انتقل إلى المحتوى

مستخدم:سعيد ايت غانم (أبو صالح)/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أهمية البحث في مقاصد ختم آي القرآن الكريم بأسماء الله الحسنى. للبحث في هذا الموضوع فوائد جمة يمكن اجمالها فيما يلي: - معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسني، مما يزيد الإيمان كما قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: "أن الإيمان بأسماء الله الحسنى، ومعرفتها يتضمن أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء، والصفات، وهذه الأنواع هي رَوح الإيمان وروحه، وأصله وغايته فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله، وصفاته ازداد إيمانه، وقوي يقينه" . أن الله خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه ، وهذا هو الغاية المطلوبة منهم ، لأنه كما يقول ابن القيم: " مفتاح دعوة الرسل، وزبدة رسالتهم، معرفة المعبود بأسمائه وصفاته وأفعاله؛ إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها إلى آخرها" . فلا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها. _ البحث في الموضوع يساعد على تدبر آي القرآن، لأنه لما كان حصول المقصود من إنزال القرآن لا يتم إلا بالتدبر لهذا الكتاب الكريم أمر الله بذلك فقال: "ليدبروا آياته"، "وأصله "ليتدبروا" فأدغمت التاء في الدال، متعلق بـ"أنزلناه" ، قال الإمام الطبري:"ليتدبروا حجج الله التي فيه، وما شرع فيه من شرائعه، فيتعظوا ويعملوا به" . _ إعمال النظرة الشمولية والابتعاد عن التجزيئية في دراسة القرآن الكريم، قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه سراج المهتدين: "ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى يكون كالكلمة الواحدة، منسقة المعاني منظمة المباني" . ويقول الدكتور طه جابر العلواني: " فالقرآن كله كالكلمة الواحدة والجملة الواحدة، كل سوره وأجزائه يتسع حتى يصبح كونا يشمل الكون كله ويضمه تحت جناحه ويدق حتى تراه كأنه كلمة واحدة، لكنها عين جارية لا تتوقف ولا تغيض ولا تنضب في المعاني التي تشتمل عليها" . وهذا التناسب والتكامل هو سر من الأسرار الدقيقة التي تتجلى بها عظمة القرآن الكريم وإعجازه، كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة" . فالدراسة الشمولية للقرآن والبحث في مقاصده هما السبيل الأمثل لجعل القرآن الكريم قادرا على الهيمنة على مختلف الأنساق الحضارية كيفما كانت، باعتباره كتاب وحي مطلق، مهيأ للإحاطة المطلقة بالوجود الكوني وحركته وصيرورته متجاوزا لمتغيرات الزمان والمكان التي تطغى عليها النسبية.