مستخدم:إدريس أحمد الشريف

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الرسام مصطفى العابد فنان عصامي وُلد في مدينة صفرو سنة 1929 وتوفي عن عمر يناهز 58 عاما. كان ممّا ساعده على النضوج المبكر، طبيعة صفرو الجميلة، مياه وادي أ ڴاي الصافية الرقراقة، الشلالات الصاخبة، مداخل المدينة العتيقة، أزقتها الضيقة والملتوية، كل هذه الكنوز الطبيعية تركت تأثيرا بالغا على الإنسان الفنان الذي يسكنه.

ففي حي المڴاز رأى النور، وفي العرصة الدار تعلم وتكوّن، وفي درب المتر فتح مرسمه الأول، ومن هناك بدأت أولى خطوات رحلة اكتشاف البُعد الحقيقي للريشة والألوان.

كان يحط عدته وعتاده أمام المنظر الذي جذبه أو انجذب إليه، ثم يشرع في تلوينه وتجميله إلى أن يصبح لوحة بارعة. أما التلاميذ الذين تعودوا على زيارته في مرسمه أثناء الذهاب إلى المدرسة، فلا بد لهم من وقفة ولو لبعض الوقت لتأمل ما تبدعه يداه المدربتان ثم يواصلون المسير.

قبل التلاميذ الذين اكتشفوا موهبته، لم يكن مصطفى «الفنان» معروفا بالشكل الذي ينبغي أن يكون عليه، وأكثر الناس لا يعرفون عنه إلا أنه واحد من أبناء صفرو، إذ لم يكن يريد تنظيم معرض من أي نوع. لكن من خلال عشرات اللوحات التي رسمها، وقد رسمها بصمت وهدوء وبطء، وربما استغرقت منه بعض اللوحات نفَسا طويلا، أصبحت شهرته تتعدى مدينة صفرو إلى حدود بعيدة.

إن لوحات الفنان مصطفى العابد ستبقى أطول بكثير من الفترة التي قضاها في مغازلة الريشة والألوان؛ وربما ستبقى إلى الأبد... فسلام عليه، سلام...