يتم استدعاؤه للدفاع عن (بطريطانيا) ولا حتى (الولايات المتحدة الأمريكية) بالرغم من أنه قد عرض خدماته على كلا الدولتين، إلا أنه لم يتم استعاؤه رغم ذلك. وعلى الرغم من ذلك فقد كانت أعماله تروق للجنود والمحاربين لكلا البلدتين، واستمرت شعبيته أيضًا في النمو يومًا بعد يوم. + +ذكرت صحيفة (هاربر الأسبوعية) بأن اسم (شابلن) كان “لغة مشتركة في كل البلاد تقريبًا”، وأن شخصية (الصعلوك) أضحت “مألوفة عالميًا”. ففي عام 1917، ونظرًا لازدياد المقلدين لـ(شابلن) مهنيًا، بدأ الأخير في بعض الاجراءات القانونية التي تجعل له حقوق التصرف في شخصيته الشهيرة. وذكرت بعض الصحف بأن نسبة تسعة من كل عشرة رجال حضروا الحفلات التنكرية وحفلات الأزياء في تلك الفترة، كانوا يقومون بتقليد شخصية (الصعلوك). وفي نفس العام، ذكرت دراسة أجرتها (جمعية بوسطن للأبحاث العقلية) بأن (شابلن) صار “هاجسًا لأمريكا”. وكتبت الممثلة (مينني ماديرن فيسك) بأن “عددًا متزايدًا من المثقفين، ومن أهل الفن، يعتبرون المهرج الإنجليزي الشاب (شارلي شابلن) فنانًا غير عادي، فضلًا عن عبقري هزلي”. + +=== الشركة (الوطنية الأولى) (1918-1922) === + +نظرًا للمعدل المنخفض لإنتاج (شابلن) والذي لم يرق بدوره لشركة (ماتشوال)، قامت الأخيرة بفسخ عقدها مع الممثل الكوميدي بشكل ودي. كان هم (شابلن) الأول والأخير في تلك الفترة هو إيجاد شركة إنتاج تضمن له استقلاليته، وصرح شقيقه ومدير أعماله (سيدني شابلن) للصحافة بأنه “[يجب] أن يُمنح (شابلن) كل الوقت اللازم وجميع الموارد والأموال التي يحتاجها لإنتاج [الأفلام] بالطريقة التي تناسبه .. وبأنه يجب التركيز على نوعية الإنتاج وليس كميته”. وفي يونيو من عام 1917، أبرم (شابلن) عقدًا مع الشركة (الوطنية الأولى) لينتج ثمانية أفلام بمقابل مليون دولار. واختار (شابلن) هذه المرة أن يقوم بإنتاج الاستيديو الخاص به، بأحدث مرافق إنتاجية، وكان ذاك الاستيديو يبعد حوالي خمسة أراضي عن حي (سنسيت) في (لوس أنجلوس). وتم إنهاء الاستيديو في يناير 1918، وأعطيت الحرية الكاملة لـ(شابلن) لينتج أفلامه بالطريقة التي تناسبه. + +صدرت أول أعماله بموجب العقد الجديد بعد ذلك في أبريل 1918، وكان بذلك فيلمه الشهير (حياة كلب)، ووُصف العمل من قِبل (لويس دوليك) بأنه “أول عمل سينمائي فني كامل". بدأ اهتمام (شابلن) بعد ذلك في بناء قصة أفضل للأفلام، ومعالجة شخصية (الصعلوك) من وصفها بأنها “نوع من التهريج”. قام (شابلن) بعد ذلك بجولته الاستعراضية الثالثة، لمدة شهر واحد، والتي جعل ريعها لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. أنتج بعد ذلك فيلمًا دعائيًا قصيرًا، أسماه (الرابطة)، وتبرع بأرباحه للحكومة الأمريكية. كان إنتاج (شابلن) التالي معتمدًا على الحروب في أسلوبه، أطلق على الفيلم اسم (كتف الجندي)، وجعل (الصعلوك) جنديًا يحارب ويعبر الخنادق. حذره بعض المساعدين من استعمال الحروب في الكوميديا، ، لكنه تجاهل التحذيرات، وقال بأنه “سواءً كان خطرًا أم لم يكن، أنا متحمس للفكرة”. فأمضى بذلك أربعة أشهر في إنتاج فيلم بمدة 45 دقيقة، وصدر الفيلم بعد ذلك في أكتوبر 1918، وحقق نجاحًا كبيرًا. + +=== اتحاد الفنانين، (ميلدريد هاريس)، و(الطفل) === + +بعد إنتاجه لفيلم (كتف الجندي)، طلب (شابلن) مزيدًا من الدعم المادي من شركة (الوطنية الأولى)، والتي رفضت طلبه بدورها، مما أصابه بالإحباط من عدم اهتمام الشركة بجودة الإنتاج، وبالقلق من بعض الشائعات التي تربط بين الشركة و (مشاهير لاعبي لاسكي) وإمكانية اندماجهم، فاتجه (شابلن) مع (دوغلاس فيربانكس)، (ماري بيكفورد) و (د. و. جريفيث) إلى إنتاج شركة توزيع جديدة، وكانت بذلك (اتحاد الفنانين) في يناير 1919. كانت الشراكة الجديدة بمثابة ثورة في صناعة الأفلام، ومكّنت الشركاء الأربعة - وكانوا كلهم في غاية الإبداع - من تمويل أفلامهم وكامل التحكم بمجرياتها. كان (شابلن) حريصًا على بدء مسيرته في الإنتاج مع الشركة الجديدة، وحاول لأكثر من مرة أن يشتري عقده من شركة (الوطنية الأولى)، إلا أن طلبه قوبل بالرفض مرارًا، وأصرت الشركة على استكماله ما تبقى له من عقده القديم، وإنتاج الأفلام الستة المتبقية له في عقده معهم. + +قبيل انتاجه لشركته الجديدة (اتحاد الفنانين)، تزوج (شابلن) وللمرة الأولى، من الممثلة (ميلدرين هاريس) البالغة من العمر 17 عامًا، في (لوس أنجلوس) في سبتمبر 1918، بعدما كاشفته بعد ذلك بشأن حملها لطفله، ليكتشف بعد ذلك بفترة وجيزة أن خبر حملها لطفله لم يكن صحيحًا. بطبيعة الحال لم يكن (شابلن) راضيًا عن تلك الزيجة، وشعر بأنها تحد من إبداعه في الإنتاج، مبررًا ذلك بكفاحه لإنتاج فيلم (الجانب المشمس) بطريقة لائقة. في تلك الأثناء حملت (هاريس) بطريقة شرعية من زواجها، وفي يوم 7 يوليو 1919 وضعت مولودها، وابن (شابلن) الأول. وُلد (نورمان سبينسر شابلن)، كما أسمياه لاحقًا، غير مكتمل البنية، وتوفي بعد ذلك بثلاثة أيام. وانتهت تلك الزيجة في أبريل 1920، وبرر (شابلن) ذلك في سيرته الذاتية بأنهما كانا “نيرًا متناقضًا”. + +كان لفقدان الطفل أثر على أعمال (شابلن) المقبلة، فقام بتكييف شخصية (الصعلوك) للتناسب مع طفل صغير. وكان يتمنى بهذا العمل أن يخرج بمنتج أكثر من كوميدي، وكما صرح (لوفيش) بعد ذلك، بأن (شابلن) “صنع بصمة عن عالمه المتغير”. بدأ تصوير فيلم (الطفل) في أغسطس 1919، بالاشتراك مع (جاكي كوغان) البالغ من العمر أربع سنوات فقط، وجعل منه نجمًا بعد ذلك. وأوقف تصوير الفيلم في فترة إنتاجه لبعض الوقت، ليقوم بإنتاج فيلم (ممتعة يوم واحد)، وذلك لاسترضاء شركة (الوطنية الأولى). ثكانت فترة إنتاج فيلم (الطفل) مجملة حوالي تسعة أشهر، وانتهى منه في يوليو 1920، وكانت مدة الفيلم حوالي 68 دقيقة، مما جعل الفيلم بعد ذلك أطول إنتاجات (شابلن) حتى اللحظة. يتعامل (شابلن) والطفل في الفيلم مع قضية الفقر والحاجة، وانفصال الطفل عن والديه الحقيقيين، فيمزج في الفيلم قصته مع طفله غير المكتمل وقصة طفولته القاسية، وكان الفيلم بذلك مزيجًا من الدراما والكوميديا. وتم عرض الفيلم في يناير 1921، وحقق نجاحًا لا مثيل له، وتم عرضه في أكثر من 50 دولة بحلول 1924. + +قضى (شابلن) في فيلمه التالي (الفصل الفارغ) مدة خمسة أشهر، والذي صدر في سبتمبر 1921، وعاد (شابلن) بعد ذلك إلى (إنجلترا) للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريبًا. وفي سبيل الخلاص من عقده الذي يربطه بشركة (الوطنية الأولى) قام بإنتاج فيلم (يوم الدفع) والذي تم إصداره في فبراير 1922، ثم أنتج فيلم (الحاج)، آخر أفلامه القصيرة، والذي تأخر صدوره لعام تقريبًا بسبب بعض الخلافات مع شركة الإنتاج. + + +== فترة الأفلام الصامتة (1923-1938) == + +=== (امرأة من باريس) و(حمى البحث عن الذهب) === + +بعد أن تحرر (شابلن) من عقده مع شركة (الوطنية الأولى)، بدأ في العمل ولأول مرة بطريقة مستقلة. في نوفمبر 1922، بدأ في تصوير فيلمه (امرأة من باريس)، وهو دراما رومانسية عن العشق المشؤوم. وكان (شابلن) ينوي بهذا الفيلم أن يجعل من (إدنا فورفيانس) نجمة سينمائية، ولم يظهر (شابلن) لهذا السبب في الفيلم إلا لفترة قصيرة. كان يتمنى أن يكون الفيلم أقرب للواقعية، وحاول إخراج الفيلم بطريقة لائقة ببالغ الصبر. وقام بتوضيح أهدافه من الفيلم بمقولته : “أشعر بالأسى لمحاولة الرجال والنساء إخفاء مشاعرهم، بدلًا من السعي للتعبير عنها”. انتهى تصوير فيلم (امرأة من باريس) في سبتمبر 1923. ومع ذلك، لم تهتم الجماهير كثيرًا بالفيلم الذي لا يظهر فيه (شابلن) بشكل متكرر، وكانت نتائج الفيلم مخيبة للآمال. كان (شابلن) متألمًا لهذا الفشل، خصوصًا بأنه رغب لفترة طويلة في إنتاج فيلم درامي ناجح، كما أنه كان راضيًا عن إنتاجه بشكل كبير، وتوقف عرض فيلم (امرأة من باريس) في دور العرض بفترة قصيرة. + +عاد (شابلن) للكوميديا في مشروعه اللاحق، ورسم لنفسه معايير صارمة وعالية في الإنتاج، وعبر عن ذلك بأنه “يجب أن يكون الفيلم القادم ملحمي، وأن يكون الأعظم”. استوحى الفيلم من صورة فوتوغرافية من عام 1898، حملت اسم (حمى البحث عن الذهب في كلوندك). في فيلمه الجديد، والذي أطلق عليه اسم (حمى البحث عن الذهب)، تقوم شخصية (الصعلوك) وحيدة برحلة صعبة وقاسية، وتجد فيها حبها. وبدأ تصوير الفيلم مع الامرأة الجديدة في أفلام (شابلن)، السيدة (جورجيا هال)، في فبراير 1924. وكان الإنتاج متقنًا كما تمنى (شابلن) في البداية، وكلفه الفيلم ما يقارب المليون دولار، شملت موقعًا للتصوير في جبال (تروكي)، والكثير من المؤثرات التي تستعمل لأول مرة، والتي كانت باهظة في الثمن. ولم يتم تصوير المشهد الأخير من الفيلم إلا بعد 15 شهرًا من تصوير بقيته، أي حتى مايو 1925. + +شعر (شابلن) بأن فيلمه (حمى البحث عن الذهب) كان أفضل ما أنتجته السينما حتى تلك اللحظة. وتم عرض الفيلم في أغسطس 1925، وحقق أعلى إيرادات في فترة الأفلام الصامتة، بأرباح تجاوزت الخمسة ملايين دولار. واحتوى الفيلم عدة مشاهد كوميدية شهيرة، مثل ؛ تناول (الصعلوك) حذاءه بسبب الجوع، وكـ(رقصة رولز) التي قام بها باستعمال الخبز وأدوات الطعام. قام (ماكناب) بعد ذلك بوصف الفيلم بأنه “جوهرة أعمال (شابلن)”، وفي وقت لاحق وصف (شابلن) الفيلم بأنه الصورة التي يحب أن يتذكرها الناس عنه. + + +=== (ليتا غراي) و (السيرك) === + +في فترة إعداد فيلم (حمى البحث عن الذهب)، تزوج (شابلن) وللمرة الثانية. كانت (ليتا غراي) ممثلة مراهقة، وكان من المفترض أن تكون نجمة الفيلم، لولا إعلانها المفاجئ عن حملها من (شابلن)، مما حمله على الزواج منها. وقالت بأنها كانت ذات 16 عامًا وكان هو بالـ35 من عمره، مما يجعلها قاصرًا حسب قانون كاليفورنيا. ولذلك تم ترتيب الزواج بشكل سري في المكسيك بيوم 24 نوفمبر 1924. وولدت ابنهما الأول، (تشارلز سبنسر شابلن الابن)، في يوم 5 مايو 1925، ومن ثم ابنهما الثاني (سيدني إيرل شابلن) في يوم 30 مارس 1926. + +لم يكن الزواج مرضيًا للطرفين، وكان (شابلن) يتهرب من زؤية زوجته بقضاء المزيد من الوقت في الاستيديو. وفي نوفمبر 1926، أخذت (غراي) الطفلين وتركت المنزل. وتبع ذلك طلاق مؤلم بالطريقة التي اتبعتها (غراي) بعدما اتهمت (شابلن) في الصحافة بالكفر، والاعتداء، وبامتلاؤه “بالرغبات الجنسية المنحرفة”. وأفادت تقارير بأن (شابلن) أصيب بانهيار عصبي جراء ذلك، وتصدرت قصتهما عناوين الأخبار، وسببت خروج بعض الجماعات التي تدعو لحظر أفلامه. وحرصًا على إنهاء القضية بدون كم أكبر من الفضائح، تمت التسوية بمبلغ 600,000 دولار، وهي أعلى تسوية شهدتها المحاكم الأمريكية في ذاك الوقت. وكانت قاعدة (شابلن) الجماهيرية كبيرة جدًا وعميقة للدرجة التي أنستهم القضية في وقت قصير، إلا أن ذلك أثر في (شابلن) بشكل كبير. + +قبل رفع (غراي) لدعوى الطلاق، كان (شابلن) قد ابتدأ في فيلمه الجديد، الذي حمل اسم (السيرك). وتحولت فيه شخصية (الصعلوك) إلى نجم استعراضي في السيرك يقوم بالمشي على الحبل المشدود، ومحاط بالقرود في أغلب الوقت. وتوقف إنتاج الفيلم لمدة 10 شهور لحين الانتهاء من الدعوى القضائية، وكانت العودة إلى الإنتاج متعبة بعض الشيء، نظرًا لتأثر الممثل الكوميدي بالقضي وفضيحتها. وأخيرًا، اكتمل تصوير الفيلم في أكتوبر 1927، وتم عرضه في يناير 1928 وسط استقبال جماهيري عظيم، ونال بسببه جائزة الأوسكار، وأعطيت لـ(شابلن) درع خاص “لبراعته وعبقريته في التمثيل والإنتاج والإخراج في فيلم (السيرك)”. وبالرغم من نجاح الفيلم، إلا أن (شابلن) حذف الفيلم من سيرته الذاتية، مبررًا ذلك بمعاناته في إنتاج الفيلم بسبب القضية المذكورة. + +=== (أضواء المدينة) === + +“كنت مصمم على مواصلة تقديم الأفلام الصامتة، أعرف بأنني كنت استثنائيًا، وفريدًا من نوعي، وبدون توضع زائف، كنت ملِكًا”. + +(شابلن) معلنًا رفضه لأفلام الصوت في الثلاثينات +بحلول الوقت الذي أُطلق فيه فيلم (السيرك)، شهدت (هوليوود) بدايات أفلام الصوت. وكان (شابلن) يسخر كثيرًا من هذه الوسيلة الجديدة، ومن أوجه القصور في تقديمها، معتبرًا إياها مفتقرة للفن الموجود في الأفلام الصامتة. كما أنه كان متردد حيال الطريقة الصامتة التي أعطته كل ذاك النجاح، ويخشى أن إعطاء (الصعلوك) صوتًا يتحدث من خلاله من شأنه أن يستنزفه ويقلل من جاذبيته. ورفض بذلك جنون (هوليوود) الجديد، واستكمل العمل على الأفلام الصامتة. إلا أن كان قلق بشأن قراره هذا، ولازمه هذا القلق طوال فترة إنتاجه للفيلم الجديد. + +عندما بدأ التصوير في نهايات 1928، كان (شابلن) يعمل على إنتاج القصة لمدة سنة كاملة. تدور قصة (أضواء المدينة) حول وقوع (الصعلوك) في حب فتاة ضريرة، مصابة بالعمى، تبيع الزهور، الدور الذي قامت به (فيرجينيا تشيرل)، ومحاولة (الصعلوك) بعد ذلك توفير المال الكافي لعلاجها من العمى. استمر إنتاج الفيلم مدة 21 شهرًا، اعترف (شابلن) بعد ذلك بأنه “كان يعمل تحت ضغط نفسي وعصبي بغية الكمال”. واستعمل التقنية الجديدة، الصوت، في الخلفية الموسيقية لليفلم، والتي كان هو نفسه مؤلفها. + +انتهى (شابلن) من فيلمه (أضواء المدينة) في ديسمبر 1930، وهو الوقت الذي اعتبرت فيه الأفلام الصامتة تلفظ أنفاسها الأخيرة. لم تكن آراء الجمهور في البداية عن الفيلم بأنه ناجح أبدًا، إلا أن الصحافة قدمت آراءً إيجابية بخصوص الفيلم. كتب أحد الصحفيين : “لا أحد في العالم، عدا (تشارلي شابلن). هو الوحيد الذي يمتلك نداءً جماهيريًا قادر به على تحدي أفلام الصوت”. عُرض الفيلم للمرة الأولى في يناير 1931، وأثبت (أضواء المدينة) نفسه لينجح في نيل الاستحسان الجماهيري والمادي، حيث أن إيرادات الفيلم بلغت 3 مليون دولار. واعتبره (معهد الفيلم البريطاني) بأنه أفضل إنجازات (شابلن)، ووصف الناقد الفني (جيمس أجي) المشهدَ الختامي بأنه “أعظم قطعة تمثيلية، وأعلى ما توصلت إليه الأفلام”. + +=== رحلاته، (بوليت غودارد)، و(أضواء المدينة) === + +حقق فيلم (أضواء المدينة) نجاحًا مبهرًا، كما ورد سابقًا، ولكن (شابلن) بعده لم يعد متأكدًا من إمكانية صنع فيلم عظيم بدون حوارات بين الشخصيات. في الحقيقة ؛ لم يكن (شابلن) حتى الآن مقتنعًا بأفلام الصوت، إلا أنه أيضًا كان “مُصاب بخوف محبِط عن وسمه بأنه من الطراز القديم”. ووسط هذه الحالة من عدم التأكد واليقين، قرر (شابلن) أن يأخذ إجازة لفترة امتدت إلى 17 شهرًا، بداية من أوائل 1931. يعلّق (شابلن) على تلك الفترة في سيرته الذاتية بأنه بعد عودته إلى (لوس أنجلوس) “كان مشوشًا ولم تكن لديه أي فكرة أو خطة، شاعرًا بضيق من وحدته الشديدة”. وبدأ يفكر وقتها في اعتزال الفن والانتقال إلى (الصين) لبقية حياته. + +انتهت وحدة (شابلن) المزعجة عندما التقى بالممثلة (بوليت غودارد) ذات الـ21 عامًا في يوليو 1932، ونتج عن هذا اللقاء ارتباطًا ناجحًا بكل المعايير.لم يكن (شابلن) مستعدًا للبدء في فيلم جديد، وبدأ في إنتاج سلسلة عن رحلاته، نشرت لاحقًا في (رفاق المرأة بالوطن). ازدادت اهتمامات (شابلن) بالشؤون الأكاديمية بعد هذه الرحلات، خاصة بعد لقائه بالعديد من المفكرين والمثقفين البارزين فيها. وكان خوفه من الرأسمالية في (أمريكا) ودخول الآلات إلى المصانع مستبدلة البشر الذين ازدادت فيهم نسبة البطالة، هو فكرته الأولى، والسبب الذي دفعه بعد ذلك إلى إنتاج فيلمه الجديد. + +أعلن (شابلن) بأنه فيلمه القادم (العصر الحديث) سيكون “هجاءً لبعض المراحل من الحياة الصناعية”. والذي يعاني فيه (الصعلوك) و (جودارد) من الكساد الكبير في تلك المرحلة، واستغرق إنتاج الفيلم حوالي عشرة أشهر ونصف. كانت الفكرة الأساسية عند (شابلن) بأنه سيستخدم بعض الحوارات المنطوقة ولأول مرة في فيلمه هذا، إلا أنه بدل رأيه خلال فترة الانتاج، واستمر على النهج الصامت للفيلم. وكسابقتها من الأفلام، استخدم في الفيلم بعض المؤثرات الصوتية، إلا أن شخصيته الشهيرة لم تتحدث تقريبًا. وفي نهاية الفيلم قامت شخصية الفيلم بأداء أغنية قصيرة، وأُعطيت صوتًا للمرة الأولى. عُرض الفيلم بعد ذلك وللمرة الأولى في فبراير 1936. وكان الفيلم الأول لـ(شابلن) على مدار 15 عامًا، الذي استخدم فيه بعض المراجع السياسية والأفكار الاجتماعية والواقعية، وهو ما جذب انتباه الصحافة وتركيزها على الرغم من محاولة (شابلن) للتقليل من هذا الشأن. على كل حال، كان اقبال الجماهير على شباك التذاكر أقل هذه المرة، حيث أن الكثير كرِه التسييس في الفيلم. أما اليوم، فاعتبر (معهد الفيلم البريطاني) هذا الفيلم (العصر الحديث) بأنه “أعظم أفلام (شابلن)"، حيث يقول (ديفد روبينسون) بأن الفيلم كان “ثورة لا مثيل لها في الكوميديا البصرية”. + +بعد صدور فيلم (العصر الحديث)، غادر (شابلن) مع (غودارد) للقيام برحلة إلى المشرق الأقصى. وكانا قد رفضا سابقًا عن توضيح طبيعة علاقتهما، ولم يُعرف إذا ما كانا متزوجين أم لا. في وقت لاحق كشف (شابلن) بأنهما تزوجا في (قوانتشو) بـ(الصين) أثناء رحلتهما هذه. بحلول عام 1938 كان الزوجين شبه منفصلين، نظرًا لانشغال الطرفين الشديد بأعمالهما، وانتهى الأمر بأن طلبت (غودارد) الطلاق في المكسيك عام 1942، نظرًا لعدم توافقهما، وانفصالهما لأكثر من عام بحد تعبيرها. + +== الخلافات وتضاؤل شعبيته (1939-1952) == + +=== (الديكتاتور العظيم) === + +شهدت الأربعينات سلسلة جديدة من الخلافات والمشاكل لـ(شابلن)، سواء في عمله أو في حياته الشخصية، والتي أثرت بشكل كبير وملحوظ على شعبيته في (الولايات المتحدة الأمريكية). وكان أول هذه المشاكل جراء تصريحه ببعض معتقداته وأفكاره السياسية. بداية من انزعاجه الشديد من الفاشية الوطنية في الثلاثينات. لم يقاوم (شابلن) تطعيم أفكاره ببعض هذه الآراء السياسية في النهاية. وبدأت العامة بملاحظة بعد التشابهات بين (شابلن) والزعيم النازي (أدولف هتلر)، مثلًا ؛ تفصل بين أيام ميلادهما 4 أيام فقط، تحول الاثنين من الفقر الشديد إلى الثراء والرفاهية، والشارب الذي يشترك فيه (هتلر) مع شخصية (الصعلوك). استغل (شابلن) بدوره هذه التشابهات التي طغت على أحاديث العامة في إنتاجه الجديد، فيلم (الديكتاتور العظيم)، والذي هجا فيه (هتلر) مباشرة وهاجم الفاشية. + +استغرق (شابلن) عامين كاملين في كتابته نص للفيلم، وبدأ التصوير في سبتمبر 1939، بعد سته أيام من إعلان (بريطانيا) حربها على (ألمانيا). لم يجد (شابلن) مخرجًا من تهربه في استخدام الصوت في أفلامه، لم يكن لديه أي طريقة يمكنه بها تقديم آراؤه السياسية دون استخدام الكلمة المنطوقة. وعلى الرغم من الجدل الكبير حول سخرية (شابلن) من شخصية (هتلر) بشكل مباشر، إلا أن استقلاله المادي سمح له بالمجازفة وتحمل مخاطر إنتاج الفيلم بالطريقة التي يشتهيها. “كنت مصممًا على المضي قدمًا”، كما كتب لاحقًا، “السخرية من (هتلر) واجبة”. وأدى (شابلن) في الفيلم دورًا مزدوجًا، حيث كان (الصعلوك) في الفيلم عبارة عن حلاق يهودي، يعاني من الاضطهاد من الحزب النازي بسبب ديانته، كما لعب أيضًا دور الديكتاتور “أدينويد هينكل” والذي يقوم فيه بالسخرية من (أدولف هتلر) بشكل مباشر. + +استغرق إنتاج (الدكيتاتور العظيم) مدة عام كامل، وتم عرضه للمرة الأولى في أكتوبر 1940. وكانت قد سبقته حملة دعائية قوية، فقد دعاه أحد النقاد في (نيويورك تايمز) بأنه “أكثر ما انتظرته الجماهير ببالغ الحماسة والتشويق لمدة عام كامل”، وبالفعل حقق الفيلم أفضل الإيرادات والأرباح في تلك الفترة. على العموم، لم ترق نهاية الفيلم كثيرًا للجماهير، وبدأت بعد ذلك شعبية (شابلن) بالانخفاض بشكل ملحوظ، وكانت هذه النهاية عبارة عن خطبة يلقيها (شابلن)، مدتها 6 دقائق، عن أفكاره ومعتقداته السياسية. يقول (تشارلز ج. مالاند) بأن تلك الخطبة كانت النقطة التي تراجعت عندها شعبية (شابلن)، وكتب بأنه “من تلك اللحظة، لم تعد جماهير الأفلام قادرة على الفصل بين الآراء السياسية وبين نجمهم السينمائي”. وتلقى (شابلن) في نهاية الأمر، خمس جوائز أوسكار على فيلمه (الديكتاتور العظيم)، بما في ذلك “أفضل صورة”، “أفضل سيناريو” و”أفضل ممثل”. + +=== المشاكل القانونية و(أونا أونيل) === + +في منتصف فترة الأربعينات، تورط (شابلن) في سلسلة من المحاكمات والتي سرقته أغلب وقته بشكل ملحوظ ومؤثر على إنتاجاته الفنية. كانت المشاكل بسبب علاقته مع الممثلة (جوان باري) في الفترة بين يونيو 1941 وخريف 1942. قدمت (باري) قضيتين على (شابلن) لسلوكه العنيف معها، واعتقل مرتين بعد انفصالهما بسبب هذه الشكوى. وأعلنت في العام التالي بأنها حامل بطفل (شابلن)، ورفعت دعوى أبوّة، إلا أنه رفض الاعتراف بهذا الطفل. + +استغل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (ج. إدغار هوفر) هذه الدعاوي القضائية ضد (شابلن) في تشويه سمعته أكثر، نظرًا لاشتباه (هوفر) في (شابلن) بسبب آراؤه السياسية. وكجزء من حملة التشويه، رفع مكتب التحقيقات الفيدرالية أربعة اتهامات ضد (شابلن)، وكان أخطرها هو انتهاك الأخير لـ(قانون مانن) الذي يمنع سفر النساء خارج الولاية لأغراض جنسية. دعا المؤرخ (أوتو فريدديك) هذا “ادعاء سخيف” وقائم على “أنظمة بالية وقديمة أساسًا”، وكان (شابلن) معرّض للسجن لمدة 23 سنة إذا وُجد مذنبًا بهذه التهمة. بدأت المحاكمة في مارس 1944، ونظرًا لافتقار الادعاء ضده إلى ثلاث أدلة رئيسية في تطبيق (قانون مانن)، تمت تبرئة (شابلن) بعد أسبوعين. على أي حال، كانت قضية (شابلن) وقتها حديث الصحافة ووسائل الإعلام، فوصفتها مجلة (نيوزويك) بأنها “أكبر فضيحة في العلاقات العامة منذ مقتل (فاتي أربوكل) في 1921”. + +وضعت (باري) طفلتها في أكتوبر 1944، وأطلقت عليها اسم (كارول آن). وفي 1945 رفعت قضية الأبوّة ضد (شابلن)، وبعد محاكمتين شاقتين، اتهمه ممثل الادعاء بأنه “فاسد أخلاقيًا”، وانتهت المحكمة بإعلان (شابلن) أبًا للطفلة. ورغم أن الأدلة الطبية لفحوصات الدم أشارت خلاف ذلك، إلا أن القاضي رفض تلك الأدلة، وأمر (شابلن) بالنفقة على الطفلة حتى بلوغها لعمر 21. استغل مكتب التحقيقات الفيدرالية هذه القضية ضد (شابلن) وبدأ بتشويه سمعته أكثر بمساعدة الكاتبة (هيدا هوبر) التي بدأت بنشر المزيد من الإشاعات حول شخص (شابلن). + +ازداد الجدل حول (شابلن) بعد أسبوعين من قضية الأبوّة، عندما أعلن زواجه من (أونا أونيل) ابنة الكاتب المسرحي الأمريكي (يوجين أونيل) البالغة من العمر 18 عامًا. في سيرته الذاتية، وصف (شابلن) هذا الحدث بأنه “الأسعد في حياته”، وادعى بأنه وجد “الحب المثالي” الذي كان يبحث عنه. ويصف ابن (شابلن) الأول، (تشارلز الابن) هذه العلاقة بأن (أونا) كانت “تعبد” (شابلن). واستمر الزواج لمدة 18 عامًا، حتى وفاة (شابلن)، وكان لهما من هذا الزواج ثمانية أطفال ؛ (جيرالدين لي) مواليد يوليو 1944، (مايكل جون) مواليد مارس 1946، (جوزفين هانا) مواليد مارس 1949، (فيكتوريا) ماوليد مايو 1951، (يوجين أنتوني) مواليد أغسطس 1953، (جين سيسيل) مواليد مايو 1957، (أنيت إميلي) مواليد ديسمبر 1959، و(كريستافور جيمس) مواليد يوليو 1962. + +=== (مسيو فيردوكس) والاتهامات بالشيوعية === + +ادعى (شابلن) بأن محاكمات (باري) قد “شلّت إبداعه”، وبأنه يحتاج لمزيد من الوقت حتى يعود إلى العمل مرة أخرى. في أبريل 1946، بدأ في تصوير أحد المشاريع التي كان تساوره أفكار عنها منذ 1942. (مسيو فيردوكس) كان كوميديا سوداء تدور قصته حول (فيردوكس)، الشخصية التي لعبها (شابلن)، الفرنسي موظف البنكالذي يفقد وظيفته، ويتزوج بعد ذلك، ويبدأ في قتل الأرامل الثريات ليعيل بأموالهن عائلته بعد ذلك. كان إلهام (شابلن) في هذه القصة هو (أورسن ويلز) الذي كان يريد لعب دور السفاح (هنري ديزيريه لاندرو)، وبالفعل أعطاه (شابلن) هذا الدور مقابل 5000 دولار للفكرة. اعتقد (شابلن) بأنه هذه الفكرة “ستكون كوميديا رائعة”. + +استعمل (شابلن) مرة أخرى الصوت في أفلامه للتعبير عن آراؤه السياسية في فيلمه (مسيو فيردوكس)، فانتقد الرأسمالية وعن استياؤه من القتل الجماعي في الحروب ومن أسلحة الدمار الشامل. مما سبب ردة فعل قوية تجاه الفيلم وتجاه شخص (شابلن) بعدما عُرض الفيلم في أبريل 1947، وقامت احتجاجات كثيرة تجاه الفيلم، والكثير من الدعاوي لمقاطعة الفيلم. وكان الفيلم بذلك هو أول أفلام (شابلن) التي فشلت على المنحنى التجاري أو المالي في الولايات الأمريكية. بالرغم من أنه كان ناجحًا أكثر خارج الولايات المتحدة، ورُشِّح (شابلن) لكثير من الجوائز بسببه. يقول (شابلن) في سيرته الذاتية بأنه فخور جدًا بالفيلم، ووصفه بأنه “أذكى وأبرع فيلم قدمه حتى الآن”. + +وكان لردة الفعل السلبية تجاه (فسيو فيردوكس) أثر كبير على (شابلن). وبتأثر واضح من أضرار فضيحة (جوان باري)، انتهى الموضوع بأن اتهِمَ (شابلن) بالشيوعية. وساعدت آراؤه وأفكاره السياسية في وجود هذه الاتهامات، خصوصًا بعدما دعى إلى صداقة تجمع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. واتجه (شابلن) أيضًا إلى بدء علاقات مع السوفيت، وحضر بعضًا من المناسبات التي نظمها الديبلوماسيين السوفيت في لوس أنجلوس. تعتبر هذه الأنشطة التي قام بها (شابلن) في الأربعينات “تقدمية بشكل خطير” كما يصفها (لارشيه). واتجه مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى محاولة طرده من البلاد، وابتدأت الكثير من التحقيقات الرسمية في بداية 1947 للوصول إلى هذا الهدف. + +نفى (شابلن) هذه الاتهمات بالشيوعية، ودعى نفسه بأنه “صانع سلام”، وبأنه يعتقد أن جهود الحكومة الأمريكية لقمع الفكر عبارة عن تعدي غير مقبول تجاه الحريات المدنية. وبطريقة لا تدعو إلى تهدئة الأمور، انتقد (شابلن) علنًا أيضًا لمحاكمات أعضاء الحزب الشيوعي وبعض الأنشطة الأخرى تجاه غير الأمريكيين في مجلس النواب. تلقى (شابلن) بعد ذلك دعوى للمثول أمام لجنة أنشطة غير الأمريكيين، لكنه لم يذهب ليدلي بشهادته. تناولت الصحافة بعد ذلك الكثير من المواضيع حول شخص (شابلن) كعدم تجنيسه بالجنسية الأمريكية، وغيرها الكثير. وقامت الكثير من الدعوات لترحيله من الولايات الأمريكية ؛ فصرح (جون إي. رانكين) الممثل لولاية الميسيبي في الكونغرس، في يونيو 1947 عن (شابلن) بأن “وجوده في هوليوود مضر جدًا بالنسيج الأخلاقي الأمريكي، وبأن أفلامه القذرة يجب أن تُبعد عن أعين الشباب الأمريكي. ويجب ترحيله والتخلص منه بشكل كامل”. + +=== فيلم (الأضواء)، وأمر الإبعاد عن الولايات الأمريكية === + +بالرغم من ذلك، ظل (شابلن) نشط سياسيًا، في السنوات التابعة لفشل فيلم (مسيو فيردوكس). إلا أنه ابتعد عن السياسة في فليمه التالي، والذي دار حول كوميدي منسي وراقصة باليه شابه في لندن. وتطرق كثيرًا في فيلمه إلى سيرته الذاتية، ولم يقتصر على طفولته وحياة والديه، بل تطرق أيضًا إلى فقدان شعبيته في الولايات الأمريكية المتحدة. وكان الكثير من الممثلين في الفيلم من مختلف أعضاء أسرته، بما في ذلك أكبر خمسة من أبناؤه وأخيه غير الشقيق (ويلر درايدن). +عمِل (شابلن) على إنتاج القصة لمدة ثلاث سنوات، وابتدأ التصوير بعد ذلك في نوفمبر 1951. كان الهدف الأولي للفيلم بأن يكون أكثر جدية من الأفلام السابقة، واستخدم كلمة “حزن” كثيرًا عندما شرح مخططاته لشريكته (كلير بلوم). فيلم (الأضواء)، كما أسماه لاحقًا، كان الفيلم الوحيد الذي عمِل فيه (شابلن) مع الممثل الأمريكي الكوميدي (باستر كيتون). + +قرر (شابلن) بأن يكون العرض الأولي لفيلمه في (لندن)، حيث قام بتصوير الفيلم. فغادر لوس أنجلوس مع هاجس كبير بعدم العودة، وغادر الولايات الأمريكية في 18 سبتمبر 1952 من مدينة نيويورك. في اليوم التالي، ألغى النائب العام (جيمس ماكغرينري) تصريح إعادة الدخول لـ(شابلن)، بسبب آراؤه السياسية وسلوكياته الأخلاقية، على الرغم من أقول الصحافة وتصريحات (مالاند) بأن الحكومة الأمريكية ليس لديها أي دليل حقيقي لمنع (شابلن) من إعادة الدخول للولات الأمريكية. ومن المرجح بأنه كان من الممكن رجوعه في حال قدَّم طالبًا للرجوع، إلا إنه لم يحاول، بل وقرر قطع علاقاته بشكل كامل مع الولايات الأمريكية عندما وصلته برقية إلغاء طلب رجوعه : + +“سواء رجعت إلى تلك البلد التعيسة أو لا. كنت أريد التخلص من هذا الجو من الكراهية، كما أنني سئمت من الشتائم والغطرسة الأخلاقية الأمريكية" + +لم يدلي (شابلن) بأي تصريح للصحافة حول الموضوع، نظرًا لأن كل ممتلكاته كانت في الولايات الأمريكية. بالرغم من أن الحادثة كانت حديث الصحافة بشكل كبير، إلا أن أوروبا استقبلت (شابلن) بطريقة لائقة، ونال فيلمه الجديد على إعجاب الكثير. تواصل العداء تجاهه في أمريكا، على الرغم من بعض الإعجاب بفيلمه الأخير، وتم منع فيلمه (الأضواء) من العرض. بقول (مالاند) بأن سقوط شعبية (شابلن) قد يكون “الأكثر دراماتيكية في تاريخ النجوم في أمريكا”. + +=== الانتقال إلى سويسرا، وفيلم (ملك في نيويورك) === + +“كل الموضوع عبارة عن أكاذيب ودعاية غير صادقة من قِبل الجماعات الرجعية الأمريكية والتي تمتلك نفوذًا كبيرًا في الصحافة هناك، لقد صنعت لي مناخًا غير صحي من الاضطهاد. وفي ظل هذه الأجواء والظروف، أجد بأنه من المستحيل تقريبًا لي مواصلة التصوير وإنتاج الأفلام، وبالتالي فقد تخليت عن مقر إقامتي في الولايات الأمريكية”. + +بيان صحفي لـ(شابلن) حول قرار إبعاده عن الولايات الأمريكية +لم يبد (شابلن) أي محاولة للرجوع إلى الولايات الأمريكية بعد إلغاء تصريحه لإعادة الدخول، وبدلًا من ذلك، أرسل زوجته لتسوية أموره. واستقر الزوجان بعد ذلك في سويسرا، وفي يناير 1953 استقرا في منزلهما حتى نهاية حياتهما. في شهر مارس اللاحق ؛ وضع (شابلن) جميع عقاراته في الولايات الأمريكية للبيع، سواء من استيديوهات أوحتى منزله الشخصي هناك. وبالرغم من أنه تلقى تصريحًا بالرجوع إلى الولايات الأمريكية في شهر أبريل اللاحق، إلا أنه لم يبد أي اهتمام بالرجوع، وحتى زوجته قامت بالتخلي عن جنسيتها الأمريكية واستبدلتها بالجنسية البريطانية بعد عام تقريبًا. وببيعه لجميع أسهمه في (اتحاد الفنانين) في عام 1955، كان (شابلن) قد قطع كل علاقاته مع الولايات الأمريكية بشكل نهائي. + +وبالرغم من ذلك، ظلت شخصيته مثارًا للجدل في جميع الأنحاء طوال فترة الخمسينات، خاصة بعدما حصل على جائزة نوبل للسلام من قِبل مجلس السلم العالمي الذي يقوده الشيوعيين، وبعد لقاءاته مع (تشو ان لاي) و(نيكيتا خروتشوف). بدأ (شابلن) في تطوير أول أفلامه الأوروبية، (ملك في نيويورك) عام 1954. جاعلًا نفسه بأنه الملك المنفي الذي يسعى إلى الرجوع إلى الولايات الأمريكية، وشملت عددًا من تجاربه الأخيرة في السيناريو. واستهدِف (مايكل) ابن (شابلن) من قِبل المكتب التحقيقات الفيدرالية، بالإضافة إلى الاتهامات بالشيوعية. +أسس (شابلن) شركة إنتاج جديدة، أسماها (أتيكا)، واستخدم استيديوهات (شيبرتون) للتصوير. كانت تجربة التصوير في إنجلترا صعبة جدًا من ناحية التأقلم على الطاقم الجديد والاستيديو الجديد أيضًا، ولم يعد لديه الوقت اللامحدود لإنتاج أفلامه كما كان بالسابق. وكان لهذا أثر كبير على إنتاج الفيلم كما يقول (روبينسون). أُطلق فيلم (ملك في نيويورك) في سبتمبر 1957، واختلفت الآراء بشدة تجاهه. وقد تم حظر الفيلم من العرض بالولايات الأمريكية، كما تم منع الصحف المحلية من الكتابة عن الفيلم أو من تغطية المؤتمر الصحفي في باريس. بشكل أو بآخر، أثّر هذا المنع على العوائد المالية للفيلم، بالرغم من أنه حقق نجاحًا مبهرًا في أوروبا. ولم يُعرض الفيلم في أمريكا حتى عام 1973. + +=== أواخر أعماله، وإعادة إنتاج الأعمال السابقة === + +في العقدين الأخيرين من حياته المهنية، اتجهت أعمال (شابلن) على إعادة تحرير وتسجيل أعماله القديمة لإعادة إطلاقها، مع ضمان حقوق ملكيتها وتوزيعها. في مقابلة له عام 1959، في عيد ميلاده السبعين، صرح (شابلن) بأن هناك “مساحة شاغرة للرجل الصغير في العصر الذري”. وكانت هذه أولى إصداراته وإعادة إنتاج (شابلن ريفو)، والتي شملت إنتاجًا جديدًا لأفلامه (حياة كلب)، (أسلحة الكتف)، و(الحاج). + +في أمريكا، تغيّر الجو السياسي، وخفّت حدته، وبدأ التوجه إلى مناقشة أفلام (شابلن) بدلًا من آراؤه السياسية. في يوليو 1962، نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) افتتاحية لها تقول “لا نعتقد بأن جمهوريتنا ستكون في خطر إذا ما سُمح لمتشرد الأمس المنسي بالوصول بباخرة أو طائرة إلى منفذ أمريكا”. في الشهر ذاته، مُنِح (شابلن) درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي (أكسفورد) و(دورهام). في نوفمبر 1963، بدأ (مسرح بلازا) في نيويورك بعض أفلام (شابلن) على مدار عام كامل، بما في ذلك (مسيو فيردوكس) و(الأضواء) اللذان تلقيا ملاحظات إيجابية من النقاد الأمريكيين هذه المرة. في سبتمبر 1964، تم إطلاق السيرة الذاتية للممثل الكوميدي (سيرتي الذاتية) من 500 صفحة، والتي تركزت على سنواته الأولى وحياته الشخصية، وكان الأفضل مبيعًا في أنحاء العالم، على الرغم من الانتقادات الموجه إلى بسبب عدم وجود الكثير عن مشواره السينمائي. + +بعد فترة قصيرة من نشر مذكراته، بدأ العمل على إنتاج فيلم (الكونتيسة من هونغ كونغ) 1967، وهو كوميديا رومانسية، اعتمدت على سيناريو كتبه (بوليت غودارد) في الثلاثينات. وكان من طاقم التمثيل (مارلون براندو) في دور السفير الأمريكي، و(صوفيا لورين) في دور مسافرة التي هربت خلسة ووجدها في مقصورته. اختلف الفيلم كثيرًا عن إنتاجات (شابلن) السابقة من عدة نواحي. كان أول أفلامه التي استخدم فيها تقنية الألوان (تيكنوكولار)، والشاشة العريضة للتصوير. كما وقّع (شابلن عقدًا مع استيديوهات (يونيفيرسال) وعيّن مساعدًا له (جيروم أبشتاين) كمنتجًا للفيلم. أُطلق فيلم (الكونتيسة من هونغ كونغ) في يناير 1967، وكان فاشلًا على شباك التذاكر، مما أضر (شابلن) وقرر بعده اعتزال الإنتاج الفني. + +في أواخر الستينات، عانى (شابلن) من سلسة من السكتات الدماغية الطفيفة، وشهد بداية انحدار حالته الصحية. وعلى الرغم من النكسة الصحية إلا أنه صرح بأنه قريب من كتابة سيناريو جديد، فيلم (النزوة)، والذي يدور حول فتاة من أمريكا الجنوبية، والذي كان ينوي جعله من بطولة ابنته (فكتوريا). ومنعته صحته من إتمام مشروعه هذا. في أوائل السبعينات تركزت جهود (شابلن) على إعادة إطلاق أفلامه القديمة، بما في ذلك فيلم (السيرك) و(الطفل). في عام 1971 تلقى جائزة في (مهرجان كان السينمائي) وكان وسام الشرف الوطني. في العام التالي، تم تكريمه بجائزة خاصة في (مهرجان البندقية السينمائي). + +في عام 1972، قدمت (أكاديمية فنون الصور المتحركة والعلوم) لـ(شابلن) جائزة فخرية، والتي يصفها (جونسون) بأنها بداية كفارة أمريكا تجاه ما ارتكبته في حق (شابلن). كان (شابلن) مترددًا من قبولها في البداية، إلا أنه قرر العودة إلى الولايات الأمريكية لأول مرة منذ 20 عامًا. كانت الزيارة محط نظر الصحافة، وفي حفل توزيع الأوسكار تم الاحتفاء به لمدة 12 دقيقة، وهي أطول مدة في التكريم بتاريخ الأكاديمية. وتم منحه جائزة الأوسكار الفخرية لـ”تأثيره العظيم في جعل السينما هي الفن لهذا العصر”. + +=== وفاته === + +بحلول أكتوبر من عام 1977، انخفضت حالة (شابلن) الصحية إلى الدرجة التي تجعله محتاجًا إلى رعاية صحية مستمرة. في صباح 25 ديسمبر 1977، توفي (شابلن) في منزله بعدما أصابته جلطة في نومه، وكان يبلغ من عمره 88 عامًا. كانت الجنازة بتاريخ 27 ديسمبر عبارة عن حفل صغير وخاص تنفيذًا لرغبته. ودُفن في مقبرة كروسر-سور-فيفاي. تكب المخرج (رينيه كلير) بعد ذلك : “وفاة السينما، في جميع البلاد والأوقات .. كان أجمل هدية قدِّمت للسينما بالنسبة لي”. وصرح الممثل (بوب هوب) بأنه “كان محظوظًا لأنه عاصر أزمنته”. + +في 1 مارس 1978، تم حفر نعش (شابلن) وانتشال جثته من قِبل اثنين من المهاجرين العاطلين عن العمل ؛ (رومان وارداز) البولندي، و(غانتشو غانيف) البلجيكي. في محاولة لطلب فدية من (أونا شابلن) لاسترجاع الجثمان. وتم القبض على السارقين في شهر مايو من تلك السنة، ووُجد جثمان (شابلن) مدفونًا في قرية قريبة من مدينة (نوفيل). فأعيد دفن جثمانه في مقبرة (كوسير) محاطة بالخرسان المسلح تفاديًا لتكرار الحادثة. + +== صناعة الأفلام == + +=== التأثيرات === + +يؤمن (شابلن) بأنه تأثر كثيرًا بوالدته، التي كانت توفر له كثيرًا من الترفيه بالجلوس على النافذة ومحاكاة المارة، “مراقبتها تفعل ذلك علمتني كيفية مراقبة ودراسة الناس، وليس فقط التعبير عن العواطف من خلال يديّ ووجهي”. كما أن حياة (شابلن) المبكرة في قاعات الموسيقى سمحت له بأن يتابع الكوميديين أثناء مزاولتهم لأعمالهم ؛ كما أنه حضر بعض التمثيليات الصامتة في عيد الميلاد في (دوري لين)، حيث تعلم فن التهريج من متابعة بعض الكوميديين أمثال (دان لينو). وكانت للسنوات التي قضاها في شركة (فريد كارنو) أثرًا كبيرًا عليه في التمثيل والإخراج السينمائي. يقول (سيمون ليوفيتش) بأن الشركة كانت بالنسبة له كـ”معسكر تدريبي”، تعلم فيها (شابلن) اختلاف وتيرة الكوميديا. وتعلم خلط الشفقة والمأساة مع التهريج من (كارنو)، باستخدامه للعناصر العبثية التي أضحت مألوفة بعد ذلك في أسلوب (شابلن). أما في صناعة السينما والأفلام، فقد كان (شابلن) معجبًا جدًا بأعمال الممثل الكوميدي الفرنسي (ماكس ليندر). وفي تطوير شخصية (الصعلوك) يبدو بأن (شابلن) قد تأثر بالمسرح والمشاهد المسرحية الأمريكية، التي ظهرت فيها شخصية الصعاليك بطريقة متكررة. + +=== طريقة الإنتاج === + +لم يتحدث (شابلن) كثيرًا عن طريقته في صناعة الأفلام، مدعيًا أن ذلك بمثابة إفساد خدع وأحاييل الساحر. ولم يُعرف إلا القليل عن صناعته للأفلام أثناء حياته، ولكن أبحاث المتأخرين كشفت طريقته الفريدة بالعمل، خاصة نتائج (كيفن براونلو) و(ديفد جيل) التي عُرضت في فيلم وثائقي من ثلاث أجزاء بعام 1983، بعنون : “(شابلن) المجهول”. + +يُعتبر فيلم (الديكتاتور العظيم) هو أول أفلام (شابلن) التي استعمل فيها نصًا مكتوبًا للحديث، مستعملًا تقنية الصوت. كثير من أعماله الأولى كانت تدعمها بعض الفرضيات الغامضة مثل أن “(شابلن) لم يدخل أبدًا منتجعًا صحيًا” أو أنه “يعمل في دكان للرهانات”. بعدما شيّد شركته المساهمة للإنتاج، عمِل (شابلن) على تطوير أعماله لتتوافق غالبًا مع أفكاره الشخصية. ومع مناقشة أفكاره أو رفضها، كانت بنية السرد والقصة في الأفلام تتطلب أحيانًا إعادة تصوير وإنتاج بعض المشاهد التي تم تصويرها قبلًا حتى تتوافق مع القصة العامة. بداية من فيلم (امرأة من باريس)، بدأ (شابلن) طريقته في التصوير بعد إتمام القصة وتشكل التصور المسبق عن الفيلم، إلا أن (روبينسون) يقول بأنه حتى في أواخر أفلامه كان (شابلن) “يعدّل ويبدّل الكثير في القصة حتى تظهر بشكلها النهائي”. + +إنتاج الأفلام بهذه الطريقة يعني استغراق الكثير من الأوقات، أكثر بكثير من معاصريه من المخرجين في تلك الأثناء، لإتمام الفيلم. كثيرًا ما كان (شابلن) يوقف التصوير، لعدة أيام حتى، مع الحفاظ على استعداد الآلات للتصوير مرة أخرى عندما يرجع الإلهام. أمرٌ آخر كان يؤخر ظهور أفلام (شابلن) هو صرامته ورغبته الدائمة في بلوغ الكمال. وفقًا لصديقه (إيفور مونتاجو) : “لا شيء إلا الكمال المطلق” هو ما يرجوه في إخراجه للأفلام. وبوجود التمويل الخاص والحرية المطلقة في الإنتاج، كان يتسنى لـ(شابلن) أن يباشر التصوير وأن يوقفه في اللحظة التي يريد. وكانت رغبته بالكمال تجعله على سبيل المثال يقوم يتصوير أغلب مشاهد فيلمه (الطفل) أكثر من 53 مرة. ولإنتاج فيلمه (المهاجر)، وهو فيلم قصير من 20 دقيقة، استعمل شرائط أفلام بطول 40،000 قدم. + +“لم يسيطر أي مخرج آخر بشكل كامل على الفيلم كما كان (شابلن). كان كل زي في أفلامه يخيّط خصيصًا لأفلامه”. + +(ديفيد روبينسون)، كاتب سيرة (شابلن). +توصف طريقته في العمل بأنها “مثابرة حد الجنون”، لإنتاج الفيلم بطريقة كاملة. يقول (روبينسون) بأنه حتى وفي سنوات (شابلن) الأخيرة كان يواصل عمله ليكون “الأول في كل مجال، وعلى الجميع”. مزيجه من الكمال والارتجال في القصة - والذي كان يكلف الكثير من الأيام وآلاف الأقدام من شرائط التصوير المهدرة، والأموال المهدرة بطبيعة الحال - كانت تجعل (شابلن) يخرج عن طوره صابًا غضبه على الممثلين والطاقم المساعد. + +مارس (شابلن) سيطرته المطلقة على أفلامه، لدرجة أنه قد يقوم بتمثيل بعض أدوار الآخرين ليقوموا بتقليده بإحكام بعد ذلك. يقول بأنه قام بالتعديل على كل أفلامه، حتى تظهر بالطريقة التي يريدها هو. ونتيجة لتحكمه المطلق بإنتاجه للأفلام، وصفه المؤرخ السينمائي (أندرو ساريس) بأنه أول مخرج مؤلف في التاريخ. بطبيعة الحال، تلقى (شابلن) الكثير من المساعدة طوال مسيرته الطويلة في إنتاج الأفلام، خاصة من السينمائي (رولاند توثيوره)، أخيه (سيدني شابلن)، وكثير من المديرين المساعدين أمثال (هاري كروكر) و(تشارلز ريزنر). + +=== الأسلوب والثيمة العامة === + +بينما اشتهر أسلوب (شابلن) في التمثيل بأنه عبارة عن تهريج، كان فيه الكثير من الذكاء وضبط النفس، وصف المؤرخ السينمائي (فيليب كيمب) طريقته في العمل بأنها مزيج من “المهارة، الكوميديا الجسدية القائمة على وصف الواقع”. تباينت طريقة (شابلن) عن التهريج التقليدي عن طريق إبطاء وتيرة كل المشاهد الفكاهية، مع التركيز أكثر على تطوير العلاقات بين الشخصيات. على عكس التهريج التقليدي، يقول (روبينسون) بأن لحظات الكوميديا في أفلام (شابلن) لم تكن في ارتطام (الصعلوك) بالشجر، وإنما في رفعه لقبعته معتذرًا بعد ذلك. ويقول (دان كامين) بأن سلوكيات (شابلن) في التمثيل كانت “في خطورة تهريجه على سلامته” كانت أحد الجوانب الرئيسية في الكوميديا الخاصة به، في حين أن توظيف الكاميرا للخداع والسيريالية في الأشياء كانت إحدى سماته أيضًا. + +عادة ما اتبعت أفلام (شابلن) الصامتة جهودًا للـ(صعلوك) لأجل البقاء حيًا في العالم المعادي. كثيرًا ما يعاني من الفقر ومن المعاملة السيئة، ولكنه يبقى متفائلًا وأنيقًا ؛ متحديًا للوضع الاجتماعي، ساعيًا لأن يُنظر إليه كإنسان نبيل. كما يصف (شابلن) ذلك في 1925 بأن “بيت القصيد من (الصعلوك) بأنه مهما كانت الصرامة ضده، مهما نجح غيره في تمزيقه، سيبقى رجل به كرامة”. فيقوم (الصعلوك) بتحدي رموز السلطة، و”يقابل الإحسان بمثله”، مما يجعل (روبينسون) و(ليوفيتش) يريانه كواجهة للمحرومين في هذا العالم، تتمثل في كونها “الرجل المنقذ” لهم. ويلاحظ (هانسميير) بأن "أغلب أفلام (شابلن) تنتهي بـ(الصعلوك) بلا مأوى، يمشي وحيدًا متفائلًا .. في الغروب .. مواصلًا لحياته”. + +“ومن المفارقات أن المأساة تحفز روح السخرية .. السخرية، على ما أظن، هي موقف تحدٍ، ويجب أن نضحك في وجه كل نعجز عن موجهته حتى لا ينتهي بنا الأمر للجنون" + +(شابلن) شارحًا لجوئه للسخرية في ظل الظروف المأساوية +تطعيم القصة بالشفقة هو جانب معروف عن أعمال (شابلن)، تقول (آرشيه) بأنه يميل إلى “الخلط بين الضحك والدموع”. ترتسم العاطفة تجاه أفلامه كما يقول (ليوفيتش) بأنها تأتي من “فشل الشخصيات، قيود المجتمع، والكوارث الاقتصادية”. استلهم (شابلن) كثير من مآسي أفلامه من الواقع الذي عاصره، مثل (حمى البحث عن الذهب) 1925، كان مستوحىً من مصير حزب دونر. وقد قامت (كونستانس ب. كوريما) بتحديد الموضوعات الكامنة في أفلامه الكوميدية، مثل (حمى البحث عن الذهب) وفقدان (الطفل). فقد قام (شابلن) بالتطرق لكثير من القضايا المثيرة للجدل، مثل الهجرة في فيلمه (المهاجر) 1917، شرعية الأبناء في فيلمه (الطفل) 1921، تعاطي المخدرات في (شارع السهل) 1917. وقد كان غالبًا ما يعايش مثل هذه الموضوعات حتى يلد الكوميديا من وسط المعاناة. + +التعليق على الأحداث الاجتماعية كان أحد سمات أفلام (شابلن) من بدايته المهنية، كما أنه يقوم بتصوير المستضعفين بشيء من التعاطف، مسلطًا الأضواء على الصعوبات التي تواجه الفقراء. وقام في أوقات لاحقة بالتركيز على الأزمات الاقتصادية، شاعرًا بأنه ملزم لنشر آراؤه حول هذه الأزمات، بداية من عرض أفكاره السياسية بشكل علني في أفلامه. ففي فيلمه (العصر الحديث) 1936 يقوم بتصوير عمال المصانع في ظروف تعيسة، ويسخر من (أدول هتلر) و(بينيتو موسوليني) في فيلمه (الديكتاتور العظيم) 1940 منتهيًا بخطابه المعادي للقومية، وفي (مسيو فيردوكس) 1947 انتقد الحروب والرأسمالية، وهاجم المكارثية أخيرًا في فيلمه (ملك من نيويورك) 1957. + +تضمنت العديد من أفلام (شابلن) دمجًا لسيرته الذاتية، بل ويعتقد العالم النفسي (سيجموند فرويد) بأن “(شابلن) لم يمثّل إلا نفسه وسيرته الذاتية مع شبابه الكئيب”. ويُعتقد بأن فيلم (الطفل) كان انعكاسًا للصدمة التي واجهها (شابلن) عند إرساله إلى دار الأيتام، كما أن الشخصيات الرئيسية في فيلمه (الأضواء) 1952 كانت انعكاسًا لحياة والديه، وفي فيلمه (ملك من نيويورك) عكس تجربة (شابلن) مع العزلة التي فرضتها عليه الولايات المتحدة الأمريكية. فكثير من مشاهد الشوارع -بشكل خاص- كانت تشابه وبشدة لـ(كينجتون)، حيث نشأ وترعرع. ويعتقد (ستيفن م. ويسمان) بأن حالة والدة (شابلن) ومرضها كان لها تأثير كبير على أفلامه، من ناحية وضع الإناث واستماتة ورغبة (الصعلوك) الدائمة لإنقاذهم. + +يعتقد الباحث (جيرالد ماست) بأن الشكل العام لأفلام (شابلن) يتكون من ارتباطها ببعضها البعض بقوة، عن طريق توحيد الموضوع والإعداد، بدلًا من وجود قصة موحدة محكمة. بالعموم، فقد كانت أفلامه بسيطة واقتصادية، متضمنة لكثير من المشاهد المصورة وكأنها لم تُخلق إلا لخشبة المسرح. وقد قام المدير الفني (يوجين لوريه) بوصف نهج (شابلن) في التصوير بأن الأخير “لم يفكر في الصورة الفنية في تصويره، بل كان يعتقد بأن العمل الرئيسي لآلة التصوير هو التقاط تفاعلات الممثلين”. في سيرته الذاتية، كتب (شابلن) بأن “البساطة هي الأفضل .. التعديلات الكثيرة تبطئ العمل النهائي، وتجعله مملًا وغير سار .. لا ينبغي للكاميرا التدخل كثيرًا”. وقد كان نهجه هذا دافعًا لكثير من الانتقادات منذ الأربعينات، لكونها “قديمة الطراز”، في حين يرى الباحث السينمائي (ديفيد ماكافري) أن (شابلن) لم يفهم الأفلام تمامًا كوسيلة عرض. فيقول (كامين) بأن موهبة (شابلن) الكوميدية لم تكن كافية لتبقى بنفس تأثيرها على الإضحاك في الشاشة، إن تكن لديه “القدرة على التصوير بدرجة عادية الأداء”. + +=== التراكيب الموسيقية === + +كان (شابلن) شغوفًا بالموسيقى منذ نعومة أظافره، وقام بتعليم نفسه العزف على البيانو والكمان والتشيلو. واعتبر الخلفية الموسيقية للفيلم ضرورة لإنتاج أي فيلم، وقد أولى اهتمامًا أكبر لهذا الجانب ابتداءً من فيلمه (امرأة من باريس). ومع ظهور التقنية الملائمة، بدأ (شابلن) باستخدام الموسيقى التصويرية الأوركاسترالية -التي قام بتأليفها بنفسه- لفيلمه (أضواء المدينة) 1931. بعد ذلك قام بتأليف العشرات من الألحان والمعزوفات الموسيقية لجميع أفلامه، وبداية من الخمسينات حتى وفاته، كان يقوم بتضمين الموسيقى لجميع أفلامه القصيرة وتلميحاته الصامتة. + +نظرًا لأن (شابلن) لم يتعلم الموسيقى باحترافية -في معهد أو ما شابه-، فلم يكن قادرًا على قراءة النوتات الموسيقية، ومحتاجًا إلى مساعدة من بعض الملحنين المحترفين لإنتاج ألحانه، أمثال (ديفيد راسكن)، (ريمون راش)، و(إريك جيمس)، الذين عملوا مع (شابلن)لإنتاج فيلمه (العصر الحديث)، وأكد (شابلن) إبداعه ومشاركته الفعالة في التلحين. عملية التلحين هذه قد تستغرق شهورًا، بداية من توصيف (شابلن) للحن إلى الملحنين، عن طريق توصيفها بالغناء أو العزف المنفرد الارتجالي على البيانو، ومن ثم تطويرها بتعاون بين الملحنين و(شابلن). وفقًا للمؤرخ السينمائي (جيفري فانس)، فإنه “على الرغم من قصور (شابلن) في المعرفة الموسيقية، وقراءة النوتات، فإن الموسيقى النهائية لا تعتمد إلا بموافقة (شابلن) على النتيجة الأخيرة”. + +أنتجت تراكيب (شابلن) ثلاث أغانٍ شعبية. أغنية “ابتسم” التي قام بتأليفها بداية لفيلمه (العصر الحديث) 1936، ومن ثم تمت إضافة كلمات (جون تيرنز) و(جيفري بارسوند)، وبعد ذلك قام (نات كينغ كول) بغنائها في 1954. لفيلم (الأضواء) قام بتأليف “موضوع تيري” والتي غناها (جيمي يونغ) باسم “للأبد” في 1952. وأخيرًا، “هذه أغنيتي” التي غناها (باتولا كلارك) من فيلم (الكونتيسه من هونغ كونغ) 1957، والتي كانت الأغنية الأولى في المملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية الأخرى. كما تلقى (شابلن) جائزة الأوسكار للتأليف الموسيقي في فيلمه (الأضواء) بعد إعادة إطلاقه في عام 1973. + +كما أن هناك كوكبًا صغيرًا اكتشفه عالم الفلك السوفياتي (ليودميلا كرشكينا) في عام 1981، وأسماه (شابلن 3623). كما استخدمت شركة (آي بي إم) صورة (الصعلوك) في الثمانينات للإعلان عن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. وتميزت ذكرى ميلاد (شابلن) الـ100 في عام 1989 بتزامنها ع العديد من الأحداث في أنحاء العالم. كما أنتجت (غوغل) لبعض الرسومات المتحركة القصيرة، والتي تم عرضها في يوم 15 أبريل 2011، اليوم السابق لعيد ميلاده الـ122، وتم العرض في صفحتها الرئيسية بجميع أنحاء العالم. كما تقوم العديد من الدول، متوزعة على 6 قارات، بوضع صورة (شابلن) على طوابعها البريدية. + +وتُدار موروثات (شابلن) من قِبل (جمعية شابلن)، وهي شركة أسسها بعض أولاده، والتي تمتلك حقوق التأليف والنشر لصورته واسمه وأغلب أفلامه المنتجة بعد 1918. ومركزهم الرئيسي في الأرشفة المتواجد في (سينيتيكا دي بولونيا) يحتوي على 83630 صورة لـ(شابلن)، 118 من نصوصه وكتاباته، 976 من مخطوطاته المسرحية، 7756 من رسائله، وغيرها الآلاف من المستندات. أما أرشيفهم الصوري يضم أكثر من 10 آلاف صورة من مسيرته الفنية وحياته الشخصية، موجودة في متحف (دي الإليزيه في لوزان) في سويسرا. وقد أنشأ (المعهد البريطاني للأفلام) أيضًا (مؤسسة أبحاث تشارلز شابلن)، وكان أول (مؤتمر عالمي للأبحاث عن تشارلز تشابلن) في لندن يوليو 2005. + +=== شخصيات روائية === + +قام (ريتشارد أتينبورو) بإخراج فيلم عن سيرة (شابلن) الذاتية بعنون (تشابلن) والذي عُرض في 1992. كان الفيلم من بطولة (روبيرت داوني جونيور)، والذي رشح لجائزة أوسكار لأفضل ممثل على دوره هذا، وحصل أيضًا على (جائزة بافتا) لأفضل ممثل على أداؤه. كما أن شخصية (تشابلن) كانت في فيلم (مواء القطة) 2001، من بطولة (إدي آيزارد) وفيلم (حرب سكارليت أوهارا) 1980 من بطولة (كلايف ريفيل). كما عُرض مسلسل تلفزيوني عن طفولة (تشابلن) عام 1989، ورُشّح المسلسل لجائزة إيمي لأفضل مسلسل للأطفال. وكانت حياته المبكرة في لندن موضوعًا في 1970 لبرنامج (تومي ستيل) في قناة (بي بي سي)، بعنوان (البحث عن تشابلن)، وكان (تومي ستيل) ممثلًا ومغنيًا فيه. +وكانت حياة (تشابلن) في مرحلة الإنتاج ملهمة لعدد من الأعمال بعد ذلك. (توماس ميهان) و(كريستوف كورتيس) قاما بتأليف موسيقى بعنوان (الأضواء: قصة تشارلي تشابلن) والتي عُرضت أول مرة في مسرح (لا جولا) في سان دييغو عام 2010. تم تكييفها بـ(برودلي) ليتم عرضها بعد ذلك بسنتين تحت اسم (تشابلن - موسيقي). وقام بأداء (روبيرت مكلور) دور (تشابلن) في العرضين. في عام 2013، عُرضت مسرحيتين عن (تشابلن) في ؛ فنلندا (تشابلن في سفينسكا تيتيرن)، و(الصعلوك في مسرح تامبيري للعمال). (تشابلن) أيضًا كان الشخصية الأساسية في رواية (غيلين ديفيد غولد) والتي أصدرت عام 2009 بعنوان (الجانب المشمس)، والتي كانت عن حياته فترة الحرب العالمية الأولى. + +== جوائز وتقدير == + +تلقى (شابلن) العديد من الأوسمة والجوائز، خاصة في أواخر حياته. في (تكريم نيويورك) عام 1975، تم تكريمه بوسام (الفارس القائد للأكثر امتيازًا) من الإمبراطورية البريطانية. كما حاز على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي (أكسفورد) و(دورهام) في 1962. وفي عام 1965 فاز مناصفة مع (إنغمار برغمان) بـ(جائزة إراسموس)، وفي عام 1971 تم منحه (وسام الوطنية الفخري) من قبل الحكومة الفرنسة. +على صعيد الصناعة السينمائية، تلقى (تشابلن) في 1972 جائزة خاصة (الأسد الذهبي) في (مهرجان البندقية السينمائي). وفي نفس العام أيضًا تلقى جائزة الإنجاز على طول الحياة من (جمعية الأفلام في مركز لينكولن). ومنذ ذاك الحين قُدّمت هذه الجائزة سنويًا لصُنّاع الأفلام بعنوان (جائزة تشابلن). كما أعطيت نجمة لـ(تشابلن) على ممشى المشاهير في هوليوود عام 1970، بعد أن استبعدت سابقًا بسبب معتقداته السياسية. + +تلقى (تشابلن) ثلاث جوائز أوسكار ؛ الجائزة الفخرية لـ"براعته وعبقريته في التمثيل والكتابة والإخراج والإنتاج” في فيلم (السيرك) 1929، والجائزة الفخرية الثانية لـ”تأثيره العظيم في جعل السينما هي الفن لهذا العصر” في عام 1972، وجائزة “أفضل تقييم” في عام 1973 لفيلم (الأضواء)، مشتركة مع (راي راتش) و(لاري راسل). كما رُشح لجوائز (أفضل ممثل) و(أفضل سيناريو) و(أفضل فيلم) لفيلمه (الدكتاتور العظيم)، وترشح أيضًا في فيلمه (مسيو فيردوكس) لجائزة (أفضل سيناريو). + +وقد تما ختيار ستة من أفلامه لعملية الحفظ في السجل الوطني من قِبل مكتبة الكونغريس في الولايات المتحدة؛ (المهاجر) 1917، (الطفل) 1921، (حمى البحث عن الذهب) 1925، (أضواء المدينة) 1931، (العصر الحديث) 1936، و(الدكتاتور العظيم) 1940. + +== أبرز أفلامه == + +* (الطفل) 1921 +* (امرأة من باريس) 1923 +* (حمى البحث عن الذهب) 1925 +* (السيرك) 1928 +* (أضواء المدينة) 1931 +* (العصر الحديث) 1936 +* (الديكتاتور العظيم) 1940 +* (مسيو فيرودكس) 1947 +* (الأضواء) 1952 +* (ملك في نيويورك) 1957 +* (الكونتيسه من هونغ كونغ) 1967 '
حجم الصفحة الجديد (new_size)
109085
حجم الصفحة القديم (old_size)
22640
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta)
86445
السطور المضافة في التعديل (added_lines)
[ 0 => 'السير تشارلز سبينسير تشابلن، الشهير باسم (تشارلي تشابلن). ممثل إنجليزي كوميدي، منتج ومخرج سينمائي، اشتهر في حقبة الأفلام الصامتة. وُلد في يوم 17 أبريل 1889، وتوفي في 25 ديسمبر 1977. ويعرف العالم (تشارلي تشابلن) باختراعه شخصية (الصعلوك) في أفلامه، والتي تُعتبر واحدة من أهم الشخصيات في تاريخ السينما. امتدت مسيرته الفنية لأكثر من 75 عامًا، ابتدأها بحداثة سنه، في العصر الفيكتوري، وامتدت حتى قبيل مماته، وهو يبلغ من العمر 88 عامًا .. مسيرة حافلة بالفن والكوميديا، مليئة بالجدل.', 1 => 'يمكن تلخيص طفولة (تشارلي تشابلن) بكلمتين ؛ الفقر والمعاناة. فغياب والده عن المنزل، ومعاناة والدته الشديدة لتوفير لقمة العيش، قاما بإرساله إلى إصلاحية للأطفال مرتين قبل بلوغه التاسعة من العمر. وعند بلوغه الرابعة عشر من العمر، تم إرسال والدته إلى مصحة عقلية، قضت فيها ما تبقى لها من العمر. مما جعل (تشابلن) يبتدئ مسيرته الفنية في وقت مبكر بعض الشيء، متنقلًا بين القاعات الموسيقية، ومن ثم إلى العمل المسرحي الكوميدي. حتى انتهى به الحال إلى توقيع عقد مع شركة إنتاج مرموقة تُسمى (شركة فريد كارنو)، عندما كان بالتاسعة عشر من العمر، مما نقل حياته إلى الولايات الأمريكية المتحدة. وكان أول ظهور سينمائي لـ(تشابلن) بعام 1914، عندما قام بتصوير جزء من فيلم (صناعة الحياة)، والذي تم تصويره في (استيديوهات كيستون). بعد ذلك بفترة قصيرة، قدم (تشابلن) للعالم شخصية (الصعلوك)، والتي اكتسبت بدورها قبولًا وقاعدة جماهيرية كبيرة. واستمر (تشابلن) في تصوير أفلامه وإنتاجها تحت مظلة عديد من شركات الإنتاج السينمائية، مثل : (اسناي)، (ماتشوال)، والشركة (الوطنية الأولى). بحلول عام 1918، ذاع صيت (تشارلي تشابلن) وأضحى واحدًا من أكثر الشخصيات شهرة في العالم.', 2 => 'في عام 1919، شارك (تشابلن) في تأسيس شركة (اتحاد الفنانين) للتوزيع، والتي منحته التحكم المطلق في أفلامه. فكان أول إنتاجاته بعد ذلك فيلم “الطفل" (1921)، “امرأة في باريس” (1923)، “حمى البحث عن الذهب” (1925)، و”السيرك” (1928). مع بداية الثلاثينات من العقد العشرين، رفض (تشابلن) بشكل كامل التوجه إلى أفلام الصوت، وترك الأفلام الصامتة، رافضًا بشكل كامل حتى النقاش بهذا الشأن، وبالفعل قام بإنتاج عدد من الأفلام الصامتة، تعتبر بعضها من أشهر أفلامه الشخصية، مثل “أضواء المدينة” (1931)، “العصور الحديثة” (1936). ومع تزايد اهتمام (تشابلن) الملحوظ بالسياسة، قام تشابلن بإنتاج فيلمه الشهير “الديكتاتور العظيم” (1940)، والذي انتقد فيه الزعيم الألماني أدولف هتلر، قبيل الحرب العالمية. ومع بداية الأربعينات انخفضت شعبية (تشابلن) بشكل ملحوظ، نتيجة للجدل القائم حوله وحول شخصه. فقد تم توجيه العدد من الاتهامات إليه، منها اتهامه بالتعاطف مع الشيوعيين، وتم افتعال بعض القضايا، كقضايا أبوة، وقضايا الفارق العمري الكبير بينه وبين زوجاته. وبعد فترة من استلام مكتب التحقيقات الفيدرالية لملف (تشابلن) والاتهامات الموجهة إليه، تم إجبار (تشابلن) على ترك الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعله يتجه من منفاه إلى سويسرا حتى بقية حياته. في أواخر الأفلام التي أنتجها، تخلى عن شخصية (الصعلوك) التي لازمته في معظم أفلامه، وبشكل نهائي، فكانت أواخر أفلامه “الميسيو فيردوكس” (1947)، “الأضواء” (1952)، “ملك في نيويورك” (1957)، و”الكونتيسه من هونغ كونغ” (1967).', 3 => 'الحقيقة أن (تشارلي تشابلن) قام بإنتاج، وإخراج، وكتابة، وتحرير، وتأليف معظم الموسيقى والتفاصيل في أفلامه. واستقلاله المادي مكنه من فعل ذلك، ومن التعبير عن أفكاره وآراؤه الشخصية فيها، ومن قضاء عدة سنوات في تطوير وإنتاج الأفلام بالشكل الذي يتمناه. تتميز أفلامه بجمعها بين التهريج والعاطفة، فشخصية (الصعلوك) التي اشتهر بها تتميز بمعاناتها المتواصلة ونضالها المستمر ضد المصاعب. كما ضمَّن أفلامه بالعديد من المواضيع الاجتماعية والسياسية، وبشيء من سيرته الذاتية. في عام 1972، وكشيء من تجديد التقدير والامتنان لإنتاجاته الفنية، تم منح (تشابلن) جائزة الأوسكار الفخرية “لعظمة تأثيره في جعل السينما هي الفن الأساسي لهذا العصر”.', 4 => 'سيرته الذاتية', 5 => '== بداياته (1889-1913) ==', 6 => '=== الطفولة الشاقة ===', 7 => 'وُلد (تشارلز سبينسر شابلن) في يوم 16 أبريل 1889. وكان الابن الوحيد للمغنيين (تشارلز شابلن الأب) و(هانا هيل). لا يوجد أي تأكيد رسمي عن تفاصيل ولادته، ولكن (شابلن) يعتقد بأنه وُلد بالشارع الشرقي في (والوورث) بجنوب (لندن). تزوج والداه قبيل ولادته بأربع سنوات، وكان (تشارلز الأب) يرعى ابن (هانا) غير الشرعي (سيدني جون). في الوقت الذي كان فيه كلا والديه من فناني القاعات الموسيقية، بالنسبة لوالدته (هانا) فقد كانت مسيرتها الفنية قصيرة جدًا، ولم تتسم بالنجاح، على الجهة الأخرى كان والده (تشارلز الأب) مغنيًا مشهورًا. لم يدم زواج والديه كثيرًا، فقد تم طلاقهما في عام 1981. وفي عام 1982، أنجبت (هانا) ابنها الثالث (جورج)، وكان ابنًا غير شرعي لأحد فناني القاعات الموسيقية، اسمه (ليو درايدن). ولكن (درايدن) قام بأخذ الطفل من والدته بعد ستة أشهر، ولم يكن جزءًآ من حياة (شابلن) لثلاثين عامًا بعدها.', 8 => 'يعبر كاتب سيرة (شابلن) الذاتية السيد (ديفيد روبينسون) عنها بأنها “أكثر قصص النجاح والتحول من الفقر إلى الثراء إثارة”. فقد أمضى (شابلن) طفولته مع والدته وشقيقه (سيدني) في حي (كيننجتون) بلندن، ولم يكن لهم أي مصدر دخل غير الحياكة والتمريض التي كانت تزاولهما والدتهما من فترة لأخرى، بينما لم يقدم لهم (شابلن الأب) أي مساعدة بعدما تركهم. وإذعانًا لتدهور الحالة المادية، تم إرسال (شابلن) إلى الإصلاحية للمرة الأولى عندما كان بالسابعة من عمره. ثم قامت الإصلاحية بعد ذلك بإرساله إلى (مدرسة لندن المركزية للفقراء المعدمين)، والتي يصفها (شابلن) بأنها “كيان اليأس”. لم يدم ذاك الحال لأكثر من 18 شهرًا، حتى تمت إعادته إلى والدته بعد ذلك، حتى تم إرسالها هي إلى المصحة العقلية في يوليو 1898، وتبعًا لذلك تم إرسال الشقيقين إلى (مدارس نوروود)، مؤسسة أخرى للأطفال الفقراء المعدمين.', 9 => 'يقول (تشابلن) : “كنت بالكاد على بينة بالأزمة، لأننا كنا نعيش في حياة من الأزمات المتتالية”.', 10 => 'في شهر سبتمبر من عام 1898، أُرسلت والدة (شابلن) مرة أخرى إلى مصحة عقلية تُسمى (تل القصب)، نتيجة لتطور الهوس الناتج عن مرض الزهري وسوء التغذية. في خلال الشهرين التي مكثتهما (هانا) بالمصحة، أُرسل (شابلن) وأخاه (سيدني) إلى والدهما الذي لم يعرفاه منذ الطفولة. وكان (شابلن الأب) مدمنًا على الكحول، مما جعل حياتهما معه مريعة إلى الدرجة التي جعلتهما ينتهيان إلى (الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال). توفي والد (شابلن) بعد ذلك بعاملين، عن عمرٍ يناهز الـ38 نتيجة إصابته بمرض تليف الكبد.', 11 => 'تحسنت صحة (هانا) بعد فترة، وخرجت من المصحة العقلية، إلا أنه اشتد عليها ثانية في مايو 1903. فقام (شابلن) بأخذها إلى المستشفى، وكان بالرابعة عشر، ومنه تم إرسالها إلى المصحة العقلية ذاتها مرة أخرى. عاش (شابلن) مرحلة جديدة وصعبة من حياته، لا يشغل باله فيها إلا بحثه عن لقمة العيش وعن مكان للمبيت والنوم، زاد الأمر صعوبة عندما رجع أخوه من البحرية التي التحق بها قبل عامين، مما اضطره إلى تدبير شؤون أخيه بالإضافة إلى شؤونه الشخصية. تم إطلاق سراح (هانا) من المصحة العقلية بعد ثمانية شهور، ولكن المرض عاد إليها في 1905، وبشكل دائم هذه المرة. يصف (شابلن) ذلك فيقول : “لم يكن هناك ما يمكن فعله حيال ذلك إلا تقبل مصير الأم الفقيرة”. وبقيت (هانا) في المصحة العقلية، حتى وفاتها عام 1928.', 12 => 'الفنان الشاب', 13 => 'بداية علاقة (شابلن) بالمسرح كانت في الفترة الزمينة بين وجوده في مدرسة الفقراء وفترة دخول والدته إلى المصحة العقلية. ويُذكر بأنه اعتلى المسرح للمرة الأولى كهاوٍ عندما كان بالخامسة من عمره، بعدما ضج الجمهور لفقرة غنائية سيئة قامت بها والدته (هانا) في (ألدرشوت). كان تلك المرة حدثًا استثنائيًا ولم تتكرر، ولكن والدته ارتأت فيه شيئًا من الموهبة وقامت بتنميتها فيه، يقول (شابلن) : “أنها كانت تغرس فيه حسًا بأن لديه نوعًا فريدًا من الموهبة”. وببلوغه للتاسعة من عمره، وبمساعدة من والده وبعض معارفه، اشترك (شابلن) في فرقة رقص شعبية تحمل اسم (فرسان لانكشاير الثمانية)، والتي جالت بع قاعات الموسيقى الإنجليزية طوال عامي 1899 و1900. وعلى الرغم من عمل (شابلن) الدؤوب والجاد، وبالرغم من شهرته بين الجماهيره واستحسانهم له، إلا أنه لم يكن راضيًا عن الرقص، واستمر في رغبته بالتمثيل الكوميدي.', 14 => 'في فترة عمل (شابلن) مع (فتيان لانكشاير الثمانية)، حرصت والدته على انتظامه في التعليم وحضور المدرسة، إلا أنه ترك المدرسة بشكل نهائي عندما كان بالثالثة عشر من عمره. وكان وقتها يعمل بأكثر من وظيفة ليؤمن الحياة اللازمة، مع ازدياد أمله كل يوم في أن يكون ممثلًا كوميديًا بيوم من الأيام. عندما بلغ الرابعة عشر من عمره، وبعد وقت قصير من الأزمة التي حلّت بوالدته، سجّل (شابلن) لدى وكالة مسرحية في (ويست إيند) في (لندن). التمس مدير الوكالة بعضًا من الموهبة في (شابلن)، فأعطاه على الفور أول أدواره في مسرحية (رومانسية الكوكاين) لـ(هاري ساينسباري). افتتحت المسرحية في شهر يوليو من عام 1903، وكان (شابلن) يؤدي فيها دور موزع الصحف، إلا أن المسرحية لم تكلل بالنجاح، مما سبّب في إغلاقها بعد أسبوعين فقط. بعد ذلك بفترة قصيرة، أمّن (ساينسباري) لـ(شابلن) دورًا ثانويًا في مسرحية (شيرلوك هولمز) لـ(تشارلز فروهمان)، فأدى (شابلن) دور الصبي (بيلي) في ثلاث جولات إقليمية للمسرحية. وكان أداؤه مميزًا للدرجة التي سببت في دعوته إلى (لندن) لأداء الدور ذاته جنبًا إلى جنب مع (ويليام جيليت)، الممثل الأصلي لشخصية (شيرلوك هولمز). و“كانت كالبشرى من السماء” كما يصفها (شابلن). عندما بلغ الشادشة عشر من عمره، تألق (شابلن) في مسرحية (الدوق يورك) التي عرضتها (ويست إيند) من أكتوبر إلى ديسمبر من عام 1905. وبعد ذلك قام بجولة إقليمية أخرى لمسرحية (شيرلوك هولمز) في أوائل 1906، ثم اعتزل التمثيل المسرحي بعد ذلك، راسمًا نهاية مسيرة سنتين ونصف كممثل مسرحي.', 15 => 'الكوميديا والاستعراض المسرحي', 16 => false, 17 => 'لم يمض الكثير من الوقت حتى وجد (شابلن) عملًا مع شركة إنتاجية جديدة، التي عينته هو وشقيقه - الذي امتهن التمثيل في وقت سابق أيضًا - في مسرحية كوميدية قصيرة تحمل اسم (إصلاح). في مايوم 1906، انضم (شابلن) إلى (سيرك كيسي) وقدم فيه فقرة كوميدية شعبية، عبارة عن قصص تهريج، والتي بدورها نالت قبولًا لدى الجماهير، مما جعله نجم العرض بعد فترة قصيرة. في الوقت الذي أنهى فيه السيرك جولته (يوليو 1907)، كان (شابلن) البالغ من العمر 18 سنة، ممثلًا كوميديًا متألقًا بحق. حاول بعد ذلك أن يقوم ببعض الأعمال بشكل منفرد، إلا أن تلك التجربة كانت قصيرة وتتسم بالفشل.', 18 => 'في تلك الأثناء، انضم شقيقه (سيدني شابلن) إلى شركة الإنتاج المرموقة (فريد كارنو) الكوميدية. وفي عام 1908، أي بعد سنتين من انضمام (سيدني) إلى الشركة، أضحى الشقيق واحدًا من فنانيهم الأساسيين. في فبراير، تمكن من تأمين تجربة أداء لأخيه الأصغر. كان (كارنو) في البداية مترددًا بعض الشيء حول قبول (تشارلز شابلن)، فقد كان يعتبر (شابلن) “شاحبًا، سقيمًا، متجهم المنظر”، كما وصفه أيضًا بأنه “يبدو خجولًا جدًا لأداء أي عرض مسرحي جيد”. لكن (تشارلز شابلن) وفي أول عروضه كان ملحوظًا ببراعة أداؤه، وكان ذلك في (مدرج لندن)، الشيء الذي جعل شركة الإنتاج تتحرك سريعًا لتوقيع عقد معه. بدأ (شابلن) بأداء سلسلة من الأدوار القصيرة والثانوية، حتى عام 1909 عندما استلم أول دور رئيسي له. وفي أبريل 1910، قام بأداء الدور الرئيسي في مسرحية (جيمي الذي لا يخاف)، وكان ناجحًا ومتقنًا في أداؤه للدرجة التي جعلت الصحافة توليه اهتمامًا كبيرًا.', 19 => 'قام (كارنو) بعد ذلك باختيار نجمه الجديد (شابلن) للانضمام إلى الفرقة التي ستقوم بجولة استعراضية مسرحية في أمريكا الشمالية. ترأّس الممثل الكوميدي الشاب العرض، وأُعجب به الجماهير والنقاد، وتم وصفه من قِبَل أحد النقاد بأنه “واحد من أفضل من شهدتهم الأرض في التمثيل الإيمائي”. وكان له دورًا ناجحًا يقوم به يُسمى “تضخم الثمالة”، يقوم فيه بدور رجل بلغت منه الثمالة أو السُّكر مبلغها، وكانت هذه الشخصية بعد ذلك إحدى بصماته في المسرح الإيمائي. استمرت الجولة واحدًا وعشرين شهرًا، وعادت الفرقة بعد ذلك إلى إنجلترا في يونيو. يقول (شابلن) بأنه “انتابه شعور بالقلق من العودة، والغرق مرة أخرى في حالة الاكتئاب”، وهذا ما يبرر سعادته ببداية الجولة التالية في أكتوبر.', 20 => 'بداية التصوير السينمائي والأفلام (1914-1917)', 21 => false, 22 => '=== استيديوهات (كييستون) ===', 23 => false, 24 => 'بعد نهاية الستة أشهر التي قضاها (شابلن) في جولته الاستعراضية، تلقى دعوة للانضمام إلى (شركة نيويورك للصور المتحركة). وكانت السمعة التي وصلت للشركة عن (شابلن) بأنه قد يعوّض (فريد ماسي)، نجم (استيديوهات كيستون) الذي يعتزم تركها. ورغم تردد (شابلن) في البداية إلا أن فكرة العمل في الأفلام والسينما راقت له في النهاية، “كما أن التجربة هذه تعني البداية في حياة جديدة”. في سبتمبر 1913، التقى (شابلن) بموكلي الشركة، واتفق معها على عقد بقيمة 150 دولار أسبوعيًا.', 25 => 'وصل (شابلن) إلى المركز الرئيسي لـ(استيديوهات كييستون) في (لوس أنجلوس)، بأوائل ديسمبر 1913. مع بداية المسيرة أعلن مديره (مارك سينيت) عن أن (شابلن) ذو الأربع وعشرين عامًا بدا صغيرًا جدًا. ولم يتم توكيل أي دور إلى (شابلن) في الأفلام حتى أواخر يناير، وهي الفترة التي استغلها (شابلن) لتعلم الحرفة وصناعة الأفلام. وكانت المرة الأولى التي سُمِح له بالتمثيل في يوم 2 فبراير 1914. في ثاني ظهور له أمام الكاميرا، أُعطيَ (شابلن) حرية اختيار ملابسه التي سيظهر بها في الفيلم. وصف (شابلن) تلك اللحظات في سيرته الذاتية بالكلمات التالية:', 26 => false, 27 => '“أردت أن يبدو المنظر متناقضًا في كل شيء ؛ البنطال الفضفاض، المعطف الضيق، القبعة الصغيرة والأحذية الكبيرة … وأضفت شاربًا صغيرًا، والذي من شأنه أن يضيف المزيد من العمر، دون أن يخفي تعابير الوجه. لم يكن لدي أي فكرة عن الشخصية في البداية، ولكن في اللحظة التي أكملت فيها هذه التشكيلة من الملابس وبعد إضافة المساحيق والمكياج، شعرت بأنني ذاك الشخص الذي صار وتشكل بعد ذلك. وبدأت بالتعرف إليه مع مرور الوقت، وبعد خروجي إلى المسرح اكتمل تكوُّن الشخصية"', 28 => false, 29 => 'كان اختراع شخصية (الصعلوك) كما عُرفت بعد ذلك، من أجل فيلم (مأزق مابل الغريب)، ولكنها خرجت للجماهير للمرة الأولى في فيلم (سباق سيارات الأطفال في جزر البندقية)، والذي صدر قبل (مأزق مابل الغريب) بيومين. اعتمد (شابلن) هذه الشخصية الجديدة لأفكار أفلام جديدة، في محاولة للخروج بأفلام يظهر فيها بدورٍ رئيسي، إلا أن الإدارة رفضت هذه الأفكار. وفي أثناء تصويره لفيلمه الحادي عشر (مابل على العجلة) تشاجر مع المخرج (مابل نورماند)، مما تسبب في طرده بعد ذلك. إلا أن (سينيت) أبقى على (شابلن) بعدما وصلته العديد من المعاريض تدعوه إلى إبقاء (شابلن) والسماح له بتقديم أفلامه الخاصة. وتم السماح لـ(شابلن) بإدارة وإخراج أفلامه الخاصة، بعدما وعد الأخير بدفع 1500 دولار للشركة حال فشله.', 30 => false, 31 => 'تم إصدار أول فيلم لـ(شابلن) كمخرج في 4 مايو 1914، تحت مسمى (قُبِض عليه تحت المطر)، وكان ناجحًا جدًا. وقام بعد ذلك بإخراج أغلب الأفلام القصيرة التي أنتجها لـ(كييستون)، بمعدل حوالي فيلم للأسبوع، وهي الفترة التي تذكر لاحقًا بأنها الفترة الأكثر إثارة في مسيرته. أفلام (شابلن) جُعلت في قالب كوميدي أبطأ من الشكل التقليدي الهزلي لأفلام (كييستون)، وجعل لنفسه بها قاعدة جماهيرية كبيرة. في نوفمبر 1914، حصل (شابلن) على أول دور مساعد في فيلم طويل، وكان ذلك في فيلم (ثقب الرومانسية عند تيلي) من إخراج وبطولة (ماري سينيت دريسلر)، والذي حقق بدوره نجاحًا تجاريًا وزادت بسببه شعبية (شابلن) أكثر. في نهاية السنة، وعند مراجعة عقد (شابلن) للتجديد، طلب (شابلن) 1000 دولار أسبوعيًا، المبلغ الذي رفضه (سينيت) لأنه وجده ضخمًا جدًا.', 32 => false, 33 => '=== استيديوهات (اسناي) ===', 34 => false, 35 => 'أرسلت (شركة اسناي لصناعة الأفلام) عرضًا لـ(شابلن) بقيمة 1250 دولار للأسبوع، مع مكافأة توقيع تقدر بـ10,000 دولار. فانضم (شابلن) إلى الاستيديو في أواخر ديسمبر 1914، حيث بدأ بتشكيل شركة مساهمة تتكون من ممثلين عاديين، من ضمنهم (ليو وايت)، (بود جاميسون)، (بادي ماكغوير) و(بيلي آرمسترونغ). وسرعان ما انضمت لهم الممثلة القديرة (إدنا بورفيانس)، والتي التقى بها (شابلن) في أحد المقاهى وقام بتعيينها نظرًا لحسنها وجمالها. فظهرت بعد ذلك في 35 فيلمًا مع (شابلن) خلال ثمانية سنوات متواصلة، ووُجدت بينها وبين (شابلن) علاقة غرامية استمرت حتى 1917.', 36 => false, 37 => 'أكد (شابلن) للجميع بأن أفلامه على قدر عالٍ من الدقة والجودة، وبدأ ببذل المزيد من الوقت والجهد لكل فيلم. كان هناك شهر واحد كفاصل زمني بين فيلمه الثاني (ليلة خارجًا) والثالث (البطل). وتم إنتاج السبعة الأفلام الأخيرة، من الأفلام الـ14 التي أنتجها مع (اسناي)، بنفس هذه الوتيرة البطيئة نسبيًا. كما أضاف بعضًا من التعديلات على الشخصية التي يلعبها، والتي كانت قد رُفضت سابقًا عندما عمِل مع (كييستون)، بسبب أن الرؤساء هناك ارتأوها “غير معقولة” أو “غير عادية” ولا تستحق العرض. فأصبحت شخصية (الصعلوك) أكثر رومانسية ونعومة مع الوقت، وتم اعتبار أبريل 1915 كنقطة تحول للشخصية الكوميدية. فكانت الشخصية -مثلًا- متعاطفة وبائسة في فيلم (المصرف) أكثر من غيره من الأفلام، نظرًا للنهاية الحزينة التي جعلها (شابلن) للفيلم. كل هذه التطويرات جعلت (روبينسون) يصف هذه المرحلة بأنها تطورًا عامًا للأفلام الكوميدية، وبأنها المرحلة التي ابتدأ في النقاد بتقدير (شابلن) وأعماله بشكل أكثر جدية. فكتب الناقد المتخصص في الأفلام (سيمون لووفيش) في (اسناي) بأنه “وجد كثيرًا من الحلول في عالم (الصعلوك) لمشاكل العالم ومواضيعه”.', 38 => false, 39 => 'بحلول عام 1915، أضحى (شابلن) ظاهرة ثقافية. فضجت المحلات التجارية بالسلع التي ترتبط به، كما تم إصدار نسخة منه كرسوم كرتونية، وكقصص مصورة، وكُتبت عنه العديد من الأغاني. في شهر يوليو، وصف ذلك صحفي في مجلة (موشن بيكتشارز) بأن “الشابلنية” - مشتقة من شابلن - قد انتشرت في جميع أنحاء أمريكا. وازدهرت سمعة (شابلن) بين الناس، وذاع صيته، وصار أكبر نجوم صناعة السينما في العالم. عندما انتهى عقده مع (اسناي) في ديسمبر 1915، وعلى وعيٍ تام بشعبيته المتزايدة، طلب (شابلن) 150,000 دولار كمنحة لتوقيع عقده الجديد. وتلقى في نفس الوقت عددًا كبيرًا من العروض، من بينهم (يونيفيرسال)، (فوكس)، (فيتاغراف)، إلا أن أفضل العروض كان من شركة (ماتشوال)و والتي عرضت عليه 10,000 دولار أسبوعيًا.', 40 => false, 41 => '=== استيديوهات (ماتشوال) ===', 42 => false, 43 => 'تم التفاوض على العقد الجديد الذي يربط (شابلن) بشركة (ماتشوال)، وتم الاتفاق على مبلغ 670,000 دولار سنويًا، والتي وصفتها (روبينسون) خادمة (شابلن)، عندما كانت بالسادسة والعشرين، بأنها أحد أعلى الأجور في العالم. انتشر خبر الأجر العالي الذي يتلقاه (شابلن) على مستوى العالم، الخبر الذي صدم الجماهير بدوره. مما دفع السيد (جون ر. فريولر)، مدير الشركة، إلى التصريح بأنه “بمقدور الشركة أن تدفع للسيد (شابلن) مثل هذا المبلغ الكبير سنويًا، لأن الجماهير ستدفع لمشاهدة (شابلن)، وستأتي لمشاهدته”. ', 44 => 'أعطت شركة (ماتشوال) لـ(شابلن) استيديو خاص في (لوس أنجلوس)، للعمل به، والذي تم افتتاحه في مارس 1916. وقام الأخير بالتعاقد مع ممثلين رئيسيين إلى شركته الصغيرة المساهمة، هما؛ (ألبرت أوستن) و (إيريك كامبل)، وأنتج معهما سلسلة أفلام هي ؛ (الماشي على الأرض)، (الإطفائي)، (المتشرد)، (الواحدة صباحًا) و (الكونت). وقام أيضًا بالتعاقد مع الممثل (هاري بيرغمان)، والذي استمر في عمله مع (شابلن) لمدة 30 عامًا، لإنتاج فيلم (مكتب الرهانات). وبالفيلمين (وراء الشاشة) و (حلبة التزلج) أنهى بذلك (شابلن) إنتاجاته لعام 1916. كان عقد (شابلن) مع شركة (ماتشوال) ينص على إنتاج الأخير لفيلم واحد كل أسبوعين على الأقل، وهو ما قام (شابلن) بتحقيقه والحفاظ عليه. ومع بداية السنة الجديدة 1917، بدأ (شابلن) بقضاء المزيد من الوقت في إنتاج أفلامه، فأنتج في أول عشرة أشهر من 4 أفلام فقط للشركة ؛ (الشارع السهل)، (العلاج)، (المهاجر) و (المغامر) أخيرًا. تعتبر هذه الأربعة أفلام من بين أفضل أعماله، واعتبر (شابلن) هذه الفترة أيضًا بأنها الأسعد في مسيرته الفنية.', 45 => false, 46 => 'هوجم (شابلن) في تلك الفترة من قبل الصحافة البريطانية لعدم مشاركته في الحرب العالمية الأولى. ودافع (شابلن) عن نفسه كثيرًا، بأنه لم يتم استدعاؤه للدفاع عن (بطريطانيا) ولا حتى (الولايات المتحدة الأمريكية) بالرغم من أنه قد عرض خدماته على كلا الدولتين، إلا أنه لم يتم استعاؤه رغم ذلك. وعلى الرغم من ذلك فقد كانت أعماله تروق للجنود والمحاربين لكلا البلدتين، واستمرت شعبيته أيضًا في النمو يومًا بعد يوم.', 47 => false, 48 => 'ذكرت صحيفة (هاربر الأسبوعية) بأن اسم (شابلن) كان “لغة مشتركة في كل البلاد تقريبًا”، وأن شخصية (الصعلوك) أضحت “مألوفة عالميًا”. ففي عام 1917، ونظرًا لازدياد المقلدين لـ(شابلن) مهنيًا، بدأ الأخير في بعض الاجراءات القانونية التي تجعل له حقوق التصرف في شخصيته الشهيرة. وذكرت بعض الصحف بأن نسبة تسعة من كل عشرة رجال حضروا الحفلات التنكرية وحفلات الأزياء في تلك الفترة، كانوا يقومون بتقليد شخصية (الصعلوك). وفي نفس العام، ذكرت دراسة أجرتها (جمعية بوسطن للأبحاث العقلية) بأن (شابلن) صار “هاجسًا لأمريكا”. وكتبت الممثلة (مينني ماديرن فيسك) بأن “عددًا متزايدًا من المثقفين، ومن أهل الفن، يعتبرون المهرج الإنجليزي الشاب (شارلي شابلن) فنانًا غير عادي، فضلًا عن عبقري هزلي”.', 49 => false, 50 => '=== الشركة (الوطنية الأولى) (1918-1922) ===', 51 => false, 52 => 'نظرًا للمعدل المنخفض لإنتاج (شابلن) والذي لم يرق بدوره لشركة (ماتشوال)، قامت الأخيرة بفسخ عقدها مع الممثل الكوميدي بشكل ودي. كان هم (شابلن) الأول والأخير في تلك الفترة هو إيجاد شركة إنتاج تضمن له استقلاليته، وصرح شقيقه ومدير أعماله (سيدني شابلن) للصحافة بأنه “[يجب] أن يُمنح (شابلن) كل الوقت اللازم وجميع الموارد والأموال التي يحتاجها لإنتاج [الأفلام] بالطريقة التي تناسبه .. وبأنه يجب التركيز على نوعية الإنتاج وليس كميته”. وفي يونيو من عام 1917، أبرم (شابلن) عقدًا مع الشركة (الوطنية الأولى) لينتج ثمانية أفلام بمقابل مليون دولار. واختار (شابلن) هذه المرة أن يقوم بإنتاج الاستيديو الخاص به، بأحدث مرافق إنتاجية، وكان ذاك الاستيديو يبعد حوالي خمسة أراضي عن حي (سنسيت) في (لوس أنجلوس). وتم إنهاء الاستيديو في يناير 1918، وأعطيت الحرية الكاملة لـ(شابلن) لينتج أفلامه بالطريقة التي تناسبه.', 53 => false, 54 => 'صدرت أول أعماله بموجب العقد الجديد بعد ذلك في أبريل 1918، وكان بذلك فيلمه الشهير (حياة كلب)، ووُصف العمل من قِبل (لويس دوليك) بأنه “أول عمل سينمائي فني كامل". بدأ اهتمام (شابلن) بعد ذلك في بناء قصة أفضل للأفلام، ومعالجة شخصية (الصعلوك) من وصفها بأنها “نوع من التهريج”. قام (شابلن) بعد ذلك بجولته الاستعراضية الثالثة، لمدة شهر واحد، والتي جعل ريعها لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. أنتج بعد ذلك فيلمًا دعائيًا قصيرًا، أسماه (الرابطة)، وتبرع بأرباحه للحكومة الأمريكية. كان إنتاج (شابلن) التالي معتمدًا على الحروب في أسلوبه، أطلق على الفيلم اسم (كتف الجندي)، وجعل (الصعلوك) جنديًا يحارب ويعبر الخنادق. حذره بعض المساعدين من استعمال الحروب في الكوميديا، ، لكنه تجاهل التحذيرات، وقال بأنه “سواءً كان خطرًا أم لم يكن، أنا متحمس للفكرة”. فأمضى بذلك أربعة أشهر في إنتاج فيلم بمدة 45 دقيقة، وصدر الفيلم بعد ذلك في أكتوبر 1918، وحقق نجاحًا كبيرًا.', 55 => false, 56 => '=== اتحاد الفنانين، (ميلدريد هاريس)، و(الطفل) ===', 57 => false, 58 => 'بعد إنتاجه لفيلم (كتف الجندي)، طلب (شابلن) مزيدًا من الدعم المادي من شركة (الوطنية الأولى)، والتي رفضت طلبه بدورها، مما أصابه بالإحباط من عدم اهتمام الشركة بجودة الإنتاج، وبالقلق من بعض الشائعات التي تربط بين الشركة و (مشاهير لاعبي لاسكي) وإمكانية اندماجهم، فاتجه (شابلن) مع (دوغلاس فيربانكس)، (ماري بيكفورد) و (د. و. جريفيث) إلى إنتاج شركة توزيع جديدة، وكانت بذلك (اتحاد الفنانين) في يناير 1919. كانت الشراكة الجديدة بمثابة ثورة في صناعة الأفلام، ومكّنت الشركاء الأربعة - وكانوا كلهم في غاية الإبداع - من تمويل أفلامهم وكامل التحكم بمجرياتها. كان (شابلن) حريصًا على بدء مسيرته في الإنتاج مع الشركة الجديدة، وحاول لأكثر من مرة أن يشتري عقده من شركة (الوطنية الأولى)، إلا أن طلبه قوبل بالرفض مرارًا، وأصرت الشركة على استكماله ما تبقى له من عقده القديم، وإنتاج الأفلام الستة المتبقية له في عقده معهم.', 59 => false, 60 => 'قبيل انتاجه لشركته الجديدة (اتحاد الفنانين)، تزوج (شابلن) وللمرة الأولى، من الممثلة (ميلدرين هاريس) البالغة من العمر 17 عامًا، في (لوس أنجلوس) في سبتمبر 1918، بعدما كاشفته بعد ذلك بشأن حملها لطفله، ليكتشف بعد ذلك بفترة وجيزة أن خبر حملها لطفله لم يكن صحيحًا. بطبيعة الحال لم يكن (شابلن) راضيًا عن تلك الزيجة، وشعر بأنها تحد من إبداعه في الإنتاج، مبررًا ذلك بكفاحه لإنتاج فيلم (الجانب المشمس) بطريقة لائقة. في تلك الأثناء حملت (هاريس) بطريقة شرعية من زواجها، وفي يوم 7 يوليو 1919 وضعت مولودها، وابن (شابلن) الأول. وُلد (نورمان سبينسر شابلن)، كما أسمياه لاحقًا، غير مكتمل البنية، وتوفي بعد ذلك بثلاثة أيام. وانتهت تلك الزيجة في أبريل 1920، وبرر (شابلن) ذلك في سيرته الذاتية بأنهما كانا “نيرًا متناقضًا”.', 61 => false, 62 => 'كان لفقدان الطفل أثر على أعمال (شابلن) المقبلة، فقام بتكييف شخصية (الصعلوك) للتناسب مع طفل صغير. وكان يتمنى بهذا العمل أن يخرج بمنتج أكثر من كوميدي، وكما صرح (لوفيش) بعد ذلك، بأن (شابلن) “صنع بصمة عن عالمه المتغير”. بدأ تصوير فيلم (الطفل) في أغسطس 1919، بالاشتراك مع (جاكي كوغان) البالغ من العمر أربع سنوات فقط، وجعل منه نجمًا بعد ذلك. وأوقف تصوير الفيلم في فترة إنتاجه لبعض الوقت، ليقوم بإنتاج فيلم (ممتعة يوم واحد)، وذلك لاسترضاء شركة (الوطنية الأولى). ثكانت فترة إنتاج فيلم (الطفل) مجملة حوالي تسعة أشهر، وانتهى منه في يوليو 1920، وكانت مدة الفيلم حوالي 68 دقيقة، مما جعل الفيلم بعد ذلك أطول إنتاجات (شابلن) حتى اللحظة. يتعامل (شابلن) والطفل في الفيلم مع قضية الفقر والحاجة، وانفصال الطفل عن والديه الحقيقيين، فيمزج في الفيلم قصته مع طفله غير المكتمل وقصة طفولته القاسية، وكان الفيلم بذلك مزيجًا من الدراما والكوميديا. وتم عرض الفيلم في يناير 1921، وحقق نجاحًا لا مثيل له، وتم عرضه في أكثر من 50 دولة بحلول 1924.', 63 => false, 64 => 'قضى (شابلن) في فيلمه التالي (الفصل الفارغ) مدة خمسة أشهر، والذي صدر في سبتمبر 1921، وعاد (شابلن) بعد ذلك إلى (إنجلترا) للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريبًا. وفي سبيل الخلاص من عقده الذي يربطه بشركة (الوطنية الأولى) قام بإنتاج فيلم (يوم الدفع) والذي تم إصداره في فبراير 1922، ثم أنتج فيلم (الحاج)، آخر أفلامه القصيرة، والذي تأخر صدوره لعام تقريبًا بسبب بعض الخلافات مع شركة الإنتاج.', 65 => false, 66 => false, 67 => '== فترة الأفلام الصامتة (1923-1938) ==', 68 => false, 69 => '=== (امرأة من باريس) و(حمى البحث عن الذهب) ===', 70 => false, 71 => 'بعد أن تحرر (شابلن) من عقده مع شركة (الوطنية الأولى)، بدأ في العمل ولأول مرة بطريقة مستقلة. في نوفمبر 1922، بدأ في تصوير فيلمه (امرأة من باريس)، وهو دراما رومانسية عن العشق المشؤوم. وكان (شابلن) ينوي بهذا الفيلم أن يجعل من (إدنا فورفيانس) نجمة سينمائية، ولم يظهر (شابلن) لهذا السبب في الفيلم إلا لفترة قصيرة. كان يتمنى أن يكون الفيلم أقرب للواقعية، وحاول إخراج الفيلم بطريقة لائقة ببالغ الصبر. وقام بتوضيح أهدافه من الفيلم بمقولته : “أشعر بالأسى لمحاولة الرجال والنساء إخفاء مشاعرهم، بدلًا من السعي للتعبير عنها”. انتهى تصوير فيلم (امرأة من باريس) في سبتمبر 1923. ومع ذلك، لم تهتم الجماهير كثيرًا بالفيلم الذي لا يظهر فيه (شابلن) بشكل متكرر، وكانت نتائج الفيلم مخيبة للآمال. كان (شابلن) متألمًا لهذا الفشل، خصوصًا بأنه رغب لفترة طويلة في إنتاج فيلم درامي ناجح، كما أنه كان راضيًا عن إنتاجه بشكل كبير، وتوقف عرض فيلم (امرأة من باريس) في دور العرض بفترة قصيرة. ', 72 => false, 73 => 'عاد (شابلن) للكوميديا في مشروعه اللاحق، ورسم لنفسه معايير صارمة وعالية في الإنتاج، وعبر عن ذلك بأنه “يجب أن يكون الفيلم القادم ملحمي، وأن يكون الأعظم”. استوحى الفيلم من صورة فوتوغرافية من عام 1898، حملت اسم (حمى البحث عن الذهب في كلوندك). في فيلمه الجديد، والذي أطلق عليه اسم (حمى البحث عن الذهب)، تقوم شخصية (الصعلوك) وحيدة برحلة صعبة وقاسية، وتجد فيها حبها. وبدأ تصوير الفيلم مع الامرأة الجديدة في أفلام (شابلن)، السيدة (جورجيا هال)، في فبراير 1924. وكان الإنتاج متقنًا كما تمنى (شابلن) في البداية، وكلفه الفيلم ما يقارب المليون دولار، شملت موقعًا للتصوير في جبال (تروكي)، والكثير من المؤثرات التي تستعمل لأول مرة، والتي كانت باهظة في الثمن. ولم يتم تصوير المشهد الأخير من الفيلم إلا بعد 15 شهرًا من تصوير بقيته، أي حتى مايو 1925.', 74 => false, 75 => 'شعر (شابلن) بأن فيلمه (حمى البحث عن الذهب) كان أفضل ما أنتجته السينما حتى تلك اللحظة. وتم عرض الفيلم في أغسطس 1925، وحقق أعلى إيرادات في فترة الأفلام الصامتة، بأرباح تجاوزت الخمسة ملايين دولار. واحتوى الفيلم عدة مشاهد كوميدية شهيرة، مثل ؛ تناول (الصعلوك) حذاءه بسبب الجوع، وكـ(رقصة رولز) التي قام بها باستعمال الخبز وأدوات الطعام. قام (ماكناب) بعد ذلك بوصف الفيلم بأنه “جوهرة أعمال (شابلن)”، وفي وقت لاحق وصف (شابلن) الفيلم بأنه الصورة التي يحب أن يتذكرها الناس عنه.', 76 => false, 77 => false, 78 => '=== (ليتا غراي) و (السيرك) ===', 79 => false, 80 => 'في فترة إعداد فيلم (حمى البحث عن الذهب)، تزوج (شابلن) وللمرة الثانية. كانت (ليتا غراي) ممثلة مراهقة، وكان من المفترض أن تكون نجمة الفيلم، لولا إعلانها المفاجئ عن حملها من (شابلن)، مما حمله على الزواج منها. وقالت بأنها كانت ذات 16 عامًا وكان هو بالـ35 من عمره، مما يجعلها قاصرًا حسب قانون كاليفورنيا. ولذلك تم ترتيب الزواج بشكل سري في المكسيك بيوم 24 نوفمبر 1924. وولدت ابنهما الأول، (تشارلز سبنسر شابلن الابن)، في يوم 5 مايو 1925، ومن ثم ابنهما الثاني (سيدني إيرل شابلن) في يوم 30 مارس 1926.', 81 => false, 82 => 'لم يكن الزواج مرضيًا للطرفين، وكان (شابلن) يتهرب من زؤية زوجته بقضاء المزيد من الوقت في الاستيديو. وفي نوفمبر 1926، أخذت (غراي) الطفلين وتركت المنزل. وتبع ذلك طلاق مؤلم بالطريقة التي اتبعتها (غراي) بعدما اتهمت (شابلن) في الصحافة بالكفر، والاعتداء، وبامتلاؤه “بالرغبات الجنسية المنحرفة”. وأفادت تقارير بأن (شابلن) أصيب بانهيار عصبي جراء ذلك، وتصدرت قصتهما عناوين الأخبار، وسببت خروج بعض الجماعات التي تدعو لحظر أفلامه. وحرصًا على إنهاء القضية بدون كم أكبر من الفضائح، تمت التسوية بمبلغ 600,000 دولار، وهي أعلى تسوية شهدتها المحاكم الأمريكية في ذاك الوقت. وكانت قاعدة (شابلن) الجماهيرية كبيرة جدًا وعميقة للدرجة التي أنستهم القضية في وقت قصير، إلا أن ذلك أثر في (شابلن) بشكل كبير.', 83 => false, 84 => 'قبل رفع (غراي) لدعوى الطلاق، كان (شابلن) قد ابتدأ في فيلمه الجديد، الذي حمل اسم (السيرك). وتحولت فيه شخصية (الصعلوك) إلى نجم استعراضي في السيرك يقوم بالمشي على الحبل المشدود، ومحاط بالقرود في أغلب الوقت. وتوقف إنتاج الفيلم لمدة 10 شهور لحين الانتهاء من الدعوى القضائية، وكانت العودة إلى الإنتاج متعبة بعض الشيء، نظرًا لتأثر الممثل الكوميدي بالقضي وفضيحتها. وأخيرًا، اكتمل تصوير الفيلم في أكتوبر 1927، وتم عرضه في يناير 1928 وسط استقبال جماهيري عظيم، ونال بسببه جائزة الأوسكار، وأعطيت لـ(شابلن) درع خاص “لبراعته وعبقريته في التمثيل والإنتاج والإخراج في فيلم (السيرك)”. وبالرغم من نجاح الفيلم، إلا أن (شابلن) حذف الفيلم من سيرته الذاتية، مبررًا ذلك بمعاناته في إنتاج الفيلم بسبب القضية المذكورة.', 85 => false, 86 => '=== (أضواء المدينة) ===', 87 => false, 88 => '“كنت مصمم على مواصلة تقديم الأفلام الصامتة، أعرف بأنني كنت استثنائيًا، وفريدًا من نوعي، وبدون توضع زائف، كنت ملِكًا”.', 89 => false, 90 => '(شابلن) معلنًا رفضه لأفلام الصوت في الثلاثينات', 91 => 'بحلول الوقت الذي أُطلق فيه فيلم (السيرك)، شهدت (هوليوود) بدايات أفلام الصوت. وكان (شابلن) يسخر كثيرًا من هذه الوسيلة الجديدة، ومن أوجه القصور في تقديمها، معتبرًا إياها مفتقرة للفن الموجود في الأفلام الصامتة. كما أنه كان متردد حيال الطريقة الصامتة التي أعطته كل ذاك النجاح، ويخشى أن إعطاء (الصعلوك) صوتًا يتحدث من خلاله من شأنه أن يستنزفه ويقلل من جاذبيته. ورفض بذلك جنون (هوليوود) الجديد، واستكمل العمل على الأفلام الصامتة. إلا أن كان قلق بشأن قراره هذا، ولازمه هذا القلق طوال فترة إنتاجه للفيلم الجديد.', 92 => false, 93 => 'عندما بدأ التصوير في نهايات 1928، كان (شابلن) يعمل على إنتاج القصة لمدة سنة كاملة. تدور قصة (أضواء المدينة) حول وقوع (الصعلوك) في حب فتاة ضريرة، مصابة بالعمى، تبيع الزهور، الدور الذي قامت به (فيرجينيا تشيرل)، ومحاولة (الصعلوك) بعد ذلك توفير المال الكافي لعلاجها من العمى. استمر إنتاج الفيلم مدة 21 شهرًا، اعترف (شابلن) بعد ذلك بأنه “كان يعمل تحت ضغط نفسي وعصبي بغية الكمال”. واستعمل التقنية الجديدة، الصوت، في الخلفية الموسيقية لليفلم، والتي كان هو نفسه مؤلفها.', 94 => false, 95 => 'انتهى (شابلن) من فيلمه (أضواء المدينة) في ديسمبر 1930، وهو الوقت الذي اعتبرت فيه الأفلام الصامتة تلفظ أنفاسها الأخيرة. لم تكن آراء الجمهور في البداية عن الفيلم بأنه ناجح أبدًا، إلا أن الصحافة قدمت آراءً إيجابية بخصوص الفيلم. كتب أحد الصحفيين : “لا أحد في العالم، عدا (تشارلي شابلن). هو الوحيد الذي يمتلك نداءً جماهيريًا قادر به على تحدي أفلام الصوت”. عُرض الفيلم للمرة الأولى في يناير 1931، وأثبت (أضواء المدينة) نفسه لينجح في نيل الاستحسان الجماهيري والمادي، حيث أن إيرادات الفيلم بلغت 3 مليون دولار. واعتبره (معهد الفيلم البريطاني) بأنه أفضل إنجازات (شابلن)، ووصف الناقد الفني (جيمس أجي) المشهدَ الختامي بأنه “أعظم قطعة تمثيلية، وأعلى ما توصلت إليه الأفلام”.', 96 => false, 97 => '=== رحلاته، (بوليت غودارد)، و(أضواء المدينة) ===', 98 => false, 99 => 'حقق فيلم (أضواء المدينة) نجاحًا مبهرًا، كما ورد سابقًا، ولكن (شابلن) بعده لم يعد متأكدًا من إمكانية صنع فيلم عظيم بدون حوارات بين الشخصيات. في الحقيقة ؛ لم يكن (شابلن) حتى الآن مقتنعًا بأفلام الصوت، إلا أنه أيضًا كان “مُصاب بخوف محبِط عن وسمه بأنه من الطراز القديم”. ووسط هذه الحالة من عدم التأكد واليقين، قرر (شابلن) أن يأخذ إجازة لفترة امتدت إلى 17 شهرًا، بداية من أوائل 1931. يعلّق (شابلن) على تلك الفترة في سيرته الذاتية بأنه بعد عودته إلى (لوس أنجلوس) “كان مشوشًا ولم تكن لديه أي فكرة أو خطة، شاعرًا بضيق من وحدته الشديدة”. وبدأ يفكر وقتها في اعتزال الفن والانتقال إلى (الصين) لبقية حياته.', 100 => false, 101 => 'انتهت وحدة (شابلن) المزعجة عندما التقى بالممثلة (بوليت غودارد) ذات الـ21 عامًا في يوليو 1932، ونتج عن هذا اللقاء ارتباطًا ناجحًا بكل المعايير.لم يكن (شابلن) مستعدًا للبدء في فيلم جديد، وبدأ في إنتاج سلسلة عن رحلاته، نشرت لاحقًا في (رفاق المرأة بالوطن). ازدادت اهتمامات (شابلن) بالشؤون الأكاديمية بعد هذه الرحلات، خاصة بعد لقائه بالعديد من المفكرين والمثقفين البارزين فيها. وكان خوفه من الرأسمالية في (أمريكا) ودخول الآلات إلى المصانع مستبدلة البشر الذين ازدادت فيهم نسبة البطالة، هو فكرته الأولى، والسبب الذي دفعه بعد ذلك إلى إنتاج فيلمه الجديد.', 102 => false, 103 => 'أعلن (شابلن) بأنه فيلمه القادم (العصر الحديث) سيكون “هجاءً لبعض المراحل من الحياة الصناعية”. والذي يعاني فيه (الصعلوك) و (جودارد) من الكساد الكبير في تلك المرحلة، واستغرق إنتاج الفيلم حوالي عشرة أشهر ونصف. كانت الفكرة الأساسية عند (شابلن) بأنه سيستخدم بعض الحوارات المنطوقة ولأول مرة في فيلمه هذا، إلا أنه بدل رأيه خلال فترة الانتاج، واستمر على النهج الصامت للفيلم. وكسابقتها من الأفلام، استخدم في الفيلم بعض المؤثرات الصوتية، إلا أن شخصيته الشهيرة لم تتحدث تقريبًا. وفي نهاية الفيلم قامت شخصية الفيلم بأداء أغنية قصيرة، وأُعطيت صوتًا للمرة الأولى. عُرض الفيلم بعد ذلك وللمرة الأولى في فبراير 1936. وكان الفيلم الأول لـ(شابلن) على مدار 15 عامًا، الذي استخدم فيه بعض المراجع السياسية والأفكار الاجتماعية والواقعية، وهو ما جذب انتباه الصحافة وتركيزها على الرغم من محاولة (شابلن) للتقليل من هذا الشأن. على كل حال، كان اقبال الجماهير على شباك التذاكر أقل هذه المرة، حيث أن الكثير كرِه التسييس في الفيلم. أما اليوم، فاعتبر (معهد الفيلم البريطاني) هذا الفيلم (العصر الحديث) بأنه “أعظم أفلام (شابلن)"، حيث يقول (ديفد روبينسون) بأن الفيلم كان “ثورة لا مثيل لها في الكوميديا البصرية”.', 104 => false, 105 => 'بعد صدور فيلم (العصر الحديث)، غادر (شابلن) مع (غودارد) للقيام برحلة إلى المشرق الأقصى. وكانا قد رفضا سابقًا عن توضيح طبيعة علاقتهما، ولم يُعرف إذا ما كانا متزوجين أم لا. في وقت لاحق كشف (شابلن) بأنهما تزوجا في (قوانتشو) بـ(الصين) أثناء رحلتهما هذه. بحلول عام 1938 كان الزوجين شبه منفصلين، نظرًا لانشغال الطرفين الشديد بأعمالهما، وانتهى الأمر بأن طلبت (غودارد) الطلاق في المكسيك عام 1942، نظرًا لعدم توافقهما، وانفصالهما لأكثر من عام بحد تعبيرها.', 106 => false, 107 => '== الخلافات وتضاؤل شعبيته (1939-1952) ==', 108 => false, 109 => '=== (الديكتاتور العظيم) ===', 110 => false, 111 => 'شهدت الأربعينات سلسلة جديدة من الخلافات والمشاكل لـ(شابلن)، سواء في عمله أو في حياته الشخصية، والتي أثرت بشكل كبير وملحوظ على شعبيته في (الولايات المتحدة الأمريكية). وكان أول هذه المشاكل جراء تصريحه ببعض معتقداته وأفكاره السياسية. بداية من انزعاجه الشديد من الفاشية الوطنية في الثلاثينات. لم يقاوم (شابلن) تطعيم أفكاره ببعض هذه الآراء السياسية في النهاية. وبدأت العامة بملاحظة بعد التشابهات بين (شابلن) والزعيم النازي (أدولف هتلر)، مثلًا ؛ تفصل بين أيام ميلادهما 4 أيام فقط، تحول الاثنين من الفقر الشديد إلى الثراء والرفاهية، والشارب الذي يشترك فيه (هتلر) مع شخصية (الصعلوك). استغل (شابلن) بدوره هذه التشابهات التي طغت على أحاديث العامة في إنتاجه الجديد، فيلم (الديكتاتور العظيم)، والذي هجا فيه (هتلر) مباشرة وهاجم الفاشية.', 112 => false, 113 => 'استغرق (شابلن) عامين كاملين في كتابته نص للفيلم، وبدأ التصوير في سبتمبر 1939، بعد سته أيام من إعلان (بريطانيا) حربها على (ألمانيا). لم يجد (شابلن) مخرجًا من تهربه في استخدام الصوت في أفلامه، لم يكن لديه أي طريقة يمكنه بها تقديم آراؤه السياسية دون استخدام الكلمة المنطوقة. وعلى الرغم من الجدل الكبير حول سخرية (شابلن) من شخصية (هتلر) بشكل مباشر، إلا أن استقلاله المادي سمح له بالمجازفة وتحمل مخاطر إنتاج الفيلم بالطريقة التي يشتهيها. “كنت مصممًا على المضي قدمًا”، كما كتب لاحقًا، “السخرية من (هتلر) واجبة”. وأدى (شابلن) في الفيلم دورًا مزدوجًا، حيث كان (الصعلوك) في الفيلم عبارة عن حلاق يهودي، يعاني من الاضطهاد من الحزب النازي بسبب ديانته، كما لعب أيضًا دور الديكتاتور “أدينويد هينكل” والذي يقوم فيه بالسخرية من (أدولف هتلر) بشكل مباشر. ', 114 => false, 115 => 'استغرق إنتاج (الدكيتاتور العظيم) مدة عام كامل، وتم عرضه للمرة الأولى في أكتوبر 1940. وكانت قد سبقته حملة دعائية قوية، فقد دعاه أحد النقاد في (نيويورك تايمز) بأنه “أكثر ما انتظرته الجماهير ببالغ الحماسة والتشويق لمدة عام كامل”، وبالفعل حقق الفيلم أفضل الإيرادات والأرباح في تلك الفترة. على العموم، لم ترق نهاية الفيلم كثيرًا للجماهير، وبدأت بعد ذلك شعبية (شابلن) بالانخفاض بشكل ملحوظ، وكانت هذه النهاية عبارة عن خطبة يلقيها (شابلن)، مدتها 6 دقائق، عن أفكاره ومعتقداته السياسية. يقول (تشارلز ج. مالاند) بأن تلك الخطبة كانت النقطة التي تراجعت عندها شعبية (شابلن)، وكتب بأنه “من تلك اللحظة، لم تعد جماهير الأفلام قادرة على الفصل بين الآراء السياسية وبين نجمهم السينمائي”. وتلقى (شابلن) في نهاية الأمر، خمس جوائز أوسكار على فيلمه (الديكتاتور العظيم)، بما في ذلك “أفضل صورة”، “أفضل سيناريو” و”أفضل ممثل”.', 116 => false, 117 => '=== المشاكل القانونية و(أونا أونيل) ===', 118 => false, 119 => 'في منتصف فترة الأربعينات، تورط (شابلن) في سلسلة من المحاكمات والتي سرقته أغلب وقته بشكل ملحوظ ومؤثر على إنتاجاته الفنية. كانت المشاكل بسبب علاقته مع الممثلة (جوان باري) في الفترة بين يونيو 1941 وخريف 1942. قدمت (باري) قضيتين على (شابلن) لسلوكه العنيف معها، واعتقل مرتين بعد انفصالهما بسبب هذه الشكوى. وأعلنت في العام التالي بأنها حامل بطفل (شابلن)، ورفعت دعوى أبوّة، إلا أنه رفض الاعتراف بهذا الطفل.', 120 => false, 121 => 'استغل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (ج. إدغار هوفر) هذه الدعاوي القضائية ضد (شابلن) في تشويه سمعته أكثر، نظرًا لاشتباه (هوفر) في (شابلن) بسبب آراؤه السياسية. وكجزء من حملة التشويه، رفع مكتب التحقيقات الفيدرالية أربعة اتهامات ضد (شابلن)، وكان أخطرها هو انتهاك الأخير لـ(قانون مانن) الذي يمنع سفر النساء خارج الولاية لأغراض جنسية. دعا المؤرخ (أوتو فريدديك) هذا “ادعاء سخيف” وقائم على “أنظمة بالية وقديمة أساسًا”، وكان (شابلن) معرّض للسجن لمدة 23 سنة إذا وُجد مذنبًا بهذه التهمة. بدأت المحاكمة في مارس 1944، ونظرًا لافتقار الادعاء ضده إلى ثلاث أدلة رئيسية في تطبيق (قانون مانن)، تمت تبرئة (شابلن) بعد أسبوعين. على أي حال، كانت قضية (شابلن) وقتها حديث الصحافة ووسائل الإعلام، فوصفتها مجلة (نيوزويك) بأنها “أكبر فضيحة في العلاقات العامة منذ مقتل (فاتي أربوكل) في 1921”.', 122 => false, 123 => 'وضعت (باري) طفلتها في أكتوبر 1944، وأطلقت عليها اسم (كارول آن). وفي 1945 رفعت قضية الأبوّة ضد (شابلن)، وبعد محاكمتين شاقتين، اتهمه ممثل الادعاء بأنه “فاسد أخلاقيًا”، وانتهت المحكمة بإعلان (شابلن) أبًا للطفلة. ورغم أن الأدلة الطبية لفحوصات الدم أشارت خلاف ذلك، إلا أن القاضي رفض تلك الأدلة، وأمر (شابلن) بالنفقة على الطفلة حتى بلوغها لعمر 21. استغل مكتب التحقيقات الفيدرالية هذه القضية ضد (شابلن) وبدأ بتشويه سمعته أكثر بمساعدة الكاتبة (هيدا هوبر) التي بدأت بنشر المزيد من الإشاعات حول شخص (شابلن).', 124 => false, 125 => 'ازداد الجدل حول (شابلن) بعد أسبوعين من قضية الأبوّة، عندما أعلن زواجه من (أونا أونيل) ابنة الكاتب المسرحي الأمريكي (يوجين أونيل) البالغة من العمر 18 عامًا. في سيرته الذاتية، وصف (شابلن) هذا الحدث بأنه “الأسعد في حياته”، وادعى بأنه وجد “الحب المثالي” الذي كان يبحث عنه. ويصف ابن (شابلن) الأول، (تشارلز الابن) هذه العلاقة بأن (أونا) كانت “تعبد” (شابلن). واستمر الزواج لمدة 18 عامًا، حتى وفاة (شابلن)، وكان لهما من هذا الزواج ثمانية أطفال ؛ (جيرالدين لي) مواليد يوليو 1944، (مايكل جون) مواليد مارس 1946، (جوزفين هانا) مواليد مارس 1949، (فيكتوريا) ماوليد مايو 1951، (يوجين أنتوني) مواليد أغسطس 1953، (جين سيسيل) مواليد مايو 1957، (أنيت إميلي) مواليد ديسمبر 1959، و(كريستافور جيمس) مواليد يوليو 1962.', 126 => false, 127 => '=== (مسيو فيردوكس) والاتهامات بالشيوعية ===', 128 => false, 129 => 'ادعى (شابلن) بأن محاكمات (باري) قد “شلّت إبداعه”، وبأنه يحتاج لمزيد من الوقت حتى يعود إلى العمل مرة أخرى. في أبريل 1946، بدأ في تصوير أحد المشاريع التي كان تساوره أفكار عنها منذ 1942. (مسيو فيردوكس) كان كوميديا سوداء تدور قصته حول (فيردوكس)، الشخصية التي لعبها (شابلن)، الفرنسي موظف البنكالذي يفقد وظيفته، ويتزوج بعد ذلك، ويبدأ في قتل الأرامل الثريات ليعيل بأموالهن عائلته بعد ذلك. كان إلهام (شابلن) في هذه القصة هو (أورسن ويلز) الذي كان يريد لعب دور السفاح (هنري ديزيريه لاندرو)، وبالفعل أعطاه (شابلن) هذا الدور مقابل 5000 دولار للفكرة. اعتقد (شابلن) بأنه هذه الفكرة “ستكون كوميديا رائعة”.', 130 => false, 131 => 'استعمل (شابلن) مرة أخرى الصوت في أفلامه للتعبير عن آراؤه السياسية في فيلمه (مسيو فيردوكس)، فانتقد الرأسمالية وعن استياؤه من القتل الجماعي في الحروب ومن أسلحة الدمار الشامل. مما سبب ردة فعل قوية تجاه الفيلم وتجاه شخص (شابلن) بعدما عُرض الفيلم في أبريل 1947، وقامت احتجاجات كثيرة تجاه الفيلم، والكثير من الدعاوي لمقاطعة الفيلم. وكان الفيلم بذلك هو أول أفلام (شابلن) التي فشلت على المنحنى التجاري أو المالي في الولايات الأمريكية. بالرغم من أنه كان ناجحًا أكثر خارج الولايات المتحدة، ورُشِّح (شابلن) لكثير من الجوائز بسببه. يقول (شابلن) في سيرته الذاتية بأنه فخور جدًا بالفيلم، ووصفه بأنه “أذكى وأبرع فيلم قدمه حتى الآن”.', 132 => false, 133 => 'وكان لردة الفعل السلبية تجاه (فسيو فيردوكس) أثر كبير على (شابلن). وبتأثر واضح من أضرار فضيحة (جوان باري)، انتهى الموضوع بأن اتهِمَ (شابلن) بالشيوعية. وساعدت آراؤه وأفكاره السياسية في وجود هذه الاتهامات، خصوصًا بعدما دعى إلى صداقة تجمع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. واتجه (شابلن) أيضًا إلى بدء علاقات مع السوفيت، وحضر بعضًا من المناسبات التي نظمها الديبلوماسيين السوفيت في لوس أنجلوس. تعتبر هذه الأنشطة التي قام بها (شابلن) في الأربعينات “تقدمية بشكل خطير” كما يصفها (لارشيه). واتجه مكتب التحقيقات الفيدرالية إلى محاولة طرده من البلاد، وابتدأت الكثير من التحقيقات الرسمية في بداية 1947 للوصول إلى هذا الهدف.', 134 => false, 135 => 'نفى (شابلن) هذه الاتهمات بالشيوعية، ودعى نفسه بأنه “صانع سلام”، وبأنه يعتقد أن جهود الحكومة الأمريكية لقمع الفكر عبارة عن تعدي غير مقبول تجاه الحريات المدنية. وبطريقة لا تدعو إلى تهدئة الأمور، انتقد (شابلن) علنًا أيضًا لمحاكمات أعضاء الحزب الشيوعي وبعض الأنشطة الأخرى تجاه غير الأمريكيين في مجلس النواب. تلقى (شابلن) بعد ذلك دعوى للمثول أمام لجنة أنشطة غير الأمريكيين، لكنه لم يذهب ليدلي بشهادته. تناولت الصحافة بعد ذلك الكثير من المواضيع حول شخص (شابلن) كعدم تجنيسه بالجنسية الأمريكية، وغيرها الكثير. وقامت الكثير من الدعوات لترحيله من الولايات الأمريكية ؛ فصرح (جون إي. رانكين) الممثل لولاية الميسيبي في الكونغرس، في يونيو 1947 عن (شابلن) بأن “وجوده في هوليوود مضر جدًا بالنسيج الأخلاقي الأمريكي، وبأن أفلامه القذرة يجب أن تُبعد عن أعين الشباب الأمريكي. ويجب ترحيله والتخلص منه بشكل كامل”.', 136 => false, 137 => '=== فيلم (الأضواء)، وأمر الإبعاد عن الولايات الأمريكية ===', 138 => false, 139 => 'بالرغم من ذلك، ظل (شابلن) نشط سياسيًا، في السنوات التابعة لفشل فيلم (مسيو فيردوكس). إلا أنه ابتعد عن السياسة في فليمه التالي، والذي دار حول كوميدي منسي وراقصة باليه شابه في لندن. وتطرق كثيرًا في فيلمه إلى سيرته الذاتية، ولم يقتصر على طفولته وحياة والديه، بل تطرق أيضًا إلى فقدان شعبيته في الولايات الأمريكية المتحدة. وكان الكثير من الممثلين في الفيلم من مختلف أعضاء أسرته، بما في ذلك أكبر خمسة من أبناؤه وأخيه غير الشقيق (ويلر درايدن).', 140 => 'عمِل (شابلن) على إنتاج القصة لمدة ثلاث سنوات، وابتدأ التصوير بعد ذلك في نوفمبر 1951. كان الهدف الأولي للفيلم بأن يكون أكثر جدية من الأفلام السابقة، واستخدم كلمة “حزن” كثيرًا عندما شرح مخططاته لشريكته (كلير بلوم). فيلم (الأضواء)، كما أسماه لاحقًا، كان الفيلم الوحيد الذي عمِل فيه (شابلن) مع الممثل الأمريكي الكوميدي (باستر كيتون).', 141 => false, 142 => 'قرر (شابلن) بأن يكون العرض الأولي لفيلمه في (لندن)، حيث قام بتصوير الفيلم. فغادر لوس أنجلوس مع هاجس كبير بعدم العودة، وغادر الولايات الأمريكية في 18 سبتمبر 1952 من مدينة نيويورك. في اليوم التالي، ألغى النائب العام (جيمس ماكغرينري) تصريح إعادة الدخول لـ(شابلن)، بسبب آراؤه السياسية وسلوكياته الأخلاقية، على الرغم من أقول الصحافة وتصريحات (مالاند) بأن الحكومة الأمريكية ليس لديها أي دليل حقيقي لمنع (شابلن) من إعادة الدخول للولات الأمريكية. ومن المرجح بأنه كان من الممكن رجوعه في حال قدَّم طالبًا للرجوع، إلا إنه لم يحاول، بل وقرر قطع علاقاته بشكل كامل مع الولايات الأمريكية عندما وصلته برقية إلغاء طلب رجوعه :', 143 => false, 144 => '“سواء رجعت إلى تلك البلد التعيسة أو لا. كنت أريد التخلص من هذا الجو من الكراهية، كما أنني سئمت من الشتائم والغطرسة الأخلاقية الأمريكية" ', 145 => false, 146 => 'لم يدلي (شابلن) بأي تصريح للصحافة حول الموضوع، نظرًا لأن كل ممتلكاته كانت في الولايات الأمريكية. بالرغم من أن الحادثة كانت حديث الصحافة بشكل كبير، إلا أن أوروبا استقبلت (شابلن) بطريقة لائقة، ونال فيلمه الجديد على إعجاب الكثير. تواصل العداء تجاهه في أمريكا، على الرغم من بعض الإعجاب بفيلمه الأخير، وتم منع فيلمه (الأضواء) من العرض. بقول (مالاند) بأن سقوط شعبية (شابلن) قد يكون “الأكثر دراماتيكية في تاريخ النجوم في أمريكا”.', 147 => false, 148 => '=== الانتقال إلى سويسرا، وفيلم (ملك في نيويورك) ===', 149 => false, 150 => '“كل الموضوع عبارة عن أكاذيب ودعاية غير صادقة من قِبل الجماعات الرجعية الأمريكية والتي تمتلك نفوذًا كبيرًا في الصحافة هناك، لقد صنعت لي مناخًا غير صحي من الاضطهاد. وفي ظل هذه الأجواء والظروف، أجد بأنه من المستحيل تقريبًا لي مواصلة التصوير وإنتاج الأفلام، وبالتالي فقد تخليت عن مقر إقامتي في الولايات الأمريكية”.', 151 => false, 152 => 'بيان صحفي لـ(شابلن) حول قرار إبعاده عن الولايات الأمريكية', 153 => 'لم يبد (شابلن) أي محاولة للرجوع إلى الولايات الأمريكية بعد إلغاء تصريحه لإعادة الدخول، وبدلًا من ذلك، أرسل زوجته لتسوية أموره. واستقر الزوجان بعد ذلك في سويسرا، وفي يناير 1953 استقرا في منزلهما حتى نهاية حياتهما. في شهر مارس اللاحق ؛ وضع (شابلن) جميع عقاراته في الولايات الأمريكية للبيع، سواء من استيديوهات أوحتى منزله الشخصي هناك. وبالرغم من أنه تلقى تصريحًا بالرجوع إلى الولايات الأمريكية في شهر أبريل اللاحق، إلا أنه لم يبد أي اهتمام بالرجوع، وحتى زوجته قامت بالتخلي عن جنسيتها الأمريكية واستبدلتها بالجنسية البريطانية بعد عام تقريبًا. وببيعه لجميع أسهمه في (اتحاد الفنانين) في عام 1955، كان (شابلن) قد قطع كل علاقاته مع الولايات الأمريكية بشكل نهائي.', 154 => false, 155 => 'وبالرغم من ذلك، ظلت شخصيته مثارًا للجدل في جميع الأنحاء طوال فترة الخمسينات، خاصة بعدما حصل على جائزة نوبل للسلام من قِبل مجلس السلم العالمي الذي يقوده الشيوعيين، وبعد لقاءاته مع (تشو ان لاي) و(نيكيتا خروتشوف). بدأ (شابلن) في تطوير أول أفلامه الأوروبية، (ملك في نيويورك) عام 1954. جاعلًا نفسه بأنه الملك المنفي الذي يسعى إلى الرجوع إلى الولايات الأمريكية، وشملت عددًا من تجاربه الأخيرة في السيناريو. واستهدِف (مايكل) ابن (شابلن) من قِبل المكتب التحقيقات الفيدرالية، بالإضافة إلى الاتهامات بالشيوعية. ', 156 => 'أسس (شابلن) شركة إنتاج جديدة، أسماها (أتيكا)، واستخدم استيديوهات (شيبرتون) للتصوير. كانت تجربة التصوير في إنجلترا صعبة جدًا من ناحية التأقلم على الطاقم الجديد والاستيديو الجديد أيضًا، ولم يعد لديه الوقت اللامحدود لإنتاج أفلامه كما كان بالسابق. وكان لهذا أثر كبير على إنتاج الفيلم كما يقول (روبينسون). أُطلق فيلم (ملك في نيويورك) في سبتمبر 1957، واختلفت الآراء بشدة تجاهه. وقد تم حظر الفيلم من العرض بالولايات الأمريكية، كما تم منع الصحف المحلية من الكتابة عن الفيلم أو من تغطية المؤتمر الصحفي في باريس. بشكل أو بآخر، أثّر هذا المنع على العوائد المالية للفيلم، بالرغم من أنه حقق نجاحًا مبهرًا في أوروبا. ولم يُعرض الفيلم في أمريكا حتى عام 1973.', 157 => false, 158 => '=== أواخر أعماله، وإعادة إنتاج الأعمال السابقة ===', 159 => false, 160 => 'في العقدين الأخيرين من حياته المهنية، اتجهت أعمال (شابلن) على إعادة تحرير وتسجيل أعماله القديمة لإعادة إطلاقها، مع ضمان حقوق ملكيتها وتوزيعها. في مقابلة له عام 1959، في عيد ميلاده السبعين، صرح (شابلن) بأن هناك “مساحة شاغرة للرجل الصغير في العصر الذري”. وكانت هذه أولى إصداراته وإعادة إنتاج (شابلن ريفو)، والتي شملت إنتاجًا جديدًا لأفلامه (حياة كلب)، (أسلحة الكتف)، و(الحاج).', 161 => false, 162 => 'في أمريكا، تغيّر الجو السياسي، وخفّت حدته، وبدأ التوجه إلى مناقشة أفلام (شابلن) بدلًا من آراؤه السياسية. في يوليو 1962، نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) افتتاحية لها تقول “لا نعتقد بأن جمهوريتنا ستكون في خطر إذا ما سُمح لمتشرد الأمس المنسي بالوصول بباخرة أو طائرة إلى منفذ أمريكا”. في الشهر ذاته، مُنِح (شابلن) درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي (أكسفورد) و(دورهام). في نوفمبر 1963، بدأ (مسرح بلازا) في نيويورك بعض أفلام (شابلن) على مدار عام كامل، بما في ذلك (مسيو فيردوكس) و(الأضواء) اللذان تلقيا ملاحظات إيجابية من النقاد الأمريكيين هذه المرة. في سبتمبر 1964، تم إطلاق السيرة الذاتية للممثل الكوميدي (سيرتي الذاتية) من 500 صفحة، والتي تركزت على سنواته الأولى وحياته الشخصية، وكان الأفضل مبيعًا في أنحاء العالم، على الرغم من الانتقادات الموجه إلى بسبب عدم وجود الكثير عن مشواره السينمائي.', 163 => false, 164 => 'بعد فترة قصيرة من نشر مذكراته، بدأ العمل على إنتاج فيلم (الكونتيسة من هونغ كونغ) 1967، وهو كوميديا رومانسية، اعتمدت على سيناريو كتبه (بوليت غودارد) في الثلاثينات. وكان من طاقم التمثيل (مارلون براندو) في دور السفير الأمريكي، و(صوفيا لورين) في دور مسافرة التي هربت خلسة ووجدها في مقصورته. اختلف الفيلم كثيرًا عن إنتاجات (شابلن) السابقة من عدة نواحي. كان أول أفلامه التي استخدم فيها تقنية الألوان (تيكنوكولار)، والشاشة العريضة للتصوير. كما وقّع (شابلن عقدًا مع استيديوهات (يونيفيرسال) وعيّن مساعدًا له (جيروم أبشتاين) كمنتجًا للفيلم. أُطلق فيلم (الكونتيسة من هونغ كونغ) في يناير 1967، وكان فاشلًا على شباك التذاكر، مما أضر (شابلن) وقرر بعده اعتزال الإنتاج الفني.', 165 => false, 166 => 'في أواخر الستينات، عانى (شابلن) من سلسة من السكتات الدماغية الطفيفة، وشهد بداية انحدار حالته الصحية. وعلى الرغم من النكسة الصحية إلا أنه صرح بأنه قريب من كتابة سيناريو جديد، فيلم (النزوة)، والذي يدور حول فتاة من أمريكا الجنوبية، والذي كان ينوي جعله من بطولة ابنته (فكتوريا). ومنعته صحته من إتمام مشروعه هذا. في أوائل السبعينات تركزت جهود (شابلن) على إعادة إطلاق أفلامه القديمة، بما في ذلك فيلم (السيرك) و(الطفل). في عام 1971 تلقى جائزة في (مهرجان كان السينمائي) وكان وسام الشرف الوطني. في العام التالي، تم تكريمه بجائزة خاصة في (مهرجان البندقية السينمائي).', 167 => false, 168 => 'في عام 1972، قدمت (أكاديمية فنون الصور المتحركة والعلوم) لـ(شابلن) جائزة فخرية، والتي يصفها (جونسون) بأنها بداية كفارة أمريكا تجاه ما ارتكبته في حق (شابلن). كان (شابلن) مترددًا من قبولها في البداية، إلا أنه قرر العودة إلى الولايات الأمريكية لأول مرة منذ 20 عامًا. كانت الزيارة محط نظر الصحافة، وفي حفل توزيع الأوسكار تم الاحتفاء به لمدة 12 دقيقة، وهي أطول مدة في التكريم بتاريخ الأكاديمية. وتم منحه جائزة الأوسكار الفخرية لـ”تأثيره العظيم في جعل السينما هي الفن لهذا العصر”.', 169 => false, 170 => '=== وفاته ===', 171 => false, 172 => 'بحلول أكتوبر من عام 1977، انخفضت حالة (شابلن) الصحية إلى الدرجة التي تجعله محتاجًا إلى رعاية صحية مستمرة. في صباح 25 ديسمبر 1977، توفي (شابلن) في منزله بعدما أصابته جلطة في نومه، وكان يبلغ من عمره 88 عامًا. كانت الجنازة بتاريخ 27 ديسمبر عبارة عن حفل صغير وخاص تنفيذًا لرغبته. ودُفن في مقبرة كروسر-سور-فيفاي. تكب المخرج (رينيه كلير) بعد ذلك : “وفاة السينما، في جميع البلاد والأوقات .. كان أجمل هدية قدِّمت للسينما بالنسبة لي”. وصرح الممثل (بوب هوب) بأنه “كان محظوظًا لأنه عاصر أزمنته”.', 173 => false, 174 => 'في 1 مارس 1978، تم حفر نعش (شابلن) وانتشال جثته من قِبل اثنين من المهاجرين العاطلين عن العمل ؛ (رومان وارداز) البولندي، و(غانتشو غانيف) البلجيكي. في محاولة لطلب فدية من (أونا شابلن) لاسترجاع الجثمان. وتم القبض على السارقين في شهر مايو من تلك السنة، ووُجد جثمان (شابلن) مدفونًا في قرية قريبة من مدينة (نوفيل). فأعيد دفن جثمانه في مقبرة (كوسير) محاطة بالخرسان المسلح تفاديًا لتكرار الحادثة.', 175 => false, 176 => '== صناعة الأفلام ==', 177 => false, 178 => '=== التأثيرات ===', 179 => false, 180 => 'يؤمن (شابلن) بأنه تأثر كثيرًا بوالدته، التي كانت توفر له كثيرًا من الترفيه بالجلوس على النافذة ومحاكاة المارة، “مراقبتها تفعل ذلك علمتني كيفية مراقبة ودراسة الناس، وليس فقط التعبير عن العواطف من خلال يديّ ووجهي”. كما أن حياة (شابلن) المبكرة في قاعات الموسيقى سمحت له بأن يتابع الكوميديين أثناء مزاولتهم لأعمالهم ؛ كما أنه حضر بعض التمثيليات الصامتة في عيد الميلاد في (دوري لين)، حيث تعلم فن التهريج من متابعة بعض الكوميديين أمثال (دان لينو). وكانت للسنوات التي قضاها في شركة (فريد كارنو) أثرًا كبيرًا عليه في التمثيل والإخراج السينمائي. يقول (سيمون ليوفيتش) بأن الشركة كانت بالنسبة له كـ”معسكر تدريبي”، تعلم فيها (شابلن) اختلاف وتيرة الكوميديا. وتعلم خلط الشفقة والمأساة مع التهريج من (كارنو)، باستخدامه للعناصر العبثية التي أضحت مألوفة بعد ذلك في أسلوب (شابلن). أما في صناعة السينما والأفلام، فقد كان (شابلن) معجبًا جدًا بأعمال الممثل الكوميدي الفرنسي (ماكس ليندر). وفي تطوير شخصية (الصعلوك) يبدو بأن (شابلن) قد تأثر بالمسرح والمشاهد المسرحية الأمريكية، التي ظهرت فيها شخصية الصعاليك بطريقة متكررة.', 181 => false, 182 => '=== طريقة الإنتاج ===', 183 => false, 184 => 'لم يتحدث (شابلن) كثيرًا عن طريقته في صناعة الأفلام، مدعيًا أن ذلك بمثابة إفساد خدع وأحاييل الساحر. ولم يُعرف إلا القليل عن صناعته للأفلام أثناء حياته، ولكن أبحاث المتأخرين كشفت طريقته الفريدة بالعمل، خاصة نتائج (كيفن براونلو) و(ديفد جيل) التي عُرضت في فيلم وثائقي من ثلاث أجزاء بعام 1983، بعنون : “(شابلن) المجهول”.', 185 => false, 186 => 'يُعتبر فيلم (الديكتاتور العظيم) هو أول أفلام (شابلن) التي استعمل فيها نصًا مكتوبًا للحديث، مستعملًا تقنية الصوت. كثير من أعماله الأولى كانت تدعمها بعض الفرضيات الغامضة مثل أن “(شابلن) لم يدخل أبدًا منتجعًا صحيًا” أو أنه “يعمل في دكان للرهانات”. بعدما شيّد شركته المساهمة للإنتاج، عمِل (شابلن) على تطوير أعماله لتتوافق غالبًا مع أفكاره الشخصية. ومع مناقشة أفكاره أو رفضها، كانت بنية السرد والقصة في الأفلام تتطلب أحيانًا إعادة تصوير وإنتاج بعض المشاهد التي تم تصويرها قبلًا حتى تتوافق مع القصة العامة. بداية من فيلم (امرأة من باريس)، بدأ (شابلن) طريقته في التصوير بعد إتمام القصة وتشكل التصور المسبق عن الفيلم، إلا أن (روبينسون) يقول بأنه حتى في أواخر أفلامه كان (شابلن) “يعدّل ويبدّل الكثير في القصة حتى تظهر بشكلها النهائي”.', 187 => false, 188 => 'إنتاج الأفلام بهذه الطريقة يعني استغراق الكثير من الأوقات، أكثر بكثير من معاصريه من المخرجين في تلك الأثناء، لإتمام الفيلم. كثيرًا ما كان (شابلن) يوقف التصوير، لعدة أيام حتى، مع الحفاظ على استعداد الآلات للتصوير مرة أخرى عندما يرجع الإلهام. أمرٌ آخر كان يؤخر ظهور أفلام (شابلن) هو صرامته ورغبته الدائمة في بلوغ الكمال. وفقًا لصديقه (إيفور مونتاجو) : “لا شيء إلا الكمال المطلق” هو ما يرجوه في إخراجه للأفلام. وبوجود التمويل الخاص والحرية المطلقة في الإنتاج، كان يتسنى لـ(شابلن) أن يباشر التصوير وأن يوقفه في اللحظة التي يريد. وكانت رغبته بالكمال تجعله على سبيل المثال يقوم يتصوير أغلب مشاهد فيلمه (الطفل) أكثر من 53 مرة. ولإنتاج فيلمه (المهاجر)، وهو فيلم قصير من 20 دقيقة، استعمل شرائط أفلام بطول 40،000 قدم.', 189 => false, 190 => '“لم يسيطر أي مخرج آخر بشكل كامل على الفيلم كما كان (شابلن). كان كل زي في أفلامه يخيّط خصيصًا لأفلامه”.', 191 => false, 192 => '(ديفيد روبينسون)، كاتب سيرة (شابلن).', 193 => 'توصف طريقته في العمل بأنها “مثابرة حد الجنون”، لإنتاج الفيلم بطريقة كاملة. يقول (روبينسون) بأنه حتى وفي سنوات (شابلن) الأخيرة كان يواصل عمله ليكون “الأول في كل مجال، وعلى الجميع”. مزيجه من الكمال والارتجال في القصة - والذي كان يكلف الكثير من الأيام وآلاف الأقدام من شرائط التصوير المهدرة، والأموال المهدرة بطبيعة الحال - كانت تجعل (شابلن) يخرج عن طوره صابًا غضبه على الممثلين والطاقم المساعد.', 194 => false, 195 => 'مارس (شابلن) سيطرته المطلقة على أفلامه، لدرجة أنه قد يقوم بتمثيل بعض أدوار الآخرين ليقوموا بتقليده بإحكام بعد ذلك. يقول بأنه قام بالتعديل على كل أفلامه، حتى تظهر بالطريقة التي يريدها هو. ونتيجة لتحكمه المطلق بإنتاجه للأفلام، وصفه المؤرخ السينمائي (أندرو ساريس) بأنه أول مخرج مؤلف في التاريخ. بطبيعة الحال، تلقى (شابلن) الكثير من المساعدة طوال مسيرته الطويلة في إنتاج الأفلام، خاصة من السينمائي (رولاند توثيوره)، أخيه (سيدني شابلن)، وكثير من المديرين المساعدين أمثال (هاري كروكر) و(تشارلز ريزنر).', 196 => false, 197 => '=== الأسلوب والثيمة العامة ===', 198 => false, 199 => 'بينما اشتهر أسلوب (شابلن) في التمثيل بأنه عبارة عن تهريج، كان فيه الكثير من الذكاء وضبط النفس، وصف المؤرخ السينمائي (فيليب كيمب) طريقته في العمل بأنها مزيج من “المهارة، الكوميديا الجسدية القائمة على وصف الواقع”. تباينت طريقة (شابلن) عن التهريج التقليدي عن طريق إبطاء وتيرة كل المشاهد الفكاهية، مع التركيز أكثر على تطوير العلاقات بين الشخصيات. على عكس التهريج التقليدي، يقول (روبينسون) بأن لحظات الكوميديا في أفلام (شابلن) لم تكن في ارتطام (الصعلوك) بالشجر، وإنما في رفعه لقبعته معتذرًا بعد ذلك. ويقول (دان كامين) بأن سلوكيات (شابلن) في التمثيل كانت “في خطورة تهريجه على سلامته” كانت أحد الجوانب الرئيسية في الكوميديا الخاصة به، في حين أن توظيف الكاميرا للخداع والسيريالية في الأشياء كانت إحدى سماته أيضًا.', 200 => false, 201 => 'عادة ما اتبعت أفلام (شابلن) الصامتة جهودًا للـ(صعلوك) لأجل البقاء حيًا في العالم المعادي. كثيرًا ما يعاني من الفقر ومن المعاملة السيئة، ولكنه يبقى متفائلًا وأنيقًا ؛ متحديًا للوضع الاجتماعي، ساعيًا لأن يُنظر إليه كإنسان نبيل. كما يصف (شابلن) ذلك في 1925 بأن “بيت القصيد من (الصعلوك) بأنه مهما كانت الصرامة ضده، مهما نجح غيره في تمزيقه، سيبقى رجل به كرامة”. فيقوم (الصعلوك) بتحدي رموز السلطة، و”يقابل الإحسان بمثله”، مما يجعل (روبينسون) و(ليوفيتش) يريانه كواجهة للمحرومين في هذا العالم، تتمثل في كونها “الرجل المنقذ” لهم. ويلاحظ (هانسميير) بأن "أغلب أفلام (شابلن) تنتهي بـ(الصعلوك) بلا مأوى، يمشي وحيدًا متفائلًا .. في الغروب .. مواصلًا لحياته”.', 202 => false, 203 => '“ومن المفارقات أن المأساة تحفز روح السخرية .. السخرية، على ما أظن، هي موقف تحدٍ، ويجب أن نضحك في وجه كل نعجز عن موجهته حتى لا ينتهي بنا الأمر للجنون"', 204 => false, 205 => '(شابلن) شارحًا لجوئه للسخرية في ظل الظروف المأساوية', 206 => 'تطعيم القصة بالشفقة هو جانب معروف عن أعمال (شابلن)، تقول (آرشيه) بأنه يميل إلى “الخلط بين الضحك والدموع”. ترتسم العاطفة تجاه أفلامه كما يقول (ليوفيتش) بأنها تأتي من “فشل الشخصيات، قيود المجتمع، والكوارث الاقتصادية”. استلهم (شابلن) كثير من مآسي أفلامه من الواقع الذي عاصره، مثل (حمى البحث عن الذهب) 1925، كان مستوحىً من مصير حزب دونر. وقد قامت (كونستانس ب. كوريما) بتحديد الموضوعات الكامنة في أفلامه الكوميدية، مثل (حمى البحث عن الذهب) وفقدان (الطفل). فقد قام (شابلن) بالتطرق لكثير من القضايا المثيرة للجدل، مثل الهجرة في فيلمه (المهاجر) 1917، شرعية الأبناء في فيلمه (الطفل) 1921، تعاطي المخدرات في (شارع السهل) 1917. وقد كان غالبًا ما يعايش مثل هذه الموضوعات حتى يلد الكوميديا من وسط المعاناة.', 207 => false, 208 => 'التعليق على الأحداث الاجتماعية كان أحد سمات أفلام (شابلن) من بدايته المهنية، كما أنه يقوم بتصوير المستضعفين بشيء من التعاطف، مسلطًا الأضواء على الصعوبات التي تواجه الفقراء. وقام في أوقات لاحقة بالتركيز على الأزمات الاقتصادية، شاعرًا بأنه ملزم لنشر آراؤه حول هذه الأزمات، بداية من عرض أفكاره السياسية بشكل علني في أفلامه. ففي فيلمه (العصر الحديث) 1936 يقوم بتصوير عمال المصانع في ظروف تعيسة، ويسخر من (أدول هتلر) و(بينيتو موسوليني) في فيلمه (الديكتاتور العظيم) 1940 منتهيًا بخطابه المعادي للقومية، وفي (مسيو فيردوكس) 1947 انتقد الحروب والرأسمالية، وهاجم المكارثية أخيرًا في فيلمه (ملك من نيويورك) 1957.', 209 => false, 210 => 'تضمنت العديد من أفلام (شابلن) دمجًا لسيرته الذاتية، بل ويعتقد العالم النفسي (سيجموند فرويد) بأن “(شابلن) لم يمثّل إلا نفسه وسيرته الذاتية مع شبابه الكئيب”. ويُعتقد بأن فيلم (الطفل) كان انعكاسًا للصدمة التي واجهها (شابلن) عند إرساله إلى دار الأيتام، كما أن الشخصيات الرئيسية في فيلمه (الأضواء) 1952 كانت انعكاسًا لحياة والديه، وفي فيلمه (ملك من نيويورك) عكس تجربة (شابلن) مع العزلة التي فرضتها عليه الولايات المتحدة الأمريكية. فكثير من مشاهد الشوارع -بشكل خاص- كانت تشابه وبشدة لـ(كينجتون)، حيث نشأ وترعرع. ويعتقد (ستيفن م. ويسمان) بأن حالة والدة (شابلن) ومرضها كان لها تأثير كبير على أفلامه، من ناحية وضع الإناث واستماتة ورغبة (الصعلوك) الدائمة لإنقاذهم.', 211 => false, 212 => 'يعتقد الباحث (جيرالد ماست) بأن الشكل العام لأفلام (شابلن) يتكون من ارتباطها ببعضها البعض بقوة، عن طريق توحيد الموضوع والإعداد، بدلًا من وجود قصة موحدة محكمة. بالعموم، فقد كانت أفلامه بسيطة واقتصادية، متضمنة لكثير من المشاهد المصورة وكأنها لم تُخلق إلا لخشبة المسرح. وقد قام المدير الفني (يوجين لوريه) بوصف نهج (شابلن) في التصوير بأن الأخير “لم يفكر في الصورة الفنية في تصويره، بل كان يعتقد بأن العمل الرئيسي لآلة التصوير هو التقاط تفاعلات الممثلين”. في سيرته الذاتية، كتب (شابلن) بأن “البساطة هي الأفضل .. التعديلات الكثيرة تبطئ العمل النهائي، وتجعله مملًا وغير سار .. لا ينبغي للكاميرا التدخل كثيرًا”. وقد كان نهجه هذا دافعًا لكثير من الانتقادات منذ الأربعينات، لكونها “قديمة الطراز”، في حين يرى الباحث السينمائي (ديفيد ماكافري) أن (شابلن) لم يفهم الأفلام تمامًا كوسيلة عرض. فيقول (كامين) بأن موهبة (شابلن) الكوميدية لم تكن كافية لتبقى بنفس تأثيرها على الإضحاك في الشاشة، إن تكن لديه “القدرة على التصوير بدرجة عادية الأداء”.', 213 => false, 214 => '=== التراكيب الموسيقية ===', 215 => false, 216 => 'كان (شابلن) شغوفًا بالموسيقى منذ نعومة أظافره، وقام بتعليم نفسه العزف على البيانو والكمان والتشيلو. واعتبر الخلفية الموسيقية للفيلم ضرورة لإنتاج أي فيلم، وقد أولى اهتمامًا أكبر لهذا الجانب ابتداءً من فيلمه (امرأة من باريس). ومع ظهور التقنية الملائمة، بدأ (شابلن) باستخدام الموسيقى التصويرية الأوركاسترالية -التي قام بتأليفها بنفسه- لفيلمه (أضواء المدينة) 1931. بعد ذلك قام بتأليف العشرات من الألحان والمعزوفات الموسيقية لجميع أفلامه، وبداية من الخمسينات حتى وفاته، كان يقوم بتضمين الموسيقى لجميع أفلامه القصيرة وتلميحاته الصامتة.', 217 => false, 218 => 'نظرًا لأن (شابلن) لم يتعلم الموسيقى باحترافية -في معهد أو ما شابه-، فلم يكن قادرًا على قراءة النوتات الموسيقية، ومحتاجًا إلى مساعدة من بعض الملحنين المحترفين لإنتاج ألحانه، أمثال (ديفيد راسكن)، (ريمون راش)، و(إريك جيمس)، الذين عملوا مع (شابلن)لإنتاج فيلمه (العصر الحديث)، وأكد (شابلن) إبداعه ومشاركته الفعالة في التلحين. عملية التلحين هذه قد تستغرق شهورًا، بداية من توصيف (شابلن) للحن إلى الملحنين، عن طريق توصيفها بالغناء أو العزف المنفرد الارتجالي على البيانو، ومن ثم تطويرها بتعاون بين الملحنين و(شابلن). وفقًا للمؤرخ السينمائي (جيفري فانس)، فإنه “على الرغم من قصور (شابلن) في المعرفة الموسيقية، وقراءة النوتات، فإن الموسيقى النهائية لا تعتمد إلا بموافقة (شابلن) على النتيجة الأخيرة”.', 219 => false, 220 => 'أنتجت تراكيب (شابلن) ثلاث أغانٍ شعبية. أغنية “ابتسم” التي قام بتأليفها بداية لفيلمه (العصر الحديث) 1936، ومن ثم تمت إضافة كلمات (جون تيرنز) و(جيفري بارسوند)، وبعد ذلك قام (نات كينغ كول) بغنائها في 1954. لفيلم (الأضواء) قام بتأليف “موضوع تيري” والتي غناها (جيمي يونغ) باسم “للأبد” في 1952. وأخيرًا، “هذه أغنيتي” التي غناها (باتولا كلارك) من فيلم (الكونتيسه من هونغ كونغ) 1957، والتي كانت الأغنية الأولى في المملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية الأخرى. كما تلقى (شابلن) جائزة الأوسكار للتأليف الموسيقي في فيلمه (الأضواء) بعد إعادة إطلاقه في عام 1973.', 221 => false, 222 => 'كما أن هناك كوكبًا صغيرًا اكتشفه عالم الفلك السوفياتي (ليودميلا كرشكينا) في عام 1981، وأسماه (شابلن 3623). كما استخدمت شركة (آي بي إم) صورة (الصعلوك) في الثمانينات للإعلان عن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. وتميزت ذكرى ميلاد (شابلن) الـ100 في عام 1989 بتزامنها ع العديد من الأحداث في أنحاء العالم. كما أنتجت (غوغل) لبعض الرسومات المتحركة القصيرة، والتي تم عرضها في يوم 15 أبريل 2011، اليوم السابق لعيد ميلاده الـ122، وتم العرض في صفحتها الرئيسية بجميع أنحاء العالم. كما تقوم العديد من الدول، متوزعة على 6 قارات، بوضع صورة (شابلن) على طوابعها البريدية.', 223 => false, 224 => 'وتُدار موروثات (شابلن) من قِبل (جمعية شابلن)، وهي شركة أسسها بعض أولاده، والتي تمتلك حقوق التأليف والنشر لصورته واسمه وأغلب أفلامه المنتجة بعد 1918. ومركزهم الرئيسي في الأرشفة المتواجد في (سينيتيكا دي بولونيا) يحتوي على 83630 صورة لـ(شابلن)، 118 من نصوصه وكتاباته، 976 من مخطوطاته المسرحية، 7756 من رسائله، وغيرها الآلاف من المستندات. أما أرشيفهم الصوري يضم أكثر من 10 آلاف صورة من مسيرته الفنية وحياته الشخصية، موجودة في متحف (دي الإليزيه في لوزان) في سويسرا. وقد أنشأ (المعهد البريطاني للأفلام) أيضًا (مؤسسة أبحاث تشارلز شابلن)، وكان أول (مؤتمر عالمي للأبحاث عن تشارلز تشابلن) في لندن يوليو 2005.', 225 => false, 226 => '=== شخصيات روائية ===', 227 => false, 228 => 'قام (ريتشارد أتينبورو) بإخراج فيلم عن سيرة (شابلن) الذاتية بعنون (تشابلن) والذي عُرض في 1992. كان الفيلم من بطولة (روبيرت داوني جونيور)، والذي رشح لجائزة أوسكار لأفضل ممثل على دوره هذا، وحصل أيضًا على (جائزة بافتا) لأفضل ممثل على أداؤه. كما أن شخصية (تشابلن) كانت في فيلم (مواء القطة) 2001، من بطولة (إدي آيزارد) وفيلم (حرب سكارليت أوهارا) 1980 من بطولة (كلايف ريفيل). كما عُرض مسلسل تلفزيوني عن طفولة (تشابلن) عام 1989، ورُشّح المسلسل لجائزة إيمي لأفضل مسلسل للأطفال. وكانت حياته المبكرة في لندن موضوعًا في 1970 لبرنامج (تومي ستيل) في قناة (بي بي سي)، بعنوان (البحث عن تشابلن)، وكان (تومي ستيل) ممثلًا ومغنيًا فيه.', 229 => 'وكانت حياة (تشابلن) في مرحلة الإنتاج ملهمة لعدد من الأعمال بعد ذلك. (توماس ميهان) و(كريستوف كورتيس) قاما بتأليف موسيقى بعنوان (الأضواء: قصة تشارلي تشابلن) والتي عُرضت أول مرة في مسرح (لا جولا) في سان دييغو عام 2010. تم تكييفها بـ(برودلي) ليتم عرضها بعد ذلك بسنتين تحت اسم (تشابلن - موسيقي). وقام بأداء (روبيرت مكلور) دور (تشابلن) في العرضين. في عام 2013، عُرضت مسرحيتين عن (تشابلن) في ؛ فنلندا (تشابلن في سفينسكا تيتيرن)، و(الصعلوك في مسرح تامبيري للعمال). (تشابلن) أيضًا كان الشخصية الأساسية في رواية (غيلين ديفيد غولد) والتي أصدرت عام 2009 بعنوان (الجانب المشمس)، والتي كانت عن حياته فترة الحرب العالمية الأولى.', 230 => false, 231 => '== جوائز وتقدير ==', 232 => false, 233 => 'تلقى (شابلن) العديد من الأوسمة والجوائز، خاصة في أواخر حياته. في (تكريم نيويورك) عام 1975، تم تكريمه بوسام (الفارس القائد للأكثر امتيازًا) من الإمبراطورية البريطانية. كما حاز على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي (أكسفورد) و(دورهام) في 1962. وفي عام 1965 فاز مناصفة مع (إنغمار برغمان) بـ(جائزة إراسموس)، وفي عام 1971 تم منحه (وسام الوطنية الفخري) من قبل الحكومة الفرنسة.', 234 => 'على صعيد الصناعة السينمائية، تلقى (تشابلن) في 1972 جائزة خاصة (الأسد الذهبي) في (مهرجان البندقية السينمائي). وفي نفس العام أيضًا تلقى جائزة الإنجاز على طول الحياة من (جمعية الأفلام في مركز لينكولن). ومنذ ذاك الحين قُدّمت هذه الجائزة سنويًا لصُنّاع الأفلام بعنوان (جائزة تشابلن). كما أعطيت نجمة لـ(تشابلن) على ممشى المشاهير في هوليوود عام 1970، بعد أن استبعدت سابقًا بسبب معتقداته السياسية.', 235 => false, 236 => 'تلقى (تشابلن) ثلاث جوائز أوسكار ؛ الجائزة الفخرية لـ"براعته وعبقريته في التمثيل والكتابة والإخراج والإنتاج” في فيلم (السيرك) 1929، والجائزة الفخرية الثانية لـ”تأثيره العظيم في جعل السينما هي الفن لهذا العصر” في عام 1972، وجائزة “أفضل تقييم” في عام 1973 لفيلم (الأضواء)، مشتركة مع (راي راتش) و(لاري راسل). كما رُشح لجوائز (أفضل ممثل) و(أفضل سيناريو) و(أفضل فيلم) لفيلمه (الدكتاتور العظيم)، وترشح أيضًا في فيلمه (مسيو فيردوكس) لجائزة (أفضل سيناريو).', 237 => false, 238 => 'وقد تما ختيار ستة من أفلامه لعملية الحفظ في السجل الوطني من قِبل مكتبة الكونغريس في الولايات المتحدة؛ (المهاجر) 1917، (الطفل) 1921، (حمى البحث عن الذهب) 1925، (أضواء المدينة) 1931، (العصر الحديث) 1936، و(الدكتاتور العظيم) 1940.', 239 => false, 240 => '== أبرز أفلامه ==', 241 => false, 242 => '* (الطفل) 1921', 243 => '* (امرأة من باريس) 1923', 244 => '* (حمى البحث عن الذهب) 1925', 245 => '* (السيرك) 1928', 246 => '* (أضواء المدينة) 1931', 247 => '* (العصر الحديث) 1936', 248 => '* (الديكتاتور العظيم) 1940', 249 => '* (مسيو فيرودكس) 1947', 250 => '* (الأضواء) 1952', 251 => '* (ملك في نيويورك) 1957', 252 => '* (الكونتيسه من هونغ كونغ) 1967' ]
السطور المزالة في التعديل (removed_lines)
[ 0 => ''''السير تشارلز سبنسر تشابلن''' {{إنج| Sir Charles Spencer Chaplin}}، (عاش بين [[16 أبريل]] [[1889]] - [[25 ديسمبر]] [[1977]] م)، كان [[ممثل]] [[كوميدي]] [[إنجليزي]] ومخرج أفلام صامتة حيث كان أشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية [[الحرب العالمية الأولى]]. كان يستعمل تشابلن الإيماء، التهريج والعديد من الروتينيات الكوميديا المرئية، وقد استمر بالنجاح حتى في عصر السينما الناطقة، بالرغم من تراجع عدد أفلامه سنويا بداية من نهاية عشرينات القرن العشرين. إن أشهر أدواره هو [[الصعلوك]]، وهو أول دور قام به مع [[استديوهات كيستون]] في فيلم [[أطفال يتسابقون في فينيس]] سنة [[1914]] <ref>Blanke, David (2002). The 1910s. American popular culture through history (illustrated ed.). Westport, CT: Greenwood Publishing Group. p. 226. [[رقم دولي معياري للكتاب|ISBN 0-313-31251-6]].</ref> والفيلم القصير [[عشرين دقيقة من الحب]] وبعد ذلك فقد قام بكتابة وإخراج معظم أفلامه، بداية من سنة [[1916]] انطلق في الإنتاج، أما بداية من سنة [[1918]] فقد عول على ألحانه في موسيقى أفلامه. أما سنة [[1919]] فقد شارك صحبة [[ماري بيكفورد]]، [[دوغلاس فايربانكس]] و[[د.و غريفيث]] بإنشاء اتحاد الفنانين.<ref>جواز إلى هوليود: قصص ممثلين مهاجرين; صفحة 26 (ISBN 0-07-070053-2)</ref>', 1 => 'كان تشابلن من أكثر الشخصيات إبداعا وتأثيرا في عصر الأفلام الصامتة، كان متأثرا بسابقيه من الفنانين، ممثل الأفلام الصامتة الفرنسية [[ماكس ليندر]]، الذي أهدى له واحد من أفلامه. لقد أمضى 75 سنة من حياته في مجال الترفيه، منذ [[عصر فكتوري|العصر الفكتوري]] حتى وفاته عن عمر يناهز الـ88 عاما. شملت حياته الخاصة والعامة رفيعة المستوى كلا من التملق والجدل. اضطر تشابلن للبقاء في [[أوروبا]] طول الفترة [[مكارثية|المكارثية]] في بداية خمسينات القرن العشرين.', 2 => 'تحصل تشابلين على المرتبة الـ10 في ترتيب [[معهد الفيلم الأمريكي 100 عام و100 ممثل]]. أما سنة 2008، فقد قال مارتين سيف في استعراض كتابه [[حياة تشابلين]]: "تشابلين لم يكن مجرد "كبير" بل كان "عظيما"". لكن سنة 1915، فقد خربت الحرب العالمية الكوميديا، الضحك. بقي تشارلي يمارس مهنته حتى بعد 25 سنة خلال فترة الكساد الكبير وصعود [[أدولف هتلر]]. وكان لا يصدق أن شخصا قادر في تلك الفترة على الترفيه عن نفوس الناس. لذلك قال عنه [[جورج برنارد شو]] : "انه العبقري الوحيد الذي خرج من الصناعة السينمائية".', 3 => '== سيرته الذاتية ==', 4 => '=== بداياته في لندن (1889-1909) ===', 5 => 'ولد تشارلز سبنسر تشابلين يوم [[16 أبريل]] [[1889]]،في الشارع الشرقي، [[والورث]]، [[لندن]]، [[إنجلترا]]. كان والداه يعملان بقاعة موسيقى تقليدية. والده، السير تشارلز سبنسر تشابلين، كان مغنيا وممثلا أما أمه، هانا تشابلين، كانت أيضا مغنية وممثلة تعرف باسم ليلي هارلي. وقد انفصل والداه قبل أن يبلغ تشابلين سن الثالثة، حيث تعلم هذا الأخير الغناء من والديه.وقد صرح التعداد السكاني لسنة 1891 كون تشارلي عاش مع أمه وأخيه من الأم سيدني في [[شارع بارلو]]، [[والوث]].', 6 => false, 7 => 'وكأي طفل صغير، عاش تشابلين مع أمه في أماكن مختلفة داخل وحول [[كينغتون رواد]] في [[لامبث]]، من بينها 3 بونال تيراس، شارغ شستر و39 شارع ميلثي. أمه ووالدها كانا من الرومانيشال (غجر بريطانيا)، وهو شيء لطالما افتخر يه، حيث وصفها في مذكرته الذاتية "ان السكيلتون موجود في خزانة عائلتنا". أما أب تشارلز، السير تشارلز تشابلين كان مدمن على الكحول، بينما كانت علاقته مع ابنه سطحية، بالرغم من أن تشابلين وأخيه من الأب عاشا مع أبيهما وعشيقته، لويس، في 287 شارع كينغتون. أخوه من الأم عاش هناك أيضا بينما كانت أمه بمستشفى هضبة كان للأمرض العقلية في كولسدون. أرسلت عشيقة أب تشبلن الولد إلى مدرسة أسقف المعبد للبنين. بينما توفي أبوه جراء [[تشمع الكبد]] بينما كان تشابلن يبلغ من العمر 13 عاما، سنة [[1901]]. وحسب التعداد السكاني لسنة 1901، انتقل تشابلن للعيش في 94 شارع فيرندال، [[لامبث]] ضمن مجموعة من الصبيا الراقصين، [[فتيان اللانكشاير الثمانية]]، التي يديرها [[ويليام جاكسون]].', 8 => false, 9 => 'نتيجة لمشاكل في [[الحنجرة]] اضطرت والدة تشابلين الانقطاع عن الغناء. وبعد أن عادت من جديد إلى مستشفى هضبة كان، ترك إبنها في ملجأ للفقراء في لامبث جنوب لندن، وانتقل بعد بضع أسابيع إلى وسط لندن تحديدا بحي مدرسة الفقراء في [[هانويل]].', 10 => false, 11 => '=== السنوات الأولى في الولايات المتحدة (1910-1913) ===', 12 => '[[ملف:Charlie Chaplin I.jpg|تصغير|خدمات باين الصحفية: صورة لتشابلين في مكتبه سنة 1910]]', 13 => 'انتقل تشابلين في البداية إلى [[الولايات المتحدة]] رفقة مجموعة [[فريد كارنو]] بين سنتي [[1910]] و[[1912]]. بعد خمسة أشهر عاد [[إنجلترا|لإنجلترا]]، ثم رجع مع مجموعة كارنو في [[2 أكتوبر]] [[1912]]. ولقد كان أرثر ستانلي ضمن شركة كارنو والذي عرف لاحقا ب[[ستان لورل]]. اشترك تشابلين ولورل غرفة في منزل غير مريح. وبينما عاد [[ستان لورل]] إلى البلد الأم، بقي تشابلن هناك. وفي أواخر سنة 1913 مثل تشابلن مع فرقة كارنو، حيث ظهر بمساعدة [[ماك سانات]]، [[مابل نورماند]]، [[مينتا دورفي]] و[[فاتي أربوكل]]. حيث انتدبه سانات إلي أستديوهاته، [[شركة كستون لإنتاج الأفلام]] التي حلت مكان [[فورد سترلينغ]]. لقد واجه تشابلين العديد من المشاكل الصعبة في البداية، تتمثل في كيفية طلب تمثيل الأفلام مقارنة بأداءه البسيط. وبعد ظهور أول أفلام تشابلين، [[لقمة عيش]]، أحس سانات بأنه قام بخطأ فادح لكونه مكن تشابلين من القيام بذاك الدور. وقد اتفق المؤرخون أن نورماند هو من أقتع سانات بأعطاء تشابلين هذه الفرصة.', 14 => false, 15 => 'لم يتح ماك سينات الفرصة لتشابلين من جديد، واعتقد هذا الأخير أنه سيطرد نتيجة لسوء تفاهم وقع بين سانات ونوماند. بينما صور تشابلين كانت قريبة من النجاح، إذا أصبح أعظم نجوم كيستون.', 16 => false, 17 => 'أصبح تشابلن من المقربين إلى نوماند، التي أخرجت وكتبت عدد من أفلامه الأولى. بينما تشابلين لم يكن مستريحا لكونه ممثل لمخرجة، إذ رفض ذلك، وفي النهاية تمكن الإثنان من التغاضي عن الاختلافات بينهم، وصاروا أصدقاء بعد ترك تشابلين لكيستون.', 18 => false, 19 => '=== الصعلوك (1914-1915) ===', 20 => '[[ملف:ChaplinMakinALiving.jpg|تصغير|يمين|تشابلين على اليمين في أحد أول أفلامه "[[صناعة حياة]]"]]', 21 => 'انطلق مشوار الصعلوك خلال فترة الأفلام الصامتة، بداية من الفلم الكوميدي [[أطفال يتسابقون في فينيس]] (أنشئ في [[7 فبراير]] [[1914]]). أصبح تشابلين من خلال شخصية الصعلوك، ويسرعة أشهر نجوم كسيتون، شركة [[ماك سانات]]. استمر تشابلين في تمثيل هذا الدور في العشرات من الأفلام، حتى في بعض الأفلام الأطول لاحقا(في عدد من الأفلام الأخرى قام بأداء شخصبات أخرى غير الصعلوك)، كما أدى دور أحد أفراد [[شرطة كيستون]] في فيلم [[ممسك العصابات]] الذي صور في [[5 يناير]] [[1914]].', 22 => false, 23 => 'عرفت شخصية الصعلوك في فترة الأفلام الصامتة، وقد أعتبر كشخصية عالمية، وعندما بدأت فترة الأفلام الناطقة، رفض تشابلن أن يجعل هذه الشخصية متحدثة. فكان إنتاج سنة [[1931]]، [[أضواء المدينة]] صامتا. تقاعد تشابلين عن تأدية دور الصعلوك رسميا بعد فيلم [[العصور الحديثة]] ([[5 فبراير]] [[1936]])، الذي انتهى تقريبا بينما كان الصعلوك يسير في طريق لا ينتهي نحو الأفق. هذا الفيلم يعتبر نهاية الأفلام الصامتة. حيث كان الصعلوك صامتا حتى تقريبا نهاية الفيلم أين سمع صوته أخيرا، ولو أنه نطق مقطع من أنشودة فرنسية-إيطالية غير معروفة.', 24 => false, 25 => 'الفلمان الذان حددا ملامح شخصية الصعلوك كانا من إنتاج سنة [[1915]]، [[الصعلوك]] و[[البنك (فيلم)|البنك]]. على الرغم من أن النهاية الفلمين أدت بالصعلوك إلى خيبة أمل إلى أنه أستمر في طريقه مبتهجا.', 26 => false, 27 => '[[ملف:Chaplin - Kid Auto Races in Venice.png|تصغير|يسار|[[أطفال يتسابقون في فينيس]]1914: ثاني أفلام تشابلن وأول ظهور لشخصية الصعلوك]]', 28 => 'أفلام تشابلن الأولى صورة في أستدويوهات كاستين التابعة لماك سانات، أين طور شخصية الصعلوك وأين تعلم بسرعة الفن وكذلك حرفة إدارة الأفلام. أول ظهور للصعلوك كان بينما يبلغ تشابلين الـ24 من عمره، حينما ظهر في ثاني أفلامه [[أطفال يتسابقون في فينيس]] ([[7 فبراير]] [[1914]]).', 29 => false, 30 => 'في الواقع شخصية الصعلوك ظهرت في فيلم صور قبل بضعة أيام من الفيلم السابق ذكره، وهو فيلم [[مأزق مابل الغريب]] الذي أخرج متأخرا في [[9 فبراير]] [[1914]]. ماك سانيت طلب من تشابلن استعمال ماكياج كوميدي، حسب ماقال تشارل في سيرته الذانية التي كتبها بقلمه:<br/>', 31 => '''لم أكن أملك أي فكرة في خصوص أي مكياج أضع. لم أرد أن أظهر كصحفي في نشرة إخبارية كما هو الحال في فيلم [[لقمة عيش]]. لكن في طريق خزانة الملابس فكرة أن أرتدي سروال فضفاض، حذاء كبير، عكاز وقبعة. أردت أن يكون كل شيء متناقضا: السروال الفضفاض، المعطف الضيق، القبعة الصغيرة والحذاء الكبير. كنت مترددا أأكون بمظهر شخص كبير أو شاب، لكن تذكرت ان سانات كان ينتظر مني أن أكون بمظهر شخص أكبر عمرا، لذلك أضفت شنب صغيرا وذلك ليضفي على الشخصية الكبر في العمر دون إخفاء تعابيري. لم تكن لي أي فكرة حول الشخصية، لكن في اللحظة التي ارتديت فيها الملابس وقمت بالماكياج أحسست بالشخصية. بدأت أتعرف عليها، وعندما دخلت ساحة التمثيل ولد الصعلوك.''', 32 => '[[ملف:Chaplin The Kid edit.jpg|250px|تصغير|يسار|صورة لشارلي شابلن في فيلم [[الطفل (فيلم 1921)|الطفل]] عام 1921]]', 33 => 'إن الصعلوك هو متشرد ذو أخلاق، ملابس وكرامة رجل شهم. اشترط [[شستر كوكلين]] على تشابلين ارتداء بزة رسمية، أما [[فورد سترلينغ]] فأشترط بدوره أن يرتدي حذاء حجمه 14، الذي كان يعتبر كبيرا جدا. كان على تشابلن ارتداءه كل من الفردين في المكان الغير ملائم أي بالعكس، ليجعل لهما دورا مرحا في الشخصية. ولقد قام بجعل الشنب مجعدا تبعا ل[[ماك ستان]]. إن الشيء الوحيد الذي إنفرد في اختياره تشابلن هو القبعة. شخصية الصعلوك لم تأبه إلا أن تحصل على شهرة كبيرة بسرعة لدى جماهير السينما. إن هذه الشخصية من الشخصيات الأساسية لتشابلن، وقد كانت ولا زالت تعرف كـ"شارلو" في العالم الفرنكوفوني، [[إيطاليا]]، [[إسبانيا]]، [[أندورا]]، [[برتغال]]، [[يونان]]، [[رومانيا]] و[[تركيا]]، وكـ"كارليتوس" في [[البرازيل]] [[أرجنتين|الأرجنتين]]، و"دير فاغابوند" في [[ألمانيا]].', 34 => false, 35 => 'في بدايات تشابلن مع استدوديوهات كيستون، كان يستعمل صيغة ماك سانات في توظيف الجسد لغايات كوميدية إضافة إلى الإيمائات المبالغ فيها. إذ أن إيماءاته بالغة الدهاء، حيث أنها ملائمة لمشاهد الرومنسية وأيضا المطاردات. الكوميديا البصرية كانت من اختصاص كيستون، مع ذلك فان أعداء الصعلوك كانو يتعرضون دوما للركل والصفع. رواد السينما أحبوا مرح هذا الكوميدي الجديد، بالرغم من نقده الحذر التي تحده حدود غريبة في الخشونة.تشابلن كان قريبا من وعده بتأليف وإخراج فلمه الخاص. لقد قام بـ34 فلم قصير لسانات طول سنته الأولى مع السينما، فضلا عن العرض التاريخي [[رومانسية تيلي المثقوبة]].', 36 => false, 37 => 'لقد كان من الوارد أن يعرض أول أفلام الصعلوك في قاعات السينما الأمريكية، وأن تحظى بحملة أعلانية يديرها [[نيلس غرانلود]]، مدير إعلانات، إضافة إلى ورود رؤيتها بقاعة شارع لويس السابع بهارلم سنة [[1914]]. قام تشابلن سنة [[1915]] بتوقيع عقد أفضل مع [[استوديوهات ايساناي]]، علاوة على ذلك فقد قام بتطور مواهبه في مجال السينما، باللإضافة والتعمق في شدة إنفعلاته على المستوى التهريجي مقارنة بما قدمه في استدوديوهات كيستون. أفلام ايساناي كانت أكثر مرحا، كما كانت مدتها تساوي ضعف مدة أفلام كيستون. تشابلن قام أيضا بتطوير شركته، التي تضم كل من انجوني، إيدنا بورفيانس، ليو وايت وبود جاميسون..', 38 => false, 39 => '== المسرح ==', 40 => '[[ملف:Charlie Chaplin.jpg|تصغير|تشارلي تشابلن في شخصيته المشهورة «الصعلوك»]]', 41 => 'اعتلى تشارلي خشبة المسرح لأول مرة عندما كان في الخامسة من العمر حيث قام بالأداء في مسرح الموسيقى في عام 1894 م بدلا عن أمه. وكان أثناء طفولته قد اضطر للبقاء في الفراش لأسابيع نتيجة لمرض خطير أصابه، وكانت والدته عندما يحل الليل تجلس بالقرب من النافذة وتمثل له ما يدور في الخارج. في عام [[1900]] م، عندما كان الحادية عشرة، ساعد أخوه في أن يحصل على دور كوميدي في [[إيمائية (مسرح)|إيمائية]] [[سندريلا]] في [[مضمار لندن]] (London Hippodrome). في عام [[1903]] م شارك في العمل «جيم، غراميات كوكيني»، ثم تلا ذلك أول وظيفة ثابته له في شخصية بيلي، الطفل بائع الصحف، في [[شرلوك هولمز|شارلوك هولمز]] والذي عمل فيه حتى عام [[1906]] م. بعد ذلك عمل في استعراض «سيرك المحكمة» [[استعراض منوعات|المنوع]] في كاسي، وبعد ذلك بعام أصبح مهرجا في شركة [[فرد كارنو]] الكوميدية «مصنع المرح»', 42 => false, 43 => 'واجهت تشابلن صعوبات في بداية الأمر للتأقلم مع أسلوب التمثيل في كيستون ولكنه سرعان ما تأقلم مع البيئة الجديدة وبدأ مشوار النجاج. كان ذلك، إلى حد ما، بسبب تطوير تشابلن لشخصية الصعلوك التي اشتهر بها، الأمر الذي جعله يرتقي إلى أن أصبح له دور إخراجي وإبداعي وأصبح من أعلام كيستون الشهيرين، وكان أخر فيلم له هو [[كونتيسة من هونغ كونغ]] قبل أن يعود بعدها نهائيا [[إنجلترا|لإنجلترا]].', 44 => false, 45 => 'ويظهر من تاريخ ما كان يتقاضاه تشابلن السرعة التي ذاع فيه صيته عالميا، وكذلك مهارة أخيه سيدني في إدارة أعماله.', 46 => '* [[1914]] م: كيستون، عمل لقاء 150 [[دولار أمريكي]] أسبوعيا.', 47 => '* 1914 - [[1915]] م: [[استديوهات إساناي]] في [[شيكاغو]]، [[إلينوي]]، تقاضى 1250 دولار أسبوعيا و10,000 دولار علاوة للتوقيع.', 48 => '* [[1916]] - [[1917]] م: 10,000 دولار أسبوعيا و 150,000 دولار علاوة توقيع.', 49 => '* [[1917]] م: شركة [[فيرست ناشينال]]، صفقة بمليون دولار -وكان أول ممثل يحصل على مثل هذا المبلغ. وكذلك فقد شكل [[شركة تشارلي تشابلن للأفلام]]، وهي شركة إنتاج خاصة به والتي جعلته رجلا ثريا.', 50 => false, 51 => '== من أقواله ==', 52 => '* كل ما أحتاجه لصناعة كوميديا :[[منتزه]]، [[شرطي]], وفتاة جميلة.', 53 => '* أنا لا أزال على حالة واحدة ،حالة واحدة فقط, وهي أن أكون [[كوميديا]], فهذا يجعلني في منصب أكبر من السياسي.', 54 => '* بعد تمثيله لشخصية [[هتلر]] في فيلم الدكتاتور العظيم (The Great Dictator) قال: مستعد أن أفعل أي شيء لأعرف ما رأي هتلر في هذا.', 55 => '* لا يوجد لدي أي حاجة في [[أمريكا]] بعد الآن. لن أعود لأمريكا ولو ظهر فيها [[يسوع المسيح]].', 56 => '* الكلمات رخيصة, أكبر شيء تستطيع قوله هو ([[فيل]])!', 57 => '* يوم بدون سخرية هو يوم ضائع.', 58 => false, 59 => '== مراجع ==', 60 => '* {{note|ولادة}} جواز إلى هوليود: قصص ممثلين مهاجرين; صفحة 26 (ISBN 0-07-070053-2).', 61 => '{{مراجع}}', 62 => '{{تصنيف كومنز|Charlie Chaplin}}', 63 => false, 64 => '{{أفلام تشارلي تشابلن}}', 65 => false, 66 => '[[تصنيف:تشارلي تشابلن]]', 67 => '[[تصنيف:حائزون على جائزة الأوسكار الفخرية]]', 68 => '[[تصنيف:حائزون على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية]]', 69 => '[[تصنيف:مغتربون إنجليز في الولايات المتحدة]]', 70 => '[[تصنيف:مغتربون بريطانيون في الولايات المتحدة]]', 71 => '[[تصنيف:ممثلو أفلام إنجليز]]', 72 => '[[تصنيف:ممثلو أفلام إنجليز ذكور]]', 73 => '[[تصنيف:ممثلون بريطانيون]]', 74 => '[[تصنيف:ممثلون في القرن 19]]', 75 => '[[تصنيف:ممثلون في القرن 20]]', 76 => '[[تصنيف:ممثلون من لندن]]', 77 => '[[تصنيف:مواليد 1889]]', 78 => '[[تصنيف:وفيات 1977]]', 79 => false, 80 => '{{وصلة مقالة جيدة|bs}}', 81 => '{{وصلة مقالة جيدة|es}}', 82 => '{{وصلة مقالة جيدة|ru}}', 83 => '{{وصلة مقالة جيدة|uk}}', 84 => '{{وصلة مقالة مختارة|ast}}', 85 => '{{وصلة مقالة مختارة|en}}', 86 => '{{وصلة مقالة مختارة|fi}}', 87 => '{{وصلة مقالة مختارة|hr}}', 88 => '{{وصلة مقالة مختارة|no}}', 89 => '{{وصلة مقالة مختارة|sl}}', 90 => '{{وصلة مقالة مختارة|ta}}', 91 => '[[ml:ചാര്‍ളി ചാപ്ലിന്‍]]' ]
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
0
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
1410110461