انتقل إلى المحتوى

مستخدم:فاطمة شموط/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

العصفور المتكلم

كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك فتاة صغيرة اسمها لميس كانت كل يوم تجلس قرب نافذتها في غرفتها وتنظر، تنتظر شيئاً ما لا تعلم ما هو ومن أين وكيف سيأتي ولكنها كانت تنتظر وحسب ومع الأيام كبرت ونضجت وأصبحت فتاة عاقلة يعتمد عليها ولكنها ما زالت تنتظر ذلك الشيء وفي يوم من الأيام وبينما هي نائمة هبط امام نافذتها طائرٌ صغير وجميل ولكنه لم يعد يستطيع الطيران بسبب كسر في جناحه فقد أصابه أحد الصيادين فبدأ الطائر بإصدار صوت زقزقة وكان بذلك الصوت يحاول أن يقول لها شيئاً ولقد كان الصوت مزعجا ومرتفعا بالنسبة للميس فاستيقظت ونظرت إلى نافذتها فوجدت طائرا صغيراً مكسور الجناح فحملته بيديها وقالت له : ما بك؟ لماذا أنت هنا ولست مع أصدقائك؟ لم يقل العصفور شيئاً ولم يصدر أي صوت فقالت له لميس: لا بأس إن لم ترد ان تتكلم سأعالج لك جرحك وسأبقيك في منزلي ريثما تتعافى ثم عالجت لميس جرح الطائر ووضعته في غرفتها وخرجت وعندما خرجت بدأ العصفور بالحديث مع نفسه قائلاً: آه كم هذا يؤلم ولكن ماذا عساي أن أفعل ليس لدي صديق في هذه الحياة أطير معه فأنا الوحيد الناجي من فصيلتي ولا أعلم إن كان هناك طائرٌ آخر ولكن هذه الفتاة لطيفة جداً آه كم أحببتها أتمنى لو أني أستطيع أن أخبرها بذلك ولكن إن فعلت لربما ستفزع وسأكون بهذا قد خالفت قوانين الطيور بعدم الحديث إلى البشر،لا سأكون قوياً لن أستسلم سأحاول أريد ان أخبرها بما أشعر به ولكنني أخجل بسرعة آآآآآه ، وعندما حل الظلام دخلت لميس إلى غرفتها لتنام فجلست على سريرها ونظرت إلى العصفور وقالت له: مرحباً أيها العصفور كيف حالك ؟هل تحسنت؟ فقال لها: نعم،شكراً لكِ فقالت لميس مستغربة:ماذا هل أنت تتكلم؟ أم أن أتوهم؟ فقال: لا لا أنا أتكلم ولكن لا تخافي أرجوكِ فقالت لميس وهي تكلم نفسها: حسنناً أنا لن أخاف أنا لن أخاف أنا فتاة كبيرة وعاقلة ثم قالت للعصفور: إذن قلت لي أنك تتكلم؟ قال العصفور:نعم فقالت لميس:كنت أظن أن الببغاوات هي فقط تتكلم قال العصفور:إن جميع الطيور تتحدث ولكن الببغاوات خالفت قانون الطيور وتحدثت مع البشر أما نحن حافظنا على هذا القانون قالت لميس:الآن فهمت ولكن حتى وإن كنت تتكلم ما زلت عصفور وما زال بإمكاني أن أقول لكَ ما كنت أريد قوله فقال لها العصفور مستغرباً:ماذا! كنتِ تريدين أن تقولي لي شيئاً قالت لميس: نعم فقال العصفور:ما هو ذلك الشيء قالت لميس:كنت أريد أن أقول لك إنك طائر جميل وأيضاً لطيف أحببتك منذ أن أمسكتك بيداي أتمنى لو تكون صديقي فأنا وحيدة بلا أصدقاء الجميع يظنني متكبرة ومغرورة وأيضاً شريرة ولا أحب الخير لهم وغريبة الأطوار لأني متفوقة وناجحة في حياتي لا يعلمون أن هذا التفوق والنجاح هو ثمرة الجهد والمثابرة والتصميم والإرادة ، لقد عانيت كثيراً لأصل إلى ما وصلتُ إليه لربما أنا عانيت أكثر من أي شخص آخر في هذه الحياة ولكنهم لا يشعرون بهذا لأن كل شيء متوافر عندهم فهم ليس عليهم أن يتعبوا ويبذلوا جهداً للحصول على شيءٍ ما أما أنا فعكسهم تماماً ، توقفت لميس لبرهة عن الكلام ثم أكملت حديثها قائلة:أتعلم شيئاً قال العصفور:ما هو؟ قالت لميس:شعوري بالوحدة جعلني أكلم القمر في الليالي المظلمة كنت أشكو إليه كل يوم حزني وأقول له كيف يعاملونني بفظاظة وبقسوة، كلما كانوا يعاملونني بهذه الطريقة كنت أشعر بالحزن وأبكي ولكن بصمت فأنا لا أريد أن أظهر لهم ضعفي كنت أريد أن أكون قوية وصامدة في وجه المصاعب والعقبات وها أنا ذا الآن هنا أتكلم معك وأريد أن أشكرك على سماعك لي قال العصفور بنبرة حزن:آه إن قصتك تشبه جداً قصتي فأنا أيضاً وحيد بلا أصدقاء من الطيور فانا أطير وحدي لقد قضي على جميع أفراد قبيلتي وأنا الناجي الوحيد لقد قتلهم الصياد جميعاً حتى أمي وأبي توفيا وليس لدي أخ وهو ما زال يسعى ورائي فهو الذي أطلق علي النار لأنه يريدني ليبيعني في السوق بمبالغ كبيرة ليصبح غنياً لأنني من سلالة نادرة من الطيور قالت له لميس:لا تقلق سأحميك يا....... توقفت لميس وقالت له ما اسمك؟ فقال لها العصفور اسمي زين فأكملت لميس حديثها وقالت:لا تقلق سأحميك لن أدعه يؤذيك يا زين فأنت الآن في حمايتي فقال لها زين:ما اسمك؟ قالت له:اسمي لميس فقال زين:شكراً لكي يا لميس أنت رائعة فقالت له:بل الشكر لك أنت يا زين لأنك استمعت إلي هذا ما كنت أتمناه أن يفتح شخصٌ ما لي قلبه وأخبره بكل ما في داخلي وكل ما أشعر به أشكرك مرة أخرى يا زين أنت رائع قال زين:عفواً ثم قالت لميس:والآن لنخلد إلى النوم فأمامنا يومٌ حافلٌ غداً والآن طابت ليلتك فقال زين:طابت ليلتك وهكذا خلد كل منهما للنوم وفي هذا الوقت الذي كانا يتكلمان فيه كان الصياد يبحث عن زين بحجة أنه عصفوره الضائع كان يسأل الجميع الكبار والشيوخ والصغار وحتى إنه كان يدق أبواب الناس ليسئلهم وبعد أن تعب من البحث الطويل عن الطائر عاد إلى منزله ليستريح ويخلد إلى النوم ليكمل بحثه غداً وعندما وصل إلى المنزل استقبله كلبه الذي يدعى بوبي فدخل وتناول طعام العشاء وخلد إلى النوم وف اليوم التالي استيقظت لميس على صوت زقزقة جميلة كانت تصدر من زين فقالت له:صباح الخير كيف حالك؟ فقال لها:بخير فقالت له:هل تحسن جناحك فقال:نعم إنه أفضل من ذي قبل قالت لميس:سأذهب لأعد الفطور إلى اللقاء وذهبت لميس إلى المطبخ وبدأت بإعداد الفطور وهو عبارة عن قطعة لحم وبيضة وكأس من عصير البرتقال لها وحبوب محمصة ولذيذة للطائر وعندما انتهت من تحضير الفطور وتجهيز المائدة أحضرت زين إلى غرفة الطعام وقالت له:تفضل يا زين هذا هو فطورك إنها حبوب محمصة أرجو أن تحبها فقال لها:شكراً لك تبدو لذيذة جداً سأبدأ بها حالاً وبدأا بتناول الفطور وبعد أن إنتهيا حمدا الله ثم بدأت لميس بتنظيف الطاولة وبعد أن انتهت ارتدت ملابسها لتذهب إلى عملها فقال لها العصفور:قبل أن تخرج أرجوكِ لا تتركيني هنا أنا أخاف وحدي فقالت له لميس:حسناً لن أتركك ولكن شريطة ألا تتحدث معي خارج المنزل إلا للضرورة فقال لها:حسناً أنا موافق فأخرجت قفصاً قديماً كان عندها وقالت له:ادخل فقال:إلى هنا؟ قالت أجل ماذا كنت تتوقع؟ قفصاً ذهبياً؟ قال:حسناً فدخل العصفور إلى القفص وأخذته لميس معها إلى العمل وفي هذه الأثناء كان الصياد قد استيقظ منذ الصباح ليكمل بحثه عن زين وبينما كانت لميس ذاهبة إلى العمل مع زين رآها الصياد وعرف أين هو زين وعندما رآها،قال زين للميس: لميس إني أشعر بأنه يتتبعنا قالت لميس:من تقصد؟ قال زين: أقصد الصياد رامز الذي يريد خطفي قالت لميس:لا تقلق أنت في حمايتي الآن هل نسيت؟ قال:لا ولكن .... فقاطعته لميس قائلة:هذا يكفي هل نسيت وعدك؟ثم إننا قد وصلنا إلى العمل وفي ذلك الوقت الذي كانا يتكلمان فيه كان الصياد رامز وكلبه بوبي يتتبعانهما إلى أن وصلت لميس إلى عملها وهكذا علم أين تعمل لميس وبعد أن علم أين يختبىء زين قرر أن يضع خطة عبقرية ورائعة ليسرقه من لميس فعاد إلى البيت مع كلبه وبدأ برسم خطة معقدة لكي لا يكتشفها رجال الشرطة ولا يشكوا بأنه خارج عن القانون وفي ذلك الوقت كان زين مع لميس يجلس مرتاحاً لا يعرف بأن رامز يضع خطة للإمساك به وبعد عدة أيام كان رامز قد انتهى من وضع خطته وتجهيزها وكان يريد تنفيذها هذه الليلة عندما تنام لميس وعندما حل الظلام كان رامز ينتظرها لتنام ليبدأ بتنفيذ الخطة وفعلاً كان له ما أراد فقد نامت لميس وبدأ بتنفيذ خطته فقد تسلل إلى منزلها وأخذ العصفور زين وترك لها رسالة تقول:إذا أردت العصفور فتعالي إلى المزاد الموجود في قلب العاصمة والذي سيقام مساء يوم غد ثم خرج من المنزل وبدون أن يترك أي أثر وعاد إلى منزله وهناك بدأ بالتكلم مع نفسه قائلاً:أخيراً حصلت على ما أريد هههههههه أخيراً حصلت عليه هذا العصفور هو كل ما أردته الآن سأبيعه في السوق وسأجني مبالغ طائلة بسبه وسأصبح غنياً أخيراً،كان زين خائفاً ومتوتراً ويشعر بالقلق في بيت الصياد كان يريد العودة إلى لميس والبقاء معها ولكنه لم يكن يستطيع ذلك لأنه مسجون في قفص مقفل بإحكام ولكنه كان يحاول الخروج منه وعندما تعب وفقد الأمل قرر أن ينام وأن يكمل المحاولة لاحقاً وفي اليوم التالي استيقظت لميس ولكنها تفاجـأت عندما لم تسمع زقزقة زين فذهبت لترى إن كان لا يزال نائماً فتحت القفص فلم تجده ولكنها وجدت الرسالة التي كتبها رامز فقرأتها وبعد أن قرأتها تفاجأت بأن المزاد مساء اليوم فقررت أن تعد خطة محكمة لإنقاذه فبدأت باعدادها وفي هذه الأثناء كانوا قد نقلوا زين إلى غرفة في المبنى الذي سيقام فيه المزاد وكانوا يضعون في تلك الغرفة الطيور والحيوانات النادرة ، كان زين يشعر بالوحدة في ذلك المكان فنظر حوله فوجد عصفورة جميلة من نفس نوع فصيلته فقرر أن يتحدث معها لكي يتعاونا ويخرجا من ذلك المكان فبدأ زين باصدار صوت زقزقة ليجذب انتباهها فقالت العصفورة وهي تكلم نفسها:هذا الصوت إنني أعرفه فنظرت خلفها فوجدت عصفوراً يشبهها فقالت له:ما اسمك؟ قال:اسمي زين وأنت؟ فقالت اسمي أميرة فقال لها:إن اسمكِ جميل فقالت:ما الذي تريده؟تكلم بسرعة فقال لها:في الحقيقة أنا أشعر بالوحدة هنا ولا أستطيع البقاء وأنا متأكد أيضاً أنك تشعرين بهذا أيضاً،فما رأيك أن نتعاون للخروج من هنا؟ قالت أميرة:موافقة لكن كيف؟ قال لها:لدي خطة،أولاً عليك أن تتظاهري بالضعف والجوع والعطش وعندما يفتح الحارس القفص ليضع الماء والطعام سأشتت انتباهه وستخرجين وتتوجهين إلى غرفة التحكم ثم تضغطين على الزر الأحمر الموجود على يمين لوحة التحكم وهكذا ستفتح كل الأقفاص ثم ستهربين وتخرجين من المبنى وسألحقكُ أنا وباقي الحيوانات ما رأيك هل نبدأ بتنفيذها؟ قالت أميرة:واو إنك ذكي جداً،حسناً أنا موافقة هيا لنبدأ بتنفيذها،فبدأت أميرة بتنفيذها فقد تظاهرت بالضعف والجوع والعطش فأتى الحارس وفتح القفص ليضع بعض الطعام والماء فبدأ زين بإصدار أصواتاً مزعجة فذهب الحارس إليه وقال له:ما بك؟ فتوقف زين عن إصدار تلك الأصوات فانتهزت أميرة هذه الفرصة وخرجت من القفص وتوجهت مباشرة إلى غرفة التحكم فقال الحارس لباقي الحراس أوقفوها فانقضوا عليها محاولين إمساكها ولكنهم لم يستطيعوا إمساكها لأنها كانت سريعة جداً فوصلت بأمان إلى غرفة التحكم وضغطت على الزر الأحمر ففتحت كل الأقفاص المقفلة وخرجت كل الحيوانات من أقفاصها وخرجوا جميعاً من المبنى ولكن زين كان ينتظر خروجهم كلهم فهو لم يخرج في البداية وعندما كان ينتظر خروجهم غافله أحد الحراس وأمسك به وأعاده إلى القفص وهكذا بقي وحيداً داخل الغرفة،ولكن كانت أميرة تنتظر خارجاً فبعد أن خرجت جميع الحيوانات سألت أميرة إحداها:هل تعرف أين هو زين؟ قال:إنه لا يزال في الداخل فقالت أميرة:لا يجب أن أعود لأنقذه،فعادت أميرة لتنقذ زين وذهبت إلى غرفة التحكم وهناك أمسك بها إحدى الحراس وقال:كنت أعرف أنك ستعودين من أجل ذلك الطائر و وضعها معه،وفي تلك الأثناء كانت لميس قد أنهت وضع خطتها وكانت تريد الذهاب لتنفيذها فذهبت إلى المبنى الذي سيقام فيه المزاد وتسللت إلى أن وصلت إلى الغرفة الموجود فيها زين وأميرة،أرادت لميس أن تدخل ولكنها وجدت حارساً يحرس الغرفة فتوقفت وقالت:ماذا علي أن أفعل؟ فخطرت ببالها فكرة وهيأن تضرب الحارس على رأسه وترتدي ملابسه كي تستطيع التجول كما تريد ولا يشك بها أحد فضربته ولبست ملابسه ولم تنس المفتاح ثم دخلت إلى الغرفة وفتحت القفص وقالت لزين:لا تخف هذه أنا قال زين فرحاً:لميس قالت:لقد جئت لإنقاذك ولكن من هذه التي معك؟ قال زين:إنها أميرة العصفورة التي تعرفت عليها وأنا هنا قالت أميرة:مرحبً أنا أميرة قالت لميس:أهلاً بك أنا اسمي لميس ولكن لا تقلقي سأنقذكما أنت وزين وهكذا أخذت لميس العصفوران إلى الخارج بحجة أنها تأخذهما إلى المزاد ليعرضا للبيع فأخذتهما وأخرجتهما دون أي مشاكل وهناك خارج المبنى الذي سيقام فيه المزاد اتصلت لميس بالشرطة وأخبرتهم عن رامز سارق الطيور والحيوانات النادرة وبعد برهة من الزمن وصلت الشرطة وحاصرت المكان وطلبت منه الاستسلام وتسليم نفسه فلم يكن لديه خيارٌ آخر ففعل ما طلب منه فاعتقل بتهمة السرقة والإحتيال ومخالفة القانون أما العصفوران الجميلان زين وأميرة فقد تزوجا وأنجبا أطفالاً وكانوا يعيشون مع لميس في منزلها بسعادة وهناء وهكذا انتهت قصتنا بانتصار الخير وهزيمة الشر. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تأليف :فاطمة عدنان فهد شموط