مستخدم:قيس الإسماعيلي/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الوجود البرتغالي في المحيط الهندي[عدل]

المقدمة[عدل]

كان البرتغاليون قبل وصولهم إلى الهند حكاما على المستوطنات الواقعة على امتداد ساحل شرقي أفريقيا. وكان اهتمامهم الأساسي في ساحل شرقي أفريقيا هو أن تكون لهم موانئ يتوقفون بها أثناء رحلاتهم الطويلة إلى الهند، للراحة، والحصول على الماء والطعام، والقيام – إن أمكن – بقدر من التجارة؛ لكنهم كانوا أكثر اهتماما بالتجارة مع الدول الأكثر ثراء في دول الشرق. وبعد رحلات متكررة خلال فترة تتراوح بين عشر وخمسة عشر سنة، جعلوا من أنفسهم سادة على المحيط الهندي، ولم يكن بالأمر اليسير بالنسبة لهم؛ لأن المحيط الهندي كان وقتئذ تحت سيطرة العرب وبعض الدول الشرقية.

استيلاء البرتغاليين على تجارة المحيط الهندي[عدل]

مضى البرتغاليون إلى جنوب الهند ووصلوا كوتشين، حيث شيدوا قلعة بها. ومن كوتشين هاجموا السفن العربية في بحر العرب. وفي عام 1509م قابل ألميدا (حاكم برتغالي) أسطولا من السفن المصرية فهزمهم. وبذلك استولى على تجارة المحيط الهندي من العرب وأصبحت بعدها في يد البرتغاليين. ومن الجدير بالذكر أن العرب تبادلوا التجارة في الماضي مع فارس والشرق الأوسط عن طريق منطقة الخليج، ومع مصر عن طريق البحر الأحمر؛ ولذلك أراد البوكريك أن يضع حدا لتلك التجارة. وتنفيذا لتلك الخطة استولى أولا على هرمز، الواقعة عند مدخل الخليج، ثم استولى على سقطرى في خليج عدن، وبعد أن استولى عليهما تأكد أن السفن العربية لن تستطيع استخدام الخليج والبحر الأحمر للوصول إلى موانئ الشرق الأوسط من المحيط الهندي.

وصول البرتغال إلى عمان[عدل]

عندما وصل البوكريك إلى عمان عام 1507م (يقول بعض المؤرخين أن ذلك حدث عام 1508م) أحرق أسطولا للصيد في رأس الحد، وهدد سكان مدينة قلهات الذين دانوا اليه، فقد كانوا غير مجهزين للدفاع عن أنفسهم. وقد أظهر سكان قريات استيائهم من الأعمال الوحشية التي ارتكبها البوكريك، فرد على موقفهم باقتراف المزيد من الفظائع، وحرق المدينة، ودمر معالمها، ثم غادرها إلى مسقط والتي استحوذت اهتمامه؛ لكثرة مزارعها وحدائها وأسواقها التي تزخر بمختلف السلع. ومن ذلك الوقت أعلنت مسقط كجزء من مملكة هرمز البرتغالية.

وقد وصف البوكريك مدينة مسقط وأبدى إعجابه بها وبروعتها، وقرر إخضاعها لسلطان البرتغال، وفرض عليها جزية سنوية. وقبل أن يبدأ التفاوض حول مطالبه غير رأيه بسرعة وأمر رجاله بنهب المدينة وتدمير كل السفن الراسية في مينائها. بعد ذلك تقدم البوكريك نحو صحار، وخورفكان ومنها إلى هرمز حيث استولى عليه في أكتوبر 1507 م. وفي عام 1527م بدأ البرتغاليون ببناء قلعة الجلالي والميراني.

وقد توفي البوكريك عام 1515م؛ لكن البرتغاليون لم يتوقفوا. فقد تحركوا بحرا بإتجاه الشرق ووصلوا إلى الصين واستولوا على جزيرة ماكاوا عام 1557م.   

انهيار البرتغال[عدل]

مع اقتراب نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر بدأت قوة البرتغاليين في الشرق، وأوجد ظهور دول أوروبية أخرى في المحيط الهندي تحديا للاحتكار الذي كان البرتغال يتمتعون به من قبل في هذه المنطقة. يضاف إلى ذلك أن الأمراض الاستوائية والمعارك المستمرة التي أدت إلى تناقص عدد المستوطنين البرتغاليين في المنطقة إلى الحد الذي أصبح فيه من العسير وجود ما يكفي من الرجال لحراسة ممتلكاتهم الممتدة على مناطق واسعة. وكانت الكراهية العنيفة لهم من الناس الذين أخضعوهم، سببا أخر عجل بانهيار البرتغاليين.

جاء طرد البرتغاليون من هرمز على مرحلتين، الأول: تولى الشاه عباس العرش في فارس عام 1581م، والثاني: حدوث أول إتصال لبريطانيا مع فارس من خلال بعثة شيرلي عام 1598 م. وقد أعقب هذه البعثة منح شركة الهند الشرقية عام 1600م، امتيازا يسهل لها إقامة مصالح بريطانية في منطقة المحيط الهندي. وق كان الشاه عباس مهتما بطرد البرتغاليين من هرمز، بينما كان اهتمام بريطانيا منصبا على توسيع مصالحها التجارية. وقد وحد الجانبان قواتهما عام 1622م ونجحا في طرد البرتغاليون من هرمز.

وامتد طرد البرتغاليون من هرمز بسرعة إلى الشرق، وقد شجع شعوبا أخرى على التمرد عليهم. وقد وقعت انتفاضات عام 1631م في كل الدول الساحلية في شرقي أفريقيا.

إن الروح الاستقلالية لدى العمانيين قد جعلتهم ينظرون إلى سيطرة البرتغاليين كتجرية مريرة، فكانوا يتلهفون إلى الفرصة التي يستعيدون فيها استقلالهم.

ولذلك فقد بدأت بعد هزيمة البرتغاليين في هرمز عام 1622م موجة نشطة ضد الأجانب. وقد حققت هذه الموجة هدفها أثناء حكم الإمام سلطان بن سيف، وبعد 150 عاما من السيطرة البرتغالية، انتقم العمانيون لأنفسهم في النهاية وذلك في 23 يناير 1650م. وفي هذا اليوم شن الإمام سلطان بن سيف هجوما عنيفا، عندما اكتشف أن جميع الجنود البرتغاليين كانوا سكارى؛ ولذلك استولى بسهولة على قلعتي الجلالي والميراني. لكن ضابطا برتغاليا يدعى كابريتا قام رغم أنه كان مخمورا بهجوم مضاد على رأس مجموعة صغيرة من الجنود؛ لكنه وجد نفسه محاصرا بالأعداء. وكانت تلك نهاية البرتغاليين في عمان.



المراجع:

1.    كتاب عمان وشرقي أفريقيا، للكاتب أحمد حمود المعمري، الترجمة: محمد أمين عبد الله. وزارة التراث والثقافة.

الطبعة الثالثة، 1437ه - 2016م.

2.     الحكم البرتغالي في شرقي أفريقيا، تأليف: جاستوس استراندرز، سنة 1961م.

3.     تحفة الأعيان، تأليف: الشيخ عبد الله بن حميد السالمي.