انتقل إلى المحتوى

مستخدم:عامر المصلحي/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

منذ 949 عاماً وقعت معركة غيّرت كثيراً في شكل وتركيبة الأناضول (الجزء الآسيوي في تركيا الحالية)، وكذلك في شكل وتركيبة الشعوب التي تعيش في مناطق شمال الشام من ناحية والبلقان من ناحية أخرى. ذلك أنّ معركة ملاذكرد وقائدها المحنّك ألب أرسلان لم تكن هزيمةً عسكرية وسياسية فقط، وإنما هزيمة معنوية. ففيها أسر المسلمون الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع.

الوضع الإقليمي في تلك الفترة وصعود ألب أرسلان

[عدل]

كانت القبائل والشعوب التركية في وسط وشرق آسيا قد بدأت منذ سنوات هجرتها إلى الأناضول، وإلى مناطق أكثر غنى وحضارةً من مناطقها، مثل إيران والعراق والشام، التي كانت حينئذٍ تحت حكم الخلافة العباسية ومقرّها بغداد.

كانت الشعوب التركية شعوباً محاربة وقتالية، ولهذا بدأ استخدامهم في الوظائف العسكريّة، ومع مرور الوقت أصبح منهم قادة عسكريون كبار في بغداد وبقية الحواضر الإسلاميّة، وبالتالي أصبح لديهم مقاليد السلطة في العالم الإسلامي.

كان الخليفة العباسي في ذلك الوقت ضعيفاً، لا يملك من أمر نفسه شيئاً، وكانت دولة بني بويه الفارسية الشيعية تتحكّم في العاصمة بغداد وفي الخليفة الذي ليس له من لقب الخليفة سوى الاسم والتشريفات والبروتوكولات الرسمية فقط.

في ذلك الوقت صعد شابٌ عسكريّ تركي اسمه طغرل بك، استطاع أن يوسِّع نفوذه العسكري والسياسي في الخلافة العباسية، وفي ظروفٍ سياسية معقدة استطاع أن يطيح بعرش آل بويه، ويصادق الخليفة الذي كان خائفاً من هذا التمدد الشيعي في عاصمة الخلافة الإسلاميّة.

سيطر طغرل بك على مقاليد الخلافة والدولة العباسية كلها، ولكنّها حين توفَّى لم يكن له وريث، وهنا بدأت حروب ولاية العهد، التي استطاع شاب صغير اسمه ألب أرسلان (أي الأسد الشجاع) أن يحسمها لصالحه عام 1063، وكان عمره آنذاك 33 عاماً فقط. وبهذا حفظ الدولة السلجوقيّة التي كانت عاصمتها مدينة الريّ (في إيران حالياً) من التفكُّك، وكذلك حمى الدولة الإسلامية نفسها من التفكُّك باعتبارها دولة قائمة على هذا الوجود السلجوقي العسكري.

إذا خرجنا عن نطاق الدولة العباسية، فهناك دولتان كانت تحرشاتهما بالدولة العباسية وتحرشها هي بهما أيضاً كبيرة. فأولاً الدولة الفاطمية الشيعية في مصر والتي كانت تضمّ إليها جزءاً كبيراً من بلاد الشام، وكذلك الدولة البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية (إسطنبول حالياً) والتي بدأ الصراع بينها وبين العالم الإسلامي منذ نشأ الإسلام وتوسَّع في الشام.

ألب أرسلان إلى حلب والإمبراطور البيزنطي يقرر القضاء عليه!

[عدل]

بعدما قضى ألب أرسلان على القلاقل الداخلية، قرر ضمّ حلب من الدولة الفاطمية واستطاع ضمّها عام 1071، ولكنّ هذا الضمّ الذي يقع على حدود الإمبراطورية البيزنطية أقلق الإمبراطور البيزنطي، الذي كان قائداً عسكرياً ماهراً.

فماذا كانت أوضاع البيزنطيين في تلك الفترة؟

توفي الإمبراطور البيزنطي قسطنطين العاشر دوكاس عام 1067، وترك أرملته الإمبراطورة أيدوكيا مكرمبولتيسا لتدير الدولة. كان على الإمبراطورة أن تختار زوجاً لها، وفي تلك الأثناء كان هناك قائدٌ عسكريٌّ ماهر اسمه رومانوس ديوجينيس كان نجمه قد بدأ في السطوع، فتزوجته ليصبح إمبراطوراً.

بدأ رومانوس بترتيب وتنظيم الجيش البيزنطي المتداعي، خصوصاً أنّ الإمبراطورية كانت قد دخلت في مراحل الضعف والانهيار البطيء. ويبدو أنّ جهود رومانوس قد بدأت تؤتي أكلها، لكنّ زواجه بالإمبراطورة كان أيضاً قد أكسبه بعض العداوات في البلاط الإمبراطوري وفي العائلات الأرستقراطية في الإمبراطورية. وكان عليه أن يحقق نصراً ضخماً ليخرس به خصومه، خصوصاً أفراد عائلة الإمبراطور المتوفى الذي جاء رومانوس مكانه.

ما إن دخل السلطان السلجوقيّ الشاب حلب بداية عام 1071 حتّى بدأ رومانوس بتجهيز جيوشه للتحرُّك والقضاء على التوغُّل السلجوقي ذاك، فقد اعتبر الإمبراطور أنّ ضمّ السلاجقة لحلب أمراً خطيراً، سيجرُّ عليه ويلاتٍ كثيرة، فالأتراك لن يتوقفوا عن الزحف تجاه الأناضول.

https://arabicpost.net/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/2020/08/26/%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%AF-%D8%A3%D9%84%D8%A8-%D8%A3%D8%B1%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85