انتقل إلى المحتوى

مستخدم:أم هند/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

نبذة عن سورة يس


• سورة يس من السور التي نزلت علي النبي محمد صلى الله علي وسلم في مكة المكرمة فهي مكيه بالإجماع وحكى ابن عطية الإتفاق علي ذلك قال "إلا أن فرقة قالت قوله تعالى :-  "ونكتب ما قدموا وأثارهم" نزلت في بنى سلمة من الأنصار وليس الأمر كذلك وإنما نزلت الأية بمكة ولكنها احتج بها عليهم فس المدينة.

• يبلغ عدد ٱياتها ثلاث وثمانين ٱية وهي سورة السادسة والثلاثون بحسب ترتيب المصحف العثماني،و السورة الحادية والأربعون في ترتيب النزول ويسبقها في ترتيب المصحف سورة فاطر ويليها سورة الصافات ،نزلت السورة بعد نزول سورة الجن مباشرة وقبل سورة الفرقان و تقع في الجزء الثالث والعشرين من القرآن الكريم.

• تسميتها:

سميت بسورة يس بمسمى الحرفين الواقعين في أولها في رسم المصحف لأنها انفردت بهما فكانا مميزين لها عن بقية السور فصار منطوقها علما عليها وكذلك ورد اسمها عن النبي صلى الله علية وسلم.

• أسباب النزول:

تناولت سورة يس العديد من المواضيع ولكل مجموعة من الٱيات سبب النزول الخاص فيها ومن أسباب نزول هي

1) من الٱية "1" إلي الٱيه "10" سببها كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المسجد فيجهر بالقراءة حتى تأذي به ناس من قريش. حتى قاموا ليأخذه وإذا أيديهم مجموعة إلي أعناقهم وإذا هم لا يبصرون فجاؤو إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقالو ننشدك الله والرحم يا محمد،ولم يكن بطن من بطن  قريش إلا وللنبي عليه الصلاة والسلام فيهم قرابة،فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب ذلك عنهم".

يظهر هذا الحديث عظيم قدرة الله عز وجل وحفظه لنبيه عليه الصلاة والسلام ورد كيدكفار قريش في نحورهم.

2) آيه "12" قال أبو سعيد الجدري رضي الله عنه كان بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلواإلى قرب المسجد فنزلت الٱية فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم "إن ٱثاركم تكتب فىم ينتقلوا " وقيل أن الٱيه نزلت بمكة واستدل بها الرسول صلى الله عليه وسلم بها لهم كما تقدم.

3) من الٱيه"77" إلى آيه "83": سبب النزول عن عبد الله بن عباس قال جاء عبد الله بن أبى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم حائل فكسره بيده ثم قال يا محمد كيف يبعث الله هذاوهو رميم فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام نعم يحيي الله هذا ويميتك ويدخلك النار


• فضل سورة يس

لا شك أن سو ر القرآن الكريم كلها خير وآياتها بركة ولكن روى في فضل سورة يس أحاديث كثيرة غير أن أهل العلم ضعفوا أكثرها،بل حكموا علي بعضها بأنه موضوع مكذوب ومنها :

1- حديث: "إنَّ لكلِّ شَيءٍ قلبًا، وقلبُ القرآنِ (يس)، ومَن قرأَ (يس)؛ كَتبَ اللهُ لهُ بِقراءتِها قِراءةَ القُرآنِ عشرَ مرَّاتٍ دونَ يس" وهو حديثٌ موضوع.

2- حديث: "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ يس في لَيلةٍ أصْبَحَ مَغفُورًا له. ومَنْ قَرأَ الدُّخَانَ لَيلةَ الجمعةِ أصبحَ مَغفُورًا لَهُ" وهو في شطره الأول ضعيف وشطره الثاني موضوع.

3- حديث "من داومَ على قراءةِ يس كلَّ ليلةٍ ثمَّ ماتَ ماتَ شَهيدًا" وهو حديثٌ ضعيف.

4- حديث: "مَن دخلَ المقابرَ فقرأَ سورةَ (يس) خفَّفَ عنهُم يومَئذٍ، وكان لهُ بِعَددِ مَن فيها حَسناتٌ" وهذا حديثٌ موضوع.

5- حديث: "يس لِمَا قُرِئتْ له" وهو حديثٌ لا أصل له في السنة النبوية.

والحاصل أن الأحاديث المروية في فضل سورة يس لا يجوز رفعها للنبي صل الله عليه وسلم مالم تثبت صحتها وبعض الآثار المروية في فضلها موقوفا علي بعض الصحابة رضي الله عنهم بأسانيد حسنة،وبعضها نقل من تجارب بعض الصالحين،ومن ذلك ما ذكره ابن كثير رحمه الله نقلا عن بعض اهل العلم ان من مزايا هذه السورة المباركة انها لاتقرأعلي عسير الارجاء اليسر من الله تعالى كما يستانس بها عند خروج روح الميت املا بتنزل الرحمة وسهولة خروج روحه.

من الاحاديث الواردة:

1- ما جاء عن جندب رضي الله عنه قال :قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له "

2- عن معقل بدبن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "اقرؤوا علي موتاكم يس"

3- عن معقل بن يساررضى الله عنه :(قلب القرٱن يس، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الٱخرة إلا غفر الله له،اقرؤوها علي موتاكم)

إن مجموع ما روى في شأن سوره يس يظهر أن لها فضلا مأثور كما لبعض سور القرٱن من الفضائل ما يزيد على الفضل العام للسور الأخرى وذلك ترغيبا في قراءتها وتدبرٱياتها،إذ قال أهل العلم يمكن الأخذ بمثل هذه الأحاديث في باب فضائل الأعمال. موضوعات سور يس

قال ابن عاشور في التحرير و التنوير

1. التحدى بإجاز القرآن بالحروف المقطعة,وبالقسم بالقرآن تنويها به,وأدمج وصفه بالحكيم إشارة إلى بلوغه أعلى درجات الإحكام. والمقصود من ذلك تحقيق  رسالة محمد صلى الله عليه وسلم  وتفضيل الدين الذى جاء به فى كتاب منزل من الله لإبلاغ الأمة الغاية السامية وهى استقامة أمورها فى الدنيا والفوز فى الحياة الأبدية,فلذلك وصف الدين بالصراط المستقيم.

2. وأن القرآن داع لإنقاذ العرب الذين لم يسبق مجىء رسول إليهم ,لأن عدم سبق الإرسال إليهم تهيئة لنفوسهم لقبول الدين إذ ليس فيها شاغل سابق يعز عليهم فراقه أو يكتفون بما فيه من هدى .

ووصف إعراض أكثرهم عن تلقى الإسلام ,وتمثيل حالهم الشنيعة, وحرمانهم من الانتفاع بهدى الإسلام وأن الذين اتبعوا دين الإسلام هم أهل الخشية وهو الدين الموصوف بالصراط المستقيم.

3. وضرب المثل لفريقي المتبعين والمعرضين من أهل القرى بما سبق من حال أهل القرية الذين شابه تكذيبهم الرسل تكذيب قريش , وكيف كان جزاء المعرضين من أهلها فى الدنيا وجزاء المتبعين فى درجات الآخرة .

4. وضرب المثل بالأعم وهم القرون الذين كذبوا فأهلكوا. والرثاء لحال الناس فى إضاعة أسباب الفوز كيف يسرعون ألى تكذيب الرسل.

5. وتخلص الى الاستدلال على تقريب البعث وإثباته بالاستقلال تارة وبالاستطراد أجرى. مدمجا فى آياته الامتنان بالنعمة التى تتضمنها تلك الآيات . ورامزا الى دلالة تلك الآيات والنعم على تفرد خالقها ومنعمها بالوحدانية إيقاظا لهم .

6. ثم تذكيرهم بأعظم حادثة حدثت على المكذبين للرسل والمتمسكين بالأصنام من الذين أرسل إليهم نوح نذيرا , فهلك من كذب ,ونجا من آمن.

7. ثم سيقت دلائل التوحيد المشوبة بالامتنان للتذكير بواجب الشكر على النعم بالتقوى والأحسان وترقب الجزاء. والإقلاع عن الشرك والاستهزاء بالرسول واستعجال وعيد العذاب وحذورا من حلوله بغتة حين يفوت التدارك . وذكروا بما عهد الله إليهم مما أودعه فى الفطرة من الفطنة. والاستدلال على عداوة الشيطان للإنسان واتباع دعاة الخيرثم رد العجز على الصدر فعاد الى تنزيه القرآن عن أن يكون مفترى صادرا من شاعر بتخيلات الشعراء.

8. ثم سلى الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن لا يحزنه قولهم وأن له بالله أسوة إذ خلقهم فعطلوا قدرته عن إيجادهم مرة ثانية ولكنهم راجعون إليه .

فقمت السورة على تقرير أمهات أصول الدين على أبلغ وجه واتمه من إثبات الرسالة ,والوحى,ومعجزة القرآن ,وما يعتبر فى صفات الأنبياء,وإثبات القدر ,وعلم الله ,والحشر,والتوحيد,وشكر المنعم ,وهذه أصول الطاعة بالاعتقاد والعمل ,ومنها تتفرع الشريعة. وإثبات الجزاء على الخير والشر مع إدماج الأدلة من الآفاق والأنفس بتفنن عجيب , فكانت هذه السورة جديرة بأن تسمى "قلب القرآن "لأن من تقاسيمها تتشعب شرايين القرآن كله, والى وتينها ينصب مجراها.

قال الغزالى: إن ذلك لأن الإيمان صحته باعتراف بالحشر , والحشر مقرر فى هذه السورة بأبلغ وجه.

ومقصد السورة هو تأكيد أن الله رحيم بعباده يبعث لهم المرسلين ليهديهم صراطه المستقيم وهو عزيز في انتقامه ممن لا يعبدونه علي صراطه المستقيم،بل يعبدون الشيطان عدوهم المبين لذلك رحمة بهم ولكي يقيم تعالى عليهم الحجة والعذر بأنهماختاروا بأنفسهم ولم يظلمهم أحد،أقسم تعالى بالقرٱن تاكيداً لكى ينتبهوا ويعلموا أن الأمر جد ثم واصل بضرب المثل ليتفكروا بهلاك من كان قبلهم ثم بين قدرته ليحذروا فيتقوه ثم مصيرهم ليعملوا لٱخرتهم،ثم أن بيده ملكوت كل شئ وأنهمإليه محضرون فيرجوا عفوه ويحذروا عقابه.


• تنقسم السورة باعتبار موضوعات ٱياتها إلي ستة موضوعات في نصفين متساويين تقريبا من عدد ٱيات السورة

النصف الأول: فيه خطاب الله تعالى للناس عن المقصد من وجودهم وإرسال المرسلين مبلغين ذلك وبيان الٱيات.

النصف الثاني: فيه بيان كفر أكثر الناس وتكذيبهم وتطاولهم على المرسلين ،ثم بيان إمهاله لهم وعدم معالجته لهم بالعقاب بل تهديده لهم بالعقاب في الدنيا والآخرة رحمة بهم لعلهم يرجعون،وأخيرا وهو المهم أن مصير الناس مترتب على أعمالهم وهوجزاء ما كانوا يعملون.


النصف الأول فيه بيان رحمه الله الواسعة بالناس في ثلاثة مواضيع:

الأول:بأن يرسل لهم الرسل والكتب تنذرهم بأن أعمالهم محصاة عليهم وأنهم محاسبون (آيه16).

الثاني: يضرب لهم مثل حقيقي عن كيف يتم إنذار الناس بواسطة المرسلين بأنهم محاسبون علي أعمالهم (ٱية11)

الثالث: يبين لهم الٱيات من حولهم والتي فيها أن كل مخلوقات الله تسير على هدى من الله لا تتجاوزه ولا تخرج منه أبداً ( آيه 14).

النصف الثاني فيه ثلاثة مواضيع:

الأول: فيه بيان ظلم الناس لأنفسهم وتكذيبهم للمرسلين(9 ٱيات )

الثاني: يهددهم الله بالعقاب يقعون فيه بأنفسهم او يرونه في غيرهم ثم يرفعه عنهم إمهالالهم(12ٱيه)

الثالث: حصولهم على جزاء أعمالهم إما النعيم أو العذاب ويأتي في ربع عدد ٱيات السورة(آيه21).


قال مجد الدين الفيروزا بادى بصيرة في يس والقران الحكيم معظم مقصود السورة :

تأكيد أمر القرآن والرسالة،وإلزام الحجة على أهل الضلاله،وضرب المثل في أهل أنطاكيه وذكر قصة حبيب النجار،وبيان البراهين المختلفة في إيحاء الأرض الميتة،وإبداء الليل والنهار وسير الكواكب و دور الأفلاك الجواري المنشأت في البحار،وذلة الكفار عند الموت وحيرتهم ساعة البعث وسعد المؤمنين المطيعين وشغلهم في الجنة وميز المؤمن من الكافر في القيامة وشهادة الجوارح هلى أهل المعاصى بمعاصيهم،والمنه على الرسول صلى الله عليه وسلم بصيانته من الشعر ونظمه وإقامة البرهان على البعث ونفاذ أمر الحق في كن فيكون وكمال ملك ذي الجلال على كل حال في قوله "فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون" السورة خالية من الناسخ والمنسوخ