مستخدم:احمد حامد السلطاني/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


قصة نبي الله دانيال ( عليه السلام ) في روايات الاسلام - حسب المذهب الشيعي -[عدل]

مرقد النبي دانيال (عليه السلام)

دانيال ( عليه السلام ) نبي من انبياء بني إسرائيل من نسل النبي سليمان بن النبي داوود ( عليهما السلام ) و صولاً إلى يهوذا بن النبي يعقوب بن النبي آسحاق بن النبي إبراهيم ( عليهم السلام )[عدل]

القصة :[1][عدل]

كان نبي الله دانيال ( عليه السلام ) صديقآ حكيمآ و ممن علمه الله تأويل الأحاديث . و هو من أنبياء بني إسرائيل . عاش يتيم الأبوين ، فقامت امرأة عجوز من بني إسرائيل بأحتضانه و تربيته ، و من قصصه أن ملكآ من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان ، و كان لهما صديق ، و كان رجلآ صالحآ و كانت امرأته على جانب من كبير الجمال ، و كان يأتي الملك فيحدثه ، فاحتاج الملك الى رجل يبعثه في بعض أموره ، فقال للقاضيين : اختارا لي رجل أرسله في بعض أموري ، فقالا : فلانا ، فوجه إليه ، فقال الرجل للقاضيين : أوصيكما بامرأتي خيرا ، فقالا : نعم . فخرج الرجل ، وكان القاضيان يأتيان باب الصديق فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها , فأبت ، فقالا لها : أن لم تفعلي لنشهدن عليك عند الملك بالزنا ثم لنرجمنك ، فقالت : افعلا ما احببتما . فأتيا الملك فشهدا عنده أنها بغت ، وكان لها ذكر حسن جميل فاعترى الملك من ذلك أمر عظيم و اشتد غمه ، و كان معجبا بها و بأخلاقها ، فقال لهما : أن قولكما مقبول ، فأجلوها ثلاثة أيام ثم ارجموها . و نادى المنادي في تلك المدينة أن احضروا قتل فلانة العابدة قد بغت ، و أن القاضيين قد شهدا عليها بذلك . فأكبر الناس هذا العمل و دهشوا له ، و قال الملك لوزيره : ما عندك في ذلك ؟ هل من حيلة ؟ فقال الوزير : ما عندي في ذلك من شيء . فخرج الوزير في اليوم الثالث و هو اخر أيامها ، فأذا بغلمان عراة يلعبون و فيهم دانيال (ع) ، فقال دانيال (ع) : يا معشر الصبيان ، تعالوا حتى اكون أنا الملك ، و تكون أنت يا فلان العابدة ، و يكون فلان و فلان القاضيين الشاهدين عليها . ثم جمع أترابا له و جعل سيفا من قصب ثم قال للغلمان خذوا بيد هذا فنحوه إلى مكان كذا و كذا ، ثم دعا أحدهما فقال : قل حقا ، فأنك أن لم تقل الحق قتلتك ، بم تشهد على هذه المرأة ؟ ( و الوزير واقف ينظر و يسمع ) . فقال : أشهد أنها زنت . قال (ع) : متى ؟ قال : يوم كذا و كذا . فقال (ع) : مع من ؟ قال : مع فلان أبن فلان . فقال (ع) : في أي مكان ؟ قال : في مكان كذا و كذا . و جاء بالأخر . فقال (ع) : علام تشهد ؟ قال : أنها زنت . فقال (ع) : في أي يوم ؟ قال : في يوم كذا و كذا . فقال (ع) : مع من ؟ قال : مع فلان أبن فلان . فقال (ع) : في أي موضع ؟ قال : في موضع كذا و كذا . فخالف صاحبه في القول ، فقال دانيال (ع) : الله أكبر ، شهدا بزور ، ناد في الناس أن القاضيين شهدا على فلانة بالزور فاحضروا قتلهما . فذهب الوزير إلى الملك مبادرا فأخبره بالخبر ، فبعث الملك إلى القاضيين ففرق بينهما ، و فعل بهما كما فعل النبي دانيال (ع) ، فأختلفا في القول كما أختلف الغلامان ، فنادى في الناس و أمر بقتلهما  . و كان بذلك نبي الله دانيال (ع) أول من فرق بين الشهود . و بمرور الأيام أعجب الملك بنبي الله دانيال (ع) و أحبه فقال لدانيال (ع) يومآ : أشتهي أن يكون لي ولد مثلك فقال له دانيال (ع) : ما محلي من قلبك ؟ قال : أجل محل و أعظمه ، قال دانيال (ع) : فإذا جامعت فاجعل همتك فيه ، ففعل الملك ذلك ، فولد له أبن أشبه خلق الله بدانيال (ع) . و بمرور السنين ظلو بني إسرائيل و أفسدوا في الأرض و لم يتبعوا وصايا الأنبياء فلم ينكروا المنكر ، فسلط الله عليهم من يعذبهم و هو الملك البابلي بخت نصر ( نبوخذنصر ) الذي أدعى الألوهية ، فسار إليهم بجيوش لا قبل لهم بها و حاصر بلادهم ثم فتحها عنوة فخرب البلاد و هدم بيت المقدس و أحرق التوراة و كتب الأنبياء و قتل الألاف من بني إسرائيل و سبى الباقين منهم و معهم نبي الله دانيال (ع) إلى بابل في العراق وخرج نبي الله عزير (ع) وقتها و هو راكب على حماره و معه بعض الطعام و الشراب ، و أماته الله سبحانه و أخفاه ، فأتى بخت نصر إلى بابل فبنى فيها مدينة و أقام فيها ، و لعبادة دانيال (ع) لله سبحانه و توحيدة لله ، و لدعوته للناس إلى عبادة الله و نهيهم عن الشرك و الكفر بالله ، أمر بخت نصر بأسره و رميه في البئر و ألقى معه اللبوة ( أنثى الأسد ) ، فحفظ الله النبي دانيال (ع) من السوء ، فلم تؤذي اللبوة دانيال (ع) ، فجعلت اللبوة تأكل طين البئر و يشرب دانيال (ع) لبنها فلبث بذلك زمانآ . فأوحى الله إلى النبي الذي كان في بيت المقدس ، قيل هو نبي الله أرميا (ع) : أن أذهب بهذا الطعام و الشراب إلى دانيال و أقرئه السلام ، قال : و أين هو يا رب ؟ فقال : في بئر بابل في موضع كذا و كذا . فأرسل الله من حمله و حمل الطعام الذي أعدة ، فخرج من القرية إلى أن استقبله ضبي فدله الضبي إلى أن أنتهى به الضبي إلى البئر الذي فيه نبي الله دانيال (ع) ، فأطلع في البئر ، فقال النبي أرميا (ع) : يا دانيال ، فقال دانيال (ع) : لبيك ، صوت غريب ، فقال أرميا (ع) : أنا أرميا ، أن ربك يقرئك السلام قد بعث إليك بالطعام و الشراب ، فدلاه إليه ، فقال دانيال (ع) : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره الحمد لله الذي يجزي باللإحسان إحسانآ الحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة و الحمد لله الذي يكشف ضرنا عند كربتنا و الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تنقطع الحيل منا و الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين ساء ظننا بأعمالنا . فرآى بخت نصر في المنام كأن ملائكة السماء هبطت إلى الأرض أفواجآ إلى البئر الذي فيه دانيال (ع) مسلمين عليه و يبشرونه بالفرج ، فلما أصبح بخت نصر ندم على ما فعل ، فأتى دانيال فأخرجه و أعتذر إليه ثم فوض إليه الأمر في ممالكه ، فمكث نبي الله دانيال (ع) ما شاء الله ، يدعوهم إلى عبادة الله و يعلمهم دين الله ، فمنهم من آمن بالله ومنهم من كذب و كفر ، و قد أحب بعضهم نبي الله دانيال (ع) و بعضهم أبغضه و عاداه و حسدة ، و بعد سنين رأى بخت نصر في نومه كأن رأسه من حديد و رجلاه من نحاس و صدره من ذهب . فدعا المنجمين فقال لهم : ما رأيت ؟ قالوا : ما ندري و لكن قص علينا ما رأيت في المنام ؟ فقال : و أنا أجري عليكم الأرزاق منذ كذا و كذا و ما تدرون ما رأيت في المنام ؟ فأمر بهم فقتلوا . فقال له بعض من كان عنده : إن كان عند أحد شيئ ، فعند صاحب الجب ، ( البئر ) ، فإن اللبوة لم تعرض له و هي تأكل الطين و ترضعه ، فبعث إلى دانيال (ع) ، فقال : ما رأيت في المنام ؟ فقال دانيال (ع) : رأيت كأن رأسك من حديد و رجلاك من نحاس و صدرك من ذهب . فقال له بخت نصر : هكذا رأيت فما ذاك ؟ فقال دانيال (ع) : ذهب ملكك و أنت مقتول إلى ثلاثة أيام يقتلك رجل من ولد فارس . فقال له : إن علي لسبع مدائن على باب كل مدينة حرس و ما رضيت بذلك حتى وضعت بطة من نحاس على باب كل مدينة لا يدخل غريب إلا صاحت فيؤخذ . فقال له دانيال (ع) : إن الأمر كما قلت لك . فبعث بخت نصر الخيل و قال : لا تلقون أحدآ من الخلق إلا قتلتموه . و كان دانيال (ع) جالسآ عنده ، فقال له بخت نصر : لا تفارقني هذه الثلاثة أيام ، فإن مضت قتلتك . فلما كان اليوم الثالث ممسيآ أخذه الغم ، و قد كان الملك أمراً بأخراج كل من في القصر قبل اليوم الموعود إلا غلام كان قد أتخذه أبنآ له من أهل فارس و هو لا يعلم أنه من أهل فارس ، فدفع إليه سيفه و قال له : يا غلام إذا رأيت أحداً هنا فأضرب عنقه كائناً من كان , و بدون مراجعتي . و دخل بخت نصر غرفة من غرف القصر و هو ممتلئ رعباً و خوفاً , و أخذ يعد اللحظات إلى الساعة التي ذكرها النبي دانيال (ع) , و قبل الساعة بلحظة أزداد خوف الملك و حسب ألف حساب فخرج من الغرفة ليرى هل دخل القصر أحد , و أذا بالغلام يسمع وقع الاقدام من خلفه , فحمل على الشبح الذي تراءى له بدون ان ينظر إليه ليتبين له من هو ؟ و كان ذالك الشبح هو الملك بنفسه , و لما قده الغلام نصفين , و أذا به يرى ان المقتول هو الملك بعينه . و لما توفي بخت نصر تابع الناس أبنه فأصبح الملك و أشتدت البلوى على بني إسرائيل . و كانت الأواني التي عملت الشياطين لنبي سليمان بن داوود (عليهما السلام ) من اللؤلؤ و الياقوت التي غاص عليها الشياطين حتى استخرجوها من قعور الأبحر الصّم التي لا تعبر فيها السفن ، و كان بخت نصر غنم كل ذلك من بيت المقدس ، و أحضرها معه إلى أرض بابل و استأمر فيها النبي دانيال (ع) ، فقال (ع) : ان هذه الآنية طاهرة مقدسة صنعها للنبي أبن النبي الذي يسجد لربه عز و علا ، فلا تدنسها بلحم الخنازير و غيرها ، فإن لها ربآ سيعيدها حيث كانت ، فأطاعه و اعتزل دانيال و أقصاه و جفاه . و كانت له امرأة حكيمة نشأت في تأديب دانيال تعظه و تقول : إن أباك كان يستغيث بدانيال فأبى ذلك ، فعمل في كل عمل سوء حتى عجت الأرض منه إلى الله تعالى جلت عظمته ، فبينما هو في عيد إذا بكف ملك يكتب على الجدار ثلاثة أحرف ، ثم غابت الكف و القلم و بهتوا ، فسألوا دانيال بحق تأويل ذلك المكتوب ، و كان المكتوب هو : وزن فخف ، و وعدنا نجز ، جمع فتفرق . فقال دانيال (ع) : أما الأول فأنه عقلك وزن فخف ، فكان خفيفآ في الميزان . و الثاني وعد أن يملك ، فانجزه اليوم . و الثالث فأن الله تعالى كان قد جمع لك و لوالدك من قبلك ملكآ عظيمآ ثم تفرق اليوم ، فلا يجتمع إلى يوم القيامة . فقال له : ثم ماذا ؟ قال (ع) : يعذبك . فاقبلت بعوضة تطير حتى دخلت في إحدى منخريه فوصلت إلى دماغه و بدئة تؤذيه ، فأحب الناس عنده من حمل مرزبة فيضرب بها رأسه ، و يزداد كل يوم ألمآ إلى أربعين ليلة حتى مات و صار إلى النار . و روي ، أن نبي الله دانيال (ع) أعطى صاحب معبر ( قارب ) رغيفآ من الخبز لكي يعبر به ، فرمى صاحب المعبر بالرغيف و قال : ما أصنع بالخبز ، هذا الخبز عندنا قد يداس بالأرجل . فلما رأى النبي دانيال (ع) ذلك منه ، رفع يده إلى السماء و قال : اللهم أكرم الخبز فقد رأيت يا رب ما صنع هذا العبد . و لما قال ذلك أوحى الله عزوجل إلى السماء ان تحبس الغيث ، و أوحى إلى الأرض : أن كوني طبقآ كالفخار . فلم يمطر شيئ ، حتى أنه بلغ من أمرهم أن بعضهم أكل بعضآ . فلما بلغ منهم ما أراد الله من ذلك ، قالت امرأة لأخرى و لهما ولدان : يا فلانة تعالي حتى آكل أنا و أنت اليوم ولدي ، فإذا جعنا غدآ أكلنا ولدك ، قالت : نعم ، فأكلتاه . فلما جاعتا من غد راودت الأخرى على أكل و لدها ، فامتنعت عليها ، فقالت لها : بيني و بينك نبي الله ، فاختصما إلى النبي دانيال ( عليه السلام ) ، فقال لهما : و قد بلغ الأمر إلى ما أرى ؟ قالتا له : نعم يا نبي الله ، و أشر . فرفع يده إلى السماء فقال : اللهم عد علينا بفضلك و رحمتك و لا تعاقب الأطفال ، و من فيه خير بذنب صاحب المعبر و أضرابه لنعمتك . فأمر الله تعالى السماء أن أمطري على الأرض ، و أمر الأرض أن أنبتي لخلقي ما قد فاتهم من خيرك ، فإني قد رحمتهم بالطفل الصغير . و مما أوحى الله إلى النبي دانيال (ع) : أن أمقت عبيدي إلي الجاهل المستخف بحق أهل العلم التارك للاقتداء بهم ، و أن أحب عبيدي إلي التقي الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء التابع للحلماء القابل عن الحكماء . و كان نبي الله دانيال (ع) حاله من حال جميع أنبياء الله محبآ لنبي أخر الزمان و أهل بيته الأطهار ( عليهم الصلاة و السلام ) و يدين بذلك ، و من بشاراته بالنبي محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أنه (ع) قال : يبعث الله نبيآ أميآ من العرب فيذل الله له الأمم و الأديان . و كان لنبي الله دانيال (ع) كتاب فيه أخبار ما كان و ما هو كائن . و قيل توفي نبي الله دانيال (ع) و هو يبلغ من العمر مئة عام . و بعد مرور مئة عام على موت نبي الله عزير (ع) أحياه الله و أعاده إلى قومه .

  1. ^ المصادر 1 - القرآن الكريم 2 – بحار الأنوار . للعلامة محمد باقر المجلسي 3 – قصص الأنبياء . قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي 4 – الكافي . للشيخ محمد بن يعقوب الكليني 5 – تفسير علي بن إبراهيم 6 – تفسير الميزان . للسيد محمد حسين الطباطبائي 7 – الجواهر السنية في الأحاديث القدسية . للشيخ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين الحر العاملي 8 – الأصول من الكافي . للشيخ محمد بن يعقوب الكليني

تصنيف:ديانات إبراهيمية