انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Fatimah saad/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

كتاب :نظرة الغرب إلى الحجاب

                     المؤلفة: كاثرين بولوك
                     ترجمه: شكري مجاهد
                      دارالنشر: العبيكان
                      الطبعة: 1432هـ- 2011م   
                      الحجم: متوسط
                      السعر:  48ر.س

نظر الغرب إلى الحجاب على أنه رمز لقهر المسلمات وذلك في بداية القرن الثامن عشر في عصر استعمار أوربا للشرق الأوسط ،وللأسف لم يكن الغرب وحده المقتنع بهذه النظرة للحجاب بل قد تشربت النخب نظرة الغرب . وأن السبب الرئيسي للحملة الأوربية على الحجاب كان بسبب أن النساء المحجبات كنّ بعيداً عن العيون ، لا تراهّن العيون وهنّ يُرين ، فما لا يمكنه رؤيته أو فهمه لا يمكنه السيطرة عليه ،فهاجم الأوربيون الحجاب وحاولوا نزعه كردة فعل إنتقامي . كانت أوربا تعرف عن الشرق أنه مكاناً غريباً ،بعيداً ،قاسياً بربرياً ،لكنه مُفعم بالمتع الحسية ، شهواني وماجن ، فكان الولع بالشرق ولعاً بالنساء. كانوا يتصورون أنفسهم فرسان الشهامة، يؤدون دور المنقذ للجمال الغريب البعيد ولكنهم أُحبطوا عندما منعهم النقاب من إشباع رغبتهم في النظر إلى النساء . فلجئوا إلى الإنتقام الرمزي وذلك بتمثيل جسد المسلمات بالصور على أنهنّ عاريات حتى يستطيعون أن ينالونها ،تبع هذا الإنتقام الرمزي نزع فعلي للحجاب في عدة أماكن ، فنمت صناعة السياحة الجنسية مع توافد الرجال الأوروبيين بأعداد كبيرة إلى الشرق الأوسط وكانت النقطة المركزية الخاصة بالنساء أن الأمة لن تتقدم إذا كانت نساؤها متخلفات، فالنساء يؤدين دوراً حيوياً في الحضارة ومن هنا جاء سعي المستعمرين والمبشرين والنسويات والنخب الوطنية نحو تحديث بلادهم وجمعيهم يتمنى النفاذ إلى المرأة المسلمة حتى يؤثروا عليها. وكان الإنعزال في عصر الاستعمار يرمز إليه بالحريم ، كما أن الحريم مرتبط بالحجاب لدى الأوروبيين وذلك لسببين : 1- ان الحجاب رمزاً لا نحطاط المرأة المسلمة. 2- لأن الحجاب يعد امتدادًا لعقلية الحريم. اعتمدت فكرة الحريم بأنهن نساء أسيرات راقدات في إنتظار و إشباع رغبات أسيادهن الجنسية وكانت الحركة الإستعمارية تحتاج مواطنين منتجين ، ولأن المستعمر كانوا يظنون أن الشرقي كسول بطبعه وغير منتج وغير عقلاني وما إلى ذلك ، فقد كان من الضروري تعليم الأساليب الأوربية لأهل هذه البلاد وأولهم النساء لما لها أثر بالغ القوة على أطفالهن وفي المحافظة والدفاع عن دنيهن وهذه الوسيلة ستسرع بتنصير بلاد الإسلام .

 هناك نساء زرنّ الشرق الأوسط فقدمن رؤية للحريم تختلف عن الرؤية الشائعة و وصفنّ الحريم بأنهن أخواتهن ولسنّ الآخر الغريب وأن الحجاب لم يكن دائماً رمز لخضوع النساء بل يعد وسيلة لحمايتهن من تحرش الذكور .
لكن أدب الحريم النسائي  كرر  الذي كان يؤديه الخطاب الإستعماري عن النساء المسلمات بأن الحضارة الغربية أرقى من حضارة الشرق ولكن بعضهن لم يقدمن المرأة المسلمة بوصفها الآخر الغريب.
  فمهما اختلفت الرؤية البديلة لصورة الحريم التي تقدمها الرّحالات فلم  يكون لها أثر على الخطاب الثقافي العام عن انحطاط الحريم والنساء المسلمات .
  إن المشروع الإستعماري يشعر بواجب جلب حضارته الغربية  ومن ثم الرقي بالحضارة في أمة متخلفة فيجب أن يتحكم في رعاياها وتوجيههم ، لذلك كان نزع الحجاب خطوة أساسية من مهمة الغرب في جلب الحضارة .
علِم المستعمرين أن الطريق للقبض على عقول أهل المستعمرات عن طريق إستقدام التعليم الأوربي إلى البلاد المستعمرة ،فاستلهم نخب البلاد الإسلامية وحكامها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أفكارهم ، فتعرف هؤلاء على أنفسهم من خلال عدسات الإستشراق وهذا يعني موافقتهم على التشخيص الأوربي لمشكلات الشرق المتردي وقبولهم العلاج الأوروبي فحاولوا تحديث بلادهم عن طريق تقليد الغرب .

فاهتمت النخب الوطنية بالقضايا التي وصفها المستعمر بالمشكلات الأهم التي تعوق تقدم بلادهم ، كالحجاب وانعزال النساء وتعدد الزوجات وبدرجات متفاوتة من الصرامة اهتمت النخب بإعادة تشكيل مجتمعاتهم حسب الصيغة الغربية ، وقد تم تنفيذ الحظر بصرامة على يد الشرطة التي تلقت التعلميات بتمزيق حجاب أي امرأة إذا ضبطت مرتدية الحجاب في كل مكان. ولاتزال الآليات التي انشأتها الحركة الإستعمارية تعمل في العالم الإسلامي ، إذا لاتزال النخب تشن حملاتها على الحجاب ، وكأنه لباس معاد للحداثة. رؤى الحجاب وخبرات ارتدائه في كندا : أثار الحجاب جدلاً في كل أنحاء كندا ، فالجهاد يساوي عنفاً إسلامياً غاشماً والحجاب رمز للإسلام ومن ثم فوجود الحجاب يعني أن من ترتديه تريد أن تشن حرباً مقدسة على الكنديين الغير مسلمين .

 و الحجاب عندهم يرمز لقهر النساء ،لذا لا يمكن أن يرحب عاقل بمثل هذا في كندا وللأسف كان صوت المرأة المسلمة بشأن الحجاب غير مسموع في الثقافة الغربية ، فضاعت أصواتهن.
وللنسويات خبرة أصلية بشعور التمثيل المشوه فبذلن جهوداً كبيرة في تحدي التمثيل الأكاديمي ودورهنّ في المجتمع، نعم فلابد أن تضع خبرة النساء  في الأعتبار ،حتى يتحقق التوازن بين رؤى النساء وخبراتهن بالتساوي مع رؤى الرجل وخبراتهم ، أي لابد من الإستماع إلى صوت النساء المحجبات طواعية حتى نعرف  دوافعهن وخبراتهن بالحجاب فخبراتهن في إرتداء الحجاب ليست واحدة .

فتمت مقابلة ستة عشر امرأة محجبة عشنّ في منطقة في كندا ، وكانت كل نساء العينة يرين أن ارتداء الحجاب أمر ديني وهناك من كان سبب حجابها هو إعجابها بمن ارتدين الحجاب وكانت تكن لهن احتراماً بسبب ملابسهن المحتشمة وأخرى كانت ترى أن الحجاب جزء من المجمل الإسلامي وثانية رأت أن حجابها رمزاً للإصرار والقوة والشجاعة والإخلاص للدين الإسلامي. ومنهن من ترتديه لبعض الوقت وليس دائماً،رغم أنها تؤمن بأن الله فرض الحجاب بشكل دائم؛والسبب وراء ذلك هو الخوف من ردود الأفعال العدائية من المجتمع الكندي فصورة الحجاب لدى الغربيين هي أنه رسالة سياسية معادية للغرب. وأخرى رأت إن هي لبست الحجاب ستكون لافتة للنظر ، فرفضت الحجاب لأنها تُحب أن تكون جزء متجانس مع المجتمع الكندي. إحداهن قررت أن تُطيع الله ، فطاعة الله أهم من إرضاء الناس. لكن الباحثات غير المحجبات طعنّ في مصداقية النساء التي تم مقابلتهن بشأن فرض القرآن للحجاب، ومن وجهة نظر هؤلاء الباحثات أن القرآن لا يطلب سوى الإحتشام ، وليس نوع الملابس التي يصفها الإسلاميون ، ولم تغير هذه العقبة الإتجاه الإيجابي لدى المسلمات المحجبات بل شعرن أن للحجاب مزايا تفوق كل المساوئ، فمن مزاياه أن الرجال أصبحوا يعاملون المحجبات بأحترام لا كأئنات جنسية أيضاً من مزاياه أن له منفعة للمجتمع ،فالحجاب يُخفض التوتر الجنسي بين الجنسين و يحمي النساء من التحرش ويعين الأزواج على عدم الإنجذاب لنساء غير زوجاتهم وبالتالي تقل الغيرة على الأزواج، أيضاً جعل عملية إظهار الثروات( المجوهرات) أصعب وبالتاي قلت المشاعر السلبية من قبل من هم أقل منها حظاً ، اي أن في ذلك مساواة بين الجميع. ومن مزايا الحجاب أنه يحمي النساء من التحرش الجنسي ومن الإغتصاب وذلك مصداق لقوله تعالى﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ أما عن المساواة بين الجنسين فقد اتفق من تم مقابلتهن بأن الجميع في الإسلام سواء عند الله وإنهم لا يتفاضلون إلا بالتقوى، فقد خلق الله الرجال و النساء من نفس واحدة وكلاهما خليفة الله في الأرض وكلٌ مسؤول عن عمله ، ولكنهما مختلفان فلكل منهما طبيعتان مختلفتان وأدوار يكمل بعضها بعضاً ، وإن المساواة لا تعني التطابق. لكن مصيبة الإسلام هذه الأيام هي أن الناس يأخذون تفسير الإسلام من أفواه المسلمين و ليس من مصدره، ولو التزم المسلمون الشرع الإسلامي فستجد النساء معاملة منصفة و لكنهم قدموا أهواءهم و تقاليدهم على الشرع و بالتالي لن يكون هناك عدل. سؤال طُرح للعينة عن الحرية ، هل الحجاب قيد الحرية؟ أجابت إحداهن أن المرأة عندما تلتزم الزي الإسلامي ، فلا سبب يجعلها تبقى في البيت لأن جوانب الجذب في جسدها قد تم إستبعاده وبالتالي يتيح للمرأة حرية الخروج إلى المجتمع و المشاركة فيه. أيضاً ترى إحدى نساء العينة أن مقولة ( الحجاب يعني ألا تخرج من البيت) أمر يخالف السنة ، فلقد كانت النساء في حياة الرسول تؤدي دوراً نشطاً في المجتمع في التجارة والحروب والعلم. إن الحرية التي سمح بها الإسلام هي حرية مقيدة ، فمنع المرأة من ممارسة الرياضة الخارجية مثل السباحة أمام الرجال. والمسلمة تؤمن بأن حسابها أمام الله، وهذا ما يقيد أفعالها فيجعلها تراقب سلوكها أكثر من غيرها ، فالإسلام يجعلها تعيش داخل حدود سليمة ، مما يرتقي بالمجتمع و يشعر أفراده بحرية أفضل. كانت هناك ردود أفعال سلبية من المسلمين ضد الحجاب لاسيما أسر الطبقة المتوسطة و الطبقة العليا لأنهم يرون أن من ترتديه تكون من الطبقات الدنيا أومن العجائز، كذلك هو علامة على التخلف، وهو يفتقر إلى الجاذبية فتضيع فرصتها في الزواج. كذلك تعاني المحجبات في الغرب من إهانات بسبب حجابهن ، فالصورة الغربية بأنهن مقهورات أو يمثلن ديانة إرهابية ، تجعل تقبل المجتمع الكندي لهن أمراً غير يسير، ومع ذلك لم تكن هذه الردود العدائية كثيرة على نحو غير محتمل ، بل إن بعضهن تلقين ردود أفعال إيجابية من غير المسلمين و ذلك لأن كندا مدينة فيها ثقافات متعددة مما يجعل أهلها معتادين على رؤية كل أشكال الملابس. ومن أشكال المضايقات التي واجهت المحجبات: ان وصفت بخائنة جنسها وتلقت الكثيرمن السباب والشتائم، كذلك هم يلتفتون إلى الحجاب بدلاً من الإلتفات إلى الأمر الذي بيدهم ، وهناك ردود سيئة تواجهها من كانت في المدرسة أو من كانت تعمل، فمنهن من اضطرت إلى خلعه لأنها لم تجرب التمييز قط.، ومنهن من انقطعت علاقتها بأغلب الزملاء تدريجياً لأنهم كانوا يخافون منها لأنهم لا يعلمون عن الإسلام إلا قليلاً ،فهم يعرفون من الإسلام قطع يد السارق و الإرهابيين . وفي وجود هذه الأنواع من ردود الأفعال السلبية للحجاب ، ليس مستغرب أن تحاول بعض المسلمات إخفاء هويتها الإسلامية. وفي المقابل كانت حرية الدين في كندا و الثقافات المتعددة ساعدت بعض المسلمات الأخريات على الإحتفاظ بهويتهن الإسلامية، ومع أن الحكومة الرسمية ملتزمة بمكافحة التميز إلا أن معظم المجتمع الكندي مُجبر على تقبل الأقليات . صورة الحجاب عند الغرب ترتبط بالعنف والقهر ، فخبرة النساء في العالم في ارتداء الحجاب ليست واحدة ، فبعضهن يتحجبن بحكم العادة الإجتماعية وأخريات خضوعاً للقانون و غيرهن لهن أسباب شخصية متنوعة ، لكن الفكر التقليدي الغربي يعجز عن إدراك التعقيد الإجتماعي لفعل التحجب . ومن الدراسات الأكاديمية للحجاب تم إستخلاص الدوافع المختلفة لإرتداء الحجاب و هي كالآتي: ١- الإحتجاج الثوري ، فقد كانت من أكثر ظواهر العودة للحجاب في القرن العشرين فهي مرتبطة بحركات الكفاح الثوري المناهض للإستعمار ، ففي أثناء حرب الإستقلال الجزائرية وكذلك في إيران قام النساء اللاتي لم يكن يرتدين الحجاب من قبل بأرتداء الحجاب بهدف العمل على الإطاحة بالحكومة الظالمة عن طريق حمل الأسلحة و الرسائل سراً من مكان إلى آخر، وهكذا سعى المستعمرون والنخب الوطنية القضاء على الحجاب فأصبح غطاء الرأس رمزاً قوياً للمقاومة أثناء الكفاح الثوري المناهض للأستعمار. ٢- الأحتجاج السياسي: فارتداء الحجاب يشير إلى عدم رضاهن عن الوضع السياسي الراهن . ٣- الأحتجاج الديني: فالإسلام نظام متكامل سياسي و اجتماعي وإقتصادي بديل ،أي أن هذه الحركة تقول الإسلام هو الحل البديل ،بالإظافة إلى موضوع رفض التغريب والعلمنة . ٤- ضمان استمرار الحضور في المحيط العام ، فقد وجد أن الحجاب يُسهل الوجود و الحركة في المحيط العام، ومن ذلك البحث عن وظيفة و اكتساب الإحترام و مواجهة تحرش الرجال ،فالحجاب يقول بقوة "أنا طاهرة ولست في المتناول ؛ ، وفي البلاد الإسلامية يهدئ الحجاب من غيرة الأزواج وقلق الوالدين،بما يمنح المرأة المزيد من حرية الحركة. ٥- التعبير عن الهوية الشخصية٠ ٦- المكانة الإجتماعية ، فقد كان الحجاب يختلف في أشكاله و أنماط المادة المستخدمة في صنعه بأختلاف الطبقة الإجتماعية، أما الحجاب الجديد فقد تخلص من هذا المعنى الإجتماعي ، لأنه يشبه الزي الموحد وبذلك يؤكد على المساواة التي تستهدفها الحركة الإسلامية . ٧- عادة إجتماعية. ٨- الإلتزام القانوني: وهو التحجب بحكم القانون ، وهذا هو أحد مخاوف الغرب من الإسلام و برهان ضد الإسلام على أنه يقهر النساء. كان معنى الحجاب في السبعينات أن المرأة مناهضة للإستعمار و في التسعينات صار يعني أن المرأة لا تملك خياراً سوى التحجب ، وفي مصر كان يعني أن المرأة بدأت في إدراك حكم الشرع وفي أندونيسيا و بريطانيا و فرنسا و كندا يعني إنتمائها الديني و هويتها الثقافية المتفردة. و مع كل هذا يضل معنى الحجاب لدى الغرب ؛أن الحجاب رمزاً للقهر و كلمة تختزل كل فضائع الإسلام من إرهاب و عنف و بربرية و تخلف وهذا ما تدّعيه الكتب التي تطبع على نطاق واسع عن الإسلام والمسلمات ،فهي تسعى لإلصاق صفات العنف والتخلف بالإسلام في عقول القراء، ومن ثم إسباغ الشرعية على سعي السياسيين الغربيين نحو إبقاء هيمنتهم على العالم الإسلامي، والسبب وراء ذلك هو الخوف من المد الإسلامي، فقد كانت الإمبراطورية الإسلامية في وقت من الأوقات خطراً حقيقياً على العالم المسيحي، فقد انتشرت في القرون الوسطى من أسبانيا حتى الصين ، وقد سكنا هذا الخطر العقل الباطن الغربي منذ تلك اللحظة.

إذا كان ثمة كاتب يرجع إليه الغرب على نطاق واسع بشأن معنى الحجاب فهي النسوية المغربية فاطمة المرنيسي فكتابيها :" وراء الحجاب ؛ و"الحجاب و النخبة الذكورية ؛ من المصادر الراسخة التي يستشهد بها الباحثون في الغرب ، وتطرح المرنيسي في كتابيها مقولة: إن الحجاب رمز للسلطة الذكورية الجائرة على النساء و توضح بأن نوع " التكاملية؛ الذي يؤسسه الإسلام بين الرجال و النساء هو النوع القائم بين السيد و العبد. نشأة فاطمة في المغرب وكانت أمها مع غيرها من بنات جيلها ضد الحجاب حتى غيرت تدريجيًا عادات التحجب بصفة عامة في المغرب، فهل يمكن أن تنشأ هذه الطفلة إلا على إتجاه سلبي نحو الحجاب؟ المشكلة أن المرنيسي تجعل خبرتها بالنظام المغربي "خبرة الحجاب الوحيدة؛ فهي تعجز عن إدراك شيئين: أولا تعددية التقاليد الإسلامية المتعلقة بالحجاب. ثانيا تعدد الخطابات الإسلامية المتعلقة بالحجاب. ولتنفيد الصورة السلبية للحجاب بوصفه رمزا لقهر المرأة لا يكفي تقديم ملامح تفصيلية لحياة بعض المسلمات بل لابد من إقامة حوار مناسب على مستوى الأفكار ،فبعض الممارسات المغربية كانت تقمع النساء ، فهل استقصت فاطمة القرآن لترى هل هذا ما يأمر به الإسلام؟ تحدثت في كتابها "وراء الحجاب؛ عن آثار التحديث على المجتمع المغربي التقليدي وعلى علاقات الرجال و النساء لاسيما الجنسية ، فالأدوار التقليدية ترسخ خضوع النساء للرجال و تقول أن التحديث خطر على النظام الاجتماعي الإسلامي، ويقوم الزواج الإسلامي على السيطرة الذكورية, وفي كتابها هذا كانت هناك عدة أسس ١- تؤمن المرنيسي أن الإسلام يعد خطرًا على النظام الإجتماعي، فهي ترى أن النظام الإسلامي كله مبني حول فكرة الشهوة الجنسية الإنثوية الخطرة، لأن النساء يعددن كائنات راغبة ؛فإن عدم إشباعهن من قبل الأزواج يجعلهن خطرا على النظام الإجتماعي؛ ولأن الواحدة قد تخرج لتفتش عن رجل تغريه و تجعله يرتكب الزنا. 2- أن الإسلام يعد الأنوثة من الشيطان 3- النساء عنصر تشتيت للرجال ، وللورع الذكوري و لصلة الذكور بالله.

4-إقصاء النساء من أمة المؤمنين وإخضاعهن للرجال ، عن طريق تعدد الزوجات والعقاب وفصل الجنسين والحجاب، فالحجاب رمز سيطرة الإسلام و احتقار للنساء..

أما كتابها الثاني "الحجاب والنخبة الذكورية؛فقد كان محاولة للعودة إلى المجتمع الإسلامي ولأصوله وإعادة تأويل الحجاب باستخدام علم الحديث و تفسير القرآن مع التركيز على أسباب النزول، ترى المرنيسي أن النبي كان أقرب إلى مناصرة حقوق المرأة، أما عمر فكان معاديًا للنساء ومخلصًا لقضية السيطرة عليهن وبعد هزائم عسكرية و فضائح مرتبطة بزوجات النبي، نزل النبي كما تزعم المرنيسي على طلبات عمر بفرض الحجاب و هكذا انتصرت السيطرة الذكورية على كفاح الصحابيات. والمرنيسي اتخذت الحديث الذي رواه أبا هريرة في حديث "يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم إن الكلب و الحمار والمرأة يبطلون الصلاة إذا مروا بين يدي المؤمن في الصلاة" هي تقول إن في هذا الحديث كان أبا هريرة معاديًا للنساء و لقد أثبت في هذا الحديث أن الإسلام يعد الأنثى نجسا.

نحن نعلم أن ليس في القرآن دليل عن كون النساء كائنات جنسية خطيرة ،بل إن به ما يفيد أن النساء والرجال في الأصل سواء ؛ لأنهم مخلقون جميعا من نفس واحدة ، ولأن كليهما تلقي نفخة الروح الإلهية ويكفي التركيز على الكتاب و السنة لإثبات زيغ رؤية المرنيسي للطبيعة الجنسية للإناث في الإسلام فهي تستند إلى قراءة خاطئة للغزالي ، هي تؤكد أن الغزالي يرى أن قوة النساء أكثر العناصر تدميرا في النظام الاجتماعي الإسلامي، حيث يعد الأنثوي مرادفا لما هو شيطاني ولكن لا يوجد دليل نصي على انتساب هذا الرأي للغزالي.

كذلك تؤكد المرنيسي على أن النساء لا يعددن جزءا من مجتمع المؤمنين ، وهذا ليس بجديد فقد شعرت أم سلمة بذلك ، فقد أقلقها أن القرآن لا يخاطب سوى الرجال فنزلت هذه الآية (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ) فلا شك ان المؤمنات جزء من الأمة ، وهن كالرجال تماما مسؤولات و محاسبات على أفعالهن.


تلجىء المرنيسي لمنهج أسباب النزول لفهم سبب فرض الحجاب على النساء فهي تأول الآية تأويل شاذ ، فآية الحجاب نزلت بعد زواج النبي بزينب ، فكانت زينب تنتظر في حجرتها بعد احتفال الزواج، وبينما كان النبي يدخل من الباب يأتيه الوحي فيجعل بينه وبين أنس حجابًا ،فهذه الآية يستخدمها كثير من المسلمين ليثبتوا وجوب تغطية المرأة وجهها ،أما المرنيسي فهي تقول أن مقصود الآية هو جعل الحجاب بين رجلين و ليس فصل النساء عن الرجال ، نعم هي تسعى للهجوم على الحجاب ، لكن قبول فكرة أن القرآن فرض الحجاب وضع المرنيسي أمام طريق مسدود :إذا كان الحجاب موجودا في القرآن ، فهو أمر لابد من طاعته.

إن اهتمام الرأسمالية الكبير بالجسد وبالجانب المادي جعل ارتداء الحجاب خبرة تقوي النساء و تحررهن ، إحداهما تقول عندما أستر جسدي أجعل من المستحيل على الناس أن يحكموا علي من مظهري ، والحجاب يعني أنني إمرأة مسلمة تؤمن أن جسدها شأن خاص بها كثير من النسويات قمن بتحليل تفصيلي لصور النساء في الثقافة الغربية وجميعهن أتفقن على أن أجساد النساء تقدم بصورة ترضي نظرة الذكور و شهوتهم كما نرى في الإعلان عن منتج فلا توجد علاقة بين المنتج المبيع و جسد المرأة المعروض للإثارة الجنسية ،فالجسد يقدم لمجرد جذب الإنتباه و يثير الرجال ويعزز درس كون أجساد النساء مجرد أشياء وهذا التشييء وهو يعني ان النساء تصوغ كأشياء للإستخدام الجنسي الذكري ينزع عن النساء إنسانيتهن ويحولهن إلى أشياء ، وينكر عليهن ذاتيتهن، والحجاب هو المخرج من هذا الشراك و يعيد للمرأة إنسانيتها وهو طريق لتكريم أنوثة المرأة ،لأنه يجعل جمالها غير متاح للأستهلاك العام. و الحجاب لا يخنق الأنوثة ولا الجاذبية الجنسية ، وإنما يقنن مكان كشف هذه الأنوثة وتلك الجاذبية ،ففي البيت و في التجمعات النسائية ومع الزوج تستطيع المرأة المسلمة أن ترتدي أجمل ثيابها و تتدلل بجمالها و جاذبيتها وتكشفهما و تستمتع بهما فالجمال والجاذبية الجنسية شأن خاص ، فهي بالحجاب تحافظ على خصوصيتها.

رأيي في هذا الكتاب:أن الكاتبة تحدثت بتفصيل عن نظرة الغرب للحجاب وذلك أنه رمز لقهر النساء، وسبب هذه النظرة ،الجميل في الكتاب أنها أسمعتنا رأي المحجبات عن رأيهن بالحجاب أيضاً تحدثت عن فاطمة المرنيسي وانتقدت كتابيها فهي الكاتبة التي أعتمد الغرب عليها عن معنى الحجاب،أنتقادي في هذا الكتاب أن مقدمته كانت طويلة وغير شيقة ،أيضاً هناك تعاريف مبهمة لم أفهمها ولم تُشرح مثل:دراسة إجتماعية تاريخية أنثروبولوجية

الأقتباسات:1- السبب الرئيسي للحملة الأوربية على الحجاب كان بسبب أن النساء المحجبات كنّ بعيداً عن العيون ، لا تراهّن العيون وهنّ يُرين ، فما لا يمكنه رؤيته أو فهمه لا يمكنه السيطرة عليه فهاجم الأوربيون الحجاب . 2- كان من الضروري على المستعمر تعليم الأساليب الأوربية لأهل البلاد وأولهم النساء لما لها أثر بالغ القوة على أطفالهن وفي المحافظة والدفاع عن دنيهن وهذه الوسيلة ستسرع بتنصير بلاد الإسلام .3- لابد من الإستماع إلى صوت النساء المحجبات طواعية حتى نعرف دوافعهن وخبراتهن بالحجاب فخبراتهن في إرتداء الحجاب ليست واحدة . 4- مصيبة الإسلام هذه الأيام هي أن الناس يأخذون تفسير الإسلام من أفواه المسلمين و ليس من مصدره. 5- خلق الله الرجال و النساء من نفس واحدة وكلاهما خليفة الله في الأرض وكلٌ مسؤول عن عمله ، ولكنهما مختلفان فلكل منهما طبيعتان مختلفتان وأدوار يكمل بعضها بعضاً ، وإن المساواة لا تعني التطابق.