انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Hawaz2006/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الشريف قاسم ،الشيخ القائد، والتراث الخالد[عدل]

الشريف الشيخ قاسم بن إبراهيم العكفي،شخصية تاريخية فريدة ، وقيادة اجتماعية مجيدة، وحنكة سياسية رشيدة.

الولادة[عدل]

أواخر القرن الثاني عشر الهجري،

مكان الولادة[عدل]

أم الخشب ( محافظة بيش ).

نسبه[عدل]

قاسم بن إبراهيم بن عكفي بن حسن بن جابر آل فليتة


الأم / شريفة بنت علي فارس من أشراف مسلية آل غريب

الأب / إبراهيم بن عكفي بن حسن بن جابر آل فليتة

الأبناء / حسن ، محمد ، حسين ،

البنات/ شريفة

الزوجات / زيدية بنت محمد بن عبداللطيف آل فليتة ، قدرية من رجال ألمع ، عائشة بنت علي نهاري ، ريعة من رجال ألمع

الألقاب[عدل]

القائم مقام

أمير بيش

شيخ بيش

صاحب بيش

راعي بيش

آثاره[عدل]

حلة الشريف[عدل]

الواقعة شمال بيش على بعد ٣ كيلو ، وهو أول من أسسها ،وتنسب إليه، ولاتذكر(حلة الشريف) إلا ويذكر الشريف قاسم.

بئر القاسمية[عدل]

نسبة للشريف قاسم عكفي يرحمه الله الواقعة في حلة الشريف.

نشأته[عدل]

حظي برعاية وعناية من أبويه وتعلّم قراءة القرآن في طفولته، ثم التحق بحرفة الزراعة والتي كان يعمل بها أهالي بيش في ذلك الزمان مع رعي الأغنام ، وقد اتصف منذ صغره بالصدق ورجاحة العقل والعفّة والاستقامة مما حمل أهالي بيش على اختياره شيخاً عليهم في عهد الدولة الإدريسية ،فكان يقوم ببعض المهام خارج بيش،و منها قائماً للإمام علي بن محمد الإدريسي في بعض جهات اليمن عام ١٣٤٢ ثم عُيّن قائماً بأعمال الزيدية في زمن الخلاف بين السيد علي الإدريسي وعمه الإمام الحسن بن علي الإدريسي.

ومن أجل الحصول على حياة آمنة وحكم عادل وعيشة كريمة، بادر الشيخ قاسم بن إبراهيم عكفي إلى إيجاد قنوات اتصال نشطة مع نظام الحكم السعودي الجديد الذي بسط رداء عدله على مناطق شاسعة وأرجاء واسعة من الجزيرة العربية وقُوبل بالترحيب المطلق والتأييد الكامل والولاء الصادق والانتماء الراسخ ،من كل تلك المناطق اعترافاً وابتهاجاً بزعامة صقر الجزيرة ناصر الملة المحمدية ومُقيم شعائر الدين الحنيف ( الملك عبدالعزيز ) حيث أمن الناس في حُكمه ونعموا في عدله.. وهذه كانت بداية علاقة الشريف قاسم بالدولة السعودية الثالثة.

ويذكر الأمير تركي الماضي في مذكراته امتياز أهالي بيش بتعقلّهم في هذه الثورة وأظهر رئيسهم الشريف قاسم بن عكفي من الحزم والرزانة وبعد النظر والتعلق بصداقة الدولة السعودية ماجلب به القلوب، وقد هاجمه الثوار عدّة  مرات وخربوا كثيراً من بلاده وأحرقوا محلاته في أم الخشب ،ولكنه بالرغم من ذلك كله لم يتزحزح عن صداقته و ولائه للحكومة السعودية، وقد سبقت لي به المعرفة قبل الثورة بنحو ست سنين حينما نزلت من أبها إلى جيزان لمقابلة السيد علي الإدريسي عام ١٣٤٤ وفي نزولي إلى جيزان لمقابلة السيد الحسن في عام ١٣٤٥ فكنا نستريح في أم الخشب عند الشريف قاسم ويقوم بإكرامنا ويبدي محبته و ولاءه للحكومة ويتذمر من وضع الأدارسة وعدم استقرار الأمور في المقاطعة حتى قامت الثورة فكان موالياً ومحباً للحكومة السعودية وقد ضحى في سبيل ذلك بكل شيء[1]


ونتيجة لهذا الموقف من شيخ بيش الشريف قاسم بن إبراهيم عكفي، سجله الإدريسي في قائمة أعداء حركته فأرخص  لقبائل الجهة الشرقية مثل عبس والحقو وبعض قبائل المخلاف الشمالي بنهب وإحراق أم الخشب وقتل شيخها إن أمكن،وقد اتصل الخبر بعلم شيخ بيش فجمع قبائله وأخبرهم بما وصل إلى علمه،

وبعد المشاورة تم الاتفاق على مغادرة العوائل أم الخشب ( المطعن والكدرة ) وكوكبة من الرجال الأشداء والشباب الشجعان ليكونوا في معية الشيخ العقيلي[2]  

وامتدادا للعلاقة بين الشريف قاسم عكفي والحكومة السعودية بعث الشريف قاسم برسالة إلى الأمير عبدالعزيز بن مساعد و وضعها في رصاصة بندقية فارغة حتى لاتؤخذ منه وفي الرسالة يستنجد الشريف قاسم بن إبراهيم عكفي بسموه لأن أهل الحقو ( القريبه من ام الخشب ) يتأهبون للهجوم عليهم وأنه لا طاقة لهم بمواجهتهم،وقد بادر سموه بإرسال فرقة من الخيالة بقيادة محمد بن سليمان الشنيفي وأوصاه أن يتدبر الأمر هناك فإن وجد أن لهم طاقة بمواجهة أهل الحقو إذا هاجموهم فلا بأس بمواجهتهم وإلا لايتعرض لهم بل يرسل إليه عشرة من الخيالة يخبرونه عن الوضع في أم الخشب ( وهنا تتجلى حكمة سموه ومدى حرصه على سلامة من معه) فقد طلب أن يرسل إليه الشنيفي عشرة من الخيالة لا واحداً لأنه خشي أن يتعرضوا لهجوم على الطريق فيصل إليه أحدهم على الأقل فيتمكن من نجدة رجاله في أم الخشب في الوقت المناسب.

ركب الأمير بعد المضحى ( الغداء) و واصل سيره ونزل في شعيب ( وادي المخاضة) قبل أم الخشب فنزل للمعشى ( العشاء ) واستراح حتى صباح اليوم التالي و واصل سيره إلى أم الخشب فوصل إليها قبل الظهر وخرج لاستقباله أميرها الشريف قاسم بن إبراهيم عكفي، وسليمان الشنيفي ومن معه من الخيالة بعرضة بديعة تخللها شيء من القصيد ،ثم أقام أمير أم الخشب حفلة غداء على شرف الأمير ورجاله وطلب الأمير عبدالعزيز بن مساعد من أمير ام الخشب ٤٠٠ مقاتل وزوّد غير المسلحين منهم بالسلاح اللازم وقدم من رجاله ٦٠٠ مقاتل وجعل الجميع تحت قيادة أمير أم الخشب(الشريف قاسم) وطلب إليه أن يسير بهم أمامه على أن يجعل الحقو على يمينه على أن يلحق سموه بباقي الجيش ويهاجم الحقو فمن فر من أهلها تلقاه أمير أم الخشب ومن معه... ولعل الحسن الإدريسي يكون مع الفارين فيقع في أيديهم ثم أوصاهم أن يحافظوا عليه حيّاً إذا القوا عليه القبض ( لفتة إنسانية كريمة منه )

سار الأمير عبدالعزيز بن مساعد من أم الخشب بعد مغرب ذلك اليوم حتى اقترب من الحقو فأمر أن تكمم الخيل وأن يلزم الجميع الصمت والهدوء وأن لايشعلوا ناراً حتى لاتدل عليهم وأخذ الجنود يذكرون لبعضهم وصاياهم إلى أهلهم لينقلوها إليهم إذا هم استشهدوا ثم أخذ يودعون بعضهم بعضا وبعد صلاة الصبح سار الأمير إلى الحقو بين الأدغال، ثم اقتحهمها بعد شروق الشمس، فنشبت معركة عنيفة بالرصاص  انتهت المعركة باستسلامهم، وانتصار قوات الأمير عبدالعزير بن مساعد واستمرت الانتصارات إلى أن تم القضاء على ثورة الإدريسي وضم منطقة جازان إلى لواء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود طيب الله ثراه وأعلن تأسيس المملكة العربية السعودية عام ١٣٥١ هجرية

واستمر الشريف قاسم يقوم بمهام المشيخ والأمارة في بيش ونال تقدير المؤسس الملك عبدالعزيز  فأكرمه وخصص له مبلغا يصرف له سنويا واستمر في المشيخ إلى أن وافاه الأجل وانتقل إلى جوار ربه عام ١٣٥٦ هجرية

ولما بلغ الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه خبر الوفاة أرسل إلى ذويه برقية عزاء وأمر أن يخلفه ابنه الشريف محمد بن قاسم عكفي ،

وتجدر الإشارة بأنه في مذكرات الأمير عبدالعزيز بن مساعد يرحمه الله ذكر المؤلف بالخطأ أن شيخ بيش هو الشريف محمد بن قاسم  والصحيح هو والده الشريف قاسم بن إبراهيم عكفي المتوفى سنة ١٣٥٦هجرية .

  1. ^ مذكرات الامير تركي الماضي يرحمه الله صفحة ٤٣٥ -٤٣٦
  2. ^ صفحة -١٠٢٤ ١٠٢٣ -١٠٢٤