مستخدم:Hasnaa .R/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اثيوبيا ودولة جنوب السودان

المصالح  الاثيوبية   في دولة جنوب السودان[عدل]

حسناء رياض عباس  [عدل]

تعد دولة جنوب السودان احدى دول القارة الافريقية ، التي خرجت الى حيز الوجود رسمياً في التاسع من تموز من العام 2011 بعد انفصالها عن السودان الدولة الام ، بموجب الاستفتاء الذي جرى في التاسع من كانون الثاني عام 2011 ، واعلنت النتيجة في السابع من شباط في العام نفسه ، لتقرير مصير ابناء جنوب السودان لصالح الانفصال بنسبة (98%) وتكوين دولة مستقلة ، وجرى ذلك الاستفتاء باعتباره استحقاقاً لاتفاقية السلام الشامل التي وقعت عام 2005 في نيروبي ، وتولت الحركة الشعبية لتحرير السودان مقاليد الحكم فيها بعدما تحولت من حركة تمرد مسلحة الى حزب سياسي وتحول جناحها العسكري (الجيش الشعبي لتحرير السودان ) الى القوات المسلحة  لجنوب السودان ،  وتأتي اثيوبيا كواحدة  من اهم دول الجوار لدولة جنوب السودان والتي كان لها الدور الاكبر في الانفصال  ، إذ تمثل مكانة متقدمة  في علاقات دولة الجنوب  مع دول الجوار ، وتعد اخطر نقاط التماس  من منظور الحدود وما يتصل بها من تواصل اجتماعي واقتصادي بمتطلباتها الأمنية ، إذ تعد اثيوبيا اكبر دول الجوار مع دولة جنوب السودان في منطقة القرن الافريقي من حيث المساحة والسكان ،إذ تبلغ مساحتها (1،104300) مليون كم2 ، ويبلغ عدد سكانها حوالي (112) مليون نسمة وفقاً لتقدير عام 2019 ، وهي بذلك تعد  اكبر دول الجوار تداخلاً سكانياً  مع دولة جنوب السودان  عبر الحدود المباشرة   بنحو (65) اثنية  على طول الشريط  الحدودي ،وتحظى  الروابط الاثيوبية  مع الجنوب  السوداني بأكبر  عدد ن القبائل المتداخلة  المصنفة لغوياً  وهي ثمانية قبائل  بلغات نيلية صحراوية ، كما تجاور دولة جنوب السودان اثيوبيا بأكبر عدد من الولايات وهي(اعالي النيل ، وجونجلي ، وشرق الاستوائية ) ، وترتبط  دولة جنوب السودان مع اثيوبيا بأهم احواض المياه التي تغذي نهر النيل ،  ويأتي على رأسها  حوض النيل الابيض .[عدل]

فإن اثيوبيا  من اولى الدول  التي دعمت  حق الجنوب في تقرير مصيره ، فقد دعمت الحكومة الاثيوبية كافة الفصائل الجنوبية المسلحة ابتداءً من مقاتلي حركة (الانيانيا) وانتهاء بالحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الزعيم الراحل (جون قرنق)، وقد تمثل الدعم الاثيوبي للحركة الشعبية بتوفير الأراضي التي ينطلق منها النشاط العسكري والسياسي والإعلامي والدبلوماسي للحركة الشعبية، فضلاً عن تخصيص إذاعة خاصة بالحركة تبث منها برامجها باللغة العربية واللهجات المحلية من داخل الأراضي الأثيوبية، وأدت دوراً هاماً من خلال المشاركة مع (منظمة الايجاد)  في تنظيم ترتيبات الاستفتاء المؤسس لعملية الانفصال في عام 2011 ، وجاء ذلك الدعم الاثيوبي بسبب المخاوف الاثيوبية من التهديدات الناتجة  عن النظام الاسلامي في الخرطوم، كما دعمت اثيوبيا  بناء القوات المسلحة  في جنوب السودان  من خلال تقديم الدعم الفني  وبعض الاسلحة والمعدات الصغيرة ، وتتمثل المصالح الاثيوبية  في دولة جنوب السودان في الاستفادة من الثروة  النفطية ، و تهدف إثيوبيا إلى تحقيق وتعزيز التعاون في العديد من المجالات من بينها التجارة، والاستثمار والربط الكهربائي والنقل البري الذي يربط بين البلدين الذي هو من أهم دعامات التكامل الاقتصادي الإقليمي إلى جانب التكامل الأمني. ونتيجة للجوار الجغرافي والترابط الأسري وأواصر العلاقات القوية بين الشعبين الشقيقين تبذل حكومتا البلدين جهودا مكثفة لتعزيز روابطهما السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والاستثمارية ، فقد  عقدت اثيوبيا اتفاقية تعاون المشترك مع الدولة الناشئة عام 2012 ، بهدف دعم قطاعات الكهرباء والمواصلات ، وتعد السوق الجديدة في جنوب السودان احد الاسواق التي من الممكن أن تؤدي دوراً تجارياً منافساً للأدوار الكينية واوغندا هناك ، وذلك من خلال طريقين تجاريين لربطها  بجنوب السودان ،  فضلا عن أن ظهور دولة الجنوب الغنية بالمياه  عزز من موقف أثيوبيا في مواجهة مصر والسودان بشأن مياه النيل ، ولا سيما أن دولة الجنوب لن تتردد في دعم اثيوبيا التي كثيراً ما ادت دوراً محوريا في تأمين تسليح حكومة الجنوب وتدريب الجيش الشعبي على مر العقود الثلاثة الماضية ، ،في ضوء سعي جوبا  المستمر  لمد اواصر التعاون الاستراتيجي  مع اديس ابابا ،إدراكاً  منها لأهمية  اثيوبيا كلاعب مهم في منطقة القرن الافريقي  ، وترتب  على انفصال  السودان السماح لأثيوبيا  بالمضي قدما  في مشروعاتها المائية  على حساب  اتفاقية المياه  الموقعة في دول حوض النيل عام 1958 ، والتأكيد على اتفاقية عنتيبي  والتي تقتضي بإعادة  توزيع حصص المياه على دول الحوض  في ضوء المستجدات  الجديدة في المنطقة . وتلعب اثيوبيا الدور الرئيس  في الوساطة الدولية من أجل حل النزاع بين السودان  وجنوب السودان بعد الغزو السوداني لمنطقة أبيي الحدودية في عام 2011 وهي منطقة غنية بالنفط ، فقد أدت اثيوبيا دوراً فعالا في الوساطة  بين الطرفين ، وانجاح المفاوضات  حول قضايا ما بعد الانفصال الجنوب ، كما تشارك اثيوبيا بشكل حصري في قوات حفظ السلام  التابعة للأمم المتحدة في آبيي بقوة قوامها (4200) فرد ، وحازت  اثيوبيا ثقة الطرفين  عبر نجاحها  في احداث توازن في علاقتها معهما ، وإدراكًا منها لمخاطر نشوب حرب إقليمية شاملة تسهم في تدفق لاجئون من جنوب السودان إلى منطقة غامبيلا المضطربة تاريخيًا في غرب إثيوبيا، تحركت سريعًا في أواخر عام 2013 وأوائل 2014 لمحاولة حل النزاع  الداخلي في دولة جنوب السودان، حيث قامت بصفتها رئيسًا للمنظمة الإقليمية لشمال شرق إفريقيا (IGAD)، فقد احتضنت المفاوضات بين طرفي النزاع رئيس جنوب السودان (سلفا كير ميارديت ) ونائبه (رياك مشار) في العاصمة اديس ابابا لمرات عديدة ، وضغطت سواء بصورة منفردة أم ضمن جهد منظمة (الإيغاد ) ليوقع كل منهما على اتفاق السلام عام 2015 ، ويتضح مما تقدم أن اثيوبيا تبقى تتطلع إلى منافع اقتصادية  مع الدولة الجديدة وكل دول منطقة القرن الافريقي ، لتكون هذه الدول ذات ثقل سياسي في المنطقة والعالم بما تزخر به من امكانيات  وموارد طبيعية  يحتاج اليها العالم  الصناعي .[عدل]

المصادر[عدل]

1- شوحة مريم وزعرور حسينة ، الدولة القومية بين ادارة التعددية الاثنية واستراتيجيات التسوية في منطقة القرن الافريقي دراسة حالة اثيوبية ، المرز الديمقراطي العربي ،برلين –المانيا ،2018[عدل]

2- سمير رمزي ، تطور الدور الإقليمي   الاثيوبي  في عهد ديسالين  ، مجلة دراسات افريقية  ، مركز الدراسات الافريقية ، العتبة العباسية المقدسة ، العدد صفر ، تشرين الثاني 2016 ،،[عدل]

3- انور سيد كامل ،  الابعاد الجيوبولتيكية لانفصال  جنوب السودان على دول الجوار ، دراسة في الجغرافية السياسية  ،مجلة الدراسات  الافريقية وحوض النيل ،  المركز الديمقراطي العربي ، برلين المانيا ،  العدد السادس ، تشرين الاول  2019،[عدل]