مستخدمة:رنا حسن حطام/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أهمية الحياة الجنسية في الحياة الزوجية

رسالة شكر وعرفان وتقدير

أود أن اشكر أختي الحبيبة الغالية السيدة منى حسن حطام (أم عمار ) التي أتاحت لي تلك الفرصة لتعلم الكثير والاستفادة في مجتمع الإصلاح الأسري حتى أستطيع المساهمة بشكل فعال في مدينتي بأذن الله. كما أتقدم بالشكر والتقدير للأستاذة رانيا المشرفة على مرحلة الدبلوم لما أعطتنا من حافز دائم للتقدم والاستمرار. وأشكر زوجي وشريك عمري على النور الذي كان دائما يضيئه لي في أوقات اشتد بها الحيرة والعجز عن انجاز هذا المرحلة حفظة الله ورعاه.

رسالة إهداء

إلى شريك العمر وحبيب الروح 
إلى من كان الأمان وكان السكن والحنان 
إلى من حفظت كلماته وتعلمت من أفعاله 
إلى من علمني نفسي وعلمني أنني أستطيع أن أنجز ما أريد 
بفخر وعزة إذا ما صممت على ذلك 
إليك وحدك 
إلى زوجي الحبيب

زوجتك المحبة لك دوما

مباحث البحث .

  • الباب الأول: الحياة الزوجية
  • مقومات السعادة الزوجية
  • أولا مبحث: أمور يجب أن تراعى قبل الزواج
  • ثانيا مبحث: القيام بالحقوق الزوجية
  • أولا: حقوق الزوج
  • ثانيا: مبحث حقوق الزوجة
  • ثالثا: مبحث الحقوق المشتركة بين الزوجين:
  • المبحث الثاني: الواقعية في الحياة الزوجية.
  • المبحث الثالث: معرفة كل من الزوجين نفسيّة صاحبه.
  • المبحث الرابع: الأولاد
  • المبحث الخامس: حسن العلاقة مع الآخرين.
  • المبحث السادس: القدرة على حل المشكلات
  • المبحث السابع: أمور متفرقة.
  • الباب الثاني: الحياة الجنسية
  • المبحث الأول: أهمية الجنس في حياة الإنسان
  • المبحث الثاني: ما هي العلاقة الجنسية
  • المبحث الرابع: احتياجات العلاقة الجنسية والياتها.
  • الباب الثالث:كيف تكون العلاقة الجنسية أساس الحياة الزوجية
  • المبحث الأول: اللذة الجنسية في ديننا الإسلامي
  • المبحث الثاني: مشاكل غرفة النوم

حدود البحث

في هذا البحث سنتطرق إلى مناقشة عدد من الأمور التي تختص بالحياة الزوجية وكيف نستطيع أن نتوصل إلى السعادة الزوجية بيطار واضح ومبسط ,وقد استخدمت بذلك المقومات الأساسية للسعادة الزوجية والتي تبدءا من المراحل الأول لما قبل الزواج من اختيار الزوجة المناسبة ورؤيتها وكيف يساهم الأهل بإتمام هذا الزواج بطريقة ناجحة وذلك بعدم المغالية بالمهور لذا الزواج .وسنتحدث أيضا على مقومات أساسية ومهمة بعد الزواج وهي حقوق كل من الزوج والزوجة من نفقة ومهر ومعيشة وطاعة بالمعروف وخدمه على إسعاد شريك العمر بما يرضي الله ورسوله وحسن المبيت وحسن العشرة للزوجة ,وبمعرفتنا لتلك الحقوق نجد أنه هناك حقوق مشتركة قائمة بين الزوجين للحفاظ على ذلك الزواج بطريقة سليمة ومنها عدم التحدث بإسرار البيت وأخذ المشورة ممن يعلموا من ذوي الخبرة ,أو من بين بعضهما البعض.

من الأشياء التي تساعد أيضا على إسعاد الزوجين بالحياة الزوجية الواقعية بالنظر إلى أمور النفق في حفلة العرس بواقعية وعدم المزايدة بالنفقات والتبذير فيها والإسراف والنظرة الواقعية إلى أن لا شيء كامل فتجنب المثالية الزائد والعيش بالواقع يخفف على الزوجين كثير من أعباء الزواج التي قد تقع حاجز في طريق سعادتهما مما يشكل عبء على الزوجين في حقيقة قيامهما بالحقوق والواجبات بطريقة مفرطة تودي إلى انهيار ذلك الزواج بدل من قوامته على شكل سليم.

وكما أن الحياة الزوجية لا تكتمل إلا بنعمة الله البنين والبنات فتلك مسئولية كبيرة على عاتق الزوجين حتى يحسنا تربيت أولادهما على أكمل وجه ويهتمون بهم من مراحل الإنجاب إلى مراحل البلوغ والكبر ,والتربية هنا لابد أن تخضع لشروط ومقاييس يخضع لها الزوجين دون الدخول في نقاش وجدال أمام الأولاد. وقد انتقلنا بالمداخل من الحياة الزوجية الداخلية إلى الحياة الزوجية الخارجية إي العلاقة بالآخرين وكيفية التعامل وما يجب على الزوجين أن يدركوه من علاقتهما بالآخرين دون نقل لمشاكل البيت إلى خارج البيت ودون الإساءة إلى الذين يرتبطون بهم من الأهل والأقارب والمعاملة بالمعروف فكل تلك الأمور تشد روابط الحب والألفة بين الزوجين إذا ما أحسنا العمل بها.

كثير كثير تلك الأشياء التي قد تهدد تلك السعادة الزوجية فتحيط بها مشكلات الحياة والضغوطات الخارجية والداخلية من عمل المرأة والإنفاق من مالها الخاص مما قد يجعل الزوج يتجه إلى البحث عن زوجة أخرى ,وتدخل تلك الحياة الزوجية في صراعات أم الزوج أو أم الزوجة كل ذلك قد يحدث لذاك الزواج اذا ما بعد الزوجين عن البحث عن مقومات سعادتهم الزوجية وتمسكا بها وعمل على القيام بها قد المستطاع للحفاظ على سعادتهم الزوجية.

ثم قمنا بالربط بين كل تلك المسببات للسعادة وبين العلاقة الجنسية بين الزوجين ,وتعرفنا على الحياة الجنسية وأهميتها في حياة الإنسان ,وعرفنا العلاقة الجنسية كيف تكون ووضعنا الاحتياجات الخاصة بين الزوجين في العلاقة الجنسية بمراحله الثلاث كطريق واضح لتوضيح الرؤية لأهمية الحياة الجنسية وما ينطوي عليها من اثأر للحياة الزوجية بطريقة مؤثرة وفعاله. وقمنا بإثبات أن الحياة الجنسية هي أساس العلاقة الزوجية فمن خلال تلك العلاقة الجنسية تمتلاء الحياة بالمودة والرحمة بين الزوجين , وقد تطرقنا إلى نظرة الإسلام إلى اللذة الجنسية والتمتع بها ليعلم الزوجين أن اللذة والاستمتاع بمختلف الطرق ليس بها أي إساءة إلى ديننا الإسلامي إلا ما خالف شرع الله بينهما. وفي الأخير وضعنا بعض المشكلات التي تتواجد في غرف النوم بسبب عدم المعرفة الكاملة بالحياة الجنسية لكلا الزوجين أو أحدهما واستحياء الأخر من التحدث فيها .

==الـباب الأول: الحياة الزوجية==

الحياة الزوجية ليست مجرد لفظ يطلق أو مصطلح علمي يتغنى به الكتاب والأدباء فقط , بل هو أسمى من ذالك وأعلى، فالزواج عبارة عن كائن حي يشعر ويتنفس و يتغذاء من خلال الزوجين يمرض ويشتد به المرض ويتأثر بما يحيطه من مشكلات ومشادات ,فالزواج ليس مجرد لفظ يعني أن يظل الزوجين في حياة رومانسية جميلة خالية من أي مشكلات أو منغصات لتلك الحياة. صحيح أن الحياة الزوجية حياة رائعة وجميلة ولكن تلك الروعة بتلك الحياة لا نجدها إلى إذا عملنا على إيجادها وسعينا إليها ,فهنا عندما نسعى إلى كسب تلك الفرح من الحياة الزوجية نستطيع أن نحصل عليها

كمكافأة لنا على ذلك السعي وراء إيجادها,وبما أننا سلمنا أن الزواج كائن حي فذاك الكائن لابد أن يمرض وقد يشد به المرض ليستطيع أن ينال الشفاء فينهض بشكل جديد ويستمر بطريقة أفضل من ذي قبل , وبتغير كامل ,وينمو ويتطور .فالحياة تعني النمو والنمو يعني التغير

مقومات السعاة الزوجية[عدل]

أولاً: أمور يجب أن تراعي قبل الزواج[عدل]

هناك أمور كثيرة قد يغفلها الناس وهي من الأمور المهمة قبل الزواج فهي تعتبر كحجر الأساس لهذا الزواج فإن كان هذا الأساس متينا وصحيحا كلل ذالك الزواج بالثبات والدوام وقلة المشاكل فيه والعكس كذلك , فحسن اختيار الزوجة هي من أوائل الأمور التي يجب أن ينتبه إليها الزوجين وأهلهما بتلك الفترة فقد أوضح رسولنا الكريم كيف يكون حسن الاختيار في سنته التي هي شرعنا ومنهاج حياة بالنسبة لنا ,فحسن الاختيار لا يقام على الشهر أو الغنى ولا يقام على الثروة والجاه والمال ,روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: " تُنْكَح المرأة لأربع: لجمالها،ولمالها، ولنسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك "( ).

فالزوجة العالمة بأمور دينها هي الأكثر حفاظا على زوجها وأهلها وبيتها بما يرضي الله سبحانه وتعالى فتلك الزوجة يكتب بها الله الخير أكثر من زوجة أخر تجهل الدين ومعاملاته فتلك وصية المصطفى عليه الصلاة والسلام (اظفر) والظفر هنا كنيل جائزة كبيرة ونادرة ولا تتكرر. ويساعد أهل الزوجة في تسهيل ذالك الزواج أو تعسيره وخصوصا وقت الخطبة فلا بد أن يحض الزوج برؤية الخطيبة فبالنظر إليها تسكن المودة قلبهما ويطمئن بها . فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم، على رؤية المخطوبة، ورَغَّب فيه، وأمر به، وأبو هريرة يقول: " مكثت عند رسول الله فأتاه رجل من الأنصار، فأخبره أنه تزوّج امرأة من الأنصار، فأمره الرسول أن يذهب وينظر إليها " ( ).

فأولئك الآباء الذين يرفضون ذالك إنما يخالفون سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم فالروية الشرعية لابد منها ,وليس مهنا ذالك أن يوضع الحبل على الغارب للدخول والخروج مع الخطيب إلى الأماكن العامة أو الأسواق ,مما قد يؤدي إلى كثير من الأخطاء والمحاذير التي تخالف شرعنا الإسلامي ,وبحكم تغير الزمان واختلاف الحياة فديننا دين مرن يدعوا إلى الوسطية ,فلا باس أن يرى الخطيب خطيبته أو يتحدث معها بحضور أهلها والدها أو والدتها حتى يظل محفوظًً في قالب من الشرعية.

فعندما تتكلل تلك الخطوبة بالنجاح ويبدأ العروسان بالاستعداد لمراسيم الزفاف, فما أعظم أن يساهم الأب بذالك الزواج بتيسير المهور وتخفيفها فقد قال – عليه الصلاة والسلام-: "خير الصداق أيسره"( ) لذا كان تخفيف المهور وتبسيطها من الأمور التي تريح النفس وتجعل الحياة ميسرتا وسهلا أما غلا المهور قد يجعل من الزوج في أول أيامه مثقل بالهم والحسابات لقضاء ذلك الدين وإذا مارى الزوج بهدها من زوجته شيء من التقصير ,انهال عليها بكثير من التجريح لما دفع فيها من المهر بسبب أحساسة بأن ثقل الدين لما يأتي بشيء دو قيمة ,أما إذا ما تيسرت المهور استحى الرجل أن يلقي كلمات التجريح على زوجته لأكرم والدها معه في تخفيفه بالمهر عنه ,فيتحملا بعضهما قدر ما شاء الله لهما . وهذه سعادة سببها تخفيف المهر ومعقوليته.

ثانيا: القيام بالحقوق الزوجية[عدل]

أولا:حق الزوج[عدل]

وهذه قضية طويلة ذات ذيول وشعب، لكن سنحاول المرور على أهم قضاياها بتركيز وإيجاز. علماً بأن مدارها وخلاصتها في قوله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) فللرجل حقوق على زوجته وللزوجة حقوق على زوجها وبينهما أمورا مشتركة فالقوامة للرجل في بيته ليس بها تفصيل أو تدليس فالرجل بقوامته يساهم في استقرار البيت وخلوه من المشاكل التي تعصب به , ولكن في هذا الزمان تنازل الرجل عن تلك القوامة لأجل المرأة فأصبحت القوامة للزوجة , ولو علم الزوج أن المرأة السوية لا تحب إلا قوامة زوجها لما تنازل عنها فحتى أن كانت المرأة تتغنى بقوامتها على زوجها أمام صديقاتها , ولكنها من الداخل هي خاوية ركيكة ,فالمرأة تحب أن تستند على ظهر تأوي إليه في أوقات الشدة وتشعر بالأمان معه .فتلك قوامة فرحتها زائلة ونتائجه مزعجة .

ووجب على المرأة أن تطيع زوجها بالمعروف وبما يرضي الله سبحانه وتعالى فرضا الزوج من رضا الرب وان كانت المرأة قادرة على أداء حقوق زوجها كاملة كان للزوج أن يقيم حقوقها دون حجة له والطاعة بالمعروف ولابد أن تعلم المرأة أن إطاعة الزوج لا تكون محط مقارنة أو مفاضلة بينهم فذالك شيء قد فرضه الله على المرأة وفرض على الرجل أن يعدلها في ذالك إذا ما تقاعست عن تلك الطاعة.ودليل ذلك قوله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) (النساء: 34). ومن السُّنَّة: ما جاء في قصة عمّة حُصين بن محصن التي جاءت للرسول فسألها: "أذات زوج أنت؟ قالت: نعم. قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه - أي لا أقصر في خدمته وطاعته - إلا ما عجزت عنه" فقال لها: "انظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك"( ).

ولابد أن تراعي الزوجة أن في الحياة الزوجية يختلف الأمر عن بيت الأهل فألان هي مسئولة عن بيت وزوج لذا وجب عليها عدم السماح لأحد بدخول بيت زوجها وعلمها المسبق بمن يستطيع الدخول وان تأخذ الإذن من زوجها كجملة الأمر أو تفصيلة: ودليل ذلك، ما رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه"( )الحديث.

خدمة الزوجة لزوجها حقٌّ واجب له عليها، وهذه المسألة وإن وقع فيها خلاف بين أهل العلم، إلا أن القول الصحيح، أنّ خدمة الزوجة لزوجها واجبة من مثلها لمثله، كما مرّ في قصة عمة حُصين الآنفة الذّكْر، فهي تختلف من بيت لآخر، ومن زوج لزوج، ومع ذلك نجد من النساء من ترهق زوجها، فتطالبه بخادمة مع قدرتها على القيام بشئون البيت، واستغنائها عمّن يخدمها، وما يدعوها لذلك إلا حب المباهاة والمفاخرة والتقليد الأعمى.

ومن الخلافات التي نجدها بين الزوجين صوم المرأة بغير إذن زوجها ,فلا يجوز صيام المرأة دون استئذان زوجها أو موافقته على ذلك، ودليل ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها عن رسول : "لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه"( ). المرأة في بيت زوجها مسئولة على ما فيه، وأنفس ما في بيت الرجل زوجته وماله وأولاده، وهي أمانة بيد المرأة يجب عليها تمام حفظها ورعايتها. فهي رعية ستُسأل عنها المرأة يوم القيامة، يقول النبي : "والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسئولة عن رعيتها"( ).

ثانياً: حقوق الزوجة على زوجها[عدل]

من أوائل الحقوق للمرأة عند زوجها هو المهر لقوله تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) (النساء: 4).وكما قلنا مسبقا فالمهور تكون بقدر ، فلا إفراط ولا تفريط، ولا إسراف ولا تقتير.ووجب على الزوج تأمين النفقة والمسكن للزوجة والأولاد فيما بعد : لقوله -تعالى-: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة: 233).وقوله تعالى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) (*) (الطلاق: 6). ولما روى حكيم بن معاوية عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، ما حق الزوجة على أحدنا؟ قال: "أن تَطعمها إذا طَعِمْتَ، وأن تكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبّح، ولا تهجُر إلا في البيت"( ). وأخرج الشيخان أن الرسول قال لهند بنت عتبة عندما جاءت تشكو شُحّ أبي سفيان عليها وعلى ولدها، قال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"( ). بعض الأزواج يغلبه الطمع فيتسلط على مال زوجته بدون رضاها، وهذا ليس من حقه، بل للمرأة مالها. ولها حق التصرف فيه، دون غيرها، وعلى الزوج أن يقوم بواجبه في النفقة عليها، وإن كانت ذات مال.ومثل هذا الجشع من بعض الأزواج يمحو المحبة، ويذيب الوُدّ من قلب الزوجة، إن لم يحملها على تصرفٍ مشين يحطِّم السلام في أمن البيت. وعلى الزوج حسن المعاشرة مع زوجته وحسن الخلق فقد قال الله تعالى مبيِّناً هذاالحقّ: (وَعَاشِرُوهُنَّ ِالْمَعْرُوفِ) ولأجل إنفاذ هذا الحق فإننا نطالب الزوج بالتزام المنهج الشرعي في معاشرة الزوجة بالمعروف، ومعاملتها بالحسنى امتثالاً لقوله تعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ ت َسْرِيحٌ ِإِحْسَانٍ) (البقرة: 229) وقال عليه الصلاة والسلام: "خيرُكم خيرُكُم لأهله، وأنا خيركم لأهله"( ) .وعلى الزوج ان يتصف بحسن الخلق مع زوجته حتى يمتثل بقول الله سبحانه وتعالى (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) (البقرة: 229). فالأزواج تختلف طبائعهم وتصرفاتهم ولكن هناك طرفان مذمومان في العشرة.فمنهم من لا تعرف الرحمة والعطف إلى قلبه سبيلاً ومنهم من يفرط في التساهل والتسامح حتى ينفلت زمام الأمور من يده، والحق وسط بين الغالي فيه والجافي عنه.

ونتيجة لهذا الإفراط أو عدم الالتزام بحسن المعاملة من الزوج أو حسن الخلق نجد وجود خلل في حق من أهم الحقوق الزوجية وهو حق المبيت والمعاشرة وهذا الحق من الحقوق التي يقع الخلل في أدائها من قبل بعض الأزواج، فتراه في دنياه لاهثاً أو يدمن السهرات مع الأصحاب والخلان ولا يَؤوب إلا في ساعة متأخرة من الليل، قد أرهقه التعب وأضناه اللعب، واستنفد ما في جعبته من المرح واللهو مع مسامريه، فيدخل بلا سلام ولا كلام، ويرتمي على فراشه كالجيفة، ولو قُدّر له أن يقضي وَطَرَه منها، قضاه على وجه لا تشعر معه المرأة بسعادة، وكأنها ما بقيت في البيت إلا للكنس والطبخ والخدمة وتربية الأطفال، فهي في نظره أو كما يعبر عنه واقعه معها ليست بحاجة إلى قلب يعطف عليها ورجل يداعبها ويحنّ إليها، ويروي عاطفتها، ويُشبع غريزتها. وإذا كان الرجل يُنهى عن الانهماك في العبادة لأجل إتمام هذا الحق لزوجته فكيف بإهدار الوقت وإضاعته في السهرات العابثة والليالي اللاهية؟

جاء سلمان الفارسي لأبي الدر داء يزوره، وقد آخى بينهما رسول الله ، فإذا أم الدرداء مبتذلة، فقال: ما شأنك؟ قالت: إن أخاك لا حاجة له في الدنيا،يقوم الليل، ويصوم النهار!! فجاء أبو الدر داء، فرحب به، وقرب إليه طعاماً فقال له سلمان: كُلْ. قال: إني صائم، قال: أقسمت عليك لتفطرن، فأكل معه، ثم بات عنده، فلما كان الليل، أراد أبو الدر داء أن يقوم، فمنعه سلمان. وقال: إن لجسدك عليك حقاً، ولربّك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، صُم وافطر، وائت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه، فلما كان وجه الصبح، قال: قم الآن إن شئت، فقاما، فتوضآ ثم ركعا، ثم خرجا إلى الصلاة، فأتى النبي صلى الله عليه، فذكر ذلك له، فقال له النبي : "صدق سلمان"( ).ووجب على الزوج تعليم الزوجة أمور دينها وبخاصة إذا كانت المرأة لم تأخذ من التعليم الشرعي ما يكفيها في أمور دينها ودنياها، وعلى الزوج أن يتخذ من الوسائل الشرعية ما يُكمّل به هذا الجانب، والرسول صلى الله عليه وسلم، كان يعلم تساءه أمور دينهن، وزوّج رجلاً من الصحابة امرأة على ما معه من القرآن.

ومن قوامة الرجل غيرته على زوجته وأهل بيته وتلك من أهم من أبرز حقوق الزوجة الزوج أن يصون كرامتها ويحفظ عِرْضها، ويَغَار عليها.ومن المؤسف أن بعض حيوانات الغابة أكثر غِيرةً على زوجاتهن من بعض الرجال، فتراه يطلق العنان لزوجته تختلط مع الرجال وتحادثهم، وتذهب للأسواق وحدها، وقد تركب مع السائق وحده، وإذا كان الحمو هو الموت كما أخبر بذلك المصطفى ، فكيف بغيره.مما يُحدث إشكالات في حالات كثيرة بين الأزواج، قضية عمل المرأة، والأمر فيها بيّن واضح: فإن كانت المرأة اشترطته على زوجها دائماً أو وقتاً معيناً، فإن عليه أن يلتزم بالشرط كما اتفقا عليه حين العقد ورضيا به، لقوله : "إن أحق الشروط أن تُوفوا به ما استحللتم به الفروج"( ).وقوله صلى الله عليه وسلم: "المسلمون على شروطهم"( ).وإن اشترط الزوج على زوجته ألا تعمل، أو لم يكن هناك شرطٌ سابق لكنه رفض عملها، لزمها أن تطيع وتسمع؛ لأنه بَعْلها، وطاعته واجبة عليها. ولكن على المرأة ألا تركب رأسها حين يكون العمل مضرّاً بحياتها الزوجية مرهقاً للزوج، بل ينبغي لها أن تتنازل عن شرطها، وتتخلى عن عملها، لأن الإبقاء على الزوج، وتقدير مصلحة البيت خير لها من لزوم العمل، وهذا كله إنما يتم بطريق المفاهمة والمشاورة ومبادلة الرأي.

الثالث: الحقوق المشتركة بين الزوجين[عدل]

هناك حقوق مشتركة بين الزوجين يقوم كل واحد من الزوجين بكتمان ما يراه من صاحبه، أو يسمعه منه، وهذا أدب عام حثّ عليه الإسلام، ورغب فيه وبخاصة ما يقع بين الزوجين، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن من أشرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يُفْضي إلى امرأته، وتُفْضي إليهن يم ينشر سرّها"( ). ولابد للزوجين من مراعاة الحوار بينهما والمناصحة للتناصح وبخاصة بين الزوجين دور كبير في الارتقاء بمستوى الأسرة، ورتق الفتوق الواقعة فيها، وإنارة درب السلامة من التردّي في الخطأ، بيد أن كثيراً من الأزواج يرى من غير الطبيعي أن تؤدي المرأة دورها في نصيحة زوجها، وأن من السائغ والمعتاد أن تكون من جانبه دونها، ويصل الظنّ بجملة منهم إلى أن قيامها بالنصيحة نوع من التطاول والعجرفة، وخدش لكرامة الرجل، وقوامة الزوج، وهذا خطأ ظاهر، وهدم لعش الزوجية وسعادة الأسرة. وهذه المناصحة وطريقة الحوار تفتح آفاق للزوجين بمعنى أن يكون التشاور وتداول الرأي قائماً بين الزوجين فيما يتعلق بشئون البيت، وتدبير أمر الأسرة، ومصير الأولاد، وليس من الحكمة في شيء أن يستبد الرجل برأيه ولا يلتفت إلى مشورة امرأته، لا لشيء، إلا لأنها امرأة، ومشورتها قدح لقوامته عليها في نظره السقيم. فما أجمل أن تكون المودة بين الزوجين راقية وسامية فبها تتم السعادة الزوجية ، فتحبب كلٍّ من الزوجين إلى صاحبه وتظهر صدق المودة، وتراشق الكلمات الحنونة، فإن ذلك أحسن ما تستقيم به أحوال الزوجين، وأفضل ما تبنى عليه حياتهما، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مع أزواجه – رضي الله عنهن –وتعدد الزوجات أمر مشروع، ولا مجال للنقاش في مشروعيته، وإنه ليخشى على دين من يُناقش في ذلك، ويخطئ أولئك الذين يظنون أن التعدد مباح عند الضرورة، كعقم الزوجة، أو مرضها المزمن، فذلك مما لم يرد به دليل، ولم ينزل به شرع. فمن الأزواج من يتعجل في التعدد، ويقدم على الزواج من غير تبصُّر وتربُّص فيقع في أخطاء فادحة، تُهَشِّم بُنيان السعادة في أسرته.ومنهم من يجعل الحديث عن التعدد سبيلاً لإغاظة الزوجة، واستفزازها وتهديدها. ومنهم من لا يراعي في التعدد إلا إشباع الرغبة الجنسية. صارفاً النظر عن الأغراض الشرعية السامية، التي من أجلها شرع التعدد، ومعرضاً عما ينبغي أن يقوم به من العدالة والقوامة والقدرة على القيام بالحقوق.

:ثالثاً: الواقعية في الحياة الزوجية[عدل]

للواقعية نصيب وافر في رَفْرَفة أجنحة السعادة على عش الزوجية، إن إثقال كاهل الزوج بمهر باهظ وحفلة زفاف مجحفة لا يعود على الحياة الزوجية إلا بالنكد والهم والتعب، لذا لا بد أن يكون المهر وحفلة العُرس موائمة لحال الزوج مناسبة لوضعه المادي، لنضمن – بإذن الله – هدوء نفسه، وراحة باله، وطمأنينة قلبه، حتى يستقبل حياته الزوجية بانشراح ورغبة. ومثل ذلك يُقال، فيما تعارف الناس عليه من الهدايا في الأعراس والمناسبات. إذ يجب أن يكن بقدر حال الزوج، وليس من مصلحة المرأة أن تلحّ وتطالب بما هو أغلى ثمناً وأعلى قدراً مما لا تسمح ظروف الزوج المادية به، وكثرة ذلك مؤذنة بغياب السعادة وأفول شمسها من عش الزوجية إن لم يصل الحد إلى أمر لا تحمد عقباه.

إن من خير ما تحلّت به المرأة المسلمة من الصفات مع زوجها مراعاتها لطاقته وقدرته في النفقة، فلا إلحاح في حالة العسر، ولا شراهة في وقت اليسر، بل تلبس لكل حالة لَبُوسها، وترضى منه باليسير، وشرذث ما اتصفت به المرأة الشراهة وكثرة المطالب وهذا لا يزيدها من زوجها إلا بُعداً، ولا من قلبه إلا بُغْضاً. وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه شهراً لما سألنه في النفقة، وأكثرن عليه فيها حتى أنزل الله سبحانه قوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) (الأحزاب: 28، 29). فخَيَّرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترنه( ). وعلى الرجل أيضاً ألا يكون شحيحاً على أهله، مقتّراً عليهم، بل ينفق عليهم من سعته ولا يكلف الله نفساً إلى ما آتاها، (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ) (الطلاق: 7).

ويجب أن تعلم الزوجة والزوج أنه لا مثاليات في الزواج وهذه الخصلة لا تكاد توجد إلا عند نذرٍ يسير من الناس ممن وفقهم الله، بينما غالبهم عندما يهمَُ بالزواج يرسم الزوجة في ذهنه رسماً يتواءم مع طموحاته الوهمية البعيدة عن أرض الواقع. وكأنه يصور بيده تمثالاً لامرأة وهمية، مما حدا بأحد الأذكياء، عندما أخبره صاحبه بالصفات التي ينشدها في شريكة حياته، أن قال لمحدثه: إن المرأة التي تطلب موجودة، ولكن عليك أن تنتظر إلى أن نُبعث لأن امرأة بمثل ما تذكر لا توجد إلا في الجنة. فالاعتدال مطلوب في تلك الأمور . نعم إن الاعتدال في المطالب والصفات لا بد وأن يكون مركوزاً في ذهن كل من الزوجين، ويجلي ذلك بوضوح قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر"( ).

وتلك هي سنة الله في خلقه ألا يجتمع الكمال في كل الصفات في عامة البشر، فقد تكون المرأة وسطاً في الجمال لكنها ذات دين وخلق عظيم. ولو وقف نُشّاد الكمال مع أنفسهم وقفة تأمل ومحاسبة لوجدوا أنهم لم ينصفوا، إذ غالب ما يطلبونه قد لا يكون متوافراً فيهم، فكما أنك تريد فغيرك يطلب منك ما تريد وإلا صار مصيرُك مصيرَ ذلك الرجل الذي ظل يطلب الزوجة المثالية في نظره ردهاً طويلاً من عمره فلما وجدها وتقدم لخطبتها، رفضته، لأنها لم تجد بُغْيتها فيه، فعاد بالخيبة والحرمان. وليس من حسن العشرة أن يُكلّف الزوج امرأته شططاً، وينهكها في تحقيق حقوقه تعباً، بل عليه أن يسلك هدياً قاصداً، ويتغاضى عن بعض حقوقه في سبيل تحقيق المهم منها، إحساناً للعشرة، وتخفيفاً على الزوجة. وكذا حال المرأة مع زوجها لتستديم محبته، وتكسب ثقته ومودته.

رابعاً: معرفة كل من الزوجين نفسيّة صاحبه[عدل]

وهذه إحدى القضايا التي لا تجد من كثير من الأزواج عناية مع أن دوام العشرة، وهناءة العيش لا تحصل على أتم وجوهها إلا عندما يدرك كل منهما نفسية صاحبه ومزاجه، وما يحبه ويكرهه، وما يرضيه ويسخطه، وما يقبله، ويرفضه، وهذه الأمور لا يتحتم إدراكها بالسؤال، بل يعرفها الفَطِن الذّكي من الحال والمقال.

وخير ما يستشهد به على هذا لبيان أثره على حياة الزوجين قصة شُريح القاضي، لما تزوج بامرأة من بني تميم، فيقول: لما دخلت عليها قمت أتوضأ، فتوضأت معي، وصليت فصلت معي، فلما انتهيت من الصلاة دعوت بأن تكون ناصية مباركة، وأن يعطيني الله من خيرها، ويكفيني شرّها، قال: فحَمِِدَت الله، وأثنت، ثم قالت: إنني امرأة غريبة عليك فماذا يعجبك فآتيه، وماذا تكره فأجتنبه، قال: فقلت: إني أحب كذا، وأكره كذا، فقالت: هل تحب أن يزورك أهلي. فقلت: إنني رجل قاضٍ، وأخاف أن أملَّهم، فقالت: من تحب أن يزورك من جيرانك، فأخبرتها بذلك. قال شريح: فجلست مع هذه المرأة في أرغد عيش وأهنئه حتى حال الحول، إذ دخلت البيت فإذا بعجوز تأمر وتنهى، فسألتُ: من هذه؟ فقالت: إنها أمي. فسألته الأم: كيف أنت وزوجتك؟ فقال لها: خير زوجة، فقالت: ما حوت البيوت شرّاً من المدللة، فإذا رأبك منها ريب فعليك بالسوط.قال شريح: فكانت تأتينا مرة كل سنة، تنصح ابنتها، وتوصيها، ومكثتُ مع زوجتي عشرين عاماً، لم أغضب منها إلا مرة واحدة، وكنت لها ظالماً( ).

وللزينة دور فعّال في إعفاف كلٍّ من الزوجين وقناعته بصاحبه والرغبة فيه، ودوام العشرة بالمعروف، ومتانة سياج المودة والمحبة، ولا غرو، فالقلب مجبول على التطلع إلى الجمال ومحبته. بيد أن بعض الرجال يعتقد أن هذا خاص بالمرأة دونه، وأنه يجب عليها أن تتجمل له وتتزينن لكنه لا يقوم بدوره في التجمل لذلك الاعتقاد الخاطئ، وقد قال الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة: من الآية228). نعم إن زينة الرجل كمالُ رجولته، وقوامته، وحسنُ عشرته، ولكن التجمل الظاهر مطلب للمرأة ترتاح له وتسرُّ به. لعل خير ما يذكر مسألة غفل عنها الكثير من الأزواج مع أثرها في تحقيق السعادة ودوام المحبة والألفة، ألا وهي الهدية، هدية الزوج لزوجته وهدية الزوجة لزوجها، وكذلك هدية كل من الزوجين لأهل الآخر، وبالأخص للوالدين، إن الهدية تذهب السخيمة، وتزيل البغضاء، ومهما كانت الهدية بسيطة ويسيرة فإن لها من الآثار النفسية ما يصعب حصره وتعدد مزاياها. فتهادوا تحابوا.

خامساً: الذرية الصالحة[عدل]

يكتمل الزواج بإنعام الله على الزوجين بالذرية الصالحة ,بعض الأزواج يطلب من زوجته التريث في الحمل باستعمال مانع له بعد الزواج مباشرة بحجة طلب المتعة، وهذا فيه ضرر بالغ على الزوجة، إذ من الثابت طبيّاً أن استعمال الحبوب المانعة للحمل من قبل امرأة لم يسبق لها الإنجاب قد يؤدي إلى عقم تحرم معه المرأة من الولد طيلة عمرها. وقسم من الزوجات ترفض الحمل؛ لأنه يعيقها عن مواصلة دراستها، مما يسبّب سآمةَ الزوج من رتابة حياته الزوجية معها، لخلوها من مولود يجدد سعادتهما، ويملأ عاطفة الأبوّة لديهما. وبعضهن تستمرئ هذا الرفض حتى بعد الدراسة بحجة العمل، وهي حجة عليلة خالية المضمون، قد تحدث الفرقة بين الزوجين كما حدثني بذلك أحدهم عن زوجته التي امتنعت عن الحمل بحجة الدراسة، وبعد إتمام الدراسة رفضت الإنجاب بحجة العمل، ويرى الآن أنه لا حلّ للمشكلة إلا بالطلاق، مع أن المسلم مطالب بكثرة الإنجاب – مع عدم الضرر – لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، مكاثر بأمته الأمم يوم القيامة.

غير خافٍ أن الناس يختلفون في طرائق التربية والتوجيه، وهكذا الحال مع الزوجين، فإنهما قد لا يتفقان على منهج واحد في التربية، بسبب اختلاف طبيعة الرجل عن المرأة. إلا أنه من المتفق عليه أن ثمة مجالات تختلف باختلاف سنّ الولد وطبيعته يكون رائد التربية فيها الأب، ومجالات أخرى يكون رائد التربية فيها الأم، فعلى كل من الزوجين احترام وتقدير مجال صاحبه، وعدم التعدي عليه فيه، مع التسليم بأن القِوامة للرجل، سُنّة الله التي قد حكم بين العباد، وهذا لا يعني – ألبتّة – أن يلجأ أحدهما إلى تخطئة الآخر أمام الأولاد، وتجريحه والنيل من كرامته، أو يختلف الأبوان في الأسلوب الأمثل لحل واقعة بين الأولاد بحضورهم، فإن ذلك يؤدي إلى جرح عميق في نفوسهم، يبقى أثره أبد الدهر، وأقل ما يحصل من ذلك عقوق الأولاد لأحدهما، واستهانتهم بالمهزوم منهما، ولعلكم تُدركون هذا جيداً حينما تسمعون أن امرأة لها أربعة أبناء، كل منهم يملك سيارة خاصة، إلا أنها مع ذلك تستعمل النقل الجماعي وأحياناً تستقدم سائقاً خاصّاً؛ لرفض أولادها خدمتها. ومن أسباب ذلك تصرف زوجها الذي كان يقوم بإهانتها أمام أولادها، حتى فقدت كل مقومات التأثير عليهم، فبدر منهم هذا العقوق لها. وإذا كان للزوج ملحوظة على زوجته بشأن تربية الأولاد، فلا يبدي هذه الملاحظة أمام الأولاد، ولكن إذا انفرد بها قال لها ما شاء، ومثل ذلك الزوجة من باب أَوْلى.

سادساً: القدرة على حل المشكلات[عدل]

ما من زوج ولا زوجة إلا ويريد أن يجعل من نفسه شخصاً قادراً على حل المشكلات الزوجية، والتغلب عليها، ولذا سنطيل النظر فيها لأهميتها، وعظم خطرها. ويتم ذلك في نظري بمراعاة عدة أمور.عندما يمعن المرء النظر في الحياة الزوجية عند عامة الناس لا يكاد يجد بيتاً يسلم من مشكلة تخْبو نارها إلى وأخرى على إثرها يتأجج أُوارُها. وليس هذا غريباً على طبائع البشر، حتى بيت النبوة لم يكن بمنأى عن تلك الخلافات لكنها حكمة الله تتجلى في وجودها، ليظهر للناس كيف يقف المصطفى صلى الله عليه وسلم منها، فتقتدي الأمة به، وتتأسى بهدديه، ولو شاء الله لصفّى للمصطفى حياته من الكدر، ومشكلات البشر.الحكمة والتروي شيء جميل أن يتمتع الزوجين بهما فلا بد للزوجين ان يتكيفا معا في حياتهما الزوجية ويحمل كل منهما نفسه على التأقلم مع صاحبه ومراعاة اختلاف طبيعته، وطريقته في التعامل. ىوحفظ اللسان من سيئ الكلام، وبذيء الحديث، والثرثرة أعظم مفتاح يمتلكه المرء لإغلاق باب المنازعات على نفسه، إذ لو تأمل العاقل في غالب منازعات الناس، فضلاً عن الزوجين، لوجدها من عثرات الألسن، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال لمعاذ – رضي الله عليه -: "وهل يكبُّ الناسَ في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم"( ).

فنقل المشكلة خارج نطاق البيت يعني بقاءها، وازدياد اشتعال نارها، وخصوصاً إذا نقلت إلى أهل أحد الزوجين، لأنهم لا يدركون أبعاد المشكلة وأسبابها، وغالباً ما يسمعون القضية من طرف واحد، هو خصم، والخصم لا يسمع كلامه إلا بحضور خصمه، فيحكمون حكماً جائراً أعور، وقد تأخذهم الحمية لإنقاذ ابنهم أو ابنتهم، فيُضْرمون نار العداوة والبغضاء بين الزوجين إضراماً يذهب بالبقية الباقية من أواصر المحبة بينهما.

لذا كان لابد من التشاور مع ذوي الشأن وأرباب العقول عامل مهمّ في كل ما يحدث من خلاف بين الزوجين، ذلك لأن غيرك يعرف من الحلول ما لا تعرفه، وقد يكون ممن وقع في حَدَثٍ مماثل فَوُفِّق للحل المناسب. وعادة ما يصاب المرء حين المشكلة بضيق في الرأي، وتعكير على صفو التفكير، يحتاج معه إلى الاستناد إلى آراء الآخرين، للخلاص مما هو واقع فيه.

فتلك القناعات وتلك التعاملات بين الزوجين توصل إلى أعظم ثمرات الإيمان وهي الرضاء والقناعة بقدر الله وقضائه، الاطمئنان إلى عدل الله وحكمته، فإن أمر المؤمن كلَّه له خير، إن أصابته سراءُ شكر فكان خيراً له، وإن أصابه ضراء صبر فكان خيراً له، والصبر على مُرِّ القضاء دليل على قوة الإيمان وهو ابتلاء من الرحمن لعبده، أيقابله بالشكر والرضا، أم بالكفر، والسخط بما قدره الله تعالى، والاعتراض على حكمته وتدبيره. اما ارتكاب المعاصي بحجة البحث عن السعاد وتلك قاصمة الظهور، وجالبة الشرور، قد سرت بين الناس سريان النار في الهشيم، وجاءت تحت قوالب ومسميات أبعد ما تكون عن الإسلام ومنهجه السوي في شأن الزواج، ومن ذلك مثلاً، ما يسمّى "بشهر العسل" تلبيساً وإيهاماً ويحدث خلال السفر ما يَنْدى له جبين المسلم من ضياع الأموال، وتبرج النساء، وارتكاب المحظورات، وهذه هي سعادتهم، شهر واحد فقط، ثم تعاسة دائمة، وبؤس مستمر. أما المسلم فحياته كلها سعادة وبهجة يحقق عملنا بها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلَكُوا جُحر ضبٍّ لسلكتموه"( ).

سابعاً: حسن العلاقة مع الآخرين[عدل]

ونعني بهم والديْ كلٍّ من الزوجين وأقاربهما، وكذا جيرانهما. فعلى كل من الزوجين أن يراعي حق صاحبه في والديه وأقاربه، وألا يذكر أحداً منهم بسوء، فإن ذلك يوغر الصدور، ويجلب النفرة بين الزوجين، وكم من زوج تحدث أمام حليلته بمثالب أبيها وسقطاته – وهو مَن هو في جلالة قدره عندها – فأحدث ذلك ألماً في قلبها أطفأ شمعة السعادة المضيئة في حياتها مع زوجها، وأشد من ذلك الحديث عن أمها. وإذا كان هذا في حق الزوج وله القوامة، فما بالك بحديث الزوجة عن والدي زوجها بسوء. ولسنا نلزم أحداً منهما بمحبة أقارب الآخر، فالقلوب بيد الرحمن، يصرفها كيف يشاء، ولكنا نُحتِّم عليه أن يحفظ لصاحبه مشاعره، وكرامته وعرضه.

وأقارب كل من الزوجين يجب احترامهم وتقديرهم وعدم الإساءة إليهم. أما عن علاقة الزوجين بالجيران، فتختلف باختلاف الجيران، فينبغي عليهما تحديد إطار مسبق لعلاقتهما بهم. لقد ترسخت لدى كثيرين مفاهيم خاطئة عن أمّ الزوجة (الحماة) استقوها من الصحف والمجلات والمسلسلات، صُوِّرت فيها على أنها امرأة شريرة، تحمل في طبعها الكيد والمكر والخداع، وأن سعادتها منوطة بشقاء زوج ابنتها، وراحتها في تعليم ابنتها أساليب ابتزاز مال الزوج، وتعب بدنه.والحقيقة أن الواقع خلاف ذلك، فالحماة امرأة فاضلة صالحة تسهر على سعادة ابنتها مع زوجها، وتحرص على قيام ابنتها بكامل حقوق الزوج، وقد تُضَحِّي براحتها لإراحتهما، وهذا لا يعني أن كل حماة بهذه الصفات، بل قد يكون منهن من هي بخلاف ذلك، وهذا غير مستبعد على طبائع البشر، لكن أن تنقلب الأحوال فتصور على غير ما هي عليه في أعم أحوالها، فذلك ظلم لها، وهضم لجميلها، وقل مثل ذلك عن أمّ الزوج. هذه أبرز مقومات السعادة الزوجية لمن أراد حياة هانئة مستقرة، لا تشوبها المشكلات والقلاقل، ولا تكدرها الخصومات والشقاق.

إذا تلك المقومات لحياة زوجية سليمة تتبع الشرع والسنة وتتبع نهج الإسلام ولكن يلوح سؤال الأفاق يقول لما تفشل كثير من الزيجات . بعض الأزواج والزوجات يخوضون تجربة زواج تنتهي بالفشل فيحكمون على الزواج بأنه فاشل,....اعتقد أن المشكلة هنا ليست في الزواج ,بل في الشخص نفسه الذي يُسقط فشلة على الظروف والحياة وعلى الآخرين ويخرج نفسه من الحادث انه بريء.

الــباب الثاني:الحياة الجنسية

إن الحياة الجنسية تكون أكثر اكتمالا ومتعة في الأسبوع الثاني من الزواج منها في الأسبوع الأول ,وهي في السنة الثانية أحسن منها في السنة الأولى وهكذا فهي في تقدم مستمر من أحسن إلى أحسن وهذا التقدم لا يحدث إلا إذا حاول الزوجان أن ينميا انسجامهما وحبهما لبعض البعض أثناء حياتهما اليومية وكذلك في علاقتهما الزوجية, وبدون ذلك تتعرض العلاقة الزوجية للانهيار .

أهمية الجنس في حياة الإنسان[عدل]

عرفت من خلال العلم أن الوظائف البيولوجية للإنسان مرتبطة ارتباطا وثيقا بفكر الإنسان ووجدانه وان سعادة الإنسان تتحقق حينما يحدث الانسجام بين عقلة ونشاطات جدا مختلفة وهذا الفرق بين الإنسان والحيوان ,وهذه التركيبة الرائعة التي خلق الله الإنسان عليها.

لاشك أن الغريزة الجنسية من أشد الغرائز وأعنفها ,بل لقد ذهب د\فرويد إلى إنها هي المؤثر الأول في الحياة البشرية وأن جوانب النشاط الإنساني تتأثر بها وتدور حولها. فأن لم تكن ثمة ما يشبع هذه الغريزة تحولت حياة الإنسان إلي جحيم لا يطاق ,وانتابته كثير من الاضطرابات والمقلقات.

والحقيقة أن الزواج هو المخلص الوحيد من هذا كله لأنه السبيل المشروع لإشباع هذه الغريزة وإروائها ,فيه تسكن النفس ويهدءا البدن من الاضطراب ويكف عن النظر والتطلع إلى المحرمات. ولقد أشار الحق إلى ذلك كله في كتابة الكريم: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ,إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) ولا يستطيع الإنسان السوي أن يكبث هذه الغريزة أو يتحكم فيها تحكما مطلقا سواء في ذلك المرأة أو الرجل.

ما هي العلاقة الجنسية:[عدل]

العلاقة الجنسية بين الأزواج هي فن سامي، بل تجسيد للحبّ(Making love).وليس لقاء جسدين وحسب، يلتصقان انطلاقا من حاجتهما الغريزية، أو على مضض من منطلق الحقوق والواجبات. من هذه المفاهيم تبدأ الحياة العاطفية الجنسية بين المتزوجين بالشيخوخة ثم الموت، لتغدو لقاءات جسدية لا أكثر، لقاءات الهدف منها المُتعة واللذة وإشباع الشهوات. عندما يحدثني أحدهم عن مُعاناته مع شريكه الآخر وتشكيه منه في الحياة الزوجية، أول سؤال أوجهه إليه: هل تجسدون الحبّ بشكل إنساني، صحيح؟ هل أنتم تمارسون الجنس أم تجسدون حبّ؟ لأن تجسيد الحُبّ بين الزوجين علاقة مُقدسة وفن سامي، وأن لم تكن كذلك، لما وهبها الله للإنسان ليعبر بواسطتها عن حبّه، ويشارك بواسطتها فعل الخلق. للأسف الكثير من المتزوجين لا يدركون معاني خطورة تدهور العلاقة الجنسية، فهي سيف ذو حدين، إما تكون سببًا لتعمق الحبّ أو سببًا للكراهية والنفور.

احتياجات العلاقة الجنسية وآلياتها:[عدل]

رغم محورية دورة العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته وعمق أثرها في استقرار حياتهم الزوجية إلا أنا الكثيرين قد يتحاشون الخوض فيها ,أما لتقاليد موروثة بجانبها الصواب كثيرا أو لاعتبارات تربوية حادث عن الصحة بعيدا , أو يغالون في التعبير عنها بطريقة تخرج فيها عن الجادة وانه بالأسلوب الديني العلمي الصحيح ,يمكن جلاء كثير من الأمور الهامة التي ينبغي من أن يلم بها كل من الرجل والمرأة قبل وأثناء وبعد المباشرة الجنسية.فكما إنا للحياة الزوجية مقومات وأسس ,فالحياة الجنسية أيضا لها آليات واحتياجات يجب أن يراعي الرجل والمرأة تلك الأمور قبل مباشرة العملية الجنسية فتلك الاحتياجات تساعد على والعملي الجنسية بقالب صحيح وأن تكتمل برضا الطرفين لتتوجهما السعادة الزوجية. الرغبة الجنسية لدى الرجل تماثل رغبة المرأة الجنسية تماما ,وليس صحيحا أن أحدهم ذو رغبة جنسية أكثر جموحا من الأخر .كما أن المرأة تتعرض في أثناء حياتها لفترات الدورة الشهرية والحمل ,والتي قد تظهر في أحيانا عزوفا عن إرواء حياتها الجنسية، ولكن يشغل الجنس حيزا عند تفكير الرجل أكثر من تفكير المرأة. ففكرة تعددية العلاقة الجنسية تلح علي عقل اغلب الرجال,فأد لم يثم كبحها بطاعة الله والتصبر والمجاهدة والقناعة لحدث فساد كبير .أما المرأة السوية فهي لا تعاني من وجود هذه ألفكره بعقلها أصلا وان كان هناك عدد ضئيل من النساء يملن أليها. فالممارسة بالنسبة للرجل تساعده على التحرر من الضغوط اليومية المتراكمة والتخلص من القلق وتوتر الأعصاب فيصبح أكثر هدوءا وسكونا ,ومن هنا كان الاحتياج لممارسة الجنس بالنسبة للرجل هو احتياج جسدي بيولوجي بالدرجة الدرجة الأولى.عكس المرأة التي يعني لها الممارسة مجرد حب فهي تقيم تلك العلاقة للحب فقط والاحتياج العاطفي والرجل أسرع استجابة للنداء الجنسي من المرأة.

وهنا يختلف أسلوب طلب الممارسة الجنسية من الرجل عنها للمرأة .فتزين المرأة وتصنعها دليل على رغبتها الجنسية وهمس الرجل ومداعبته لزوجته دليل على أنه يطلب الفراش. لذا أهل الشرق بالذات ارث تاريخي مفاده أن الرجل هو المسئول الأول والأخير عن أداء العملية الجنسية كما ينبغي. وعلية فقط يتوقف نجاحها أو فشلها ,وان ليس للمرأة دور في هذا الأداء !!!! وهذا القول له كثير من جانب الصواب ولكن للمرأة أيضا دور حيوي .ويقول الأستاذ جاسم المطوع على حديث الرسول رواه البخاري ."فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك" وفي رواية "تداعبها وتداعبك" يقول الأستاذ جاسم المطوع لعل اللفظ الأول تلاعبها لم يستوقفني لأن الرجل بطبيعته المبادرة والتجديد ولكن الذي استوقفني كلمة "تلاعبك" أي بنفس مستوى

الرجل بالإغراء والتشويق . فاستجابت الرجل السريعة للجنس قد يسبب سرعة بالقذف وخاصة إذا كان ينقصها الخيرة .الأمر الذي يزعج المرأة كثير فتوصم زوجها بالأنانية وأنه لا يفهم ولا يراعي وهذه نظرية ليست بالكلية الصائبة ...فالعلاقة بالنسبة له جسدية ,تتحكم بها الهرمونات وتتقلص فيها إرادته إلي درجة ما,خاصة عند نقصان الهجرة. فحرص الرجل أثناء الممارسة الجنسية لا ينحصر في إشباع رغباته وإرواء حاجته الجنسية فقط ,ولكن يحرص كل الحرص أيضا على إشباع رغبات زوجته بغض النظر عن نجاحه بذلك أم لا .

قد يحدث أن لا تصل المرأة أثناء الممارسة الجنسية لأسباب عديدة ... وقد يكون لزوجها دورا في ذلك ...فلا بأس على الإطلاق أن يتحدث الرجل مع زوجته في هذا الشأن بغرض أدائه على وجهه السليم الرائع ..والمرأة اللبيبة تستطيع أن نتجاوب مع زوجها وتخبره بما ترغب معها على الفراش ....صحيح أن البيئة المحيطة والعرف السائد وطرق التربية التي تلقتها المرأة والرجل تحول كثيرا أو قليلا دون ذلك ولكن لا سبيل أخر. بعد فروغ الرجل من قضاء وطره من زوجته كثيرا ما نراه يخلد إلي النوم من فوره أو قد ينهض ويبدأ في ممارسة بعض أعمالة وأنشطته الحياتية. لقد أشبع احتياج جسده وانتهى الأمر بالنسبة له. إن ذلك قد لا يصلح مع الكثير من النساء، لأن احتياج المرأة لممارسة الجنس احتياج عاطفي في المقام الأول.

الباب الثالث كيف تكون العلاقة الجنسية أساس الحياة الزوجية :-

الزواج في بداية مشواره مشروع رائع بكلِّ معانيه، ولكن مع الزمن، مع سنوات الزواج، يصبح كلّ شيء في العلاقة مألوفًا ومُستهلكًا ومعتاد عليه، ليخفت وهج العلاقة بكلّ أبعادها، وسيُنظر للعلاقة الجنسية من منظار الحقوق والواجبات وستصبح عادة. وعلى الأزواج ألا يكونوا من المتعودين، لأن العادة تقتل! ومن هُنا ستظهر المشاكل والأزمات. عندما يطرق بابي أحدهم ككاهن ويطلب مُساعدتي في حل قضية ما مع زوجته أو (العكس بالعكس) فأُبادره بالسؤال: كيف هي علاقتكما في الفراش؟ فيستغرب الحاضر، ساعيًا للهرب من الإجابة! وكأنني أحدثه في المحرمات وبأمور لاأخلاقية مُعيبة. ولكن صدقوني وبعد خبرة 5 أعوام من الكهنوت، إطلعتُ خلالها على المشاكل الزوجية للكثير من المؤمنين، وتحديدًا في أيام خدمتي للكنيسة الكلدانية في الشام، وهي ذات المشاكل التي طرقت مسامعي أثناء زيارتي لبُلدان مُختلفة..إذ أن مُعظم المشاكل الزوجية والنفور بين الأزواج، مصدرُها سوء العلاقة في الفراش الزوجي. ولا أتعس من أن يتحول مع الزمن، تجسيد الحبّ بين الزوجين، من كائنين مُتحابين إلى مُمارسة جنسية بين جسديين! وفي الكثير من الأحيان يكون الدافع بيولوجي غريزي.

اللذة الجنسية في ديننا الاسلامي[عدل]

المسألة الجنسية تشغل حيزا لا يستهان به من تفكير الإنسان ونشاطه وتتحكم إلى حد ما في تصرفاته بل ومواقفه .. وإذا كان الخطأ النظر للإنسان كظاهرة جنسية فقط كما يفعل تجار الجنس وفلاسفة الغرب ,فأنة لخطاء أكبر أن ينظر للجنس كظاهرة عارضة أو عيب أو دنس ولا يجوز الاهتمام به !فليس هذا من ديننا ولا من حضارتنا ..فهي تشغل جانبا شديد الأهمية على الصعيد الشخصي للفرد كم تحكم نظرته للشخص الأخر أو الجنس الأخر.. أو كما يقول الماركسيون أن كل حاجيات الإنسان تشبع بعلاقة مع الطبيعة إلا الحاجة الجنسية فهي تخضع لقوانين وقيم مختلفة ,ولها نتائج بالغة الخطورة والأهمية علي سلامة العلاقات الاجتماعية ..والفكر الإسلامي لا يعاني من أية عقدة جنسية ,بل يعتبر اللذة الجنسية من النعم التي من الله بها علينا.

يقول الإمام ابن القيم الجوزية أيضا : والمودة بين الزوجين والمحبة بعد الجماع أعظم مما كانت قبلة ,فإذا باشر الجسم الجسم واجتمعت شهوة القلب ولذة العين ولذة المباشرة ..وفيه كمال اللذة ,وكمال الإحسان إلي الحبيب وحصول الأجر وثواب الصدقة وفرح النفس فأن صادف ذلك وجها حسنا وخلقا دمثا وعشقا وافرا ورغبة تامة واحتساب التواب فتلك اللذة التي لا يعادلها شيء ولا سيما إذا وافقت كمالها فأنها لا تكتمل حتى يأخذ كل جزء من البدن بقسطه من اللذة فتلتذ العين بالنظر إلي المحبوب والإذن بسماع كلامه والأنف بشم ريحته والفم بتقبيله واليد بلمسة وتعكف كل جارحه على ما تطلبه من لذتها وتقابلها من المحبوب. والإمام الحافظ ابوعبدالله بن قيم الجوزية يحدد أسباب الاتصال الجنسي أو لماذا خلف الله الغريزة الجنسية فيقول:"يحفظ به الصحة ويتم به اللذة وسرور النفس ويحصل به مقاصده التي وضع لأجلها _فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية: 1- حفظ النسل ودوام النوع إلي أن تتكامل العدة التي قدرها الله بروزها إلى هذا العالم 2- إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه البدن. 3- في قضاء الوطر ونيل اللذة ,والتمتع بالنعمة .وهذه وحدها الفائدة في الجنة لذ لا تناسل هناك ولا احتقان يستفرغه الإنزال.

مشاكل غرف النوم:[عدل]

بعض المشاكل الزوجية، حدثني بعضهم فيما يخص العلاقة مع الشريك الثاني في غرفة النوم، فأدركت أن الفراش الزوجي هو سبب تصدع وخراب الحياة الزوجية، وتحديدًا عندما يتحول الجنس إلى فعل بهيمي أناني، أو إلى عنف جسدي خلال العلاقة الجنسية! إذ أتذكر أن أحدهنَّ قالت لي: "أن زوجي يغتصبني" بمعنى إنها تُعطيه جسدها وليس روحها وحبّها وكيانها! وأُخرى قالت: "إن زوجي كالحيوان المفترس وكأنني فريسته أو غنيمة أمامه أو وعاء يرمي فيه غريزته فقط، دون أن يفكر في مشاعري وحاجاتي العاطفية والجنسية، ومتى ما كبح غريزته ذهب لحال سبيله، من دون أن يفكر برغباتي العاطفية والجنسية كإنسانة وكزوجة، وكأنني فتاة ليل وليس زوجته وأمّ أولاده"! ولازلتُ أتذكر جيدًا دموع تلك الزوجة، النابعة من ذاتها الجريحة، حينما طفح بها الكيل وأخذت تُعاتب زوجها بحضوري قائلة:"إنك لا تفكر سوى بنفسك.كَم تبتذلني في الفراش؟ لم تُفكر يومًا ما بمشاعري المجروحة بسببك. لقد فضلتُ عدم مُمارسة الجنس معك، لكي لا أشعر أنني رخيصة الجسد، فكلّ مرّة أجتمع فيها معك، أشعر بالإهانة والاستياء والابتذال..". سكتَ الزوج لوهلة فعلق قائلاً: لكنني في العادة أوفيكِ حقكِ وبكثرة، وليس هناك تقصير من قِبلي. فأجابت الزوجة: "ما أحتاجه هو غزارة الحبّ والمُعاملة الإنسانية الحسنة!".

أما إحدى الفتيات فقد أفشت ليّ سرًا كان يجثم على صدرها كالصخرة، طالبة المساعدة والعون. إذ تزوجت من أحد الرجال وهي مُرغمة (عدم الرضي) والعلاقة الجنسية بينها وبين زوجها المفروض عليها من قبل الأهل والظروف، هي فعل أوتوماتيكي خالي من المشاعر وسكران الحبّ، فأزاد الفعل الجنسي الهوة بينها وبين زوجها ومع الزمن أصبح سببًا للكراهية والنفور والتناحر. وأذكر أن أحدهم حدثني عن زوجته واصفًا أيها بالباردة كبرودة القطب الشمالي..والآخر كان يتشكى من عدم رغبة زوجته في مُمارسة الجنس معه. فأجبته: من حقها! فأجاب مُستغربًا: لماذا؟! فقلت: لأنها تُريد أن تُجسد حبًا وليس أن تمارس الجنس وحسب. عليك أن تتعرف على سبب الصيام الذي تقوم به زوجتك تجاهك! فلكلِّ نتيجة سبب، ولكلِّ فعل ردة فعل. فأجابني بتشنج:" أنا الرجل وحق من حقوقي أن أمارس الجنس مع زوجتي، فلماذا تزوجتني إذًا؟!". أنا الرجل..لعلّ هذه مُشكلة مُعظم الرجال،ومُعاناة معظم النساء؟!

النصائح المستفادة من البحث[عدل]

أن الحياة الزوجية هي علاقة مقدسة بين شخصين رُبطت من الله عزوجل فا امتزجت حياتهما معا بحلوها ومرها ولكن ليس معنا هذا أن تكون كل الحياة الزوجية أحلام وردية وخيالات حالمة فواقع الحياة يصدمنا دوما ليحطم تلك الأحلام الوردية.

قد فرض ديننا الإسلامي منهج حياة متكاملة لتلك العلاقة الزوجية يقول المولى عز وجل في محكم كتابة (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً

قد ربط الله سبحانه وتعالى الأزواج بسكن الأنفس وهدوئها والاطمئنان فيها جمعها بينهم بقالب من المودة والرحمة . فيعطينا القران الكريم إشارة واضحة ومنهج حياة متكامل لتلك العلاقة ألا وهي ثلاثة أشياء السكن+المودة +الرحمة بها يستطيع الفرد إن يعيش حياة زوجية متكاملة مهما تراكمه عليه الضغوطات والمشاكل فكلها تكون مشكلات خارجية جاءت بسبب الضغوطات والمجتمع ففهمه الأكيد لمعنى السكن والمودة والرحمة يغنيه عن الوقوع في مشاكل داخلية زوجية . فطالما أن الإسلام قد شرع لنا منهج لتلك الحياة الزوجية فنحن بدورنا لابد أن نحافظ على تلك الحياة وأن نبحث عن مقوماتها الأساسية التي على أساسها تقام تلك الحياة بطريقة صحيحة وصحية ونجد أن في ديننا الإسلامي قد ارتبطت كل تلك المقومات بالشرع والسنة النبوية .


حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام بروية المخطوبة حديث واضح وصريح يجعلنا ندرك من أن النظرة تولد المحبة بالقلب مما يساعد على دوام الحياة الزوجية واستقرارها العاطفي فذالك الذي ينكر الحب قبل الزواج لابد له أن ينظر إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم نظرة ليست شخصية ولكن نظرة علمية تبحث في فوائدة ومعانية.

قد ترى بعض الزوجات أن تلك الحقوق بالنسبة للزوج ليست منصفة وليست في مكانها الصحيح فكيف يكون زوجي جنتي وناري وهو لا يتعامل معي إلا بالنادر ا وان العلاقة المحورية للحوار بيننا معدومة نقول هنا أن هذا ليس لها أي دخل بتلك النقطة فحديث الرسول صلى الله علية وسلم واضح فانظري نفسك عند زوجك سوا كان يتحدث أو صامت هل هو راضا عنك وعن تصرفاتك وأفعالك أم لا ؟؟ وما يقوم به الزوج من تصرفات تزعج الزوجة يحاسب عليه هو وحده عند الله سبحانه وتعالى فكلا يعمل على شاكلته. وقد تقول أخرى لم أخدم زوجي وأنا حرة لم الخدمة أنا زوجة

وليست خادمة منزل وتقول أخرى لما استاذنة بالصيام أن كان لا يلمسني أو يتقرب إلي إلا بين فترات طويلة ..؟

كل تلك التساؤلات تودي إلى تصدع الحياة الزوجية بشروخ عدة قد لا تكون مرئية لنا ولكنها تضرب بعمق أساس العلاقة الزوجية بين الزوجين فا تنشا حياة أسرية خاوية من المودة والرحمة ولا تنعم فيها بالسكن والهدوء .

ولابد للزوجين من معرفة الحقوق لكل منهما, أن تلك الحقوق هي بالأساس عملية تكافأت متبادل بينهم كما أشار الشيخ الدكتور في نقاطه فإذا ما التزم الزوج والزوجة بحقوق بعضهم فلن يكون تقصير أو جدال في حياتهم على الحقوق والواجبات ما يجب أن تفعل وما يجب أن لا تفعل.

ولابد للزوجين عدم إفشاء سرهما ولكم لابد من اخذ المشورة ولا تعارض في ذلك فنجدا أن الشورى لا تكون إلا لإنسان عاقل راشد منصح متخصص في هذا المجال أما إفشاء السر فهو أمر معيوب أن يفش الأزواج أسرارهما فللزواج حرمة وقدسيته لابد أن يحترمها الزوجين ويحافظون عليها .

يجب أن يراعي الرجل والمرأة آليات واحتياجات ما قبل مباشرة العملية الجنسية فتلك الاحتياجات تساعد على وضع العملية الجنسية بقالب صحيح وان تكتمل برضا الطرفين لتتوجهما السعادة الزوجية.

فلا بد أن تدرك الزوجة ضرورة المداعبة بين الزوجين وان المرأة أيضا لابد أن تبدل ولو قليل من تلك المداعبات التي تسعد زوجها وتجعله يشعر بأهميته لديها وبمدى رغبتها بتلك العلاقة مثله تمام.

ولا بد أن تراعي الزوجة الهرمونات التي تجعل سرعة القذف لذا الزوج أسرع من الزوجة لذالك ان كانت الزوجة ممن يحبون التطويل بفترة المعاشرة فلا بأس أن تستجيب لتدليل زوجها وملاطفتها أكبر وقت ممكن حتى تستطيع مصاحبته بالوقت التي يبدأ به الزوج بالقذف.

لابد أن يأخذ الرجل أثناء المعاشرة الجنسية بمحاولة إرضاء الزوجة لأنه بذالك أولا يعمل على تزامن وقتهما معها وثانيا يشعرها بمدى تقديره لمشاعرها واحتياجاتها أيضا ويعطيها الشعور بقدرته على تحقيق ذالك إذا ما ساهمت هيا أيضا بتلك العملية بطريقة فعاله.

ونجد هنا أن العلاقة بين المرأة وزوجها يجب أن لا تقيد بقيد العادات والتقاليد والأعراف السائدة فما بين الزوجين فضاء واسع طالما برضا الطرفين إلا ما خالف شرع الله وهو (الدبر).لذا تعبر المصارحة بين الزوجين والتحدث بتلك الأمور بطريقة صحيحة من أفضل الأمور التي تؤلف بين قلبيهما بكثير من الحرص على استمرار تلك الحياة الزوجية بخطى واثقة ولابد أن يتجاوز الرجل والمرأة عن المفاهيم الخاطئة والأفكار المريضة التي تخيم عل عقول البعض بأن الزوج أو الزوجة إذا ما تحدث بتلك الأمور فأن له أو لها خبرات سابقة أو بأنها غير سوية أوا واو كثير من المشكلات التي تواجه الزوجين من عدم صفاء الحب واختلاط بالسموم التي تضخها وسائل الإعلام والمجتمع وتجارب الآخرين .

الانسحاب بعد المباشرة من أخطاء قد يقع فيها الزوج دون علم منه بآثارها على الزوجة وأحيانا أخرى تقع الزوجة في تلك الأخطاء ولكن لابد أن يعرف الزوجان بالمقام الأول هل ذلك الانسحاب السريع يعبر عن الشعور بالانزعاج والألم من قبل الزوجة لا نها لم تصل إلى إشباع احتياجاتها وكثيرا ما يكون كذلك لذا كان لا باس أن لا ينسحب الرجل بسرعة بعد الانتهاء فيا خذ قسط من الراحة يداعب به زوجته ويلاطفها بالكلمات التي قد تزيل شيء من آلمها أو استيائها. أيضا قد تقع الزوجة في أخطاء تضنها بسيطة ولكنها قد تأثر بالزوج وتأثر على سير العلاقة الجنسية بينهما فيما بعد ومن تلك الأخطاء : إعطاء الزوجة ظهرها لزوجها بعد انتهاء المعاشرة دون التحدث عن استياء أو رضا  – ذهاب الزوجة للاغتسال سريعا بدل من قضاء قليل من الوقت للتحدث عن تلك المعاشرة أو حتى مجرد انسجامهم معا بالصمت بعد تلك العلاقة  –عدم تقبل الزوج وقت الدورة وهذه كثير ما يسبب المشكلات بين الزوجين فالمداعبة وقت الدورة ليست حرام ولا حتى بالسنة النبوية بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يداعب 

أم المومنين عائشة وقت الدورة فتلبس المئزر على وسطها وما دون ذلك مباح للزوج _الإحساس بتقدم العمر وعدم الحاجة لتلك العلاقات وذلك ما يسما سن اليأس أو حالات الاكتئاب التي تعاني منها المرأة وقت بلوغ مرحلة انقطاع الطمث فتظن المرأة أن مشوار حياتها انتهاء ولا فائدة من التمتع بالجنس بهذا السن وكما يقول المثل العامي (يلا حسن الخاتمة )_الملل منها رغم مساهمة الزوجة بذلك الملل فيجب على الزوجين تجديد العلاقة الزوجية بما

شرعه الله عزوجل بتنويع الطرق والأساليب حتى لا يسود الملل والفتور حياتهما ككل -المبالغة بشهر رمضان بعدم إقامة معاشرة جنسية فهو شهر عبادة وكثير ما تقوم الزوجة بذلك الشيء في. شهر رمضان حبا وتفرغا للعبادة ولكن أحق وأولى أن تقام حقوق الله فقول المولى عزوجل (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ) واضحا وصريح بهذه المسألة.

لا بد أن يعلم الأزواج أن الخلل يكمن بالشخص نفسه وليس بالزواج كفكرة بحد ذاتها وإضافتاً أقول لك أن تتخيل أن كان الزوج أو الزوجة يجهل تلك الحقوق التي وجب أن تكون بينهما فكيف يمكن الحفاظ على ذاك الزواج بطريقة صحيحة.

فلابد للأزواج هو عدم القراءة أو الإطلاع ,عدم الذهاب أو محاولة اخذ الاستشارة لمراكز الخدمات الاستشارية في أمور الزواج ,فكلا منا يعتمد على نصائح الأهل والأصدقاء وأحيانا الجيران في كيفية التعامل مع الأزواج أو الزوجات ويتناسى المرء أن زواجه يعتمد عليه هو وليس على شخص أخرى ولا على أراء الآخرين فالزوج أو الزوجة بدل أن يتوجهان بالمصارحة والمكاشفة بينهم يتجهون إلى اخذ أراء الآخرين والتصرف على أساس ذلك دون نقاش ودون عناء مما يزيد الأمر تعقيد ,فلو إنهما فكر في المصارحة بينهما بكل أمور حياتهما لما توصلا إلى تلك الحياة الزوجية الروتينية المملة

فالزواج بالنسبة للبعض مجرد حياة أخرى ليس بها شيء من المسئولية وأخرى يرى الزواج مسئولية فائقة عن الحد فيعزف بنفسه عن كل الحياة ويتكرس للشغل والعمل ويهمل أهم شرط بالأسرة المودة والرحمة .

كما ان هناك اولويات للحياة الزوجية فهناك احتياجات للعلاقة الجنسية

إن العلاقة الجنسية ليست مجرد وظيفة يؤديها الرجل أو المرأة لإنجاب الأطفال أو لإكمال خطة الزواج أمام المجتمع والناس فقط. بل هي أعمق من ذالك واكبر فالحياة الجنسية هي ركيزة أساسية إن لم تكن هي أساس الحياة الزوجية فإذا صلحه تلك الحياة صلح الزواج وان لما تصلح عانى الزواج من الفراغات والثقوب التي كلما أصلح الزوجين أحد منها ظهر غيرها .

وبناء على ما سبق أقول أن كانت كل ملذات الحياة للإنسان في هذه الدنيا تقتصر على ذاته هو فقط حيث يتمتع بإشباع نفسه بما لذا وطاب بالأكل والشرب والنوم والبس حسب آراءه وحده وحسب رغباته هو ,إلا أنها تختلف اختلافا كليا عن مسألة الإشباع الجنسي ,فهنا يكون الشخص أمام شخص أخرى يقوم أيضا بإشباع ملذاته ورغباته لوحدة إلا إن تلك الرغبة والغريزة الفطرية وهي الجنس أمر مختلف تماما, فانا اختلاف الشخصين في إظهار تلك الرغبات بطرق مختلفة لا يؤثر بينهما ما دام الأمر بإقامة تلك العلاقة قائما بينهما .ولكن إذا ما تعارض وضوح الفكر بين الطرفين عن طريقة تلك الرغبة يبدءا الخلاف والجدال وقد تختم بإذعان احدهم للأخر بعدم رضا أو الاستمتاع أو حتى الإشباع الحقيق. ونقول مثال على ذلك إذا ذهبت إلى مطعم لتأكل الطعام الذي تريد فأنت تطلب ما تريد وتضع على النادل أو الموظف طريقة الإضافات التي تريدها على ذلك الطبق لان هذا الأمر بالنسبة لك يغذي رغبة الإشباع بالأكل والاستمتاع فيه ,وقس على ذلك الرغبة الجنسية فأن أخطاء الشخص او تجاهل توضيح ما يريد فسوف يقدم له الطبق لأنها أساسي وموجود ولكن تلك الإضافات التي تعطي الإشباع والمتعة قد لا تجدها فيه ,وهنا يبدءا ذلك الخلل بالعلاقة الجنسية ,ومنها للحياة الزوجية بكل سهولة .

الــخاتــمـة

في هذا البحث اثبت قناعة كنت متأكدة منها منذ القدم ,أن الخلل في علاقاتنا الزوجية إنما تنبع منا نحن ولعدة أسباب كثيرة,منها عدم معرفتنا بكيفية الزواج وكيف يكون لكل منا حقوق وواجبات ,وكيف أن هناك حقوق مشتركة لابد أن تراعى من الطرفين ,وزاد تأكدي بطريقة اقوي أن الجنس هو أساس حياتنا الزوجية وحياتنا ككل, فنحن قد خلقنا الله لنعمر الأرض والاستخلاف فيها والعمار بإنجاب الذرية الصالحة التي تعمر الأرض , نعم إن البعض قد أساء إلى تلك العلاقة بمختلف الطرق من علاقات محرمة أو علاقة زوجية نهى الله فيها عن تجاوز حدوده, ولكن تظل هيا الركيزة الأساسية ليحي الإنسان آمنا مستقرا نفسيا وعقليا وصحيا ,وقد ناقش البحث الاحتياجات الجنسية بشكل مبسط لذا الزوجين واقترح الحلول من خلال طرق المعاشرة وما الذي يجب أن يستخدم أثناء المعاشرة الزوجية حتى تتكل تلك المعاشرة بالنجاح إلي أخر المطاف , وأوضح البحث نقاط أجدها مهما قد لا يتحدث عنها الزوجان وهي نقطة اللذة والاستمتاع فقد أوجزها البحث بنقاط بسيطة واثبت بالسنة فضائل ذالك الاستمتاع واللذة , التي وان أدركها الزوجان بطريقة صحيحة اكتملت سعادتهم الزوجية .

مراجع[عدل]

فهرس المراجع :

	من مقال للدكتور دافيد ربيس.
	مقومات السعادة الزوجية
	الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر
	الاستاذ \جاسم المطوع من كتاب 10 عوائق في طريق  الزواج النجاح
	يقول الدكتور (بوربينو) في كتاب الزواج الحديث 
	شريك حياتي ..من فضلك ...افهمني (1)

د.أسامة أبو سلامة

	الأب يوسف الجزراوي

من كتاب ملحمة البحث عن النصف الآخر للأب يوسف جزراوي

	محمد محمد جاد .الاسلام والعلاقات الزوجية
	محمد جلال كشك (خواطر مسلك في المسألة الجنسية )

فهرس الصفحات : 1. صفحة الغلاف 2. رسالة شكر وعرفان 3. رسالة إهداء 4. مباحث البحث 5. حدود البحث 6. حدود البحث 7. الباب الأول :الحياة الزوجية 8. مقومات السعادة الزوجية 9. أولا:أمور يجب أن تراعى قبل الزواج 10. تابع أمور يجب أن تراعى قبل الزواج 11. ثانيا القيام بالحقوق الزوجية أولا:(حقوق الزوج) 12. تابع القيام بالحقوق الزوجية أولا:(حقوق الزوج) 13. ثانيا :حقوق الزوجة على زوجها 14. تابع حقوق الزوجة على زوجها 15. تابع حقوق الزوجة على زوجها 16. ثالث : الحقوق المشتركة بين الزوجين 17. ثالثاً :الواقعية في الحياة الزوجية 18. تابع الواقعية في الحياة الزوجية 19. رابعا :معرفة كل من الزوجين نفسية صاحبة 20. خامساً:الذرية الصالحة 21. سادسا: القدرة على حل المشكلات 22. تابع القدرة على حل المشكلات 23. سابعا:حسن العلاقة مع الآخرين

24. الباب الثاني :الحياة الجنسية 25. أهمية الجنس في حياة الإنسان 26. ما هي العلاقة الجنسية 27. احتياجات الحياة الجنسية والياتها 28. تابع الحياة الجنسية والياتها

29. الباب الثالث 30. كيف تكون العلاقة الجنسية أساس الحياة الزوجية 31. اللذة الجنسية في ديننا الإسلامي 32. مشاكل غرف النوم 33. النصائح المستفادة من البحث 34. تابع النصائح المستفادة من البحث 35. تابع النصائح المستفادة من البحث 36. تابع النصائح المستفادة من البحث 37. الخاتمة 38. فهرس المراجع