مستخدم:فرحان الخطيب/ملعب
ماذا يمكننا القول عن شاعرنا وهو الفيّاض بملكة لغوية آسرة، يستطيع أن يدلق الأحاسيس الذاتية والوجدانية في قالب الشعر ، هو الشاعر الذي يزرع حقول الألم ببذرة المغامرة للحصول على أشجار الحياة الباسقة البهاء،. هو مَن يجّمل وجع الحياة بمفردات التفاؤل والجمال… لغته شفيفةٌ كحلم، رقراقة كجدول تنساب من بين أصابعه فينسج خيوطها للشمس والحرية والإنسان… موسوعةٌ هو بإنجازاته، تجربته الشخصية غنية. ساطعة، وهو علامة جوهرية في الثقافة العربية. ألشاعر والأديب والباحث فرحان الخطيب) من سوريا مواليد قرية (شعف) 1960 / 5 / 3 أحدى قرى جبل العرب لمحافظة السويداء، سنديانة الجبل الشامخة، شعف يعني أعلى قمة في الجبل، وهي تعتبر أعلى قمة مسكونة ليس في سوريا وحسب بل في الشرق الأوسط، لها أهمية تاريخية كبيرة، تتميز بطبيعتها الجبلية الخلابة ومغاورها وكهوفها وآثارها الموغلة في القدم… في قرية شعف ترعرع شاعرنا ، تلقى علومه الأولى في مدارسها، بدأت رحلته الإبداعية على مقاعد الدراسة، دائم التأمل والتفكّر والتحليق مع الخيال، كان مأخوذا” بأسرار وجمال الطبيعة في قريته، من جمالها تلقى مادته الشعرية الأولى معتبرا” أن ما حمله من بذور لقول الشعر من هذه القرية الوادعة الأحب لقلبه يقول عنها شاعرنا : بأنها كالندى تطل عليها خيوط من ربا الشمس فقامت تغني، فهي كالصبح في خيال الصبايا وكالبدر في دروب التمني…. إنعكست الطبيعة في نتاجه الأدبي فحملت دواوينه أسماء لها علاقة بالطبيعة والخيال.. في مراحله الإبتدائية قيض الله له مدّرسا” أدبيا” غايته زرع الأدب وكيفية قراءته وكتابة نصوصه، كان هو الداعم الأول لمسيرته الإبداعية… شاعرنا ينتمي لأسرة فلاحية عركتها الحياة بالتعب والجد، تحب العلم والعمل، تربى على القيم والمثل النبيلة، والده كان رجلا” وقورا” متنورا” وأمه كانت تحضه على نيل العلم، زينا حياته بالمحبة قبل أن يتوفاهما الله.. صوته الجهوري جعله متميزا” كان يشد أساتذته وزملائه عند أي مناسبة فقد كان حنجرة النشيد مما عزز شعوره بأنه شاعر ولد وفي فمه كلمة وفي خياله أجنحتها، لم يبق له إلا أن اعتاد النطق لتنطلق كلماته في آفاق الشعر، فهيأ نفسه عبر المطالعة والمثابرة في الدراسة واقتناء الكتب الأدبية وقراءتها باحثا” عن الأجمل والأفضل.. محاولاته الإبداعية الأولى بكتابة الشعر بدأت منذ الإعدادية واستمر في ثانوية شكيب أرسلان وهو يبذل جهده لإنجاز الديوان الأول وأسماه (ورود تتفتح) وهو عبارة عن مقطوعات وجدانية طافحة بغزل المراهقة وقصائد وطنية. كفاحه في الحياة لم يثنه بأن يعمل صيفا” ليساعد نفسه لإكمال الدراسة بسبب قلة موارد العائلة… كان مولعا” باللغة العربية، اعتبر أنها تلبي طموحه في صقل موهبته الشعرية، لذلك عندما أنهى الثانوية العامة توجه لجامعة دمشق لدراسة اللغة العربية، مع وصوله للجامعة وجد نفسه على أبواب نشر قصائده في الصحف والمجلات السورية مُحتفية بما يكتب وهو كان فخورا” بنفسه حينما صار يقرأ اسمه بين أسماء الشعراء فكانت الخطوة الأولى في طريق التعب الجميل داخلا” في غواية ملاحة الحالة الشعرية ولم يزل.. عشقه للغة العربية تجلّى ( بإجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق) وبعدها دبلوم ( تربية من جامعة دمشق)… أنجز ديوانه الأول ( نواقيس الضحى) 1986 في نهاية المرحلة الجامعية ووضع به قصيدة واحدة من مخطوطه الأول إعتبرها صالحة للنشر، تناول الديوان ألهموم الإجتماعية والوطنية والقومية بشكلي الشعر العمودي والتفعيلة بعد تطعيمها بمعطيات الحداثة الشعرية… في قاموسه الشعري يرتفع عاليا” صوت الإنسان والحب، فبدون الشعر، بدون الجمال، بدون ذاك العبق الذي تصطاده الكلمات ليغدو لونا”، تضمحل الحياة وتغدو قفراء في نظره وبالتالي يتصحر وتذبل أزهار الحياة والروح أيضا”… لولادة القصيدة عنده طقوس خاصة فهو يرى نفسه متأبطا” اصطياد اللحظات الشاعرة التي تمر غزالات معنى على سهوب طافحة باللغة الماتعة، فإذا ما استطاع إقتناصها فإنها إلى الإنفلات حتما “، لذا يجد نفسه مشدودا” إلى لحظات الإصطياد كوتر مشدود ينتظر غزالته فيندفق دم القصيد، وما أن تتجمع لديه طيور اللغة الزاهية حتى يبدأ بالرعاية والإهتمام وإعمال الترتيب والإصطفاء والإختيار، ليرى قصيدته الحسناء التي يحب ليتوجها مليكته في أجواء إكتمالها الجمالي الوّهاج…. للأنثى دور كبير في جماليات حياة شاعرنا، للغزل الحظ الوافر في جعل شريكة الرجل في موضع مهاب من الجمال والإعتداد بتلك الصورة الأنثوية الحمالة للروح الجاذبة في بناء الحياة بكل مساربها، إن للتكوين الوجودي ثوابت موجودة على شكل حاجات جمالية، فالجمال تجلّى في أبهى صورة بالأنثى وتجميع كل جماليات الحياة تشبهّا” وتقربّاً بها ولكنها لم تصل ، وأصبح الانزياح لكل ما هو جميل ويشي بحياة مائسة بالعطاء والبهاء والجمال هو التشبه بالأنثى، شعره ينبع من هنا ويتوّج بجدائلها وبعض عطائها ولادة ولهذه الولادة حضانة هي نحن لتمضي سيرورة الحياة شغفا” بها،من هنا كتب ما استطاع لطفل الحياة وجاء بالقمر إليه ليسمو ويرتقي مثله، فالطفل إنبلاج النور من رحم معاناة الشاعر ليخلق مناخ الإنبعاث، أفرد له ديوانا” بعنوان ( تعال يا قمر) يتضمن أناشيد من وحي براءتهم، يرى شاعرنا أن أناشيد الطفولة يجب أن تكون مبسطة وعميقة في آن…. ألشاعر فرحان الخطيب
يعتبر أن قصيدة النثر يجب أن تتبنى الحداثة بأبهى صورها وإذا لم تكن قادرة على تحديث القصيدة من داخلها فإن الشكل الخارجي سيسقط بكل تأكيد مبينا” أن الشعر هو تناول للمعنى عبر شكل شعري معين من النثر أو التفعيلة أو العمود.. وسمات قصيدة النثر أن تكون مدهشة ومكتظة بالصور وحمالة لمعنى عميق وبعبارات مكثفة…
هو يعتبر أن الموسيقا في الشعر ركن أساسي من أركان الشعر وموسيقا الخليل هي جزء من تاريخنا ولغتنا ولا يمكن التخلي عنه… ألشاعر فرحان الخطيب المثقل بهموم الوطن العربي حمل القضية الفلسطينية في كل مجموعاته الشعرية يعتبر أن من واجب كل عربي شريف الدفاع عن هذه القضية المركزية للوطن العربي.. ألثقافة العربية هي ثقافة واحدة والمصير العربي مصير واحد، يسكنه القلق لأن عقلنا العربي الآن مصاب بنكسة ثقافية واضحة، فالثقافة يجب إنتقاؤها ما بين ثقافة تنويرية مستقبلية تماشي أحلامنا أو ثقافة تدميرية تنسف الحلم العربي في التحرير وبناء الإنسان.. انه من المشجعين للقراءة لأنها تبني شخصية الفرد فيترتب على ذلك بناء ثقافة مجتمع وحضارة أمة… شاعرنا يكتب المقالة وهو محاضر في المراكز الثقافية، لكن يبقى الشعر هاجسه الأول، إذ يعّبر به عن خلجات نفسه والنقاد تحدثوا عن توزع وتنوع أغراضه الشعرية من الذات إلى الأعم الأشمل… ألشاعر فرحان الخطيب في رحلته الإبداعية أحرز نجاحات عدة في عالم الثقافة والشعر
_توّجته ليكون ( عضو في إتحاد الكتاب العرب) _(عضو إتحاد الكتاب الفلسطينيين) _(عضو هيئة المستشارين) _(جمعية الشعر)
_رئيس مركز ثقافي أشرفية صحنايا سابقا” 1998 __ 2012. هذا المركز كان مهما” في سوريا متنوعا” من حيث تعدد الأغراض الثقافية، فن تشكيلي، أفلام، معارض كتب، شعر، موسيقا، من خلال مركزه شاعرنا كان يمد يده للشعراء الموهوبين والهواة ليتمكنوا من إغناء تجربتهم معتبرا” أن ذلك هو واجب إدارتها أن تقوم بذلك… إصداراته الشعرية ثمانية دواوين : _نواقيس الضحى / _ ظل في الصحراء / _ نبض خارج الجسد / _ مرّ الهوى / _ تعال يا قمر / _ أتيتُ إليّ / _ بوح ليس إلا / _ فيض قلب 2019 / 10 / 5 أصدره مؤخرا”،
كل قصائده عامودية بعد تكثيف اللغة والمقصد الشعري في بيتين أو ثلاثة على شكل ومضة شعرية بفيض من القلب.. شاعرنا حائز على عشرات التكريمات من وزارة الثقافة وإتحاد الكتاب العرب وجهات نقابية وأهلية أخرى، وعلى جائزة الزباء.طافت أعماله أنحاء الوطن العربي. لشاعرنا العديد من الدراسات والمقالات والأبحاث..