مستخدم:عبدالله يحيى السنيدي/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هبت قرية «وادي المر» التابعة لولاية جعلان بني بوعلي في طي النسيان منذ سنوات بعيدة وذلك بسبب هجران أهلها لها، والذي لم يكن رغبة ولكن إضطرارا، وذلك بسبب قصتها التي تعود إلى ما قبل 30 عاما، حيث هجرها سكانها جميعا بسبب تعرضها لرياح عاتية محملة بتلال من الرمال المتحركة التي طمستها فغطت جميع بيوتها ومحت معالمها بل وحذفتها من قائمة قرى ولاية جعلان بني بوعلي تقريبا، ولذا أصبحت شبه مدفونة تحت الرمال فأطلق عليها البعض اسم «القرية المدفونة»، إلا أنه مع مرور الزمن وعوامل التعرية ورغبة بعض أهالي القرية في الحنين إلى الماضي البعيد بدأ بعض أصحاب تلك البيوت يعودون للكشف عن بعض معالمها ليظهر بصيص منها ولتصبح مزارا لهم، ويفد لها البعض للسياحة والتخييم حيث يسبقها واد فسيح يلتقي عند قمة جبلية تغلفها طبيعة جميلة وتدرج يشجع على الصعود إلى قمته مما يجعل منها مكانا أو وجهة سياحية.

قمنا بزيارة للقرية لاستطلاع ملامحها والتعرف على قصتها على أرض الواقع، كانت المسافة من العاصمة مسقط إلى مركز ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية التي تتبعها القرية حوالي 310 كيلو مترات، وكان ينتظرنا هناك محمد الغنبوصي أحد أبناء الولاية الذي رافقنا إليها لننطلق حتى مركز شرطة الولاية الذي يقع بالقرب منه مفترق طرق يفصل بين نيابتي رأس الحد، والأشخرة الشهيرتين سياحيا، ومنها قطعنا مسافة أخرى تقارب من 80 كلم، ثم وصلنا إلى منطقة انتهى فيها الطريق الممهد والمرصوف لنكمل في طريق غير معبَد لمسافة حوالي ثلاثة كيلو مترات أخرى لنجد أنفسنا وبدون أي إشارات تدل على أن هناك قرية أو حتى أثارا أننا قد وصلنا القرية.

من الطريق غير المعبد انحرفنا يمينا لمسافة حوالي كيلو متر أخر وسط واد صحراوي تغطيه الصخور والرمال وإن كانت تنتشر فيه بعض الأشجار والنباتات الصحراوية وخاصة شجرة المسكيت (الصفصاف) لنصل إلى القرية التي ما أن تنظر إليها من الخارج لترى وأنها دفنت جميع منازلها التي كانت في بطن الوادي بالرمال، وكأنها لم يكن بها منازل من قبل، غير أنه ما أن تنطلق للداخل أكثر لتبدأ تتكشف لك بعض أجزاء أو جدران أو حتى غرف من تلك البيوت التي رصدنا منها 13 بيتا فقط تظهر بعض أجزاء منها، أما بقية البيوت وبحسب المرافقين لنا في الرحلة فقد دفنت بالكامل كما أنه لا يعرف كم كان عددها تحديدا

صورة