انتقل إلى المحتوى

مستخدم:أسامة سعيد

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

#انقذوا_حي_الشيخ_جراح،(PLM, palestine lives matter)المعنى من صورة البروفايل الاحمر.

“ نحن شعب إذا غضب غيّر صورة البروفايل” بهذه العبارة التهكمية يرد البعض على ظاهرة إبداء التعاطف والتضامن على فيسبوك من خلال تغيير صورة الملف الشخصي إلى صورة موحدة تؤكد أن صاحب هذا الحساب متضامن مع حدث ما رياضياً كان أو فنياً، أو حتى من ضحايا حرب.


سواء أكانت هجمات باريس، بروكسيل، أنقرة، بيروت وغيرها من الهجمات الإرهابية الطارئة، أو تصعيد عسكري في دول تشهد حرباً منذ خمس سنوات كسوريا، فإن التضامن في سبيل تغيير صورة الملف الشخصي للحسابات على فيسبوك شكل يتكرر دائماً حتى أن فيسبوك أصبح يسهل هذا الأمر ويتيح قالباً جاهزاً يمكن تركيبه بلمسة واحدة.

لا شك أن التضامن الاجتماعي حول قضية ما أو شريحة معينة قديم جداً، ومعروف قبل عقود من ظهور فيسبوك، لكن اليوم مع اعتبار فيسبوك مجتمع واحد مؤلف من 1,65 مليار شخص حول العالم، وسهولة إبراز التضامن بدون تبعات أمنية، أصبح الأمر أكثر انتشاراً من قبل.


ومع التصعيد العسكري في مدينة حلب السورية، عاد المستخدمون يوحدون صورة ملفاتهم الشخصية على فيسبوك لتكون باللون الأحمر فقط كدلالة على الدم الذي يراق في الطرقات. هذه ليست المرة الأولى وسبقها الكثير من حالات توحيد الصورة سواء عندما تعرضت جامعة حلب لاستهداف أودى بحياة العشرات من الطلاب، وفي مرات متفرقة كان القاسم المشترك في الصور وجود اسم حلب أو القلعة كدلالة انتماء وطني، لكن الآن أصبح الانتماء إنسانياً، إلى الدم.

أراجيك استطلعت آراء مجموعة متنوعة من المستخدمين الحلبيين سواء الذين يعيشون في الداخل أم في الخارج لتتعرف على انطباعاتهم حول هذه الظاهرة بجانبيها، من قام بالتعبير والتضامن، ومن لم يفعل. اختيار اللون الأحمر وبدرجة معينة تكون مشابهة للون الدم، كان يُراد منه نقل صورة شوارع حلب المصبوغة بالدماء الحمراء إلى العالم الافتراضي الفيسبوكي الأزرق. وكان اللون الأحمر يطغى على معظم المنشورات كيفما اتجهت. لأن العالم لا يكترث لموت الناس وشعور الحلبيين في الخارج بالعجز عن القيام بأي شيء يوقف شلال الدم. وقد رأى البعض أن صور الملف الشخصي الموحدة باللون الأحمر قد تكون حاملة للصرخات والدموع المختلطة بالدماء.

شعور العجز الذي يلمس قلوب الجميع، سواء من هم في الداخل أو الخارج بدرجة أكبر يدفع الكثير منهم للتمسك بأضعف الإيمان وهو تغيير صورة الملف الشخصي على أمل إقناع المزيد بالالتحاق في هذا التضامن.

هناك من يرى أن البشر أمام المآسي التي تصادفهم يومياً وإحساس العجز هذا يدفعهم للبحث عمن يتضامن معهم بالمشاركة ولو بأي شيء بسيط مثل صورة تقول لهم أنا أشعر بكم، أراكم، لم أنسَ، فمن مبدأ تغيير المنكر بأبسط شيء متاح لنا وهو ألسنة المستخدمين، فإن الصورة تعبير عن هذا التغيير. حتى لو لم يغيروا صورتهم لكنهم يعبرون عن إحساسهم بالآخر.

وهناك من يرى أن تغيير صورة الملف الشخصي لن تغير شيئاً من الواقع، معتبراً ذلك ليس تشاؤماً بقدر ما هو حالة من الاكتفاء من كل التنظير والكلام الذي قيل على مدى سنوات الحرب الطويلة. من يقتل الناس لن يتأثر بفيسبوك كامل بالأحمر، هذا إن كان يتابع الموقع بالأصل.

المثير للانتباه أن الذين يغيرون صورة ملفه تعبيراً عن التضامن مع ضحايا الصراع هم غالباً إن لم يكونوا جميعاً من المغتربين، أي الذين يعيشون في منأى عن الخطر الجسدي الفيزيائي الذي قد يصيبهم نتيجة الصراع، لكنهم لا يترددون بالتعبير عن تضامنهم مع أهل الداخل وكأنهم يقولون هذا ما نستطيع أن نقدمه لنكون بجانبكم.

ومع كثرة الحالات المؤلمة التي تستدعي مثل هذا التضامن والتغيير، يظهر اتجاه يقول إننا سنمضي حياتنا كلها نعبر عن تضامننا وليس هناك طائل من ذلك، فلنتوجه إلى شيء مفيد أكثر كالتبرعات المادية أو التبرع بالدم أو برسالة على الأٌقل.

بينما يكون التعبير عن التضامن لمناشدة النظام العالمي بلا جدوى لأنه يعلم ما يحدث تماماً وله دور فاعل لكنه لا يتحرك. لكن في الوقت نفسه هناك من يعبّر لنشر ما يحدث لشعوب الدول الأخرى وليس حكوماتها فقط لأنها تعرف بالطبع بينما الشعوب قد لا تدرك هول الموقف. كل مشاركة فردية مهمة لأن تكرارها وانتشارها يصنعان صوتاً قوياً يُسمع من كل أنحاء العالم، وبالتالي يعرفون ماذا يحدث في الداخل على أمل أن يستطيع طرف ما، شخص أو حكومة، أو أي أحد أن يوقف الحرب.

وفي إطار الحرية الشخصية، كل مستخدم يعبر عن عالمه الخاص وينشر ويغير كما يشاء ولن تؤثر عليه بأن يتضامن بدوره.

مع التعتيم الإعلامي الذي يصاحب التصعيد العسكري المفاجئ، أو الرؤية الإعلامية المنحازة جداً، يكون لزاماً على الناس التي تتجرع كأس الحديد والنار أن تعبر عن نفسها، بأنها تموت، وعلى من لا يتضرر بها مباشرة، أن يقف بجانب أصدقائه وعائلته التي تعاني. هذه الضجة على شبكات التواصل الاجتماعي بالتضامن بالصور أو الهاشتاغ من شأنها تسليط الضوء على القضية وهو أضعف الإيمان.

ولم تبقَ الحملة على فيسبوك فحسب، بل نظّم بعض النشطاء في المغتربات حملات للإشارة إلى ما يحدث في حلب، كما دعا بعضهم إلى استغلال صلاة الجمعة في المساجد والتعبير عن الصمت والعجز العالمي نحو حمام الدم الذي يجري في الداخل.

المعلومات جميعها من:https://www.arageek.com/2016/05/01/we-are-people-who-rage-by-changing-profile-pic.html