انتقل إلى المحتوى

مستخدم:صقر أبو سيف/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

النظافة

[عدل]

النظافةُ

[عدل]

كلمة صغيرة تفوحُ منها رائحة الانتعاشِ والعطر، فالنظافة ضرورةٌ وليست شيئًا كماليًا يُمكن تركه، لهذا فإنّ الحديث عن النظافة يعني الحديثَ عن أسلوب حياة متكاملٍ يجبُ أن يُمارسه الجميع دون استثناء، وأن يسعى إليه كلّ شخصٍ بمفرده ومع الآخرين كي يُصبح المجتمع نظيفًا بشكلٍ كامل، فالنظافة حياة كاملة، وضرورة من ضرورات الحياة التي تُمارسها جميعُ موجودات الكون بما فيه من إنسانٍٍ وحيوانٍ ونباتٍ، فهي شيءٌ نابعٌ من الأعماق، وتصرّفٌ فطري يُلهمه الله لمخلوقاته للتخلّص من أيّ قذارة.

النظافة لا تقتصر على كونِها تجعلُ المكانَ مرتبًا وخاليًا من القذارة الظاهريّة، بل هي أيضًا طريقة مهمة للحماية من الإصابة بالأمراض المختلفة، إذ إنّ البيئة النظيفة لا تنمو فيها الجراثيم ولا تزورها الحشرات الضارّة من ذبابٍ وغيره، كما أنّ النظافة مهمّة كي يبدو مظهر الإنسان أنيقًا ومقبولًا أمام الآخرين، وهي تُعطي انطباعًا إيجابيًا عنه، فالشخص النظيف لا يخشى الناس من مرافقته، ولا يخشون الاقتراب منه، على عكس الشخص القذر الذي لا يهتم بأدنى مستويات النظافة الشخصية، كما أنّ النظافة تمنح لصاحبها شعورًا بالثقة، وتُحافظ على صحته.

حثّت جميع الشرائع السماوية على النظافة وجعلتها من أهم الأولويات فيها، حتى أنّ الإسلام جعل النظافة شرطًا أساسيًّا لممارسة العبادات، إذ لا تجوز بأيّ حالٍ من الأحوال الصلاةُ دون وضوء وطهارة وتخلّص من القذارة في البدن والثياب والمكان، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدلّ على أهمية النظافة باعتبارها دستورًا ثابتًا في العبادات والحياة اليوميّة، يجب أن يُمارسه الإنسان بشكلٍ دائم دون تخطيط.

النظافة تمنحُ البهجة للمكان وتبعث فيه الطاقة الإيجابية، كما أنّها تُساعد في زيادة الإنتاجية وتجعل الأشخاص المتواجدين في المكان النظيف أكثر إشراقًا وتفاؤلًا، لهذا يجب أن تكون النظافة مسؤولية الجميع، ولا عجب أنه في جميع دول العالم وزارات وأعمال مَعنية فقط بكل ما يخص النظافة، وأصبح التنظيف مهنة يعتاش منها كثيرون، كونها مهنة ذات غاية لا يمكن الاستغناء عنها أبدًا، لأنّ العيش دون نظافة يُشير فقط إلى المجتمعات البدائية المتخلفة، وتقع مسؤولية تعليم الأجيال في الحفاظ على النظافة على عاتق الآباء والأمهات والمربين، الذين يجب أن يغرسوا في نفوس أبنائهم حبّ النظافة وثقافة رمي القاذورات في الأماكن المخصصة، والتقليل قدر الإمكان من أي ممارسة قد تُسبب زيادة الأوساخ، سواء فيما يتعلق بالنظافة داخل البيوت أم في الشوارع والأماكن العامّة، لأنّ النظافة جزءٌ من الإيمان والثقافة، وهي مرتبطة بمقدار الوعي والرقي الذي تختزنه الشعوب.

النظافة عنوانُ رقيّ الشعوب، وهي من الضرورات التي لا غِنى عنها أبدًا؛ لأنّها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بحياة الإنسان وتُؤثّر على مظهرِه العامّ وعلى صحته وعلى تقبّل الآخرين له، لذلك ينبغي أن تكون النظافة جزءًا لا يتجزّأ من حياة أيّ شخص؛ لأنّ النظافة مسؤوليّة يجب على الفرد تحمّلها تجاه نفسه أولًا وتجاه بيئته التي يعيشُ فيها، فالنظافة ممارسةٌ فطريّة تقوم بها الطبيعة بكلّ ما فيها من موجودات، فالبحار تُنظف نفسها بنفسها، والنباتات والحيوانات تفعل هذا أيضًا، لكنّ الإنسان في كثيرٍ من الأحيان يغفل عن فعل هذا، ويتجاهل أدنى قوانين الحفاظ على النظافة.

النظافة ذات أهميّة كبرى في الحياة، فهي تمنع انتشار الأمراض والروائح الكريهة، كما أنّها تُجمّل المكان وتُجمّل شكل الإنسان وتزيد من الشعور بالانتعاش، كما أنّ النظافة جزءٌ من إيمان الفرد، فكلّما زاد إيمانه زادت نظافته، حتى أنّ ممارسة الكثير من العبادات تحتاج إلى النظافة بشكلٍ أساسيّ، فالصلاة تحتاج إلى الوضوء الذي يُعدّ نوعًا من النظافة، ومناسك الحج والعمرة أيضًا، وكذلك قراءة القرآن، فالنظافة ممارسة لا يُمكن تجاهلها أبدًا أو تخطّيها، وبالإضافة إلى هذا فإنّ الإنسان النظيف يكون أكثر تقبلًا لدى الآخرين من الإنسان القذر الذي لا يهتم بمظهره ورائحته ولا يُعير نظافته الشخصية أيّ اهتمام.

تلعبُ النظافة دورًا مهمًّا في حياة الفرد والمجتمع، كما أنّها تترك انطباعًا جميلًا عند الآخرين، لأنّ الإنسان الذي يُحافظ على نظافته إنسانٌ واعٍ بالضرورة، ويعرف أنّ النظافة ضرورة وليست مجرّد شيءٍ كمالي، ولا ينبغي الحفاظ على النظافة الشخصية فقط، وإنما الحفاظ على نظافة المكان، لأنّ نظافة المكان انعكاسٌ لنظافة الشخص في بيته وبيئته، ولهذا جاءت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثّ على الحفاظ على النظافة باعتبارها أساسًا في الحياة، فالإنسان النظيف إنسانُ مأجورٌ من الله تعالى؛ لأنّ إماطة القذارة والأذى من أهم مقاصد الشريعة.

النظافة

ما هي النّظافة

[عدل]

هي مجموعة من الممارسات التي يقوم بها الإنسان يوميّاً أو شهريّاً أو موسميّاً ليحافظ على نفسه ومحيطه في أفضل صورة، وهي مفهوم متّصل بالطب، فضلاً عن ممارسات العناية الشّخصية والمهنيّة المُتّصلة بمعظم نواحي الحياة، وإن كانت على الأغلب مرتبطة بالنّظافة والمعايير الوقائية. في الآتي ثلاثة مواضيع تعبيريّة عن النّظافة. النّظافة الشخصيّة وأهميّتها النّظافة أساس الصّحة السّليمة للفرد؛ لأنّ البيئة التي يعيش بها سوف تؤثّر عليه نفسيّاً واجتماعيّاّ وجسديّاً، فمن منّا يصاحب الإنسان القذر؟ أو يعيش في بيئة غير نظيفة ومُتّسخة؟ ومن ذا الذي يقترب من آخر كريه الرّائحة؟ اهتم الفرد منذ الأزل بنظافته اليوميّة، فتراه يغسل وجهه فور الاستيقاظ من النّوم، وينظّف أسنانه مرّتين يوميّاً، ويغتسل ليرتدي ملابس أنيقة وناصعة البياض، فمن يراه يدخل السّرور إلى قلبه، كما أنّ المنزل النّظيف يُحبّب ساكنه فيه، وتنظيفه بشكل يوميّ يُحافظ عليه. اهتمّ الإسلام بالنّظافة واعتبرها من الإيمان، فيقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" وحضّ على الاستحمام يوم الجمعة، بالإضافة للوضوء اليوميّ خمس مرّات باليوم، الأمر الذي يجعل أعضاء الجسم بعيدة عن الأوساخ والأوبئة والجراثيم والميكروبات. تعبّر النّظافة عن الرّقي والحضارة، فكثير من البلاد النّظيفة قدوة للبلدان الأخرى، فهناك من الدّول من لا تجد في شوارعها ورقة واحدة، على خلاف مدن أخرى مُنفّرة للسّياح فلا يزورها أحد. والاهتمام بالنّظافة مطلب عصريّ يتمنّاه الجميع ويبدأ بالإرشاد والتّوجيه، فإذا تربّى الطّفل على النّظافة سيبقى نظيفاً، حيث تلعب التنشئة هنا عاملاً مهماً، ومن ناحية أُخرى تعاني الدّول التي تسعى للحضارة والعصريّة من دفع مواطنيها إلى النّظافة الدّائمة لبيئتهم؛ لأن تغيّر العادات صعب جداً ويتطلّب وقتاً للممارسة. يحمل الإنسان أخلاقه معه أينما ذهب، فإذا كان نظيفاً يكون سلوك النّظافة مُرافقاً له، فلا يجعل ما حوله في فوضى من القاذورات والأوساخ، بل يحافظ على المكان المتواجد فيه كالمتنزّهات العامّة أو الفصل المدرسيّ أو غرفته الخاصّة أيضاً، ودعا الإسلام إلى إماطة الأذى عن الطريق من رفع القمامة وإزالة الحجارة والزّجاج المُتكسّر والأوراق وما يتراكم من رمال، وما يعيق الطّريق والسّائرين، وأثاب على المسلم النّظيف وأكرمه بالأجر والثّواب في الدّنيا والآخرة. إنّ الحياة السّعيدة تأتي من كلّ ما نراه حولنا وتأثيره علينا، فالأشجار المورقة والأعشاب الخالية من بقايا الأطعمة والمشروبات، والبحر الأزرق الصّافي، كلّها مباعث للسّرور، والحفاظ عليها بصورة صحيحة يُسعد الجميع، والهواء النّظيف يؤمّن لك رئتين جيّدتين تعيش بهما طويلاً، فإشعال الأدخنة سيلوث الجو ويصنع الحرائق ويدمّر البيئة ويدمّر الرّئتين والجهاز التّنفسي؛ لأنّك أحد عناصرها المهمّة، فانتبه لكل ما تفعل، وكن حريصاً على نظافة ما حولك كي تعيش عيشة هانئة.

المصدر:

موسوعةوزي وزي