انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Abdulrazaq Alnajmawy/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الدلة والقهوة العربية تراث وكرم وتاريخ)                              الباحث /عبدالرزاق فرحان النجماوي.....................................اارتبطت صناعة الدلال العربية  بالكرم والشجاعة مما جعلها صنوا لصناعة السيوف والخناجر عند العرب منذ عصور ما قبل الإسلام .  وتعد القهوة عند  العرب من الأمور المهمة التي يهتم بها العربي كثيرا وذلك لما لها من مكانة عند العرب ، إذ اشتهر العرب بكرم الضيافة، وحسن الاستقبال الضيف فكانت الدلة ولا تزال الوسيلة الوحيدة لصب القهوة التي لابد أن يشربها كل ضيف .لدرجة أن من يرفض فنجان القهوة  في مجالس الرجال. كأنما  يطلب   من صاحب الدار   أو المجلس طلباً لابد  من  تنفيذه.ولم تكن تعرف القهوة حتى القرن الـثاني عشر  الهجري  في المنطقة العربية. إلا أنه  كانت معرفة في بلاد الحبشة. ولكن في أواخر القرن الـثالث عشر الهجري عرف عن اليمني أبو الحسن الشاذل  أنه أول من قام بتحميص حبوب القهوة وإعدادها كمشروب في عام 1418م . ومن اليمن انتشرت القهوة إلى شبه الجزيرة  العربية.  وللقهوة العربية تاريخ حافل بالعادات والتقاليد والقيم الإجتماعية والثقافية ، والقهوة ليست مجرد مشروب بل تحولت إلى عنوان في إلتقاء رموز الثقافة والفن ، وتحوّلت من مشروب تقليدي إلى سلوك عالمي إنساني مدهش ، لتصبح مع الوقت رمزا من رموز الكرم والضيافة والذوق .

وقد لعبت القهوة دورا مهماً في ترابط المجتمعات على اختلاف مشاربها ، وفي التعبير عن القيم الاجتماعية والثقافية ، وللقهوة تاريخ وثيق الصلة بسلوك الانسان اليومي وحياته  الإجتماعية ولها رمزيتها الخاصة والشعبية عند العرب بصورة خاصة. ودلالتها على الكرم والشهامة والأصالة رغم ربطها قديما ببعض الأساطير والقصص الطريفة .

وكما كان لفوائدها صدى كبير في المجتمعات العربية ، وسرعان ما اكتسبت مكانة عالية عند محبيها وأنصارها ، واستطاعت أن تكون مادّة غنية واسعة في كتب الأدب والتراجم وبصورة خاصة عن إلهام الشعراء والادباء ، وحاضرة في السهرات والمناسبات .

ولتسليط الضوء على أهمية القهوة في الشعر العربي الفصيح والمروث الشعبي  وهناك الكثير من القصائد للشعراء العرب الذين احتفلوا بالدلة والقهوة العربية ، ونهلوا من مفرداتها العذبة ، ووجدوا فيها ملاذاً يأنسون به ، والتمتع بنكهتها ورائحتها الفواحة ، وجعلها من طقوس ملازمة القراءة الممتعة والكتابة الهادفة ، وحققت المكانة الفريدة في المجتمعات العربية بحيث تألقت كرمز من رموز الكرم والضيافة والفروسية ، وتميزت استخداماتها في العلاج بالطبّ الشعبي ، فهناك من قال أنّ القهوة تساعد على هضم الطعام بعد تناوله ، فيما أعتبر آخرون أنّ مسحوق “البنّ” يمكن استخدامه لإيقاف نزف الدمّ عند الإصابة بالجروح .

وامتدت جذورها إلى عمق  التاريخ والمعتقدات ، فكانت زينة المجالس وفتنة السمار وسلوة العشاق والغرباء”..يقول الأمير راكان بن فلاح الحثلين

يامحلا الفنجال مع سيحة البال

في مجلساً مافيه نفساً ثقيلـه

هذا ولدعمً وهذا ولـد خـال

وهذا رفيقـاً مالقينـا مثيله.... ويقول الشاعر ابن خشم الذيب العجمي.اشرب الفنجال واكب البيالـه

طيباً واحـب سلـم الطيبينـي

الولد ان طاب طيبه من خواله

وان تردا فاعرف انهم خايبيني.   يقوله الشاعر على لسان القهوة:

أنا المحبوبة السمرا

واجلى في الفناجين

وَعودُ الهند ليِ عطرا

وذكري شاع في الصين ا.......................قال عماد الدين محمد بن محمد البقاعي

هذه قهوة الحلال أتتكم

تتهادى والطيب يعبق منها

سودوها على الحرام بحل

وأميطوا غوائل الغول عنها. ال... ...........وأصبحت تقدم القهوة بالدلة العربية بعدة نكهات  سواء مع الهيل أو الزعفران أو القرنفل (العويدي) ، وتعدّدت أماكن شربها بدءاً من الصالات الفاخرة وصولاً إلى المقاهي المحلية والشعبية.                                وقد تعددت طرق تقديم القهوة بأساليب حديثة وسريعة تبعدها عن أصالتها وهويتها، وتفرغها من أسرارها... وهناك يجب أن نعرف كيف كان العرب يقومون  باعداد القهوة.و من هم أول من صنع الدلة.وقد ذكرت بعض المصادر مثل كتاب «تاريخ العصر الجاهلي» أنه يعود تاريخ ظهور الدلة في المنطقة العربية إلى 500 سنة قبل الميلاد

ويمكن الجزم هنا بأن  حاتم الطائي يعد أول  من أدخل الدلة لأرض الجزيرة العربية بعدما شاهدها في قصور الغساسنة. ..................................................اإويذكر أن  القهوة كانت تعد في السابق بأوانٍ من الفخار إلى أن توصلوا إلى صناعة "الدلة"  من النحاس صنعت الدلة قديمًا من النحاس، وقد كان هناك نوعان من النحاس (الأحمر والأصفر)، وقد كان النحاس الأحمر هو النحاس الأفضل، كما كانت اللمعة القوية هي ما يدل على جودة نوع النحاس المستخدم في صناعة الدلة.  واختلف في تفسير معاني كلمة "دلة" فهناك من يقول إن مصدرها من التغنج والدلال، لكن أقرب تفسير لمعنى كلمة دلة هو أنها جاءت من الدلو إذ كان أهل الشام يطلقون على دلو الماء لفظ...ويجدر الاشارة هنا أن اسم دلة مشتقة من دولة يدل .وقالت العرب دلت المرأة على زوجها.اي اظهرت الجراةعليه .ويما أن تقديم الطعام والشراب واكرام الضيف من مكارم الأخلاق فقد عرفت الدلة بذلك. (الدلوة).الدَلَّة وجمع  دلة هو (دِلَال) . وتعتبر هي  الوعاء أو الاناء الخاص الذي يتم فيه اعداد و تحضير وتقديم القهوة العربية  للضيوف.حيث أنها أول ما عرفت في العراق.وتم صنعها في بغداد خصيصا لأمراء الخليج .ومن ثم تعلم صناعتها عدد من النحاسين السوريين .وقد عرفت الدلة بأسماء صناعها وختمهم أو المنطقة التي صنعت فيها .والدلة العربية تختلف في صناعتها من حيث هيئىتها الجميلة عن الدلال المصنوعة من قبل الأعاجم ..وقد ارتبطت الدَّلة بالفلكلور العربي عموماً وبجزيرة العرب على وجه الخصوص. حيث بدأت صناعة الدلّّة في العراق وقد اشتهرت دلة سيد صالح وابنه سيد مهدي  في بغداد .ومن تم انتقلت صناعة الدلة إلى   الشام  ومنها  إلى باقي البلدان العربية. حتى أصبح وجود الدلة وشرب القهوة من عادات العرب ومن تقاليد إكرام الضيف لا سيما في الجزيرة العربية..  ومن أشهر دلال القهوة في الجزيرة العربية (دلة مزعل) نسبة إلى  صانع هذه الدلة وهو  من مدينة دير الزور السورية . ويعد هو  أول من قام بصنع الدلة من قطعة نحاس واحدة مطروقة؛ إذ جرت العادة في صناعة الدلال على لحام القطع التي تتكون منها الدلة.

وأضاف أن كل دولة من دول الخليج تشتهر بنوع معين من دلال القهوة؛ ففي سلطنةعمان تنتشر (الدلة النزوانية) نسبة إلى مدينة نزوة العمانية، بينما تتشابه دلال القهوة في كل من البحرين وعمان والإمارات.

وأنه في المملكة العربية السعودية تختلف أنواع وأشكال الدلال فيها  بحسب المناطق في المملكة. ففيها (الدلة الحساوية)  نسبة إلى منطقة الأحساء.وهي من أغلى وأجمل أنواع دلال القهوة والدلة (الحجازية أو النجرانية) نسبة إلى منطقة نجران و (دلة القصر) أو يسمونها (الدلة الحائلية) نسبة إلى منطقة حائل وأيضا (الدلة المكاوية). نسبة إلى منطقة ملكة.

وأنواع الدلال كثيرة، فمنها: الحساوية والعمانية والرسلانية والقرشية والبغدادية . ودلة العساف وأما أقدمها وأثمنها وأجودها هي البغدادية.وكذلك الدلة الحمصية والدلة الشطراوية والاماراتية والعمانية  ودلة السلطان. ويوضع اسم كل نوع من أنواع الدلال على مكان صنعها، باستثناء الرسلانية التي تنسب لأسرة رسلان في الشام، والقرشية التي تصنع في مكة. والتي عادة ما تصنع من الفخار أو من النحاس المطلي بالرباب.

وتعرف الدلال الجيدة من شكلها الخارجي أو من الختم الذي عادة ما يكون على البدن، ويحمل اسم صانعها. وربما توضع علامات على المقبض، مثل خطوط متجاورة أو زخارف هندسية.

وهنا يجدر الأشارة أن الكويت كان مركز تجاري وممر عبور للتجار والقوافل والصناع ويعد ميناء تجاري كبير؛ لذلك تنوعت أشكال الدلال التي تصل إلى الكويت. فمنها العراقي والشامي والحجازي والحساوي، وهنا نحب أن تشير إلى أن  من كان يصنع  دلال القهوة في الكويت هم صناع الدلال من منطقة الأحساء. فكانوا يقيمون فترة من الزمن في الكويت .و كانت تباع هذه الدلال في (سوق الصفافير) الكويتية.

و هنا   احب  أن  اشير ايظا  بأن  أشهر أسماء صناع الدلال من أهل الأحساء معروفين في الكويت هو ( عبد الوهاب الكويتي) الذي أطلق عليه لقب الكويتي؛ لأنه أقام فترة طويلة من الزمن في الكويت.

وكانت الدلة ولا تزال، الوسيلة الوحيدة لصب القهوة التي لابد أن يشربها كل ضيف، لدرجة أن من يرفض فنجان القهوة. كأنما يطلب من صاحب المجلس طلباً لابد أن ينفذه..

وذكر أنه عند تحضير القهوة وتجهيزها لابد من وجود (المحماس) لتحميص حبوب البن و(المبرد) وهي قطعة خشبية مدورة ومحفورة صنعت لتبريد حبيبات البن المحمصة و(الهاون) ويسمى في بقية دول الخليج بـ(مجر) وأهل الشام يسمونه (المهباج أو المهباش) وهو يستخدم لطحن حبوب القهوة بعد تحميصها.

وإن دلال القهوة تتفاوت في أحجامها؛ إذ توجد الدلة الكبيرة وتسمى (المخمرة) وهي ضخمة توضع فيها الطبخات الثلاث أي بقايا القهوة يضعونها حتى تتخمر ثم هناك الدلة متوسطة الحجم وتسمى (لقمة) يتم فيها إعداد القهوة وتخديرها دون إضافات أو تبهير أما الدلة صغيرة الحجم فيطلق عليها مسمى (المصب) وهي تستخدم في تقديم القهوة للضيوف فقط ...................      ..... ....            . ..ان الدلة والفنجان..لها  رمـزية خاصة عند العرب  وهي من عبق التراث.   وتعد القهوة من المشروب الأكثر شهرة في العالم. إذ يتفنن الناس في أشكالها وأنواعها . من حيث الدلال والفناجين، حتى انها أصبحت رمزاً في بعض الأحيان وخاصة في الدول العربية، لأنها تعتبر  تجسيداً لكرم الضيافة العربية الأصيلة..وكانت الدلة ولا تزال، الوسيلة الوحيدة لصب القهوة التي لابد أن يشربها كل ضيف.  ..................و يجدر الاشارة هنا بان اغلب صناعة الدلة من النحاس الأصفر الخاص ولكل دولة ختم خاص يحمل اسم صانع الدلة ..أنواع الدلال وحسب حجمها واستخدامها.........أن الدلال المستخدمة في اعداد وتقديم القهوة تختلف احجامها واعدادها من منطقة إلى أخرى وكما يلي.........................  1- اللقمة وهي التي يتم بها طبخ القهوة وتكون أكبر الدلال حجما..2- المصفاة ..وهي التي يتم فيها تصفية القهوة وتكون متوسطة الحجم..3-المبهارة.. وهي التي يضاف فيها إلى القهوةالهيل والزعفران  وهي أصغر من المصفاة.4-المزل. وهي الدلة التي يتم صب القهوة منها في الفنجان ويقدم للضيف ..ادوات تحضير القهوة العربية..1- المحماس وهو الوعاء الذي يستخدم في تحميص البن 2- المنفاخ وهو يستخدم في نفخ الهواء بشدة على النار  ليساعد على سرعة الاشتعال. 3-الملقط أو الماشة ويكون مصنوع من حديد لغرض التقاط وتحريك الجمر 4- النجر أو الهاون    وهو ما يتم فية طحن البنك والهيل معا ويكون مصنوع من النحاس 5-- المنقل وهو يستخدم في اشعال الحطب واعداد وطبخ القهوة  ......تقاليد  ضيافة القهوة.........تعتبر القهوة عند العرب هي عنوان الكرم وحسن المسافة.واعداد القهوة تختلف من بلد إلى اخر وعند اكتفاء الضيف من شرب القهوة ويقوم بهز الفنجان ....وفناجين الضيف لها مسميات معروفة.1-الفنجان الأول ..يعرف بفنجان الهيف وهو تقليد يشربه المضيف امام  ضيفه ليطمئن الضيف فيتناول فنجانه.2-فنجان الضيف وهو أول فنجان يقدم للضيف..3- فنجان الكيف يشربه الضيف المحب لمضيفه.4- يعرف بفنجان السيف وهو دلالة على وقوف المضيف مع ضيفه وقت الشدة......وتعتبر الاختام على الدلة العربية بالشغل اليدوي للدولة حيث يقوم كل نحاس بوضع بصمته على الدلة التي اشتغلها وتكون البصمة عبارة عن ختم يوضع في الغالب على حد الدلة ويكتب اسم صانع الدلة. أو يكون الختم على شكل رمز بتميز به صانع الدلة دون ذكر اسمه .كما يدلل الختم على الفترة الزمنية  لعمر الدلة. وقد ظهرت في الآونة الأخيرة بعض ورش  النحاسين تقوم بتقليد الاختام المعروفة والقديمة وتضعها على الدلة الحديثة.والغرض من ذلك لكي يتم بيعها باسعار  غالية على أساس أنها من الدلال القديمة الصنع (دلة اصلية )وقد يجعل البعض ممن ليس لديهم دراية بالدلال العربية الاصيلة . بعض ابيات الشعر في الدلة.....................                 يا كليب شب النار يا كليب شبه

عليك شبه والحطب لك يجاب

وعلي انا يا كليب هيله وحبه

وعليك تقليط الدلال العذاب ....

المصادر:_

1-تكريم الدلة العربية وصناعتها /تأليف المستشار مسند مؤيد محمد رؤوف الغلامي -المدينة المنورة.

2_  من معجم التراث: الأطعمة وآنيتها/ الكتاب الرابع .تأليف سعد بن عبدالله بن جنيدل،المملكة العربية السعودية . 1428هـ.

3- عدنان الكندري، / باحث في التراث العربي/الكويت

.4جريدة العين الاخبارية الالكترونية.....