انتقل إلى المحتوى

مستخدم:عبد الفتاح الجزائري/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

المذهب الإباضي

[عدل]
الدولة الرستمية (الخريطة غير دقيقة)


"الإباضية مذهب إسلاميّ أصيل، تصدّر المذاهب الإسلامية في نشأته، وكان ذلك على يد الإمام التابعي جابر بن زيد، ولكنّه ينسب إلى عبد الله بن إباض ... التميمي ... نسبة غير قياسية، وإنما بسبب ما اشتهر به ابن إباض من مراسلات سياسية دينية، مع الخليفة عبد الملك بن مروان، ونقده لأسلوب الحكم الأموي، ... ودعوته الحكام الأمويين للعودة إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين من بعده أو اعتزال أمر المسلمين."، وكانت لعبد الله بن إباض مواجهات مع الخوارج لانحرافهم عن الفهم السليم لأحكام الإسلام.[1]

والإباضيون هم "أتباع الإمام أبي الشعثاء جابر بن زيد الأزدي (ت: 93هـ/711م)، في العقيدة والفقه والحضارة"[2]

2)  دخول المذهب الإباضي إلى بلاد المغرب وانتشاره فيه:

[عدل]

لاقى الإباضية في المشرق تضييقا كثيرا وترّض زعماؤهم لشتى ألوان العذاب والقتل والتنكيل، ففكروا في مصير فكرهم وحركتهم وقرّروا أن يبثوها إلى الأمصار البعيدة كمصر والمغرب. وتروي المصادر أن أول داعٍ للإباضية في بلاد المغرب هو سلمة بن سعد الحضرمي الذي وفد من البصرة مع عكرمة مولى ابن عباس داعي الصفرية، وكان إقبال البربر على مذهبيهما كبيرا، وما إن بدأ سلمة يدعو الناس إلى مذهبه حتى بدأت الرحلات إلى المشرق (البصرة) من أجل الاستزادة في العلم والتلقي عن إمام المذهب –أبي عبيدة-، ومن المرتحلين الأوائل: أبو عبد الله محمد بن عبد الحميد بن مغطير الجناوني النفوسي الذي كان له دور كبير في بثّ الدعوة.

-        حملة العلم الخمسة:

اختار سلمة بن سعد أربعة من تلاميذه النجباء وأرسلهم في رحلة علمية إلى البصرة من أجل الاستزادة في العلم ونشره بين بني قومهم، فتلقّوا العلم لخمس سنين في البصرة وعادوا مع عالِم خامس فسمّوا "حملة العلم الخمسة"، وهم: أبو درار إسماعيل بن درار الغدامسي، عبد الرحمن بن رستم القيرواني المنشأ الفارسي الأصل [ويرجّح البعض أن يكون أصله من بلاد الأندلس] وعاصم السدراتي وأبو داود القبلي، وعاد معهم أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري الحضرمي[3]

قصر تغردايت


3)  إمامات الإباضية في بلاد المغرب:[1]

[عدل]

-        تعريف الإمامة عند الإباضية:

[عدل]

"تُجمِع التعاريف على اعتبارها قيادةً ورئاسة، ونظامَ حكم، وسُلطةً دينية سياسية، وأنها خلافة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، تُعنَى بكل شؤون الأمّة إقامةً للشرع، ودفاعا عن الحقوق.[1]

أ‌-       إمامة الحارث وعبد الجبار:

[عدل]

لما هرمت الدولة الأموية وجد إباضية المغرب فرصتهم في إنشاء دولة على النهج الشوري الراشدي بعد أن لقوا من ولاة المغرب ما لقوا، وسمّيت هذه الإمامة على زعيميها الحارث وعبد الجبار (وقد اختلف المؤرخون في تعيين الإمام وقاضيه من بينهما)، ولم تعمّر طويلا لأسباب عديدة منها أنها لم تعرف التفافا كبيرا من الإباضية وأنها أقيمت في منطقة تعتبر الوصلة بن المشرق والمغرب (طرابلس)[6]، وانتهت إمامتهما حين وُجِدا مقتولين وسلاح كلٍّ منهما في جثة الآخر[4]، والراجح أنّ هذا من دسائس خصمهما[5].

ب‌- إمامة أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري:[2]

[عدل]

بعد مقتل الحارث وعبد الجبار فكّر الإباضية بعقد إمامة جديدة، وكان حينئذ حملة العلم قد عادوا من البصرة، فاجتمعت كلمتهم على مبايعته إماما، وكانت آثار فتنة مقتل الإمامين السابقين لا تزال بادية، فبايعوه إماما بعد أن اشترط عليهم عدم الخوض في أمر الحارث وعبد الجبار، وكان ذلك في 140هـ، وعاد إلى موطنه طرابلس دون حرب وخيّر عاملها بين الإقامة معهم في سلام والخروج من المدينة. وكان أبو الخطاب حسن السيرة، وشهد عهده الأمن، وانتهت إمامته بمقتله سنة 144هـ.[6]

ت‌- إمامة أبي حاتم يعقوب بن لبيب الملزوزي:

[عدل]

في سنة 145هـ بايع الإباضية أبا حاتم إمام دفاع، فبدء حربه الدفاعية على الحدود الشرقية، وملك طرابلس والقيروان وغيرهما، وساس الناس بالعدل، وكانت جيوشه تعدّ بالآلاف، وكانت معظم حروبه مع العباسيين شرق طرابلس، واتسمت بالكر والفر والانتصار والهزيمة، لكن في سنة 155هـ كانت له حرب كبرى ضد العباسيين قُتِل فيها معظم جنوده، فاعتصم بجبل نفوسة، وقبل أن يعيد تنظيم جيوشه عاجله العباسيون فقتلوه مع من بقي من جنده وانتهت إمامته.[5]

أخبار الأئمة الرستميين


ث‌- إمامة الرستميين:

[عدل]

كان القاضي عبد الرحمن بن رستم عاملا لأبي الخطاب على القيروان، فلمّا سمع بمقدم ابن الأشعث لمحاربة الإمام أبي الخطاب توجّه بجيوشه إلى تاورغا (ميدان المعركة)، لكنّ خبر استشهاد إمامه كان أسبق إليه، فغيّر وجهته إلى المغرب الأوسط فارًّا بنفسه مع ابنه عبد الوهاب وخادمه على إثر الملاحقات التي قام بها ابن الأشعث، فسار إلى أن وصل إلى جبل سوفجّج فاعتصم به، وحوصر فيه من قِبل ابن الأشعث وجيشه، لكنّ الجيش كان منيعا فنجى المحصورون فيه.

بعد ذلك فكّر الإباضية في إنشاء إمامة ظهور [بعد اندثار إمامة الملزوزي الدفاعية]، فبحثوا عن موقع يصلح لبناء مدينة تكون قاعدة لدولتهم فلم يجدوا أصلح من تاهرت.[3]

وعاشت هذه الدولة عهودا طويلة من الاستقرار والازدهار وعرفت حضارةً ضاهت دمشق وبغداد وقرطبة[4]

  1. ^ ا ب إبراهيم بحاز؛ محمد بابا عمي وآخرون (2008). وزارة الشؤون الدينية (المحرر). معجم مصطلحات الإباضية. عمان: وزارة الشؤون الدينية.
  2. ^ إبراهيم بحاز؛ محمد بابا عمي وآخرون (2008). معجم مصطلحات الإباضية. عمان: وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
  3. ^ ا ب زاهر الحجري (2012). الإباضية في المغرب الإسلامي. عمان.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  4. ^ ا ب محمد علي دبوز، محمد (2013). تاريخ المغرب الكبير. الجزائر.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  5. ^ ا ب أحمد بن سعيد الدرجيني أبو العباس. طبقات المشائخ بالمغرب. الجزائر.
  6. ^ إبراهيم بن عمر بورورو، إبراهيم (1994). تاريخ إقامة الإمامة عند أهل الدعوة. الجزائر.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)