انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Alaa Zaid/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الحركة الليبرالية

"الحركة الليبرالية" كانت حزب سياسي في جنوب أستراليا في فترة السبعينيات. حيث قام ريمون ستيل هول, رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق, بتأسيس هذه الحركة عام 1972م كمجموعة داخل حزب تحالف الليبرالية والدولة لتقف ضد المعارضة بهدف تحقيق الإصلاح المنشود داخل الحزب بين الجناح الليبرالي والجناح المحافظ. وبعد فترة انقسمت هذه الحركة عن الائتلاف لتكون حزب ليبرالي تقدمي مستقل, وصار عدد أعضاء البرلمان ثلاثة أعضاء فقط بعدما كانوا أحد عشر عضواً في ظل الائتلاف.

وفي الانتخابات الفيدرالية عام 1974م, نجح الحزب الليبرالي في دعم ستيل هول حيث تم انتخابه في مجلس الشيوخ الأسترالي عقب حصوله على حوالي من 10% من الأصوات في جنوب أستراليا كتصويت ابتدائي. وبناءً على ذلك حصل الحزب الليبرالي في انتخابات الدولة عام 1975 على ما يقرب من خمس إجمالي الأصوات, إلى جانب عضو إضافي في البرلمان. ومع ذلك لم تنجح هذه الأحزاب في إزاحة حزب العمل بقيادة دونالد دونستان, حيث تقدم عليها حزب العمل بفارق ضئيل. أدى فوز حزب العمل مع الضعف الداخلي إلى إعادة دمج الحزب الليبرالي مع الحزب الوطني الأسترالي. ومرة أخرى تخسر تلك الأحزاب أمام حزب العمل في انتخابات الحكومة عام 1977م إلى أن نجحت بعد عامين في انتخابات 1979م.

انفصل جزء من الحزب الليبرالي بقيادة روبن ميلهاوس, النائب العام الأسترالي الأسبق, وشكل حزب آخر وهو الحزب الليبرالي الجديد. وقد اتحد هذا الحزب مع الحزب الأسترالي تحت قيادة دونالد ليزلي لتكوين نواة الحزب الديمقراطي الأسترالي, والذي كان يتوق إلى تحقيق التوازن بين السلطات في مجلس الشيوخ, ووجود أربع مجالس تشريعية بالدولة لمدة ثلاثة عقود. وقد دعم الحزب الليبرالي وبقية الأحزاب التي خلفته ما يسمى ب"الليبرالية الصغيرة" في أستراليا.

نظام الأحزاب قبل ظهور الأحزاب في أستراليا في أواخر القرن التاسع عشر, كان جميع أعضاء المستعمرات البرلمانية مستقلين ما بين ليبراليين, ومحافظين, إلى جانب بعض الاتجهات الأخرى. وبعد تأسيس حزب العمل الأسترالي, توحدت هذه المجموعات لتشكيل حزب منافس لحزب العمل, أو كما يسمى بحزب العمال. تشير الليبرالية الأسترالية إلى ما يمكن وصفه ب"الليبرالية الكلاسيكية", ولكنها أيضا بعيدة كل البعد عن المعنى الجديد لليبرالية الكلاسيكية المُكتسب من الولايات المتحدة الأمريكية, وبعض الدول الأخرى. وطبقاً لتسلسل الأفكار, نجد أن الليبرالية الكلاسيكية أكثر اتصالاً بالواقعية والمعارضة لحزب العمال من أي أيديولوجية محددة أخرى. تُمثل الليبرالية في المشهد السياسي في أستراليا يمين الوسط, بينما يُمثل حزب العمال شمال الوسط.

يعد حزب العمال الأسترالي أقدم حزب سياسي نشط في البلاد. حيث قامت الحركة العمالية الناشئة في أستراليا بتأسيسه عام 1891م, وبعد ثلاث سنوات تأسست جامعة الدفاع الوطني. وفي عام 1909, اتحدت جامعة الدفاع الوطني مع باقي الأحزاب المنافسة لحزب العمال, وذلك لتشكيل اتحاد ليبرالي, أو ما يُعرف ب"الليبرالية الاتحادية". كما تحول حزب توحيد العمال إلى حزب العمال الأسترالي في عام 1908م, وعُرف الحزب بهذا الإسم منذ ذلك الحين. وهكذا كانت الأحزاب السياسية في أستراليا الموجودة على الساحة هي: حزب الحزب الليبرالي, وحزب العمال إلى أن ظهرت بعض الأحزاب الصغيرة مثل الحزب الأسترالي الديمقراطي في أواخر القرن العشرين, وحزب الخضر, وحزب العائلة الأولى في القرن الحادي والعشرين.

تمثيل الليبرالية وصف بعض ساسة جنوب أستراليا كنيل بيلويت, ودين يانش حزب تحالف الليبرالية والدولة بأنه اندماج غريب يضم مجموعات مختلفة من الطبقة الحاكمة في أديليد, عاصمة جنوب أستراليا, والطبقة المتوسطة, وأخيرا طبقة العمال من المزارعين والعمال الإقليميين. ومن هذه المجموعات, كانت الطبقة الوسطى تُعد من أكثر الطبقات المنبوذة على مستوى الانتخاب سواء في الانتخابات البرلمانية, أو الانتخابات داخل الأحزاب. حيث كانت تمتلك نسبة 2:1 لصالح المناطق الإقليمية في كلاً من التشريعات الانتخابية, والتنظيم الحزبي. في حين أن الطبقة الحاكمة كانت مُهيمنة على الحزب آنذاك, وذلك بفضل دعمها المادي له, أما عن طبقة العمال, فكانت تُمثل الأغلبية في الحزب. إلى أن حصلت الطبقة الوسطى أخيراُ على حقها في التمثيل البرلماني, وذلك بعدما تم انتخاب روبن ميلهاوس عام 1956 لتمثيل الطبقة الوسطى في مدينة ميتشام.

كان ميلهاوس مُدافع قوي عن أنصاره حيث كان يؤيد قضيتهم في حزب تحالف الدولة والليبرالية الذي كان يُهيمن عليه المحافظين من الريف. وفي هذا السياق, قد كتب ميلهاوس عريضة بعنوان: "القضية الليبرالية من أجل إصلاح النظام الانتخابي" مطالباً فيها بنظام انتخابي أكثر إنصافاً, جيث كان فانون الانتخاب وقتها مُتحيزاً ضد سكان أديليد سواء كانوا تقدميين, أو محافظين, أو ليبراليين, أو عمال. ونتيجة لذلك تخلف العديد من الشباب القانطين في المدن والمنتمون للطبقة المتوسطة عن الانضمام في حزب تحالف الدولة والليبرالية من أجل الانضمام في حزب العمال. ويرجع ذلك إلى إستيائهم من سوء توزيع المجالس الانتخابية. وترتب على ذلك إثارة بعض القلق عند المحافظين في الريف, الذين كانوا يأملون في الاحتفاظ بقبضتهم على السلطة في ظل النظام الانتخابي السائد آنذاك, الذي كان يشمل مجلس تشريعي يكفل حق الاقتراع لمُلاك الأراضي. الأمر الذي أدى إلى هيمنة الطبقة العليا على السلطة. وبناءً على ذلك, سريعاً ما قوبلت عريضة ميلهاوس بالرفض.

لقد حكم حزب الائتلاف تحت قيادة سير توماس بلايفورد لمدة 32 عاماً إلى أن خسر أمام حزب العمال عام 1965. وبعد مرور عام ونصف, تقاعد بلايفورد ليحل محله ستيل هول. كان ستيل هول وقتها مزارع شاب من دائرة انتخابية ريفية, لم يعارض قط سياسة الحزب, لذا كان من المتوَقَع منه التمسك بمبادئ الحزب القائمة في ذلك الوقت, وذلك بناءً على تصريحاته بدعم النظام الانتخابي القائم آنذاك والمجلس التشريعي المُقيد للسلطات. ومع ذلك عندما عاد حزب تحالف الدولة والليبرالية للعمل في 1968, تم وضع وضع ستيل هول تحت ضغظ كبير بسبب سوء توزيع المجالس الانتخابية. وبعد ذلك حصل حزب العمال في الانتخابات على نسبة 52% من الأصوات مقابل 43,8% من الأصوات لحزب الائتلاف. ولكن بسبب قانون الانتخابات الفاسد آنذاك, انتهت الانتخابات ب19 مقعد وعضو مستقل في الحزب. الأمر الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات ضخمة ضد قانون الانتخاب هذا, وكانت هناك مطالبات قوية بالإصلاح.

وكالعادة يتجاهل حزب الائتلاف هذه الاحتجاجات مرة أخرى, ولكن, وعلى عكس المُتوقع, ينحرف ستيل هول,قائد الحزب, عن المسار الذي كان يسير عليه, حيث قام بتعيين ميلهاوس نائب عام له, وأمره بمواصلة مجموعة الاصلاحات التي قد سبق وبدأها حزب العمل. لم يلق هذا القرار ترحيب المحافظين في الحزب, وبذلك بدأت فصائل المعارضة في الظهور معلنة عن رفضها واستنكارها لقرارات هول. ومع ذلك, صرح هول في النشرة الإخبارية للحزب قائلاً: "يرى كثير من الناس أن حزب تحالف الدولة والليبرالية, حزب مُتحيز للتقاليد المحافظة, لذا يجب علينا أن نثبت للناخبين أننا حزب يمكنه مواكبة العصر الذي يعيش فيه".